اخر الاخبار

يتكرر الحديث عن "مستقبل العراق" حتى اصبح هذا المستقبل كما لو انه قطعة ارض بجادرية بغداد، لا احد يعرف كيف نُهبت، ولا كيف يمكن استعادتها، ويذهب البعض الى استخدام جرعة مخدرة عنوانها "لا يصح إلا الصحيح" حتى بعد ان يُهزم الصحيح وينتصر الخطأ في اكثر من امتحان، والغريب ان ثمة دعاة احترفوا ترويج بدعة بالية بين جمهرة من ضحايا الخوف والتهديد اليومي بالقول انه كلما تشتد الازمة، وتعمّ الاهوال، وتسيل الدماء، وتنتشر المظالم والجثث والمفاسد سيأتي الفرج ويحلّ المستقبل الوضاء للعراق. وفي كل مرة يتعافى السؤال ويصبح جادا، وواضحا، ومُلحّا (كما هو الان) عن المسؤول الذي تسبب في تعريض العراق ومستقبله الى الخطر، يستنفر اصحاب الشأن والمعنيون وبعض المستشارين والدعاة وخطباء الجوامع في البحث عن دربونة يختبئون فيها من استحقاقات هذا السؤال، الذي يتضمن ايضا تسمية المسؤول عما حصل ويحصل.

وبوجيز الكلام، يمكن القول دون الشعور بالاستعجال، ان ملامح مستقبل العراق ليست واضحة ولن تتضح، ويشرف على الهاوية، في حال استمرت قبضة سلطة الفساد تمسك بعقارب الساعة.. وعقارب الساعة تتوقف، لكنها لا تعود الى الوراء، لو يعلمون.

قالوا:

"يا لهاويتنا كم هي واسعة".

محمود درويش