فيما تتصاعد الدعوات الى اعتماد خطاب انتخابي بعيد عن التأجيج والتحريض الطائفيين، يواصل البعض الشحن المقيت عن قصد ودون اهتمام بعواقبه الجسيمة، وكأنه وهو غارق حتى الاذنين بالطائفية، لم تشبعه النكبات والكوارث التي حلت جراءها بالشعب والوطن.
فقد نقلت مواقع إخبارية مقطعا مصورا لمعمم في حسينية بمدينة الناصرية، يدعو المصلين الى التصويت "مذهبيا" حتى لو كان المرشح "٩٩ ٪ موزين "، فالمهم ان يفوز ما دام من "مذهبك".
إضافة الى كون دعوات كهذه مخالفة للقوانين ذات العلاقة بالانتخابات وبتعليمات المفوضية العليا، ومنها تحريم استخدام دور العبادة للدعاية الانتخابية، يتوجب ان نتصور نوعية مثل هذا المرشح عند فوزه، وماذا سيقدم لمجلس النواب. هنا، وإضافة الى ما تولده مثل هذه الدعوات المنفرة من تداعيات وما تحفر من اخاديد في المجتمع، فهي تُسقط كل معايير الانتخاب السليم، واختيار من هو أفضل وأكفأ لعضوية برلمان يفترض ان يمثل الشعب بأطيافه المختلفة، وليس مكونا بحد ذاته.
ان مفوضية الانتخابات والحكومة مطالبتان بشدة، بالتحرك العاجل لإيقاف هذا العبث بالسلم الأهلي، من أية جهة صدر، في شرق البلاد وغربها، ومن شمالها الى جنوبها.