اخر الاخبار

" يانيس ريتسوس " ، شاعر يوناني ولدَ عام 1909 بقرية ( ونمواسيا ) التي تتسم بطابع القرون الوسطى . ترجم له الشاعر / سعدي يوسف / سبعين قصيدة تحت عنوان ( ايماءات ) عام 1978 وبتقديم :  لماذا ترجمت ُ يانيس ريتسوس ؟ ..، ومما جاء فيه : لقد أحسست ُ دائماً وأنا أقرأ شعر ريتسوس إن وراء  قصيدته جهداً عظيما ، وروحاً مُصفّاة ً، صافيةً أوصلت قصيدة الحياة اليومية لديه ، إلى هذه القطعة الغريبة من البلّور .

إن قصيدته – قصيدة الظاهرة اليومية المتشربه بمينولوجيا مُعادة التركيب، هذه القصيدة تُمثّل مفخرة للشعر ، وقد ترجمت ُ القصائد في جو من اللهفة والقرب ، بحيث خُيّل لي أني أقترب أحياناً من لحظات كتابة ريتسوس لقصيدته . ( انتهى ماجاء في التقديم ) .

الشاعر / ريتسوس / له مجاميع شعرية عدّة ، منها : أحجار ، إعادات ، ايماءآت ، الممر والسلّم ، الاهرامات ، كتابة على القبر ، سيمفونية الصيف الأول .

حصل الشاعر على جائزتي لينين وديمتروف . وعنه ُ قال الشعراء : أراغون ، نيرودا ، بالماس ، وعلى التوالي ، إنّه أعظم شاعر حيّ هذا الأغريقي ريتسوس  ، ولا أرضى أن تُقارن أشعاري إلا بأشعار ريتسوس ، أننا نتنحّى جانباً كي تمرَّ أنت َ أيها الشاعر .

في نهاية الكتاب المُترجَم ، كتب الشاعر / عبد الرحمن طهمازي /.. ( معلومات ) تاريخية وفنية عن ريتسوس  . ومن تقديم / سعدي يوسف / الخاطف ، حيث الاشارة إلى قصيدة الحياة اليومية والظاهرة اليومية ، ومعلومات طهمازي ، حيث الايضاح : إيصال لغة الشعر إلى الشعب عبر اللغة الشعبية ، وإن َّ أشعاره تعتمد في البناء على الاستفادة من الشعر الشعبي التقليدي والدمج الفعّال بين الحياة اليومية والميثولوجيا .

من هاتين الإشارتين : التقديم والمعلومات ..، يكون الاستنتاج وارداً ، بأن َّ ريتسوس  شاعر شعبي ، وهو التوصيف الألصق بنوعه الشعري ، وإن َّ القصائد المترجمة لتُشير بوضوح ألى التوصيف هذا وإلى ( شعبيّة ) ريتسوس أيضاً .

كل ليلة

حين تدق الساعة الثانية عشرة

تدفع العجوز شعرها عن عينيها بحركة غريبة

كما لو كانت تمسك من السترة لصاً قفز من النافذة

ثم تستيقظ تماماً

تحتذي خفّيها وتقترب من المرآة

وتنظر إلى نفسها فيها

تنظر إلى المسافة التي بين عينيها

وهيَ تُعيد النظر إليها من وراء المرآة .

تقول العجوز :

المتى لا يَبلوَن الأحذية

إنّهم يمشون بنعومة على أشياء ناعمة

الموتى يمشون داخلنا

بل للتوفير أحياناً  ، يحتذون أحذيتنا .

في مثل هذه المناخات الشعبية ، ورصد حركة الحياة اليومية ، وإيصال الشعر عبر اللغة الشعبية ،والاستفادة من الشعر الشعبي . وبدلالة سعدي وطهمازي ..، كان ريتسوس شاعراً شعبياً ، وكانت ايماءاته ايماءات ٍ شعبية محليّة ، منحته ُ التوصيف : إنّه ُ أعظم شاعر ...

عرض مقالات: