اخر الاخبار

فازت حركة "آنو" بزعامة الملياردير اليميني الشعبوي أندريه بابيش ً في الانتخابات البرلمانية في جمهورية التشيك، التي جرت السبت، وبهذا تنتقل تشيكا إلى المعسكر اليميني الشعبوي المناهض للاتحاد الأوربي.

حصل حزب "آنو" على قرابة 35 في المائة من أصوات الناخبين، متقدماً بفارق كبير على ائتلاف "سبولو" (يمين وسط) الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بيتر فيالا، الذي حصل على قرابة 23,3 في المائة.

سيحتاج حزب "آنو" إلى شركاء لتشكيل الحكومة الجديدة. وقد تشمل الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليميني المتشدد، المناهض للاتحاد الأوروبي وحلف (الناتو).

وربما تعلن النتائج النهائية الاثنين، وربما يؤدي العمل بالتصويت عبر البريد هذه المرة إلى شيء من التأخير. تنافس في هذه الانتخاب ات4,462 مرشحاً و26 حزباً، وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 68 في المائة، وهي أعلى نسبة منذ انتخابات عام 1998. 

وجاء حزب "ستان" الشريك الرابع في الائتلاف الحاكم المنتهية ولايته، في المرتبة الثالثة بنسبة 11 في المائة، يليه حزب "الحرية والديمقراطية المباشرة" (يميني متشدد) المناهض للاتحاد الأوروبي بنسبة 8,9 في المائة، أما حزب "القراصنة"، العضو السابق في الائتلاف الحاكم الذي انسحب العام الفائت، فحصل على 8 في المائة. وكان حزب "سائقي السيارات من أجل أنفسهم" (شعبوي يميني)، الذي حصل على قرابة 7 في المائة، مفاجأة الانتخابات.

وضع داخلي صعب

على صعيد السياسة الداخلية، يعتزم أندريه بابيش، كما في حكوماته السابقة، السير على خطى قدوتيه دونالد ترامب وسيلفيو برلسكوني. تهدف سياساته إلى إعادة الانتعاش الاقتصادي إلى الجمهورية وتعزيز الاقتصاد والصناعة حتى بدون دعم من بروكسل. وهو وعد قطعه عندما تولى منصبه في عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨، لكنه لم يتمكن من الوفاء به. وبينما استمرت الحسابات المصرفية للمليارديرات التشيك، بمن فيهم رئيس الوزراء، في النمو بشكل ملحوظ على مر السنين، لم يستفد عامة الشعب من ذلك. ومع ذلك، وبعد سنواتٍ مماثلة من الفشل في حكومة الائتلاف بقيادة بيتر فيالا، يأمل الناخبون أن يتغير هذا الوضع الآن.

يريد أندريه بابيش، الذي يرى في الحكم إدارةً تجارية، الآن تشكيل حكومةٍ أقلية بقيادة حزبه، وتأمين دعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي القومي اليميني وحركة "سائقي السيارات". وكما يعتقد سيتحقق ذلك بالأساس من خلال التخلي عن الصفقة الخضراء ورفض متطلبات سياسات الحياد المناخي. واعتماد طاقة الوقود الأحفوري، بهدف ى تحفيز الاقتصاد وإعادته إلى مستوى الازدهار الذي بدا أنه بدأ يتطور في أوائل التسعينيات.

لقد فشلت جميع حكومات العقدين الماضيين في هذا المسعى. إضافةً إلى ذلك، تفاقم الانكماش الاقتصادي بسبب مزاعم الفساد العديدة ضد القيادة السياسية، والتي لم تُهزم فقط العديد من المسؤولين من جميع الأطياف، بل هزمت أندريه بابيش نفسه أيضًا. ولم يتمكن من التحرر من الفضيحة المحيطة باختلاس تمويل الاتحاد الأوروبي لمنتجعه الصحي "ستورشينيست" إلا بصعوبة بالغة.

قلق من تهميش التشيك

ويخشى معارضون في التشيك من أن استعاد الملياردير اليميني السلطة، ستحول جمهورية التشيك إلى مصدر قلق جديداً للاتحاد الأوروبي إلى جانب المجر بقيادة فيكتور أوربان، وسلوفاكيا بقيادة روبرت فيتسو.

وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليوبافسكي ": "أعتقد أنه إذا نظرنا إلى تصريحاته وحلفائه في أوروبا، مثل فيكتور أوربان وما فعله في المجر، سيبدأ (بابيش) في تهميش جمهورية التشيك".

واستبعدت كافة الأحزاب الرئيسية في البلاد العمل مع بابيش بعد الانتخابات، وهذا لا يترك له أي خيار سوى اللجوء إلى خيارات أكثر تطرفاً. وفي البرلمان الأوربي من المتوقع ان يعود الحزب الفائز إلى كتلة "وطنيون من أجل اوربا"، التي شارك بابيش في تأسيسها، إلى جانب الرئيس المجري أوربان. 

تحالف اليسار خارج البرلمان

المعارضة اليسارية، المكونة من الشيوعيين والديمقراطيين الاجتماعيين، والتي خاضت الانتخابات تحت شعار (كفى!)، لم تعد حتى ممثلة في البرلمان. لم يحصل التحالف إلا على 4,3 في المائة من الأصوات. لقد انتهت أيام قيادة الديمقراطيين الاجتماعيين التشيكيين للحكومات بثقة بقيادة ميلوش زيمان وجيري باروبيك، وتشكيل الحزب الشيوعي التشيكي معارضة قوية. تشير كاترينا كونيكنا، رئيسة الحزب الشيوعي، إلى العمل الجاري على المستوى الشعبي. حزبها ناشط بنجاح في العديد من البلديات، وهذا سيؤتي ثماره على المدى البعيد.