مع الاعتذار لتصريح قضائي مبكر عن النية في إبعاد "السيئين" عن السباق الانتخابي، فان ما حدث، كان العكس، وبالالوان الطبيعية، فثمة سيئون حتى النخاع عبروا حاجز التعريف المدرسي للسوء، وقدموا انفسهم كمقربين جدا لصاحب القضاء، الذي ينأى عنهم، وبعضهم الاخر يتحدث، علنا باسم رئيس الحكومة، والاخير يتبرأ منهم، والبعض الثالث يستقوون بمنافسين لرئيس الحكومة، من اهل بيته السياسي، ليرموا نياته بالطعون، ويضعوا الحجارة امام عربانة الولاية الثانية، والبعض الرابع، لا لون ولا طعم لسوئهم، سوى انهم يشتمون كل من القى حظه العاثر به على طريقهم، ثم فهمنا ان معايير وضوابط وقواعد ومبادئ اجراء انتخابات نزيهة شملت (يا للعجب) غض النظر عن مسؤولين كبار سيئين يستخدمون موظفي وآليات دوائر الدولة في دعايتهم الانتخابية، ثم (ويا للعجب، ايضا) يقدمهم إعلام الدولة، ويُفترض فيه ان يكون مستقلا، الى الجمهور، بوصفهم غير سيئين.
لو ان الجهات المعنية بسلامة الانتخابات، والتعبئة لها، تجرّب، ولو مرة واحدة، ان تجري استطلاعاً ميدانيا،عفويا، لرأي المواطن حول ما قيل عن إبعاد السيئين، فمن المؤكد ان المُستفتى، البرئ، سيخرب من الضحك.
*قالوا:
"وشر البلية ما يُضحك"
قول منسوب لعامل في مصنع للسكر
وجد بيته خالٍ من السكر، فانفجر ضاحكا.