اخر الاخبار

تكاد تخلو المكتبة العربية والعراقية  من الدراسات التي تعنى بالتراث الشعبي العراقي ، اذ ان  ما نشر من دراسات عن هذا التراث قليلة جدا ، على الرغم من ان مجلة التراث الشعبي الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة،واحدة من اقدم المجلات المعنية بهذا الجانب في الوطن العربي، وقد صدر كتاب الاستاذ الناقد باسم عبد الحميد حمودي ( سحر الحقيقة - شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي) بطبعته الثانية عن دار ميزوبوتاميا للنشر والتوزيع عام 2014 ،وقد نشرت طبعته الاولى عام 2000 ،حيث وجد صدى واسعا في الطبعة تلك،لما ضمه من مواضيع هامة تناولت بالدراسة والتوثيق التراث الشعبي العراقي الزاخر والغني بالافاق المتعددة والمتنوعة. ضم الكتاب مجموعة كبيرة من المقالات والدراسات في شتى المواضيع التراثية ، فكانت قراءة موضوعاته رحلة ممتعة في جانب غني من التراث الشعبي العراقي ، لكاتب معروف اهتمامه في هذا الجانب . ينقسم الكتاب الى ستة ابواب تناول فيها الكاتب شتى الموضوعات في التراث الشعبي العراقي ، وهذه الابواب هي :

الباب الاول الذي حمل عنوان (دراسات ومقالات ) إذ احتوى على مجموعة من الدراسات والمقالات التي تناول فيها شتى الموضوعات التي لها علاقة بمفهوم التراث الشعبي ،  مثل (الادب والتراث الشعبي ) ، و(تداولية الدلالات اللغوية.) ، و( بين الصوت والمعنى ) ، و ( الاصول الاولى للمسرح العربي ) ، و غير ذلك من الموضوعات . ومن اهم مقالات هذا الباب،  الموضوع الذي يحمل عنوان ( محاولات صهيونية جديدة قديمة في سرقة التراث الشعبي والحضارة )والذي اكد فيه الكاتب على بذل الجهود الكبيرة لسد الطريق امام الصهاينة وايقاف عمليات السرقات التي يقومون بها للتراث العربي الفلسطيني ، ودعا المثقفين العرب لفضح اية سرقة صهيونية جديدة واظهار اصولها قبل ان يثبت عند الرأي العام العالمي ما سرقوه، وادعو صهيونيته المزعومة .

اما  الباب الثاني ، الذي جاء تحت عنوان ( في المعتقد الشعبي ) ، فقد درس المؤلف فيه مجموعة من المعتقدات الشعبية كالسحر والافاق والتعاويذ ، وهو من اهم ابواب الكتاب ، إذ ان المكتبة العربية والعراقية ، على السواء ، تفتقر الى مثل هذه الدراسات المتخصصة بالسحر وانواعه . والمؤلف في هذا الباب ، حاول جادا ، كتابة تاريخ للسحر قديمه وحديثه ، وكذلك لمجموعة من الظواهر التي تندرج تحت هذا العنوان ، والاعتقاد الشعبي العراقي والعربي بهذه الظاهرة ، إذ تنوعت وتعددت عناوين السحر داخل المجتمع العراقي كحال بقية المجتمعات العربية والاوربية والاسيوية والافريقية والامريكية . إن هذا الباب الذي امتد على مساحة كبيرة من الكتاب، كان يمكن ان يكون كتاباً مستقلا عن السحر وظواهره.

اما الباب الثالث ،الذي حمل عنوان ( الحيوان في التراث الشعبي ) فهو شبه قاموس لما ورد في الامثال الشعبية من اسماء الحيوانات وطبائعها ، إذ ان الحيوان ان كان حيوانا وحشيا او حيوانا اليفا، وجد له مكانا في ذاكرة الناس ، والمجتمع،فدخل في امثال الناس الشعبية .

فيما ضم الباب الرابع تسعة مقالات قدمت مجموعة من الكتب التي تناولت ظواهر تراثية متعددة. ومن المواضيع المهمة والحيوية التي تناولتها هذه الدراسات و المقالات ، موضوعة الدفاع عن عروبة الف ليلة وليلة، مؤكداً - والكاتب يرد على مؤلف كتاب نشر عام 1998 يحاول كاتبه ان يبين الهوية اليهودية لليالي، ففشل بذلك- على عروبة هذا السفر العظيم الذي حاولت السلفية المصرية في السبعينيات من القرن الماضي “اعدامه” بحجة ما يحمله من حكايات تخدش الذوق العام. ونسي هؤلاء السلفية ان اكثر كتّاب الجنس العرب هم مسلمون ورجال دين ، واحدهم له تفسير مشهور للقرآن ، وهو السيوطي ( راجع دراستنا عن الجنس في التراث العربي، المنشور في اغلب المواقع الالكترونية ). واذا كان مؤلف ذلك الكتاب ، او من سبقه من مدعي الثقافة، حاول ان يقدم لليهود والصهاينة بطبق من ذهب تراثنا العظيم هدية لهم ، فإنه قد خاب مسعاه هذا الذي يقع على الطريق نفسه الذي يسعى فيه الصهاينة لسرقة تراثنا الشعبي العربي - الفلسطيني.

عرض مقالات: