يجب ان نثق بقدرة امرأة واحدة، شجاعة، ومؤمنة بقضية العدالة، قضيتها، على ان تهزم عددا كبيرا من فلول انظمة القمع والفساد والجور، فكيف اذا ما تشكل طيف من الرائدات وكوكبة من النساء الناشطات اللواتي لا يبخسن قضيتهن، ومستعدات للدفاع عنها؟ وهذا ما يحدث على مدار الايام الفائتة من امثلة جديرة بالفخر، لنساء ناشطات تحدين اصوات التهديد وفنون التشهير والاباطيل، وتقدمن مشهد الحراك السلمي واصابعهن في عيون الردة والظلامية وخطاب الكراهية والتحريض وقاهري المجتمع، والاهم، انهن واعيات ويمتلكن مرشدات عقلية الى ما هو صحيح وما يضمن كسب المعركة مع خصوم قضية الحريات. احدثكم (مثلا) عما جرى في بلاد بعيدة، ففي يوميات استعادة الديمقراطية بالأرجنتين انطلقت حركة نسوية العام 1977 بتجمع من اربع عشرة امرأة فقط في ساحة "ميدان مايو" أمام قصر الرئاسة. كنّ أمهات يطالبن بمعرفة مصير أبنائهن المختفين، ولأنهن مجرد مجموعة من الأمهات المسالمات فقد اضطر العسكر الى تركهن من غير تعرض، فزاد بأسهن بمرور الوقت، واصبحن قوة لقضية لا تقهر، إذ لم يتخلفن مرة واحدة، حتى اطيح بالدكتاتورية.
*قالوا:
"تعلمت منذ زمن ألا أتصارع مع خنزير أبداً، لأنني سأتسخ أولاً، ولأنه سيسعد بذلك"
برنارد شو