اخر الاخبار

في كثير من النزاعات العشائرية، لا سيما ما يحدث في مناطق جنوب البلاد، تقف الحكومة بأجهزتها الأمنية، عاجزة عن التدخل ومعالجة المواقف، بل أن اقتحامها هذه النزاعات من موقع المسؤولية، ربما يزيد عدد الضحايا. وهذا ما حصل خلال اليومين الماضيين، في قضاء الشطرة، شمالي محافظة ذي قار، حيث استشهد ضابط برتبة عميد، أثناء محاولة السيطرة على نزاع عشائري في القضاء.

وتجدد النزاع العشائري بين قبيلتي العبودة وبني زيد، أول امس الثلاثاء، بعد شهور من توقفه. وقد اسفر عن استشهاد مدير قسم استخبارات قيادة عمليات سومر، اثناء فض هذا النزاع. وعلى أثر ذلك توجهت قوة من جهاز مكافحة الارهاب، الى قضاء الشطرة لفرض الامن والقبض على المتسببين بالنزاع العشائري.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني في بيان تابعته “طريق الشعب”، عن “فرض القوات الأمنية في قيادة عمليات سومر طوقاً أمنياً، في قرية ال سعدون ضمن قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، على خلفية النزاع الذي اسفر عن استشهاد العميد علي جميل عبد خلف. فيما قدمت قيادة العمليات المشتركة “التعازي والمواساة الى ذوي العميد البطل الذي استشهد أثناء تأديته الواجب”.

وضع متوتر

وتعقيبا على النزاع بين القبيلتين، قال سكرتير محلية الشطرة للحزب الشيوعي العراقي شهيد الغالبي لـ”طريق الشعب”، ان “النزاع ليس وليد اليوم بل يمتد لشهور عدة؛ ففي كل مرة يشتد ومن ثم يتوقف بتدخل من الشيوخ والوجهاء، لكن سرعان ما يتجدد مرة اخرى”.

وأضاف الغالبي، انه “في مساء الثلاثاء وقعت اشتباكات امتدت الى داخل المدينة وريف الشطرة، تدخل على اثرها  الجيش لفض النزاع، لكن هذا التدخل أفضى الى استشهاد عميد في الجيش، وشخصين آخرين من الاطراف المتنازعة”.

وزاد أن “الاشتباكات ما زالت مستمرة، والوضع مربك ومتوتر”.

وأشار الغالبي الى ان النزاع “اثر على المشهد الامني، وعكّر صفو الحياة في داخل المدينة وريفها”.

ولفت الغالبي الى أن اللجنة المحلية للحزب في القضاء “اصدرت بيانا وارتأت توجيه مناشدة الى الطرفين، للمساهمة في وقف النزاع وتخفيف هذا الحال المتشنج”، لكنه توقع “ان تتجدد الاشتباكات خلال الليل”.

لا للعنف في مدينة السلام

ودعت اللجنة المحلية في بيانها الذي تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، الى “تغليب لغة العقل وحقن الدماء”، مشددا على أن “تداعيات ما حصل في الشطرة، تركت آثارها على الأجواء فيها، فهي مدينة الوئام والسلام والمحبة، والبعيدة عن الصراعات والمناكفات، والمتميزة بمتانة نسيجها الاجتماعي”.

وقال البيان ان “قضاء الشطرة لا يحتاج الى تعكير الاجواء فيه ودفع الامور نحو الاحتقان واراقة الدماء. انه احوج ما يكون الى السلام والاستقرار، وان تتركز جهود الجميع، افراداً وعشائر واحزابا ومنظمات والسلطات المحلية، على الإعمار والبناء وتحقيق النمو والازدهار والحياة الكريمة للمواطنين”.

وناشد البيان “الجميع الابتعاد عن لغة السلاح والعودة الى لغة التفاهم، وان يأخذ القانون مداه، فهو يسهم دوما في تجنب اراقة قطرة دم واحدة. وان على الجهات الأمنية والحكومية تحمل مسؤوليتها في حل النزاع وتهدئة الأوضاع وضمان عودة الامن والاستقرار في ربوع القضاء”. 

عملية أمنية واسعة

وفي الاثناء، وجه محافظ ذي قار محمد الغزي باطلاق عملية امنية واسعة في مدينة الشطرة باسم الشهيد “علي جميل” الذي استشهد اثناء اداء الواجب، بالتزامن مع اعلان حظر التجوال في القضاء.

وقال المحافظ في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان العملية الامنية تنفذ بدعم من مكافحة الارهاب ومن القوات الخاصة.

وطالب المحافظ الاجهزة الامنية في المحافظة وقيادة عمليات سومر باخذ دورها في اعتقال الجناة وفرض الامن في الشطرة.

كما حث الغزي “العشائر في المحافظة على نبذ كل من تسول له نفسه المساس بامن المحافظة، وتشويه قيم واعراف عشائرنا الاصيلة، والتعاون مع الاجهزة الامنية في ملاحقة المتورطين بتلك الجرائم”.

عرض مقالات: