آخر المهازل التي تسبق انتخابات نوفمبر القادم تتمثل في الحديث عن حرامية نبلاء وزعوا قسماً من سرقاتهم على المحتاجين والفقراء ما يوجب انْ نفتح صفحة جديدة مع مطلوبين منهم للعدالة، ثم (يقولون للمغفلين) يجب ان لا نحاسب اولئك الذين كسبوا أموالا من التهريب واعمال النصب وصرفوها في الاحسان ومثوبات التقرب "الى الله" وتدخل هذه الدعوات في قوانة الرأفة المغشوشة وطيّ صفحات الماضي، بل اننا فوجئنا بمن يتحدث عن نهابين وحرامية "طيبين" و "أسخياء" صرفوا كل ما جمعوا من ثروات السحت الحرام على عائلات "متعففة ومحتاجة".
في اللاواقع المتخيّل قد نحصل على "اللصوص الطيبين" مثل الشخصية الخيالية من القرون الوسطى "روبن هود" الذي كان يعيش في غابة شيروود بانكلترا، ويغير منها على ضيعات الاثرياء لينهب منها الاموال بهدف مساعدة المعوزين والجياع، أو اللص الظريف ارسين لوبين الذي اخترعه الكاتب الفرنسي موريس لبلان وصار مثار اعجاب المراهقين بالنظر لشجاعته وروح الفروسية والشفقة والوفاء التي تحلى بها على الرغم من شغفه بالسرقة وفنونها، لكن الاغرب في مسلسل رد الاعتبار لسراق قوت الشعب (عندنا) يتمثل في الدعوة المبطنة الى مكافأة هؤلاء(انتباه) بمقعد في مجلس النواب.. وإذا عُرف الهدف بان الخرَف، وسقط الشرف.
*قالوا:
" الكذب على الناس فعل سيء ، ولكن الأسوأ منه الكذب على النفس".
تولستوي