اخر الاخبار

قبل أيام، ظهر على شاشة التلفزيون برنامج رياضي في إحدى القنوات الفضائية يحمل اسم (هاتريك)، من تقديم الزميل داود إسحاق، وطرح موضوعًا مهمًا بمناسبة الانتخابات الخاصة بالاتحاد العراقي لكرة القدم.

تناول البرنامج قضية حساسة تتعلق بعدم جدوى وجود الاتحادات الرياضية في المحافظات، واعتبر أنها تشكل ثقلًا انتخابيًا ولا تقدم عملاً متميزًا أو إنتاجيًا. وقد اجتمع بعض المتابعين على رأي حل هذه الاتحادات لما اعتبروه عدم جدواها وفائدتها.

هنا أرى أن هذا الرأي لا يتطابق مع الحقيقة، فهذه الأدوات – أي الاتحادات الرياضية في المحافظات – هي التي تكشف الطريق الصحيح نحو الإصلاح وتسير بالعمل نحو الإبداع والنجاح. أما غياب هذه الأدوات أو فشلها، فهو نتيجة عدم استخدامها بالشكل الصحيح والمناسب.

في البناء الرياضي، يتوجب مساهمة كل الطاقات والقدرات من أجل النهوض بالرياضة وكرة القدم، إذ أن توسيع قاعدة اللعبة وبناء قاعدة كروية رصينة يؤدي إلى ظهور المواهب والقدرات الكروية. أما العكس، فسيقلص حجم القاعدة ويؤدي إلى غياب الواهبين.

إذا نظرنا إلى واقع كرة القدم وكافة الألعاب الرياضية، نجد أن الفرق الشعبية في الماضي، وملاعبها المنتشرة في المحافظات والمدن العراقية، قدمت لنا أعدادًا كبيرة وبارزة من نجوم اللعبة. وحينما تقلصت هذه الملاعب وانحسرت الفرق الشعبية، أدى ذلك إلى ضعف القاعدة الكروية الرصينة التي كانت تعتمد عليها كرة القدم الشعبية. أما اليوم، فنجد أن تقلص الفرق والساحات الشعبية والاكتفاء ببعض المدارس والتجارب الجديدة أسفر عن وجود عدد أقل من المواهب والمبدعين.

أقول بصراحة، إن الساحة الرياضية اليوم تحتوي على عناصر كثيرة من الطارئين وغير المتخصصين الذين يسعون لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية، بينما كان رجال الأمس يبحثون عن صناعة المجد الرياضي والنجاح. لذلك، نجد أن العاملين في المؤسسات الرياضية هذه الأيام يركزون على مصالحهم الشخصية أكثر من المصلحة العامة.

إن الواجب الملقى على عواتقنا هو البحث عن الشخصيات الملتزمة بقضايا شعبها ووطنها، والدفاع بحرص عن آمالها وطموحاتها. فالخراب الذي حل بالوطن والقيم والمبادئ دفع الجزء الأكبر من أبنائه للبحث عن فرص الكسب الضيق والمنافع الشخصية، مما أثر على القطاع الرياضي أيضًا، بسبب غياب الوعي والتوجيه الصحيح، ودفع بعض قادة القطاع إلى الانغماس في الفساد والمحسوبية، ضاربين عرض الحائط خطوات النجاح والتقدم.

وخاصة أن التجربة الانتخابية جديدة على الوسط الرياضي، مما دفع أعضاء وطواقم الهيئات القيادية في المحافظات إلى تجريب حظوظهم في العمل بالمؤسسات والاتحادات الرياضية، وهذا ما دفع البعض من الهيئات العامة إلى المشاركة في الانتخابات. ويؤكد ترشيح أكثر من نصف الهيئة العامة لكرة القدم للمكتب التنفيذي للاتحاد، أن المرشحين لهذه المناصب هم من الجادين والراغبين بالعمل من أجل النهوض بكرة القدم والانتقال بها إلى العالمية.

لذلك، أدعوهم إلى بذل جهود متميزة من أجل خير اللعبة وازدهارها. ونأمل أن يقدم الاتحاد الكروي الجديد نفسه بكل صدق وجرأة للنهوض باللعبة وتطويرها. كما نتمنى من الاتحاد العراقي أن يقدم قائمة انتخابية منسجمة مع نفسها ومختلفة عن القوائم السابقة في الانتخابات الماضية.