الصفحة الأولى
على طريق الشعب.. كل عام والصحافة الشيوعية باسقة ومتجددة
يمثل احتفاء الشيوعيين وأصدقائهم وسائر قوى الخير والحرية في بلادنا، بالعيد التاسع والثمانين للصحافة الشيوعية العراقية، وقفة وفاء لمسيرة مشرقة، عُمّدت بالتضحيات الجسام، دفاعاً عن إستقلال الوطن وسيادته وحريته وعن سعادة شعبه، ومن أجل إنتزاع حقوق الشغيلة والكادحين، وتأمين المطامح القومية العادلة للشعب الكردي ولكل القوميات المتآخية الأخرى، ولرفع الظلم عن المرأة وضمان مساواتها بالرجل. مسيرة لم تتوقف أو تنكفئ، لم تخنع أو تساوم، حتى باتت إيقونة للتواصل والعناد الثوري، دفاعاً عن العدل والحرية وعن كل ما يصون آدمية البشر.
فلم يكن قد مضى على ولادة حزبنا، الحزب الشيوعي العراقي، سوى عام واحد، حتى تبنى الرفاق الأوائل اصدار أول صحيفة عراقية شيوعية «كفاح الشعب» في 31 تموز 1935، والتي جرت طباعتها سرا في أقبية مستشفى السكك الحديد في منطقة الكرخ، وقدمت نفسها كلسان حال الحزب، وأداة فاعلة لتوطيد وحدته ولتعبئة جماهير الشعب في النضال لتحقيق اهدافها الوطنية والاجتماعية.
وحين شنت السلطات التابعة للمستعمر البريطاني هجمة القمع الشرسة على الحزب، واستشهدت صحيفته السرية الأولى، ولدت «الشرارة» في نهاية 1940، وبعدها «القاعدة» في مطلع العام 1943، ثم «اتحاد الشعب» في عام 1956 وأخيراً «طريق الشعب» في عام 1961.
واصدر الحزب، بالإضافة لصحفه المركزية هذه، عشرات الصحف والمجلات الاخرى مثل العمل، النجمة، الاتحاد، الأساس، شورش، العصبة، السجين الثوري، كفاح السجين الثوري، الفكر الجديد، آزادي، ريكاي كردستان، نهج الإنصار، والكثير غيرها، والتي دأبت كلها على قراءة الواقع وإعمال العقل فيه، وخلق علاقة متميزة مع الناس، وشكّلت نسغأ من الطاقة الإيجابية والثقة، زودت به الجماهير صحافتنا بالمواد وبشبكة من المتطوعين وبالقدرة على الصمود والتقدم، مقابل تنمية وترسيخ الوعي الوطني والطبقي، بما يمكّن الشعب من إدراك سبل الخلاص من التبعية والإستغلال والتمييز والظلم والعبودية.
واليوم، إذ تواصل صحافتنا الورقية والإلكترونية وكل أدواتنا الإعلامية، ذات المسار العذب رغم صعوباته، فإنهأ تؤكد قيمها الأصيلة في تبني المشروع الوطني الديمقراطي، والدفاع عن خلو أرض الوطن من أي تواجد عسكري أجنبي، وعن حرية الشعب وحقه في التمتع بثروات بلاده، وخلاصه من التمزق والإستقطابات الطائفية والإثنية، ومن ويلات الإرهاب وطغيان الفاسدين ومن الجوع والتخلف، وتمكينه من الحصول على الخدمات الأساسية وعلى العيش الكريم، وامتلاك القرار الوطني المستقل. ويحرص اعلامنا على الصدقية والمهنية والجرأة وتقصي الحقيقة وايصالها الى الرأي العام، بلغة وخطاب وآليات بسيطة، واضحة، مفهومة ومتاحة للجميع. ويعمل ايضاً على فضح المآسي التي جلبها نهج المحاصصة للبلاد، والنضال لدحر منظومة حكمه المتنفذة واحلال دولة مدنية ديمقراطية محلها، دولة تحترم الحريات وتكافح البطالة والفقر وتطلق تنمية مستدامة وتوفر فرص عمل حقيقية، وتتبنى سياسات اقتصادية ومالية سليمة، تُستثمر فيها طاقات الشباب ويُكافح عبرها الفساد ويعاد بها توزيع الثروة بعدالة تضمن مستويات معيشية مناسبة للمواطنين.
كما يكافح اعلامنا من أجل إحداث تغييرات اجتماعية، تؤمن حقوق الإنسان والمساواة للنساء وتكافح فيها الأمية ويجتث فيها العنف الأسري وافكار التطرف والكراهية والشوفينية والعنصرية والتعصب.
وفيما يواصل إعلامنا كفاحه من اجل التحديث والتنوير ورفع الوعي والتبشير بالفكر الاشتراكي والمثل الإنسانية وقيم الديمقراطية الحقة ودعم الثقافة الوطنية كرافعة ضد التخلف وفي سبيل التقدم الاجتماعي، يرفع صوته عالياً تضامناً مع الشعوب المكافحة في كل مكان، ولاسيما في الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها شعب فلسطين، ومع كل الأحزاب الشيوعية والعمالية واليسارية والتقدمية والوطنية والمدافعين عن البيئة والعدل والسلام في العالم.
اليوم، وكما في مثل هذا اليوم من كل عام، إذ يتوهج نقياً عيد الصحافة الشيوعية العراقية، ننحني لشهدائها الأماجد ولدمائهم الغالية، ونضع وروداً حمراء على قبورهم، وفاءً وعهداً على مواصلة المسار، ونتقدم بالتهاني لكل من ساهم ويساهم في وجودها واستمرارها ونجاحها.
*******************************************************
تظاهرات في محافظات عدة: «لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية»
بغداد ـ طريق الشعب
يتواصل الرفض الاجتماعي لمحاولة مجلس النواب تعديل قانون الأحوال الشخصية، حيث شهدت بغداد وعدد من المحافظات تظاهرات نسوية رافضة للمساعي الرامية الى مصادرة مكتسبات وحقوق المرأة. وتحت نصب الحرية، وسط العاصمة بغداد، نظم العشرات من المواطنين، تظاهرة في ساحة التحرير، رفضاً لتعديل قانون الأحوال الشخصية.
واعتبر المتظاهرون المضي في التعديل «مخالفة صريحة للمواثيق الدولية والتي تخص المرأة والطفل والاسرة». ورفع المتظاهرون عدة لافتات تؤكد على الرفض المطلق للتعديل المقترح من قبل احد أعضاء مجلس النواب. وضمن موجة اعتراض تعم البلاد من أقصاها حتى أقصاها، نظمت نساء صلاح الدين، وقفة احتجاجية تحت مجسر الدلة وسط تكريت، رفضاً لتعديل المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية، رافعين لافتات رافضة للقرار وتحمل عبارة «كرامتنا خط أحمر». كما نظمت رابطة المرأة العراقية في واسط وقفة في ساحة تموز وسط مدينة الكوت، رفعت شعار “لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية” وحضرتها عدد من الناشطات، متهمات من يقف وراء المشروع بأنه يسعى الى تعزيز التفرقة بين العراقيين ويلغي مكتسبات المرأة ضمن ثورة 14 تموز 1958.
وفي كركوك، نظمت العشرات من النساء وقفة احتجاجية لرفض مساعي بعض الجهات المتنفذة مصادرة مكاسب نضال المرأة العراقية من خلال تعديل القانون. وأرجأ مجلس النواب، الأربعاء الماضي، مناقشة مقترح مثير للجدل يقضي بتعديل قانون الأحوال الشخصية. وتصاعد الرفض في العراق منذ الكشف عن تفاصيل التعديل، الذي قدمه عضو مجلس النواب العراقي رائد المالكي، حيث شنت منظمات مدنية وناشطون حقوقيون حملات خلال الأيام القليلة الماضية للدفع باتجاه رفض المقترح.
************************************************************
راصد الطريق.. تراجع مستمر ومعالجات غائبة؟
تظهر نسب الرسوب المرتفعة في نتائج امتحانات السادس الإعدادي شدة الحاجة الى مراجعة جذرية في منظومة التربية والتعليم، توقف انحدارها الكبير.
وتؤكد مصادر عديدة، في الداخل والخارج، أهمية هذه المراجعة وضرورتها الماسة.
ويعلم المتنفذون طبعا بمشكلة هذا القطاع الحيوي، ويدركون أن العلاج ممكن ومتاح، لكنهم لا يريدونه فيما غايتهم هي دفع المواطنين نحو التعليم الأهلي، وتخلي الدولة تدريجيا عن قطاع التعليم.
والمعالجة هنا تبدأ برفع أيدي المتحاصصين والفاسدين عن القطاع، وبإطلاق حملة كبرى لبناء المدارس، وفك الدوام الثنائي والثلاثي، وسد النقص في أعداد المدرسين، وتحديث المناهج بطرق علمية واعتمادا على أساليب تدريس متقدمة بعيدة عن التلقين.
كما أن على الدولة إطلاق استراتيجية حقيقية مدروسة جيدا، قائمة على الحاجات الفعلية الى المختصين من خريجي الجامعات، وعلى تحديد الاولويات.
وفي النهاية لن يجد الخريجون فرص العمل الكافية والمناسبة الا من خلال السير على طريق التنمية الحقيقي. فالترقيعات لن تزيد الأمور الا سوءا.
ويبقى القول ان ما يصح بالنسبة لقطاع التعليم، ينطبق في خطوطه الاساسية على قطاع الصحة كذلك.
***********************************************************
الصفحة الثانية
نائب: لا شفافية في مزاد الدولار
بغداد ـ طريق الشعب
اتهم نائب في لجنة النزاهة النيابية، أمس الاثنين، البنك المركزي العراقي بأنه لا يتمتع بالشفافية بخصوص مزاد بيع الدولار، ولا يقدم بيانات عن الوجهات التي يتم صرف العملة الصعبة فيها، مؤكدة أنها ستحاسب محافظ البنك علي العلاق.
وقال عضو اللجنة هادي السلامي، إن “هناك عدم شفافية في مزاد بيع الدولار، كما لا يتم الكشف عن النشرة اليومية لمعرفة أين يذهب ويباع الدولار من خلال المزاد، فالنشرة ما زالت سرية، وفقط يتم الإعلان عن كمية الدولار المباع ولا نعرف أي تذهب هذه الكمية”.
وأشار إلى أن “هناك حراكاً نيابياً لمحاسبة ومساءلة محافظ البنك المركزي علي العلاق، وأول خطوة هي من خلال توجيه سؤال نيابي شفاهي، وننتظر حضوره داخل قبة البرلمان لغرض مساءلته”.
وأضاف أن “هناك سعياً من قبل بعض النواب من أجل استجواب محافظ البنك المركزي علي العلاق، بسبب الإخفاق خاصة بقضية السيطرة على سعر صرف الدولار الذي ما زال مرتفعاً بشكل كبير في السوق الموازي عن السعر الرسمي”.
وأكد السلامي أن “بعض الكتل والأحزاب ترفض استجواب محافظ البنك المركزي، فهناك حماية سياسية له، رغم الإخفاق في المهام والعمل، وهناك مؤشرات وملاحظات في عمل البنك المركزي وخاصة مزاد بيع العملة”.
وكان عدد من النواب قد كشفوا عن وجود سعي نيابي لمساءلة البنك المركزي العراقي، مؤكدين أن مزاد الدولار يكلف العراق تريليونات الدنانير ويهدد الاقتصاد.
*******************************************************
مطالبات بتطبيق قانون التدرج الطبي الاحتجاج يتواصل في محافظات البلاد
بغداد ـ طريق الشعب
تحت أشعة الشمس اللاهبة وقيظ الصيف الحارق، وفي ميدان محاصر بقوات مكافحة الشغب، تجمع عدد كبير من ممثلي الكوادر الطبية والصحية أمام مبنى وزارة المالية في العاصمة بغداد، مطالبين بتطبيق قانون التدرج الطبي وتعيينهم وفقاً لأحكام القانون، فيما شهدت مدن العراق المختلفة تظاهرات احتجاجية حملت مطالب متنوعة.
تطبيق قانون التدرج الطبي
ومنذ الصباح الباكر، توافد المتظاهرون من مختلف محافظات العراق، مطالبين بحقهم القانوني والدستوري في تطبيق قانون التدرج الطبي الذي يلزم الحكومة بتعيينهم لاستكمال تدريبهم وتأهيلهم للانخراط في خدمة المهنة التي بذلوا فيها سنوات من الدراسة والتعب.
وهدد ممثلو الطلبة بالاعتصام، مناشدين رئيس الوزراء بعدم تركهم لعبة بيد وزارتي المالية والصحة، حيث يلقي كل منهما المسؤولية على الآخر.
وأشاروا إلى أن “وزير الصحة، في محاولة منه لتحويل مسار التظاهرة وتشتيتها، استضاف ممثلي التنسيقية، ولكن الاجتماع لم يسفر عن أي نتائج”.
ونوهوا إلى أن “مستشاري رئيس الوزراء حاولوا إغراء أعضاء التنسيقية بتعيينهم دون غيرهم من الخريجين، معربين عن استغرابهم من محاربة من يدافعون عنهم، كما حدث مع نقيب أطباء الأسنان أبو بكر الراوي، وقطع أرزاقهم”. وتنص المادة الثالثة من قانون التدرج الطبي على تعيين الكوادر الطبية والصحية دون الإشارة إلى الحاجة أو عدمها، وهي الحجة التي تسعى وزارة الصحة لاستخدامها للتنصل من تعيين هؤلاء الكوادر، وذلك للتغطية على نقص الكوادر في المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية التخصصية من مختلف الأنواع، في محاولة لخلق اكتفاء وهمي.
وقد خصصت حوالي 29 ألف درجة وظيفية لوزارة الصحة في موازنة العام الحالي، في حين يبلغ عدد الخريجين الذين ينص القانون على تعيينهم أكثر من 65 ألف خريج.
اعتداء على الطلبة
الى ذلك، نظم طلبة الجامعات العراقية، تظاهرة أمام مبنى وزارة التعليم العالي وسط العاصمة بغداد، مطالبين بتوسيع المقاعد الدراسية وإدراج احتساب السعي.
وقال مراسل “طريق الشعب”، إن التظاهرة تطورت للاحتكاك بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب إلى استخدام العصي الكهربائية والضرب.
وقال أحد المتظاهرين: إنّ “هذه أكبر تظاهرة تشهدها وزارة التعليم العالي من قبل طلبة الجامعات الحكومية والأهلية”. وأردف “من المؤسف أن نرى قوات مكافحة الشغب تلاحق الطلبة في الشوارع والأزقة، وتستخدم عصي الكهرباء والضرب، برغم أن الطلبة جاءوا بنوايا سلمية للغاية”.
في السياق، ندّدت نقابة التمريض بالاعتداء على الطلبة الذين تظاهروا سلمياً أمام وزارة التعليم العالي للمطالبة بإضافة درجات العملي أو دور ثالث، معتبرة ذلك انتهاكًا لحقوق الإنسان وحرية التعبير.
ودعت إلى تحقيق فوري وشفاف ومحاسبة المسؤولين، مؤكدة دعمها للطلبة ولكل من يسعى لحقوقه بطرق سلمية. كما طالبت باحترام الحقوق والحريات العامة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
تظاهرة للمتقاعدين
وأعلن موظفو بلدية أبو غريب إضراباً عاماً عن العمل، واحتشدوا أمام مقر البلدية احتجاجاً على عدم تخصيص قطع أراضٍ لهم وتحويل القطع التي كان من المقرر تخصيصها لهم إلى موظفي هيئة النزاهة. في حين أفاد عدد منهم بأن مدير البلدية أشهر سلاحه الخاص في وجوههم وامر بتسجيل المضربين منهم غائبين عن الدوام.
وتظاهر العشرات من المتقاعدين في محافظة ذي قار امام ديوان المحافظة، مطالبين بشمولهم بتخصيص قطع الأراضي السكنية.
وقال عدد منهم انهم امضوا سنوات طويلة في الخدمة وكذلك بعد إحالتهم على التقاعد دون الالتفات الى معاناتهم ومساواتهم بالشرائح الأخرى التي تم توزيع قطع الأراضي السكنية عليها، مناشدين الجهات الحكومة الاستجابة الى مطالبهم والإسراع في تخصيص مقاطعة سكنية لهم، وتوزيعها حسب الاستحقاق.
إغلاق للطرق في ذي قار
واغلق محتجون من أهالي مناطق شمال محافظة ذي قار، الطريق العام الرابط باتجاه العاصمة بغداد، احتجاجا على تردي واقع الطريق وعدم شموله بأعمال التأهيل والصيانة.
وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن المحتجين من أهالي قضاء الرفاعي والمناطق المحيطة به احرقوا الإطارات، مطالبين بتحسين واقع الطريق وشموله بحملة التأهيل، مضيفا أن المتظاهرين احتجوا على عدم إكساء هذا الطريق الحيوي الذي يمتد إلى مدينة الكوت، برغم المطالبات المستمرة منذ سنوات.
احتجاج على تردي الخدمات
وتظاهر العشرات من سائقي خطوط النقل الداخلي في السماوة، مطالبين بتوفير مرآب خاص بهم وتنظيم عملية الجباية وذلك امام قسم النقل في المثنى.
وذكر عدد منهم، ان مطالبهم تتضمن انشاء مرآب مناسب لهم بدلا من الساحات المؤقتة، مشيرين إلى أن قسم النقل يقوم بأخذ الجباية منهم من دون توفير مكان يستوعب الأعداد الكبيرة للعجلات المخصصة للنقل.
ونظم العشرات من سكان حي “الملايين” في قضاء الخضر بالمثنى، تظاهرة احتجاجا على تردي الخدمات وعدم إكمال المشاريع في منطقتهم.
وأشار عدد منهم الى أن مطالبهم هي تحسين الخدمات وردم المستنقعات واستمرار الأعمال البلدية، منوهين إلى أنهم سلموا مطالبهم للجهات المعنية في القضاء والتي وعدت بدراستها ورفعها للجهات المعنية في المحافظة.
المجمعات السكنية!
وتظاهر العشرات من المستفيدين من “مجمع بوابة الديوانية” السكني، امام بوابة المحافظة، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بالتدخل ومعالجة معاناتهم التي استمرت لسنوات.
وقال المتظاهر ماجد شمر حسين في حديث صحفي، “نحن مجموعة اشخاص قمنا بشراء دور من مجمع بوابة الديوانية السكني، لكن الاستثمار يقول لنا ان هذا العقد غير نظامي، ولهذا نطالب بإصدار سندات لكل دار وعدم استقطاع 10% من الدور المشيدة والتي تم شراؤها من قبل المستفيدين”، مشيرا الى ان “العمل في المجمع متوقف”. اما المتظاهرة منى كاظم راضي فطالبت بـ”إصدار سندات لكل دار بعد اكتشاف ان العقود غير نظامية ولا يوجد أي شيء رسمي حتى الان”، مشيرة الى ان “هواتف المستثمر مغلقة”. كما طالبت بإكمال المشروع المتوقف منذ أكثر من سنة ونصف.
الى ذلك، قال عبد الكريم عمران الشمري، احد المتواجدين في التظاهرة، انه ارسل ابنه للاستفسار عن المشروع، الذي يملك فيه وحدة سكنية، لكنه تعرض لاعتداء من قبل صاحب المجمع وحمايته ودخل على اثره الى مستشفى الجملة العصبية”.
تظاهرة لمنتسبي الدفاع والحراس
ونظم عدد من منتسبي وزارة الدفاع في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية على عدم تسلمهم قطع أراض خصصت لهم من قبل رئيس الوزراء في مقاطعة الشهيد وسام، مستغربين تأخر إجراءات تسليمها اليهم.
وطالب أحد المحتجين مجلس المحافظة والمحافظة بتسريع إجراءات التسليم، مشيرين إلى معاناتهم من الإيجارات والسكن في العشوائيات، وأن بعضهم اقترب من سن التقاعد دون أن يستلم قطعة أرض. وتظاهر العشرات من الحراس المجانيين في كركوك، أمام مديرية تربية المحافظة، مطالبين الجهات الحكومية بتعيينهم بعد سنوات من العمل المجاني.
وقال محمد صباح، أحد الحراس المتظاهرين، إن “العشرات من الحراس الذين يعملون بالمجان في مدارس تربية كركوك تظاهروا مطالبين بتعيينهم على ملاك تربية كركوك”.
وأضاف صباح أن “العدد يتجاوز 1200 حارس، مقسمين على المدارس التابعة لتربية كركوك، حيث نقوم بحراسة المدارس طوال أيام الأسبوع وفي العطل، ورغم مرور سنوات، لم يتم التعاقد معنا بشكل رسمي، وهناك من يعرقل هذا الأمر”. وأضاف متظاهر آخر يدعى عبد الله حسن، أن “الحراس الأمنيين في كركوك يطالبون تربية كركوك وادارة المحافظة بإجراء التعاقد معهم وتعيينهم، لأننا نعمل مجاناً في حماية المدارس منذ خمس سنوات، وعلى التربية إنصاف الحراس الأمنيين”.
*****************************************************
اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق: لا للإمعان في الإساءة إلى السمعة الأكاديمية.. لا للتضييق على الحريات الأكاديمية والطلابية
عقدت اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق اجتماعها الدوري في 26 تموز 2024. واستُهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح شهداء الحركة الطلابية والوطنية، مجدداً تضامنه مع نضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الإجرام الصهيوني. وحيّا الاجتماع الحراك الطلابي والعالمي والإقليمي المساند للقضية الفلسطينية، كما عبّر عن تضامنه مع الحراك الطلابي في بنغلاديش في سعيه نحو العدالة الاجتماعية.
وتوقف الاجتماع عند الامتحان التقويمي وما رافقه من حوادث مشينة بحق السمعة الأكاديمية، شملت تسريب الأسئلة الامتحانية في إحدى الجامعات الأهلية وتسريب 80 في المائة من اختيارات الامتحانات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، دون أي إجراءات تُذكر من قبل الوزارة.
وأكد المجتمعون، أن نتائج الامتحان التقويمي كشفت الفارق العلمي بين الجامعات الحكومية والأهلية وغياب المتابعة والإشراف العلمي الحقيقي على الجامعات والكليات الأهلية، ما جعل من طلبتها ضحايا لسوء الواقع التعليمي فيها، معتبرين عدم اتخاذ الوزارة الإجراءات القانونية بحق الجامعات الأهلية التي قبلت الآلاف من الطلبة خارج بوابة القبول الإلكتروني وخارج ضوابط القبول، والتي فضحها الامتحان التقويمي، دليلاً آخر يؤكد تماهي الوزارة مع مصالح المستثمرين والجهات السياسية المتنفذة التي تتبع لها تلك الجامعات.
وشجب الاجتماع ممارسات الجامعات المتمثلة بطرد الطلبة من القاعات الامتحانية لعدم تسديد الأقساط الدراسية لطلبة الدراسة المسائية والموازي والأهلي في مخالفة واضحة للتعليمات. وهنا نؤشر أن قرار الوزارة بمنع تلك الممارسات لا يعدو كونه قراراً شكلياً لتجنب السخط الطلابي.
وبشأن الحريات الطلابية، جدد المجتمعون إدانتهم للتضييق الشديد على الفعاليات الطلابية وتقييد حريات التعبير. واتخذت الجامعات الحكومية والأهلية أساليب الترهيب والتهديد بإقامة الدعوى القضائية بحق منتقديها من الطلبة، في الوقت الذي تفتح فيه الجامعات أبوابها لمكاتب أحزاب السلطة والتجمعات الطلابية المدعومة من قبلها لإقامة فعالياتهم السياسية الطائفية وسط الحرم الجامعي، فضلاً عن التضييق على الطلبة الباحثين في الدراسات العليا في التخصصات الإنسانية عبر ما يسمى لجان السلامة الفكرية والمقوم العلمي، التي وظفت جهدها لترقيين قيود الطلبة التي مست رسائلهم وأطاريحهم النظام السياسي، إضافة إلى زيادة حالات الفصل التعسفي والعقوبات الانضباطية بحق الأساتذة المنتقدين للواقع التعليمي.
وعبّر الاجتماع عن استيائه الشديد من المضايقات التي يتعرض لها طلبة الأقليات الدينية في الجامعات والتي بدت في ازدياد، كما استهجن انتشار ظاهرة التحرش بالطالبات وتعرضهن المستمر للابتزاز من قبل نافذين في عمادات الكليات والأقسام الدراسية. وأشار الاجتماع في معرض تقييمه للواقع التعليمي إلى انتهاج أسلوب التصريحات الإعلامية المضللة بما يتعلق بتحقيق الجامعات مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، إضافة إلى ادعاء الوزارة افتتاح أقسام علمية جديدة في مطلع العام المقبل دون توفير البنى التحتية اللازمة والمناهج العلمية والكوادر التدريسية.
وعلى صعيد الواقع التربوي، توقف الاجتماع عند الامتحانات الوزارية للمراحل المنتهية وما عاشه الطلبة وذووهم من إرهاب نفسي انعكس سلباً على أداء الامتحانات. وبخصوص نتائج الدور الأول التي حققت نسب رسوب غير مسبوقة، حاولت الوزارة عبر منصة “نجاح” إخفاء فشلها الذريع في رفع المستوى العلمي للطلبة غير أنها فشلت حتى في تلك المحاولة.
وخلص الاجتماع إلى أن ما بينته نتائج الامتحانات النهائية في وزارتي التربية والتعليم يستلزم مراجعة العملية التربوية والتعليمية بكل مفاصلها، مجددا الدعوة لتوحيد الجهود من أجل إنقاذها من الانهيار عبر تشكيل المجلس الأعلى للتربية والتعليم.
وبعد مرور عام كامل على حظر نشاط اتحادنا بحجة الخشية على السمعة الأكاديمية حسب قرار الوزارتين، فقد بدا واضحاً من أمعن في الإساءة إلى السمعة الأكاديمية.
وفي الجانب التنظيمي، ناقشت اللجنة تقارير الأداء التنظيمي لفروع الاتحاد. وخلص الاجتماع إلى جملة من القرارات لتطوير مستوى الأداء استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد. كما ناقش التقارير المالية وصادق على جداولها.
اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام
في جمهورية العراق
29/7/2024
******************************************************************
الصفحة الثالثة
المفوضية كشفت عن الأسباب! الاتجار بالبشر متنوع الأشكال في العراق والإحصاءات الرسمية غائبة
بغداد ـ تبارك مجيد
تتسلل ظاهرة الاتجار بالبشر في العراق بصمت مخيف، متخذة أشكالاً متنوعة ومعقدة تغيب عنها الإحصاءات الرسمية، حيث يوثق الإعلام قصصاً مؤلمة عن استغلال البشر في أعمال غير مشروعة، سواء من خلال العمالة القسرية أم الدعارة القسرية، أم حتى تجارة الأعضاء.
ويملك العراق قانونا يكافح ملف الاتجار بالبشر، شُرع في العام 2012 بهدف التصدي لهذه الجريمة وحماية الضحايا، إذ جرّم القانون الاستغلال الجنسي والاسترقاق والعمل القسري.
دور مفوضية حقوق الانسان
وكشف سرمد سعيد البدري المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان، عن دور الأخيرة في مكافحة الاتجار بالبشر في العراق، موضحا أن المفوضية تمارس دور المراقب ضمن اللجنة المركزية لمكافحة الاتجار بالبشر، المشكلة وفق القانون رقم 28 لسنة 2012».
وأضاف في تصريح لمراسل «طريق الشعب»، أن «المفوضية تشارك في كافة الاجتماعات الدورية التي تُعقد في بغداد برئاسة وزير الداخلية وعضوية الجهات المختصة. ولديها لجان فرعية في بغداد والمحافظات برئاسة المحافظ وعضوية ممثلي الدوائر كافة والمجتمع المدني».
وأشار البدري إلى أن «الجهة المعنية بتقديم الإحصائيات هي رئاسة اللجنة المركزية، التي لديها متحدث من مديرية مكافحة الجريمة المنظمة في وزارة الداخلية. ومع ذلك، لا توجد إحصائية رسمية كافية بعدد الضحايا على مستوى البلاد لأسباب متعددة، منها الأمنية والاجتماعية».
وأوضح، أن «عدد المقبوض عليهم يوميًا من المتسولين بالعشرات، لكن المشكلة تتفاقم بسبب عدم وجود بدائل أخرى مثل فرص العمل والرواتب أو دور الإيواء الكافية لضحايا الاتجار بالبشر أو من ينخرطون في تجارتها. كما أن العديد من المجني عليهم والضحايا يخشون تقديم الشكاوى والبلاغات بسبب التقاليد الاجتماعية».
وتابع البدري قائلا، إنّ «المفوضية تسعى دائمًا لتعزيز التواصل مع الهيئات الدولية والإقليمية المختصة بهذا الجانب، والتعريف لما توصل إليه العراق في معالجة تلك الظاهرة. وإذا عدنا لأنواع جرائم الاتجار بالبشر، فسنجدها تتنوع بين استغلال الضحايا للكسب المالي عبر الدعارة والجنس والسخرة والتسول، بالإضافة إلى العمالة المحلية والأجنبية من الدول الفقيرة، وخاصة من شرق آسيا وجنوب إفريقيا، الذين يدخلون بفيزا سياحية ويتم احتضانهم من قبل مكاتب تشغيل غير مرخصة. كما يُعَدّ الاتجار بالأعضاء البشرية من أكبر المشاكل التي يعاني منها العراق».
تعزيز الوعي لدى الطبقات الفقيرة
ودعا البدري الأجهزة الأمنية والاستخبارية لـ»الكشف عن تلك الجرائم عبر الاستدراج في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في المطارات والمعابر الحدودية، حيث توجد مؤشرات على ضحايا يتم تسفيرهم الى خارج العراق لبيع أعضائهم البشرية برغبتهم».
وأضاف البدري، أن «المفوضية تطالب بتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم، خاصة التي تستهدف الأطفال والنساء». وأكد أن «الحكومة وضعت في منهاجها الحكومي محاربة القضايا التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان، ومنها جريمة الاتجار بالبشر. وقد أطلقت حملات كبرى أمنية وإصلاحية وخدمية في مناطق مثل البتاوين. وهناك جهود للأمن الوطني قرب المستشفيات المعروفة بعمليات زرع الأعضاء، مثل الكلى، لكن المشكلة تكمن في أن المتبرعين غالبًا ما يكونون من الطبقات الفقيرة ويتجهون بإرادتهم لطلب التبرع بالكلى، نتيجة نقص الوعي والحاجة الاقتصادية، ما يستدعي من الجهات المعنية توعيتهم».
واختتم البدري حديثه بالتأكيد على أن التوعية والتبليغ وتوفير مراكز الإيواء هي غاية قصوى من أجل حماية حقوق الإنسان في العراق.
على مرأى ومسمع من الحكومة
يقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان الدكتور فاضل الغراوي، أن «ظاهرة التسول ازدادت بشكل كبير جدًا في السنوات الأخيرة في جميع محافظات العراق، وأصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد الأمن الوطني».
ويضيف الغراوي لـ «طريق الشعب»، أن ظواهر التسول التقليدي والالكتروني والاتجار بالبشر هي عبارة عن مهن تُدار من قبل عصابات الجريمة المنظمة، التي تستغل بعض الأشخاص للحصول على مساعدات من خلال منظمات وهمية أو عناوين لجمعيات وهمية، أو المطالبة بتقديم مساعدات لأغراض العلاج عبر التسول الإلكتروني.
ويشير الغراوي إلى أن «الفئات المتسولة تضم بشكل كبير الأطفال والمراهقين والفتيات الذين يتم اختطافهم أو استغلالهم أو الاتجار بهم، بالإضافة إلى متسولين من جنسيات عربية وأجنبية تقودهم عصابات الجريمة المنظمة»، مبينا أن «هذه الظاهرة أصبحت تدر موارد اقتصادية كبيرة لهذه العصابات، ما يهدد الأمن المجتمعي والاقتصادي والثقافي، ويعكس صورة مشوهة عن البلاد».
ويبدي الغراوي أسفه إزاء انتشار هذه الظاهرة أمام مرأى القوات الأمنية ومؤسسات الدولة دون معالجات جادة.
ختاما، دعا الغراوي الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة، بما في ذلك القضاء على عصابات الجريمة المنظمة، وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب عليهم، وإيداع المتسولين في دور إيواء أو مراكز شبابية، وتقديم برامج تأهيلية ونفسية لهم، إضافة إلى خلق فرص عمل حقيقية، مؤكدا ضرورة إعادة النظر في المواد القانونية المتعلقة بظاهرة التسول.
جرائم مقننة!
ويقول عمر العلواني من مؤسسة حق لحقوق الإنسان، أن «انتشار أقسام مكافحة الاتجار بالبشر في مديريات الشرطة العراقية يعكس تصاعد هذه الظاهرة في البلاد»، وأضاف: “في إطار الجهود الحكومية، أُنشئت هذه الأقسام لمواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بهذه الجريمة، مما يعكس مدى خطورتها وانتشارها»، ويؤكد ان اغلب أنواع الاتجار بالبشر مقننة في البلاد.
وفي ما يتعلق بالعمالة الأجنبية، يشير العلواني في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، الى أن «حوالي 90 في المائة من العمالة الأجنبية في العراق تُصنَّف كضحايا للاتجار بالبشر. وهذا يتجلى في النظام الذي تتبعه بعض الشركات، حيث تُجبر العمالة على دفع مبالغ مالية تُسمى «تأميناً»، بينما تُعتبر جوازات سفرهم صكوكا ملكية تُسلم إلى صاحب العمل الجديد، الذي يمكنه بعد ذلك بيعهم أو إعادة توظيفهم حسب الحاجة. هذه الممارسات تعكس ضعف حماية حقوق العمالة الأجنبية في التشريعات العراقية الحالية».
ويتطرق العلواني إلى ظاهرة استغلال السلطة العسكرية، حيث يُجبر بعض الجنود على العمل في بناء منازل الضباط دون مقابل، مستغلين سلطتهم العسكرية. هذه الممارسة، المعروفة بالسخرة، تعد شكلاً آخر من أشكال الاتجار بالبشر وتستمر بشكل واضح في العراق.
بالإضافة إلى ذلك، يشير العلواني إلى أن «استغلال الأطفال والنساء في التسول والدعارة يُعدّ من الأشكال الشائعة للاتجار بالبشر في العراق»، مؤكدا أن «هذه الممارسات أصبحت مشهداً مألوفاً في الشوارع، ما يعكس قلة الوعي الاجتماعي حول خطورة هذه الجرائم كونها محظورة قانونياً وشرعياً».
*************************************************************
افكار من اوراق اليسار.. الأقلام المقاتلة
إبراهيم إسماعيل
في مثل هذه الأيام، قبل 89 سنة، أصدر فتية بواسل، نذروا أنفسهم لبناء مجتمع حرّ وعادل، أول صحيفة شيوعية في بلادنا، مقتحمين صعاباً لا حصر لها، تبدأ بسلطات متخلفة وبتمييز عرقي وديني وطبقي، ولا تنتهي بحرمان شامل للناس وبأمية أبجدية وثقافية، حجبت النور عنهم.
ولم تقتصر تلك البسالة على مأثرة الريادة ولا على التحدي، بل وأيضاً في جعل جريدتهم «كفاح الشعب» جديدة في كل شيء، فهي لأول مرة لسان حال حزب طبقي ثوري، الحزب الشيوعي العراقي، وأداته لتعزيز وحدته التنظيمية والسياسية، وهي أول من ينطق بلسان العمال والفلاحين، وأول من رفع شعارات الوطنية والتحديث، طرد المستعمرين ومصادرة ما نهبوه وضمان حرية الشعب وتوزيع الأراضي على الفلاحين وتركيز السلطة في أيدي العمال والكادحين وضمان الحقوق العادلة للشعب الكردي وباقي المكونات واطلاق الثورة الاجتماعية التي تحرر الناس من كل أشكال الخضوع.
كما كانت، وعلى الرغم منها، أول صحيفة سرية، منجاةً لها ولقرائها من حملات قمع، اتسمت بالكثير من القسوة والبطش، واصطبغت بسببها الصفحات بدماء الكتّاب والطبّاعين والموزعين مراراً، دون أن تسقط الراية، التي سلّمتها «كفاح الشعب» إلى «الشرارة» ومنها إلى «القاعدة» ثم لـ» اتحاد الشعب» ومنها إلى «طريق الشعب»، التي ما تزال تقاتل بالكلمة حتى يبزغ فجر مجتمع حرّ، ينعم فيه العراقيون جميعاً بالعدل والخير والحرية والسعادة.
كما تبنت هذه الصحافة، إضافة إلى المهام السياسية والتنظيمية، واجب الدفاع عن إستقلال الوطن وسيادته وعن الحرية كقيمة إنسانية لا يمكن أن تتحقق بدونها أية تنمية أو تقدم، وعن الديمقراطية بشقيها المترابطين السياسي والإجتماعي، وعن حقوق المرأة في المساواة التامة مع الرجل، مشكّلة قوة تغيير ثقافية وأخلاقية اتسعت لهموم الجميع وعرضت معالجات علمية لتلك الهموم، وقاتلت كل أشكال التخلف، ودافعت عن الهوية الوطنية الجامعة، وتناغمت مع كل قيم الخير والسلام والعدالة في العالم.
وفي مسار الجمع بين الخطاب التعبوي والخطاب التنويري، اعتمدت صحافتنا سياسة تتسق مع المستوى الثقافي للناس، ولم تكتف بخلق أجيال من القراء وتنمية وعيهم بقيم الحرية، بل ودعمت أجيالاً من المبدعين في مختلف الميادين، حتى أرتبطت بها بشكل ما الأغلبية الساحقة من الشعراء والأدباء والفنانين والعلماء.
ولذا كان بديهياً أن تكون صحافتنا في صميم الطليعة المقاتلة بالكلمة، في بيوت الطين التي احتضنت المطابع السرية، وفي القرى المثقلة بالجوع، في الأهوار النابضة بالثورة رغم حرمانها المستديم، وفي مفارز الأنصار التي جابت جبال كردستان تدافع عن كرامة الوطن وحرية الشعب وراية الحزب، وفي الخطاب المستتر الذي كتب يوماً هنا، وتم تسريبه من بين أنياب الدكتاتور، الذي كان كنابليون لا يخشى هدير المدافع كخشيته من صرير القلم.
كما كان بديهياً أن تثري صحافتنا دوماً تقليد الجماعية في العمل، بعيداً عن الأنساق المغلقة وارتكازاً إلى التجديد والتقدم التقني في عالم الإعلام، وإلى البقاء نافذة مشرعة للهواء الطلق، للحركة والتنوع في إطار الوحدة، ولجرأة المساهمة في التحديث، بكل صوره وإلى آخر مدياته، إضافة إلى التفاعل مع آراء المختلف، ودراسة الإخفاقات بموضوعية وممارسة النقد الذاتي تجاهها ووضع حلول للمشاكل.
ولأنها لم تستسلم يوماً، ولأن دبابات الطغاة التي تمكنت غالباً من احتلال كل مكان، لم تستطع أن تحتل أغانينا، كما قال نيرودا، بقيت صحافتنا آثيرة على القلب، ولنا معها حكاية عشق لا ينضب، تتسلل بخفة لثنايا الوعي وتغرس فيه زهوراً للمحبة والصدق والجمال، عصّية على الذبول، وكل عيد والصحافة الشيوعية بخير.
****************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب أيّ الطرق أكثر أمناً؟!
لموقع «الباحة» المختص بالنقل البحري، نشر الباحث بابلو رودس مارتيني، مقالاً شكك فيه بجدوى مشاريع الطرق الضخمة التي من المفترض أن تُنفذ في الشرق الأوسط، لأن الممرات الجافة في تقديره غير مناسبة، حيث لا يمكن للمرء تفريغ البضائع في مكان واحد ونقلها لمسافة 2000 كيلومتر براً ثم إعادة تحميل كل البضائع على السفن الفارغة، وبالتالي فإن من الصعب عليه قبول هذه الممرات بديلاً عن قناة السويس.
مشاكل فنية وأمنية
وأشار الباحث إلى أن تجارب العالم السابقة بينت بأن مسافات النقل التي تمتد لأكثر من 300 كم، تواجه دوماً مشاكل التفريغ والتحميل، والتي ترفع بالضرورة من التكاليف وتقلص من فرص المنافسة. كما أن المصاعب الأمنية لا تقتصر على المرور من باب المندب، لأن المصاعب ذاتها، يمكن أن تتواجد على جانبي أي طريق بري آخر بديل للبحر الأحمر، فالصواريخ أو الطائرات المسيرة التي تطلق على السفن في البحر، يمكنها أن تدمر ايضاً القطارات والعربات، إذا ما أراد أحد استهدافها.
وينطبق هذا في رأيه على طريق التنمية، الذي اتفقت أربع دول، هي العراق وتركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، على استثمار المليارات فيه، وذلك لأنه يجب أن يمر على طول الأراضي العراقية، وقريباً من الحدود السورية حيث تتواجد العديد من الجماعات المتطرفة، إضافة لما تتسم به المنطقة من تضاريس وعرة. كما إن تحقيق هذه الجماعات شبه المنسية، لمكانة جيوسياسية من عملياتها التخريبية، سيجعلها ترفع من اشتراطاتها وتواصل ضغطها للحصول على امتيازات أكبر بإستمرار.
بدائل معقدة
ورأى الباحث بأن الإبحار حول أقصى جنوب أفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، يبدو آمناً لصناعة الشحن، مستدركاً القول أن ذلك سيعّد أمراً سيئاً للمستهلكين في أوروبا الذين سيدفعون أكثر، كما سيشكل كارثة للبيئة جراء ما سيسببه من زيادة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
واعرب الكاتب عن اعتقاده بأن العالم قد تغير اليوم، ولن تسكت دوله على اغلاق البحر الأحمر واستبدال قناة السويس بممرات جافة، حيث لن يقبل المصريون بإنهيار اقتصادهم، وهم يعانون من صعوبات مالية هائلة. وسوف لن ترضى الصين التي تمتلك ميناء (دوراليه) في جيبوتي، ولا الإمارات العربية المتحدة التي ستسيطر وبالتعاون مع أثيوبيا على ميناء (بربرة) في أرض الصومال، ولا حتى تركيا، التي ستحصل على قاعدة بحرية في الصومال، على أي اغلاق جزئي ولا كلي للبحر الأحمر.
استثمار كبير
من جانبها نشرت صحيفة «تركيا اليوم» الناطقة بالإنكليزية تقريراً أكدت فيه على أن قطاع البناء التركي يخطط لإستثمار 5 مليار دولار في مشروع طريق التنمية، الذي يهدف إلى ربط الخليج العربي بأوروبا عبر تركيا، وذلك على ضوء تحليل اعتمدته جمعية المقاولين الأتراك.
وأشار التقرير إلى أن المشروع، الذي يشمل خط سكة حديد بطول 1200 كيلومتر وطريق سريع موازٍ من ميناء الفاو في البصرة إلى بوابة الحدود أوفاكوي على الحدود التركية، سيكلف ما لا يقل عن 15 مليار دولار، ويتوقع أن يتم إكماله في غضون 3-4 سنوات من قبل اتحادات تشكلها شركات مقاولات تركية. وذكر التقرير بأن هذه الشركات تتطلع لحصة الأسد في مشاريع عراقية لبناء ما يقرب من 100 مستشفى، وأكثر من 3000 مدرسة، وما يقرب من 4 ملايين وحدة سكنية جديدة، وهي بمجموعها استثمارات تفوق 5 مليارات دولار.
************************************************************
الصفحة الرابعة
قرار حكومي قد يرفع سعر الأسطوانة الى 10 آلاف وكلاء الغاز: إضراب شامل احتجاجاً
متابعة ـ طريق الشعب
دشن وكلاء بيع اسطوانات الغاز، اضرابا شاملا في جميع المحافظات والمناطق العراقية، وعدم تحميل سياراتهم بقناني الغاز من المعامل التابعة لوزارة النفط، احتجاجا على قرار الحكومة الزامهم بالتحول الالكتروني، بعد ان أدخلت وزارة النفط وشركة توزيع المنتجات النفطية آليات وتفاصيل الكترونية في عملية بيع الغاز، الامر الذي اثار حفيظة واعتراضات هؤلاء الوكلاء.
تفاصيل القرار
وفرضت الشركة تطبيق التتبع “جي بي أس” على أصحاب عجلات بيع الغاز وكذلك تطبيق “قنينة” وهو تطبيق الكتروني يقوم المواطن من خلاله بطلب شراء قنينة غاز ليظهر لدى وكيل بيع الغاز ويتوجه بعجلته الى المنزل الذي طلب شراء “قنينة الغاز”، وهو الامر الذي يرفضه الوكلاء بشدة بسبب فرض رسوم إضافية عليهم.
وبرر الوكلاء ذلك بأن هذه الشروط الجديدة تتطلب منهم تفعيل الإنترنت بشكل مستمر، كما ان الفي دينار سيتم استقطاعها منهم.
وطالب الوكلاء بإلغاء الجي بي اس، وتطبيق قنينة، وكذلك الغاء الضرائب المفروضة عليهم.
وفي محافظة البصرة، قال وكيل الغاز حمد سالم إنهم نفذوا إضرابا تضامنا مع الإضراب العام في محافظات العراق من أجل تلبية مطالبهم.
وبين، أن مطالبهم تتضمن إلغاء أو تخفيض الضريبة وإلغاء نظام التتبع (GPS) داخل مركباتهم، مطالبا وزارة النفط والجهات المعنية بالتدخل وتلبية مطالبهم من أجل إعادة انسيابية توزيع إسطوانات الغاز وبيعها في المناطق.
رفض واسع
وفي محافظة كركوك، انطلقت تظاهرة أمام دائرة تعبئة الغاز في دائرة المنتجات النفطية، مطالبة بإلغاء الشروط الجديدة التي فرضت على باعة الغاز في كركوك.
وقال خليل البياتي، أحد المتظاهرين، إن “باعة الغاز تظاهروا خلال اليومين الماضيين ضد إجراءات دائرة تعبئة الغاز التي فرضت شروطاً مثل شريحة GPS وتحديد المسارات، بالإضافة إلى الدفع الإلكتروني وفرض ضريبة، مما سيؤدي إلى زيادة سعر قنينة الغاز إلى حوالي 8 آلاف دينار، في حين كنا نشتريها بـ 5000 دينار ونبيعها بـ 7000 دينار. كما أن غالبية أهالي كركوك لا يحملون بطاقات الدفع الإلكترونية”. وأضاف البياتي: “سوف نواصل التظاهرات وسنقوم بالإضراب، وقد تحدث أزمة في غاز الطبخ في كركوك إذا لم تُستجب مطالبنا بإلغاء GPS والضريبة والدفع الإلكتروني”.
ارتفاع سعر الأسطوانة
وقال متظاهر آخر، يدعى عبد الرحمن محمود، أن “شركة تعبئة الغاز تطالبنا باستخدام ماستر كارد في البيع، لكن غالبية سكان كركوك لا يمتلكون ماستر كارد، فكيف يمكن للفقير أن يحصل على بطاقة الماستر لشراء أسطوانة بسعر سبعة آلاف دينار؟”.
إضافة إلى ذلك، يقول محمود، “فرضت الشركة ضريبة قدرها ألف دينار على الأسطوانة، في حين كنا نشتري الأسطوانة بسعر أربعة إلى خمسة آلاف دينار ونبيعها بسعر سبعة آلاف دينار، واليوم، تبيعها الشركة لنا بسعر ستة آلاف دينار، وبالتالي سنضطر لبيعها للمواطن بعشرة آلاف دينار، وهو سعر مرتفع جداً، ولا أحد سيشتري الغاز بهذا السعر إذا زدنا الأسعار”.
وطالب محمود بإلغاء “الإجراءات الجديدة المتعلقة بالضريبة، والبيع بالماستر كارد، وتحديد المسارات بشريحة GPS.” من جهته، قال مصدر في شركة تعبئة الغاز في كركوك، إن “هذه الإجراءات هي تعليمات حكومية صادرة من وزارة النفط”، موضحا “نحن نطبق التعليمات وفق ما يرد إلينا من وزارة النفط”.
وأضاف، “إذا وردت تعليمات بعدم التنفيذ، سنتوقف، لكن هذه الإجراءات تهدف إلى التحول الإلكتروني في عمليات البيع والشراء وتحديد مسارات الباعة الجوالين”.
****************************************************
غزال الريم العراقي تحت تهديد الانقراض والصيد الجائر والتغير المناخي أبرز التحديات!
بغداد – تبارك مجيد
على الرغم من ارتباط غزلان الريم تاريخيا ببلاد الرافدين، الا انه يواجه خطر الانقراض، وفق تحذيرات مراقبين؛ إذ تعاني هذه الفصيلة من مخاطر عديدة، من بينها التغيرات المناخية، وما تسببه من جفاف وتصحر، في ظل غياب الاهتمام الحكومي وتجاهل حماية التنوع الاحيائي.
ويتوزع غزال الريم في مناطق أخرى من العالم مثل ليبيا، مصر، والجزائر، حيث يُصنفه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) ضمن الأنواع «المهددة بالانقراض».
محمية واحدة في العراق
وفي العراق، توجد إحدى أهم المحميات الطبيعية لغزلان الريم في محافظة ديالى. وتُدار هذه المحمية من قبل شخص واحد يتولى جميع المهام، وتحتضن المحمية حوالي 35 غزالًا حاليًا. وبالرغم من ذلك، تحتاج المحمية إلى المزيد من الدعم في عدة جوانب، بما في ذلك توفير العمال والحراس.
وتعتبر محمية مندلي لغزلان الريم من أشهر المحميات على مستوى البلاد. أُنشئت هذه المحمية منذ سنوات عديدة بهدف الحفاظ على فصيلة نادرة ومهددة بالانقراض. وتم تخصيص مقاطعة واسعة تبلغ آلاف الدونمات لهذه المحمية، وذلك لزيادة أعداد غزال الريم ضمن برنامج دعم حكومي واجه العديد من التحديات.
غالي المرشدي، وهو مدير متنزه وحديقة حيوانات البصرة قال: أن «ريم العراق هو أحد اشهر الأنواع المعروفة على مستوى البلد والوطن العربي»، وأشار الى وجود نوعين من غزلان الريم: الأول موطنه ديالى، تحديدًا في الخالص وأطراف ديالى. والثاني يعيش في العمارة وأطرافها مثل الشيب والطيب.
الوعول الجبلية
وأضاف المرشدي في حديث مع «طريق الشعب»، أن «غزال الريم في محافظة ميسان يختلف عنه في ديالى، من حيث اللون، حيث يكون غزال ديالى مائلًا للبياض، لكن كلاهما يشتركان في الطباع والصفات»، موضحا ان «النوع الاخر، وهو الوعول الجبلية، التي تتواجد في جبال حمرين، والشيب، والطيب، حيث استطعنا جلبها وتكثيرها في محميات، وأنشأنا لها سياجًا بارتفاع أربعة أمتار لمنعها من الهرب، نظرًا لقدرتها على التسلق والقفز».
وبيّن أن «تكاثرها يعتبر أقل من باقي الحيوانات، حيث نادرًا ما تلد اثنين، وعادة ما تلد واحدًا فقط، وفترة حملها تقارب الخمسة أشهر وعشرين يومًا».
ووفقا للمرشدي فإن «الوعول الجبلية تفضل العيش في المناطق المرتفعة لحماية نفسها من الصيد والحيوانات المفترسة. كما أنها تعيش في مجاميع عائلية تتكون من ذكرين أو ثلاثة وما يقارب من 12 إلى 14 أنثى، وتتميز بقوة طبيعية في أقدامها وسيقانها التي تمكنها من التسلق».
الصيد الجائر واللامبالاة الحكومية
وعن التحديات والصعاب، يذكر المرشدي، «أننا نواجه صعوبات كبيرة، خصوصًا في ظل غياب الدعم الحكومي»، مطالبا بمحاسبة من يمارس الصيد الجائر من الهواة والمربين الذين يعملون بجهود شخصية، دون أي دعم من الحكومة»، مؤكدا أن الصيد الجائر انعكس سلباً على التنوع الإحيائي في البلاد، وسبب ضررا كبيرا للغزلان العراقية.
وشدد على أهمية اهتمام وزارات الزراعة والثقافة والسياحة والبيئة وبقية الجهات المعنية بالحفاظ على التنوع الإحيائي، حيث تمثل هذه الحيوانات إرثًا وتاريخيا للعراق».
وناشد المرشدي أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق ممارسي الصيد الجائر، خاصة خلال موسم التكاثر، وعدم التجاوز على المساحات الخضراء.
وفي السياق ذاته، حذر رعد الأسدي، مدير منظمة جبايش العراق، من ظاهرة الصيد الجائر التي تتفاقم في العراق من دون رادع.
ونبه الاسدي في حديثه مع «طريق الشعب»، الى ان الصيد الجائر وتدهور الوضع البيئي قد يؤديان إلى انقراض هذا النوع الهام من الكائنات البرية.
وقال الأسدي، أن «المحميات الحالية، برغم أهميتها، تحتاج إلى دعم وتعزيز لتكون فعالة بشكل أكبر في حماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي». كما أشار إلى ضرورة تكثيف الجهود المشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية لتعزيز التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة ومكافحة الصيد الجائر.
وشدد على أن حماية البيئة والتنوع البيولوجي يعدان ركيزتين أساسيتين للتنمية المستدامة في العراق، داعيًا جميع الأطراف إلى العمل المشترك لضمان بقاء هذه الثروة الطبيعية للأجيال القادمة.
وختم الأسدي بدعوة عاجلة إلى تشديد تطبيق قوانين الحماية البيئية واتخاذ إجراءات حازمة ضد المتجاوزين والصيادين غير القانونيين، مؤكدًا أن الاستمرار في الإهمال قد يعرض الحياة البرية للخطر، مع التأكيد على أن الظروف المناخية السائدة قد تسببت بتدهور الوضع البيئي وتقلص المساحات الخضراء.
**************************************************************
أخبار المحافظات
الديوانية
رغم استتباب الأمن وعدم حدوث خروقات كبيرة، يسري قلق متزايد بين الناس والعوائل بشكل خاص، جراء تفشي المخدرات وابتلاء المحافظة بعصابات توزيعها والمتاجرة بها، رغم الجهود التي تبذل لمكافحتها وقيام السلطات بالقاء القبض على تجار ومتعاطين.
وعلى صعيد الوضع المعاشي والاقتصادي والخدمي، فقد كان هنالك ارتفاع في أسعار لحوم الأبقار والأغنام والأسماك بشكل ملفت، وحدوث تراجع واضح في تجهيز الكهرباء وكثرة الأعطال، فيما تتزايد معدلات البطالة وتغيب فرص العمل، وتتلكأ مشاريع حيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية، وتعاني الخدمات البلدية، وخاصة نقل النفايات المتراكمة، من ضعف واضح. وقد تم اطلاق الخطة الصيفية بواقع 33 بالمائة من المساحات الصالحة للزراعة، مما شكل صعوبات كبيرة للمزارعين، زاد فيها توقف تجهيز الكهرباء. وبسبب كل هذه الصعوبات، شهدت الديوانية حراكاً جماهيرياً للمطالبة بالإصلاح فإنطلقت العديد من التظاهرات والإحتجاجات ضد تراجع ساعات التجهيز بالكهرباء في مناطق متعددة من المحافظة واطرافها.
النجف
تستمر القوى المتنفذة في صراعاتها للحصول على المناصب والمكاسب في إطار تغييرعدد من مدراء الدوائر الحكومية كمدير البلدية والمعاونَين الإداري والفني وقائمقام الكوفة والنجف وإعادة تعيين مدراء أقسام جدد في مطار النجف. كما تتواصل الصراعات بين القوى المتنفذة حول السيطرة على الحصة الأكبر في الفرص الاستثمارية، مدعّية بأن هذه الفرص تأتي لخدمة المحافظة وأبنائها ولا علاقة لها بالمصالح الشخصية.
وفيما حدثت حالات حرق عديدة لعدد من المحلات التجارية، بدعوى وقوع تماس كهربائي، إحترقت مستشفى الزهراء للولادة ولمرتين في نفس اليوم دون وقوع ضحايا بشرية، معيدة للإذهان خطيئة استخدام مادة (السندويج بانل) سريعة الاشتعال في البناء.
هناك كساد واضح في سوق العقارات، وارتفاع كبير في أسعار اللحوم (الأسماك والدجاج واللحوم الحمراء). وهناك تذمر واضح للمواطنين على الحكومة المحلية والمركزية لعدم تنفيذ مطالبهم، وبالأخص توفير فرص العمل وحل مشكلة السكن والكهرباء. ولهذا، شهدت المحافظة العديد من الحراكات الاحتجاجية كتظاهرة التربويين والإداريين المطالبين بالتعيين، وتظاهرة الأهالي بخصوص الكهرباء والانقطاع المستمر في تجهيزها.
واسط
هناك قلق وتذمر واضح لدى سكان المحافظة من عدم إيفاء الحكومة بوعودها وانتشار السلاح المنفلت وارتفاع الأسعار ومحدودية فرص العمل، وغياب الوضوح في مآلات الوضع في المنطقة ومستقبل البلاد على ضوئها. وقد انعكس ذلك كله في غضب جماهيري واسع، جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مدن المحافظة، كما في قضاء الصويرة، الذي شهد تظاهرة شبابية شارك فيها العشرات، احتجاجاً على استمرار انقطاع الكهرباء. وشمل هذا الغضب قضاء الحي أيضاً، حيث يعاني من تداعيات الإهمال السياسي، وعدم التمثيل العادل للمدينة على المستوى الوطني، وتهميش واضح لدور الشباب في جميع المؤسسات الرسمية، إضافة إلى ما تعانيه المدينة من غياب لأية مشاريع وخطط تنموية.
الواقع الامني مستقر بشكل عام، في وقت ألقت فيه السلطات القبض على مجموعة منحرفة دينيا تقوم بعملية الانتحار واقناع الشباب به. هذا وشهدت المحافظة بعض النشاطات الثقافية كندوة في القصر الثقافي حول حالة التسول بالمدينة وندوة في فرع غاز واسط بعنوان (التنمر الوظيفي.. أشكاله.. أسبابه.. كيفية التعامل معه).
المثنى
تسود المحافظة حالة من خيبة الامل والسخط على منظومة المحاصصة، في وقت تحاول فيه بعض القوى المتنفذة بث الفرقة بين المحتجين خصوصا في أوساط الشباب والتعمية على مطاليبهم، فيما يحاول بعضها الأخر استثمار سخط الشبيبة في صراعاته مع باقي المتنفذين، لاسيما من يأفل نجمه وتفتضح اوراقه، مما يتطلب تنمية وعي الناس، كي تدرك مصالحها وتعمل لتحقيقها، وأن لا يتسلق اي افاق اكتافها عبر طرح شعارات شعبوية. ما زال مجلس المحافظة منقطع عن الناس ويعيش عزلته ويدور فيه الصراع على المكاسب.
تعيش الأسواق حالة من الركود، حتى في الأعياد، مما يدل على زيادة مصاعب العائلات ذات الدخل المحدود واغلب سكان الريف والمناطق المهمشة، فيما يعاني الموظفون من ثقل ما اقترضوه لسد احتياجاتهم، حيث يجبرون احياناً على دفع نصف رواتبهم في هذا الصدد، مما يؤثر على المستوى المعيشي للعائلة.
ولازالت نسبة البطالة في المحافظة عالية جداً، وهناك ندرة شديدة في فرص العمل، فيما ينزح العاطلون إلى المدن الأخرى طلباً للرزق. وكباقي أرجاء العراق تعيش المثنى أزمة نقص التجهيز بالطاقة الكهربائية، في هذا الصيف اللاهب.
****************************************************************
الصفحة الخامسة
شبح البطالة يلاحق العراقيين مراقبون: التعيينات السياسية لا تعالج الازمة ولا تخدم الاقتصاد
بغداد - محمد التميمي
في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية المتزايدة، لا يزال العراق يواجه أزمة بطالة متفاقمة تُلقي بظلالها على المجتمع بشرائحه كافة. ورغم الوعود الحكومية المتكررة بتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة، يقول الواقع ان الحكومة عاجزة عن معالجة الازمة، وما تطرحه من حلول غير مجدٍ.
وفي خضم ذلك استمرت ظاهرة الاغراق الوظيفي والتعيينات العشوائية لتحصيل مكاسب سياسية وفئوية وانتخابية، بينما اكد اختصاصيون ان الحكومة الحالية ومن سبقتها، فشلت بشكل متعمد، في تفعيل القطاع الخاص كحل مستدام لأزمة البطالة، نتيجة السياسات الاقتصادية العاجزة عن خلق بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل.
هذا وكانت إحصائية أجرتها شركة statista الالمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين في العالم، قد كشفت عن ارتفاع معدلات البطالة في العراق خلال العام الماضي 2023.
وأظهر جدول نشرته الشركة أخيرا، ان معدل البطالة في العراق ارتفع قليلا بمقدار 0.2 نقطة وبنسبة 3.31 في المائة خلال عام 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه. وفي المجموع بلغ معدل البطالة 15.56 في المائة عام 2023.
ويشير معدل البطالة إلى نسبة السكان النشطين اقتصاديا والعاطلين حاليا عن العمل ويبحثون عنه، ولا يشمل الأشخاص غير النشطين اقتصاديًا مثل العاطلين عن العمل لفترة طويلة أو المتقاعدين أو الأطفال.
ويُظهر جدول الشركة ان معدل البطالة في العراق بدأ بالارتفاع في عام 2018 بنسبة 13.02 في المائة، بعد أن كان يبلغ في عام 2004 ما نسبته 8.71 في المائة.
حلول عقيمة
في هذا الموضوع، قال الاختصاصي في الشأن الاقتصادي د. كوفند شيرواني، ان “التعيينات في القطاع الحكومي التي وصلت الى رقم كبير جداً، نحو 700 إلى800 الف درجة وظيفية وتثبيت الكثير من العقود، لن تحل مشكلة البطالة التي وصلت إلى 20 و23 في المائة في بعض المحافظات. والمفارقة ان هذه النسبة العالية نجدها في محافظات غنية بالنفط”!
وتابع في حديثه لـ “طريق الشعب” قائلا ان “الحكومة كان يفترض بها ان تبحث عن حلول اخرى لتشغيل الشباب وتمكينهم وتشجيع القطاع الخاص على الاستفادة من العمالة المحلية، عوضاً عن استقدام عمالات آسيوية رخيصة في الكثير من القطاعات”.
ونوّه شيرواني الى ان “هذه التعيينات الكبيرة غير منسجمة مع الموازنة التي وصل العجز فيها الى 63 تريليون دينار. وكان هناك قرار بإيقاف التعيينات للسنوات الثلاثة 23 و24 و25، لعدم وجود تخصيصات، أو بسبب وجود عجز مستمر لا يقل عن 50 مليار او بحدود 63 تريليون دينار”.
واكد ان “اطلاق التعيينات بهذا الشكل يتنافى مع الاسس المالية والاقتصادية والارقام الموجودة في قانون الموازنة التي اقرت جداولها أخيرا”، مشدداً على “أهمية ان يتم التفكير في مشاريع جديدة استثمارية - ليس بالضرورة ان تكون في القطاع الحكومي - تستقطب الآلاف من العاطلين عن العمل، الذين غالبيتهم خريجو كليات ومعاهد ينتظرون فرص عمل”.
ترهل وظيفي
وواصل شيرواني حديثه قائلا ان “هناك ترهلا وظيفيا بسبب العدد الكبير من الموظفين، والذي يفوق الحاجة الفعلية. إضافة الى ذلك لدينا عدد كبير من مزدوجي الرواتب. وبحسب تقديرات اللجنة المالية البرلمانية، يوجد 250 الف فرد في الدولة يتقاضى اكثر من راتب، بما معناه 250 الف راتب كان يمكن منحها لأشخاص لا يتقاضون رواتب اساسا.. نحن نتحدث عن رواتب ثلاثية ورباعية، وهي هدر للمال وموضوع غير قانوني”!
وزاد قوله ان “الملاك الوظيفي مضاعف ثلاث مرات، وممكن أن يُنجز كل العمل الحكومي بثلث عدد المسجلين كموظفين في القطاعات الحكومية”، مشيرا إلى انه “من المؤسف ان هناك أعضاء في البرلمان وجهات حزبية يشجعون على إطلاق التعيينات الحكومية ويدفعون باتجاه ذلك رغبة في تحقيق مكاسب سياسية وحزبية وانتخابية وفئوية، من دون أن يعكس ذلك حاجة فعلية للدرجات الوظيفية. فنحن بحاجة الى ترشيد هذه الملاكات وتحديد الفائض منها والاستغناء عنه بأي شكل، وتوفير فرص عمل في القطاع الخاص، وألا يكون القطاع الحكومي هو الجهة الوحيدة التي توفر فرص عمل للشباب”.
اضغاث احلام
من جهته، رأى الخبير الاقتصادي همام الشماع ان “هذه التعيينات ذات طابع سياسي بضغط من القوى الماسكة بالسلطة، بهدف تحقيق مكاسب سياسية انتخابية. بمعنى ان الغرض منها ليس توفير فرص عمل للعاطلين او معالجة ازمة البطالة، إنما هو خدمة لغايات انتخابية”.
ونوّه في حديثه لـ “طريق الشعب”، الى ان “توقف الحكومة عن التعيين، كان بسبب عدم تحمّل الموازنة المزيد من التخصيصات للرواتب والاجور. فالموازنة بلغت 212 تريليون دينار بعجز كبير جدا يصل الى أكثر من 30 في المائة من الناتج المحلي. رغم عدم وجود احصاءات حديثة حول الناتج المحلي العراقي”.
وبيّن ان “هذه النسبة غير اعتيادية بالمقاسات العالمية. ولذلك توقفت الحكومة عن التعيين. ففقرة الرواتب تشكل حوالي 54 في المائة من النفقات الجارية خلال الشهور الأربعة الاولى من العام 2024، واذا اضفنا لها الرعاية الاجتماعية ستصل الى حوالي 70 في المائة”.
واردف الشماع بالقول ان “الحكومة لم تستطع الايفاء بهذا الالتزام رغم انها بحاجة الى الاستمرار في التعيين لأغراض سياسية، وذلك نتيجة العجز الضخم في الموازنة، والذي وصل الى 80 تريليون دينار، وليس لأنها لا تريد اعتماد هذا النهج”، لافتا إلى ان “هذه التعيينات لم ولن تقضي على البطالة، وهي لا تخدم السياسات الاقتصادية. فأعداد الخريجين والمؤهلين للتعيين تزداد سنوياً بحدود مليون شخص سواء خريج جامعة أم خريج ثانوية، وحتى على مستوى التعيين الابتدائي”.
ورأى ان “الاعتقاد بأن القضاء على البطالة يتم من خلال التعيينات، هو اضغاث احلام، ورغم كل ذلك فإن الحكومة اطلقت تعيينات لأغراض سياسية”. فيما دعا الى تقليل الانفاق الفائض “فخلال الشهور الأربعة الاولى، وبحسب بيانات وزارة المالية التي تقف عند نهاية أيار وتشمل الشهور الخمسة الأولى من العام، بلغ حجم المبالغ المخصصة للمنح والاعانات والمصروفات الاخرى 4.3 اعشار تريليون دينار، وعلى ما يبدو انها لم تذهب لأغراض تخدم المصلحة العامة”!
وانتهى الشماع إلى ان “القوى المتنفذة هي سبب مآسي العراق والعراقيين، ولا يمكن لها ان تكون جزءا من حل الأزمة”، مؤكداً انه “لو كانت هناك حكومات مخلصة وطنية ونزيهة، لوُظفت الاموال التي انفقت خلال 21 عاما، في تنمية الاقتصاد، وخلق مشاريع اقتصادية وتوفير وظائف عامة في القطاع الخاص، ولكان الحال افضل بكثير مما هو عليه اليوم”.
**********************************************************
أهالي الحرية: مشروع «جسر صنعاء» خنقنا والعمل بطيء!
متابعة – طريق الشعب
رغم وعد وزارة الإعمار بإتمام مشروعي جسري ساحتي عدن وصنعاء بحلول آب المقبل، إلا أن مواطنين يشكون من بطء العمل، ويرون أن الجسرين لن يكتملا في الموعد المحدد.
ويقع الجسران بالقرب من مدينة الحرية، لا سيما جسر ساحة صنعاء، الذي تسببت أعمال بنائه في إغلاق مداخل المدينة المرتبطة بالساحة.
ويؤكد العديد من سكان الحرية، من أصحاب المركبات، انهم يواجهون صعوبة كبيرة في الوصول إلى منازلهم، نظرا لإغلاق مداخل المدينة، مشيرين إلى انهم يُجبرون على ترك سياراتهم في ساحة صنعاء والذهاب إلى منازلهم سيرا على الأقدام أو باستخدام الدراجات النارية.
وفي نهاية حزيران الماضي، وعدت وزارة الإعمار على لسان المتحدث باسمها نبيل الصفار، بإنجاز أعمال الجسرين خلال شهرين فقط. وبالرغم من مرور شهر على الوعد، إلا ان الأعمال لا تزال تجري بوتيرة بطيئة – حسب ما يذكره الأهالي في حديث صحفي.
ويتجنب السائقون القادمون من مناطق الرصافة وكذلك مناطق الكرخ الممتدة على ضفاف دجلة، المرور من ساحتي عدن وصنعاء بسبب الحفريات وزحام المركبات. لذلك يدخلون إلى أحياء منطقة الطوبجي، ويسلكون طريقا غير نظامي عبر سكة القطار، كي يتمكنوا من دخول مدينة الحرية.
*******************************************************
في النجف لماذا لا يتم التبليط ليلا؟!
متابعة – طريق الشعب
أثارت أعمال صيانة وتبليط للحفر والتموجات في شارع الكوفة – النجف، صباح السبت الماضي، استياء سائقي المركبات والكسبة، بسبب الازدحامات الخانقة التي خلفتها، وسط مطالبات بإنجاز مثل هذه الأعمال ليلا.
يقول المواطن حسن صباح أن «البلدية لا تصلح الحفر إلا في الصباح وقت دوام الموظفين وذهاب الكسبة إلى أعمالهم»، مطالبا في حديث صحفي بإنجاز العمل ليلا.
فيما يتساءل سائق التاكسي علي جبار: «هل يعقل تصليح الحفر وتبليطها في وقت ذهاب الناس إلى أعمالهم، ما الضير لو أنجزت هذه الأعمال وقت المساء، حينما تقل أعداد المركبات؟!». تقول البلدية أن كوادرها يضطرون إلى العمل صباحا، تزامنا مع وقت تشغيل المعمل الذي يجهزها بمادة الاسفلت.
ومن جانبه، يقول مدير إعلام بلدية النجف بشار السوداني، أن «البلدية عازمة على تصليح كافة التكسرات والتموجات والمطبات في الشوارع الرئيسة. وقد حددنا مواعيد العمل بيومي الجمعة والسبت، كونهما عطلة رسمية»، مشيرا في حديث صحفي إلى انه «تم تصليح وتبليط التموج الموجود في شارع الكوفة – النجف بالقرب من ساحة الصدرين، بمسافة 200 متر تقريباً، والعمل ما زال مستمراً ويبدأ منذ الساعة 9 صباحاً. فمعمل الاسفلت الذي يجهزنا بالمواد لا يعمل إلا في النهار».
****************************************************
هل هذا معقول؟ عامل نظافة واحد لـ 12 ألف نسمة!
متابعة – طريق الشعب
تطلق منطقة السويب جنوب غربي بغداد، باستمرار، نداءات استغاثة إلى الجهات المعنية لحل مشكلة انعدام الخدمات الأساسية، وأبرزها خدمات النظافة.
ويلفت الأهالي إلى ان البلدية قللت عدد موظفي النظافة في المنطقة من 20 إلى موظف واحد، في وقت يفوق فيه عدد السكان 12 ألف نسمة. ويعاني أهالي السويب شح مياه الإسالة وتردي الكهرباء وطفحا دائما للمجاري، فضلا عن امتلاء أزقتهم بالحفر والتخسفات. فيما تغص المنطقة بالنفايات والأنقاض.
ويشكو سكان كثيرون من ضعف رقابة البلدية، مشيرين في حديث صحفي إلى ان منطقتهم أصبحت مرعى للأغنام، ومأوى للكلاب السائبة وغيرها من الحيوانات الضالة.
يقول المواطن محمد شمال العتابي: “نحن أهالي المحلة 871 في السويب، نعاني منذ عام 2008 سوء الخدمات، من ماء وكهرباء ومجارٍ ونظافة”، مبينا في حديث صحفي أن “بلدية الرشيد كانت سابقا مخصصة للمنطقة 20 عامل نظافة، أما اليوم فلم تبقِ منهم سوى عامل واحد، يبدأ دوامه من 7 صباحا حتى 12 ظهرا. فهل يستطيع هذا الشخص تنظيف منطقة يسكنها أكثر من 12 ألف نسمة؟!”.
ويلفت إلى ان معظم شوارعهم غير مبلطة، وان النفايات تتراكم عليها وبالقرب من المنازل والمدارس، مناشدا الجهات المعنية الالتفات إلى معاناتهم الخدمية.
****************************************************
جسر مشاة «متآكل» في شارع فلسطين
متابعة – طريق الشعب
طالب عدد من سكان منطقة زيونة شرقي بغداد، أمانة العاصمة وجميع الجهات ذات العلاقة، بتأهيل جسر المشاة الذي يربط بين جانبي شارع فلسطين في منطقتهم، مبينين أن أرضية الجسر متآكلة والمارة يرفضون العبور منه خشية سقوط بعض أجزائه، ما يضطرهم إلى عبور الشارع سيرا على الأقدام مخاطرين بأنفسهم وسط السيارات المسرعة.
وأوضحوا في حديث صحفي أن هناك عيادات طبية وصيدليات ومعاهد ومطاعم ومحال تجارية كثيرة تقع على جانبي الشارع عند منطقتهم. لذلك ان المنطقة مكتظة بالمارة طيلة ساعات النهار، مضيفين أن حوادث دهس عديدة وقعت على الشارع بسبب مرور المركبات مسرعة.
وأشار السكان إلى ان الجسر متآكل وأرضيته تحتوي على تخسفات وفتحات كثيرة. فيما تثقله الإعلانات الكبيرة واللافتات والصور، لذلك لا أحد يخاطر في العبور منه.
*****************************************************
الأهالي قلقون على أطفالهم البلدية تخلّف حفرة عميقة في حي التراث ببغداد
متابعة – طريق الشعب
يبدي سكان حي التراث جنوب غربي بغداد، قلقهم على أطفالهم من السقوط في حفرة عميقة حفرتها البلدية قبل فترة لغرض تصليح خلل في المجاري، ولم تقم بردمها حتى الآن.
يقول المواطن عمار كاظم، أن البلدية كانت قد بلطت شارع الحي الرئيس بعد أن كان ترابيا، وأنشأت جزرة وسطية وزينتها، مستدركا في حديث صحفي “لكن بعد مدة قصيرة، عادت آليات البلدية وحفرت حفرة عميقة وسط الشارع، لغرض تصليح أحد أنابيب المجاري”.
وأوضح أن “الحفرة خطيرة ونحن نخشى على أطفالنا من السقوط فيها، ناهيك عن انها باتت تسبب زخما مروريا كونها تقع وسط الشارع”.
فيما يقول المواطن محمد عيدان، أن “الحفرة عميقة وفيها منسوب لا يستهان به من الماء، وهي قريبة من المنازل. لذلك بدأت العائلات تمنع أطفالها من الخروج إلى الشارع، خوفا من وقوعهم في الحفرة”، داعيا البلدية إلى الإسراع في تصليح الأنبوب وردم الحفرة.
إلى ذلك، تنقل وكالات أنباء عن مصدر في بلدية الرشيد، قوله أن “كوادر البلدية حفرت الموقع لغرض تصليح أحد خطوط تصريف مياه الأمطار، تجنبا لحصول فيضانات في الشتاء القادم”، مؤكدا أن “البلدية بصدد تصليح خط المجاري وردم الحفرة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
****************************************************
تعزية
تعزي هيئة المقرات في الحزب الشيوعي العراقي الرفيقين عماد شميل (أبو روزة) وكريم شميل، بوفاة شقيقهما صبيح بعد معاناة طويلة مع المرض.
للفقيد الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان.
******************************************************
الصفحة السادسة
نتانياهو يسبب توقفاً في محادثات روما لعقد صفقة وقف الحرب استشهاد 10 آلاف طالب و400 معلم في غزة
متابعة – طريق الشعب
واصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لمناطق عدة من القطاع، وسط حالة من الترقب والتصعيد على صعيد الجبهة اللبنانية بعد حادثة بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، فيما تدرس حكومة الاحتلال أسلوب الرد، وخولت رئيس الوزراء ووزير دفاعه في ذلك.
الصحة الفلسطينية، أكدت إن «الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية أدت إلى سقوط 39 شهيدا و93 مصابا.
عدد الشهداء من الطلبة
أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن «10 آلاف طالب و400 معلم استشهدوا في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة».
وقال وزير التربية والتعليم الفلسطيني، أمجد برهم، في مؤتمر إعلان نتائج الدورة الأولى من امتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية دون قطاع غزة، إن «39 ألف طالب ثانوية عامة من قطاع غزة لم يتقدّموا لامتحان الثانوية العامة هذا العام بسبب عدوان الاحتلال المتواصل».
وأضاف أن الاحتلال «صادر حقّ 10 آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة، منهم 450 من طلبة الثانوية، فضلا عن استشهاد 400 معلم».
لن يتلقوا العلاج قريباً!
أجل رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي، الموافقة على نقل حوالي 150 طفلا مريضا من قطاع غزة إلى الإمارات العربية المتحدة لتلقي العلاج، بحسب ما نقلته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، وهذا القرار ادانته منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان».
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه «كان من المفترض أن تغادر مجموعة من الأطفال المرضى من غزة إلى الإمارات، لكن الموعد تأجل دون تحديد موعد آخر، كما ألغى نتنياهو توجيه وزير الدفاع يوآف غالانت بإقامة مستشفى لأطفال غزة في إسرائيل.
وأدانت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان القرار، ووصفته بـ»لعبة قاسية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية بحياة الأطفال».
وأضافت المنظمة أن «التأخير هو دليل آخر على الاستهتار بحياة الأطفال وغير المقاتلين في غزة»، مشددة على أن الانتقام ليس سياسة مشروعة.
لا نتائج للقاء روما
ونقلت وسائل اعلام عن مسؤول في مسؤول في الاحتلال، ان اللقاء الذي عقد في اللقاء في العاصمة الإيطالية، من أجل التوصل إلى صفقة تبادل، لم يحصل خلاله أي اختراق، وانه حصل من أجل اللقاء فقط.
وكشف المسؤول أن «نتنياهو أضاف شرطا جديدا وهو الحصول المسبق على أسماء الأسرى الأحياء الذين سيفرج عنهم في الدفعة الأولى». وأكد مكتبه ان المفاوضات سوف تتواصل.
فيما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات، إن «مباحثات روما ظلت عالقة عند عدد من القضايا رغم شهور من التفاوض»، واضافت، انها « توقفت عند قضايا منها المدى الذي ستبقى فيه القوات الإسرائيلية في غزة أثناء الهدنة، وما إذا كانت ستغادر محور فيلادلفيا، ووضع نقاط تفتيش لمنع عودة من تصفهم بالمسلحين إلى شمال القطاع».
وأفاد مسؤولون مطلعون على الصفقة بأن إسرائيل بعد أن أبدت مرونة بشأن عودة سكان شمال قطاع غزة إلى المنطقة، شددت على رفضها لذلك خلال محادثات روما، وفق الصحيفة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو هو السبب الرئيسي وراء موقف إسرائيل المتشدد.
العمل الكترونياً
أمرت إدارة جامعة اسرائيلية في حيفا، جزءا كبيرا من طواقمها بالعمل من منازلهم تحسبا لتصعيد كبير في الشمال بعد حادث مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، واحتمال رد إسرائيلي واسع قد يقابل برد مماثل من حزب الله اللبناني.
وفي رسالة إلى موظفيها، قالت إدارة الجامعة إن على الموظفين «ممن مقر عملهم في الطابق الخامس فما فوق في برج أشكول؛ العمل من البيت من الآن فصاعد وحتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني والضبابية التي تحيط به».
وأعلنت الجامعة أيضا، كجزء من إجراءاتها الأمنية الاحترازية، تأجيل حفل توزيع الشهادات الذي كان مقررا، أمس الاول، وألغت كل الفعاليات.
*******************************************************
طلبة بنغلادش يهددون باستئناف التظاهرات
دكا - وكالات
هددت مجموعة من الطلاب في بنغلاديش، باستئناف التظاهرات، بعد عدة أيام من الاحتجاجات الدامية، ما لم يتم إطلاق سراح قادتهم المسجونين، فيما أعادت السلطات الإنترنت الخلوي بعد انقطاع دام 11 يوما.
وأدت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة والقمع الدامي إلى مقتل 205 أشخاص على الأقل في الدولة الواقعة جنوب آسيا، الأسبوع الماضي، استنادا إلى بيانات الشرطة ومستشفيات. وأوقفت الشرطة آلاف المتظاهرين، ومن بينهم العديد من القيادات الطلابية، بعد احتجاجات ضد حصص التوظيف في القطاع العام.
وبعد تعليق الاحتجاجات لمدة أسبوع، قال أعضاء منظمة «طلاب ضد التمييز»، التي بدأت الاحتجاجات، إنهم سيستأنفون التظاهرات إذا لم يتم إطلاق سراح قادتهم.
**************************************************
أمنستي: تراجع حقوقي جذري في تونس
تونس - وكالات
قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، إن «تونس تشهد تراجعا جذريا في التقدم الذي أحرزته البلاد في مجال حقوق الإنسان منذ ثورة 2011، وعبرت عن القلق والحزن لذلك». وزارت كالامار تونس، والتقت بمجموعة من المدافعين عن حقوق الانسان ومنظمات مدنية وضحايا انتهاكات وعائلات المعتقلين تعسفياً، وقالت: منذ تعليق عمل البرلمان «أصبحت الانتهاكات التي اعتقدنا أنها جزء من ماضي تونس أكثر وضوحا ومنهجية».
وتابعت، أن «العديد من زعماء المعارضة السياسية ومنتقدي الحكومة محتجزون تعسفيا، ويواجه المرشحون الرئاسيون القيود والملاحقات القضائية، وحُكم على العديد من الصحفيين والمعلقين بالسجن، والمجتمع المدني مهدد بمزيد من القمع». واضافت، ان « معظم زعماء أحزاب المعارضة يحتجزون في الحبس الاحتياطي، داعية إلى اسقاط التهم الباطلة الموجهة إلى المعارضين والمنتقدين، والإفراج عن كل المعتقلين تعسفيا لمجرد ممارستهم لحقوقهم الإنسانية، وإلى إلغاء جميع التدابير المتخذة لتقويض السلطة القضائية».
****************************************************
الرئيس الفنزويلي والمعارضة يعلنان فوزهما بالانتخابات!
كاراكاس - وكالات
أعلن المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة بنيله 51.2 في المائة من أصوات الناخبين، بعد فرز 80 في المائة من صناديق الاقتراع وإثر عملية اقتراع تحدثت خلالها المعارضة عما وصفتها بأعمال ترهيب ومخاوف من التزوير.
وقال رئيس المجلس الانتخابي إلفيس أموروزو إن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي كان متقدما في استطلاعات الرأي، نال 44.2 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية. رغم أن المعارضة قالت في وقت سابق إن لديها ما يدعوها للاحتفال وطلبت من أنصارها مواصلة مراقبة عملية فرز الأصوات.
وفي أول رد فعل رفضت المعارضة الفنزويلية نتائج الانتخابات وأعلنت فوز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 70 في المائة من أصوات المقترعين. وقالت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو في تصريحات للصحفيين «لفنزويلا رئيس جديد منتخب هو إدموندو غونزاليس أوروتيا».
من جانبه أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، من طوكيو عن «مخاوف جدية من أن الفوز المعلن للرئيس نيكولاس مادورو لا يعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي».
*******************************************************
الحركة التقدمية الكويتية: يجب التضامن مع لبنان وشعبه
الكويت – طريق الشعب
اكدت الحركة التقدمية الكويتية تضامنها مع الشعب اللبناني. ودعت شعوب المنطقة والقوى التحريرية وشعوب العالم الى تعزيز التضامن مع لبنان وشعبه في مواجهة التصعيد العدواني الصهيوني.
وقالت الحركة في بيان تلقته «طريق الشعب» ان «المقاومة اللبنانية تساند المقاومة الفلسطينية منذ اندلاع معركة طوفان الاقصى، ومنها باتت لبنان في قلب المواجهة وجرى استهدافها بهجمات واعتداءات ادت الى خسائر كبيرة ونزوح واسع وتحولت القرى اللبنانية الحدودية إلى أرض محروقة».
واضاف البيان، ان «الكيان الصهيوني يحضّر نفسه لتصعيد عدوانه على لبنان، في محاولة لا تستهدف ضرب المقاومة اللبنانية فحسب، وإنما تدمير لبنان ودفع المنطقة نحو حرب واسعة، بالإضافة إلى تأجيج الصراع الداخلي في لبنان، للضغط على المقاومة ومحاولة عزلها».
******************************************************
السودان.. اغتصاب جماعي وجرائم تصفية يرتكبها طرفا الحرب
الخرطوم - وكالات
تسببت الحرب الدائرة بين الجيش السوادني وقوات الدعم السريع بجرائم حرب وحشية واسعة، وشردت الملايين من المواطنين وأدت إلى نقص حاد في الغذاء والدواء وسوء التعليم.
وفي آخر التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، تبين وجود حالات عنف جنسي واسعة تسبب بها الطرفان، مع حالات عديدة لتصفية مدنيين عزل.
عنف جنسي
وحذّرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية في تقرير نشرته، أمس الاول، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وبخاصة قوات الدعم السريع، ارتكبت منذ بدء النزاع في الخرطوم وضواحيها أعمال عنف جنسي واسعة النطاق.
وقالت المنظمة إنّها «جمعت شهادات من 42 من مقدّمي الرعاية وأبلغوا عن 262 حالة عنف جنسي»
وأضاف التقرير: أن «قوات الدعم السريع ارتكبت أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في المناطق التي تسيطر عليها في الخرطوم، وهي أفعال تشكّل جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية». وان ضحايا هذا العنف هنّ بشكل رئيسي من «النساء والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 9 و60 عاماً» وقد تعرّضن خصوصاً لجرائم «اغتصاب واغتصاب جماعي».
وماتت بحسب التقرير أربع نساء نتيجة هذا العنف، كما اجبر المقاتلون النساء على الزواج منهم، كما ان «الضحايا تعرّضن للاغتصاب من قبل ما يصل إلى خمسة من مقاتلي قوات الدعم السريع».
دعاوى قانونية
قالت اللجنة الوطنية لجرائم الحرب وانتهاكات قوات الدعم السريع وهي معنية بالتحقيق في جرائم الحرب، إنها «رفعت 12 ألفا و400 دعوى ضد عناصر قوات الدعم السريع، ومنها دعاوى تتعلق بأحداث الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور والتي راح ضحيتها 5 آلاف ضحية و8 آلاف جريح، وكذلك الاعتداء على قرية ود النورة بولاية الجزيرة الذي راح ضحيته 227 قتيلا و150 جريحا وقرية الشيخ السماني بولاية سنار الذي أودى بحياة 21 شخصا في حين أصيب 15 آخرون».
وفي ذات الشأن، اتهم المرصد السناري السوداني لحقوق الانسان، قوات الدعم السريع بتصفية مدنيين في ولاية سنار جنوب شرقي السودان، مؤكداً توثيقه تصفيات جسدية نفذتها بحق 3 مدنيين منذ اقتحامها مدينة السوكي، وبينت ان الدعم السريع قام بتهجير سكان مدينة السوكي والقرى التي حولها بشكل قسري مع ارتكاب انتهاكات طالت المهجرين الذين أجبروا على النزوح سيرا على الأقدام تحت تهديد السلاح، ونفذت بعدها عمليات نهب واسعة بمدينة السوكي طالت السيارات والأموال والحلي الذهبية.
*********************************************************
بعد تعليق عضوية سبعة نواب من كتلة الحزب مقاومة يسارية لقيادة حزب العمال البريطاني
عادل محمد
واجه رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر بقسوة استثنائية أول تمرد برلماني في حزب العمال الذي يتزعمه منذ وصوله إلى السلطة. وفي وقت متأخر من مساء 23 تموز علق ستارمر عمل سبعة نواب في كتلة حزب العمال في مجلس العموم. وكان النواب المعاقبون قد صوتوا لإلغاء تحديد معونة الأطفال بطفلين فقط. منذ عام 2017، اقتصر تقديم معونة الاطفال كجزء من المساعدة الاجتماعية واقتصار علاوات الأطفال على طفلين فقط. وبهذا توفر للحكومة ما يعادل أربعة مليارات يورو سنويا.
وتطالب جمعيات الرعاية الاجتماعية بإلغاء هذا السقف كإجراء لمواجهة فقر الأطفال. وقد فعلت المعارضة العمالية ذلك لسنوات، ولكن في الحملة الانتخابية لعام 2024، أسقطت القيادة الجديدة لحزب العمال هذا الطلب، مما أثار غضب يسار الحزب.
فقدان عضوية الكتلة البرلمانية
وبموجب العقوبة فقد النواب السبعة عضويتهم في كتلة الحزب البرلمانية لمدة سنة، وسيتعين عليهم الجلوس على المقاعد الخلفية كبرلمانيين مستقلين، جنبًا إلى جنب مع رفاقهم السابقين مثل جيريمي كوربين. ومن بين السبعة جون ماكدونيل، اليد اليمنى لكوربين، عندما كان رئيسا للحزب، وريبيكا لونج بيلي، التي خسرت أمام ستارمر في الصراع على رئاسة الحزب بعد رحيل كوربين في عام 2020.
ويعد هذا الإجراء القاسي مفاجئا لأن المختلفين مع توجه الكتلة البرلمانية عادة ما يتم تهديدهم بالطرد فقط إذا كان التصويت على الثقة بالحكومة. ولم يكن الأمر كذلك في هذه الحالة. وعندما طرد رئيس الوزراء الأسبق المحافظ بوريس جونسون عددًا من زملائه في الحزب من المجموعة البرلمانية نتيجة للصراع حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2019، كان هناك احتجاج واتُهم الناس جونسون بالسلوك الديكتاتوري. والآن يتعامل ستارمر بشكل مماثل مع تصويت أقل أهمية بكثير.
أقل من التوقعات
ويرى المعلقون أن هذا التصرف جاء للتحذير: لقد أراد ستارمر تأكيد سلطته في أول فرصة. لقد فاز حزب العمال بأغلبية كبيرة من المقاعد في مجلس العموم في انتخابات 4 تموز، لكن الحزب حصل على أقل بكثير من توقعاته (34 في المائة فقط). وذهب العديد من مقاعد حزب العمال إلى مرشحين يساريين مستقلين بسبب الخلافات داخل الحزب حول الصراع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حصول حزب الخضر البريطاني على أصوات كثيرة أيضا.
يبدو إن اليسار البريطاني بصدد إعادة تنظيم نفسه خارج حزب العمال، وقد عزز إجراء ستارمر الاستثنائي، بتعليق عمل سبعة نواب من كتلة الحزب هذه العملية. ونشر كوربين وأربعة نواب يساريين مستقلين آخرين في البرلمان رسالة أشادت بالمعارضين السبعة ودعوهم إلى العمل معًا.
وعلى الرغم من اتخاذ الحكومة الجديدة مساراً حذراً للغاية فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي. وكان من المتوقع أن يتم تخفيف سقف تحديد معونة الأطفال المثير للجدل على الأقل في ميزانية الدولة المقبلة في الخريف، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد تهرب من الإجابة على الأسئلة خلال الوقت المخصص للأسئلة الأسبوعية في البرلمان، محذرا من أن أزمة البلد المالية العامة كانت «أكثر خطورة مما كنا نعتقد».
الانتخابات والقضية الفلسطينية
كان من بين نتائج الانتخابات البرلمانية البريطانية في 4 تموز، فوز خمسة مرشحين مستقلين مؤيدين لنضال الشعب الفلسطيني. وأشارت النتيجة إلى إمكانية مواصلة النضال ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومعالجة عنصرية الإصلاح في المملكة المتحدة، ومواجهة يمين حزب العمال.
وبعد إعلان نتائج الانتخابات، قال كوربين إن الناس «يريدون شيئًا مختلفًا». وقال إنهم يريدون الغاء سقف إعانة الطفلين وتنظيم قطاع الإيجار الخاص. والناس يريدون حكومة «تسعى إلى السلام، وليس إلى الحرب، ولن تسمح باستمرار الظروف الرهيبة في غزة».
وفي رسالة إلى ستارمر، قال كوربين: “لقد أعيد انتخابي للتو في إيسلينجتون نورث. آمل أن يجعلك هذا سعيدًا جدًا لأنك جاري في البرلمان. أتمنى أن تتذكر أيضًا أنك كنت لا تتمنى ترشيحي.
لقد مثلت عودة جيرمي كوربين كنائب مستقل إلى البرلمان انتصارا حقيقيا للسياسي اليساري الذي تمكن، كزعيم لحزب العمال، من كسب عدد أكبر من الناخبين لحزبه في الانتخابات العامة لعام 2017 أكثر من أي زعيم سابق للحزب خلال عقود، ولكن شنت عليه المؤسسة المتنفذة في حزب العمال حربا قذرة، اعتمدت الاشاعات والاكاذيب والاتهام بمعاداة السامية، وفي النهاية تم طرده من الحزب. يدين كوربين بفوزه الانتخابي لعقود عديدة من النضال من أجل المساواة الاجتماعية والسلام والجذور العميقة التي خلقها ذلك في دائرته الانتخابية في إيسلينجتون نورث.
*******************************************************
الصفحة السابعة
التجارة غير القانونية في القطاع الزراعي وأثرها على تطور العملية الزراعية
عبد الكريم عبد الله بلال*
واحدة من أهم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي وكما وردت في التقرير الزراعي الصادر عن وزارة الزراعة دائرة التخطيط والمتابعة قسم الاقتصاد الزراعي، هي التجارة غير القانونية ويتجلى هذا التحدي في أكثر من مجال في العملية الزراعية ومجرياتها ومنها:
المتاجرة في الأراضي الزراعية العائدة للدولة والتي منحت للمواطنين بموجب العقود الزراعية السارية مثال العقود بموجب القانون رقم ٣٥ لسنة ١٩٨٣ وكذلك القانون رقم ٣٠ لسنة ٩٥٨ والقانون رقم ١١٧ لسنة ١٩٧٠ إضافة لقوانين التفرغ الزراعي التي منحت للمهندسين الزراعيين والاطباء البيطريين .العقد الزراعي هو عقد ايجار من الدولة إلى المواطنين او الشركات فالأرض هي ملك للدولة ولا يحق للمستأجر التلاعب فيها كاستئجارها او التنازل عنها، وإذا تجاوز عليها او أخل بشروط العقد يحق لوزير الزراعة إلغاء العقد بعد أن يوجه للمستأجر إنذارا لمدة ثلاثة أشهر إن لم يرفع التجاوز يلغى العقد، مع العلم أن هناك لجانا قانونية لمتابعة الأراضي المستأجرة فهل تم تنفيذ شروط العقد بزراعتها وفق ماورد في القانون والخطة الزراعية المبرمة مع العقد وعلى اساس ما وردت من مسوغات صدور القانون، والغرض من القانون الزراعي المعني ، لكن الملاحظ وبالأخص في السنوات الاخيرة تجاوزات كثيرة قد حصلت على هذه القوانين وبالذات بعد الزيادة السكانية والهجرة من الريف إلى المدينة بدأت عمليات التجاوز على الأراضي الزراعية داخل وخارج أراضي الاصلاح الزراعي، فبدأت الأراضي الزراعية تقطع وتباع كأراض سكنية ومن خلالها نشأت مئات العشوائيات السكانية، وكان هناك عوامل مساعدة كثيرة في هذا الجانب منها أنه انتهت فترة العقد واصبح ملكاً وهذا ورد كثيراً في أراضي التفرغ الزراعي، وكذلك قضايا الإرث وعمليات التنازل للورثة وفيما بينهم، وفتح باب التنازل بين فترة وأخرى من قبل وزارة الزراعة مع عدم وجود المتابعة من قبل اللجان التي يفترض ان تتابع عملية استغلال الأراضي الزراعية للغرض المؤجر من اجله مع لجوء أصحاب العقود والأراضي الزراعية إلى ابرام العقود عن طريق كتاب العدول دون العودة إلى المؤسسة الزراعية، كل هذا وأسباب أخرى منها الفساد الاداري أدت إلى تجريف الأراضي الزراعية وإزالة مناطق خضراء واسعة وتجريف عشرات مئات الآلاف من الأشجار ومنها المثمرة ، مثل اشجار النخيل مما تسبب بهدر في الاقتصاد الزراعي والتأثير على الأمن الغذائي للمواطن العراقي وكذلك التأثير على البيئة وصحة المواطن، وهذا
يتطلب إجراءات سريعة للحد من التلاعب، منها:
١- إصدار قوانين وتعليمات مشددة تحد من التلاعب بالأراضي الزراعية داخل وخارج أراضي الإصلاح الزراعي وهذا يجب ان يشمل ايضاً عمليات تجريف المناطق الخضراء.
٢- عدم إبرام عقود عمليات بيع وشراء الأراضي الزراعية من قبل كتاب العدول إلا بعد استحصال موافقة وزارة الزراعة ودوائرها المعنية.
٣- أيقاف عمليات التنازل للعقود الزراعية من قبل وزارة الزراعة وإعطاء الموافقات فيها إلا للضرورة القصوى مثل حالات الوفاة.
٤- عدم تأجير أراض واسعة خارج الحد المقرر واستثناء من القوانين الزراعية بحيث تفسح المجال لتأجيرها أو منحها استثمار لغير المتعاقد) عقد في الباطن كما يسمى (والمفترض أنه هو من يستغلها.
٥- متابعة ومراقبة عمليات تجريف المناطق الخضراء وتشكيل لجان متخصصة بذلك ومنح الصلاحيات لمسؤولي الوحدات الإدارية لإيقافها.
التسويق الزراعي هو المجال الآخر للتجارة غير المشروعة وغير القانونية أثناء عمليات الحصاد والتسويق الزراعي للمحاصيل الزراعية الإستراتيجية مثل الحنطة والشعير والأرز، وهذا كان واضحاً في المواسم للسنوات الاخيرة حيث تم التلاعب كثيراً في الكميات المسوقة إلى السايلوات من كميات من الحنطة، أما مخزونة من العام الذي سبقه أو مهربة من خارج الحدود أو مرفوضة من قبل السايلوات وتم شراؤها من قبل التجار بأسعار متدنية أقل من سعر الدولة وإعادتها إلى السايلوات وقبولها نتيجة الفساد الإداري او نقلها من محافظة إلى أخرى لهذا السبب او ذاك، وكان هذا واضحاً وخير مثال على ذلك ما حصل في أحد السايلوات أو المخازن في محافظة الأنبار حيث جلبت الحنطة من منطقة ال بدير في محافظة الديوانية واللجنة الموقعة عليها من محافظة النجف والاستلام في الأنبار كما ورد في فديو لزيارة أحد النواب إلى المخازن في محافظة الانبار ومتابعته لذلك، وهذا كله سبب خسائر فادحة للفلاحين مما أثر على مستواهم المعاشي وانخفاض دخلهم وتراكم الديون عليهم، وفي نفس الوقت تسبب في خسائر للدولة والحكومة العراقية كونها تدفع أسعاراً مقررة أكثر من السعر الذي دفعه التجار للفلاحين، وليس من الصعوبة بمكان معالجة هذه الظواهر السلبية في عمليات التسويق ويمكن ذلك من خلال:-
أولا - زيادة عدد المخازن والسايلوات وتوزيعها جغرافياً بحيث يمكن وصول الفلاحين لها مع محاصيلهم بالسرعة وبأقل التكاليف.
ثانياً - وضع ضوابط وشروط استلام المحاصيل ودرجة النقاوة والرطوبة آخذين بنظر الاعتبار الظروف الجوية أثناء فترة تسويق الفلاحين لمحاصيلهم الزراعية وليس كما حصل في العام الحالي عندما هطلت الأمطار أثناء فترة التسويق على أن تعلن هذه الشروط والضوابط قبل فترة لا تقل عن شهرين قبل موسم التسويق وإيصالها للفلاحين عن طريق وسائل الإعلام والإبلاغ عن طريق مديريات الزراعة والاتحاد العام للجمعيات الفلاحية.
ثالثاً - زيادة عدد المختبرات في المخازن والسايلوات.
رابعاً - زيادة اعداد الموظفين الفاحصين في السايلوات
وادخالهم الدورات الفنية الضرورية لعملهم في الفترات بعد عمليات التسويق وليس اثناء التسويق.
خامساً - المراقبة المشددة على السايلوات والمخازن من قبل وزارة التجارة والأمن الوطني وهيئات النزاهة أثناء عمليات تسويق المحاصيل الزراعية تجنباً للفساد وحماية للفلاحين ومنعاً للمتاجرين في السوق السوداء.
سادساً - غلق المنافذ الحدودية لدول الجوار بوجه المحاصيل المهربة منها أثناء عمليات التسويق وكذلك غلق الطرق الخارجية بين المحافظات ومنع نقل المحصول المهرب بينها.
سابعاً - المصادقة على الخطط الزراعية للفلاحين من قبل وزارة الزراعة مبكراً وعدم السماح بالتلاعب بها اثناء عمليات التسويق الزراعي.
الخدمات الزراعية
المجال الثالث للتجارة غير القانونية في القطاع الزراعي هو استغلال الخدمات الزراعية والدعم المقدم من قبل وزارة الزراعة إلى الفلاحين والمزارعين والاتجار بها، وهذا ويتضح هذا من خلال منح الخدمات في الخطة الزراعية لأصحاب أراضي العقود الكبيرة داخل وخارج أراضي الإصلاح الزراعي حيث توزع الخدمات من بذور مصدقة ومبيدات على أساس مساحة الأرض، لكن مع الأسف ولعدم زراعة هؤلاء لكامل أراضيهم يقومون ببيع الفائض منها في السوق السوداء إلى اصحاب المحال الزراعية او إلى فقراء الفلاحين وممن لم يتمكنوا من الحصول على الخدمات لهذا السبب أو ذاك بأسعار عالية ترهقهم وبالتالي تأثر على الجدوى الاقتصادية لزراعتهم، وهذا يتطلب ضبط الخطة الزراعية من قبل مديريات الزراعة وشعبها ومتابعة تنفيذها من خلال لجان خاصة وعدم منح الخدمات إلا بعد التأكد من زراعتها.
ــــــــــــــــــــــ
* مهندس زراعي استشاري
****************************************************************
وضع الزراعة والفلاحين قبل ثورة ١٤تموز ١٩٥٨
إعداد: أحمد القصير
كان الارتباط بالأرض كالارتباط بالأهل والعائلة، وربما مساويا لكنز من الذهب أو أثمن، وكانت غالبية الأراضي الزراعية تعد من الحيازات الصغيرة ومن ثم تتدرج نحو الحيازات المتوسطة، ومن ثم الإقطاعيات التي تتجاوز الألف دونم .
وكانت بعض المقاطعات الواسعة تضم مضخات للسقي من نوع «رستن» إنكليزية الصنع، والتي قسم منها قُدمت كهدايا أو بالأحرى كرشاوي لبعض الوجهاء والشيوخ !!وكانت هذه المضخات من أولى بشائر التطور الرأسمالي في الزراعة، ومن أولى طلائع السياسة البريطانية لإفساد العلاقات (البطريركية) في الريف والانتقال إلى العلاقات شبه الإقطاعية ، الأمر الذي وضع الأساس المادي للصراع الطبقي في الريف. حيث كانت الأرض ملك العشيرة تسمى «الديرة» ديرة العشيرة الفلانية. والصراع بين العشائر.
أما عند تمليك الشيوخ المضخات وتبعها تسجيل الرض باسم الشيخ!! أصبح الصراع بين الإقطاعي /الملاك وأبناء عشيرته، صراعاً طبقياً وليس بين العشائر كما كان سابقاً.
في سنة١٩٣٢ صدر قانون تسوية الأراضي الزراعية رقم٥٠ وقانون اللزمة رقم ٥١ لنفس السنة١٩٣٢، وكان الهدف منهما تمليك الشيوخ ورجالات الحكم وأثرياء المدن الأراضي الزراعية التي توارث الفلاحون أبّاً عن جد زراعتها وفقاً لحق العشيرة في الديرة المشتركة، وبعد ست سنوات فقط من الشروع في تطبيق قانون التسوية الأول استحوذ الملاكون على أراضي الدولة وتم تحويلها إلى إقطاعيات كبيرة يصل بعضها إلى أكثر من ٣٠٠ ألف دونم للشخص الواحد. ، وتم التصرف بالأرض الأميرية (العائدة للدولة) التي كانت مساحتها أكثر من اربعة ملايين ونصف مليون دونم من الأراضي الأميرية الصرفة من الناحية العملية كحيازات فعلية يتصرف بها الإقطاعيون باسم الإجارة وكأنها أراضيهم الخاصة. وليس هناك من يجرؤ على منافستهم فيها. حتى أصبح ١بالمائة من السكان يمتلكون أكثر من ٦٨بالمائة من الأراضي الزراعية!
لقد غدا مئات الألوف من الفلاحين قبيل الثورة محرومين من الأرض، لا يملكون شبراً واحدا منها، وباتت الأرض الزراعية شراكة ما بين شيوخ القبائل «الإقطاعيون» والسادة والحكام الكبار. وملك ستة عشر رئيس وزراء أراضي زراعية واسعة، وأصبحت العائلة المالكة وحدها وهي الغريبة أساساً عن البلاد، تملك ا»١٧٧»ألف دونم.
وهنا أود التنويه إلى أن الحزب الشيوعي العراقي طالب بتوزيع الأرض الأميرية (ملك الدولة) لكي يستغلها الفلاحون فعلاً.
الانتفاضات الفلاحية أثناء العهد الملكي: - ١٩٣٥انتفاضة سوق الشيوخ .
- ١٩٤٦انتفاضة فلاحي ناحية آل بدير في قضاء عفك كان يتقدمها «فضيل صفر القائد الفلاحي والمناضل الشيوعي في ناحية آل بدير وأحد قادة انتفاضة النصيفة في الديوانية وهو من عشيرة العمور البديرية» ضد الإقطاعي عبد الأمير الحاج شعلان شهد آل ثويني
-١٩٤٧انتفاضة فلاحي عربت (وهي قرية كردية جنوب شرق السليمانية) ضد مالك الأرض الشيخ بن الشيخ محمود.
-١٩٥٢ انتفاضة الفلاحين من قبائل آل إزيرج ضد ملاك الأراضي في محافظة العمارة.
-١٩٥٣انتفاضة الفلاحين من رجال القبائل في دزءئي في محافظة اربيل.
-١٩٥٣ انتفاضة فلاحي قضاء ورماوه في محافظة السليمانية.
-١٩٥٣انتفاضة فلاحي قضاء هورين شيخان في محافظة ديالى.
-١٥ /١١ /١٩٥٤ انتفاضة فلاحي الشامية محافظة الديوانية في الفرات الاوسط، وكان مطلبها الرئيسي قسمة الحاصلات مناصفة بين الفلاح والأطراف الأخرى (صاحب الأرض والمضخة) وتحقق مطلبهم حيث شرعت السلطة الملكية مرسوم رقم «١»لسنة١٩٥٤، وأصبح مطلبها مطلبا عاما وطنيا لكل فلاحي العراق، قادها الحزب الشيوعي ودعمها وتوجيهها.
-١٩٥٥انتفاضة فلاحي بني زريج في الرميثة
-١٩٥٦انتفاضة قضاء الحي / ضد مشايخ آل ياسين.
-/٤/١٠/ ١٩٥٦انتفاضة فلاحي عشيرة بني عارض في ناحيتي الحمزة والرميثة. أوقعت الكثير من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية ، وسقط خلالها ستة شهداء من الفلاحين.
-١٩٥٧ انتفاضة النصيفة في ريف الديوانية، وفيها قررت قيادة الحركة الفلاحية الديمقراطية القيام بعصيان والامتناع عن قسمة الحاصلات الشتوية القائمة إلا بموجب المرسوم (١) لسنة١٩٥٤.
وقد نشبت مقدمة الانتفاضة في مقاطعات السنية، والشافعية والدغارة ومن ثم توسعت فيما بعد إلى مقاطعات الحمزة والشامية ومناطق المشخاب.
-١٩٥٨ انتفاضة فلاحي الديوانية التي هي امتدادات وآثار استمرت حتى ثورة ١٤تموز ١٩٥٨ وكان لها الدور البارز في منع تمرد قائد الفرقة الأولى العسكرية ضد الثورة وإيقاف تحركاتهِ.
**********************************************************
رأي.ز من أجل اتحاد جمعيات فلاحية فاعل
كاظم بدن
معروف ان المنظمات المهنية تعمل بشخصياتها المعنوية المنصوص عليها بالقانون، ولتكون بعيدة كل البعد عن التدخلات في عملها سواء كانت من جهات حكومية او حزبية او دينية او اي جهة أخرى، واتحاد الجمعيات الفلاحية هو اتحاد لجميع الفلاحين والمزارعين وحتى سكان الريف من واجباتها تعبئة الجمهور الواسع البعيد عن المعترك السياسي.
إن اتحادنا العريق يمر، ومنذ عام ٢٠٠٣ ولحد هذه اللحظة، بحالات مريرة ومؤذية، حيث حالات من التدهور والارباك والتخبط والابتعاد عن الاهداف السامية التي انبثق من أجل تحقيقها، فضلا عن إضاعة مدة زمنية لأكثر من العقدين والاتحاد يراوح ومستوى حالة (راح فلان اتى فلان)، بدون برامج ولا خطط للعمل ولا جدوى ولا فائدة تذكر في اي ميدان من ميادين العمل سوى الصراعات على الاطماع والمنافع الخاصة والمغانم، أليس هذا هو الاجحاف بحق شريحة الفلاحين والمزارعين وسكان الريف الذي يشكلون ما نسبته ٤٠ بالمائة من مجموع السكان والذين يعيشون حياة الفقر والتخلف والحرمان والاهمال في كل جوانب الحياة.
إننا نرى من الانصاف والوفاء لهذه الشريحة ان يتم العمل بكل جدية وبروح الحرص والمسؤولية ومراعاة لاقتصاد البلد والحرص على مصالحه العليا، أن يتم التوجه إلى إعادة الروح المهنية التامة لهذا الاتحاد وانتشاله من حالة الإرباك والفوضى والتدخلات غير المشروعة والمرفوضة قانونا، وان يصار إلى الآتي:
- تشكيل لجنة تحضيرية مركزية من شخصيات قانونية مستقلة ومحايدة وذات شأن بالأمور القانونية المهنية ومثلها في كل محافظة من أجل التهيئة والتحضير لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية تسود فيها العدالة والإنصاف ووفق برنامج وقانون عادل وبأشراف قضاة يتسمون بسمات الاستقلالية والحيادية التامتين، وبخصوص الترشيح ان يكون المرشح ذا خبرة ودراية ويتصف بالنزاهة والكفاءة وليست عليه اي شائبة او قضية جنائية ويتمتع بالمؤهلات المطلوبة.
- ان يتم الإعلان عن مواعيد إجراء الانتخابات في كل المناطق وفي جميع الوسائل الممكنة ومنها رفع اللافتات والإعلانات في جميع مقرات الاتحادات والجمعيات بطريقة لا لبس فيها، وان يتم الإعلان عن المكان والزمان المعينين في كل محافظة او منطقة، وإفساح المجال لكل الفلاحين الناخبين باختيار ممثليهم في الجمعيات الفلاحية في جميع المستويات وبمحض ارادتهم وبدون أية إملاءات.
- يسبق ذلك إعلان المشروع الانتخابي في ما يخص المسألة الزراعية وتقديم مطالب الفلاحين للعناصر الوطنية المخلصة التي تمتاز بالقدرة والنوايا الحسنة وتمتلك الكفاءة ونكرات الذات.
*****************************************************************
الصفحة الثامنة
الصحافة الشيوعية العراقية.. مسيرة مجد وعطاء
كان صدور «كفاح الشعب» في ٣١ تموز ١٩٣٥، الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي، كأول صحيفة عراقية تصدر سرا، أعلانا بكسر احتكار الأفكار والمعلومات الذي طالما مارسته الصحافة الرسمية المرتهنة بسياسات القوى الاستعمارية والرجعية وضللت بأفكارها جماهير الشعب. وطيلة المسيرة الظافرة للصحافة الشيوعية، السرية والعلنية، في العراق، واصلت نضالها في نشر الوعي الوطني والكفاح ضد الاستعمار والرجعية والأفكار الشوفينية والطائفية وطالبت بالحريات الديمقراطية بما في ذلك حرية الصحافة والتنظيم، ونادت بحقوق الشعب الكردي القومية المشروعة وكذلك باقي الاقليات القومية.
وقدمت الصحافة الشيوعية، خلال مسيرتها الحافلة بالأمجاد، من أجل مستقبل أفضل لشعبنا العراقي، كوكبة خالدة من الشهداء من المناضلين والصحفيين، نستذكر منهم الشهداء حسين الشبيبي، عبد الرحيم شريف، محمد حسين أبو العيس، جمال الحيدري، نافع يونس، عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)، عدنان البراك، ولا ننسى الفقيد زكي خيري وشمران الياسري وعامر عبد الله وغيرهم كثيرين ممن يطول تعداد أسمائهم. ولم تكن صحافة الحزب الشيوعي العراقي طيلة سنوات نضالها مجرد صوت لإيصال سياسة الحزب وبرامجه، بل كانت ميدانا لنشر الفكر التقدمي في مختلف جوانب الحياة.
هذا الملف، تقدمه «طريق الشعب»، تحية للذكرى التاسعة والثمانين لصدور أول صحيفة شيوعية، وإجلالا لذكرى الرواد الأوائل، وشهداء الصحافة الشيوعية الذين بدمهم قبل الحبر سطروا مجد الكلمة المناضلة الصادقة.
تحية التقدير لآلاف المراسلين المجهولين الذين كانوا يغذون صحافة الحزب بالمعلومات والوقائع ويجعلونها صحافة الناس التي تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم وقريبة إلى نبض الكادحين.
تحية للجهود المثابرة التي تواصل العمل، رغم كل العوائق، لتبقى صحافة الحزب ميدانا للأفكار الشجاعة والتقدمية، التي تعمل لأجل بناء عراق الوطن الحر والشعب السعيد.
******************************************************
على مشارف العقد العاشر من عمر الصحافة اليسارية في العراق
د. تيسير عبد الجبار الآلوسي
تداولت حركة التنوير نشرات بجانب الصحافة العراقية ووسائل الثقافة وقراءة الخبر والمعالجة لكن ولادة جريدة بهوية تنبع من وسط الكادحين من أجل لقمة عيشهم جاءت بوقت جد مبكر بصدور أقدم صحيفة مازالت مستمرة الصدور حتى يومنا..
يومها وقبل حوالي تسعة عقود، كانت الجريدة تُنسخ بالأيدي لإعادة توزيعها وتعزيز نشر معالجاتها وموضوعاتها كجزء من عشق القراءة والدفاع عن الحق في الحصول عليها بوصفها مصدرا رئيسا للمعلومة والخبر. ومع خطى التطور التكنولوجي باتت هذه الإشكالية (الطباعية) بمكان بعيد بوقت صارت الطباعة والاستنساخ تتم عبر اتصال إلكتروني ليس أسرع منه أية وسيلة للتنقل.
في تلك العقود الخالية كانت الناس تتلهف للحصول على نسخها من الجريدة وفي أنحاء كثيرة من الأحياء الشعبية كانت الصحف متاحة لكن وكالعادة يمارس من بيده سلطة الأمر الواقع وسائله، لحجب جريدة اليسار طريق الشعب عن أعين جمهور القراء، بينما يتابع القراء السؤال والبحث حتى يصلون إليها..
يومها كان من بين وسائل الرد على تلك المحاولات يتمثل بعمل مضاعف لشراء كميات منها وإيصالها لقرائها بوقت مبكر من صباحات العطل التي يتمكن بعض رفاق التنوير من التفرغ للمهمة.. لم يتململ أو يتذمر أو يأتي من كان يوزع الجريدة أو يخشى عيون السلطة ومضايقاتها بل مطارداتها وقبل أن تصحو المدينة يكون قد أتم التوزيع؛ وما أبهى تلك الفعالية في ملامسة أفئدة محبيها وعشاق قراءة المصداقية والنضج والثقة برجاحة التناول ومهنيته.
كان الاحتفال بهذا العيد يأخذ موقعه كما أروع تلك الأعياد الشعبية الكبيرة بأعمق معاني الاحتفال من صلات روحية وفكرية تتبنى نهج التنوير وخدمة الإنسان في حقه بالحصول على ما تتوافر عليه الصحف وما تنهض به من مهام. ويوم انفتح العالم عبر وسائل التواصل الجديدة وبات قرية صغيرة بحق باتت الناس على اطلاع على تجارب أخرى بينها تجارب كرنفالات الصحافة ومنها وبمقدمها كرنفالات الصحافة الشيوعية كما مهرجان اللومانتيه المعروف عالميا وليس بحدود باريس وفرنسا بالإشارة إلى جهة تنظيمه صحيفة اليسار الأولى..
من هنا، تأكدت توجهات حاملي مشاعل صحافة اليسار وأخذت المبادرة استثماراً لنافذة من نوافذ ممارسة الأنشطة الجماهيرية بيومنا، حيث تتعاظم الحاجة لصنع مناسبات الفرح والاحتفال واللقاء بالناس عبر منصات كرنفالية؛ تعد جريدة طريق الشعب الأداة الأروع والأكثر استحقاقا بالنهوض بالمهمة كونها الجريدة الأعرق التي مازالت على الرغم من كل ظروف الصراع وتفاقمه ووصوله حد نيل من يعتقل بتهمة حمل الجريدة أو قراءتها أو توزيعها أشد العقوبات وأقساها..
ونهض كادر تلك الصحيفة بين صحف اليسار والديموقراطية لينظم كرنفالات الطريق السنوية بنسخها المتصلة المتعاقبة بوصفها وسيلة جديدة للاتصال الجماهيري من جهة وأداة تفعيل لتجديد اهتمام بالقراءة والعودة للصحيفة والعلاقة البنيوية السليمة بها من جهة أخرى.. فضلا عن التذكير بأهمية المتابعة اليومية من جهة والمقارنة بين الصحف واشتغالها وهوية الاشتغال بين جريدة تتمسك بالمصداقية والأداء المهني الأنجع وأخريات تستغل مناهج مختلفة نوعيا ولا تنتمي لواقع الناس وتفاصيل يومهم العادي..
إذن، عيد الطريق وصحافة اليسار يجسد معاني روحية وفكرية عميقة وكبيرة وهو يتخذ من تفاصيل العيد ومفرداته وسائل ممارسة لنشر المسرة والسعادة وكسر رتابة العيش وأشكال المعاناة وتلك الهنيهة ليست عابرة كونها ليست فرحة متوهمة بل هي في صميم بحث العراقي المعروف بنهم القراءة والارتباط بها والباحث عن غنى التنوع ونضج المعالجة مما تثريه به الطريق كونها منصة لقاء للعمق الفكري المعروفة به وللمواقف المبدئية التي تتمسك بالإنسان بوصفه الثابت الجوهر الأساس لمسيرتها..
لقد تحدثت مرارا عما يجابه الصحافة من عقبات في ضوء متغيرات العصر والظرف العراقي المعقد لكن الحديث عن كرنفال شعبي بالمعاني التي أشرتُ إليها يبقى منفتحا على كل ما يتمسك به الناس ويحرصون على المساهمة به عيدا ككل الأعياد في مفردات الأداء مضافا إليه دلالات فكرية سياسية واجتماعية نوعية تنتمي للعصر بكل ما يحويه معجم زمننا..
أود بالمجمل أن أتوجه بالتحية والتقدير لكل من قدم تلك التضحيات الجسام من أجل استمرار صحافة التنوير وحركة التقدم والأنسنة وأن أحيي جهود كل رفيقة ورفيق في صنع هذا الكرنفال السنوي والارتقاء به ليضم أوسع جماهير محبي الحياة الحرة الكريمة وتفاصيل مناهجها وأن أؤكد أن الكلمة لم تكن يوما مجرد حدث عابر في حياة الإنسان بل انبجست من بين الشفاه بوصفها الانفجار الأعظم في تاريخ البشرية وهي اليوم محور القوانين التي ينبغي أن تنظم الحقوق والحريات وتفاصيل مشهد الإنسنة ومن هنا كانت أقرب تيارات الصحافة للتمسك بكل ذلك هي عنوان احتفالية العام الجاري للرد على ما يتعرض له العراق وأهله وشعوب المنطقة والعالم من حملات مضللة ومخاطرها ما سيكون الرد هنا عبر توسيع المشاركة الشعبية بوعي وإيجابية بكرنفال الطريق.
دعونا نبدأ استعادة الروح والعقل وعلميتهما بأنفسنا وثقتي وطيدة بأن يكون اللقاء بالعيد في هذا العام كبيرا بحضوره كبيرا بدلالاته لأنه عنوان اختيار الناس وتصويتهم لكل ما يؤكد إنسانية الهوية والقيم والمبادئ ولنتفكر في استثمار منصة الكرنفال في حوار نوعي لا يقف عند مسيرة الصحافة وتياراتها ومناهجها بل ويذهب عميقا بمناطق تدعونا لتلك الحوارات الأغنى والأكثر ثراء ونضجا وكل عام وأنتم البهاء والإشراق ومزيد المجاح والسؤدد..
**********************************************************
عبد الرزاق الصافي (أبو مخلص).. قامة صحفية شيوعية
ماجدة الجبوري
تحتفل الصحافة الشيوعية العراقية بمرور تسعة وثمانين عاماً على صدورها، تلك الصحافة الرصينة بمواضيعها، الملتزمة بخطها، والتي تسير على مبدأ حلم الناس وتوقهم للعدالة والحرية والمساواة. منذ صدور العدد الأول لجريدة «كفاح الشعب» في 31 تموز 1935، وبعدها توالت أدبيات من صحف وكراسات حزبية لنشر الوعي الثقافي والارتقاء نحو وطن حر وشعب سعيد. من بين القامات المؤثرة في الصحافة الشيوعية العراقية الكثيرة، يبرز اسم عبد الرزاق الصافي (أبو مخلص). رجل له مكانة عالية بين الرفاق، فهم الوضع الذي يمر به الحزب وكان يسعى دائماً لتحقيق التوازن بين العمل الصحفي والحزبي. كان أبو مخلص يعرف كيف يقدّر إمكانيات جيل الشباب، وكان يدفع بهم نحو دورات صحفية والعمل في صحافة الحزب، معززاً فيهم حب العمل الصحفي والوعي الثقافي والسياسي.
عبد الرزاق الصافي، شخصية لن تتكرر. عندما تلتقيه، تشعر بروحيته المرهفة وتواضعه السمح، والأريحية في طرح المواضيع، وروح الفكاهة التي تضفي نكهة مميزة على حديثه. كان يمتلك قدرة على رواية القصص والنكت بمحبة وهدوء، وكانت «حسچته» تعكس نكهة أهل الفرات الأوسط والجنوب. ذات مرة، سألت إحدى الزميلات في الجريدة، وكانت ترتدي الحجاب، «رفيق ما تتذكرني؟ أني أم فلان، عملنا معاً سنوات بالجريدة في السبعينيات، كان شعري أشقر وقصيرا!» نظر إليها مبتسماً، وأجاب بهدوء، «إيه، طلعي شعرك الأشقر، خلي أشوفه حتى أتذكرك.» حينها ضحكنا جميعاً، وكان ذلك دليلاً على روح الدعابة التي كان يتمتع بها أبو مخلص.
تعلمنا من العزيز أبو مخلص الكثير من خلال ملاحظاته وتوجيهاته الصادقة. كان يمتلك لغة جميلة وتصحيحا لغويا لافتا يمكنه من إيصال معنى الكلمة بطريقة يفهمها المتلقي. كانت تعليقاته دائماً بناءة ومليئة بالحكمة، مما ساهم في تطوير مهاراتنا الصحفية بشكل كبير. أبو مخلص كان محباً للشعر والفن، ويمتلك حساً ثقافياً كبيراً. كان يجمع بين الصحافة والأدب بطريقة مبدعة، ويحرص دائماً على أن تكون مقالاته ومشاركاته غنية بالمعرفة والثقافة. فقدته الصحافة الشيوعية والوسط الثقافي العراقي، لكنه ترك وراءه إرثاً من العمل الصحفي الملتزم والتوجيه الحكيم.
نعبر عن شكرنا العميق للرفيق عبد الرزاق الصافي (أبو مخلص)، الذي أثرى حياتنا المهنية والشخصية بتوجيهاته ودعاباته وحكمته. إن تجربته الصحفية الفريدة وشخصيته المميزة ستظل دائماً مصدر إلهام لنا، ولأجيال من الصحفيين الشيوعيين الذين سيأتون من بعده. شكراً رفيقي أبو مخلص، فقد كنت دائماً نموذجاً يُحتذى به في الشجاعة والتفاني والإبداع.
*****************************************************************
الصحافة الشيوعية في العراق.. البدايات
ذياب فهد الطائي
قبل تأسيس الحزب الشيوعي في العراق كانت النخب اليسارية المثقفة قد شكلت حلقات ماركسية، وكانت حلقة بغداد تضم (عاصم فليح، حسين الرحال، عوني بكر صدقي، حسن عباس الكرباس وأخرين).
استطاع حسين الرحال (شقيقته آمنه الرحال كانت أول امرأة تحوز على عضوية اللجنة المركزية للحزب العام 1941) أن يحصل على امتياز اصدار صحيفة في 28 ايلول 1924 وقد اهتمت الصحيفة بمعالجة أوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وركزت هجومها على الاستعمار البريطاني والاقطاع والعنصرية والطائفية.
في عام 1927 تشكلت المجموعة الماركسية الأولى في البصرة وضمت (عبد الحميد الخطيب، ويوسف سلمان وغالي زويد) وقد تقدمت المجموعة بطلب رسمي لتأسيس جمعية باسم جمعية الاحرار لم توافق السلطات على منحها الرخصة اللازمة، فتقدمت بطلب اصدار مجلة باسم التجديد، ولم تحصل الموافقة مما دفع المجموعة الى طلب اصدار مجلة اقتصادية على أن يكون صاحب الامتياز بديع شوكت، ومرة اخرى لم تحصل الموافقة.
في عام 1928 تشكلت الحلقة الماركسية الأولى في لواء الناصرية والتي ضمت (يوسف سلمان يوسف «فهد «وأحمد جمال الدين وأصدرت منشورا شيوعيا بخط فهد بعنوان (يا عمال وفلاحي البلاد العربية اتحدوا) وكان البيان موقعا باسم الحزب الشيوعي العراقي وتم توزيعه في الناصرية في كانون الاول، وفي عام 1935 صدرت اول صحيفة تنطق باسم الحزب الشيوعي العراقي تحت مسمى «كفاح الشعب».
ومن الملاحظ ان الحزب اهتم بالنشاط الإعلامي وجعله من أولويات العمل الحزبي فهو الوسيلة الأكثر فعالية والتي يمكن ان يستخدمها بكفاءة عالية بما يتوفر لديه من عناصر كفوءة وذلك بهدف الاتصال بالجماهير والقيام بعمليات التحريض والدعاية والتوعية ونشر برامجه في بناء وطن حر وشعب سعيد، و لهذا نجد أنه، حيثما تجمع عدد من رفاق الحزب فان أول ما يقومون به هو إصدار منشور على نحو او آخر، ففي المناطق المنعزلة في جبال كردستان او في أهوار الجنوب أو في نقرة السلمان، صدرت صحف ومجلات وكتبت دراسات ووزعت مناشير، ففي سجن الكوت أصدر سكرتير الحزب (فهد) في عام 1948 أول صحيفة في المعتقلات، وفي عام 1953 صدرت صحيفة (السجين الثوري، و في 1953ايضا صدرت صحيفة (كفاح السجين الثوري) في سجن بعقوبة.
اما في كردستان وخلال فترة حركة الأنصار الشيوعيين التي تبنت الكفاح المسلح الذي اقرته قيادة الحزب بقرار رسمي في عام 1981 واكدت عليه اللجنة المركزية للحزب في ذات العام، فقد صدر العديد من الصحف في مقار القواعد الثلاث للحركة (قادة حلبجة، قاعدة بهدينان والقاعدة الاساسية ناوزنك).
ومن أهم ما اصدرته الحركة، صحيفة النصير عام 1981 وصحيفة نهج الانصار التي تولت رئاسة تحريرها عضو اللجنة المركزية للحزب (بشرى برتو)، ومما يذكر ان هذه الصحيفة تتميز بأن لديها مراسلين في كافة قواعد الأنصار الشيوعيين.
كما صدرت مجلة ثقافة الأنصار عن رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين – الانصار في كردستان، وكان ذلك بمساعدة مكتب الحزب الاعلامي.
وفي خارج العراق صدر العديد من الصحف والمجلات من أهمها صحيفة الغد الديمقراطي التي رأس تحريرها عضو اللجنة المركزية للحزب (صالح دكلة) وجريدة المجرشة الي صدرت لندن في عام 1992ورأس تحريرها الفنان التشكيلي فيصل لعيبي.
*********************************************************
الصفحة التاسعة
طريق الشعب.. جريدة سرية علنية
كفاح حسن*
كان صدور جريدة طريق الشعب العلنية في أيلول 1973، وقبلها جريدة الفكر الجديد الأسبوعية.. حدثا مهما ثقافيا وسياسيا.. حيث لم تكونا فقط منبرين للحزب الشيوعي العراقي، بل منفذين ثقافيين لجمهرة من الأدباء والفنانين الشباب، ومدرستين شاملتين لمتابعي الأفكار الماركسية واليسارية.
وكانت الجريدة الوحيدة في وقتها التي يشارك قراؤها في تحريرها وتوزيعها.. حيث شكلت المنظمات الحزبية مكاتب صحفية ترفد هيئة تحرير الجريدة بالأخبار والمقالات المتنوعة. وارتبطت بالمكاتب الصحفية شبكة من المراسلين الصحفيين قي معظم المعامل، ومعاهد العلم، والمدن، والقصبات.. وغطت الشبكة العراق من زاخو وحتى الفاو. وكل العاملين في المكاتب الصحفية إلى جانب المراسلين كانوا يعملون بشكل طوعي دون أي تعويض مالي.
كما احتضنت الجريدة عددا من المبدعين الشباب من شعراء وأدباء وفنانين.. انطلقوا من الجريدة نحو دروب الإبداع الثقافي. كما تخرج منها كادر صحفي أنتقل للعمل في الصحافة العراقية والعربية.. وأصبحوا أعلاما صحفية وإعلامية.
واحتلت الجريدة الموقع الأول بين الصحف اليومية.. وتشكلت شبكة من المتطوعين الذين قاموا ببيع الجريدة في أماكن التجمعات الجماهيرية مما ساهم في توسيع قاعدة قراء الجريدة. وكان من الطبيعي أن يجد المرء الجريدة في المقاهي ونوادي الطلبة ومقرات النقابات وغيرها من أماكن التجمع الجماهيرية.
لقد أرعب ذلك السلطة الحاكمة وحزبها الذي حاول جعل جريدته الثورة إلى منافسة وبديلة عن طريق الشعب.. حتى أنه ضم إلى هيئة تحريرها كتابا ماركسيين وشيوعيين سابقين.. ولكن كل محاولاتهم ذهبت دون نتيجة، وبقت طريق الشعب الجريدة الأكثر شعبية من كافة الصحف اليومية.
إن واحدا من أسباب نجاح طريق الشعب هو انها رافقت نهضة ثقافية وفكرية مع استقرار سياسي نسبي. وتعطش جمهور القراء للنشريات اليسارية. فلقد كان الشارع يساريا. وكانت تعم البلاد الموجة اليسارية التي سادت المنطقة بعد حرب حزيران 1967 وانطلاق المقاومة الفلسطينية المسلحة وتصاعد العداء لأمريكا والمجتمع الغربي.
ولا زلت أتذكر عند عودة طلبة الكليات والمعاهد من الدوام، وانتظارهم في ساحة الميدان لحافلات مصلحة نقل الركاب، كنا نلتقي بطالبات وطلاب يرتدون الزي الجامعي ويبيعون نسخا من طريق الشعب. ويتحدثون مع الناس عن المواضيع المنشورة فيها. وفي أكثر من مرة ولشدة إعجابي بهؤلاء البائعات المتطوعات والبائعين المتطوعين، قمت بشراء أكثر من جريدة من أكثر من بائع. ووزعتها على رواد المقاهي المزدحمة في المنطقة.
لفد شعرت السلطة وحزبها بخطورة وجود الجريدة، لما وصلت إليه من إقبال من مجموعة واسعة من الشبيبة ومن مختلف الحرف والاتجاهات. لهذا لجأت إلى التضييق على توزيع الجريدة، ومنع دخولها إلى الدوائر الرسمية ودور العلم. وهنا علق الصحفي الراحل وعضو هيئة تحرير الجريدة شمران الياسري أبو كاطع بمقترح طبع الجريدة بدون رأس ليسمح بدخولها إلى الأماكن الممنوعة. ويقصد ساخرا طبع الجريدة دون ذكر اسمها وشعارها الأحمر. وقد أثار الفقيد أبو كاطع غضب السلطة التي أجبرته على ترك الجريدة والعراق.
وكنت قد كلفت من قبل هيئة تحرير الجريدة بإجراء لقاء صحفي مع رئيس الجامعة المستنصرية سلطان الشاوي.. وخلال اللقاء شكرته على موافقته على طلب الجريدة باللقاء به. ولكنني أعلمته بأن الجريدة ممنوعة من التوزيع داخل الحرم الجامعي بدون سبب معقول. فأجابني بالسماح لي بحمل الجريدة داخل الجامعة، وهذا فقط ما يستطيع اتخاذه من قرار. والتزمت يوميا صباحا بجلب الجريدة معي. وكل يوم يستعير الطلبة البعثيون مني الجريدة، وتختفي من أيديهم. واستمرت هذه اللعبة حتى أخر يوم من دوامي في الجامعة.
وعند بدء حملة السلطة وأجهزتها القمعية ضد قواعد ومنظمات الحزب الشيوعي، أصبح شراء واقتناء الجريدة بشكل علني جريمة لا تغتفر. ولجأ قراء الجريدة إلى أساليب عدة للحصول على الجريدة، وقراءتها بالسر، وبعيدا عن أعين رجال الأمن وعملائهم.
وهكذا أصبحت جريدة طريق الشعب تحرر وتطبع علنيا، ولكنها تصل إلى قرائها بمختلف الطرق السرية.
ولا أنسى صديقي وزميلي رزاق والذي كان العثور بين أوراقه الجامعية على نسخة من الجريدة سببا لاعتقاله داخل الحرم الجامعي في الجامعة المستنصرية.. وفقدانه في السجون حتى سلمت جثته إلى أهله وأثار التعذيب واضحة عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* من أسرة تحرير «طريق الشعب» العلنية في سبعينيات القرن الماضي
*****************************************************************
حول الصحافة الشیوعیة الكردیة
مغدید حاجي
ٲولی الحزب الشیوعي العراقي منذ انعقاد الكونفرنس الأول عام ۱۹٤٤، الصحافة الكردیة الاهتمام المطلوب، لكي تكون لسان حال منظمة الحزب في إقلیم كوردستان. بمشاركة العنصر الحزبي والثقافي المخلص ملا شریف عثمان في الكونفرنس الأول، صدرت صحیفة آزادي (الحرية) في نیسان ۱۹٤٤، وكان الرفیق فهد یشرف علیها مباشرة ویكتب لها المقالات وتترجم تلك المقالات إلى الكردیة ثم تنشر فیها. وبعد المٶتمر الأول للحزب وانتخاب الرفیق الملا شریف عضوا في اللجنة المركزیة ومشرفا علی التنظیم الكردي للحزب، رغم الظروف السریة الصعبة لعمل الحزب، ٲولی الاهتمام اللازم بصحیفة آزادي الكردیة الشیوعیة. وفي لقاء ٲجراه الصحفي الراحل سعدي المالح عام۱۹۷٦ مع الملا شریف في مدینة أربيل حول هیئة تحریر و كتاب آزادی خلال اواسط أربعينيات القرن الماضي، ٲجاب الملا شریف والذي كان المسؤول الأول عن الصحیفة، قائلا: ( إن المحررین الرئیسیین كانوا كثیرین؛ عامل من شركة نفط كركوك، ٲو أحد العاملين في معامل كردستان الناشئة الصغیرة ینمو لديه الصراع الطبقي، ٲو فلاح محروم من الأرض والعمل في قلعة دزة، ٲو مثقف یشعر بالاختناق الفكري والكراهية للاستعمار، ٲو عاطل یبحث عن العمل ولا یجده... كل هؤلاء كانوا محررین رئیسیین في الجریدة ) (١).
استمرت (آزادي) في الصدور سرا حتی عام ۱۹٥۹، حیث صدر العدد الأول بشكل علني في الأول من آیار عام۱۹٥۹(۲) وكرست الجریدة مواضیعها في العهد الجمهوري من أجل تطویر وصیانة النظام الجمهوري واستقلال البلاد. وكذلك كانت الجریدة منبرا للدفاع عن الوحدە الوطنیة والحقوق القومیة المشروعة للشعب الكردي. وكانت أیضا المدافع الجدي عن حقوق الكادحین، وكذلك لعبت دورا مجیدا من أجل ثقافة تقدمیة والتدریس باللغة الكردیة في كوردستان.
استمرت صحیفة آزادي في الصدور العلني لغایة تشرین الثاني ۱۹٦۰ حیث صدر العدد ٥٦ منها وبعد ما یقارب من عشرة أشهر من توقف آزادي عن الصدور ألغي امتیازها وذلك في ایلول۱۹٦۱.
أما عن صحيفة ریگای كوردستان (طریق كوردستان) ففي الاشهر الأولى من عام ۱۹٦۲ اصدرت منظمة إقلیم كردستان للحزب الشیوعي العراقي صحیفة كردیة سیاسیة ثقافیة باسم (ریگای كوردستان). وكانت الصحیفة لسان حال منظمة الإقليم وكانت صحیفة سریة، تنشر الوعي الطبقي وتدافع عن حقوق العمال والفلاحین. وتنادي بالحل السلمي للقضیة الكردیة والاعتراف بالحقوق القومیة المشروعة للشعب الكردي. وكانت الصحیفة متابعا دَؤُوبا للأحداث والتصدي لأعداء الشعب الكردي. وتعبر عن مواقف الحزب الشیوعي تجاه المسائل المتعلقة بالقضیة الكردیة، وتنشر أخبار الفصائل الشیوعیة المسلحة في كردستان (البیشمه ركة)، وتوقفت عن الصدور في بدایة عام ۱۹۷۲ حین منح الحزب الشیوعي العراقي امتیاز إصدار جریدة اسبوعیة سیاسیة ثقافیة باللغتین الكوردیة والعربیة تحت اسم بیری نوي (الفكر الجدید). وعاودت ریگای كوردستان الصدور في بدایة الثمانینيات من القرن الماضي، في مرحلة النضال المسلح في جبال كوردستان. وصدرت عن الإعلام المركزي للحزب الشیوعي العراقي وفي المناطق الخلفیة لقوات الانصار. وكانت توزع سرا في مدن و قصبات كوردستان. ونالت متابعة من قبل رفاق وأصدقاء الحزب. وصارت تنشر أخبار الحزب وتقارير المراسلین، وأخبار العملیات الانصاریة في جبال وودیان كردستان. وتنشر أیضا مواضیع أدبیة وثقافیة ثوریة، وتكتب في زوایاها الثابتة عن شهداء الحزب. واستمرت في الصدور حتی انتفاضة أذار عام۱۹۹۱، وبعدها صارت تصدر وبشكل علني في أربيل عاصمة الإقليم. وتصدر ب ۱۲ صفحة، ویجد القارئ في كل عدد، صفحات غنیة بمواد منوعة، سیاسیة وفكریة، وثقافیة، بالإضافة إلى التقاریر الإخبارية..
اما صحيفة بیری نوي (الفكر الجدید) فقد صدرت في بغداد خلال عقد السبعینيات، زمن التحالف وما عرف (الجبهة الوطنیة والقومیة التقدمیة)، كانت جریدة ثقافیة فكریة سیاسیة أسبوعية كوردیة عربیة. أتذكر مكان مقر الجریدة في بنایة بیت مؤجر يحتوي علی عدة غرف، وكان یعمل في الجریدة عدد من الكتاب والصحفیین المرموقین في القسمین الكردي والعربي. یعمل في القسم الكردي الرفاق الكتاب والادباء:(محمد كریم فتح الله، جلال دباغ، رفیق صابر، تحسین محمد خلیل، هاشم كوجاني) وكنت التحق بهم للعمل خلال العطل الصیفیة. وخاصة في سنتي ۱۹۷٤ و۱۹۷٥. كانت تنشر في القسم الكودي تقاریر صحفیة ومواضیع ٲدبیة ترد من مدن الإقليم، وتترجم بعض المقالات العربیة إلى الكردیة وتنشر في القسم الكردي. وكذلك كانت تترجم بعض مواد القسم الكردي إلى العربیة لتنشر في القسم العربي..
لعبت الصحیفة دورا ثقافیا جیدا ومقبولا خلال سنوات صدورها. والتف حولها عدد كبیر من الكتاب والمثقفین، واحتلت مکانتها المرموقة في تاریخ وإرشیف الصحافة الكوردیة. واستمرت في الصدور إلى أن بدٲ النظام الدكتاتوري البعثي الفاشست في ٲواخر السبعینيات حملته القمعیة ضد الحزب الشیوعي العراقي وصحافته وٲعضائه حیث توقفت الفكر الجدید عن الصدور.
ــــــــــــــ
الهوامش:
(١) لقاء شخصي ٲجراه الكاتب والصحفي الراحل سعدي المالح مع المناضل المرحوم ملا عثمان ملا شریف، جریدة الفكر الجدید، العدد ۲۰۲ في ۳۱ تموز ۱۹۷٦.
(۲) سعدي المالح، الصحافة الكردیة للحزب الشیوعي العراقي (۱۹٤٤ -۱۹۷۲)، من منشورات نقابة صحفیی كوردستان،۲۰۰۸.
*************************************************************
الأستاذ والصحفي والمناضل أبو سعيد أنموذجاً
محمد حسين النجفي
سمعنا البعثيين يتحدثون فيما بينهم، من ان استاذاً جديداً سيدرسنا المواد العلمية للصف الثالث المتوسط في المتوسطة الشرقية في الكرادة الشرقية. كان ذلك في بداية النصف الثاني من العام الدراسي 1961/1962، قالوا إن اسمه عبد الجبار وهبي، وهو شيوعي قيادي، وسوف يستهزؤون به ويسخرون منه اثناء المحاضرات وخارج الصف. من هو عبد الجبار وهبي! لم نعلم بشخص بهذا الاسم. جاء زميلنا مناضل فاضل عباس المهداوي في اليوم الثاني بالخبر اليقين، وقال انه «أبو سعيد»! الكل يعرف أبو سعيد، وكان عمرنا آن ذاك ثلاث أو أربع عشرة سنة، إلا أننا كنا نقرأ الكتب والمجلات والصحف وخاصة صحيفة «أتحاد الشعب» وأول ما نقرأه فيها هو عمود «كلمة اليوم» في الصفحة الثامنة وهي آخر صفحة، الذي يحلل فيه الصحفي الساخر والذي يكتب مقاله على شكل «حدوته» يحاكي فيها مشكلة او معاناة او آفة اجتماعية او تقاليد بالية او نقدا سياسيا بدون مجاملة، بأسلوب سلس ولاذع وممتع في آن واحد وتحت اسم مستعار «أبو سعيد».
أُغلقتْ صحيفة «اتحاد الشعب» في آذار من عام 1960، أعقبها اعتقال رئيس التحرير عبد القادر اسماعيل البستاني واعتقال عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) ثم إبعاده إلى مدينة الرمادي تحت الإقامة الجبريَّة. وبعد انتهاء محكوميته، نُسب إلى مدرستنا، المتوسطة الشرقية لتدريس العلوم لأنه اصلاً من الطلاب المتفوقين الذي حصل على بعثة للحصول على بكالوريوس علوم من الجامعة الامريكية في بيروت.
كُنت في ذلك العام الدراسي في أوج نشاطي السياسي، لذا كنت راسباً في ثلاث مواد علمية، وبالتالي سوف لن يسمح لي بدخول امتحان بكلوريا الثالث متوسط، إلا أن قدوم أبو سعيد الصحفي الذي كنا نقرأ عموده كل يوم، غير المقاييس كلها، فكيف لي أن أكون كسولاً واستاذي أبو سعيد! فمثلما هيأ البعثيون أنفسهم لاستفزاز الأستاذ عبد الجبار وهبي، تهيأنا أنا ومناضل وآخرون للوقوف بوجههم ولصد استفزازاتهم الوقحة.
وأخيراً جاء اليوم الأول لحضور الأستاذ عبد الجبار وهبي إلى الصف بعد انتظار مقلق. كان مشهداً لا يوصف، أستاذ في منتهى الهندام، أنيق دون مبالغة، لا تسمع أصوات خطواته لكياستها، قصير القامة نحيف البدن ذو رأس مُثلث كبير الحجم نسبياً، تملأ وجهه نظارات طبية مبالغ في حجمها. دخل الصف من وسطه وكأنه ملاكٌ ذو سطوة ساحرة، دخل في الدرس مباشرة وإذا بمادة العلوم الجافة تتحول بالطريقة التي يشرحها لنا كأنها حكاية، نستمع اليها بشغف وخشوع وكأننا في كنيسة نستمع فيها إلى تراتيل كاثوليكية باللغة اللاتينية في الفاتيكان، الصف كله آذان صاغية له.
لم يجرؤ أحد مهما كانت وقاحته أن يكسر حاجز الوقار الذي يملكه هذا الإنسان الذي بدا لنا في حينه أنه من غير كوكبنا. أُعتقل في العهد الملكي والعهد القاسمي، واعتقل بعد حركة 8 شباط 1963 الدموية، وعُذِّبَ وقُطِّعَ جسدُهُ في قصر النهاية وهو حيٌّ، وأعلن عن استشهاده مع رفاقه محمد صالح العبلي وجمال الحيدري في 19 تموز 1963.
نم قرير العين استاذي، فبعد واحد وستين عاماً على رحيلك مازلنا كما تركتنا، نناضل بلا هوادة، نُضطهدُ بلا ملل او كلل، وما زلنا مخلصين لأفكارنا، ومعذرة منك ومن كل الشهداء لأننا، لم نُحاسب مُعذبيكم ولم نشتك عليهم في المحاكم المحلية او المحافل الدولية، أو في دواوين العشائر. هُدر دمكم وسُلب مالكم تحت أعين أنظار أعيان القوم ورؤساء العشائر، ولكننا ما زلنا نغني للوطن أنشودة حب أبدي و ما زلنا نستذكركم بيننا، نحن بقايا زمن النضال المشرف.
*****************************************************************
الصفحة العاشرة
تحرير حرية التجارة
كيت يون*
ترجمة وإعداد: نادر رضا
بالنسبة للكثيرين اليوم تبدو فكرة أن التجارة الحرة تجلب السلام وكأنها سذاجة قديمة في أحسن الأحوال، وتبرير نيوليبرالي في أسوأ الأحوال، وخلافا لتطلعات نهاية القرن العشرين بعالم تسوده التجارة الحرة وأقل حروبا، فأنه لم ينته مع توسع التجارة الحرة والآن بعد صعود الصين والأزمة المالية لعام 2008 أفسحت حرية التجارة الطريق وبإجماع الحزبين الجمهوري والديمقراطي لصعود النزعة الحمائية للاقتصاد القومي وهو ما يطلق عليه البعض « الحرب الباردة الجديدة « مع الصين.
المؤرخ مارك ويليام بالين قام بالتنقيب في تأريخ أولئك الذين اعتقدوا أن التجارة الحرة والسلام يسيران جنبا إلى جنب، ويصف بالين هؤلاء بأنهم «يساريون»، رغم أن خيمته كبيرة فهي تستوعب الاصلاحيين الاجتماعيين المسيحيين مثل كيربي بيج وشروود ايدي بقدر ما تستوعب ماركسيين مثل فلاديمير لينين وكارل كاوتسكي وإلى حد ما ماركس نفسه، ومن الناحية العملية كانت مجموعة واسعة من مفكري القرنين التاسع عشر والعشرين الذين يعتبرهم متحدين في معارضتهم للحرب. لقد اعتقدوا ان الحواجز التجارية كانت مجرد حرب بوسائل اخرى، وان التجارة الحرة يمكن ان تخلق عالما خاليا من الحروب.
من الواضح ان بالين متعاطف مع هذا الرأي ويتلخص هدفه بالدفاع عن التجارة الحرة باعتبارها صديقة للسلام، ولم يتحقق السلام لأن « التجارة الحرة الحقيقية « نادرا ما تم تجربتها على الاطلاق وهو يقدم لنا إحصاءً مهما لما مضى من التجارة الحرة حتى الآن مما يسمح لنا برؤية ان التجارة الحرة القائمة بالفعل منذ السبعينيات قد خذلتنا لأنها لم تكن حرة أبدا، وبدلا من ذلك كانت التجارة النيوليبرالية أحادية الجانب دائما، ولم تكن اكثر من مجرد حرب بوسائل اخرى، ويتساءل مع صعود النزعة الحمائية القومية اليوم، هل لايزال هنالك رؤية مؤيدة للسلام ومعادية للإمبريالية للتجارة الحرة متاحة لنا؟
ادعاءات الامبراطورية البريطانية
في قلب قصة بالين يقف السياسي الانكليزي ريتشارد كوبدن (1804-1865) و»المثقفون الكوبدنيون) الذين تبعوه مثل هربرت سبنسر وهنري جورج، ربما يكون كوبدن معروفا بجهوده في تحدي قوانين الذرة في بريطانيا - الرسوم الجمركية على الذرة المستوردة- والتي يعتبرها واتباعه تدعم مصالح ملاك الارض وتزيد اسعار الاستهلاك على العامل العادي.وبمرور الوقت لاحظ كوبدن الروابط بين معركته ضد التعريفات الجمركية والقيود التجارية والنضال الواسع من أجل السلام العالمي وكانت الحكومات في ذلك الوقت تجمع الإيرادات اللازمة لشن الحروب من خلال التعريفات الجمركية، الأمر الذي أدى بدوره إلى رفع اسعار المستهلك، وعلى العكس من ذلك كان انخفاض النفقات العسكرية يعني انخفاض التعريفات الجمركية، وانخفاض الحواجز الرمزية بين البلدان مما مكن الترابط الحر من أجل المنفعة المتبادلة والرخاء.
يعتقد كوبدن واتباعه ان التجارة الحرة الحقيقية يجب ان لا تعني الانفتاح على الجميع فقط بل ان تكون طوعية وان لا يتم فرضها، وهذا يعني ان التجارة الحرة لا يمكن تحقيقها من خلال استخدام القوة على عكس ادعاءات الامبراطورية البريطانية. وبينما كان خصومه يعتقدون أنه يجب إجبار الدول على الانفتاح إذا لم تقبل طوعا شروط التجارة البريطانية، عارض كوبدن الحكم الامبراطوري البريطاني للهند. لقد رأى هو واتباعه بوضوح العلاقة بين الإمبريالية التجارية في الخارج والحكم الارستقراطي في الداخل، ففي نهاية المطاف كانت النخب في كل دولة هي الأكثر استفادة من القيود المفروضة على التجارة وشن الحروب.
وقد اوجدت هذا الرؤية للتجارة الحرة معارضة لدى الاقتصادي الالماني الأمريكي (فريدريش ليست) واتباعه الذين دافعوا عن سياسة من شأنها حماية الصناعات الناشئة من خلال زيادة التعريفات الجمركية وكما رأى هؤلاء المفكرون، كانت بريطانيا تحرم الامبراطوريات الأخرى من نفس الوسائل التي استخدمتها لتعزيز قوتها في العالم. كان لهذا البديل رؤية للتجارة الدولية عبارة عن تكتلات تجارية تم إنشاؤها من خلال المعاملة بالمثل (فرض تعريفات جمركية متبادلة) والتوسع الامبراطوري (مع قيام المستعمرات بتوفير المواد الخام بأسعار منخفضة.
باب السلام العالمي مغلق
تعود جذور افكار فريدرش ليست إلى (النظام الأمريكي) الذي يعود بدوره إلى جهود الكسندر هاملتون في الولايات المتحدة المستقلة حديثا لدعم القدرة التنافسية الاقتصادية للولايات المتحدة، استمد « فريدريش ليست « اقتصاده السياسي للنظام الحمائي الوطني من هذه التقاليد الصناعية الغربية التي ارادت تحدي الهيمنة البريطانية، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر تبنى ساسة مثل بسمارك ويليام ماكنلي هذا النهج وكذلك افتتح الحزب الجمهوري عصرا جديدا من الامبراطورية الأمريكية في منطقة الكاريبي والمحيط الهادي، في الوقت نفسه تبنى العديد من الناشطين والمصلحين الاجتماعيين بدءا من الناشطات النسويات في الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية إلى المسيحيين في جمعية الشبان المسيحية منهج التجارة الحرة الداعمة للسلام، وبعدما يقارب القرن من الزمان بدأت جهودهم تأتي ثمارها فقد وعدت نهاية الحرب العالمية الثانية بعهد جديد من التعددية واحتفل هؤلاء النشطاء بميلاد الأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز وحصل كورديل هال وزير الخارجية في عهد فرانكلين روزفلت أحد دعاة السلام التجاري على جائزة نوبل للسلام لدوره في دعم الأمم المتحدة.
لكن باب السلام العالمي في ظل المؤسسات الدولية متعددة الاطراف اغلق بنفس السرعة التي انفتح بها، يجادل بالين بأن الجمعيات اليسارية والليبرالية والسلمية للتجارة الحرة ضاعت جهودها بسبب التصدع الجيوسياسي للحرب الباردة، إن قصة التجارة الحرة التي قادتها الولايات المتحدة خلال هذه الفترة كانت لها سمتان.
الاولى كانت في تشكل كتل تجارية لها جدار من التعرفة الجمركية الحمائية والتي كثيرا ما اتخذت شكل التكامل الإقليمي، وبدءا بإنشاء المجموعة الاقتصادية الاوربية في عام 1957، ثم تجسدت لاحقا في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية في عام 1994، وكما كتب بالين فأن هذه المقاربة الجزئية للتجارة الحرة كانت مرنة سياسيا وممكن تقديمها للجماهير المحلية مرة على انها مبادرات للتجارة الحرة او ككتل حمائية بين البلدان المتحالفة ايدلوجيا.
السمة الثانية « للتجارة الحرة « التي تقودها الولايات المتحدة كانت استخدام الولايات المتحدة للقوة للتعامل مع دول خارج نطاق نفوذها، ولجأت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى التدخل في أماكن مثل إيران وتشيلي وإندونيسيا وهاييتي لقمع الحركات السياسية المحلية ودعم الأنظمة الاستبدادية، كل ذلك باسم السياسة المحلية ودعم الانظمة الاستبدادية، وباسم حماية السوق وتأمين التجارة. كما استخدموا الإكراه الاقتصادي والذي كانت آثاره مدمرة مثل الغزو المباشر – لتجميد أولئك الذين تنظر إليهم على أنهم أعداء، واوضح مثال على ذلك هو الحظر الكوبي الذي تم تطبيقه بلا هوادة إلى جانب العديد من العقوبات الأخرى، مع عواقب انسانية مدمرة حتى وخاصة في ذروة الليبرالية الجديدة بدءا الحضر التجاري على كوبا في عام 1962 في عهد جون كيندي وهو أطول حظر تجاري في التأريخ الحديث.
الليبراليون الجدد
على هذا الأساس غير الليبراليون الجدد الذين صعدوا بحلول السبعينيات بشكل كبير معنى التجارة الحرة، واستمالوا المنظمات المتعددة الأطراف التي سعى جيل سابق من التجار الأحرار بقوة إلى انشائها، وكانت قد اصبحت مؤسسات مثل الاتفاقية العامة بشأن التعريفات الجمركية والتجارة (الجات) تلاحق رؤية «التجارة الحرة « التي شكلتها في المقام الاول حتمية الهيمنة الجيوسياسية الأمريكية.
وعلى الرغم من ان بالين لم يناقش هذه الامور في الكتاب، لأن تأريخ المنظمات المتعددة الأطراف في فترة ما بعد الحرب يدعم روايته للأجندة التجارية الأمريكية في فترة ما بعد الحرب. وفقا السرد التقليدي فقد توسعت التجارة الحرة بشكل كبير تحت رعاية الهيمنة الأمريكية في العقود الاخيرة من القرن العشرين وكما يوضح اندرو لانغ في كتابه «قانون التجارة العالمي بعد الليبرالية الجديدة «2011 قادت الولايات المتحدة الجهود بشأن اتفاقيات التجارة الحرة والأدوات متعددة الأطراف مثل اتفاقية الجات ومنظمة التجارة العالمية التي خفضت التعريفات الجمركية وحررت التجارة لكن في الواقع دافعت هذه المنظمات عن التجارة «الحرة» فقط كما تم تعريفها وفقا للمصلحة الأمريكية.
كانت السبعينيات نقطة تحول في السياسة التجارية الأمريكية، اذ كانت بمثابة بداية النهاية لهيمنتها على الاسواق العالمية بعد الحرب، وفي ذلك العقد بدأت واردات الولايات المتحدة في الزيادة بوتيرة أسرع من الصادرات، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى اتساع العجز التجاري، وكان أعظم حلفاء الولايات المتحدة اليابان والمجتمع الاوربي، من أكبر منافسيها ايضا. وتحولت الولايات المتحدة من انتاج ثلث المصنوعات العالمية في الخمسينيات إلى 13 بالمائة في 1971، وزاد الاقتصاد الأوربي والياباني بشكل كبير القدرة الانتاجية وخاصة في صناعات الصلب والسيارات.
قواعد لعب السوق الحرة
في هذه البيئة واجهت الولايات المتحدة ضغوطا داخلية لمعالجة ميزتها التجارية المتراجعة، وسرعان ما ظهر اجماع بين العمال المنظمين والمصالح التجارية على ان المشكلة تكمن في الحمائية التي تمارسها الدول الأخرى اي فشل الدول الأخرى في اللعب وفقا لقواعد لعب السوق الحرة. كان الكثير من هذا الغضب موجها نحو اليابان وبينما كانت جلسات الاجتماع لما أصبح قانون التجارة التاريخي لعام 1974 القى جورج ميني، الرئيس السابق ل AFL-CIO خطابا حماسيا أمام الكونجرس وادعى ان المنافسين الصناعيين للولايات المتحدة مثل اليابان قد سنوا قوانين كان لها تأثير تقييد الواردات حتى لو لم يطلق عليها صراحة تعريفات جمركية.
تناولت هذه القوانين المحلية بدءا من متطلبات الترخيص لبيع المنتجات إلى احتكارات الدولة للسلع الزراعية. كان ميني وآخرون ساخطين بشكل خاص على الدعم الملحوظ الذي تقدمه الحكومة اليابانية لصناعتها المحلية من خلال سياسات مثل الائتمان الرخيص وإعانات البحث والتطوير. كان ميني يصف ما أصبح يعرف باسم الحوافز غير الجمركية أمام التجارة للقواعد التنظيمية المحلية للصناعة التي جعلت من الصعب عمليا ان لم يكن صراحة على الورق دخول الواردات الأجنبية إلى الاسواق.
وأدت هذه المطالب إلى ادراج ما يسمى «المادة 301» في قانون التجارة لعام 1974، مما اتاح اتخاذ إجراءات انتقامية (مثل فرض الرسوم او سحب الامتيازات التجارية) ردا على ما اعتبره الرئيس قيود غير مبررة على الاستيراد، ولم يكن من الضروري ان تشكل هذه القيود انتهاكا للقانون التجاري الدولي، وفي كثير من الاحيان لم تكن كذلك في عهد فورد وكارتر كأن الهدف الاساسي للمادة 301 هو اليابان وغيرها من المنافسين الصناعيين الاثرياء لكن رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين استخدموا هذا البند بشكل متزايد لفرض تعريفات عقابية ضد الدول.
الدول النامية
وكان ريغان شخصية محورية في هذه التطورات، وفي ظل إدارته كانت الولايات المتحدة رائدة في استخدام صلاحيات المادة 301 لتأديب الدول النامية بسبب فشلها المزعوم في أخذ حقوق الملكية الفكرية على محمل الجد (كانت النظرية هي أن الشركات الأمريكية فقدت ميزتها في مواجهة هذه الانتهاكات تتعارض مع قانون التجارة الدولي في ذلك الوقت ولكن على من خلال هذه التبريرات تمكنت الولايات المتحدة من وضع حماية الملكية الفكرية على جدول اعمال المفاوضات المتعددة الاطراف في اتفاقية الجات وفي جولة التوصل إلى اتفاقية بشأن الجوانب المتعلقة بالتجارة من حقوق الملكية وكان على البلدان النامية اصدار قوانين محلية للامتثال لهذه المعايير الدولية، مما أدى إلى خنق الانتاج الصناعي المحلي وحتى تصنيع الادوية الجنسية.
وبلغت هذه المفاوضات ذروتها في نهاية المطاف مع ولادة منظمة التجارة العالمية في عام 1995 وهي لحظة انتصار لإجماع واشنطن، وفي النهاية وقفت الولايات المتحدة في طليعة تحرير التجارة فقط عندما تمكنت من تحديد معنى التجارة الحرة. لقد كان سقوط الاتحاد السوفييتي إعلان نهاية التأريخ فهل نستطيع ان نتصور بديلا حرا حقا، شيئا أكثر من مجرد تجارة احادية الجانب مقنعة؟ في هذا الصدد يشير بالين إلى رؤية ما بعد الحرب لحركة العالم الثالث وحلفائها والتي كانت منفتحة على اقتصاد الحمائية القومي للحاق بالركب مع التأكيد على التضامن بين الدول المضطهدة.
ولم تكن هذه الرؤية خالية من التوترات والمفارقات، وكما لاحظ بالين، اكتسبت نظرية (الحمائية القومية) الدعم من الحركات المناهضة للاستعمار في الهند في القرن التاسع عشر على الرغم من ان صاحب النظرية (ليست) كان يعتقد ان الدول المستعمرة في إفريقيا وآسيا تستحق مصيرها، اعتقد القوميون الهنود ان التعريفات الجمركية المنخفضة التي فرضتها بريطانيا بالقوة وسيلة لإزاحة سلم التنمية الصناعية في الهند على سبيل المثال اعتقد جواهر لال نهرو ان الاقتصاد الحمائي المناهض للاستعمار بما في ذلك مقاطعة البضائع من العواصم الاستعمارية، كانت متوافقة مع حركة السلام الدولية، وكانت لحركات المقاطعة هذه جانب من جوانب التضامن العابر للحدود الوطنية حيث ربطت إيرلندا بالهند والصين وكان القوميون الهنود البارزين مثل دادا باي ناورجي يؤيدون التجارة الحرة لكنهم رأوا الاقتصاد الحمائي بمثابة نقطة انطلاق مؤقته للحصول على ذلك النوع من الاستقلال الضروري للتجارة الحرة الحقيقية.
ممثلو العالم الثالث
بعد انهاء الاستعمار حاول ممثلو العالم الثالث ايضا تحقيق التوازن بين الاقتصاد الحمائي والمناهضة للاستعمار والتضامن الدولي. كانت حركة دول الجنوب العالمي المستقلة حديثا لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي آخذة في الارتفاع، وكما رسم ادوم جيتا شيو في هذه الصفحات، بلغت هذه الجهود ذروتها في النظام الاقتصادي الدولي الجديد في السبعينات، وحتى عندما دافعوا عن السيادة الاقتصادية فأن انصار (النظام الاقتصادي الدولي الجديد) غالبا ما اتخذوا لهجة تصالحية، مؤكدين على رؤية التجارة السلمية والاعتماد المتبادل التي تكمن في قلب حركتهم، بل أنهم في بعض الاحيان اكدوا على انهم المؤيدون (الحقيقيون) للتجارة الحرة ضد الممارسات الاحتكارية للقوى الامبريالية الغربية السابقة.
وكما قال سلفادور الليندي (الاشتراكي الذي وصل إلى السلطة عبر الانتخابات في شيلي) في خطاب تأريخي القاه عام 1972 في مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية (الاوتوكاد) – أحد البيوت المؤسسة للنظام الاقتصادي الدولي الجديد – فأن التجارة الحرة التي بشرت بها القوى الغربية لم تكن حرة على الاطلاق، وكانت مؤسسات بريتون وودز قد طرحت في المجالات التي يكون فيها ذلك مفيدا فقط للدول الغنية وزادت شروط التبادل التجاري من صعوبة قيام البلدان الفقيرة على وجه الخصوص بتصدير السلع الزراعية والمواد الخام وطالبوا بأبرام اتفاقيات لتحديد أسعار السلع ضمن نطاق معين وبشكل عام لمنح شروط تجارية تفضيلية لتصحيح العيوب التي تراكمت من الفترة الاستعمارية.
لكي تكون التجارة حرة حقا، جادل سلفادور الليندي بأن الدول الغربية يتعين عليها ان تتوقف عن استخدام التجارة كأداة للصراع بين القوى العظمى – وعلى وجه الخصوص لا ينبغي للدول المتقدمة ان تتبنى سياسة تجارية تميز على أساس النظام السياسي الذي تبنته الدول النامية وقد انعكس هذا الرأي في نهاية المطاف في ميثاق الحقوق الواجبات الاقتصادية للدول والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974، والذي نص على ان الدول المتقدمة لا بد ان تمنح الدول الاشتراكية «شروطا للتجارة» لا تقل عن تلك الممنوحة عادة لدول اقتصاد السوق المتقدمة (وهذا الرأي يتناقض مع الموقف الذي اتخذه الكثيرون في الولايات المتحدة والذي مفاده ان الوضع لا ينبغي ان يمتد ليشمل بلدان الكتلة الاشتراكية او السوفييتية) تم تمرير الميثاق بأغلبية 120 صوتا مقابل 6 اصوات مع امتناع 10 اعضاء عن التصويت فقط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلجيكا والدنمارك والمانيا صوتت ضده.
وكما نعلم الآن، توقفت هذه الأحلام عندما قاومت الولايات المتحدة منح شروط تجارية تفضيلية مما أدى إلى توقف المفاوضات بشأن (النظام الاقتصادي الدولي الجديد) وفي الوقت نفسه تدخلت حكومة الولايات المتحدة بوحشية في بلدان مثل شيلي ضد الليندي والذي كانت حكومته مشكلة من حركات يسارية منتخبة ديمقراطية. ومع ازمة النفط في نهاية سبعينيات القرن العشرين سقطت البلدان النامية في فخ الديون التي لم تتمكن من الافلات من براثنها لغاية اليوم.
لعنة النفط
في الواقع وعلى الرغم من ان بالين لا يولي الكثير من الاهتمام فأن الأمولة تشكل عقبة أخرى امام رؤية أكثر عدلا للعولمة اليوم. ان الاموال التي اقترضتها دول الجنوب العالمي من المؤسسات المالية الأمريكية بعد الصدمات النفطية جاءت من البترودولار التي اكتسبتها المؤسسات المالية من ارتفاع اسعار النفط. في حين كان من المفترض ان تعمل الاسواق المالية المتوسعة على ضخ رؤوس أموال وسيولة جديدة إلى الاقتصادات النامية فأنها لم تفتح الباب الا للمضاربة والصدمات الناجمة عن التقلبات القصيرة الأجل في رأس المال، دون تغيير القدرة الانتاجية الاساسية للاقتصادات ذاتها. وبسبب هذا الشكل غير المتوازن من العولمة، لم تشهد الغالبية العظمى من بلدان الجنوب العالمي تحسينات في مستوى معيشتها بل شهد العديد منها انخفاضات حادة. في عام 2000 كتب مراتن خور – مدير شبكة العالم الثالث آنذاك –ورقة مناقشة للاونكتاد. وبعد وقت قصير من الاحتجاجات المناهضة للعولمة في سياتل، كتب خور ان العولمة الاقتصادية لم تكن ظاهرة واحدة بل ثلاث ظواهر: تحرير التمويل، التجارة، الاستثمار المباشر. في ذلك الوقت كانت العولمة تعني الأمر الاول، وفي التجارة استمرت التعريفات الجمركية المرتفعة في قطاعات مثل الزراعة حيث تتمتع البلدان النامية بميزة نسبية، اما بالنسبة للاستثمار فرغم انه توسع إلى حد ما بين الشمال والجنوب العالمي فأنه لم يصل في الغالب إلا إلى مجموعة صغيرة من البلدان النامية. واليوم انخفضت بعض اشكال الحماية في مجال الزراعة وأبرزها اعانات دعم الصادرات بشكل كبير، ولكن الدعم الحكومي للزراعة في البلدان المتقدمة زاد في الواقع على مدى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين.
الهيمنة الامريكية
علاوة على ذلك فأن الهيمنة الأمريكية متأصلة في بنية الأمولة النيوليبرالية. ومع وجود الدولار الأمريكي كعملة احتياط عالمية، تتدفق المعاملات المالية عبر الولايات المتحدة وتثريها. وهذا يأخذنا بعيدا أكثر فأكثر عن نموذج التجارة ذات المنفعة المتبادلة في النموذج الريكاردي للسلع الاساسية او حتى السلع المصنع –الذي كان من الممكن ان تؤمن به الاجيال السابقة من المتفائلين بالتجارة الحرة. الآخرون الذين يطلق عليهم عملات «غير تقليدية» كاليوان الصيني والروبية الهندية قاموا مؤخرا باعتراض هيمنة الدولار، ولكن استخدام عملات غير الدولار في الصفقات الكبيرة يظل استثناء، ومن ناحية اخرى تقترح مبادرة الحزام والطريق الصينية نموذجا للعولمة يركز على التمويل والاستثمار المباشر في البنية الاساسية ويبقى ان نرى ما إذا كانت هذه الرؤية تمثل بديلا حقيقيا.
هذه تحديات كبيرة ولكن البديل ضروري للخطاب القومي المتصاعد الذي يلحق الضرر بالأقليات في الداخل ويجبر البلدان على اختيار أحد الجانبين في الصراع الجيوسياسي في الخارج، وكما قال جيك ويرنر يجب على التقدميين ان يرفضوا المنافسة المتصاعدة ضد الصين وان يدعوا بدلا عن ذلك إلى اعادة تشكيل الاقتصاد العالمي من خلال خلق الطلب في الجنوب العالمي. ان واقع التجارة العالمية يتطلب تفكيرا جديا في الهيئة التي قد تبدو عليها الرؤية التحررية للتجارة الحرة، وفي هذا الصدد يشكل كتاب بالين استفزازا ضروريا ومرحبا به.
ويتعين على اي رؤية من هذا القبيل ان تعمل على التمييز الدقيق بين أنواع الأسواق التي نرغب في فتحها وانواع الحواجز امام التجارة التي ينبغي تفكيكها. ويتعين عليها أيضا ان تكون واضحة الرؤية فيما يتصل بوضع بلدان الجنوب العالمي على قدم المساواة بعد قرون من الاستغلال وشروط التجارة غير المؤاتية بنيويا – كذلك بمدى شرعية النظام المقترح وما يحظى به من توافق في الآراء.
ـــــــــــــــــــــــــــ
*كيت يون: حصلت كيت يون على درجة الدكتوراه في السياسة من جامعة اكسفورد وهي محررة في مدونة القانون والاقتصاد السياسي.
المصدر:
https://www.bostonreview.net/articles/freeing-free-trade/
**********************************************************
الصفحة الحادية عشر
وثيقة شرف العمل الاستشاري
موفق جواد الطائي
عرف العراق منذ فجر التاريخ العمل الاستشاري الرصين من خلال الرقم الطينية، وحديثا كان مكتب معمار الدولة أيام الانتداب والمكاتب الاستشارية الأهلية والحكومية أرقى العمل الاستشاري مؤخرا. وأنا أمارس السيطرة النوعية لبعض وثائق المشاريع وجدت العجب العجاب، الاخطاء ليس فقط بالعمل الاستشاري وإنما في المعلومات العامة، طبيعي هذا لدى المكاتب النكرة الاستشارية الجديدة مما استدعاني للتذكير بالقانون الدولي لأخلاقيات العمل الاستشاري لدى منظمة المعمارين العالميين، راجيا نقابة المهندسين تطبيق القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية.
الاعتراف بالدور الأساسي للخدمات الاستشارية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجميع الدول.
الإدراك لدور الخدمات الاستشارية في التصميم الإبداعي لبيئة الإنسان بحيث تساهم في تحقيق حياته، مع مراعاة تنوع الثقافات الوطنية في تلبية المعايير الجمالية.
الرغبة في تعزيز القدرات الوطنية فيما يتعلق بالخدمات الاستشارية من خلال تعزيز التدفق الكامل للمعلومات ذات الصلة والتي تناسب الاحتياجات الخاصة بالدول النامية بشكل خاص.
الاعتقاد بأنه قد حان الوقت لوضع بيان لسياسات ومبادئ عالمية في قانون الأخلاقيات لتعزيز الدور الإبداعي للخدمات الاستشارية نحو إنشاء نظام اقتصادي دولي جديد وكأساس للتعاون العلمي والتقني بين جميع الدول.
التأكيد على الفوائد المستمدة من قانون أخلاقيات عالمي يجب على جميع المؤسسات والأفراد المحترفين المعنيين الامتثال له.
القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية يمثل إطاراً مهماً يهدف إلى توجيه السلوك المهني للمستشارين والمحترفين العاملين في مجالات متعددة مثل الهندسة المعمارية، التخطيط الحضري، والهندسة، وغيرها من التخصصات التي تتطلب تقديم خدمات استشارية. إن الدور الذي تلعبه هذه الخدمات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول لا يمكن تجاهله، حيث تساهم في تحسين البيئة الحضرية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز جودة الحياة للأفراد.
دور الخدمات الاستشارية في التنمية
الخدمات الاستشارية تلعب دورًا حيويًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تقديم الخبرات والمعرفة اللازمة لتخطيط وتنفيذ المشاريع المختلفة. سواء كان ذلك في مجال البناء، أو التخطيط الحضري، أو إدارة المشاريع، فإن المستشارين يمتلكون المهارات والخبرات التي تمكنهم من تقديم حلول مبتكرة ومستدامة تلبي احتياجات المجتمعات المحلية. إن المستشارين ليسوا مجرد ناقلين للتكنولوجيا بل هم شركاء في التنمية يقدمون رؤية جديدة وأفكارا إبداعية يمكن أن تحدث تغييراً حقيقياً في حياة الناس.
في العديد من البلدان النامية، تلعب الخدمات الاستشارية دورًا كبيرًا في تطوير البنية التحتية، من خلال تصميم وبناء الطرق والجسور والمباني الحكومية والخدمية. على سبيل المثال، في أفريقيا، تسهم الشركات الاستشارية في تطوير نظم النقل العام، مما يسهل حركة الناس والبضائع، ويساهم في النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الخدمات الاستشارية في التخطيط الحضري، مما يساهم في تنظيم المدن وتوفير خدمات أفضل للسكان.
أهمية القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية
القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية يأتي كاستجابة لحاجة ملحة لضمان تقديم الخدمات الاستشارية بجودة عالية وبما يتماشى مع المعايير الأخلاقية والمهنية. يهدف هذا القانون إلى وضع إطار عام يمكن للمستشارين والمحترفين اتباعه لضمان أن تكون خدماتهم متوافقة مع القيم والثقافات الوطنية المختلفة، وأن تكون في مصلحة المجتمعات التي يخدمونها ويتضمن الأهداف الرئيسية للقانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية.
- يهدف القانون إلى تعزيز الجودة المهنية في تقديم الخدمات الاستشارية من خلال وضع معايير واضحة ومحددة يجب على المستشارين اتباعها.
- يهدف القانون إلى حماية مصالح العملاء والجمهور من خلال ضمان أن تكون الخدمات المقدمة مهنية وأخلاقية.
- يشجع القانون على تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة بين المستشارين من مختلف الدول، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة.
المبادئ الأساسية للقانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية
احترام الثقافات والقيم الوطنية
من أهم المبادئ التي يؤكد عليها القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية هو ضرورة احترام الثقافات والقيم الوطنية لكل بلد. لا يمكن تطبيق نفس المعايير والقواعد التي تعمل في البلدان الصناعية المتقدمة على الدول النامية دون مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي المختلف. يجب على المستشارين أن يكونوا على دراية وفهم عميق للثقافات والقيم الوطنية للبلدان التي يعملون فيها، وذلك لضمان أن تكون الحلول التي يقدمونها ملائمة ومقبولة من قبل المجتمعات المحلية.
عدم فرض الحلول
يتضمن القانون مبدأ عدم فرض الحلول من مجتمع معين على مجتمعات أخرى. هذا يعني أن الاستشاريين يجب أن يعملوا بالتعاون مع المجتمعات المحلية لفهم احتياجاتهم وتقديم حلول تناسب سياقهم المحلي كما يجب أن يكون الاستشاريون قادرين على الاستماع والفهم والتكيف مع الاحتياجات والمتطلبات المحلية، مما يعزز الثقة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.
تعزيز القدرات المحلية
القانون يشدد على أهمية تعزيز القدرات المحلية في مجال الخدمات الاستشارية. يجب على المستشارين من الدول الأجنبية العمل بشكل وثيق مع المستشارين المحليين لضمان نقل المعرفة والتكنولوجيا بشكل فعال، مما يسهم في بناء القدرات المحلية وتعزيز الاستدامة على المدى الطويل. تعزيز القدرات المحلية يساعد في تحقيق التنمية المستدامة ويضمن أن تكون المجتمعات قادرة على الاعتماد على نفسها في المستقبل وهذا ما أهمل بالكامل أي الأعمال الاستشارية للمكاتب الأجنبية غير المعروفة أبدا سوى الى الذي مهد لهم الطريق.
الأخلاقيات المهنية للاستشاريين المؤهلات المهنية والنزاهة
ينص القانون على ضرورة أن يمتلك المستشارون المؤهلات المهنية اللازمة والنزاهة لضمان تقديم خدمات بجودة عالية. المؤهلات تشمل التعليم، والخبرة، والتسجيل القانوني، والترخيص للممارسة. النزاهة تعني الالتزام بالقيم الأخلاقية والمهنية التي تضمن مصلحة الجمهور والبلد الذي يتم تقديم الخدمات فيه. يجب أن يكون الاستشاريون قادرين على تقديم حلول مهنية وموثوقة تعتمد على المعرفة والخبرة العميقة. لوحظ عند تدقيقي للمشاريع أن المدني يأخذ دور المعماري والميكانيكي يوقع عن المدني، اما اخصائي تخطيط المدن وهندسة المناظر والتصميم الداخلي فنادرا ما تجد هذه الاعمال تتم من قبل مختص رغم استلام أجور إضافية لهذا الاختصاص.
المسؤوليات تجاه العملاء والجمهور
الاستشاريون يتحملون مسؤوليات كبيرة تجاه عملائهم والجمهور. يجب أن يكونوا ملتزمين بتقديم خدماتهم بأعلى مستوى من المهنية والأخلاق، وأن يكونوا قادرين على كسب احترام وثقة جميع الأطراف المعنية من خلال سلوكهم المهني وسلامة نواياهم. هذه المسؤوليات تشمل الشفافية في التعامل، والالتزام بالجودة، وتقديم المشورة الصادقة والموضوعية، لقد أصبح العمل الاستشاري يتبع رأي المقاول الأمي أو صاحب العمل حديث النعمة ويخرق لأجل ذلك كل ابجديات التصميم والعلم.
الامتثال للقوانين التنظيمية
يجب على المستشارين الامتثال للقوانين التنظيمية في البلد الذي يتم تقديم الخدمات فيه. هذا يتضمن احترام قانون الأخلاقيات المهني في هذا البلد، مما يضمن تقديم الخدمات بطريقة تتماشى مع المتطلبات القانونية والمهنية المحلية. الامتثال للقوانين التنظيمية يعزز الثقة بين الاستشاريين والعملاء ويضمن أن تكون الخدمات المقدمة آمنة وفعالة اما على المستوى المحلي فقد تجاوز الاستشاريون وأحيانا الموظفون المسؤولون عن الاجازات والسيطرة النوعية كل القوانين والقواعد والاعراف الهندسية وأصبح كما يقال (القاضي هو الزاني).
التعاون الدولي وتبادل المعرفة
العمل التعاوني
يتطلب القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية من المستشارين الأجانب العمل بشكل تعاوني مع المستشارين المحليين. هذا التعاون يسهم في تعزيز فهم أفضل للاحتياجات المحلية وتقديم حلول تتماشى مع السياق المحلي. العمل التعاوني بين المستشارين من مختلف الدول يعزز تبادل المعرفة والخبرات ويؤدي إلى تقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة.
نقل التكنولوجيا والمعرفة
نقل التكنولوجيا والمعرفة بين الدول المتقدمة والنامية يعد جزءًا أساسيًا من القانون. يتعين على الاستشاريين من الدول المتقدمة تقديم الدعم الكامل للوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا للمستشارين في الدول النامية، مما يسهم في تسريع عملية التنمية وبناء القدرات المحلية. نقل التكنولوجيا والمعرفة يساعد في تطوير الحلول المبتكرة والمستدامة التي تلبي احتياجات المجتمعات المختلفة. من المؤسف ان يعتبر هذا سرا للمهنة لا يبوح به الاستشاريون المحليون والأجانب لكي نبقى نستعمل تقنية متخلفة ورديئة وتحت عنوان التراث احيانا مع غياب كامل للمواصفات الفنية العامة الرصينة.
فوائد الامتثال للقانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية
تعزيز الثقة والمصداقية
الامتثال للقانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية يعزز الثقة والمصداقية بين المستشارين والعملاء والجمهور. عندما يعرف العملاء أن المستشارين يلتزمون بمعايير أخلاقية ومهنية عالية، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا للتعامل معهم والاستفادة من خدماتهم. الثقة والمصداقية تعتبران أساس نجاح أي علاقة عمل وتتطلبان الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية.
تحسين جودة الخدمات
الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والمهنية يساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة. الاستشاريون الذين يمتلكون المؤهلات اللازمة ويعملون بنزاهة يقدمون حلولاً فعالة ومستدامة تلبي احتياجات العملاء وتحقق أهدافهم. جودة الخدمات تعتبر عنصرًا حاسمًا في تحقيق الرضا العام وتلبية توقعات العملاء والمجتمع.
دعم التنمية المستدامة
من خلال تعزيز القدرات المحلية ونقل المعرفة والتكنولوجيا، يساهم القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية في دعم التنمية المستدامة. الاستشاريون الذين يعملون وفقًا لهذه المبادئ يساهمون في بناء مجتمعات قادرة على الاعتماد على نفسها وتحقيق تنميتها بشكل مستدام. التنمية المستدامة تتطلب تعاونًا دوليًا وتبنيًا لحلول مبتكرة تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
التحديات والفرص
من بين التحديات التي تواجه تطبيق القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية هو التباين الكبير بين الثقافات والقوانين الوطنية. قد يكون من الصعب على المستشارين الأجانب فهم وتطبيق المعايير المحلية بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك مقاومة من بعض المجتمعات المحلية تجاه الحلول المقترحة من قبل المستشارين الأجانب. هذه التحديات تتطلب حوارًا مستمرًا وتفاهمًا متبادلًا لتجاوز العقبات وتحقيق الأهداف المشتركة. من ناحية أخرى، يوفر القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية فرصًا كبيرة لتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة. المستشارون الذين يلتزمون بهذه المبادئ يمكنهم العمل بشكل فعال مع المستشارين المحليين لتحقيق أهداف مشتركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم القانون في تعزيز الابتكار وتقديم حلول جديدة ومستدامة للتحديات التي تواجه المجتمعات المختلفة. الابتكار يتطلب بيئة تعاونية حيث يتم تبادل الأفكار والمعرفة بحرية، مما يؤدي إلى تطوير حلول فعالة ومبتكرة.
الاستنتاج
القانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية يمثل إطارًا مهمًا يهدف إلى تعزيز الجودة والمهنية في تقديم الخدمات الاستشارية. من خلال الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والمهنية، يمكن للاستشاريين تقديم حلول مستدامة تلبي احتياجات المجتمعات المختلفة وتعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. التحديات التي تواجه تطبيق هذا القانون يمكن التغلب عليها من خلال التعاون الدولي وتبادل المعرفة، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع. الامتثال للقانون الدولي لأخلاقيات الخدمات الاستشارية ليس فقط ضرورة مهنية، بل هو أيضًا مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمعات التي نخدمها. من خلال تعزيز الثقة، وتحسين جودة الخدمات، ودعم التنمية المستدامة، يمكننا المساهمة في بناء عالم أفضل وأكثر إنصافًا للجميع. التعاون الدولي وتبادل المعرفة هما مفتاح النجاح في تحقيق هذه الأهداف، ويجب علينا جميعًا العمل معًا لتحقيقها.
*****************************************************
الصفحة الثانية عشر
حديث عن الصهيونية أو التصورات الخاطئة عنها
رشيد غويلب
نشر موقع Die Freiheitsliebe (عشاق الحرية) الألماني في 21 حزيران 2024 حوارا مع بيير ستامبول، المتحدث باسم الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام. تناول فيه طبيعة الصهيونية والتصورات الخاطئة عنها. لقد احتوى الحوار على موضوعات هامة، ارتباطا بحرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وعموم الأراضي المحتلة. وقبل عرض محتواه الحوار نقدم تعريفا مختصرا بالمتحدث.
ولد بيير ستامبول في فرنسا بعد الحرب لعائلة يهودية، ولقي الكثير من أفراد عائلة والدته حتفهم في معسكرات الاعتقال النازية. كان والده ناشطًا في المقاومة المسلحة في فرنسا النازية. وفي عام 1967، عندما كان عمره 16 عامًا، سافر إلى إسرائيل، وعاش تجربة الكيبوتس وتلمس واقع الاحتلال والمشروع الاستعماري الصهيوني، وبدأ ينأى بنفسه عنه. وقد كتب حتى الآن العديد من الكتب التي تنتقد الصهيونية. نُشر كتابه «ضد معاداة السامية ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني» باللغة الألمانية عن دار «بوخماخراي» في عام 2023.
الصهيونية
على عكس ما تدعيه مؤسسات البحث والاعلام التي ينفق عليها اللوبي الصهيوني المليارات في جميع أنحاء العالم لترسيخ الاعتقاد العام بأن الصهيونية هي أيديولوجية مرتبطة بتحرير «الشعب» اليهودي، الذي لا يستطيع تحقيق ذاته، إلا من خلال السيطرة على دولة خاصة به تضمن له العيش بأمان. والتحرر من الاضطهاد الذي عانى منه لعدة قرون في أوروبا المسيحية. يرى بيير ستامبول، ان الصهيونية مثلت رد فعل على معاداة السامية (التي كانت مهيمنة في أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر)، ولكنها الأسوأ على الإطلاق. إنها نظرية الفصل التي تعلن أن اليهود وغير اليهود لا يستطيعون العيش معًا، لا في بلد المنشأ ولا في الدولة اليهودية المزمع إنشاؤها. إنها رواية قومية قاتلة تدعي أن اليهود يعودون إلى وطنهم بعد ألفي عام من المنفى. في الواقع، اليهود هم أحفاد المتحولين دينيا من مناطق وعصور مختلفة، وان أحفاد اليهود القدماء هم في الأساس الفلسطينيون.
إنه نوع خاص من الاستعمار الذي لا يهدف إلى استغلال السكان الأصليين، بل إلى طردهم واستبدالهم.
إنها القومية التي اخترعت الشعب واللغة والوطن. «الشعب اليهودي» هو مصطلح ديني. لقد كان لدى مختلف شعوب الديانة اليهودية لغتها الخاصة، لكنها لم تكن عبرية. بالنسبة لليهود المتدينين، كانت «العودة» إلى الأرض المقدسة محظورة حتى مجيء المسيح، وبالنسبة لليهود العلمانيين، كانت الأولوية للتحرر في بلدانهم الاصلية.
في نهاية المطاف، اعتمدت واشتركت الصهيونية مع جميع المعادين للسامية الأوروبيين بفكرة مشتركة مفادها أن اليهود يجب أن يغادروا أوروبا. ولم يكن لهذا أي علاقة بالتحرر، وحتى عام 1940، كان مقرر أن تظل الصهاينة أقلية صغيرة (جدًا) في الديانة اليهودية. ومنذ البداية، احتوت هذه الأيديولوجية التخطيط للتطهير العرقي الذي حدث في عام 1948.
معاداة السامية
التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (المحرقة النازية) يعتمد تعريفا يساوي معاداة السامية بأي انتقاد لإسرائيل. وأصبح واضحا الآن كيف يتم استخدام هذا التعريف لقمع الحقوق الأساسية لفلسطيني للشتات، وأي معارضة ديمقراطية للمشروع الصهيوني في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
هذا التعريف هو ممارسة مخزية، فمعاداة اليهودية ومعاداة السامية العنصرية والإبادة الجماعية النازية هي جرائم أوروبية. ولا علاقة للعالم العربي والفلسطينيين بهذه الجرائم. وليس لإسرائيل الحق في استخدام ذاكرة الاضطهاد. كانت المقاومة اليهودية للنازية في الأساس شيوعية أو بوندية (كان البوند حزبًا ثوريًا يهوديًا في أوروبا الشرقية حينها). قادة إسرائيل اليوم هم امتداد إلى الصهاينة «التحريفيين». وكان مؤسس هذه الحركة فلاديمير جابوتنسكي فاشيًا ومعجبًا بموسوليني. وقد تم تدريب ميليشيا البيتار التابعة له، في أواخر الثلاثينيات، في إيطاليا الفاشية. وكان والد نتنياهو سكرتير جابوتنسكي. إن أفكار وأساليب القيادة الإسرائيلية اليوم أقرب إلى الذين نفذوا الإبادة الجماعية النازية من ضحاياها. واليوم، يدعم كل اليمين المتطرف العنصري وحتى المعادي للسامية إسرائيل. ويتم تمويل بناء المستوطنات من قبل المسيحيين الصهاينة، المعادين للسامية.
ولا علاقة لانتقاد دولة استعمارية عنصرية ترتكب إبادة جماعية (إسرائيل) بمعاداة السامية.
محاولة لتغييب الوعي
يجري إسقاط مفهوم معاداة السامية الأوربي على الشرق الأوسط، في محاولة لتغييب الوعي بطبيعة المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين.
إن محاولة تجريم دعم حقوق الشعب الفلسطيني لا علاقة لها بمكافحة معاداة السامية. لقد كان الفلسطينيون دائمًا حراسًا للأماكن المقدسة للديانات السماوية الثلاث. وعاشوا في وئام جيد حتى وصول المستوطنين الصهاينة الأوائل. ومعاداة السامية هي حكاية أوروبية. وإن الدعم غير المشروط الذي يقدمه الساسة الغربيون لحكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية لا علاقة له بشعور الغرب بأي ذنب تجاه اليهود. الغرب يدعم إسرائيل لأنها دولته، وهي نموذج لإعادة الاستعمار. تجسد إسرائيل كيفية مراقبة وسجن وقتل السكان الذين يعتبرون خطرين. إنها عبارة عن شركة تكنولوجية ناشئة تنتج أحدث الأسلحة وتبيعها بحجة: «هذه الأسلحة ممتازة، لقد اختبرناها ضد الفلسطينيين». وتضرب إسرائيل مثالاً للقمع الشديد الناجح. إن أي مراجعة للتفكير في ماهية الاستعمار أو التفوق مفقود في سلوك الساسة الغربيين ووسائل الإعلام السائدة.
بعيدا عن التبسيط
إن الجذور التاريخية للصهيونية تعود نظريا إلى العنصرية والعدوانية القومية في القرنين التاسع عشر والعشرين. إن الصهيونية هي أيديولوجية نشأت في أوروبا وطورها الأوروبيون. كان أواخر القرن التاسع عشر هو الوقت الذي سيطرت فيه أوروبا على العالم. وبما أن تقاسم الثروة كان أمراً غير مطروح، فقد ساهم المثقفون في تطوير نظريات عنصرية من خلال اختراع مفهوم العرق.
واستنادا لذلك، كان ينبغي أن تكون الأعراق الأدنى، في المستعمرات، هي السود والهنود والعرب. وفي أوربا كانت الأعراق الأدنى اليهود والغجر. وبالمناسبة، فإن «معاداة السامية» هي مفردة العدو (صاغها الألماني فيلهلم مار، أحد المثقفين العنصريين الأوائل)، لأن الآريين أو الساميين أسطورة قاتلة.
إن القوميات التي ظهرت في أوروبا في حينها، بعد انهيار الإمبراطوريات الروسية والنمساوية والعثمانية، كانت جميعها معادية للسامية واقترحت نموذج دولة نقية عرقياً. وقادت القوميات العالم إلى الحربين العالميتين والإبادة الجماعية النازية. لقد نسخت الصهيونية هذا النموذج بالكامل، بالإضافة إلى حقيقة عدم وجود مكان في أوروبا يشكل فيه اليهود أكثر من 10 في المائة من السكان. وهكذا توازت هذه القومية مع سياسة الغزو الاستعماري. لقد كان الاستعمار في حينها، اختراعاً مهيمناً إلى حد كبير في أوروبا، لقد ولدت القومية والاستعمار الصهيوني في أوربا الامبريالية، وأدت هذه الأيديولوجية إلى الفاشية. ولكن الأوربيين أغمضوا عيونهم.
رؤية مستقبلية
قبل ظهور الصهيونية لم يكن «الشعب» الإسرائيلي موجودا، وإسرائيل نتاج تطهير عرقي متعمد. وبهذا المعنى، فإن دولة إسرائيل غير شرعية ولم تتوقف أبدا عن انتهاك القانون الدولي. لكن التطهير العرقي لا يمكن علاجه بتطهير عرقي مضاد. ما الذي ضمن بقاء البيض في جنوب افريقيا؟ نهاية الفصل العنصري أم استمراره؟ بالتأكيد اتفاقهم على إنهاء الفصل العنصري. ما الذي دفع معظم الفرنسيين واليهود الجزائريين (الذين كانوا مواطنين وليسوا مستوطنين) إلى مغادرة البلاد؟ هل لأنهم قبلوا الاستقلال وتمكنوا من إيجاد مكانهم في الجزائر المستقلة؟ لا، بل حقيقة أن فرنسا منعت الاستقلال حتى النهاية، بواسطة «الجيش السري» الذي كان منظمة فاشية ارتكبت جرائم مروعة، أدت إلى مغادرة هؤلاء. وفي السلطة الإسرائيلية يوجد رديف «الجيش السري»، وهؤلاء ليسوا مجرد أشخاص يمارسون الإبادة الجماعية. من وجهة نظر يهودية، بل أن الصهيونية حركة انتحارية تمامًا. وفي النهاية لا أحد يستطيع الاعتقاد باستمرار هذا القتل إلى الأبد. إن السبيل الوحيد للخروج من هذه الحرب هو تطبيق القانون الدولي لحل القضية الفلسطينية:
– الحرية وتعني، إنهاء الاحتلال والاستعمار، تدمير الجدار، إنهاء الحصار على قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى.
- حقوق سياسية واقتصادية متساوية لجميع سكان المنطقة، بغض النظر عن هويتهم أو أصلهم أو دينهم أو اي شيء آخر.
- العدالة: بما أن الجريمة التأسيسية هي الطرد المتعمد للفلسطينيين، فهذا يعني حق العودة للاجئين. وإدانة مجرمي الحرب أيضا.
إن الحل الوحيد هو تفعيل القانون الدولي وجعله أساس كل حل. وكل هذا يعني بطبيعة الحال نهاية الدولة اليهودية والصهيونية. ولا بديل عن «العيش معاً بحقوق متساوية»، هنا و هناك.
************************************************************
شيوعيو البصرة يتفقدون رفاقهم
البصرة –صلاح العمران
زار وفد من شيوعيي البصرة، أخيرا، الرفيق عبد القادر العيداني في منزله، لغرض الاطمئنان عليه وإدامة التواصل معه.
والرفيق العيداني أحد سجناء «نكرة السلمان»، وأول موثق لحياة السجن في الفترة من 1963 حتى 1968. فسبق أن أصدر كتاباً وثق فيه أسماء السجناء في ذلك السجن الموحش الذي حوله الشيوعيون الى مؤسسة دراسية ثقافية.
كذلك زار الوفد الرفيق الفنان يوسف نصار (أبو سرور)، في منزله، للاطمئنان عليه.
ومعلوم أن الفنان نصار لحن عددا من الأغاني الشهيرة لمطربين عديدين من البصرة ومحافظات أخرى. كما لحّن عددا من أغنيات الحزب، منها نشيد «سنمضي إلى ما نريد»، الذي أداه الفنان الراحل فؤاد سالم.
وكان الرفيق عضوا بارزا في فرقة البيت الثقافي العمالي، ومشاركا مستمرا في فعاليات الحزب.
ضم الوفد كلا من الرفاق باسم محمد حسين، عبد الزهرة عذار، عبد الكريم الحربي وعبد الزهرة الحسني.
من جانب آخر، زار وفد من منظمة الحزب في قضاء أبي الخصيب، الرفيق مهدي صالح عبد النبي في منزله، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي.
وتمنى الوفد للرفيق وافر الصحة والسلامة، ونقل إليه تحيات قيادة الحزب وتمنياتها له بالشفاء العاجل.
والرفيق عبد النبي متواصل مع حزبه رغم كبر سنه وعدم استقرار حالته الصحية.
ضم الوفد كلا من الرفاق جاسب وادي وطه ياسين وصلاح العمران.
**********************************************************
شيوعيو النجف يزورون رفاقهم
النجف – أحمد عباس
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الأحد الماضي، سكرتير اتحاد الجمعيات الفلاحية في قضاء المشخاب الرفيق عبد الجاسم (أبو حيدر)، في منزله، لغرض الاطمئنان على وضعه الصحي.
وتمنى الوفد للرفيق وافر الصحة والعافية، ونقل إليه تحيات جميع رفاقه وتمنياتهم له بالشفاء.
ضم الوفد كلا من الرفاق سكرتير المحلية أحمد تويج وعضو مكتب المحلية نعمة ياسين وعضو المختصة الثقافية إبراهيم كمين وسكرتير المختصة الفلاحية المركزية كريم بلال.
من جانب اخر، زار وفد من شيوعيي النجف الرفيق ذيبان عبادي (أبو أحمد) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته.
وتنمى الوفد للرفيق وافر الصحة والعافية.
*************************************************************
شيوعيو ديالى يزورون اتحاد نقابات العمال
بعقوبة – طريق الشعب
زار وفد مشترك من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى وتنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، أخيرا، مقر اتحاد نقابات عمال ديالى.
وكان في استقبال الوفد رئيسة الاتحاد نضال عبد محمد. وقد تبادل الطرفان الحديث حول أهمية وحدة الحركة النقابية والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والعمل على شمولها في قانون التقاعد والضمان الاجتماعي.
******************************************************************
الصفحة الثالثة عشر
في ذكرى تحقيق كأس آسيا.. فييرا يعود للعراق
متابعة ـ طريق الشعب
أعلنت إدارة نادي نوروز، أمس الإثنين، عن تسمية المدرب جورفان فييرا مدرباً لفريقها للموسم الكروي المقبل.
وقال نوا لطيف مدير المكتب الإعلامي أن «الادارة كلفت المدرب فييرا لاختيار لاعبي النادي للموسم المقبل من بينهم المحليون والمحترفون وكذلك الإبقاء على لاعبي النادي الموجودين الذين يقتنع بهم». وأوضح، أن «إدارة النادي منحت كافة الصلاحيات لإدارة الفريق واختيار اللاعبين وإنها ستقيم معسكرا تدريبياً للفريق بغية الاستعداد للموسم 2024 -2025». وأشار الى أن «تاريخ توقيع العقد مع المدرب يصادف ذكرى فوز منتخب العراق بكأس آسيا قبل 17 سنة بقيادة فييرا».
******************************************************
أولمبياد باريس العراق في مهمة الخيار الوحيد أمام المغرب
متابعة ـ طريق الشعب
يخوض منتخبنا الأولمبي، اليوم الثلاثاء، مباراة حاسمة امام نظيرة المغربي لحساب الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
ويدخل الفريق العراقي اللقاء بخيار الفوز من اجل بلوغ الدور القادم، في وقت يواجه راضي شنيشل مدرب المنتخب الأولمبي العراقي، مشكلات في خطوط فريقه، سببت له صداعا قبل المواجهة.
وسيلاقي الأولمبي العراقي نظيره المغربي في الجولة الثالثة من دور المجموعات بأولمبياد باريس 2024 على ملعب أليانز ريفييرا اليوم الثلاثاء عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت بغداد.
ويعمل شنيشل بشكل مكثف على ترتيب أوراقه لمواجهة المغرب بعد ان شاهد رفقة كادره المساعد مباراة فريقه أمام الأرجنتين والأخطاء التي وقع فيها لاعبوه، وتم تشخيص جميع الأخطاء وتحديدًا في مركز خط الدفاع، الذي لم يكن في يومه إطلاقا.
وركّز المدرب في تدريبات يوم امس، على الجوانب التكتيكية وكيفية إغلاق المساحات أمام لاعبي المغرب سواء في العمق أو الأطراف، خصص وقتا كبيرا جدا لشرح التحركات وتطويق المهاجم سفيان رحيمي، الذي سيكون مركز الخطورة للمنتخب المغربي.
رغم تلقيه أنباءً إيجابية بعودة المدافع سعد ناطق للتدريب بشكل كامل وحصوله على الضوء الأخضر للمشاركة في مواجهة المغرب المقبلة، إلا أن المدرب قد لا يعتمد على ناطق ضمن خططه في المباراة المقبلة، نظرًا لعدم خوضه أي مواجهة في البطولة وأيضًا لحساسية المباراة والتي ستحسم مصير العراق في البطولة، وسيعتمد على المدافع حسين عامر.
*****************************************************
الآمال معلقة على علي عمار لإحراز ميدالية أولمبية للعراق
بغداد ـ طريق الشعب
أكد مدرب المنتخب الوطني لرفع الأثقال عمار يسر، أن الرباع الواعد علي عمار وزن +102 كغم، يواصل تدريباته الفعلية في صالة التدريب الخاصة بالقرية الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، استعداداً للمشاركة في منافسات رياضة رفع الأثقال التي ستبدأ في السابع من شهر آب المقبل وتستمر حتى الحادي عشر منه، على أن يخوض اللاعب منافساته في اليوم الاخير من البطولة.
وقال مدرب المنتخب الوطني عمار يسر في بيان إن «الرباع الواعد سيواصل تدريباته اليومية، وحسب البرنامج الذي تم وضعه، من أجل الوصول إلى الجاهزية التامة قبل الدخول في غمار منافسات البطولة، التي تجمع أقوى رباعي العالم في هذا الوزن، حاملاً معه طموح الارتقاء برياضة الإنجاز العالي إلى منصات التتويج، وتحقيق حلم الفوز بوسام أولمبي».
******************************************************
الميناء يتعاقد مع مساعد كاساس
متابعة ـ طريق الشعب
أعلنت إدارة نادي الميناء، امس الاثنين، عن تعيين المدرب الإسباني بابلو غراندز لقيادة فريق كرة القدم للنادي خلال الموسم الكروي 2023-2024.
وقال عضو إدارة النادي عادل ناصر، إن القرار جاء بناءً على حرص الإدارة على رفع مستوى الفريق وتحقيق ترتيب يليق به في الموسم المقبل، مبينا أن الإدارة ارتأت التعاقد مع مدرب إسباني يمتلك خبرة جيدة في التدريب لتحقيق هذه الأهداف.
وأوضح ناصر أن المدرب بابلو غراندز سيحصل على الصلاحيات الكاملة لاختيار اللاعبين الذين سيمثلون الفريق في الموسم المقبل، سواء من المحليين أو المحترفين، بالإضافة إلى اللاعبين الذين مثلوا الفريق في الموسم السابق.
وأشار إلى أن المدرب سيبدأ مهمته خلال الأيام المقبلة، بعد استكمال تجهيز الفريق، كما أوضح أن النادي لم يتوصل إلى اتفاق مع المدرب السابق حسن أحمد، ما دفع الإدارة للتعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة الفريق.
ويعمل الاسباني «بابلو غراندز» مساعدا لمدرب المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم خيسوس كاساس.
********************************************************
ريال مدريد يحاول تجنب تجربة برشلونة مع روكي
مدريد ـ وكالات
يعتزم ريال مدريد تجنيب لاعبه الشاب البرازيلي إندريك المصير السيئ لمواطنه فيتور روكي مع برشلونة.
وذكرت صحيفة «آس» الإسبانية، أن «روكي ألغى نصف إجازته الصيفية، وانتقل إلى مدريد مبكرًا للتأقلم على الأجواء في العاصمة الإسبانية، قبل أيام من خوض أول تدريب».
وأوضحت، أن «روكي أراد أن يكون متاحًا منذ اللحظة الأولى للمدرب الإيطالي، من أجل المنافسة على دقائق في الثلث الهجومي الذي يضم فينيسيوس ومبابي ورودريغو وبراهيم دياز وأردا غولر»، مشيرة إلى أنه «واثق من فرصه في اللعب تدريجيًا».
ويختلف إندريك كثيرًا عن زميليه فينيسيوس ورودريغو، حيث وصل كبطل للدوري البرازيلي (مرتين) ونجم لامع في البلاد، وله مكان أساسي مع المنتخب، وهو لم يتجاوز 18 عامًا، لذلك لن يقضي فترة تدريب في «كاستيا» بل سيكون جزءًا من الفريق الأول مباشرةً.
ولفتت إلى أن إندريك لا يريد أن يسير على خطى فيتور روكي، النادي الأبيض ليس في عجلة من أمره مع الجوهرة البرازيلية، وأنشيلوتي سيدير دقائق لعبه بحكمة خلال فترة الإعداد في الجولة الأمريكية».
وختمت: «لاعب برشلونة لا يحظى بثقة مدربه هانز فليك، وتم تسليم رقمه 19 إلى لامين يامال، وفي أول 6 أشهر بالنادي الكتالوني لعب 16 مباراة، مع مشاركتين فقط كأساسي (353 دقيقة)، وسجل هدفين، وفي هذه الفترة التحضيرية يتدرب مع الشباب، ويتم البحث عن مخرج له».
************************************************************
الكشف عن محتويات الصندوق الذهبي في أولمبياد باريس
باريس ـ وكالات
لفت الصندوق الذهبي الذي يُسلم للفائزين بالميداليات، الذهبية والفضية والبرونزية، في أولمبياد باريس 2024 أنظار الجميع، وقد تولدت رغبة هائلة لدى المشاهدين في معرفة محتويات ذلك الصندوق.
الصندوق الذي يصل طوله إلى 40 سم يُسلم من أحد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية إلى المتوجين بالميداليات، وقد كشف تقرير نشره الموقع الرسمي للأولمبياد أنه يتضمن هديتين تُمثلان مفاجأة سارة للفائز.
الهدية الأولى هي ملصق رسمي لأولمبياد باريس 2024، فيما الثانية هي تميمة البطولة وتكون حسب الميدالية، ذهبية أو فضية أو برونزية، إذ يتم تمثيل نوعها بميدالية مخيطة على بطن التميمة بنفس اللون، بجانب كلمة «برافو» على ظهرها.
وتُقدم اللجنة الأولمبية هدية خاصة في الألعاب البارلمبية بحيث تكون كلمة «برافو» مكتوبة بطريقة برايل على ظهر التميمة.
*********************************************************
وقفة رياضية.. الإعداد النفسي واثره في التصفيات القادمة لكأس العالم
منعم جابر
ما زلنا نعمل بحسن نية وضعف الاهتمام بأسرار كرة القدم التي أصبحت اليوم علماً ودراسة واهتماما دوليا متزايدا حتى صارت الكثير من بلدان العالم، تعطي لكرة القدم كلّ شيء ولعموم الرياضة اهتمامات كثيرة. أما نحن فما زلنا نرى انها لعبة فقط ومنافسات عابرة يلعبها الشباب ويمارسها الهواة لا اكثر ولا اقل.
بعض البلدان المتقدمة صارت تولي الرياضة والألعاب ومنها كرة القدم اهتمامات كبيرة ورعاية اكبر. وكنا قبل أيام في ندوة حوارية حضرها نخبة من نجوم الرياضة من المختصين والاكاديميين والصحفيين لمناقشة السحبة الآسيوية لكأس العالم وإمكانية تأهل منتخبنا العراقي للمرة الثانية بتاريخه في هذه البطولة. وتطرق البعض من المختصين لقضية مهمة وحساسة وهي عدم معرفة لاعبنا بالخبرة والتجربة المناسبة في هكذا تجمعات رياضية عالمية. واكد البعض أهمية تزود لاعبينا وأبطالنا بثقافة التعرف الى السلوكيات والمعارف المهمة لهذه التجمعات واللقاءات الرياضية وعدم التصرف بشكل ارتجالي وباسلوب رد الفعل، لان هذه التصرفات ستسبب خسائر لفرقنا، وقد تطرق الدكتور هلال عبدالكريم الأستاذ بكلية التربية البدنية وعلوم الرياضة الى أهمية وضرورة وجود دكتور اختصاص في علم النفس الرياضي، لان وجوده يساهم في إعادة البناء الرياضي النفسي لمجموعة لاعبي الفريق العراقي الوطني. واكد الدكتور هلال ان تجربة الفريق العراقي في بطولة خليجي 25 وفي مباراة الأردن هي تجربة واضحة مع اللاعب ايمن حسين، لاننا نفتقد الخبرة الكافية في هكذا تجمعات إقليمية ودولية. واليوم نحن نخوض تجربة جديدة وعلى ملاعبنا؛ فالواجب يتطلب منّا الاهتمام باعداد لاعبينا وسلوكهم وتصرفاتهم، لأن كل شيء محسوب علينا، مثل التأخير في الملعب والكلام غير المحسوب والالفاظ غير المحترمة والحركات غير الدقيقة والقابلة للتفسير المعكوس، هذا ما يظهر لدينا في هكذا تجمعات وبطولات، وهذا الدرس يجب ان نتعلمه ونعرف اسراره ومن خلال تواجد المختص مع الفريق ومعرفة المدرب وطاقمه المساعد الحد الأدنى من المعلومات الخاصة بعلم النفس، وأن تواجد المختص مع الطاقم التدريبي سيسهم في تجاوز اللاعبين والفريق المواقف الصعبة والحالات الاستثنائية والعقوبات التي يحتمل مواجهة اللاعبين لها. وهنا لا ننسى التصريحات الإعلامية للاعبي الفريق وادارته وضرورة معرفة اسرار تلك التصريحات وما هو المقبول منها وما هو المرفوض فيها. وممكن ان يقدم المختصون بعلم النفس على شكل محاضرات ولقاءات مع الجماهير الرياضية للتعريف بما هو مسموح او ممنوع في التشجيع والهتافات التي تحتمل التأويل والتشويه، لان هذه المرحلة التي سنواجهها مع الاشقاء والأصدقاء وتلك اللقاءات الحاسمة هي منافسة شديدة وسعي لكسب نقاط المباريات وبالتالي الحق كل الحق التأهل الى نهائيات كأس العالم 2026، ومن اجل تحقيق انجاز عراقي ونقلة كروية عراقية، فالمطلوب هو السعي والاجتهاد من اجل تجاوز الأخطاء وكسب النقاط والفوز على المنافسين. على ان لا ننسى اخلاق الرياضة وقيمها وأهدافها السامية.. وأقول لاحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم عليكم بطبيب نفسي متخصص في علم النفس فهو لا يقل حاجة عن المدرب او مساعده، لانه يقدم المشورة والدعم في ساعات الضيق والحاجة ومشوراته وعلاجاته تصب في مصلحة اللاعب والفريق.. ولنا عودة.
************************************************************
الصفحة الرابعة عشر
في ذكرى الشاعر الكبير كاظم الرويعي الذي مات وحيدا في الغربة
كاظم حسوني
كنت جالساً في مقهى السنترال وسط عمان، اتفرس وجوه العراقيين الفارين للتو من بغداد، كانوا في الغالب من الكتاب والشعراء والمثقفين، عندما لمحت شخصاً نحيفاً حزيناً في طرف المقهى، قال لي صديق يجلس بجانبي، الا تتذكر هذا الشخص؟ قلت: ملامحه ليست غريبة، ولكن! قال: هذا صاحب اوبريت (ياعشكنا) فصرخت بلهفة: هذا كاظم الرويعي نفسه؟ فنهضت لاستقباله، وافردت ذراعي له فأحتضنني وبكى على كتفي... هذا النص ليس جزءاً من سيرة أو قصة قصيرة، انما هو جانب من مقالة للشاعر والكاتب الراحل جمعة الحلفي عن (كاظم الرويعي) ضمن كتابه (خارج المتن) الذي صدر قبيل اعوام ، ويكمل الحلفي قلت: لاتبك ياكاظم فأنت الآن خارج الجحيم، قال وهو يمسح دموعه بمنديل قديم، لقد خرجت من الجحيم، نعم لكنني وقعت في الزمهرير، قلت له: وانا اودعه عند رصيف من ارصفة الساحة الهاشمية، سنلتقي ما دمنا في المنافي، لم يتم اللقاء المرتجى، اذ مات الرويعي من الحزن كالطير الغريب، يتساءل الحلفي، هل قتل زمهرير الغربة كاظم الرويعي، يقول كنت اتساءل وانا اقرأ رسالة التعزية برحيله، ام قتله الحنين لأبنه الوحيد (تمّام)، لم اترك سؤالا وانا ابحث عبثا عن ذريعة ما، او عن سبب لرحيل ذلك الشاعر الرقيق والنحيف والحزين، الذي لم يترك سوى الألم والاغاني، ويالها من تركة ثقيلة (ينجوم صيرن كلايد)، (سلامات)، (ياعشكنا)، (يم داركم)، (ياسفانه)، (ليلة ويوم)... ياالهي كم تربت ذائقتنا على اغاني كاظم الرويعي، وكم من السهر الجميل كنا نقضيه حتى الفجر، برفقة كلماته الشجية وقصائده التي لاتنسى... بهذا الدفق الحميم النابض بأوتار الحنين، يستذكر الشاعر جمعة الحلفي اصدقاءه المبدعين خاصة ممن قضوا واختطفهم الموت في الغربة إبان الحقبة الدموية للنظام السابق.. لا احسب ان احدا يقرأ هذه المقالة التي تقطر أسى ولوعة عن الرويعي من دون ان يهتز من التأثر، وقد يعود مرارا، ويغمره حزن واس شفيف، ترى أهي مقالة؟ ام سمفونية متوهجة بجمرة الألم والألتياع والشوق، سمفونية توقظ القلب ليهفوا الى اصدقاء رحلوا، واصدقاء اختفوا، الى اوقات دافئة، ووجوه حبيبة، الى قصائد وكتب واشياء مضاعة عذبة، سمفونية اوجزت احزاننا بأمانة وحرارة وصدق، وذات الشيء نجده في مقالاته الاخرى، المشبوبة بالعاطفة لأن الحلفي مداده عصارة قلبه وهو يكتب عن (عزيز السماوي) و(النواب) وغيرهما، في الجزء الخاص (مبدعون عرفتهم)، ولعلني لا اغالي ان قلت، ان (خارج المتن) للشاعر جمعة الحلفي من الكتب القليلة التي تستوقفنا وتظل مصاحبة لخيالنا، فهو ليس دراسات نقدية، ولا عرضاً لاعمال ادبية، او اراء في السياسة، انه مزيج يرقى فوق ذلك، مقالات مشبعة بسحر التركيب ودفقه.. روعتها متأتية انها تعبر بعفوية وصدق عما تقول، لها جاذبية خاصة لا تتوفر في المقالات التي يتخذ منها الكثير ميداناً للتنظير والتعالم واستعراض الثقافة، الامر مختلف عند الحلفي كون مقالاته نمطاً آخر يشدك سحرها، وبراعة اسلوبها، تذكرني بكتب رائعة اخرى قرأتها قبل اعوام، فيها استذكارات وسمات جمالية عالية، (لوعة الغياب) للروائي عبد الرحمن منيف. و(صبي الاسرار) للشاعر خيري منصور، وبرغم ان الحلفي وزع كتابه (خارج المتن) بين ثلاثة محاور (مقالات – قراءات – مبدعون عرفتهم) الا ان موضوعاته تقترب من السيرة الذاتية، او نوع من الكتابة عن الذات بمرآة الآخر. سيما وان المؤلف قد جمعته مع من تناولتهم عرى الصداقة وحياة المنافي والغربة. وهو يتحدث عنهم بنزوع فنان تشرب بسحر الكتابة، فصب فيها لوعته، وافكاره وافتراضاته، وتصوراته، واسئلته وهواجسه، فحين يفتح صفحات الماضي يتمثلها حاضراً مليئاً بالمشاهد واللقطات الحية، فغدت كلها ممتزجة بثمار تجربته وذائقته الخاصة وخبرته، مسوقاً بهواجس الفنان الذي حول معاناته واغترابه وتمرده ومواقفه الى قصائد وقصص ومقالات، لان الحلفي جمعة متعدد ومتشعب في مجالات ابداعه، وقد تناول مبدعين تحدث من خلالهم عن نفسه لانه يرى نفسه فيهم، وقد تسنى لي معرفته شخصياً على نحو ما خلال فترة ترؤسه تحرير جريدة الصباح عام 2005 التي كنت اعمل فيها وقتئذ محرراً ثقافياً.. لا يكفي ان اقول انه كان كريم الخلق، هادئاً، حييا، لا يرد حاجة احد، انه اكثر من ذلك كان شاعر حقاً مرهف الحس، مفرط الطيبة، وحدث في الفترة التي كنا نعمل فيها معاً ان حضرت جلسة شعرية اقيمت له، حين راح ينشد اعجبتني قصائده الجميلة المضمخة بمزيج الحب والاسى والحنين، وكان ألقاؤه رائعاً، امام حشد من الحضور، حينها احببته وودت الأقتراب منه اكثر، لكنني أبيت وانا ارى تهافت العديد حوله ممن دابوا على تسويق انفسهم على الدوام من دون حياء امام كل مسؤول، لان الحلفي كان حسن الظن بالجميع ورجلا متسامحا يمنح من دون تردد.. أعود الى كتابه (خارج المتن) اذ نفاجأ حين يخبرنا المؤلف بأشارة على الغلاف، ان هذا الكتاب في حقيقته لا يمثل الا جزءاً صغيراً من بين مئات المقالات والدراسات الموزعة في الصحف والمجلات العراقية والعربية، ما يجعلنا نطمع في ان نقرأ له كتباً اخرى يجمعها من مقالاته المتناثرة بين الصحف والمجلات، وبرغم ذلك فقد اتحفنا، فهذا الجزء يعد منجزاً مهما لا يخلو من اغراء لما فيه من الخلق الفني، ثم ان مؤلفه دون فيه شهادته عن حقبة سوداء واعوام قاسية حفلت بالحروب والمآسي، الى جانب ما يمثله الكتاب بوصفه سيرة له ـ اي للكاتب ـ ولرهط كبير من مثقفي العراق الذين اضطروا لأستنطاق حبهم للعراق عن بعد على حد وصف الشاعر احمد عبد الحسين الذي كتب مقدمته، فصار يضيء الكثير من الجوانب المجهولة في حياة هذا الاديب او ذاك ممن جمعته واياهم حياة المنفى، كتاب وشعراء عراقيون وعرب، عايش بعضهم الحلفي، وامضى معهم شطراً طويلاً من حياته، امثال مظفر النواب، فؤاد التكرلي ، كاظم الرويعي، هادي العلوي، محمد الماغوط، عبد الرحمن منيف، علي كريم سعيد، عبد الوهاب البياتي، عزيز السماوي، مهدي خوشناو، نبيل سليمان، وما تركه الراحلون من آثار حافلة بالابداع والديمومة، ثمة احساس ينطق بالصدق نستشعره في مقالاته، ثمة انسجام، وعاطفة حقيقية، وحساسية في صياغة المفردة العراقية المحببة المحملة بالايحاءات والخزين الروحي، فهو حين يتحدث عن مظفر النواب يقول (حين يأتي مظفر النواب يأتي الزمرد والجلنار والحناء، تأتي صواني القاسم وشاي العصر وليلة الدخلة، بنت المعيدي، واهل الشريعة، وياتي تموز والأهوار ومواكب كربلاء، تأتي غنيدة وآل زيرج، ثم يأتي الشعر) اما عن صديقه الروائي والناقد السوري نبيل سليمان فيقول: اذا كانت للصداقات نكهتها الخاصة واثرها الذي لا يمحى من الذاكرة فقد كان لصداقتي مع نبيل عبقاً لا يزال يعطر كياني بمشاعر الألفة والصداقة والنبل، ويقول عن عزيز السماوي (عزيز السماوي ليس شاعراً اخر يموت في المنفى- بل نخلة عراقية قتلها عطش الغربة والمنفى، مات عزيز غيلة وكمداً، ومن يعود الى شعره سيتأكد من هذه الحقيقة، فقد كان يكتب شعره بعصارة القلب، وبوجع الغريب المجروح طولاً وعرضاً، لقد اعطى عزيز السماوي للشعر الشعبي العراقي، وهو من ابرز مجدديه نكهة خاصة).. ويمكنني القول ان هذا الكتاب برغم صغر حجمه (160) صفحة لكنه غني بمادته ولوحاته الملونة، وتباين محاوره، ففي محور (مقالات) الخاص بالثقافة والمثقفين يدين المؤلف مظهر الانتهازية واوهام المثقف ويبحث اسباب خساراته وضياع احلامه، فالمثقف العراقي برأيه شكاءً بكاء بامتياز يشكو عدم تقدير المجتمع لدوره ومهابته، لكن قلما سأل المثقف نفسه من المسؤول عن بلوغه هذا المآل التراجيدي؟ احسب ان مقالاته لا تكمن قيمتها في المعلومات التي تحتويها انما في البنية النصية المتقنة لكاتب محترف، يكشف اشياء ويلمح بغيرها، وتحمل مستوى اخر خلف اللغة وراء سطح النص لنرى تلونات السرد بمستويات متفاوتة لما تقتضيه الحاجة الفنية، فعن اصدقائه يروي بلغة شعرية تتدفق ببوح وصدق كبيرين، ونلاحظ في محور (قراءات) عينا راصدة ذواقة تصطاد توهجات الابداع في النص وتتوقف عند تخومه، من هنا زخرت مقالات الكتاب بصور فيوضات الذاكرة، وحلم التغيير مثلما حفلت بالقصص والقصائد الشعبية وصدى الجلسات الليلية واشياء ثرية اخرى غائرة في لغته الانيقة المفعمة بالجمال التي تجذب القارئ وتشده اليها.. ولاغرابة فالكاتب جمعة الحلفي يمتلك ثراء فكرياً وثقافياً قلّب الواقع فكتب عنه شعرياً وروائياً وثقافياً وسياسياً.
***********************************************************
الصخرة
كاظم العطشان
عيش صخره ابلايه واهس
اطوي صفحات الامس طوي الجريده
واخلع اهمومك مثل خلع المحابس
كاسر ابكاس الأحلام وصلي بالضحكه فريضه
وعيش جمره ابجفن ناعس
حته اگلَّك....
ليش عاشرت الغراب وبالحزن ظلّيت سايس
ليش ماتعشگ شواطي ايظل مضيفك للنوارس
عيش صخره وناغي صبرك
وشرب السكته نعاوي
لوشفت دمعك عله الراحو يبور
وعيش عطرك
لايظل حالك مثل عود البخور
الچان خطار العرايس هسه خطار الگبور
وعيش صخره بمتن چالي
وموش ريشه بحلك ريح
ولاتطيح .....
ولاتصيح .....
وضحك ابوجه الهوه اعله اعناد جرحك
عيش صَبخَه وخاوي ملحك
ماني شفت اجروح گبلك
تشبگ اللّچمه ابملحهه وتستريح
وعيش ثوره اعله الضمير
اتعيش راس..... وغير ربك لاتطيع
وصير نقطه اعله اليمين
وحته مايحسبونك رقم ضمن القطيع
عيش بس مثل الاشجار
اليبست ابحضن الخريف
وماشِكَت بس للربيع
تعيش سكته
تموت سكته
وتفتر بحلگ المواسم ماتضيع
ولاتصير بغصن ورگه
الغصن .... بس تيبس يبيع
وعيش ضحكه ابطن حوت
وخلّي جرحك دم زفاف
ينزف ابهيبة شرف والشرف صوت
وخلي صبرك.... عرج توت
ايعيش صيت ولا يموت
اشكبر بخته...اليشتل الواهس احديثه
اشكبر خلگه....اليزرع ادموعه ابتسامه
ويسحگ اجروحه ويفوت
وعيش يومك
عيش نحلة ابنص خمايل
لا تساوم ع الجناح
ولا تخيط العين بدروب الرسايل
چم فجر چوّه الظنون
وچم درب ع العين عايل ....!
تِصِح چلمه .... ايورّد ابفَيها الحِماد
وتِصِح چلمه... التاكل ابروحك رماد
وخلي روحك گاع خضره
اشما گصت بيك المناجل
ونته كيفك ...
هذا درب الصبح چوبي
وذاك درب الليل نايل
ونته كيفك ...
*****************************************************************
دوري
عبد الاله الفهد
دوري ولچ دوري..
دوري يدنيانه،
كل النحبهم مشو
محد بقى اويانه /
دوري ولچ دوري..
وافتري وافتري .
بس العجاجه بقت
واترابهه ايذري /
دوري ولچ دوري ،
اوكلساع اسأليني
گليلي شنهي اشجرا ؟
حتى الدرا مادرا
اويصرخ :اشمدريني !/
******************************************************************
حِزْنَه ..؟!
ريسان الخزعلي
كبل حزنه لذيذ اهواي
ونحطه الرسايلنه طوابع
حِزْنَه ..؟!
حزنه ايمر مدينتنه
محطات إو شوارع
ولو ما مش جرس دَكَ ..
ينسمع حدر الدمع ..،
غركَان وام تبرَه الشرايع
| حزنه
اخيوط
ما
تلتم
بَصْابع|
حزنه اخيوط .. ترهَم للمغازِل..،
بيه تِلف واتدور واتظمّه وشايع .
كَبل
حزنه لذيذ اهواي
وانحطَّه اِلْرسايلنه طوابع ...
*************************************************************
شكد اكرهك
كفاح عباس
باختصار انته اناني
وانته اصلاً مو مثقف
بره قاموس المعاني
ومن كثر ماتحب نفسك
كمت اشوفك شخص ثاني
كمت انسه حتى شكلك
وبالمرايا
لا تحط نفسك مكاني
اصدقاءك أصدقائي
ومن زغرهم عاشروك
وعاشروني
والبعض منهم
رماك انته ورماني
اني اتحمل جفاهم
وانته متحملني آني
اصبر وانسه واسامح
والبگلبي على لساني
والنتيجة صرنه واحد
آني انته وانته آني
ننثر الحب واهليه
ونكتب اشعار واغاني
ونرسم الحيطان لوحة
كلها احلام واماني
نختلف بس ما نخاصم
نزعل ..نعود بثواني
والله مو بيدي احبك
واحله شي بيك انته «اآني»
شكد اكرهك!!!
**************************************************************
الظلال
د. حامد الشطري
الكحله الباگت صوت المغني
لربما اسطورة او حكاية غجر .. يتردد عليهم فارس باع سيفه وانتحر...
الظلال تمشي عنك وانت واكف تنتظر....
والخيال واگف انت
وهو ظلك منكسر
والسراب شفه فحطانه
وعطش يروي القهر..
والجدار ما يفييلك نهار
لٓوٓن خاف من الشمس
تكسر ظهر..
والشمس هامه ..
وتحب...
تعشك نهر..
تصوغله من الضوه گمره
تلبسه فستان العرس وصلة گمر....
وانت يل نايم اگراب..
سنين مبخوته بسواليفك طوايف..
اسنين معتلگات الك تضوي الصرايف..
تبچي والمدمع شمع..
والدمع فاض وي جرفين السوالف طرف عين..
وحلم دمعه...
بيدي الرحه واون..
ياوني يل محد يسمعه
گالوا بذيج السنه مطرت الدنية
وسمعت الوادم صهيل..
وگالوا الدنيه اظن دخلت عله
عثرات خيل..
واحنه ماصدگنه ذيج الگاع مسكونه وشرد منها الدليل..
وظلت الوادم تسولف ، بالدواوين اعله شفة مطرب وصوته نشف ،
من داروا بگهوته كحله..
وچانت تعشگه النساوين..
ويلوذ بهدم حورية وجهها
تغار من عنده المرايه..
چنها ايه...
من الحلاه فد يوم من طرت الديرة..
ايرن حچلها تكول موسيقة حزن..
وهاموا العشاگ من نگلة جدمها..
ايقاع برنو من ترن
گام عاشگ صاحب المطرب
يسمونه غزال..
بالليل من يمشي
يشگ زيج السمه
بجدحة اهلال..
كال للحورية ليش..
منهو يحدي بليلنه المحزن غنه،
ليش حطيتي الكحله ..
وضاع صوته...
واحنه صرنه اخلافه..
مدفونين موته...
گالتلهم...
راح يطلع من صهيل الخيل مهرة..
تهد رسنها وتصهل
الليل الطويل
يطيح من سابع ظهرها
شبل چن اعيونه متكحلات ميل..
يغني لاذان الصبح ...
بصوته يتشافه العليل...
وكيفت كلها النساوين اعله رنات التراچي،
عاد مطربنه اليسولف بالغنه احلى المحاچي..
وردت الديره حلم طره النهار
والمرايه البيها صورة صورتچ
ردت نهار...
اخ ياديرة صبانه..
محزمة بنهران سبعه..
وناشفه الشفه عطش....
********************************************************
الصفحة الخامسة عشر
جديد دور النشر العراقية
تواصل دور النشر العراقية الاهلية، اصدار عدد من المطبوعات وأحدث ما أصدرته:
دار الاهوار للطباعة والنشر التي يشرف عليها الاديب والفنان امجد ياسين النصير:
- ما تخفيه القراءة/ دراسات في الرواية والقصة القصيرة/ تأليف ياسين النصير.
- علم النفس وفن التربية/ تأليف جان بياجيه/ ترجمة محمد بردوزي.
* مؤسسة ابجد للنشر/ بابل التي يشرف عليها الاديب والمترجم حسن نهاية أصدرت الآتي:
- وقوقة/ رواية سعد سعيد.
- خفايا وأسرار/ تأليف سعد غالب عبد الكاظم الحجيمي.
* دار السرد للنشر، التي يشرف عليها القاص رياض داخل أصدرت ما يلي:
- فيئ القرنفل/ قصص ليلى عيال.
- دويتي كاترين وولي/ رواية نعيم عبد مهلهل.
*****************************************************
قصة قصيرة.. النقابة تدفن ميته
هنري لوسن*
ترجمة: جودت جالي
بينما كنا على القارب عصر يوم أحد في بحيرة صغيرة متفرعة عن النهر رأينا شابا على ظهر حصان يسوق بضعة أحصنة مع الضفة. قال بأن اليوم رائع، وسأل إن كان الماء عميقا هناك. قال له منكت من فرقتنا بأن الماء هناك عميق بحيث يغرقه، فضحك وسار بأحصنته الى الأمام مع النهر، ولم نوله انتباها كثيرا. في اليوم التالي تجمع مشيعون عند خمارة في ركن الشارع وتداولوا بينهم أن يشربوا شيئا بانتظار العربة التي تحمل التابوت. أمضوا بعض الوقت يرقصون رقصة الجيغ على أنغام بيانو في ردهة البار، وأمضوا الوقت الباقي يعبثون ويتشاجرون. كان الراحل عامل نقابي شاب، في حوالي الخامسة والعشرين من العمر، غرق في اليوم السابق وهو يحاول أن يجعل أحصنة تعبر سباحة بحيرة الماء المتصلة بنهر دارلنغ. كان غريبا في المدينة تقريبا، وقد لعب كونه نقابيا دورا في إقامة تشييع له. وجدت الشرطة أوراق نقابة في متاعه واتصلت بمكتب الاتحاد العام ليعطي معلومات عنه. هكذا عرفنا. كان لدى السكرتارية القليل من المعلومات عنه. إن الراحل “روماني كاثوليكي”، وأغلب أهل المدينة ليسوا كذلك، غير أن النقابية أقوى من العقائدية. على كل حال إن الشراب أقوى من النقابية، وعندما وصلت عربة الجنازة كان ثلثا المشيعين غير قادرين على التشييع. بلغ عدد أفراد الموكب خمسة عشر منهم أربعة عشر يتبعون إناء الروح الفارغ، وربما لم يكن أي واحد من هؤلاء يمتلك روحا حاله حال الجثة، ولكن هذا غير مهم. أربعة أو خمسة من المشيعين، وهم من عمال الخمارة، استعاروا مركبة يستخدمها المالك لنقل المسافرين من والى محطة القطار. كانوا غرباء عنا نحن المشاة، ونحن غرباء عنهم، وكلنا غرباء عن الجثة. جاء فارس بدا كأنه سائق ماشية والتحق بتشييعنا المغبر واتبعنا ما يقرب من مئة ياردة جارا حصان التحميل خلفنا، غير أن صديقا له عمل إشارات هائجة واستعراضية من شرفة فندق، يضرب بيده اليمنى الهواء كالصنارة ويؤشر بإبهام يده اليسرى الى الخلف من فوق كتفه باتجاه البار، فانسحب سائق الماشية ولم يتبعنا مرة أخرى. كان غريبا عن العرض بكامله. سرنا أزواجا، وكان يوجد ممن سار منا هكذا ثلاثة أزواج. كان الجو حارا جدا ومشبعا بالغبار، والحرارة تقذف بضراوة اشعاعات مبهرة عبر كل سقف حديدي وكل جدار خفيف اللون بمواجهة الشمس. تم اغلاق خمارتين احتراما الى أن مررنا. أغلقوا باب البار والزبائن كانوا يدخلون ويخرجون من مدخل جانبي أو خلفي لبضع دقائق، ونادرا ما يتذمر رجال الدغل لأي جانب غير ملائم لوضع كهذا عندما يكون دافعه تشييعا، فهم يحترمون الميت احتراما بالغا. في طريقنا الى المقبرة مررنا بثلاثة اشخاص يجلسون في الجانب الظليل من السياج، أحدهم كان سكرانا... سكرانا جدا، والاثنان الآخران غطى كل منهما أذنه اليمنى بقبعته، احتراما للراحل، أيٌّ كان، ورفس أحدهما السكران وهمهم له بشيء، فاعتدل، وحدق، ومد يده بعجز الى قبعته، رفعها جزئيا وأعاد وضعها على رأسه. ثم بذل جهدا عظيما ليتمالك نفسه، وقد نجح. وقف، وأسند ظهره الى السياج، ورمى قبعته، ووضع قدمه عليها ندما، وبقي حسير الرأس حتى مر الموكب. سار الى جانبي سائق ماشية طويل القامة عاطفي تمثل بسخرية بأبيات لبايرون ملائمة للمناسبة، مناسبة للموت، وسأل بفكاهة حزينة إن كنا نفكر بأن بطاقة الرجل الميت سيتم تقديرها “ هناك”، وكان يقصد بطاقة اتحاد نقابات العمال، وقد كان الرأي العام يشير الى أنه سيتم تقديرها. قال صديقي:” هل تذكر عندما كنا في القارب أمس، ورأينا رجلا يسوق بضعة أحصنة بمحاذاة الضفة؟”.
-” أجل”.
أومأ الى عربة الموتى وقال :” حسن، ذلك هو”. فكرت مليا وقلت :” لم أنتبه اليه جيدا. قال شيئا، أليس كذلك؟”.
-” أجل. قال بأن اليوم رائع. كنت ستلاحظه أكثر لو أنك كنت تعرف بأنه يوشك أن يموت تلك الساعة، وأن كلماته تلك ستكون آخر ما يقوله لأي إنسان في هذا العالم”.
قال صوت عال من الخلف :” مؤكد. لو كنت تعرف لكنت أطلت المحادثة”.
تهادينا في السير عابرين سكة القطار وعلى الطريق الترابي الذي يوصل الى المقبرة. تحدث بعضنا عن الحادث وعبروا عن مزاعم بأننا أنفسنا لدينا مجالات للنجاة قليلة، وعندها قال أحدهم :” ذلك هو الشيطان”.
رفعت نظري فرأيت قسا يقف في ظل الشجرة قرب بوابة المقبرة. كانت العربة مهيأة وألواح المؤخرة مفتوحة. غطى المشيعون آذانهم اليمنى بقبعاتهم فيما رفع أربعة رجال التابوت خارجا ووضعوه عند رأس القبر. وقف القس، وهو شاب شاحب هادئ، في ظل شجيرة نمت عند رأس القبر. نزع قبعته ورماها بلا اهتمام على الأرض، وبادر بتأدية واجبه. لاحظت أن واحدا أو اثنين من الوثنيين أجفلوا عندما نقّط الماء المقدس على التابوت. سرعان ما تبخرت القطرات، والبقع السود الدائرية الصغيرة التي خلفتها غطاها الغبار سريعا، غير أن لون أماكنها أظهر رخص ورثاثة القماش الذي غطي به التابوت، فقد بدت سوداء قبلها والآن تبدو رمادية قاتمة.
إن جهل الإنسان وحبه للمظاهر، حتى هنا، جعل من التشييع مهزلة. صاحب خمارة ضخم، رقبته كرقبة الثور، وملامحه الثقيلة المغطاة بالبثور تعبر عن أشد الجهل، قام برفع قبعة القس المصنوعة من القش ورفعها فوق رأس مبجله بحوالي إنجين حتى نهاية الاجراءات، وللتذكير نقول بأن الأب كان يقف في الظل.
بدا القبر ضيقا تحت التابوت، وتنفست بارتياح حين انزلق التابوت الى الأسفل بسهولة. رأيت تابوتا علق مرة، في رووكوود، وتوجب إخراجه بصعوبة ووضعه على تراب القبر عند أقدام الأقارب كسيري القلوب الذين غمغموا بوهن فيما باشر حفارو القبر بتوسيعه، ولكنهم لا يقومون بالعمل على نحو ملائم في الغرب. لم يكن حفارنا عديم الرحمة تماما أو يعوزه الاحترام للقيمة الإنسانية الموصوفة بأنها “مشاعر”. حك بمجرفته ليزيل ما سقط من كتل طينية على التابوت، وحاول كذلك أن يسوي التربة في قعر الحفرة بضربات من مجرفته، غير أن تربة أرض نهر دارلنغ ترتد وترتفع مع ذلك.
إن هذا غير مهم، لا شيء مهم. إن سقوط كتل طين على تابوت غريب لا يبدو مختلفا بأية حال عن سقوطها على صندوق خشبي عادي. على الأقل أنا لم ألاحظ أي شيء مروع أو غير عادي في الصوت، ولكن، ربما واحد منا، الأكثر حساسية، ذكره هذا الدفن بدفن منذ زمن بعيد، إذ كان سقوط كل حفنة من التربة على التابوت يرج قلبه رجّاً.
أهملت ذكر الرفيق الشيخ مكسور القلب، برأسه الأشيب محنيا ودموعه المدرارة تجري على خديه المتجعدين. كان غائبا، وربما كان يسكن منطقة قصية. حذفت لأسباب مماثلة الإشارة الى النداوة المريبة في عيون الوحشي الملتحي ساكن الدغل واسمه بيل. فشل بيل في أن يحضر، والنداوة الوحيدة في عينيه أحدثها الحر. أهملت “ الغروب الأسترالي الحزين” لأن الشمس لم تكن تنحدر وقتها، فالدفن جرى منتصف النهار بالضبط.
كان اسم رجل الدغل الميت هو جم، ظاهريا، ولكنهم لم يعثروا على صور، ولا خصلات شعر، ولا أي رسائل غرام، ولا أي شيء من ذلك النوع في متاعه، ولا حتى إشارة الى أمه، فقط بعض الأوراق المتعلقة بأمور النقابة. أغلبنا لم يعرف الاسم حتى رأيناه على التابوت. عرفناه بوصفه “ ذلك الفتى المسكين الذي غرق بالأمس”. قال صاحبي سائق الماشية الذي كان على معرفة به وهو ينظر الى الصفيحة :” إذن فاسمه جيمس تايسون”.
قلت :” لماذا! ألم تعرف ذلك من قبل؟”.
تبين فيما بعد أن جيمس تايسون ليس اسمه الحقيقي، بل هو الاسم الذي عُرف به. على أية حال هو دُفن به، وأكثر “ الصحف اليومية الأسترالية العظيمة” ذكرت في أعمدتها للأخبار الوجيزة بأن شابا اسمه جيمس تايسون غرق في فرع من نهر دارلنغ يوم الأحد الماضي. سمعنا فيما بعد ماذا كان اسمه الحقيقي. إلا أننا وإن توفرت لنا فرصة قراءة اسمه في “ عمود الأصدقاء المفقودين” فلم نستطع تقديم أية معلومات لأم أو شقيقة أو زوجة ثكلى، ولا لأي واحد ينفعه ذكرنا له فلقد نسينا الاسم أصلا.
While the billy boils, Henry Lawson. 1896
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هنري لوسن 1876 - 1922 شاعر وقاص استرالي وقد كتب أكثر القصص الأسترالية شهرة. هو الأديب الأول في بلده الذي أقيم له تشييع رسمي ووضعت صورته على الطوابع ويقام كل سنة مهرجان بذكراه ويوجد متحف باسمه.
*****************************************************
تشكيل.ز الرسام عبد الملك عاشور متعرجات تنتهي بذاتها
خالد خضير الصالحي
من الطبيعي ان يثير منجز فنان تشكيلي مهيمنات تختلف عن ما يثيره آخر، وأول ما أثاره منجز الرسام عبد الملك عاشور (1949البصرة) لدي قضية (آلية إنتاج) الخطاب التشكيلي عموما والعراقي خاصة، لأن آلية إنتاج الخطاب التشكيلي قد لا تختلف عن آلية إنتاج النصوص ومن ثم إنتاج المعرفة على أساس تلك النصوص، فحينما تنبع سلطة إنتاج الخطاب التشكيلي من الواقع أي حين نعد الرسم تشبيها ونقلا لموجودات الواقع التي هي (النصوص الأولى التي تنتج على أساسها الهوامش)، يبدأ الرسم بإنتاج أعمال تشبيهية؛ فتـتسلل البنى الحكائية ــ وهي اعتبارات خارج جمالية وذات طبيعة أيديولوجية ــ وتبدأ بإزاحة البنى الجمالية، بينما أدى الابتعاد عن فهم مهمة الرسم من كونها تقليدا لشيء آخر الى كونها إنتاجا لشيء مستقل أدى إلى جعل خطابات الرسامين السابقين هي (الخطابات الأولى) التي يستمد الآخرون (نصوصهم) منها، بل قد تصبح احيانا الإطار المرجعي الوحيد مما يؤدي إلى إصابة المنجز التشكيلي بحالة من التناسخ الداخلي ومن ثم التماثل المدرسي العقيم للتجارب.
لقد خضع الرسام عبد الملك عاشور، ضمن سعيه الطويل لتطوير منجزه التشكيلي، لما اعتبرناهما (قانونين) من قوانين الفن الحديث: القانون الاول، ذلك الذي وضعه (أندريه مالرو)، وأكد فيه (ان الرسام، في مراحله المبكرة، يقلد أشكال الواقع، بينما يقلد، في مراحله المتقدمة اللاحقة، أشكال الفن، اما القانون الثاني، وصاغه أميل برنار فيؤكد: توحّد (الفكرة) و(شكل الأشياء) في وعي الرسّام المتقدم، مع وجوب التأكيد بأننا نستخدم كلمة (قانون) مع تحفظات كبيرة.
لقد تتبعنا منجز عاشور طويلا لذا سنبيح لأنفسنا، فيما يخص امتثاله (لقانون مالرو)، اعتبار منجزه الذي غادره منذ سنوات، نهاية مرحلة وبداية أخرى، فهو يودّع الأولى التي قضّاها في محترفه الصغير في محافظة البصرة، مقلدا أشكال الواقع، فأذا هو يتجه الآن، بكل جهده، للامتثال للشق الثاني من (القانون) ذاته، مملوءا بطموح كبير لإنجاز لوحة تمتثل (لشروط) الرسم العراقي (الحداثيّ) في أيامنا الحاضرة.
لقد واجهنا أنفسنا، ونحن نعاين منجز الفنان، بسؤال جوهريّ هو: هل يجوز للدارس ان يتتبع مراحل (صنع) اللوحة؟ أم ان ما يعنيه فقط المنجز المتحقق لها؟.
لقد خالفنا ما درج عليه النقد الحديث، فأبحنا لأنفسنا الأمرين!! معتقدين ان عملية إنجاز اللوحة عند هذا الرسام ومن ينحو منحاه، وكما هي عند فناني (رسم الحدث Tachisme) يشكل جزءا جوهريا من متحققها النهائيّ، ومفتاحا مهما لبلورة مقترب دقيق منها، فهو يبدأ عمله أولا، بأن ينقل سطح اللوحة الذي يشتغل عليه، من وضعه الأملس إلى كيفية يتخذ فيها ذلك السطح شكلا خشنا مملوءا: بـ(متعرجات Meanders) وآثار وما شاءت الصدف من مواد تلقى عليه، لتشكل لعين الرسام (ملمسا) من (مستحـثات) يمكن ان توفر طاقات محفزة لظهور الشرارة التي توقد الرؤيا فتمنح تلك الآثار طاقة تجعلها قادرة على تلبّس (تحولات شكلية) باتجاه (أشكال مطلقة)، بالمعنى الفلسفي، وليس الهندسي والطوبولوجي، مما يبعدها عن أية مقارنات أو إحالات إلى أشياء الواقع التي تتخندق ضمن أحد الأشكال ذات المحيط الكفافيّ المماثل في نهاية المطاف. يسلك عبد الملك عاشور طريقا يماثل ذاك الذي يسلكه رسامو (المفروكات Frottage) ، ولكن، مع ان الجميع تقريبا يتّبع تقريبا نفس تكنيك إنجاز أشكالهم، ينتهي كل منهم إلى شق مختلف من (قانون مالرو)، حيث يعود رسامو المفروكات مرتدين من أشكال سطح اللوحة إلى ما يماثلها من أشكال الواقع بينما يتجه عبد الملك ببحثه صوب ما يماثل مستحثاته من أشكال سادت الرسم الحداثيّ العراقيّ بموجب (الاشتراطات) السائدة اليوم، فيلقي بمهمة البحث عما يماثلها، من أشكال الواقع، وهي ليست هدفاً عنده، على عاتق الملتقّي إذا شاء الأخير ذلك وليته لم يشأ!...
وكمحصلة لجهده هذا، ينجح عبد الملك عاشور في إخضاع منجزه لأبرز سمات الرسم العراقي (الحداثيّ) السائدة اليوم، حيث: تفكيك البنية الهيكلية التي تصون مركزية اللوحة شكلياً، ثم الاتجاه التدميري لفعل الرسم ــ ويسميه الناقد فاروق يوسف موت فعل الرسم ــ ثم الهروب من التشخيصية التي وسمت الرسم العراقي طويلاً، وأخيرا، إنهاء (النـثرية) والتتابعات الحكائية المنبثقة عنها لصالح الاهتمام ببنائية اللوحة (طوبولوجيتها).
لكن هل يكفي كل ذلك الاهتمام إلى اعتبار منجزه منتمياً إلى الرسم الحداثي؟ اعتقد ان كل ما سبق ذكره يُعدُّ، دون شك، سمةً من سمات الحداثة، ولكن السمة الأهم، عند عبد الملك عاشور باعتقادنا، هي: نشوء وعي لدى ذلك الرسام يجسده عبر منجز متحقق، فيه يكون (الرسم شيئاً يوجد من أجل ذاته، وينتسب إليها كلياً) من دون مرجعيات وإحالات خارجية، وهي السمة الأهم التي أقرَّتها حداثة الرسم العراقي الحاضر، فحيثما يمكن للوحة ان (تُفَسَّر) أو تُسْتَشْعَرَ عن طريق الكلمات التي تنـتمي، هي الأخرى إلى موجودات الواقع وتواطؤاته فلا علاقة لها بالرسم!!....
لقد بحث هيدجر في علاقات أكثر تقدماً وتعقيداً من تلك التي عالجها مالرو في (قانونه) ورؤية هيدجر تعالج وضع الرسام حينما يمتلك ناصية أسلوبه (نسقه الاسلوبي الخاص)، فيتساءل هيدجر عن أصل العمل الفني: (الشيء الذي منه وبوساطته يكون العمل الفني على ما يكون عليه، وعلى نحو ما يكون عليه) وينتهي إلى نتائج تضيع فيها الأبوة والبنوة، حينما يكون الفنان أصلاً للعمل الفني، ويكون أصل الفنان هو العمل الفني، وأخيراً يتيح الفن إمكانية الحديث عن الفنان والعمل الفني معاً باعتبارهما أصلا لبعضهما، (ومادام الفن أصل الفنان والعمل الفني، فإن التعالق الثلاثي للتأصيل المتعدد يقيم إطاراً لا يتوفر في الحقيقة على نقطة الأصل) (سلفرمان، نصيات، الدار البيضاء، ط1، 2002، ص84) وبذلك تضيع نقطة الارتكاز، فتكون عناصر عملية الإبداع الفنية الثلاثة أصولاً وفروعاً في عين الوقت، فحينما (يتحرك مسار التأصيل من الفنان إلى العمل الفني، ومن العمل الفني إلى الفنان، ومن كليهما إلى الفن، ومن الفن إلى العمل الفني (المصدر السابق ص84) ستكون العناصر الثلاثة أصولاً تقف في نفس مستوى الأصالة ولا يعود الفنان وبه حاجة إلى تقليد احده، بل يشرع كما شرع هيدجر، بالبحث في العلاقة بين عناصر العملية الإبداعية الفنية من خلال (الطبيعة للعمل، فالعمل معين من حيث شيئية) وتجذره في أساس صلب... أنه يلامس أساس الأرض، وعالم الأشياء والموضوعات الطبيعية الأخرى) (السابق ص88) وبذلك تدخل العملية الفنية مستويات معقدة من العلائق بين عناصرها، وهو ما لمسناه من متابعتنا الحثيثة واللصيقة لتجربة الرسام عبد الملك عاشور، ذلك الرسام الذي تحول الآن إلى نقل منطقة اشتغاله من تقليد أحد عناصر العملية الفنية إلى التوغل في الوجود الشيئي للوحة بحثاً عن التنسيق الفردي، وهجر إتباع المثال (سواء كان مشخصات الطبيعية أو الأنساق المهنية) إلى محاولة أبداع ذلك المثال أولاً، وثانياً جعل لوحته تجربة (أمبريقية) تخضع المادة لها، وتخضع لها كامل الواقعة الشيئية، وبذلك يكون عبد الملك عاشور، قد تمثل التحول الأهم في الرسم الحديث الذي لم يكن إلا اكتشاف (اللون المسطح lacouleurapl) الذي كان الاكتشاف الأكبر للنصف الأول للقرن العشرين والاختراع الكبير لفناني مدرسة باريس، كما يذكر بيرفانكاستيل، فيكون عبد الملك عاشور أذن قد دخل مرحلة أخرى يتنقل فيها من مراحله السابقة التي تضع مثالاً خارجياً لها، إلى مرحلة الاشتغال على (اللون المسطح) وتفعيل الواقعة الشيئية باعتبارهما جوهر الرسم الحديث.
في اعماله الأخيرة يعود عبد الملك عاشور الى اشكال الواقع ومشخصاته ليستل منه عينات يحاول مزجها مع متعرجات سطح اللوحة فتبدو لوحته وكأنها مزج لواقعتين يمثل الحلم واقعتها الأولى، ويمثل الواقع ومادياته ومشخصاته واقعتها الثانية..
وكمحصلة لجهده هذا، ينجح عبد الملك عاشور في إخضاع منجزه لأبرز سمات الرسم العراقي (الحداثيّ) السائدة اليوم، حيث: تفكيك البنية الهيكلية التي تصون مركزية اللوحة شكلياً، ثم الاتجاه التدميري لفعل الرسم - ويسميه الناقد فاروق يوسف (موت فعل الرسم)، ثم الهروب من التشخيصية التي وسمت الرسم العراقي طويلاً، و أخيرا ، إنهاء ( النـثرية ) والتتابعات الحكائية المنبثقة عنها لصالح الاهتمام ببنائية اللوحة (طوبولوجيتها).
لكن هل يكفي كل ذلك الاهتمام إلى ان نعد منجزه منتمياً إلى الرسم الحداثي؟ اعتقد ان كل ما سبق ذكره يُعدُّ، دون شك، سمةً من سمات الحداثة، ولكن السمة الأهم، عند عبد الملك عاشور باعتقادنا، هي: نشوء وعي لدى ذلك الرسام يجسده عبر منجز متحقق يكون فيه “الرسم شيئاً يوجد من أجل ذاته، وينتسب إليها كلياً”، دون مرجعيات وإحالات خارجية، وهي السمة الأهم التي أقرَّتها حداثة الرسم العراقي الحاضر، فحيثما يمكن للوحة ان (تُفَسَّر) أو تُسْتَشْعَرَ عن طريق الكلمات التي تنـتمي، هي الأخرى إلى موجودات الواقع وتواطئه التي لا علاقة لها بالرسم!
*****************************************************************
الصفحة السادسة عشر
التيار الديمقراطي في المثنى يحيي ذكرى ثورة تموز
السماوة - عبد الحسين ناصر السماوي
نظمت تنسيقية التيار الديمقراطي في المثنى، عصر الجمعة الماضية، ندوة حوارية حول ثورة 14 تموز المجيدة ومنجزاتها، وذلك في مناسبة ذكراها الـ66.
الندوة التي احتضنتها حدائق «متنزه الوردة» العائلي في مدينة السماوة، حضرها عدد من الديمقراطيين، وأدارها رئيس التنسيقية إحصاء كريم. بينما تحدث فيها الشخصية الوطنية خضير عباس، عن الثورة وبداية انطلاقها، وكيف ان الشعب ساندها وساند قادتها وفي مقدمتهم الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي أحبه العراقيون لوطنيته ونزاهته.
ولفت إلى ان «السجون في زمن النظام الملكي كانت مكتظة بالسجناء السياسيين، وكانت الإعدامات متواصلة. حيث تم إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي بين عامي 1948 و1949. كما كان الشعب يعاني في تلك الفترة الفقر والظلم والطغيان على يد قادة مستبدين موالين للاستعمار».
وأشار عباس إلى انه «نتيجة لتلك الظروف القاسية ساند العراقيون الثورة منذ انطلاقها، وأصبحوا درعا حصينا لحمايتها»، ملقيا الضوء على أبرز إنجازات حكومة الثورة من مصانع ومستشفيات ومدارس، وبيوت للفقراء، إلى جانب ما شُرع من قوانين مهمة تصب في صالح الشعب. وبيّن أن «الزعيم عبد الكريم قاسم عندما شكل الوزارة، اختار عناصر وطنية أصبح لها دور فاعل في بناء العراق، ما جعل البلاد متقدمة على بلدان المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث تتمتع باقتصاد قوي وبنى تحتية متميزة». واستذكر خضير أجواء الثورة في مدينة السماوة، حيث انطلقت التظاهرات المؤيدة لها، والتي شارك فيها الشيوعيون والوطنيون وسائر أبناء المدينة.
فيما تطرق إلى إجهاض الثورة «إذ لم ترق لأعدائها من القوميين والبعثيين منجزاتها التي جعلت العراق بلد خير ونماء. فقاموا عام 1963 بإسقاط الثورة وقتل زعيمها، وإدخال البلاد في مرحلة دموية، مرحلة الحرس القومي سيء الصيت، الذي لاحق وسجن وعذب وأعدم أعدادا كبيرة من الشيوعيين والوطنيين».
وشهدت الندوة نقاشات بين المتحدث والحضور، حول الثورة ومنجزاتها وشخصية عبد الكريم قاسم ورفاقه المشاركين معه في الثورة الخالدة.
**********************************************************
في مقر شيوعيي البصرة.. ندوة حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية
البصرة – باسم محمد حسين
عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مساء الجمعة الماضية، ندوة حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959 المعدل، والذي أرجأ البرلمان مناقشته خلال جلسته الأربعاء الماضي.
الندوة التي التأمت على «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية، حضرها جمع من الشيوعيين والقانونيين والناشطين المدنيين والمهتمين في الشأن القانوني. فيما استهلها سكرتير المحلية الرفيق كاظم محسن حسين، بالحديث عن قانون 1959، وقدرته على معالجة الأحوال الشخصية بشكل عام بعيدا عن المنظور الطائفي والملابسات المذهبية الضيقة، مقدما أمثلة واقعية عن ذلك. ثم تطرق إلى مقترح التعديل الجديد، وما تضمنه من رؤية طائفية وانتقاص من حقوق المرأة والطفل، شارحا بعض فقرات التعديل. بعدها قدمت السيدة نوال سالم، من رابطة المرأة العراقية، نبذة مختصرة عن التعديل الذي واجه رفضا شعبيا واسعا. وتخللت الندوة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين.
******************************************************
يوميات
- يعقد نادي الترجمة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة حوارية لوضع برنامج حيوي فاعل يخدم مسار عملية الترجمة الأدبية ودورها الثقافي.
ودعا النادي جميع المترجمين من أعضاء الاتحاد في بغداد، إلى المشاركة في الجلسة. كما دعا المترجمين من أبناء المحافظات الأخرى، ممن لديهم مقترحات حول الموضوع، إرسال مقترحاتهم لعرضها في الجلسة.
تبدأ الجلسة في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
**************************************************
اتحاد الأدباء يحتفي بشاعرين شابين
متابعة – طريق الشعب
احتفى نادي أدب الشباب في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، السبت الماضي، بالشاعرين الشابين كرار السعد وعماد وضاح، في جلسة حملت عنوان «أدب الشباب.. أدب الحياة».
الجلسة التي نُظمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين. فيما أدارتها الشاعرة د. راوية الشاعر، التي قدمت سيرتي الشاعرين مع نبذة عن تجربتيهما.
وافتتح السعد الجلسة بقراءة قصيدتين، إحداهما بعنوان «حوت اللا معنى»، والأخرى عنوانها «كلما مررت بقصائد». ثم تحدث عن فن الشعر، واصفا إياه بأنه «أكثر الفنون تعبيرا عن الإنسان». فيما تطرق إلى مجموعته الشعرية الموسومة «خياط الموتى»، وقرأ عددا من نصوصها.
أما وضاح، فقد استهل قراءته الشعرية بقصيدة حملت عنوان «تنويعات»، أعقبها بقصائد أخرى من عناوينها «رحلة مع الرافدين» و»حزني عراقي الهوى».
وتخللت الجلسة مداخلات نقدية لعدد من الأدباء الحاضرين، أشادت بتجربتي الشاعرين.
وفي الختام، قال رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، ان «اتحاد الأدباء يحتفي بالتجارب الشعرية الجديدة، وهذا جزء من مسؤوليته، لأن الحياة قائمة على لعبة التواصل، واليوم تعرفنا على شاعرين جديدين لم يكتبا بنمطية، بل بوعي، وهذا دليل على عافية ثقافية».
**************************************************
في تورنتو أمسية فنية في ذكرى ثورة 14 تموز
تورنتو – طريق الشعب
أقامت اللجنة النسوية التابعة إلى تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا، السبت الماضي، أمسية فنية ترفيهية عائلية في مناسبة الذكرى الـ66 لثورة 14 تموز.
تضمنت الأمسية التي أقيمت على إحدى القاعات في مدينة تورنتو، وصلة غنائية للمطرب رعد حبيب، فضلا عن فقرات شعرية وترفيهية.
وألقيت في سياق الأمسية كلمة في المناسبة باسم تيار الديمقراطيين، جاء فيها أن «ثورة 14 تموز تُعد بمثابة الخطوة الأساسية الأولى على طريق تحقيق الاستقلال الحقيقي وعلى طريق التحرر الوطني من براثن الاستعمار والتخلف»، مضيفة أنه «سنظل نعتز بهذه الثورة ومبادئها التي ضحى في سبيلها شهداء العراق الأبرار، ونستمد منها العزم والقوة للكفاح من اجل عراق مستقل حر، ينعم فيه الجميع بالسلام والأمان والكرامة».
******************************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- حسين النجار نسبة ثابتة من راتبه الشهري.
- الدكتورة خولة الرومي 1000 جنية إسترليني.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
********************************************************
ليس مجرّد كلام.. شمسُ المحبّة لن تغيب ابدا
عبد السادة البصري
في رواية (السبيليات)، يرسم الروائي الكبير الراحل إسماعيل فهد إسماعيل لوحةً رائعةً لمفهوم الإصرار على شيء ما، وبالأخص التعلق بمطلب عام يخصّ الأرض والناس ومقاومة كل الأعاصير والعقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق ما نصبو اليه حتى نصل الى ما نريد وبكل قوة وعزيمة. فعل ذلك من خلال تتبعه لحياة المرأة ذات العقد الخمسيني (أم قاسم) التي نزحت قسراً عند اشتعال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي من منطقة السبيليات الى احدى المحافظات، وبعد موت زوجها بسنتين عادت حاملة عظامه لتدفنها في بيتهم القديم وقريتهم وتعيش قربه، رغم معارضة الجيش آنذاك ومنعهم لها لكن إصرارها على البقاء رغم كل شيء تحت قلق القصف واحتمال الموت في أي لحظة وعملها على فتح قنوات الماء من الشطّ وتصليح ما خَرُبَ من الأراضي والبساتين وبعض حيطان البيوت وإعادة الحياة الى نخيل وأشجار قريتها «السبيليات» التي أعطت مثالاً رائعاً في حب الإنسان لأرضه وناسه وإصراره على بناء وتعمير كل شيء أفسدته الحرب..
تذكرت هذه الرواية واسترجعت فيها موقف أمي يرحمها الله التي أصرت على البقاء في بيتنا في الفاو عند اشتعال الحرب آنذاك لمدة سنة كاملة. مثلما أجد اليوم إصرار اخوتي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب على تقديم كل ما هو جميل في مبادرات هي الأولى من نوعها عراقياً وعربياً وحتى عالميا، كمتحف الأدباء العراقيين الذي يضم بعض المقتنيات الخاصة لرموزنا الابداعية من شعراء وروائيين وقصّاصين، لتطّلع الأجيال على بعض مايخصّ الاسماء المبدعة الذين تعلّمنا منها الكثير ،كذلك مكتبة الفريد سمعان ،والانفتاح على الجميع بقلب ملؤه المحبّة للوطن والناس،، هذا العمل الذي أسّس ويؤسّس لمبادرات اخرى تصبّ في خدمة الحركة الثقافية ومبدعيها يؤكد ان الثقافة الحقيقية والحرص على ادامتها وتواصل الجميع، سوف تصلّح وترمّم ما نخره الفساد في جسد الوطن وحتماً سيكون الصوت عالياً ومشاركاً بقوة في كشف الزيف وكل شيء نُهِبَ دون وازع من ضمير من خلال صفقات فساد مشبوهة في الكثير من الأمور التي تركت البلاد والعباد نهباً للفقر والخراب والأمراض والدمار ونزيف الدم.. هذا الإصرار الذي يجسده المثقفون والأدباء المتعلّقون بعراقيتهم حدّ الموت ومثلما الشباب الابطال الذين ضحّوا ويضحّون بالغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض والمقدّسات من خلال تطوعهم في القتال ضد عصابات داعش الإرهابيةحين دنّست اقدامها النجسة ارضنا، وتظاهراتهم التي هزّت عروش الفاسدين، والإصرار على كشف اللصوص والقتلة وتقديمهم الى العدالة وإعادة الحياة الحقيقية من خير وسعادة للناس والوطن..!
مادام هناك إصرارٌ على رسم مستقبل مشرق للعراق وعزمٌ قائم فأنا على يقين أنّ شمس المحبة ستشرق ويعمّ الخير والسلام والعدالة والإنسانية الحقّة كل ربوع أرضنا..ستنتهي الصراعات والمصالح الضيّقة، وستنتعش أرضنا ونفوسنا وتتحقق الآمال والأحلام بالخير والمحبّة مثلما تعمّرت أرض وبساتين «السبيليات» وأثمرت نخيلها وارتوت بماء المحبّة على يد وبعزيمة