صعب ان تطلع على مشاريع بناء الجسور والانفاق التي يجري تنفيذها حالياً في بغداد، دون ان تثمّنها، لكنك في الوقت نفسه تشعر بالغرابة والحسرة، والاذلال أيضا، عندما تضيّع وقتك وأنت تقود سيارتك بين الشوارع الفرعية غير المعبّدة، فتصل إلى وجهتك بعد وقت مفتوح من التأخير، بينما تحتاج في الحقيقة إلى دقائق معدودة حتى تصل!
تلك المحنة اليومية المُرهِقة، سببها عدم توفير طرق نظامية بديلة، فضلا عن تأخر إكمال المشاريع، أو تأخير افتتاح ما اكتمل منها،اضطرارا أو ربما عمدا!
نعم ايها السادة الكرام.. قد وجّه المسؤولون عن تنفيذ المشاريع بأن يكون العمل على مدار 24 ساعة حتى يُنجز في أسرع وقت، بينما الحقيقة هي ان العمل يسير بوتيرة بطيئة جداً، في الكثير من المشاريع، خصوصاً في المناطق البعيدة عن عين المسؤول، اذ يراد من ذلك - حسب الكثيرين من المتابعين - ان تنجز هذه المشاريع حين تبدأ الدعاية الانتخابية، وذلك لاستثمار افتتاح الجسور والأنفاق وقت الانتخابات!
والغرابة في ذلك، هو ان هذه الخدمة العامة يُفترض ان تُقدم للمواطنين كحق إنساني دستوري، لكنها في الواقع تُقدم لهم بمِنّة وإذلال، كي يذوقوا الموت وبالتالي “يرضون بالصخونة”!.
ألا تستطيع الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع إيجاد طرق بديلة معبدة بصورة مؤقتة، لتيسير حركة الناس وتسهيل وصولهم إلى وجهاتهم دون عناء؟ لماذا لا تجري متابعة إنجاز المشاريع وإلزام منفذيها بالعمل على مدار 24 ساعة، حسب ما مقرر؟
اكتب ذلك كوني اهدرنحو ساعة ونصف من النهار للانتقال من مدينة في الكرخ الى أخرى في الرصافة، مرورا بأحد مشاريع الجسور، في حين يستغرق الامر مني فقط 20 دقيقة في آخر المساء، بعد أنخفّت حركة السير.. هنا فعلا اشعر بأن المسؤول العراقي، حينما يُقدم الخدمة، تكون غايته منها فائدته أولاً وأخيراً!