اخر الاخبار

ماذا يمكن أن يقال عن كارثة مول الكوت أكثر مما قاله الملائكة وهم يستلمون جثث أطفال بعمر الورد كانوا يأكلون الآيس كريم على كراسي هزازة قبل أن تداهمهم النيران فيلوذون ببعضهم صارخين، تحت هجوم ناري لا أحد يتصور هوله، فلم تتعرف أمهاتهم على وجوههم ولم يميز بينهم دفانو قبورهم، بأن تتأسف وتسجد للضحايا بدموع غزيرة؟ وأي مهجة للمداد تبقى لكي تدلي بشهادة الاحتجاج حيال مذبحة الأجساد المشوية لنساء ورجال وشيوخ كانوا قبل ساعة في عداد الأحياء، غير أن تتأسى على أبرياء تاجر فاسدون ومرتشون بأرواحهم وحق أن يُقتص منهم؟ وما هي عبارات التعاطف المناسبة مع مدينة الكوت التي شيّعت العشرات من أبنائها إلى المقابر، وأرسلت المئات منهم إلى المستشفيات في مهرجان من النحيب الجمعي مما لم تشهده المدينة قبلاً، غير أن تطالب بتشكيل لجنة "تقصي الحقائق" لا في خلفيات حادثة حريق متجر كبير من خمسة طوابق، بل في حاجتنا حقاً إلى حكومة، ومجلس محافظة، وبلدية، مرت المذبحة المروعة عبر أقنيتها وشبكة موظفيها، وتواطئها.

كان يمكن لحبر هذا التعليق أن يذرف الدموع على ضحايا الكوت المنكوبة بأجمل أبنائها، لكن دموع أصحاب الحكومة كانت أسبق..

لقد قتلوه "وجاءوا أباهم عشاء يبكون". 

*قالوا:

" لكي تخلق التناغم في المعزوفات الموسيقية يجب أن تدرس النشاز".

بلوتارخ- مؤرخ إغريقي