اخر الاخبار

قائمة الأرباح العالمية لعام 2022 تكاد تكون مكتملة. لقد كان عام 2022 عام أزمة بالنسبة للعالم، ولكن ليس لشركات النفط. الأرقام تقول، إن هذه الشركات من أكبر الرابحين من الحرب في أوكرانيا والحرب الاقتصادية ضد روسيا.

* على رأس القائمة تقف شركة إكسون موبيل الأمريكية، التي زادت صافي دخلها بنحو 140 في المائة، ليصبح 55.7 مليار دولار أمريكي مقارنة بالعام السابق. كما تجاوزت المجموعة أفضل نتائجها السنوية السابقة، أكثر من 45 مليار دولار في عام 2008، وحققت أعلى نتيجة في تاريخها الذي يزيد عن 140 عامًا.

* في المرتبة الثانية، وبفارق كبير، تأتي شركة شل البريطانية – الهولندية، التي سجلت أرباحًا قياسية جديدة بلغت 39.9 مليار دولار أمريكي، أي قرابة ضعف ما حققتهُ في العام السابق. انخفاض عائدات شركة النفط من تداول الغاز الطبيعي المُسال، يقابلهُ نمو الهائل في الغاز الطبيعي المُسال لحساب الشركات الأمريكية، نتيجةً لارتفاع الأسعار، والفارق الكبير بين الأسعار وتكاليف التكرير.

شيفرون، ثاني أكبر شركة نفط أمريكية، هي ثالث أكبر مستفيد من أزمة الطاقة. بفضل أسعار النفط والغاز الطبيعي المرتفعة، حققت الشركة أكبر أرباح في تاريخها في عام 2022. بلغ 35.5 مليار دولار أمريكي، أي ضعف ما حققتهُ في العام السابق. وبهذا يمكن للمساهمين التطلّع إلى إعادة شراء الأسهم، والحصول على أرباح أعلى. بلغ الربح السنوي للسهم الواحد 18.83 دولار، مقارنةً بـ 8.13 دولار في العام السابق. وبالنظر إلى الأرباح الفائقة، بدءًا من نيسان، ستعيد الشركة شراء أسهم بقيمة 75 مليار دولار، وبالتالي ترفع سعر السهم.

* في المرتبة الرابعة، تأتي بشكلٍ مفاجئ، شركة اكوينور النرويجية بـ 28.7 مليار، مستفيدةً من مقاطعة الاتحاد الأوروبي للغاز الروسي، وتفجير انبوب نورد ستريم. تمتلك الدولة النرويجية 67 في المائة من الشركة التي حلت محل الشركات الروسية، كأهم مورد للغاز في أوروبا.

* شركة برتش بتروليوم البريطانية، التي تضم مجموعة من الشركات، ضاعفت أرباحها هي الأخرى مقارنةً بالعام السابق، لتضل الى 27,7 مليار دولار، إلا أن المتحقق لم يمنحها سوى المرتبة الخامسة في تسلسل الرابحين. وبلغت الزيادة في أرباح المساهمين 10 في المائة. وتلتزم الشركة أيضًا بهدفها المتمثل في استخدام 60 في المائة من الفائض؛ لإعادة شراء الأسهم. ومن جانب آخر، خسرت الشركة قرابة 24 مليار دولار، نتيجة انسحابها من شركة روسنيفت الروسية، حيث كانت تملك 20 في المائة من أسهم العملاق الروسي. ونظرًا لارتفاع الطلب على النفط والغاز، وارتفاع الأسعار، قلّصت الشركة نسبة التخفيض السابقة لإنتاجها، لأسباب مناخية، حتى عام 2030، والبالغة 40 في المائة الى 25 في المائة فقط.

* حققت شركة توتال الفرنسية، التي نشرت نتائجها أخيراً، أرباحًا بلغت 20.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 28 المائة سنوياً، بينما سجلت واحدة من أفضل النتائج التشغيلية لأي شركة فرنسية. وهذا على الرغم من حقيقة أن شركة النفط الفرنسية العملاقة اضطرت إلى شطب قرابة 15 مليار دولار، بسبب انسحابها من روسيا. وقد أعلنت انها استفادت من ارتفاع أسعار النفط والغاز.

أرباح 6 شركات عملاقة

الأرقام المعلنة مخيفة. لقد ضاعفت جميع الشركات أرباحها على الأقل مقارنةً بعام 2021. وإذا جمعنا أرباح أول 6 شركات، نحصل على رقم لا يصدق، رقم يزيد عن 200 مليار دولار، أي أكثر من الناتج الإجمالي المحلي لنصف بلدان قارة أفريقيا.

ولا تتضمن النتائج المُعلنة أرباح شركة اي ان آي الإيطالية، وأكبر شركة منتجات معدنية في العالم أرامكو، التي تعد أغلى شركة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 2300 مليار دولار، بأرباح مذهلة، بعد أن سجلت شركة النفط السعودية، أرباحًا صافية بلغت 130.3 مليار دولار، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022.

110 مليار لمالكي الأسهم

حصل مالكو الأسهم، حصة القطاع العام منهم ضئيلة، على 110 مليار دولار، وهذا بدورهِ يؤدي إلى فرح كبير، لمؤسسات الاستثمار المالية، التي لا تتعامل مع شركات النفط العملاقة فقط، بل أيضاً مع احتكارات صناعة الأسلحة. وبالنسبة لهذه المؤسسات؛ مثلت الحرب في أوكرانيا، وفرض العقوبات على روسيا، فرص أعمال وأرباح هائلة.