اخر الاخبار

يحرص الفاسدون على استغلال أي فرصة لملء جيوبهم بالمال السحت الحرام، والأسوأ في ذلك هو حينما ينتعش الفساد بمساعدة مباشرة واضحة من الحكومة عبر قرارات غريبة!

فقد سبق ان قررت وزارة الصحة جباية مبلغ 5 آلاف دينار، من أي مواطن يزور مريضا في عموم المستشفيات، خارج أوقات الزيارة المقررة يومي الاثنين والأربعاء، ما أدى الى ردود فعل غاضبة، باعتبار ان المبلغ كثير جداً، لا سيما على الفقير وذي الدخل المحدود. ثم ان موضوعة زيارة المرضى تتطلب إجراءات معينة.

رصدنا خلال الفترة القريبة الماضية، قيام موظفين مسؤولين عن هذا الملف، باستغلال حاجة الناس لزيارة مرضاهم، في ملء جيوبهم بالمال الفاسد، من خلال استلام المبلغ المحدد دون قطع تذكرة الدخول (الوصل)، ما يتطلب مراقبة هؤلاء، ومحاسبتهم.

شاهدت بعينيّ هذا الفساد في مستشفيات مدينة الطب، سعد الوتري، ابن النفيس. إذ دخلت مجموعة كبيرة من المواطنين، وجرى استحصال المبالغ المالية منهم دون ان يتم قطع تذاكر لهم، غير ان مواطنين آخرين جرى التعامل معهم وفق القرار، ما يعني أن الموظفين يستخدمون عددا قليلا من التذاكر، والبقية لا تُستخدم فتُحال مبالغها إلى الجيوب!

ان مثل هذا القرار الغريب العجيب، لم يصب في مصلحة الوزارة والمريض أبدا، بل صبّ في مصلحة هؤلاء الفاسدين. اذ يؤكد موظفون ان عدداً منهم يحرص على استلام هذه المهمة، لا بل يسعى إليها بشدة، وذلك لاغتنام مردودها المالي الفاسد!

من الجيد ان يجري تنظيم عملية زيارة المرضى بصورة حضارية، تجنبا للفوضى وازدحامات الزائرين وحفاظا على سلامة المريض وهدوئه، على ألا يفتح ذلك بابا جديدا للفساد!

ويعتقد كثيرون من الناس، أن جباية الرسوم من زائري المرضى خارج المواعيد المقررة، لم تُقرر للحد من الزيارات في أوقات معينة، إنما لزيادة مداخيل المؤسسات الصحية! فبالإمكان منع الزيارات تماما والسماح بها للضرورة القصوى، وبالإمكان أيضا تنظيمها على شكل وجبات بأعداد قليلة ووفق توقيتات محددة.