اخر الاخبار

عاد البعض هذه الأيام الى ما تعودنا ان نسمعه من افتراءات وتشويهات واساءات لمواقف حزبنا ، ومنها ما هو خبيث ينطلق من حرص كاذب على الحزب، وفيه ما فيه من سموم الحقد على مسيرته وتاريخه ونضاله ، ماضيا وحاضرا.

وليس هذا بجديد على الشيوعيين وحزبهم. فمنذ ولادته قبل ٩١ عاما، ما انفك مثل هذه الحملات يتواصل باشكال مختلفة، وتقوم به جهات لا تُضمر الا العداء  المكشوف والمستتر  للحزب وقياداته، عبر مسيرته المجيدة . ولم يقتصر الأمر في الماضي على الصاق التهم بالحزب، بل كانت تلك الحملات تشمل مختلف اشكال القمع والمطاردات والنفي واسقاط الجنسية والفصل من الوظيفة وحتى الاعدام .

ما أثار ويثير حنق جوقة المعادين  للحزب على اختلافهم وتعدد منطلقاتهم، هو انه خيب ويخيب آمال هؤلاء الموتورين، وما يمنون به النفس ان يستقيظوا ذات صباح فلا يجدون للحزب أثرا، ولا يرون من يحمل رايته بثقة كبيرة بالنفس والشعب، ليسلمها لاجيال الشباب، التي كانت وما زالت تعزز صفوفه وتقوي شكيمته، وتمده بعناصر الصمود والتحدي والمواصلة، ليجدد العطاء لخير الشعب وفقرائه وكادحيه، من مختلف أطياف الشعب العراقي  الذين وجدوا فيه النصير والداعم الثابت لحقوقهم وتطلعاتهم، وقد اختبروه في الميدان، فكان فعله مطابقا لوعوده وما يعلنه من مواقف.

لا نستغرب تصاعد مثل هذه الأصوات الناعقة في غمرة التحضير والاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة ، اذ يدرك هذا البعض المأزوم ان للحزب حضورا تاريخيا، ومسيرة  معمدة بالتضحيات الجسام، وحاضرا منحازا ومدافعا عن الحريات وحقوق المواطنين، وبضمنها الحق في ان يعيشوا بسلام وأمان ورخاء  في دولة مؤسسات وقانون، كاملة السيادة وتمتلك قرارها الوطني المستقل. وهو صوت جريء معارض للمحاصصة والفساد والسلاح المنفلت ، وكاشف لعجز  المتنفذين عن تقديم بدائل حقيقية لما  وصلت اليه أوضاع البلد من سوء.

وواضح ان هذه المواقف للحزب، والصلابة والثبات على المباديء التي تربت عليها أجيال الشيوعيين، تقض مضاجع البعض، وتديم أرقهم، حتى تنتابهم  صرعات من الخفة وانعدام الوزن وفقدان البوصلة، فيختلط عندهم الامر، جهلا او تعمدا، ما يفقدهم النظرة والتقييم الموضوعيين .

وجلي أيضا ان البعض من المتنفذين، وهو يعجز عن تقديم الحلول، لا يتحمل هذه الصورة النقية  للحزب ، ونظافة  اليد، ويغتاظ عندما يسمع جمهور المواطنين يسمون الحزب: حزب الايادي البيضاء. ولم يحصل الحزب على هذا التكريم بالمال السياسي ولا بالسلاح او عبر"اللجان الاقتصادية"، بل عبر استقامة ونزاهة رفيقاته ورفاقه وقياداته  .

نعم، للحزب تاريخ حافل بالامجاد والبطولات ، وصدق المواقف والانحياز للشعب والوطن، ولكن الحزب وهو يجتهد  للمصلحة العامة وليست الخاصة،  يمكن ان يخطئ في هذه الجزئية او تلك. وهو هنا من الرواد في  المراجعة وإخضاع مواقفه وسياساته للتقويم والنقد والتصحيح. وهو يميز جيدا بين الغث والسمين، بين المعاداة متعددة الاشكال ، وبين النقد البناء الحريص.

هكذا هو حزب الشيوعيين، الذي يسير الى امام واثق الخطى، يدقق وفق  ممارسته اليومية، ويتعلم  عبر التصاقه بالجماهير، فهي المعين الذي لا ينضب .

ونقول ان ما يثار اليوم من ترهات ضد الحزب الشيوعي العراقي، هو من سقط المتاع  وترديد بائس لمفردات اكل الدهر عليها وشرب، ولن يؤثر قيد انملة على الحزب ومسيرته، فالناس بتجربتها وخبرتها يعرفون الشيوعيين واصالتهم، ولن ينطلي عليهم ما  يشيعه ضعاف النفوس والمأزومون. وان مثل هذه الحملات البائسة لن تكون احسن حالا من سابقاتها، فقد ذهبت واصحابها الى مزبلة التاريخ، فيما بقي الحزب شجرة وارفة، باسقة، تشيع الامل بمستقبل جديد للعراق، عراق المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.