قُرّاء معدودون لم يكونوا بحاجة الى مخيلة مستعارة من سردية جمال العتابي "منازل العطراني" لكي يخططوا ملامح وهوية بطلها محمد الخلف (الأب) والام زهرة وجميع البنات والابناء ممن أدّوا دور المنشدين في سمفونية حزينة تذكرنا بـ"الاغاني الحزينة" للموسيقار البولوني هنريك غوريسكي التي صممت لأسرة (مثل اسرة الرواية) قاومت زلزالاً ضرب اقدارها بهمس مدوٍ.
ابطال المنازل الرئيسيون، الوالد والراوية وعامر، الشهيد، وزوجته، كانوا مثل كتيبة يعملون في مشغل الرغيف الشيوعي اليومي "طريق الشعب" عندما هبت عاصفة الغبار على الجريدة، والعراق، ما يلزم ان نسجل الرواية ومأثرة ابطالها في مفردات الاحتفال بيوم الصحافة الشيوهية بكل فخر.
انا الموقع اعلاه احد نزلاء الرواية، وكانني الآن(وانا اكتب شيئا) امسح براحة كفي على رخامة القبر الذي ضم جسد (صديقي) عامر، لصق رخامة الام التي أدارت اشتباكات معقدة باليقين والخوف، وصنعت فلذات انقذفت (اعواما) في عواصف قاسية، حيث رافقتُ بطل الرواية محمد الخلف في معابره وحواراته، سجينا وهاربا وعائدا، قويا وحائرا.. ثم حين احتل، طيب الذكر، طاولة في بناية طريق الشعب، على بعد ياردات من طاولتي.
*قالوا:
."الخيزران الذي ينحني اقوى من البلوط الذي يقاوم"
نيتشة