لا أعتقد أن العالم أجمع، "والحكومة العراقية" لا يعرفان ماذا يريد "التشرينيون" في مطالبهم - شرعاً وقانوناً - منذ عام 2003، حتى الآن بعد ان شهدوا الظلم والتهميش والفقر..
ففي الأول من تشرين الأول من عام 2019، شهد العراق انتفاضة تشرين الشعبية غير المسبوقة، فكانت بمثابة صرخة مدوية وصفعة قوية في وجه الظلم والفساد. حيث خرج العراقيون إلى الشوارع، مطالبين بوطن آمن ومزدهر ومستقر.
التشرينيون، لا يريدون من "الحكومة" سوى حقوقهم الإنسانية الطبيعية، كبقية الأمم، أو كبقية أشقائهم العرب.
كانت أسباب الانتفاضة متعددة، وقد ركزت بشكل أساسي على المطالبة بإنهاء الفساد المالي والسياسي والإداري الذي استشرى في جميع مفاصل الدولة العراقية، وعمّ البلاد.
كانت مطالب المنتفضين واضحة ومحددة، كوضوح الشمس، وشملت: إنهاء الفساد وتوفير فرص عمل لائقة للشباب وتحسين الخدمات العامة، بما في ذلك الكهرباء والماء والصحة والتعليم وضمان الأمن والسلامة للمواطنين وإصلاح جذري للنظام السياسي، بما في ذلك إنهاء الطائفية والمحاصصة السياسية.
التشرينيون، لا يريدون سوى العيش الرغيد، ولقمة هنيئة، وتوفير الأمن والأمان، والتعليم الجيد، وتوفير الدواء، وتعيين الخريجين وتقديم الخدمات وتوفير السكن اللائق للجميع، وايجاد عمل للعاطلين عن العمل ومحاسبة الفاسدين وضربهم بيد من حديد، وخصوصاً الحيتان منهم مهما كانت مناصبهم الرسمية والمعنوية، وأمام الملأ، وزيادة الحصة التموينية مثلما كانت في زمن "الحصار" وحصر السلاح بيد الدولة وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين من الأبرياء والعمل على إستقرار صرف الدولار إلى ما كان عليه قبل سنوات، ليستقر السوق وتنظيم رواتب موظفي الدولة، وتحسين رواتب المتقاعدين..
فهل في هذه "المطالب" تجاوز على هيبة" الحكومة"..؟ وهل تحمل هذه المطاليب في مضامينها تيارات سياسية معادية، حسب ادعائهم؟! انها حقوق الشعب العراقي، حيث من واجبات "الحكومة" الاستجابة لها وتنفيذها.
وقد كان لنتائج الانتفاضة تأثير كبير على المشهد السياسي العراقي، حيث أجبرت الحكومة العراقية على الاستقالة، وتم تشكيل حكومة جديدة وُعدت بتنفيذ إصلاحات جذرية. كما أدت الانتفاضة إلى زيادة الوعي السياسي لدى العراقيين، وزيادة المطالبة بالديمقراطية والشفافية.
ولكن للأسف واجهت الانتفاضة العديد من التحديات، بما في ذلك: استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، والقمع الأمني الشديد من قبل القوات الحكومية، واستشهاد العشرات من المنتفضين، وجرح المئات منهم بإصابات بليغة، أدت إلى عوق عدد كبير، كما حاولت الحكومة تشويه صورة الانتفاضة وإلصاق تهم الإرهاب والعنف، بأخلاق وقيم المتظاهرين السلميين.
لقد كانت دروس انتفاضة تشرين تحمل دلالاتها وعمقها ازاء كل السلبيات الراهنة.
ان انتفاضة تشرين كانت وما زالت محطة مهمة في تاريخ العراق الحديث. كانت صرخة في وجه الظلم والفساد، ومطالبة بالوطن الآمن والمزدهر والمستقر. على الرغم من كل التحديات التي واجهتها، فإن الانتفاضة حققت بعض النجاحات، وألقت الضوء على أهمية الديمقراطية والشفافية في بناء الدولة العراقية. سيظل العراقيون يتذكرون انتفاضة بوصفها رمزاً للشجاعة والمقاومة في وجه الظلم.
وليس امام الحكومة الا تحقيق مطالب (التشرينيون) المشروعة، بدلاً من إطلاق الرصاص عليهم..