تُعد محافظة واسط من أبرز المحافظات العراقية في زراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل الحنطة والشعير والذرة الصفراء، لما تمتلكه من أراضٍ خصبة ومشاريع زراعية واسعة ومستصلحة تمتد من شمال المحافظة إلى جنوبها، وتشكل الركيزة الأساسية في الأمن الغذائي للبلاد، حتى لُقّبت بـ "سلة العراق الغذائية".
تضم المحافظة عدداً من المشاريع الزراعية الكبرى، منها مشروع كصبة – شحمية بمساحة تزيد على (95) ألف دونم، ومشروع الجوت في ناحية الدبوني بمساحة (75) ألف دونم، ومشروع الدلمج في قضاء النعمانية الذي تبلغ مساحته (250) ألف دونم، فضلاً عن مشروع الدجيلة بمساحة (200) ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى مشاريع أخرى كبيرة وصغيرة تعود ملكيتها للقطاع الخاص.
ضبابية وخيبة أمل
يقول المزارع السيد عثمان طلال الياسري، عضو جمعية الشحمية التعاونية، في حديثه لـ "طريق الشعب": "الخطة الزراعية للموسم الحالي تسودها الضبابية، إذ حُرم أصحاب العقود الصغيرة (الميرية) من الزراعة، بينما سُمح للمزارعين الكبار بالزراعة بنسبة 100في المائة، خلافاً لما جرى في الموسم الماضي، ما أثار قلق الفلاحين بشأن وفائهم بالتزاماتهم وتسديد السلف والقروض المترتبة عليهم للتجار والمصارف الزراعية".
وأضاف أن هذا الوضع يهدد الأمن المعيشي لعشرات العوائل الريفية التي تعتمد على الزراعة كمصدر دخل أساسي.
مطالبات عاجلة بصرف المستحقات
من جانبه، قال المزارع كريم حسين نويصر: "حتى الآن لم نستلم مستحقاتنا المالية عن محصولي الحنطة والشعير للموسم الماضي. نطالب رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة والحكومة المحلية بالإسراع في صرف مستحقاتنا والسماح لنا بالزراعة وفق خطة تتناسب مع واقعنا الزراعي الحالي".
وبيّن نويصر أن المزارعين يعانون من الظلم وشح المياه وانقطاع التيار الكهربائي، فضلاً عن الإخفاقات الحكومية الناجمة عن الفساد والمحاصصة السياسية، مشيراً إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تدهور القطاع الزراعي في المحافظة ويهدد مستقبل آلاف الفلاحين.