اخر الاخبار

إن اهتمامنا برياضة المرأة نابع من وعينا التاريخي والواقعي بدورها في النشاطات الحياتية، وخاصة اليوم، حيث أثبتت المرأة العراقية منذ منتصف القرن العشرين أن مكانها الطبيعي ودورها المجتمعي لا يقلان أهمية عن شقيقها الرجل. فمحاولات القوى المحافظة والمرجعية لم تصمد أمام أثر المرأة ودورها الريادي والقيادي في المجتمع العراقي بكافة تفاصيله، بما في ذلك المجال الرياضي.

لقد ساهمت المرأة العراقية منذ منتصف القرن الماضي في الحياة العامة سياسياً واجتماعياً وثقافياً، بالرغم من محاولات البعض من أعداء الحياة للحد من حضورها الطبيعي. وحديثي اليوم يركز على ممارسة المرأة للرياضة، وتحديداً كرة القدم، حيث برزت المرأة العراقية بشكل مبدع في الساحات المكشوفة، مما يضعنا أمام مسؤوليات تاريخية رسمية وشعبية.

علماً أن المرأة العراقية بدأت ممارسة كرة القدم في الساحات المكشوفة منذ عام 1973، قبل أن تلحق بها نساء كثيرات في دول الجوار والمنطقة والعالم. وكانت سباقة في ممارسة اللعبة في وقت لم تكن فيه الرياضة النسوية متاحة حتى داخل المنازل، ومع ذلك حاول أعداء الحياة "تقييد المرأة" وحبسها داخل البيت لأسباب متنوعة، مفروضين عليها واقعاً قاسياً.

المرأة العراقية، بوصفها الأم والمربية الفاضلة، والأخت المناضلة، والبنت الأصيلة، والحبيبة الشريفة، قدمت تضحيات جسام وبطولات صادقة في كل مراحل حياتها، وحافظت على عطائها وقاومت الأنظمة الدكتاتورية والفاشية. ومع ذلك، لا يزال البعض يتجاهل أدوارها وبطولاتها وتأثيرها في تربية الأجيال، التي قاومت جميع أشكال العنف والبطش.

ومع ذلك، نجد البعض مصراً على تصوير المرأة بشكل سلبي، إلا أن الصورة المشرقة تظهر في مشاركتها الأخيرة في بطولة آسيا، التي اعتبرها خطوة مهمة لفتح الطريق أمام بناتنا للمشاركة في البطولات الدولية والقارية. ومن خلال خبرتي المتواضعة أؤكد أن هذه المشاركة الأولى كانت مشرفة، حيث حقق الفريق الوطني العراقي أربع نقاط من فوز وتعادل، قبل أن يخسر أمام تايلاند البلد المضيف والمنتخب الهندي.

قدم الفريق النسوي العراقي مستوى مشجعاً وقابلاً للتطور والمنافسة، بمشاركة بعض اللاعبات المحترفات في الأندية الأوروبية، إضافة إلى لاعبات هاويات يمارسن كرة القدم المحلية داخل الوطن. ومن خلال خبرتنا الطويلة في كرة القدم، نرى أن الواقع النسوي وقدرته على المنافسة وتحقيق الإنجازات يتطلب وضع خطط وبرامج طويلة الأمد، والبدء مبكراً مع الفئات العمرية الصغيرة، والاهتمام بالكرة النسوية في الأندية العراقية بشكل عام، والمشاركة في البطولات والمسابقات للهواة والمحترفات.

خطوات عملية لتطوير كرة القدم النسوية:

  1. تشجيع كرة القدم النسوية للفئات العمرية المبكرة في الأندية (ناشئات، شابات، متقدمات).
  2. إقامة دوريات وبطولات لجميع الفئات العمرية.
  3. تنظيم دورات تدريبية للمدربات ومعلمات التربية الرياضية لخلق أجواء تنافسية.
  4. إعداد برامج تلفزيونية توعوية للعوائل لتشجيع بناتهم على ممارسة كرة القدم.
  5. دعم الطواقم التدريبية بالمشاركة في الدورات التطويرية لرفع قدراتها الفنية.
  6. فتح المجال للفريق النسوي للمشاركة في البطولات والدورات الودية لزيادة الاحتكاك.
  7. الاهتمام بالبنية التحتية عبر إنشاء الملاعب وساحات التدريب.
  8. دعم اللاعبات العراقيات المحترفات في الأندية العربية والأوروبية للمشاركة مع الفريق الوطني.
  9. تقديم الدعم الإعلامي للفريق الوطني النسوي في البطولات والمسابقات.
  10. تعزيز الرياضة المدرسية من خلال تشكيل فرق للطالبات وتقديم الجوائز والهدايا للفائزات.

إن تنفيذ هذه الخطوات، إضافة إلى جهود معلمات التربية الرياضية وتشجيع الطالبات في جميع مراحل التعليم، سيشكل حافزاً قوياً لممارسة كرة القدم النسوية والمنافسة في مسابقاتها، بما يضمن استمرار تطورها وتحقيق الإنجازات المستقبلية.