احتضنت "قاعة باهافان" في لندن أخيرا، معرضا شخصيا للرسامة المغتربة سلمى خوري، ضم عددا من اللوحات الملونة.
والفنانة ولدت عام 1941، وتخرجت في كلية البنات بجامعة بغداد – فرع الرسم، ومارست التدريس سنوات عدة. وفي سنة 1981 غادرت العراق واستقرت في بريطانيا. وهي عضو نقابة الفنانين العراقيين وجمعية الفنانين البريطانيين في إيلنك – لندن. وقد شاركت في معارض فنية عديدة في المملكة المتحدة، وأقامت معرضها الشخصي الأول عام 2015 في المركز الثقافي العراقي.
وفي معرضها الأخير، تُجسد سلمى معاناة المرأة العراقية. حيث تظهر نسوة حزينات وجوههن تعكس اللوعة والألم والظلم، بينما تعكس الصمود أيضا.
عن بداياتها، تتحدث سلمى لـ"طريق الشعب" قائلة، أنها بعد تخرجها في المدرسة لم تكن لديها ميول لأي تخصص، لكن والدها أصر على أن تُكمل دراستها الجامعية. ولأنها تحب الكتابة رغبت في دخول كلية الآداب، لكن شاءت الصدف أن دخلت كلية البنات.
وتوضح أنه "بعد ثورة تموز 1958، كان هناك توجه لتطوير كفاءات المرأة في كل المجالات. فطُلب منّا نحن 9 نساء، أن نختار فرع الرسم للدراسة، كي نتخرج مدرسات رسم للمرحلة الثانوية"، مضيفة أنه "بالفعل دخلت هذا المجال وانغمست فيه، وصرت من الأوائل بشهادة أساتذتي مثل خالد الجادر ولورنا سليم".
وتتحدث سلمى عن ذكرياتها في مدينة البصرة. حيث كان والدها كاهنا، وكان يمد يد العون لكل محتاج. فيما تتطرق إلى التحديات التي واجهت المرأة الفنانة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وتقول ان "الفنانات، وهن قلة، لم يكن لديهن مكان للرسم. وكان عليهن الالتزام بأشياء غير ضرورية على حساب فنهن وإبداعهن"، منوّهة إلى ان ظروف الحياة لم تسمح لها بداية أن تركز جهودها في الفن، وطاقتها كانت تتبدد بالكامل في الأعمال المنزلية والالتزامات العائلية.
وعن حال المرأة العراقية الآن، تقول سلمى: "للآسف، نحن الآن نمشي إلى الوراء. المرأة تتمنى أن تتطور للأحسن، لكن هناك مدا رجعيا مفروضا عليها يحد من حريتها ومن قدرتها على إطلاق طاقاتها".
وحظي معرض سلمى باستحسان الجمهور، إضافة إلى الاختصاصيين الذين زاروه. حيث قال الفنان مهدي الشمري لـ"طريق الشعب": "نستطيع القول بكل جدارة أن سلمى الخوري سفيرة للسلام والإنسانية من خلال لوحاتها المعبرة عن ذلك. لديها قابلية مذهلة في تجسيد الحدث بشكل درامي مقروء، وكأنك تقرأ قصة لاجئي العالم والمعذبين في الأرض".