اخر الاخبار

ليس كل ما يُعلَن ويُقال ويُنشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي صحيحًا ويمكن الوثوق به أو الركون إليه. فالنشر في هذا الفضاء يأتي بحكم الحرية النسبية، إذ لا يوجد حجر أو حظر على ما يُنشر من أطراف متعددة، ولكلٍّ آراؤه وتوجهاته ودوافعه وأغراضه من وراء النشر. لذلك نقول بعدم الوثوق بكل ما يُنشر بشكل مطلق، وأي خبر لا يُعزَّز بالوثائق والأدلة لا يمكن الوثوق به.

لكن هذا لا يعني غياب الأقلام الوطنية النزيهة التي تقف إلى جانب الحق والحقيقة، وتنشر المعلومة أو الخبر بعد التأكد من مصدره، لأن الإعلام سلاح فتاك وخطير تستخدمه قوى متعددة، خصوصًا قوى الظلام والعناصر العميلة لقوى خارجية، غايتها زرع الفتنة ونشر الفوضى وإشاعة الإحباط، وإضعاف المعنويات، وزرع اليأس، وقتل الأمل بين أوساط الجماهير.

لذا، يجب الحذر من صُنّاع الفوضى ومافيات الكذب والخداع الذين يستغلّون الظرف السياسي والاجتماعي الحرج وضعف الوعي لدى الكثيرين، واستعداد الناس لتقبّل مثل هذه الإشاعات. فالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين، يمكن أن يبني كما يمكن أن يهدم إذا لم نُحسن استخدامه، ولم نعتمد الدقة والحذر في ما نكتب وننشر.

كثير من القوى تقاتل خصومها من خلال الإعلام، فتزرع الذعر والفوضى والخوف في صفوف الطرف الآخر، مستخدمةً أحدث الوسائل العلمية في نشر الأخبار عبر عناصر متخصّصة في هذا المجال، وبذلك تحقق أهدافها وتنتصر دون قتال.

نتمنى من العراقيين الأصلاء أن يُوظّفوا أقلامهم الحرة لدحر وصدّ أي إشاعة مغرضة تستهدف نشر الفرقة والفتنة وزرع الكراهية بين أبناء البلد الواحد، وأن يقفوا ضدها بنشر ثقافة التسامح والمحبة والتآزر، والتأكيد على اللحمة الوطنية، لأنها الضمانة الحقيقية لاستقرار العراق.

ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية، يفترض الالتزام بشرف المنافسة والخصومة بعيدًا عن التسقيط والتشهير والطعن بين الكتل والأحزاب السياسية، كي نرتقي إلى مستوى الوعي والنضج والمسؤولية الأخلاقية والوطنية.

كما يجب أن يتغيّر شكل وجوهر النظام السياسي القائم على المحاصصة السياسية والإثنية، من خلال الوعي السياسي والنضج الاجتماعي وحُسن اختيار العناصر الوطنية النزيهة المشهود لها بالإخلاص والكفاءة والأمانة وحب الوطن والشعب، والابتعاد عن العناصر التي تتاجر بالدين، وتحتمي بالطائفة والعشيرة، وتشتري الذمم بالمال السياسي والوعود الكاذبة.

فلا يُلدغ الحرّ من جحر مرتين.