ازدانت حدائق شهريار وشهرزاد في شارع أبي نؤاس وسط بغداد، السبت الماضي، بمهرجان "أنا عراقي.. أنا أقر" في موسمه الثاني عشر. حيث غص المكان بجمهور كبير جدا من محبي الكتاب والثقافة والفن، ما عكس مجددا، وجها مشرقا للعاصمة في أهم حدث ثقافي تشهده سنويا.
وكما جرت عليه العادة، تجمهر الزائرون حول موائد الكتاب، التي تزداد ثراء سنة بعد أخرى. حيث وُزعت هذا العام مجانا قرابة 50 ألف كتاب، حصيلة جهود بذلها المتطوعون في مؤسسة "أنا أقرأ" الثقافية، والذين وصل عددهم إلى 100 شخص من كلا الجنسين – حسب ما أعلنته المؤسسة على صفحتها في "فيسبوك".
وطيلة الشهور الماضية، انكب المتطوعون على التحضير للمهرجان عبر جمع تبرعات الكتب من روابط ومؤسسات ثقافية ودور نشر ومتبرعين آخرين.
وإضافة إلى مبادرة توزيع الكتب المحورية في المهرجان، كانت هناك فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، منها ما خُصص للصغار. حيث تتكرر هذه الفعاليات سنويا، لكنها ترتقي في كل مرة – وفقا لانطباعات عدد من الزائرين. وبينما احتضن المسرح حفلين موسيقيين – غنائيين في الافتتاح والختام، توزعت الفعاليات في أركان المكان. فكانت هناك زاوية لعرض الرسوم والمشغولات الفنية، وركن لتوقيع كتب من قبل مؤلفيها، فضلا عن ركن مخصص للأطفال، وآخر للمسابقات الفكرية، إلى جانب تجمعات شبابية ساد فيها الحوار الثقافي.
في حديث صحفي، قال مدير المهرجان عامر مؤيد: "وزعنا 50 الف كتاب مجاناً في الشعر والرواية والتاريخ والفلسفة وغيرها".
وأوضح أنه "أقيم في زاوية من أرض المهرجان حفل توقيع 6 كتب. وخُصصت زاوية لاستذكار الشاعر الراحل موفق محمد، وتسليط الضوء على منجزه الشعري، اضافة الى تخصيص زاوية لفعاليات الاطفال وزع فيها نحو ألفي قصة".
وأشار إلى أن هذا المهرجان يُعد من المبادرات المهمة التي تُشجع المجتمع على القراءة والمطالعة، مستدركا "لكن المبادرة تفتقر إلى الدعم المادي، ويغيب عنها الأكاديميون والجامعات والتشكيلات الثقافية".
ولفت مؤيد إلى أن المهرجان يعتمد على دعم بعض الجهات الثقافية، ومنها الاتحاد العام للأدباء والكتاب "لكن هذا الدعم ليس كافيا لتلبية حاجة القرّاء من الكتب".
من جانبها، قالت الفنانة فاطمة علي، انها قدمت في المهرجان اضاءات فنية في مجال الفن التجريدي، مشيرة إلى أن زاويتها شهدت طرح أفكار حول علاقة الفلسفة بالفن.
الكاتب والصحفي علي حسين، رأى بدوره أن هذا المهرجان كرنفال ثقافي مهم، استطاع تحقيق نجاح كبير واستقطاب حضور مميز، مشيرا إلى ان "الحضور الجماهيري يثبت ان صوت الثقافة ما زال عالياً ومؤثرا في العراق".
ونوّه حسين في حديث صحفي إلى "غياب الحضور الرسمي عن المهرجان، على عكس دول العالم التي تحتضن انشطة وفعاليات ثقافية، نجد الحضور الرسمي واضحا، لأهمية الثقافة وفاعليتها في المجتمعات".
وأوضح أن "حضور الشباب في هذا المهرجان يبعث رسالة إلى العالم تفيد بأن العراق بلد معني بالثقافة والفنون والآداب، وليس معنيا بالحروب".