مطرب عراقي ذو صوت قوي وجميل ولد في مدينة الشطرة بمحافظة ذي قار جنوب العراق في عام 1946، برز خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، اسمه الكامل صباح محسن محمد، تميز صوته بالفخامة والسعة وجاذبية القرار الذي يميزه عن أقرانه من مطربي جيله. وكما كان يقول متندراً (سبع صنايع.. والبخت ضايع).
جاء إلى بغداد في سبعينيات القرن العشرين، عمل مطرباً في فرقة الفنون الشعبية التي احتضنت معه مجموعة من الفنانين امثال رياض أحمد، قحطان العطار وصلاح عبد الغفور.
كانت أولى اغنياته لإذاعة صوت الجماهير (عيونه تركيات يرمن ابّغداد) وهي اغنية فلكلورية اضاف لها، بثت من الراديو ولم تظهر على شاشة التلفزيون. وبعد تنقلات ما بين فرقة واذاعة ودائرة، قاد خطاه إلى عالم الشهرة والاضواء الملحن الكبير محمد جواد اموري لما وجد فيه من حلاوة صوت، وحنجرة غنائية جديدة، مختلفة عن أبناء جيله. بدأ مشواره الغنائي بباقة من الاغنيات الرائعة ابتداء من (اشلون اكول هواي وشلون اعوفه) وهي من الدارمي القديم والحان محمد جواد اموري، وجاءت الاغنية التي رسخت اسم الفنان الراحل في عالم الفن بجد وثقة عالية (بلاية وداع) في حينها أصبحت من الاغاني الشائعة جداً لقوة كلماتها واللحن الجميل والصوت المعبر الذي استطاع ان يخترق قلوب المستمعين، وهي من كلمات الشاعر عريان السيد خلف والحان محمد جواد اموري.
في هذه الاغنية كأنما كان يغني قدره، كمن كان يدري انه سيغادرنا بلا وداع:
مثل العود من يذبل... بلاية وداع
ومثل الماي من ينشف... بلاية وداع
تدريني هِرِش واوجرت بية الكاع
يا رخص العشك من ينشره وينباع
شلون الماي يكدر ينكر اجروفه
شلون العين تكدر شوفها اتعوفه
وأبو جفوف الحنينة شلون يرضى اتبعينا جفوفه
وبلا جلمة التنكال
كل ذاك الفرح ينشال
وظنون المحبة تظل بلاية وداع
يا رخص العشك من ينشره وينباع
غنى بعدها للشاعر الراحل (جبار الغزي) اغنية في حفلة رأس السنة العام (1976) تقول كلماتها (عطشان كلبي وملهوف.. درب الهوة اندليته) وغنى للشاعر نفسه (لكتب على صدر الحمام) و(تاني يبنيه تاني) وهذه الاغاني من الحان محمد جواد اموري. ولم يقتصر تعامله على اموري الذي لحن أكثر اغنياته، هذه المرة تعامل مع كمال السيد بلحن من اروع الالحان، وباغنية مغايرة بطريقة كتابتها وهي (اخذ شوكي) للشاعر الراحل (كاظم الرويعي) وتواصل السيد مع صباح السهل باغنية أخرى تمثل علامة فارقة في الغناء السبعيني (وفه الناس) من كلمات الشاعر كريم راضي العماري.
عاد إلى ملحنه الذي اكتشفه ليغني (نوبة شمالي الهوة، ونوبه الهوة جنوبي) كلمات الشاعر الراحل جودت التميمي وهذه الاغنية من أكثر اغاني الراحل انتشاراً في الوطن العربي.
وماعدا هذه الاغنيات التي ذكرناها له اغنيات جميلة كثيرة ومنها (حبينه ياشوك العمر حبينه) كلمات الشاعر بشير العبودي، و(عالميج يابو الميج يابو الميجنة) كلمات مكي الربيعي
اودع في سجن المخابرات بتاريخ 4 / 4 / 1993، وكانت تهمته التهجم على شخص الطاغية صدام حسين وأعدم بتاريخ 3 / 5 / 1993 وتمت مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة. ومنع بث أغانيه في الاذاعة والتلفزيون العراقي في ما بعد.