لا نستغرب عندما نسمع او نقرأ ان العراق في المركز الأخير عالمياً في مؤشر الخدمات الصحية المقدمة لمواطنيه، وهذا الحال مستمر منذ سقوط النظام وما زال. فلا رعاية صحية ولا خدمات ولا أجهزة طبية حديثة او غير حديثة في غالبية مستشفياتنا المتهالكة.
واحتلت بغداد المركز الأخير عالميا (309)، في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025 - حسب موقع "نومبيو" المتخصص في الإحصائيات التي تُعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم.
ولا يزال النظام الصحي في العراق متهالكاً، والخدمات المقدمة تكاد تكون معدومة، ترافقها لا مبالاة من قبل الحكومة والمسؤولين في وزارة الصحة.
ان تدهور الواقع الصحي في البلاد، وضعف الخدمات الطبية المقدمة، فضلاً عن قلة الإمكانيات والأجهزة الطبية المتطورة والحديثة في المؤسسات الصحية الحكومية.. كل ذلك جعل المواطنين يلجأون الى المستشفيات الاهلية مضطرين، لإنقاذ حياتهم، على الرغم من ارتفاع تكاليف العلاج فيها. فهي باهظة الثمن ولا يتمكن من دفعها الا المقتدرون والأثرياء.
ومثال على تدهور الواقع الصحي في البلاد، يروي أحد الاصدقاء ان ابنته تعرضت الى عارض صحي مفاجئ، فنقلها إلى مستشفى الزعفرانية، وهناك أخبروه ان المستشفى لا يوجد فيه جهاز فحص (سونار)، لتشخيص حالتها، الأمر الذي اضطره لنقلها الى مستشفى الراهبات الأهلي. وبعد الفحص تبين انها تشكو "المصران الأعور". فأجروا لها عملية كلّفته مليون و650 ألف دينار. وهو مبلغ كبير، من لا يمتلكه ستتعرض حياته للخطر، وربما الموت.. كل ذلك بفضل الإهمال الحكومي لواقع المستشفيات!
لا بد للحكومة من اتخاذ إجراءات جادة وحقيقية لتحسين الواقع الصحي، بما في ذلك بناء مراكز متخصصة ومستشفيات جديدة، وتحديث المرافق الطبية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وفرض رقابة صارمة على أداء الكوادر الطبية، التي يتوجب عليها التعامل مع الحالات الطارئة باهتمام ورعاية كبيرة. وبذلك سنتمكن من النهوض بالواقع الصحي المتردي في كل جوانبه، ونجنب المواطن أعباء إضافية لا قِبَل له بها.