الانتخابات على الأبواب وسترتفع بأعلى مدياتها الأصوات التي حولتها إلى لعبة أطفال جنونية فترات طويلة. ستغرق الشوارع بصورهم الممتلئة بشاعة وشعاراتهم المحشوة فراغا وخداعا. وسيبحث المواطن عن نفسه وسط هذا الزحام من شجر فحول التوت. لكن الفترة المؤلمة التي ما زلنا نعيش ظلامها علمتنا التفكير بحثا عن مغادرة الخراب واهتداءً إلى صراط مستقيم ستكون بداياته إشعاعا وإن كان باهتا لكنه يفتح في الأفق شيئا من أمل.
المواطن سليم الوعي والشاعر بالمسؤولية سيقارن بين القوائم وهوياتها ومضامينها وشخوصها وسيستذكر سنوات المرار الفائتة وسيهتدي حتما إلى ضالته التي سيجد فيها نفسه ومستقبله ومصلحة بلاده وأهله وكل شعبه.
سيرى أن المدنيين، وبالرغم من أنهم لم ينتظموا بقائمة واحدة وهذا أمر مؤسف حقا، هم أقرب إليه وإلى سلامة الاختيار وهم الأهل للثقة أكثر وهم الأقرب إلى تطلعاته.
ومن بين المدنيين هناك اليسار الديمقراطي الذي، عدا عن تمثيله لمصالح الشعب الوطنية العليا، فهو متمسك بمصالح الكادحين من شغيلة اليد والفكر وآمالهم في العدالة الاجتماعية والمساواة وفي العمل على إعادة الاعتبار للدولة وبنائها على أسس مؤسساتية متينة وراسخة يكون فيها الاقتصاد المزدهر والقضاء العادل المستقل قولاً وفعلاً وقيادة عملية التغيير الجذري بالسبل السلمية الديمقراطية.
سنتذكر ونحن في كابينة التصويت في المراكز الانتخابية:
1- تاريخ المشروع اليساري المدني والديمقراطي في بلادنا، وهو جزء من مشروع إنساني عالمي كبير، الذي يرفض عسكرة المجتمع وأريفة المدينة ومنع تكرار تجربة الحكم الكنائسي في أوروبا أثناء الهيمنة على السلطات والتداعيات المأساوية الناجمة عن ذلك.
2- الإنجازات الحضارية والاقتصادية الكبرى التي حققتها الأحزاب المدنية واليسارية الديمقراطية في البلدان التي تولت فيها الحكم وامتلكت فيها القرارات الحاسمة.
3- الأمن والاستقرار الذي تعمل القوى المدنية والديمقراطية على تحقيقه في بلادنا والذي عجزت حكومات ما بعد الاحتلال عن تنفيذه منذ عام 2003 إلى يومنا هذا.
4- شكل الدولة العصرية التي يعمل المدنيون الديمقراطيون على تحقيقها في بلانا والتي قدمت نماذجها الراقية بلدان العالم المختلفة والتي تمكن الديمقراطيون في مختلف بلدان العالم من تحقيقها على أرض الواقع وأنجبت نماذج تستحق الإعجاب والتقدير والتي تضمنتها برامج قوانا المدنية المساهمة في الانتخابات.
5- على يد المدنيين الديمقراطيين واليسار على وجه الخصوص ستكون حقوق الإنسان كاملة وحرياته المتنوعة أمرا واقعيا وسيكون العمل على تطبيقها نصا وروحا حقيقةً ملموسة وليست شعارات للتمويه والتغطية ولتمرير مآرب آخري.
6- القوى المدنية والديمقراطية واليسارية عملت وتعمل وستعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الراسخة والتي رأسمالها الأول هو المواطنة والمواطن لا الطائفية ولا العنصرية.
7- القوى المدنية لا تعترف بالمحاصصة بل تطالب بالنوع المهني المتخصص وبالنزاهة والوطنية كشروط أساسية للترشيح للمواقع الإدارية المسؤولة وغير المسؤولة.
8- نتذكر المستوى الأخلاقي والأدبي ونظافة السريرة ونزاهة اليد لممثلي المدنيين واليسار الديمقراطي عند تسلمهم مواقع تنفيذية وتشريعية متقدمة في الدولة.
9- كانت وستكون مصلحة الوطن العراقي الحبيب لا البلدان الأخرى ومستقبل شبابنا وشعبنا كله لا غيرهم قبل كل شيء وفوق كل شيء.
على الناخب أن يشعر وأن يعرف أنه يتحمل مسؤولية تقرير مصير ومستقبل البلاد والعباد في العراق وهو يتوجه نحو مركز الاقتراع وحين يدخل كابينة ملء استمارة التصويت، بما في ذلك مصيره هو شخصيا ومصير أهله وأطفاله ومستقبلهم.