نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدرين مطلعين قولهما إن قطر طلبت اعتذارًا من إسرائيل عن غارتها على مبنى سكني في الدوحة، قبل استئناف وساطتها لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق المحتجزين. وقال مصدر مطلع على الأمر، السبت، لموقع أكسيوس، إن "القطريين يدركون التعقيد السياسي في إسرائيل، ومستعدون للتحلي بالمرونة بشأن لغة الاعتراف بالخطأ".
وأفاد أحد المصدرين بأن طلب الاعتذار جاء من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأنه أثار المسألة مع وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو خلال لقائهما يوم الثلاثاء في الدوحة. وأفاد مصدر مطلع بأن الطلب القطري طُرح أيضًا في اجتماعات بين روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وتوقع مصدر مطلع، في حديثه لـ"أكسيوس"، أن يوافق القطريون على اعتذار إسرائيلي يُركّز على مقتل ضابط الأمن القطري، ويتضمن وعودًا بتعويض عائلته وعدم انتهاك السيادة القطرية مرة أخرى. وكانت إسرائيل قد قدمت اعتذارات مماثلة في الماضي. ففي عام 2013، اعتذر نتنياهو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مقتل ناشطين أتراك في غارة أسطول الحرية على غزة عام 2010.
وعلى الرغم مما نقلته "أكسيوس"، فإن هذا لا يعني أن قطر ستعود إلى الوساطة مع الاعتذار الإسرائيلي؛ فظروف الوساطة غير متوفرة حالياً، وسط التصعيد الإسرائيلي الحالي في حرب الإبادة وعدم تقديم الاحتلال أفكاراً مقنعة بأنه سيوافق على وقف الحرب، ما يعني أن حكومة نتنياهو ستستغل الوساطة غطاءً لحرب الإبادة التي تشنها على غزة. وهذا ما أكده خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمام القمة الإسلامية العربية، الأسبوع الماضي، إذا أشار إلى أنّ "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات"، وأن المفاوضات عند الاحتلال الإسرائيلي "مجرد جزء من الحرب، تكتيك سياسي يرافق الحرب، ووسيلة لتعمية الرأي العام الإسرائيلي". وتطرّق أمير قطر في كلمته حينها إلى أهداف الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أنه "إذا كان وقف الحرب هو ثمن تحرير رهائنه، فهو لا يريدهم. ما يريده فعلاً هو جعل غزّة غير صالحة للعيش الإنساني تمهيداً لتهجير سكانها، إنه يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكاملة أو الكبرى، ويستغل فرصة الحرب لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، والتضييق على السكان في الضفة الغربية ويخطط لعمليات ضم أجزاء منها".