اخر الاخبار

32 عاما ولم يتحقق الحلم الذي رافقني منذ الصغر!

كنا صغارا بدأنا المراهقة للتو، وكانت لأقراني أحلام شتى.. فمنهم من يحلم بالزواج مبكرا ومنهم من يحلم بالمال الوفير وآخر يحلم بالسفر..

كل تلك الأحلام طبيعية تناسب فطرة الإنسان، الذي يتمنى ما يحب. أما أنا، فكنت الوحيد بين هؤلاء أحلم بتحسن الكهرباء، كي أنام أمام المبردة وقت الظهيرة، في تموز وآب اللاهبين!

انه حلم بسيط، ولم أتوقع وقتها أن يتحوّل موضوع الكهرباء إلى معضلة أزلية ترافقنا طيلة تلك السنين.

ففي كل عام نتمنى أن تكون الكهرباء أفضل مما في العام السابق، لنتفاجأ بعدها بأن أمنيتنا ذهبت ادراج الرياح.  

وبعد احتلال بغداد 2003، ومجيء سلطة جديدة، عاد إلي الحلم مرة أخرى، وأملت من الحكام الجدد أن يجعلوا العراق جنة، ويضعوا ملف الكهرباء ضمن أولويات مهامهم. ومنذ 2003 وحتى اليوم ونحن ننتظر منهم الإيفاء بوعودهم الكاذبة التي صدعوا بها رؤوسنا، حتى ان أحدهم ذهب بعيدا حينما قال ان البلد سيكتفي من الكهرباء، وسيصدّر مستقبلا الفائض منها إلى الخارج!

وفي كل انتخابات برلمانية يظهر لنا تجار السياسة ليقنعونا بأن برنامجهم الجديد ستكون من أولوياته إعادة الكهرباء إلى وضعها الطبيعي، إلا ان كل ذلك لم يتحقق!

مليارات الدولارات صرفت على قطاع الكهرباء، فذهبت إلى جيوب الفاسدين والسرّاق..

والمفارقة هي أن يتم بناء محطات كهرباء غازية قرب حقول الغاز، فتقوم الحكومة باستيراد الغاز من دول الجوار لتشغيل تلك المحطات، بدل أن تستخرجه من حقولنا لهذا الغرض!

ولا يزال تحقيق الحلم قيد التأجيل!

عرض مقالات: