السيدات والسادة، الرفيقات والرفاق
ضيوفنا المحترمون
طاب مساؤكم
ووافر الامتنان لكم على حضورِكم الجميل، والمشاركة الكريمة للكثيرين منكم، في وقائع أول يومي مهرجاننا العاشر، وصولا الى حفلنا هذا، الذي نختتم به فعاليات اليوم.
ولقد كان يوما طيبا، حافلا بالنشاطات الاعلامية والثقافية، والجلسات الحوارية، واللقاءات الحميمية. يوما نتطلع ونعمل على ان يرفدَه نهارُ غدٍ السبت ومساؤه، بالمزيد من الفعاليات المنوعة، والاحداث الممتعة.
ايها الاحبة
لا نكاد نصدق ونحن نعيش وقائع مهرجان طريق الشعب العاشر، ان اثني عشر عاما بالتمام والكمال، مرّت على ذلك اليوم، الذي أطلقنا فيه مسيرة هذا المهرجان، الاول والوحيد من نوعه عراقيا وعربيا. هذا الحدث السنوي، الذي نحتفي فيه بكل ما هو عريقٌ وجديدٌ ومتجدد، في عوالم الاعلام والثقافة والعمل الوطني والديمقراطي.
وحين تعود بنا الذاكرة الى ساعة انطلاقه، ربيع سنة 2013، من هذا المكان ذاته، من جوار نصب شهرزاد وشهريار في شارع ابو نواس البغدادي، نستحضر إحساسنا العميق حينها بالرضا، إذْ نُحقق المطمح الذي ظل يراودنا، نحن الصحفيين الشيوعيين العراقيين، سنين طويلة، ويتململ في دواخلنا مع كل مشاركة لجريدتنا، في مهرجانات الصحافة الشيوعية والتقدمية، في بلدان القارة الاوربية بوجه خاص.
كذلك نستذكر الشعور الذي كان يغمرنا حينذاك، بأننا لا نطلق حدثا عابرا، لا ننظم فعالية اعلامية - ثقافية كبيرة لمرة واحدة وكفى، وانما ندشن مشروعا طويل الأمد، مشروعَ مهرجانٍ يتواصل عاما بعد عام، ويتجدد سنويا ويرتقي.
وكان ذلك بمثابة عهدٍ التزمناه، وحرصنا على الوفاء به، ونحن نعاود إقامة المهرجان في الاعوام التالية، التي تعاقبت وصولا الى هذا العام، وهذا المهرجان، الذي نتحرك الساعة على اعتاب منتصفه.
تسع دورات مهرجانية توالت في السنوات الماضية، حافلةً بعشرات الندوات الحوارية في قضايا الصحافة والاعلام والفن والفكر والعلم والثقافة والسياسة وسواها، والتي شارك فيها أضعاف عددها من الباحثين والاعلاميين والاكاديميين والادباء والفنانين والنقاد والخبراء من مختلف الاختصاصات
تسع دورات شهدت ما لا يحصى من النشاطات الغنائية والموسيقية والتشكيلية والمسرحية والشعرية والكتبية والشبابية والرياضية والنسوية والعمالية، ومن معارض الرسم والفوتوغراف والكاريكاتير، والتي ساهم في تقديمها وإقامتها مئات المبدعين في مختلف ميادين الفن والادب، والناشطين في شتى المجالات من الاصدقاء والرفاق.
تسع دورات مُنحت في سياقها حوالي ثلاثين جائزة لشخصيات ومنظمات ومراكز مرموقة، في مجالات حرية التعبير وثقافة التنوير والعمود الصحفي، وعشرات الجوائز الاخرى والشهادات التقديرية للكثير من المشاركين والناشطين والعاملين المتفانين في المهرجان .
تسع دورات حضرها وتابع فعالياتها المنوعة آلاف المواطنين، بضمنهم الكثيرُ من الشخصيات الأدبية والفنية والاجتماعية والسياسية والرياضية المرموقة، اضافة الى الشيوعيين واصدقائهم.
تسع دورات .. والمسيرة تتواصل، وهذه الدورة العاشرة تشهد وتضيف المزيد، الى ما عرضنا له على عجالة في الدقائق السالفة. مثلما تؤشر الافق الحافل بالوعد لهذا المهرجان ، الذي شق طريقه خلال السنوات الماضية، بدعم من الأوساط الإعلامية والثقافية والأكاديمية والمدنية، ومن جمهوره الواسع والمتسع باضطراد، حتى غدا اليوم حدثا مميزا من احداث بغداد السنوية، الإعلامية والثقافية
العزيزات والاعزاء
ينعقد مهرجاننا هذه السنة ونحن على أبواب انتخابات برلمانية جديدة، تسعى فيها قوى المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، مرة أخرى، الى ضمان إعادة انتاج حكمها وبقائها متسلطة على العراق، عبر آليات بعيدةٍ عن الديمقراطية والعدالة، ومخالفةٍ للدستور والقانون، ومنتهكةٍ للحقوق والحريات.
ويتجلى هذا الواقع ساطعا في الحملة الانتخابية الجارية حاليا، والتي تتواصل في أجواء بذخ مهول، يقوم أساسا على النهب الصارخ ومتنوع الاشكال للمال العام، والاستغلال الفاضح لإمكانات الدولة وممتلكاتها، وفي ظل اعتماد قانون انتخابي يفتقد الانصاف، وتجاهلٍ للنصوص الدستورية والقانونية، ذات الصلة بالمال السياسي، وباستبعاد الجماعات المسلحة من السباق الانتخابي وغير ذلك.
ويحدث هذا فيما تستمر معاناة الأكثرين في البلاد، الذين تطحنهم الازمات المتفاقمة، والسياسات الاقتصادية والمالية الفاشلة، وإذ تتعاظم الفجوة بين المعدمين المحرومين، وأصحاب المليارات والملايين من حديثي النعمة، وتتمسك القوى المتنفذة بنهجها المدمر على حساب الغالبية الساحقة من العراقيين، ضحايا الفقر والمرض والبطالة والبؤس، خصوصا منهم الشباب.
ويقينا ان هذا الواقع الكارثي المتأزم، ومعه التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية المتلاحقة، يحمّلان الجميع مسؤولية وطنية لا مهرب منها، مسؤولية المشاركة الواسعة في الانتخابات، ومنح الأصوات الثمينة لمن هم أهل لها، لمن وقفوا دائما في صف الناس، ودافعوا دائما عن مطالبهم العادلة، وناصروا دائما حقوقهم ومصالحهم المشروعة.
الحضور الكرام
غدا السبت يوم آخر في مهرجاننا هذا العام. يوم سيضجّ مثل يومنا هذا، بمختلف النشاطات والاحداث، الجديرة بالمتابعة والمشاركة. وعندما ينتهي مساءً، ونودع معه المهرجان العاشر، سنتوجه طامحين الى مهرجان السنة المقبلة، مهرجان طريق الشعب الحادي عشر، الذي نتطلع الى اقامته في عراقٍ أفضل، عراق سائر بإرادة بناته وابنائه، على طريق الأمان والاستقرار والمواطنة والعدل الاجتماعي.
والسلام عليكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة اللجنة التحضيرية لمهرجان طريق الشعب العاشر في حفل اليوم الاول.