مثل كل عام وقبل يوم من بدء المهرجان، كانت الوفود تتقاطر على خيمة طريق الشعب. المكرسة هذا العام للذكرى التسعين لميلاد الحزب، رفيقات ورفاق. صديقات وأصدقاء، قادمون من معظم بلدان أوربا وأمريكا ومن الوطن أيضاً. ليساهموا في هذه الفعالية الأممية الهامة.
كانت همة الشباب وبعض الشيوخ أيضاً، فاعلة في ترتيب خيمة الحزب، التي تعتبر واحدة من أكبر وأنشط خيم الأحزاب الشيوعية والعمالية المشاركة في المهرجان، كان العمل الجاد يتواصل لتنظيم محتوى الخيمة ومسرح فعالياتها والطاولات والكراسي وتثبيت الشعارات، وحين تم كل ذلك خلال ساعات طويلة استعداداً للغد، حيث يبدأ اليوم الأول للمهرجان، بدأت الموسيقى والغناء، إذ قدم الفنان ستار الناصر القادم من الوطن أغاني تراثية وثورية، بعده حضرت قدور البرياني والدولمة العراقية ليكون عشاءً جماعياً لجميع الحاضرين.
يوم الجمعة الثالث عشر من أيلول 2024 كان أول أيام المهرجان، إذ تقاطر منذ الصباح الباكر عشرات ألوف المساهمين في المهرجان، من فرنسا ومن مختلف البلدان، وكانت نسبة الشباب هي الطاغية بين جمهور الحاضرين، الفرح والابتسامة هي سمة الجميع، ولم تكن خيمة طريق الشعب بعيدة عن هذا المناخ. إذ كانت الحركة داخلها دائبة ومستمرة ، فتوزعت أغلبية القادمين للتطوع للعمل، كل حسب رغبته واختصاصه، خلف الخيمة كانت تعد خبطات الفلافل والكباب وشرائح الدجاج والزلاطات، وكان سلام علي وأبو سيزار وأبو حيدر وأبو حازم وشوكت وأم فرح وأبو هيفاء وغيرهم يعملون خلف الخيمة بحيوية وإصرار، أما أمام طاولات البيع فكانت طوابير المشترين تمتد عدة أمتار، وكانت تتناوب على طاولات البيع وتجهيز أشياش الكباب وأشياش الدجاج والفلافل وتهيئة الشاي والقهوة مجموعات من الرفيقات والرفاق والصديقات والأصدقاء تتناوب بسلاسة وانسجام، والبعض يمارس نفس مهامه الطوعية منذ سنوات كالرفيق أبو أكرم وأبو سراب وأبو اسامة وهلال البندر وسعد إبراهيم وأبو كاوة ونضال وريا وريما وأبو حيدر وأبو فرح وأم فرح، والبعض يفد للمهرجان ولخيمة الحزب لأول مرة، ولكنهم عملوا بهمة وجهادية عالية كعائلة الكيم وهم سبع نفرات وكذلك أبو آمال وستار ورانيا علاء ونديم بشار و أسيل وسمر عدنان وأخوة الصديقة ريما، وكان للرفيق عدنان والرفيقة بشرى وزياد شلتاغ وحيدر وفوزية العلوةجي وأبو داود وهشام وعلاء وشوقي دور واضح في مختلف الأعمال والنشاطات.
كما ساهم الرفاق القادمون من الوطن أيضاً في مختلف الأعمال والنشاطات، وكان حضورهم زاهياً ومبهجاً لهم ولكل الرفيقات والرفاق.
أما مسرح الخيمة في هذا اليوم فقد باشر نشاطاته السياسية والثقافية والفنية بندوة سياسية للرفيق بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب، حيث قدمه الرفيق رشاد الشلاه ليتحدث عن أخر تطورات الوضع السياسي في الوطن وعن المهام الملحة التي يتصدى الحزب ومنظماته لإنجازها في مجال التنظيم وتعبئة الجماهير وتوحيد القوى الديمقراطية.
وكان النشاط الثاني لهذا اليوم ندوة ثقافية بعنوان (الحزب الشيوعي العراقي مقاربة في الثقافة والإعلام) شارك فيها الكاتبان والصحفيان رضا الظاهر وعبد المنعم الأعسم وقدمها الرفيق رشاد الشلاه.
بعدها تحولت ساحة الخيمة الواسعة لميدان للموسيقى والغناء الثوري والتراثي، وكانت أفواج المساهمات والمساهمين تفد للمشاركة في الرقص والدبكات، وقد ساهمت الطفلة (صدى الكيم) بصوتها وأدائها الساحر الجميل في تقديم أغان لفيروز وأخرى بالإنكليزية والهولندية.
يوم السبت، الثاني من أيام المهرجان، عادة ما يكون أهم وأنشط أيام المهرجان، وكانت فعالية خيمتنا الأولى في هذا اليوم هي ندوة حوارية لرئيسة رابطة المرأة العراقية الرفيقة شميران مروكل حول رفض تعديل قانون الأحوال الشخصية. وكان لي شرف تقديم الرفيقة شميران، التي استعرضت بإسهاب اتساع حجم المعارضين للتعديلات المقترحة، ومن مختلف الأوساط الشعبية والأكاديمية والحقوقية.
بعدها كانت هناك فترة فنية صدحت خلالها الموسيقى لتزج لوسط الخيمة بعشرات المساهمين والمساهمات في الرقص والغناء.
ثم كانت المسيرة النسوية التي اعتادت خيمة طريق الشعب ان تنظمها كل عام، حيث ارتفعت اللافتات والشعارات بالعربية والإنكليزية والفرنسية في ايدي المساهمات والمساهمين، وانطلقت المسيرة تجوب أرجاء المهرجان وهي تهتف، والجميل أن رفيقات ورفاق الحزب الشيوعي السوداني دعموا مسيرتنا بشعاراتهم المساندة وبحضورهم المميز أمام خيمتنا.
وكان النشاط اللاحق هذا اليوم هو تقديم الرفيقة شذى بسراني شرحاً وافياً لحضورها ومساهمتها في مؤتمر عقد في مدينة السليمانية في كردستان العراق لفضح قضية العنف ضد المرأة في العراق. كما ساهمت في توزيع بوسترات الحزب على جمهور المارة خارج الخيمة، وقد ساهمت العزيزة ريا بتوزيع البوسترات أيضاً.
وفي هذا اليوم كان هناك حدث استثنائي، حيث قدمت الرفيقة سلام الكيم خمسة رفاق من كوادر حزبنا الشباب القادمين من بغداد ومن منظمات محافظات الوطن الأخرى، تحدثوا في ندوتهم عن تجاربهم وعملهم التنظيمي والسياسي في محافظاتهم، وأشاعوا جواً من الأمل والتفاؤل بقدرة حزبنا على بناء جيل جديد من القادة والكوادر القادرة على مواصلة تأريخنا المشرف.
ثم انتهى هذا اليوم كسابقه بأغان وموسيقى منوعة استمرت لساعة متأخرة من الليل، وكانت خيمتنا ضاجة بالمساهمات والمساهمين ومن مختلف القوميات والجنسيات.
في اليوم الثالث والأخير للمهرجان تمت لقاءات لممثلي قيادة حزبنا مع احزاب يسارية وشقيقة، كما تم تقديمي من قبل الرفيقة بشرى عبد علوان لأتحدث عن الصحافة الأنصارية خلال فترة الكفاح المسلح طوال عقد الثمانينات من القرن الماضي.
كما استضافت الخيمة في هذا اليوم الرفيق (فتحي الفضل) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني والناطق الرسمي باسمه، حيث قدمه الرفيق هلال البندر ليقدم محاضرة قيمة عن الوضع السياسي في السودان، وعن الحرب القائمة الآن هناك بين مختلف القوى ومن يقف وراءها، وبعده شاركت فرقة فنية سودانية تضم مجموعة من الرفيقات والرفاق السودانيين بتقديم أغنية ثورية من على مسرح خيمتنا ولاقت الاستحسان والترحيب والمشاركة.
وفي اختتام فعاليات الخيمة تم توجيه الشكر باسم لجنة الإعلام المركزي وهيئة تحرير جريدة طريق الشعب إلى فريق العمل والرفاق والأصدقاء والشباب الذين شاركوا في فعاليات الخيمة.
هذا وقد بادر الرفيقان سمير خلف وقاسم حسن بالتغطية الفوتوغرافية والسينمائية لكل فعاليات خيمة طريق الشعب وبعض نشاطات المهرجان الأخرى كما قام الصديق حارث الأعسم بتسجيل لعض اللقاءات مع رواد الخيمة أيضاً، كما نقلت فعاليات الخيمة عبر البث المباشر على حساب الخيمة في الفيس بوك.
ندوة الرفيق بسام محي |
ندوة الرفيقة شميران مروكل |
ندوة الرفيق فتحي الفضل |
المسيرة النسوية |
ندوة الصحافة الأنصارية |
ندوة الشباب القادمين من الوطن |
ندوة عن مناهضة العنف الأسري في السليمانية |
فرقة الدبكة الفلسطينية |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفرقة السودانية |