اخر الاخبار

يشهد العراق هذه الأيام انتشارا سريعا وتداعيات مخيفة لوباء كورونا، في وقت تبدو فيه الإجراءات الاحترازية والوقائية مخيبة للآمال. فمن يصدق ان استلام نتيجة “المسحة” لتحديد الإصابة بالفيروس أو عدمها، يتطلب الانتظار أكثر من خمسة ايام، وفق آلية بعيدة كل البعد عن الجدية في مكافحة الوباء!؟

 ففي المركز الطبي التابع لمنطقة البلديات في بغداد، يتجمع يوميا العشرات من المواطنين عند الساعة الثالثة عصرا، من اجل إجراء “المسحة” التي لا تستغرق اكثر من ساعة، ليتفاجأوا بأن موعد استلام النتيجة سيكون بعد خمسة أيام!

الأدهى من ذلك، هو أن هذه النتائج لا يتم استلامها باليد، إنما عن طريق الموقع الالكتروني للمركز الطبي. وهنا نتساءل: هل أن جميع المواطنين يجيدون استخدام الانترنيت؟ وما الداعي لهذا التأخير في ظهور النتائج، في وقت يتوجب فيه أن يُعالج المصاب على وجه السرعة؟

أما من ناحية إجراءات الحظر الصحي، فهي صادمة! ففي أيام الحظر، تغلق الشوارع بالكتل الكونكريتية منذ الساعة التاسعة مساء، ما يضع مشكلة كبيرة أمام تنقل المواطنين في حال حدوث طارئ ما. إذ حدث لي ان تعرض ابني لحالة اختناق، فاتصلت بأصدقاء ناشطين يسكنون في مدينة الصدر (الثورة) لغرض توفير اسطوانة أوكسجين، وكان ذلك في الساعة الواحدة ليلا. وبعد جهود استطاع الأصدقاء الحصول على اسطوانة، فحاولوا إيصالها إلى بيتنا في منطقة  البلديات، إلا أن السيطرة الأمنية كانت قد أغلقت الطريق بالكتل الكونكريتية منعا لمرور السيارات، فاضطررنا إلى نقل الأسطوانة سيرا على الأقدام تحت وطأة وزنها الثقيل، حتى أن الشرطي الخفر في السيطرة، تألم لحالنا، لكن ما باليد حيلة. فالكتل الكونكريتية وحدها تحتاج إلى “شفل” لرفعها!

في ظل هذا الإغلاق غير المبرر، كيف سيتم إيصال الحالات المرضية الطارئة إلى المستشفى؟ هل يُحمل المريض بالأيدي ويُنقل سيرا على الأقدام!؟

عرض مقالات: