اخر الاخبار

تمر هذه الايام الذكرى المئوية لانطلاق المسرح في مدينة الناصرية، ففي عام ١٩٢١ قدمت المدرسة المركزية في الناصرية عرضين مسرحيين هما (مجنون ليلى) و(وفود النعمان إلى كسرى).

والمعروف ان الناصرية هي اول مدينة يكتشف في آثارها (قناع خمبابا) الذي استخدمه السومريون الأوائل في طقوس تمثيلية تعبر عن معتقداتهم الدينية التي تجسد اسطورة الخلق ورثاء أور، كما إن التشابيه الحسينية وتجسيد واقعة استشهاد الحسين في العاشر من محرم هي أيضاً مشاهد تمثيلية يقيمها أبناء الناصرية منذ عشرات السنين. وقد استمر النشاط المسرحي لمدارس الناصرية والأقضية التابعة لها وخصوصاً أقضية الشطرة وسوق الشيوخ والرفاعي طوال الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، ولكنه كان نشاطاً لا يعتمد على الاحتراف والدراسة الأكاديمية للمسرح بل يعتمد على الموهبة والثقافة الشخصية للمعلم، وحماس واندفاع ورغبة إدارات المدارس وهيئاتها التدريسية، ويعتبر الفنان (عبد الغفار خضر العاني) هو مؤسس أول فرقة مسرحية في الناصرية وهي (فرقة السعدون المسرحية) ومن أعضائها عبد المجيد حسن وَعَبَد الوهاب الركابي وكريم الحسائي وحمودي مجيد وَعَبَد الله سعد، وقدمت هذه الفرقة مسرحيتين هما(الاستعباد) و(الصحراء) ليوسف وهبي.

ومن المهم الإشارة إلى أن الفنان المصري يوسف وهبي كان قد زار الناصرية عام ١٩٣٥ ومعه بشارة واكيم وعدد من الممثلين وقدموا في المدينة مسرحية (الرداء الابيض) وهي من تأليف يوسف وهبي وتمثيل جورج ابيض ويوسف وهبي وحقي الشبلي وفاطمة رشدي. وفِي الثلاثينات ايضاً زار الناصرية والشطرة الفنان (عبد الله العزاوي) ترافقه الممثلة كاترين وخضر العاني وقدموا أعمالهم المسرحية في المدينتين. ومع إفتاح معهد الفنون الجميلة في بغداد توفرت فرصة لانتساب عدد من طلبة الناصرية لقسم المسرح فيه، ومن بينهم وجدي العاني ومحسن العزاوي وعزيز عبد الصاحب وغيرهم، وبعد تخرجهم أخرجوا العديد من المسرحيات في الناصرية والأقضية الاخرى التابعة للمحافظة. فالفنان وجدي العاني المولود عام ١٩٤٠ بدأ ممثلاً في النشاط المدرسي ومخرجاً للفرق الأهلية، ومثل في مسرحية (زنزانة رقم ١٧) عام ١٩٥، كما كتب ومثل مئات الأعمال المسرحية للإذاعة والتلفزيون، وكان ممثلا ومخرجاً أولا في الفرقة القومية للتمثيل وأصدر كتاباً يضم ثلاث مسرحيات عام ٢٠١٢، ومثل في فلم (فائق يتزوج) عام ١٩٨٤، كما اختاره المخرج المصري (صلاح ابو سيف) ليمثل شخصية رومانية في فلم (اليرموك)، ومن اشهر أعماله (الناي والقمر) و(رغيف على وجه الماء) و(الجمجمة) و(الحقد) و(السيف والطبل) و(مواطن بلا استمارة) و(الينبوع) وغيرها، وتوفي عام ٢٠١٣. اما الفنان محسن العزاوي المولود عام ١٩٣٩ والمتخرج من معهد الفنون الجميلة عام ١٩٦٠ فهو ايضاً خريج أكاديمية الفنون الدرامية في براغ عاصمة الجيك عام ١٩٦٧، وبدأ التمثيل في الناصرية في مسرحيات (في سبيل التاج) و(البخيل) و(الملاح البائس) و(التأريخ يتكلم) وغيرها، كما أخرج في الناصرية مسرحيات (ثمن الحرية) و(فلوس الدوه) و(ماكو شغل) و(الغرفة المشتركة) و(زنزانة رقم ١٣) و(تجربة فقط)، وكان مدير الفرقة القومية للتمثيل بين أعوام ١٩٧٥و١٩٨٢ ومدير الفرقة القومية للفنون الشعبية بين أعوام ١٩٨٧ و١٩٩١.

أما الفنان عزيز عبد الصاحب، المولود عام ١٩٣٨ والمتوفي عام ٢٠٠٧، فبعد تخرجه من قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة تم تعيينه في الشطرة، فأخرج فيها مسرحيات (فلوس الدوه) و(ست دراهم) وغيرها، وفِي الناصرية أخرج عزيز العديد من المسرحيات بينها (اكازو) و(الغريب) و(اسياد الدم) وغيرها. وبعد هذا الجيل الأول من خريجي المسرح في معهد الفنون الجميلة، ظهرت اجيال جديدة اخرى من المخرجين المسرحيين من المعهد ومن الأكاديمية ايضاً، وأخرجوا عشرات المسرحيات في الناصرية والأقضية التابعة لها، ومنهم مهدي السماوي وحميد الجمالي وصالح البدري وحسيب كاظم جواد وكاظم فارس وحكمت دَاوُدَ وَعَبَد المطلب السنيد وكاظم العبودي وحازم ناجي وبهجت الجبوري وعباس علاوي وراجي عبد الله وفخري عرب وسلمى دَاوُدَ وايمان خضر وعدنان شلاش وفوزية حسن وسناء عبد الرحمن وسعد شهاب وزكي عطا وأحمد موسى وسمير هامش وياسر البراك وغيرهم . اما من كان يمثل مسرحيات هؤلاء المخرجين فهناك عشرات الممثلين والممثلات الذين لا يتسع المجال لذكر اسمائهم طوال قرن كامل من الزمن، وقد أبدعوا في أداء أدوارهم، وحصد العديد منهم الجوائز على مستوى المنطقة الجنوبية والعراق.

عرض مقالات: