اخر الاخبار

اختار لاعبونا الطريق الأصعب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. ولم يكن هذا الاختيار بإرادتهم، بل نتيجة إضاعة فرص عديدة ومهمة للتأهل المباشر. ومع تراجع مستوى منتخبنا الوطني، احتل المركز الثالث في مجموعته بعد أن تأهل منتخبا كوريا الجنوبية والأردن، تاركين لفريقنا والعُماني مهمة المنافسة في الملحق، وهو الطريق الأكثر تعقيدًا.

من هنا تبرز الحاجة إلى خارطة طريق واضحة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، حيث ستقسم المنتخبات إلى مجموعتين، ويتأهل الأول من كل مجموعة إلى النهائيات. والجميع يسعى لانتزاع الصدارة وحجز بطاقة التأهل لهذا المحفل العالمي الكبير. وبرأيي، المهمة شاقة للغاية وتستوجب معالجة مسارات المنتخب الوطني على مستويين: الإداري والفني.

فعلى الصعيد الإداري، ما زال الاتحاد العراقي لكرة القدم يعاني خلافات ومشاكل ينبغي إنهاؤها فورًا، لأنها ستؤدي حتمًا إلى نتائج وخيمة إذا استمرت. أما فنيًا، فقد تجاوز المنتخب مرحلة التعارف بين المدرب الأسترالي غراهام أرنولد ولاعبيه، وأمامه فترة زمنية كافية لاستثمارها في تحسين الأداء وتطوير المستوى.

لقد رأى كثير من المختصين في التدريب والإعداد أن المنتخب العراقي كان من أضعف الفرق في المنافسات الماضية، ولم يقدم مستويات متميزة. ومن أبرز العيوب التي برزت ضرورة التركيز على نوعية اللاعبين واختيار الأفضل أداءً لا الأسماء الأبرز. كما أن البناء النفسي للاعبين عنصر حاسم، فهذه المباريات صراع نفسي قبل أن تكون بدنيًا أو فنيًا، والفوز من نصيب الأكثر قدرة على الصمود الذهني.

لذلك، نطالب الاتحاد العراقي لكرة القدم بتشكيل لجنة تضم خبراء وأخصائيًا نفسيًا لمساندة اللاعبين على اجتياز هذه المرحلة الصعبة. كما نؤكد على أهمية إبعاد اللاعبين عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتجنيبهم الضغوط، والاكتفاء بمنح الجهاز الفني كامل الصلاحيات لاتخاذ قراراته الفنية دون تدخل خارجي. ويُسمح بالمناقشات والآراء خلال التدريبات، لكن بعد دخول الفريق أرض الملعب يجب أن تتوقف هذه التدخلات نهائيًا.

كذلك، من الضروري إقامة مباريات تجريبية مبكرة، خصوصًا مع اللاعبين المحليين، لإتاحة الفرصة للمدرب أرنولد وطاقمه للتعرف بشكل أعمق على قدرات اللاعبين المختارين، مما يتيح تقييمًا أدق لمستوياتهم الحقيقية.

أما الإعلام الرياضي العراقي، فواجبه اليوم أن يكون داعمًا ومساندًا، من خلال بث رسائل إيجابية تحفز المنتخب وترفع معنويات اللاعبين والجماهير على حد سواء. وهنا أخاطب الاتحاد العراقي لكرة القدم: تجاوزوا خلافاتكم، ضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحكم الشخصية، واجعلوا هدفكم الأول والأخير هو قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم.

وللجماهير العراقية التي عانت من خيبات متكررة، نقول: إن دوركم لا يقل أهمية، فمساندتكم وتشجيعكم الصادق هو السند الأكبر للمنتخب في هذه المهمة التاريخية.

وأخيرًا، رسالتي إلى لاعبينا: أنتم اليوم مطالبون بإسعاد جماهيركم وتقديم أفضل أداء ممكن في ملحق كأس العالم. فلتظهروا بالصورة اللائقة، ولتعكسوا بأدائكم الفني وأخلاقكم الرياضية الوجه المشرق للكرة العراقية.