( 1 )
خصّني وبمودّة عالية الشاعر / عباس رضا الموسوي / ببعض من قصائده كي أُكتب َ انطباعا ً عن شعريتها . والقصائد هي منتخبات من شعره : مملكة الشياطين ، اشكَد حلوين الممنوعين ، أصحاب الأمس ، أماني امرأة عراقية ، أخو امفارج ، اعترافات زوج هرم ، أجاويد ، مرثية الشاب حسن حمزة الحلفي . والقصائد تشتبك مع تجارب حياتية عاشها الشاعر بحسيّة واضحة ، بمعنى ً أنها بعيدة عن التجريد والذهنية . ورغم أن َّ الشاعر على مقربة مكانية من شعراء مدينته المجددين : شاكر السماوي ، علي الشباني ، عزيز السماوي ، كامل العامري ، إلّا أنّه ُ لم يتجاور معهم فنيّا ً ، كما أنّه ُ على مستوى الإنجاز المتحقق في هذه القصائد ، لم يكن على تماس فني مع تحوّلات القصيدة الشعبية الحديثة على الأعم ، وهو القارىء والمتابع للكثير مما حققته ُ ؛ فما زال الشاعر متمسكا ً بنمطية الشكل الأوّل للقصيدة موضوعاً وبناء ً وإسلوبا ً عدا قصيدة ( مملكة الشياطين ) التي بُنيت بشكل مسترسل سردي يبتعد عن الشكل الأوّل للقصيدة ، كما أنّه ُ لم يتشاغل فيها بمحددات التقفية إلا ماندر ، ويمكن اعتبارها النموذج الأكثر توافقاً مع شعرية القصيدة الجديدة فنيّا ً وجماليا ً .
( 2 )
إن َّ قصائد الموسوي هذه ، تقوم على الوضوح والمواجهه الخطابية مع الواقع بصوت ٍ عال ٍ ، ومثل هذه المواجهه غالبا ً ما تُحتّم أن يكون الشعر رنينا ً إيقاعيا ً يقوم على الموسيقى العروضية ونغم القافية
* ..حلوين احنه الممنوعين ،
حلوين احنه ابطعم التين ،
احله
امن
السبّاح
الغافي
اعله الصوبين ..،
يل ماتدري اشكَد حلوين .
....،
* .. وآنه خلّاني زماني ،
شاعر ايردد الساني ، -
الأماني الميّته ما تصلح أماني .
....،
*.. احنه خوش انداد للوزنه ثجيل ،
ما نصير انداد للخف بالوزن .
( 3 )
قصائد الموسوي ، ولكي تكون أكثر صفاء ً من الناحية اللغوية ، لابدَّ أن تتخلص من المفردات والتراكيب الثقيلة التي لا تتمتع بطرواة وسيولة اللهجة الشعبية الشعرية ، مثل :
القصاص ، اقلاع ، ضرير ، سطوه ، اتمخّض ، العجاف ، نحاس ، السخاء ، الوطيس ، عقر اديانه ، الحِمار ، أعوام ، ضغط ، قط ، هروين ، الشاهق ، الضجيج ، أرجاء المكان ، الحاشية ، العواقر ، المماليك ، اعتزازا ً بالأميره ، تعسا ً للطيور ، التواضع ، ريح الأجل ، ترحل ، زئير الأسد ، طائلة التأخر .... وغيرها .
وفي المفتتح الأخير، أقول أن َّ الموسوي شاعر يمتلك الحساسية الشعرية التي تؤهله ُ لأن يتقدم أكثر باتجاه أفق ٍ أوسع : الشكل ، فكرة الشعر ، تنوّع البناءات ، عدم الوقوف أمام باب الشعر الجديد بانتظار الدخول . وأراه قادرا ً ...