اخر الاخبار

كل الاتحادات الرياضية التابعة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية مطالَبة بصناعة أبطال لرياضاتها في جميع الأيام والمواسم، لأن واجب هذه الاتحادات والمؤسسات الرياضية ينحصر عملها ودورها خلال عمرها ودورتها في إعداد أبطالها والعمل من أجل صناعة الرياضي البطل في حياتها وواجبها دون كلل أو ملل. وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما هو الواجب الذي تضطلع به الاتحادات والأندية الرياضية وقادتها أثناء دوراتها الانتخابية أو بقائها في مركز قيادة هذه المؤسسات الرياضية لأربع سنوات (مدة الدورة الانتخابية) أو أكثر؟

إن كل المؤسسات الرياضية (اللجنة الأولمبية، الاتحادات والأندية الرياضية) تقود لدورة أولمبية واحدة أو لأكثر، وهي فترتها القانونية الأصولية، فماذا تعمل في هذه الفترة؟ وهنا أقول لأحبتي العاملين في المؤسسات الرياضية: إنكم مطالبون بأن تعملوا لصناعة بطل رياضي في كل أنواع الرياضة، وهذا لا يتحقق إلا من خلال وضع خطة وبرنامج طموح للاهتمام بالأعمار الفتية (براعم، أشبال، ناشئين، شباب)، ومن خلال هؤلاء تصنعون بطلاً لامعاً يستحق تمثيل الوطن أحسن تمثيل.

فلو أن كل نادٍ رياضي وكل اتحاد متخصص بلعبة معينة سار في الطريق الصحيح ورسم برنامجاً يفضي إلى صناعة البطل الرياضي المرموق، لاستطعنا أن نقدّم لعموم رياضتنا أبطالاً لامعين ونجوماً قادرين على الإنجاز وتحقيق (المعجزات). أما أن ننتظر دون سعي وعمل مخلص وبروح جهادية عالية لتحقيق الإنجاز الكبير، فإن عملنا سيفشل ونصاب بالإحباط والفشل. وهذا الواقع سيؤثر على رياضتنا ونتائج ألعابنا.

لقد كانت ألعابنا، وفي كل المراحل، كسولة وفاشلة لأنها لم تهتم بحقيقة مستويات أبطالنا، ولا نعطي اهتماماً لصغارنا، ولا نصنع منهم، ومن خلالهم، اهتماماً بالرياضة والألعاب. ونحاول أن نعطي كل الأطفال اهتماماً بهم وبتوجهاتهم وهواياتهم، وبذلك نساهم في صناعة أبطال الرياضة والألعاب.

إن قادة الاتحادات الرياضية، عندما نجدهم لا يهتمون برياضييهم ولا بصناعة أبطالهم، عند ذلك نقرأ على رياضتنا وأبطالنا السلام. وكذلك لو وجدنا أن أنديتنا الرياضية لا ترعى ولا تهتم بأبطال الرياضة ولا تشرف عليهم، عند ذاك تكون الرياضة مهملة، وعملنا الرياضي غير منتج.

إن المؤسسات الرياضية المعنية بالاهتمام والتطوير بالألعاب الرياضية ووضع الخطط والبرامج، كلٌّ في مجاله، سنجد أن هذه الاهتمامات ستساهم في إنعاش الواقع الرياضي وبعث الحياة فيه. أما إذا أُهملت الرياضة بكل ألعابها ولم تقدم المستوى المتطور والناضج، عند ذاك سنجد رياضة وألعاباً فاشلة، وهذا الحال نجده عندنا في عموم اتحاداتنا وأنديتنا الرياضية دون اهتمام جدي، لأن أغلب الأندية الرياضية يقودها غير المتخصصين والعارفين بأسرار الرياضة والألعاب.

لهذا أدعو أحبتي في الأندية الرياضية أن يضعوا في قيادة الأندية الرياضية قادة متخصصين في علوم الرياضة وأصولها لكي يساهموا في نجاح هذه المؤسسات الرياضية. وأقول لأحبتي في الاتحادات الرياضية: عليكم أن تختاروا قائداً أو مسؤولاً اتحادياً بمستوى المسؤولية، لأن بقاء هذه المؤسسات تحت قيادة (متخلفة) لا تعرف عن الرياضة وأسرارها إلا (الاسم)، يحقق لنا الفشل والإخفاق في هذه المؤسسات التي نرجو منها النجاح والتقدم.

لذا أقول لأهل الرياضة والألعاب: إنكم مطالبون بإعداد أجيال من الأعمار المبكرة حتى تستطيعوا أن تساهموا في صناعة أبطال الرياضة. أما إذا واصلتم هذا الطريق، فإن الفشل الذريع سيكون حليفكم وحليف الرياضة العراقية.