اخر الاخبار

صبيان العيد، دائما، تغويهم الملابس الجديدة التي يرتدونها، وتسحرهم الطبول التي يتنقلون بين ضاربيها، وتمتعهم الرحلات الشيقة في القوارب التي تجري مجرى الأحلام، ولا يهم، في الأيام الأولى للعيد، ووسط الشعور بالرضى الصبياني، أن تكون تلك الملابس فضفاضة عليهم ولا نسق لها، وان تكون أصوات الطبول نشازا ولا طعم فيها، وأن تفقد القوارب أمانها وسط الموج، وصبيان العيد تأخذهم نشوات الأراجيح حيث يتخيلون بانهم يعبرون بها الفضاءات، وتبهرهم مشاهد الورق اللماع الذي ينظرون عليه وجوههم بأمارات السعادة، وتسكرهم أغاني المناسبات الصاخبة التي ينخرطون فيها، عازفين ومنشدين، وتبهجهم تمثيليات الهزل والقوة ومصارعة الأسود إذْ يجدون أنفسهم من خلالها أبطال زمانهم، يحاربونها في الخيال وينتصرون.

هذا في أيام الصخب، قبل أن تصل الخبصة إلى نهاياتها، وتخلو الساحات من الطبول والمهرجين وأشرطة النيون، فيبدأ الواقع مملاٍ وقاسيا ومشاكسا أمام صبيان العيد.

في الجزء الأول من رواية "ارض السواد" لعبد الرحمن منيف معالجة لافتة لأزمة صبيان العيد، بعد ان تختفي المزامير، حيث "ينفعلون بسرعة. يصخبون، وبعض الأحيان يجنّون".

*قالوا:

 "يمكن للإنسان أن ينجح في الصعود إلى أعلى القمم، لكن لا يمكنه البقاء فيها طويلاً".

برنارد شو