اخر الاخبار

كالعادة، قادني الطريق نحو منزلي إلى المرور في شارع المطار (مطار بغداد)، والذي تجدد كلياً عما كان عليه في الشهور الماضية، بفعل حركة الاعمار السريعة الرائعة التي تجري فيه حالياً، تمهيداً لمرور مواكب الفخامات والملوك والوزراء ومن يرافقهم خلال فترة انعقاد القمة العربية في الشهر المقبل!

في هذه المرة شاهدت شيئا غريبا لم أألفه في جميع حملات الاعمار السابقة. إذ رأيت مجموعة من العمال ترتقي رافعة عالية جداً لتنظيف أعمدة الإنارة بأدوات التنظيف. كذلك لفتت نظري أعمال تزيين الشارع ليكون في أبهى صورة.

ومما شاهدته أيضا، وفاجأني، حملات إعمار واسعة لشوارع قد يمر منها أولئك الضيوف، انتهت فعليا خلال مدة محدودة. إذ توفرت الإمكانيات والوقت والأموال والكوادر المسؤولة والفنية، وهُيئت كافة التسهيلات لإنجاز العمل بصورة يسيرة دون اي معرقلات. وهنا تذكرت ان رئيس الوزراء الحالي تحدث في احدى جولاته عن صعوبات تواجه انجاز مشاريعه بسبب المعرقلات التي يضعها النظام البيروقراطي.. فأيُ مفارقة هذه؟!

لكن، حين مررت بشارع جانبي، قريب من الطرق المخصصة لسير الوفود، وجدته على حاله لم يشمله هذا العطف الابوي من لدن "المعزبين"، حينها تذكرت حملة الاعمار الكبيرة التي سبقت زيارة بابا الفاتيكان الراحل (البابا فرنسيس) قبل سنوات. إذ وجدت ما يجري حاليا نسخة إعمار مشابهة للنسخة السابقة، والتي بدأت ممتازة، في حين سرعان ما تهاوى كل ذلك عقب انتهاء زيارة البابا، كون الإعمار اقتصر على التزيين والتزويق الشكلي فقط، دون معالجات جوهرية. وهذا بالفعل يشبه الحلول السطحية للمشكلات، والتي تقدمها قوى المحاصصة الفاسدة بدلَ أن تعمل على حل الأزمات البنيوية.

خلاصة القول: ان معالجة الأزمات أمر ممكن، في حال توفرت الإرادة الحقيقية لتنفيذ الحلول، وهي كثيرة!