في المنتصف الثاني من العام 1969 كان العراق قد دخل في عنق زجاجة ضيق، حيث اصبح واضحا ان حكم البلاد اختطف من مجموعة صغيرة من حزب البعث، منبوذة حتى من قياداتها الرئيسية، وهي وريثة انقلاب شباط العام 1963 الذي اغرق البلاد في بركة دم، لكنها حرصت خلال عودتها الى الحكم اواخر العام 1968 ومع صعود صدام الى سلطة القرار ان توحي بانها هجرت عقيدتها الاجرامية واخذت الدرس من سقوط سلطة شباط ولم يكن ذلك إلا محاولة تأجيل الكشف عن انيابها البغيضة.
آنذاك، مرّ حادث استشهاد ستار خضير مرورَ شهابٍ بارقٍ سقط مدويا فوق كومة من الاسئلة، واشعل فينا نار الغضب ضد القتلة، وكان (الاغتيال) موضوعا للتأملِ وامعانِ النظر في حال الحزب والاخطار المحيطة به، وفي مصائر العراق اذ يجدد مجرمو البعث سيناريو 8 شباط بوسائل جديدة، واتذكر ان المناقشات، آنذاك، كانت تتركز على السوال" لماذا ستار خضير؟" وذلك قبل ان يلعلع رصاص العصابة، فيما بعد، ليغتال المزيد من المناضلين.
حينها، وقبل خمس وخمسين عاما، اتذكر اننا أسمينا هيئتنا الحزبية باسم ستار خضير بعد ايام من اغتياله، وبقينا لفترة طويلة نقف دقيقة صمت مع كل اجتماع نعقده لتجديد مآثره واستذكار أمثولته.
*قالوا:
"الابطال لا يُصنعون في صالات التدريب".
محمد علي كلاي