اخر الاخبار

الجماعة المتنفذة، الحاكمة، وبوجيز الكلام، جرّت البلاد الى ورطة، وعرّضتها الى خطر الهاوية، وهي بدلا من مراجعة فشلها وذنوبها، والتخلي عن السياسات الكارثية التي تنتهجها، تعمل على ترقيع الثقوب، وايهام الجمهور باقتدارها الفارغ، والهروب الى الامام: لا تسمع دوي الاساطيل. لا ترى تداخل وانهيار الخرائط والاصطفافات. لا تشعر بقلق الملايين مما يحيق بمصائرها ومستقبلها، فمن جهة يظهر الهاربون الى الامام على ارض الواقع مهزومين، يدورون في فلك من الاوهام والرطانات، ومن جهة اخرى، يحاولون المماطلة واطلاق رسائل تطمينية في محاولة لكسب الوقت، في حين صارت المماطلة مكشوفة حتى لتلاميذ السياسة، فيما ارتدّ حُلم كسب الوقت الى وقت ليس في صالحهم. 

انهم يتهربون من مواجهة الاستحقاقات والاملاءات بتقديم وعود واستعراضات قوة، لم تعد موضع مصداقية، وتطمينات لا احد يصدقها، او يأخذها مأخذ الجد، ثم محاولة صرف الأذهان عن الحقائق، وعن التهديدات متعددة الاشكال والقنوات، فيما الشيء الوحيد الذي بقي في يدها هو صناعة الاوهام عن جدوى اللعب خارج الملعب، في وقت يمتلئ الفضاء بالشائعات عن الذعر الذي يضرب صفوفهم، وبالحقائق عن التصدع المتسارع في بيوتهم.

الى ذلك، تؤكد بديهيات علم الحركة عقم سياسة الهروب الى الامام، ويعزز تحذيراته بامثلة وفيرة عن زعامات هربت بدولها الى الامام، فوجدت نفسها في المزبلة، ودولها في كارثة.

*قالوا:

"الاوهام تجعل الحياة أمرا يمكن احتماله".

كولن ويلسون