اخر الاخبار

في مطلع العام الدراسي الجديد، يسرّنا أن نتحدث عن الرياضة المدرسية وأهميتها في حياة التلاميذ وأثرها في مسيرتهم. فقد أولت البلدان المتقدمة والراقية النشاط الرياضي المدرسي دوراً متميزاً، ولا سيما في المراحل الدراسية المبكرة، حيث ينتقل الطفل من اللعب والحركة إلى حياة الجد والتعلّم. لذا نجد أن معلم التربية الرياضية هو الصديق الأول للتلميذ في مراحله الدراسية الأولى.

وعن طريق معلمي ومدرسي التربية الرياضية نكتشف المواهب والقابليات الرياضية عند الطلبة، لتبدأ من هنا الخطوة الأولى في صناعة البطل الرياضي. فالمدرسة تستطيع أن تضع اللبنة الأولى للأساس الرياضي للتلميذ والطالب، وتقدمه إلى بطولات المدارس، ومن ثم تعمل على رعايته ومتابعة إنجازه وتطور مستواه، لنجد بعد ذلك منتخبات التربية تحتضنه وتقدمه بطلاً ومبدعاً.

إذن، البداية تكون من المدرسة، وبالتحديد من الساحة المدرسية، ومن دور معلم الرياضة في صقل موهبة التلميذ، وزرع الثقة فيه، وتقديمه إلى ساحات الإبداع والإنجاز. ولا يمكن للمبدع أن يتقدم الصفوف، ولصاحب الإنجازات أن يحقق أهدافه، ما لم يكن موهوباً وحريصاً على التطور والسعي لتحقيق النجاح. وهنا يبدأ الدور المهم للأندية والاتحادات الرياضية في رعاية هذه المواهب، وتوفير جميع احتياجاتها، وبذلك تتكامل حلقات العمل الرياضي، وتتحقق الأهداف الوطنية في صناعة البطل الرياضي، من خلال دعمه وتقديم الإرشاد والرعاية التدريبية له، وصولاً إلى تأهيله لتحقيق أفضل الإنجازات.

لذا، أناشد وزارة التربية أن تهتم بالجانب الرياضي، وأن تولي التلاميذ والطلبة عناية خاصة، من خلال توفير جميع مستلزمات النجاح والتطور في مجالات الإبداع الرياضي، عبر تجهيز الساحات المدرسية والعناية بها، وكذلك الاهتمام بمدرسي التربية الرياضية، وألا تُبعدهم عن طبيعة عملهم الأساسية بإلغاء درس التربية الرياضية لصالح دروس أخرى، أو بتحويلهم إلى إداريين يقتصر عملهم على مراجعة مديريات التربية لإنجاز المعاملات المدرسية أو لجلب الرواتب!

وهنا أطالب بأن يكون درس التربية الرياضية درساً منهجياً ومؤثراً، لا يقل أهمية عن بقية الدروس الأخرى، فهو درس أساسي وضروري للطلبة.