اخر الاخبار

يبدو المدرب الأسترالي غراهام أرنولد متحمسًا وجاهزًا لمنافسات الملحق المؤهل إلى كأس العالم، إذ ظهر ذلك من خلال حضوره قرعة الملحق، واستعداده للمشاركة في بطولة ملك تايلاند، إضافة إلى بحثه عن مباريات تجريبية للمنتخب الوطني، ومتابعته الحثيثة للاعبي العراق سواء في الأندية المحلية أو أندية الاحتراف. هذه المؤشرات تؤكد أن أرنولد عازم وجاد في التحضير للملحق وتوابعه.

وقد شدد أرنولد على استعداده للبقاء في بغداد لمتابعة اللاعبين في دوري نجوم العراق والمحترفين في الخارج، حرصًا منه على الوقوف على مستوياتهم الفنية ولياقتهم البدنية. وأدرك المدرب أن الأمنيات وحدها لا تكفي لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، بل إن العمل الجاد، والاختيارات الدقيقة، وبذل الجهد والعرق هي السبيل الوحيد للمضي نحو النهائيات. فالاستعداد النفسي العالي والدعم الإعلامي يشكلان معًا عناصر أساسية لدفع المنتخب العراقي من الملحق إلى النهائيات.

الجميع يعلم أن خيارات المنتخب هذه المرة ليست متعددة كما في التصفيات الأولية، بل أمامه خيار واحد فقط، ولا مجال للاجتهادات أو "التنظير". وهنا أبدأ حديثي مع الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يبدو منشغلاً بمشكلاته وخلافاته، وهو ما أضاع علينا المرحلة الأولى من التصفيات، ولا يزال أثره قائمًا حتى اليوم بل أشد وقعًا. فهل يتمكن قادة الاتحاد من مصارحة أنفسهم وجماهير الكرة العراقية، والتعامل مع الواقع بشفافية وأمانة خدمةً لمصلحة الكرة العراقية؟

أما الطرف الآخر، فهو الصحافة والإعلام، إذ تقع على عاتقها مسؤولية كبرى في نقل الأحداث والحقائق بأمانة بعيدًا عن التأويلات والتكهنات، دفاعًا عن المصلحة العامة. على الإعلام أن يضع الوطن ومصلحة الجماهير نصب عينيه، وأن يبتعد عن "الفبركات" أو التلاعب بالألفاظ التي تربك الرأي العام.

الطرف الثالث يتمثل في الجماهير العراقية، التي يقع على عاتقها واجب مساندة المنتخب الوطني وشد أزر لاعبيه، وتشجيعهم على الظهور بمستوى مشرف، بعيدًا عن الهجوم أو الانتقاص من أي لاعب أو جهاز تدريبي. فجميع اللاعبين أبناء الوطن، ومن ينجح نفخر به، ومن يتعثر نصفق له حتى ينهض من جديد. ولتكن الوحدة الوطنية هي القاعدة التي تجمع العراقيين من أقصى كردستان إلى جنوب البلاد.

إننا اليوم أمام خيار واحد لا بديل عنه، وهو تصدر المجموعة الثانية للملحق وحسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026. لذلك أناشد اتحاد الكرة والصحافة والإعلام والجماهير ووسائل التواصل الاجتماعي وكل الحريصين على الكرة العراقية، بضرورة منح المدرب أرنولد المساحة الكافية وحرية العمل في اختيار اللاعبين واتخاذ القرارات المناسبة، فالأمر يتعلق بمباراتين فقط قد تحددان مصير التأهل.

إن منح أرنولد الوقت الكافي لتطبيق برنامجه سيمنحه اندفاعًا وطاقة إضافية تخدم المنتخب العراقي وتوفر له حلولًا مناسبة، خاصة أن المدرب يدرك جيدًا أهمية عامل الوقت في تنفيذ خططه التدريبية. فلنكن جميعًا يدًا واحدة وقلبًا نابضًا بحب العراق، إذ لا خيار أمامنا سوى الفوز وحجز بطاقة العبور إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.