اخر الاخبار

عقد خلال الاجتماع العالمي الـ22 للاحزاب الشيوعية والعمالية في هافانا، وبدعوة من الحزب الشيوعي الكوبي، يوم الجمعة 28 تشرين الأول 2022، لقاء بين ممثل الحزب الشيوعي العراقي الى الاجتماع الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية، والرفيقة كاريداد دييغو، عضو اللجنة المركزية للحزب الشقيق.

ترحيب بالمشاركة

عبّرت الرفيقة دييغو عن سعادتها باللقاء وترحيبها بمشاركة الحزب الشيوعي العراقي في الاجتماع العالمي، الذي يعقد للمرة الأولى في هافانا، وفي وضع عالمي بالغ التعقيد.

واشارت الى التحديات الجسيمة التي تواجهها كوبا وشعبها في ظل الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة على بلادها منذ 60 عاما، وجرى تشديده من قبل ادارة دونالد ترامب بفرض 243 اجراء اضافي. 

وقدمت الرفيقة دييغو عرضا مكثفا لأبرز التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أقرها المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوبي، الذي عقد في نيسان 2021. ويشار اليه بأنه “تاريخي” واطلق عليه “مؤتمر الاستمرارية”، مع التأكيد على عدم التخلي ابدا عن الثورة والاشتراكية والصمود امام الهيمنة الامريكية والتمسك بالاستقلال. واكتسب اهمية خاصة بنقل المسؤولية الى جيل الشباب. 

كما حدّد ذلك المؤتمر التحديات والمهمات الأساسية الأربع التي يواجهها الشيوعيون الكوبيون، وهي المعركة على صعيد الاقتصاد، والعمل من اجل تعزيز الوحدة، والنضال من اجل السلام، والنضال على الصعيد الفكري. وعقدت اللجنة المركزية منذ المؤتمر اربعة اجتماعات كاملة. وتُبذل الجهود على هذه المستويات ومن اجل جعل الحزب اكثر ديمقراطية وفاعلية، ليصبح الأداة المحركة للمجتمع وتقديم كوادر الى مواقع قيادية.

المعركة الاقتصادية

وبشأن المعركة الاقتصادية التي تخوضها كوبا، اشارت دييغو الى الآثار الوخيمة للحصار الاجرامي الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة، والتي فاقمتها جائحة كورونا وتداعياتها عالميا. وبيّنت ان المؤتمر الثامن للحزب اطلق اجراءات اقتصادية من شأنها خفض الأسعار والتخفيف من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وهي خطوات ضرورية لمواجهة العقوبات الاضافية الـ243 التي فرضتها ادارة ترامب ولا تزال قائمة، وأدت الى ارتفاع الأسعار ثلاثة أضعاف.

واوضحت دييغو ان الجمعية الوطنية الكوبية (البرلمان) تابعت مؤخرا تقديم مشروع قرار الى الأمم المتحدة يدعو الى انهاء 60 عاما من الحصار على كوبا. وفي وقت لاحق، في 3 تشرين الثاني الجاري، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك للسنة الـ30، هذا القرار وصوتت 185 دولة لصالحه، بينما صوتت ضده الولايات المتحدة واسرائيل.

وبشأن المهمات الفكرية وتعزيز المنظمات الجماهيرية، اشارت الرفيقة الى ان الحزب يولي اهتماما خاصا للعمل مع الشباب. وعُقدت العام الماضي جلسة استثنائية، برئاسة السكرتير الأول للحزب الرفيق ميغيل دياز كانيل، مع المنظمات الشبابية للبحث في سبل تعزيزها ودورها في مستقبل البلاد. كما تطرقت الى قانون الأسرة الجديد الذي جرت المصادقة عليه مؤخرا بعد مناقشة واسعة على المستوى المحلي، وانه يساعد على تحقيق مساواة اكثر بين الجنسين ومناهضة العنف ضد المرأة وتطبيق الاتفاقات الدولية وسيكون ركنا أساسيا للمجتمع. وقالت ان القيادة الحالية تشجع على مناقشة أوسع للقوانين الجديدة على الصعيد الشعبي.

أثار المحاصصة

وقدم الرفيق سلم علي عرضا مكثفا لتطورات الاوضاع السياسية في العراق وموقف الحزب الشيوعي العراقي منها. واوضح ان البلاد لا تزال تعاني آثار التركة الثقيلة لدكتاتورية صدام الفاشية وايضاً للحرب والغزو والاحتلال الامريكي، ونظام المحاصصة الطائفية – الاثنية الذي فرضه، وما جرّه من ويلات على الشعب العراقي وتفشي الفساد ومن تدخلات خارجية وانتهاكات لسيادة البلاد واستقلالها. واشار الى تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير وصولا الى تفجر انتفاضة تشرين 2019 والقمع الدموي للمتظاهرين، ونتائج “الانتخابات المبكرة” في تشرين الأول 2021 وما اعقبها من انسداد سياسي استمر عاما كاملا. وعرض الوجهة السياسية التي أقرها المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، أواخر العام الماضي، ونضاله من اجل التغيير الشامل بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما تناول جهود الحزب من اجل جمع القوى المدنية الديمقراطية الطامحة الى التغيير. وأكد مجددا التضامن مع كوبا وشعبها وثورتها، والتطلع الى تطوير العلاقة الثنائية بين الحزبين في النضال المشترك من اجل السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية، وبما يخدم مصالح الشعبين العراقي والكوبي.

وعبّرت الرفيقة دييغو في ختام اللقاء عن الشكر لهذه الفرصة والاطلاع على الاوضاع في العراق وكيف يعمل الحزب الشيوعي العراقي، وعن ثقتها بأن هذا اللقاء سيعزز العلاقات بين الحزبين الشقيقين. وشكرت على تضامن الشيوعيين العراقيين مع كوبا.