اخر الاخبار

لا يتوقف الاحتلال الصهيوني عن قتل وتشريد وتجويع المدنيين الأبرياء في فلسطين المحتلة، وتواصل قواته قصف المدن والاحياء السكنية والمخيمات في مدينة غزة، في موازاة ذلك، تقوم بتهجير ممنهج للمواطنين في الضفة الغربية، حيث نزحت عشرات العائلات الفلسطينية، من حييّ التفاح والشجاعية شرقي مدينة غزة، بفعل توغل وتمدد الجيش الإسرائيلي داخل المناطق التي انسحب منها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، وسط إعلان إسرائيلي بالقيام بعمليات عسكرية برفح جنوبا.

العالم يعيش تحت قانون الأقوى

أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، أن" القضية الفلسطينية لم تعد مجرد مأساة إنسانية، بل عبئا سياسيا عالميا تتداخل فيه مصالح كبرى، محذرة من استنساخ السياسات المعادية للفلسطينيين داخل أوروبا، ومن محاولات الالتفاف على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، عبر تحويل الأنظار إلى صراعات أخرى، مثل السودان"، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة عاجزة عن وقف ما يحصل في فلسطين، واعتبرت في تصريح صحفي تابعته "طريق الشعب" أن "العالم يعيش اليوم تحت قانون الأقوى"، في مقابل تراجع فاعلية القضاء الدولي والدبلوماسية.

كما شددت على أن ما يجري في غزة يرقى إلى الإبادة الجماعية التي تنكرها معظم الدول الغربية، مؤكدة أنها تواصل عملها رغم التهديدات "لأنها لا تريد أن تعيش وهي تشاهد إبادة تتكشف يوما بعد يوم" حسب قولها.

وعبّرت فرانشيسكا ألبانيزي عن قلق بالغ إزاء ما وصفته بـ (العجز البنيوي) الذي أصاب الأمم المتحدة ومؤسساتها، خاصة في قدرتها على منع الجرائم أو وقفها أو جبر الضرر الناتج عنها.

ورغم قناعتها بأن المنظمة بإمكانها إيجاد مخرج إن توفرت الإرادة، تعتقد المقررة الخاصة للأمم المتحدة أن هذا العجز لا يتعلق بالفلسطينيين فقط، بل يمتد ليشمل عشرات الصراعات التي لم تُناقش بعد داخل المنظومة الأممية.

وقالت ألبانيزي "الأجواء نفسها تهب على مباني وإجراءات كل من المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية التي تعد جزءا من الأمم المتحدة، ونحن عالقون بين الأمل واليأس، هناك أمل في أن يسود حكم القانون في المحاكم الدولية وأمل في أن تستعيد الدبلوماسية السيطرة على الوضع".

الاحتلال يواصل نسف المباني

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر وصباح أمس السبت، سلسلة غارات جوية ترافقت مع عمليات نسف وقصف مدفعي وإطلاق نار مكثف استهدف فيها مناطق عدة خلف ما بات يعرف بالخط الأصفر في قطاع غزة، ففي مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية متتالية شمالي وشرقي المدينة.

كما أفادت مصادر محلية بإطلاق الدبابات الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه منازل المواطنين. وفي السياق، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له مساء الجمعة، إن قواته "تعمل منذ أسابيع على تدمير الأنفاق المتبقية في رفح والقضاء على المسلحين داخلها".

شبكات الإغاثة تنهار

وتناولت صحف ومواقع عالمية تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة رغم الهدنة، مؤكدة أن الجوع والمرض يواصلان حصد الأرواح، في ظل تراجع التبرعات الدولية وانهيار شبكات الإغاثة، في حين تتكشف ملامح معاناة يومية تضيق معها فرص النجاة لسكان القطاع.

وركزت صحيفة غارديان على الانخفاض الحاد في التبرعات المخصصة لغزة منذ إعلان وقف إطلاق النار، معتبرة أن العالم يتعامل مع الهدنة وكأنها أنهت الحاجة للمساعدة، بينما تتزايد المخاطر مع اقتراب الشتاء وغياب المستلزمات الأساسية.

وأوردت غارديان شهادة منظمة تعمل في مبادرات الدعم التطوعي، قالت إنها كانت ترسل نحو 5 آلاف دولار أسبوعيا لغزة، لكنها لم تتمكن إلا من جمع مبلغ لا يتجاوز ألفي دولار عبر جميع حملاتها، وهو مؤشر على أزمة تمويل خانقة.

أما صحيفة لوتون، فقد أبرزت جانبا أكثر قتامة من الأزمة، وذلك عبر مقابلة مع لورلين لاسير مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود بغزة، التي تحدثت عن استمرار الموت رغم الهدنة، مؤكدة أن السكان يموتون جوعا أو مرضا أو بردا أو يأسا بعد شهور من الحرب المدمرة.

ووصفت لاسير ما يعيشه الفلسطينيون بأنه جحيم يومي تتراكم فيه تداعيات الحرب مع نقص الغذاء وتدهور الرعاية الطبية وانتشار التلوث، بينما تنتشر الأمراض في بيئة منهارة لا تتوفر فيها أدنى مستويات الحماية الصحية.

شبكة للدفاع عن فلسطين

أعلن السياسي البلجيكي مالك بن عاشور تأسيس شبكة للتنسيق بين النواب الأوروبيين من أجل الدفاع عن فلسطين والدعوة إلى محاسبة إسرائيل على انتهاكها للقانون الدولي، واكد في تصريح صحفي ان "الشبكة ستعمل على تنسيق الإجراءات وجمع النواب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ومواجهة الخطابات المهيمنة التي تغذيها الحكومة الإسرائيلية مباشرة".

وأضاف أن هناك "مجتمعا مدنيا في أوروبا يريد أن يكون ممثلوه أكثر نشاطا في هذا الشأن"، وتابع قائلا "غالبية الأوروبيين تدافع عن حق الفلسطينيين والعدالة والسلام في الشرق الأوسط. وشوارع بروكسل شهدت أكبر المظاهرات لدعم فلسطين".

وأعرب بن عاشور عن أسفه لعدم فاعلية أوروبا وصمتها إزاء انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.