بعد توقف استمر منذ عام 2020 إثر جائحة كورونا، استأنف "شارع ساوة" الثقافي في مدينة السماوة، أخيرا، نشاطاته، واحتضن روّاده مجددا، لكن هذه المرة في موقع جديد تحت "مجسّر الصدرين".
وتوافد على الشارع، الذي يُحاكي شارع المتنبي في بغداد وغيره من الشوارع الثقافية المنتشرة في عديد من مدن البلاد، فنانون موهوبون ومثقفون، وجمع كبير من محبي القراءة. حيث توزعت على المكان طاولات تحمل عناوين كثيرة من الكتب، في اختصاصات مختلفة. بينما عرض رسامون لوحات فنية، وحرفيون عرضوا أعمالا ومشغولات يدوية. وفرح أهالي السماوة بالعودة التدريجية لشارعهم الثقافي، آملين في استمراريته وتطويره – حسب ما ذكره عدد منهم في أحاديث صحفية.
مهدي الجياشي، عضو "تجمع ساوة" الثقافي، قال في حديث صحفي أن مساء الجمعة الماضية شهد انطلاقة الشارع الثقافي من جديد، مبينا أن الفعاليات التي احتضنها الشارع شملت عرض لوحات فنية وكتب وأشغال يدوية وأعمال من الخط العربي، وأنه من المؤمل أن تتخلل الفعاليات القادمة فقرات موسيقية ومسرحية.
وأشار إلى ان الهدف من إعادة افتتاح الشارع الثقافي، هو خلق بيئة ثقافية توعوية داخل مدينة السماوة ومحافظة المثنى بشكل عام، فضلا عن توفير فضاء للفنانين والموهوبين، يعرضون فيه أعمالهم أمام الجمهور.
وأوضح الجياشي أن "هناك 20 لوحة عُرضت لرسامين ذوي مستويات مختلفة، ونحن نسعى لاحقا لإقامة معارض شخصية لهم".
من جانبها، قالت ياسمين علي، صاحبة "مكتبة الياسمين"، أن "انطلاقة الشارع هذه بمثابة ولادة جديدة له. ونحن نأمل أن يُصبح المكان ملتقى دائما للعائلات والمثقفين والموهوبين"، داعية الفنانات والحرفيات إلى المشاركة الفاعلة في نشاطات الشارع "فهذا الفضاء يوفر فرصة مهمة لعرض المنتجات الإبداعية".
ولفتت ياسمين إلى انه "رغم ما مر به الشارع من توقفات، لا زلنا نطمح إلى استمراره كمشروع ثقافي دائم في مدينة تعاني ضعف الحراك الثقافي".
إلى ذلك، قال الفنان التشكيلي منتظر سلمان، أنه وزملاؤه ساهموا في إعادة تنشيط الشارع الثقافي، فنيا، من خلال عرض لوحات زيتية وأعمال يدوية، مبينا أن "هدفنا هو تعزيز الحضور الفني داخل المثنى، وإظهار الطاقات الموجودة فيها".
وبيّن أن "الشارع الثقافي يمثل منصة لنشر الفن والمعرفة. وموقعه الجديد تحت المجسر يتمتع ببيئة ملائمة وجاذبة، مع وجود حدائق ومتنفسات تستقطب العائلات".
هذا ويفتتح الشارع الثقافي أبوابه أمام رواده، مساء يوم الجمعة من كل أسبوع.