يبدو ان قائل المثل: "اكل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس" لم ينتبه الى ان سوء التغذية الذي يمكن ان يتحقق، فيما لو طبق المثل، يمكن ان يؤدي الى امراض كثيرة، وبالتالي قد يخسر المرء صحته. إذ انه واجه الناس بالملابس التي تُعجبهم ولم يقم ببناء جسده بأتم وجه.
اتحدث عن ذلك وانا اراقب حملة الاعمار "المهمة" التي باشرتها الجهات المسؤولة في أجزاء معينة من صالات مطار بغداد وشارعه، والشوارع المؤدية الى المنطقة الخضراء والقصور الرئاسية التي سوف تجري فيها اجتماعات القمة العربية التي ينوي العراق استضافتها قريباً.
ومن الملاحظ ان حملات الاعمار التي تجري بصورة ترقيعية تتم فقط عند وجود حدث مهم. فنحن نمر الآن بالذكرى السنوية لزيارة بابا الفاتيكان الى بغداد. اذ رافقت هذه الزيارة حملة تجميل وتشجير واسعة للشوارع التي مر منها موكبه.
كما تكررت الحالة نفسها حين جرى اعمار الشوارع المؤدية الى ملاعب كرة القدم في البصرة حين استضافت كأس الخليج.
لكن أي مواطن سوف يضحك على هذه الحملات، كونها ترقيعية وغير واقعية وهي لا تستهدف أساس المشكلة، بل انها كمالية كي يرى الضيوف وجها منمقا. غير ان الواقع الحقيقي البائس الذي يُنقل يومياً عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، لا يهم مسؤولينا وضيوفهم!
أليس من الأفضل معرفة الأسباب التي أدت الى عدم ادامة الشوارع التي جرى اعمارها حين استضافت بغداد في وقت سابق اجتماع القمة العربية، وما الذي أدى الى انهيار هذه الشوارع بعد صرف أموال طائلة على اعمارها؟!
لماذا لا تُنفذ هذه الحملات في أوقات أخرى غير التي تجري فيها هذه "الزيارات المهمة"؟ ام انكم تودون تذكيرنا بمثل قيل ويقال: "من تكوم عجاجة ومن تكعد دجاجة.."؟! ومن سمع بهذا المثل يعرف المقصود!