الصفحة الأولى
نواب وقانونيون يعارضون المقترح ويعدونه مخالفاً للدستور.. قوى وطنية ومدنية توسع دائرة رفضها لتعديل «الأحوال الشخصية»
بغداد ـ علي شغاتي
برغم الحملة الواسعة لرفض مقترح تعديل قانون الأحوال المدنية، التي قدّمها أحد النواب في البرلمان، اصطفت قوى الإطار التنسيقي مجددا مع هذا مقترح، ودعت إلى المضي قُدمًا في القراءة الأولى للمقترح التعديل، في إشارة منها إلى حالة الانفراد والهيمنة وفرض الامر الواقع، وإرسال رسالة واضحة إلى الرأي العام بأنها لا يمكن ان تتراجع عن مساعيها الرامية إلى سلب مكتسبات المرأة وتفتيت وحدة المجتمع، من خلال إدخال تعديلات مرفوضة ومستهجنة من قبل أطياف واسعة من الشعب.
وفي إطار حملة الرفض الواقفة في وجه محاولات إعادة العراق إلى عصور غابرة، عقدت مجموعة من منظمات المجتمع المدني وممثلات عن الحركة النسوية وممثلي جمع من القوى السياسية والأحزاب وشخصيات قانونية وأكاديمية، لقاءً تداولياً، لبحث تداعيات تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ، وسبل الوقوف بالضد من أي إجراء يخالف الدستور والديمقراطية.
تعطيل لمواد دستورية!
واستعرض اللقاء الذي عقد أمس الأول في بغداد، الإجراءات والتصريحات التي صدرت في الأيام القليلة الماضية من قبل القوى السياسية المتنفذة والماسكة بالسلطة، التي تريد تعديل القانون وتشويه ما يخالف الدستور في مختلف المواد الدستورية، ومنها المادة ٢/ الفقرتان (ب) و (ج) والمادة 14 والمادة 29 والتي ينسفها تعديل القانون.
وأكد اللقاء في بلاغ صادر عنه رفض الجميع إدراج مسودة التعديل في جدول أعمال جلسات مجلس النواب، وحض النواب المعارضين له على مواصلة رفض التعديل ورفع صوتهم ضده.
واتفق اللقاء على إجراء مباحثات مكثفة مع مختلف الجهات المدنية لتشكيل تحالف واسع للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ.
وبيّن المجتمعون، أنّ القوى السياسية الطائفية المتنفذة تحاول إخفاء جوانب حكمها السلبي وتغطي ملفات الفساد التي تظهر بين الحين والأخر، وتريد إشغال المجتمع بقضايا خلافية في سبيل فرض هيمنتها على السلطة وإدامة وجودها فيها.
وحثّ الحاضرون، جميع القوى السياسية المدنية والديمقراطية والقوى المجتمعية والنقابات والاتحادات، على مساندة حملة الرفض الواسعة لتعديل القانون: «نهيب بوسائل الإعلام الوطنية أن تواصل دعمنا للحد من أي خرق للدستور والديمقراطية».
واتفق المجتمعون على إقامة مؤتمرٍ صحفي واسع اليوم الخميس.
مقترح يفكك الأسر العراقية
من جانبها، قالت عضو لجنة الأوقاف والخدمات النيابية نهال الشمري، ان «مقترح قانون الاحوال الشخصية المراد تشريعه يعمل على تفكيك الأسرة العراقية، خاصة اذا كان الزوجان يختلفان بالطائفة».
وحذرت الشمري في تصريح لـ»طريق الشعب»، من ان «الزواج خارج المحاكم يبخس حق المرأة ويعرضها للطلاق اكثر من مرة، وذلك لغياب القانون الرسمي للدولة والركون لقانون يعمل به الاخرون حسب اهوائهم وانتماءاتهم».
وأبدت النائبة استغرابها من «تدخل الاطار التنسيقي في سن قانون يرسخ الطائفية»، مؤكدة ان «الموضوع يحتاج الى دراسة ونقاشات مستفيضة فهو ليس موضوعا حزبيا، انما هذا قانون دولة».
قانون جدلي
فيما أعرب النائب محما خليل عن رفضه التعديلات المقترحة على القانون، واصفا إياه بأنه «مقترح جدلي ولا يجب عرضه للنقاش في الوقت الحاضر».
وشدّد خليل في حديث صحفي على أن «المقترح يتضمن بنوداً تتناقض مع الدستور والقوانين العراقية. كذلك مع العادات والتقاليد المجتمعية»، مؤكدا أن «هذه البنود تثير الكثير من الجدل والمخاوف، خاصة تلك المتعلقة بالمسائل المذهبية وسن الزواج».
وأوضح النائب، أن «توقيت طرح هذا التعديل غير مناسب، حيث كان من المتوقع أن يكون هناك توافق أوسع بين الكتل السياسية حول بنود القانون، وأن يكون متماشيًا مع الطروحات التي طرحتها هذه الكتل».
وأشار إلى أن «إصرار بعض الأطراف على تمرير هذا القانون في التوقيت الراهن قد يكون هدفه توليد الضغط على البرلمان»، مشددا على أن «هذا الأمر لا يخدم المصلحة العامة، ووضعه على جدول الأعمال ليس في توقيته أو محله».
يتعارض مع ديباجة الدستور
بدوره، أكد الخبير القانوني محمد جمعة، أنّ الاستناد إلى المادة 41 من الدستور غير قانوني؛ حيث لا تزال هذه المادة قيد الدراسة في لجنة التعديلات الدستورية.
وأضاف جمعة في حديث لـ»طريق الشعب»، أن لجنة التعديلات الدستورية التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء قد أدرجت المادة 41 ضمن قائمة المواد المقترحة للتعديل، مبينا ان «المادة 142 من الدستور تنص على ضرورة إجراء استفتاء شعبي على أي تعديل دستوري. وبما أن المادة المقترحة تخضع حالياً لهذا الإجراء، فلا يمكن استخدامها كأساس لتشريع أي قانون قبل إجراء الاستفتاء».
ورأى جمعة، أن التعديل المقترح يتعارض مع ديباجة الدستور التي تؤكد على بناء عراق ديمقراطي بعيداً عن الطائفية، حيث أن هذا التعديل من شأنه تعزيز النزعات الطائفية. كما يتعارض التعديل المقترح مع المادة 29 من الدستور التي تكفل حماية الأمومة والطفولة، حيث أن هذا التعديل قد يقوض هذه الحماية. ويخالف التعديل أيضاً المادة 82 من الدستور التي تؤكد على استقلال القضاء، حيث ينص التعديل المقترح على إعطاء جهات تنفيذية غير قضائية سلطة التأثير على أحكام القضاء، وهو ما يعد تدخلاً سافراً في شؤون العدالة.
ويوضح جمعة، ان التعديل يتيح لجهات تابعة للسلطة التنفيذية فرض أحكام على السلطة القضائية.
ويؤكد قضاة وقانونيون، أنّ قانون الأحوال النافذ لا يخالف بنود الشريعة الإسلامية، وأن الغاية من تعديل القانون هي الإساءة لواقع المرأة وافتعال أزمات مجتمعية جديدة، خاصة وأن القانون ما زال المرجعية القانونية التي يُعتمد عليها في تنظيم أحكام الأسرة واستقرارها منذ أكثر من ستة عقود.
ويحذرون من أن مقترح القانون يذهب أيضًا باتجاه خلق سلطة تشريعية رديفة موازية لمجلس النواب متمثلة بفتاوى الوقفين الشيعي والسني. كما أن التعديل يتعارض مع المادة (5) من الدستور، التي تنص على سيادة القانون على جميع فئات الشعب العراقي دون تمييز. كما أن مقترح القانون تضمن انتهاكا صريحا لحقوق المرأة بصورة عامة.
********************************************************
راصد الطريق.. هل يعبّر هذا البرلمان عن إرادة العراقيين؟
258 يوماً مضت على قرار المحكمة الاتحادية بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب السابق. ومنذ ذلك الحين والمجلس يفشل في اختيار خليفة له رغم الحديث المستمر عن اقتراب المتنفذين فيه من بلوغ اتفاق سياسي ينهي الأزمة العالقة.
هذا المجلس الذي لا يختلف اثنان على أن تركيبته تعجز عن إنتاج حلول، لأنه اقرب الى تجمع للقوى الخاسرة في الانتخابات وقد قادت الصدفة جُلَ أعضائه إلى كراسيه في عملية اقتراع شهدت عزوفاً عن المشاركة، واستقالات للفائزين منه بالجملة، وانسحابات من المرشحين.
ورغم كل ما تقدم، انفرد مجلس النواب في دورته التشريعية الخامسة هذه بتشريع قوانين مثيرة للجدل، تسعي إلى سلب العراقيين مكتسباتهم التي جاءت ثمارا لعقود من النضال في وجه الرجعية والاستعمار والدكتاتورية.
لقد قزمت الكتل المتنفذة دور أعلى سلطة تشريعية في البلد، واستغلته استغلالاً بشعاً لتنفيذ أجنداتها الحزبية الضيقة، بدلاً من العمل على إقرار قوانين يمكن أن تسهم في بناء حياة أفضل للعراقيين.
ويبقى قائما السؤال الملح عن مدى شرعية هذا البرلمان التمثيلية، ومدى انسجام القوانين والقرارات الصادرة عنه مع الإرادة الجمعية للعراقيين؟
***********************************************************
ندين العمليات الاجرامية للاحتلال الصهيوني
ارتكبت حكومة نتنياهو الفاشية في الساعات الاخيرة اعتداءً اجراميا سافرا على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويأتي ذلك استمراراً لمسلسل جرائم الابادة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الصارخة لسيادة البلدان العربية، بدعم مكشوف من الإدارة الامريكية وحلفائها من الأنظمة الرجعية المنخرطة في التطبيع المذل مع اسرائيل، ورغم تصاعد الاحتجاجات العالمية المطالبة بوقف هذه الحرب القذرة فورا وإنهاء الاحتلال وتلبية المطالب العادلة للشعب الفلسطيني.
وقد استهدف العدوان الاجرامي الاخير قيادات لحزب الله اللبناني، واعقبه اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران. وتنذر هذه الجرائم الجديدة بتوسيع نطاق الحرب وتهديد الأمن والسلام في المنطقة.
اننا في الحزب الشيوعي العراقي، اذ نستنكر وندين هذه الاعتداءات الغادرة ندعو شعوبنا وقواها الوطنية، وكافة القوى اليسارية والتقدمية وقوى السلام في العالم الى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الاعتداءات الاجرامية ومحاسبة كيان الاحتلال الصهيوني دوليا، وتقديم التضامن الفعال للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية ومقاومته الشعبية الباسلة.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
بغداد 31 تموز 2024
********************************************************
الشيوعي العراقي يدين بشدة استهداف شمال بابل
يدين الحزب الشيوعي العراقي، عملية القصف الجوي لمنطقة جرف الصخر، شمالي بابل، من قبل طائرات التحالف الدولي، معتبرا ذلك «انتهاكا صارخا» للسيادة العراقية، وتهديدا لسلامة المواطنين.
وفي تصريح لـ»طريق الشعب» دان الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، القصف الجوي من قبل طائرات التحالف الدولي لمنطقة جرف الصخر، مؤكدا ان «استمرار مثل هذه الاعتداءات يعد انتهاكاً لسيادة العراق، وتهديداً جدياً لسلامة المواطنين الآمنين».
وطالب الرفيق النجار بـ»وقف مثل هذه الاعتداءات فوراً»، محذرا من «تحول بلدنا الى ساحة صراع للمصالح، ما يلحق الضرر بشعب العراق وامنه واستقراره».
وطالب بـ»احترام سيادة العراق واستقلاله، ورفض أية انتهاكات لحرمة أراضيه واجوائه».
وأكد النجار موقف الحزب الداعي الى «اخلاء بلدنا من أي وجود عسكري اجنبي، وان تبذل الحكومة كافة المساعي لضمان تحقيق ذلك»، مشددا على «أهمية الموقف الوطني العراقي من هذه الاعتداءات وقضية الوجود العسكري الأجنبي، وضرورة توحيد القرار الأمني والعسكري العراقي المناط دستورياً برئيس مجلس الوزراء».
٣١-٧-٢٠٢٤
**********************************************************
الصفحة الثانية
وزارتان تشرعان في «الحفاظ على التنوع البيولوجي»
بغداد ـ طريق الشعب
أعلنت وزارة البيئة، عن إجراءات مشتركة مع وزارة الموارد المائية، للحفاظ على التنوع البيولوجي في العراق.
وقالت مدير عام الدائرة الفنية في وزارة البيئة نجلة محسن الوائلي، إن “وزارة البيئة تراقب بشكل مستمر نوعية المياه والتربة والتنوع البيولوجي، إذ هناك علاقة وثيقة بين عناصر البيئة فإذا اختل أحدها فإنه يؤثر على الجانب الثاني”.
وأضافت الوائلي، أن “الجفاف الذي يمر به العراق ونقص المياه، أديا إلى فقدان كثير من التنوع البيولوجي السمكي أو الثروة الحيوانية كالجاموس والطيور وغيرها”. وأشارت إلى أن “العراق تمر به 4 خطوط مهمة لهجرة الطيور أثناء الشتاء ترافق وجود المياه”، مؤكدة أن “وجود الشح في هذه المياه أدى إلى إرباك هذه الطيور ليس في العراق فقط ولكن في العالم”. وأوضحت، أن “أكثر هذه الخطوط تأتي من بحيرة سيبيريا في روسيا، تتوجه إلى العراق في مكانات مختلفة وثم تنطلق الى أوروبا وبعدها تعود إلى نفس الطريق”، مبينة أن “هذه الخطوط تأثرت بوجود الشح والجفاف ونقصان الثروة السمكية والحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض مثل السلحفاة الملساء”.
وأكدت أن “وزارة البيئة تتخذ إجراءات كثيرة بالتعاون مع وزارة الموارد المائية منها أولا: توفير الحصص المائية والتوزيع العادل لجميع القطاعات، وثانياً: التوجه إلى المياه المستخدمة في العراق مثل مياه الصرف الصحي ومياه البزل والمياه المرافقة للنفط والمياه العادمة، نحسنها ونعيد تأهيلها ومن بعد ذلك استخدامها لتكون مصادر جديدة للمياه، فضلاً عن تقليل التلوث وإعادة نسب الرطوبة لبعض الانهار التي جفت وبدأت تفقد التنوع البيولوجي”. وتابعت: “كذلك بدأنا بإعلان المحميات كمواقع مهمة للتنوع البيولوجي تحتاج إلى خطة إدارة، وبدأنا بكتابة خطط إدارة كبيرة لكل المواقع إذ يوجد بواقع 82 موقعاً مهماً للتنوع البيولوجي في العراق”.
******************************************************
مطالبات بتطبيق قانون التدرج الطبي الاحتجاج الغاضب يتواصل في محافظات البلاد
بغداد ـ طريق الشعب
تتواصل الاحتجاجات الغاضبة في عدد من المحافظات الجنوبية، مطالبة بفرص العمل والخدمات، فيما تلجأ السلطات الى تفكيك تلك الاحتجاجات بالقوة بدلا من الاستجابة لها.
خدمات بلدية متردية
وأقدم محتجون في مدينة الناصرية على رمي النفايات داخل مبنى بلدية الناصرية في تصعيد احتجاجي على تراكم النفايات في منطقة الإسكان الصناعي وعجز الدائرة عن أداء واجباتها.
وأشّر أحد المحتجين في مقطع فيديو، تراجعا في مستوى الخدمات في عموم المناطق ونقص الآليات في مدينة الناصرية، مشيرا الى ان غياب الخدمات الأساسية من دون معالجات حكومية واضحة وسريعة، دعاهم إلى التظاهر وجمع النفايات ورميها داخل الدائرة بطريقة احتجاجية على هذه المشكلة.
ودعا المتظاهر، الجهات الحكومية المعنية لمتابعة عمل البلدية وفتح تحقيق في هذا التقصير.
ونظم العشرات من شريحة التربويين ـ إداريي ومحاضري 2020 ـ من الذين يعملون بالمجان ضمن ملف الـ 19 ألف، وقفة أمام مجلس محافظة البصرة، مطالبين بإعلان أسمائهم ضمن مديرية التربية بالمحافظة، مشيرين إلى أنها منذ 2020 وحتى اليوم لم تجد حلا لهم.
وقال أحد المتظاهرين، إنّ من ضمنهم من حذف اسمه بملف تشابه الأسماء ومنهم من سقط سهوا والذين يبلغ عددهم أكثر من 600 شخص، فيما انتقدوا سوء التعامل من قبل موظفي المديرية مع المراجعين، حسب قولهم.
من يسقي عنبر المشخاب؟
إلى ذلك، تظاهر مزارعو العنبر في حقول الدبينية والسوارية وشلال والجنابيات، أمام جسر الدبينية في المشخاب، نتيجة الخسائر التي تكبدوها بعد وعود الحكومة بزيادة الحصص المائية. وعبّر المحتجون عن غضبهم عبر إغلاق جسر المشخاب الحديدي، ومنع مرور السيارات من أجل الضغط على المسؤولين، لتنفيذ مطالبهم وهي زيادة مناسيب الماء لأراضي الشلب، ووضع ناظم المشخاب تحت تصرف مديرية ري النجف، وإرسال لجان مختصة من الري والزراعة للكشف عن الأراضي المتضررة من الشح المائي.
يقول علي أحمد، وهو أحد المتظاهرين: “زرعنا العنبر وتورطنا بسبب وعود بتوفير الحصة المائية للأراضي الزراعية ضمن الخطة الزراعية. خسرنا تكاليف الحراثة والبذور والسماد بالملايين، وأرضي سقيتها مرة واحدة حتى الآن، وأنا متأخر جداً بسبب شح المياه الواصلة إلى أراضينا. لن ننسحب حتى يتم تحقيق مطالبنا”.
سماويون يطالبون بفرص العمل
وتظاهر مواطنون في منطقة عين صيد جنوب السماوة، يوم أمس، مطالبين بتحسين الخدمات في منطقتهم وإكساء الطريق الواصل لهم.
وذكر عدد منهم، إنّ الأجهزة الأمنية أرسلت دوريات إلى المكان وفتح الطريق، مشيرين إلى أن المطالب كانت تأهيل شبكة الكهرباء وتأهيل محطة مياه فضلا عن إكساء عدد من الطرق.
وتظاهر مواطنون في ناحية الدراجي جنوب المثنى أمام “محطة الوزن” قرب منطقتهم “الهويشلي” للمطالبة بتوفير فرص عمل بتلك المحطة.
****************************************************
الرفيق نعمان علوان سهيل التميمي (أبو رائد).. وداعا
بحزن عميق تلقينا نبأ رحيل الرفيق نعمان علوان التميمي (ملازم خضر)، بعد عمر حافل بالعطاء والعمل من اجل خير الشعب والوطن.
فارقنا اليوم العزيز (أبو عائد)، المناضل الشيوعي الوفي، والقائد الأنصاري الباسل الذي تشهد له ولشجاعته ورباطة جأشه جبال ووديان وسهول كردستان العراق، نصيراً مقاتلاً وقائدا في حركة الأنصار الشيوعيين، وأحد القادة البارزين في معركة هندرين عام ١٩٦٦.
رحيل الفقيد أبو رائد خسارة كبيرة لحزبنا ولرفاقه، ولرابطة الأنصار الشيوعيين التي ساهم في تأسيسها وفي قيادتها حتى رحيله.
في مناسبة هذه الخسارة المؤلمة نتقدم بأحر مشاعر التعازي والمواساة الى العزيز رائد والعائلة الكريمة، والى الرفاق وأصدقاء الفقيد، متمنين لهم الصبر والسلوان.
ستبقى ذكرى الفقيد (ملازم خضر)، حيّة ومثالا ملهما في التضحية ونكران الذات والإخلاص لقيم الحزب ومبادئه، والدفاع عن مصالح الشعب العراقي، وحقوق الشعب الكردي، وسائر أطياف وطننا.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
٣١-٧-٢٠٢٤
*******************************************************
رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين تنعى رئيسها
رحل عنا اليوم في العاصمة السويدية ستوكهولم، 31 تموز 2024، عن عمر ناهز الـ 85 سنة (1939 _ 2024)، الرفيق القائد الانصاري نعمان علوان سهيل التميمي (ملازم خضر)، رئيس رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلا. رحل عنا اليوم، النصير الشجاع، الذي لم ينحن للطغاة والمستبدين والتابعين، من اجل عراق ديمقراطي تتحقق فيه العدالة لجميع ابنائه. رحل الشيوعي المخلص، الذي سخّر كل حياته في الدفاع عن حزبه ورفاقه في جميع محطات النضال التي مرّ بها حزبنا السرية والعلنية. رحل احد ابرز قادة معركة هندرين 1966 الشهيرة، والذي شهدت لصولاته وجولاته جبال ووديان ومدن وقرى كردستان.
لقد نال الرفيق الراحل نعمان علوان سهيل/ ابو رائد، احترام وتقدير رفاقه الشيوعيين قاعدة وقيادة، لدوره القيادي المتميز، وجرأته واقدامه ووفائه، كما نال احترام وتقدير اغلب قيادات الثورة الكردية، التي وثقت به كمناضل ثوري، لا يهادن الاعداء، ولا يتردد في الدفاع عن شعب كردستان.
ان رحيل الرفيق نعمان علوان سهيل، يشكل خسارة كبيرة لحزبنا الشيوعي العراقي، وخسارة كبيرة لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، التي ساهم الرفيق (ابو عايد) في تأسيسها، وقادها منذ 2004 وحتى الان، وبذل جهودا جبارة، من اجل ان تتحول الرابطة الى اطار يلتقي فيه الانصار ويوطد علاقاتهم ويرسخ الحميمية الرفاقية التي جمعتهم، ويحفزهم على استعادة الذكريات وتوثيق تجربتهم الانصارية في جبال كردستان، هذا بالاضافة الى مساعيه الحثيثة من اجل ان يحصل الانصار على حقوقهم، والتي لم يتوقف عن متابعتها حتى في ايامه الاخيرة.
اننا اذ نعزي انفسنا بهذه الخسارة التي لا تعوض، نتقدم للعزيز رائد وجميع عائلة الرفيق الفقيد ورفاقه ومحبيه، باحر التعازي واصدق المواساة، نتمنى للجميع الصبر والسلوان، ولفقيدنا الرفيق نعمان علوان سهيل / ملازم خضر الراحة والمجد وخلود الذكرى.
رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين
اربيل
31 تموز 2024
********************************************************
كل خميس.. خسارة الفريق وأزمة البلاد العامة
جاسم الحلفي
خسارة المنتخب الأولمبي العراقي أمام نظيره المغربي في دورة الألعاب الأولمبية -باريس 2024، أثارت موجة من الانتقادات اللاذعة للمدرب راضي شنيشل ولأداء اللاعبين. هذا الحدث كشف عن التناقض الكبير في ردود الفعل العراقية بين الانتقادات الحادة للأداء الرياضي، وصمت النخب شبه التام عن تدهور الخدمات العامة، وعدم الاكتراث للخسائر الوطنية على مختلف الصعد، حيث الأزمات المستفحلة التي تعصف بالبلاد، ابتداءً بالمحاصصة ونتائجها الكارثية، والفساد وعدم التصدي لتغوّله، واتساع رقعة البطالة وآثارها المدمرة على المجتمع، واستفحال تجارة المخدرات وتزايد تعاطيها.
ماذا يمكن لك أن تستنتج عندما تلاحظ ردود الأفعال العراقية الغاضبة على خسارة الفريق المؤسفة، حيث اكتظت وسائل الإعلام العراقية ومواقع التواصل الاجتماعي بالتحليلات والنقاشات حول أسباب الخسارة، والتي حمّلت في أغلبها المدرب الكابتن راضي شنيشل مسؤولية ذلك. بينما الأسباب الحقيقية للخسارة أوسع وأعمق بكثير؟
يمكن أن نستنتج بسرعة أن النقد اللاذع لأداء الفريق والصمت التام ازاء أداء طغمة الحكم، لهما عدة أسباب، أبرزها التعب والإرهاق والشعور بعدم الجدوى وباليأس من قدرة النظام السياسي على تحقيق منجز يسعد به الشعب العراقي. وهذ الشعور أدى، ولو بشكل مؤقت، إلى نوع من الاستسلام واللامبالاة، تجاه القضايا السياسية وسوء الإدارة وتردي الخدمات. وربما يجري تجنب انتقاد الحكومة خوفًا من العواقب الشخصية التي لا يُراد تحملها، فترى كثيرين أشد تحفظًا في التعبير عن استيائهم من أداء الحكومة، مقارنة بانتقاد الفريق الرياضي.
كذلك يجد الكثيرون في كرة القدم وسيلة للهروب من الواقع اليومي المثقل بالأزمات، وفرصة للتعبير عن مشاعر الفخر الوطني والانتماء، مما يجعلهم يتفاعلون بشدة مع نتائج الفريق. حيث ان الرياضة توفر مجالًا يمكن فيه تحقيق الانتصار بشكل سريع ومباشر، مما يعزز الأمل ويجعل الناس أكثر تفاعلًا معها. في حين أن معالجة قضايا الفساد وسوء الخدمات تتطلب وقتًا وجهدًا طويلين، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الأمل وتراجع الدافع للتحرك. وبهذا، فإن الخسارة أثارت حفيظة الجمهور، الذي كان يعلق آمالاً كبيرة على الفريق في تحقيق نتائج إيجابية، تعوض له شيئًا من تراجع البلاد على مختلف المستويات.
الرياضة ليست بعيدة عن بنى الدولة، بل هي جزء من سياسات الدولة واستراتيجيتها. وفي نظامنا السياسي، هي ليست خارج المحاصصة، التي تظهر نتائجها السلبية بشكل أوضح على تشكيلة الفريق واختيار اللاعبين. كما يؤثر الفساد سلبًا على الفريق، فيضعف قدرته على المنافسة. ومن هذا يتضح أن القطاع الرياضي يعاني هو ايضا من تأثيرات الفساد والمحاصصة.
ان خسارة الفريق العراقي في اولمبياد باريس ليست الخسارة الأولى التي تتعرض لها كرة القدم العراقية، ولن تكون الأخيرة بهذا الشكل الذي يشبه الهزيمة، إن لم تعالج الأسباب البنيوية. فالرياضة ليست جزيرة منعزلة عن الأزمة العامة، بل ربما هي تجسيد واضح لها.
****************************************************
الصفحة الثالثة
نصحوا بتغطية المسطحات المائية لتجنب تبخر المياه صيفاً بيئيون: شركات النفط تبحث عن المعادن في أهوارنا الجافة!
بغداد ـ محمد التميمي
في نيسان الماضي انتعش هور أم الودع في قضاء كرمة بني سعيد جنوبي ذي قار، انتعاشاً رفع سقف تطلعات وآمال الأهالي إلى حد بدء التحضيرات لإعلان هذا الهور محمية طبيعية، لكن سرعان ما تبدى كل ذلك في ظرف شهرين، بعد ارتفاع درجات الحرارة وتبخرها.
هذا الحال ينسحب على كافة المسطحات المائية والاهوار في البلاد.
جفت بعد شهرين فقط
أهالي المنطقة أكدوا أن الأهوار جفّت بعد شهرين من ضخ الإطلاقات المائية. وبالتالي فان المعاناة مستمرة: نفوق عدد كبير من الأبقار والجاموس والطيور والأسماك، الأمر الذي اضطر الكثير من السكان الى النزوح نحو مناطق أخرى أقل ضررا.
من جانبه، قال مدير الموارد المائية رحيم كنو في محافظة ذي قار، إن «عدم وصول الإطلاقات المائية من المصب العام تسبب بالجفاف، إلى جانب ارتفاع الحرارة والتبخر»، مبيناً أن «هور أم الودع يتغذى على مشروع المصب العام وهناك شح مائي بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتبخر وقلة المناسيب».
حجم التبخر وصل إلى 70 في المائة
خبير السياسات المائية، رمضان حمزة قال: ان «الإمداد المائي مقنن من قبل تركيا وإيران، فالكميات التي تدخل مقنّنة قياساً بحجم الاستهلاك الكبير والاستخدام غير الكفوء بشكل فظيع».
وأضاف قائلا، ان «العراق معروف بطقسه، والأهوار هي مسطح مائي واسع، غير محيط او محصور بين تلال ومنطقة جبلية، بل منطقة مفتوحة وتمتد للصحراء»، مبينا ان «أيام انتعاش الأهوار والسياحة الإيجابية في فترة السبعينيات تعود إلى الإمدادات المائية التي كانت كبيرة، بل ان العراق كان يعاني من فيضانات، ويُشق طريق لهذا الفيضان عبر الثرثار ومن ثم الى نهر الفرات للتخلص من المياه الزائدة، ولكن اليوم الزمن قد اختلف، وتركيا وايران قامتا بإنشاء سدود، واصبح هناك تقنين مائي لديهما».
ولفت إلى ان «الوضع المناخي معروف، ودرجات الحرارة عالية جداً ولكن عمق المياه سابقاً كان اكبر وبالتالي لا يتأثر، فكان هناك غطاء نباتي وهور منتعش مفعم بالحياة، لان حجم المياه المتدفقة كان اكبر من حجم التبخر».
وأشار في سياق حديثه إلى «جانب مؤثر اخر يتمثل بتغير التكوين الطبيعي للهور بعد ان كان وحدة متكاملة ومتجانسة في توزيع المياه، بينما أصبح الآن عبارة عن أجزاء. وان قابلية الجزء للتبخر اكبر من قابلية المسطح المائي»، مبينا ان «حجم التبخر اليوم يصل الى 70 في المائة من المياه».
الشركات النفطية تحفر في الاهوار
وذكر حمزة ملاحظة مهمة تتعلق بقيام بعض شركات النفط بحفر مواقع الاهوار التي تتعرض للجفاف، بحثا عن المعادن، مردفا أن «انعاش الاهوار يبدو صعبا في ظل الظروف الحالية. نحن بحاجة الى حكومة وطنية وارادة قوية، والى تبني اليونسكو بنداً يلزم تركيا وايران باطلاقات مائية مناسبة للأهوار، على اعتبار انها ارث انساني لكل المنطقة. هذه الاهوار كانت ممرا عالميا للطيور المهاجرة من شمال القارة وجنوبها، وبالتالي نحن فقدنا اشياء ثمينة قد لا يدركها الكثير منا».
الخبير البيئي حيدر رشاد اقترح تغطية المسطحات المائية والبحيرات لكي تمنع عملية التبخر: «الكميات التي تتبخر اليوم هائلة وكبيرة جداً».
وقال لـ»طريق الشعب»، انه «في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وفقدان مليارات الامتار المكعبة سنوياً بسبب التبخر، فان حل التغطية سيكون مثاليا، لان درجة الحرارة تبقى مرتفعة خلال ستة اشهر، ما يعني فقداننا الكثير من المياه بدون فائدة».
وبين، ان «عملية تغطية هذه المسطحات تكون عبر نشر كرات تتكون من مادة كيميائية غير سامة على وجه المسطح المائي، إذ تمنع هذه الكرات التبخر بسبب عدم وصول اشعة الشمس الى الماء، او في بعض الدول تستخدم رقائق الفلين وبسمك معين لتغطية الاسطح بالمواسم التي تكون فيها عملية التبخير عالية».
وأدى الجفاف المتزايد إلى تدهور البيئة في الأهوار وارتفاع ملوحة المياه، مما أثر سلباً على الحياة النباتية والحيوانية فيها، أما تربية الجواميس، التي كانت تقليدية في هذه المناطق، أصبحت مهمة شاقة بسبب ملوحة المياه العالية التي تجعلها غير صالحة لشرب الحيوانات.
الخطة الخضراء
وفي تطور جديد، كشف النائب في البرلمان العراقي ثائر الجبوري، عن حراك نيابي يسمى بـ”الخطة الخضراء” لإنعاش 22 منطقة في الاهوار العراقية.
وقال الجبوري في تصريح صحفي، إن “الأهوار تشكل بيئة استثنائية موجودة في العراق منذ آلاف السنين وهي تشكل مأوى لعشرات الآلاف من الاهالي في عدة محافظات”، مضيفاً أن “هذا المأوى في وضع صعب بسبب مواسم الجفاف المتكررة وتاثيرها على الزراعة والصيد وتربية الحيوانات مثل الجاموس وغيرها”.
والخطة الجديدة، تهدف لانعاش مستدام لبيئة الاهوار ستشمل 22 منطقة على الأقل من خلال التعاون بين مختلف المنظمات الدولية والعراقية التي تضم خبراء لوضع مسارات خارطة طريق تضمن معالجة بيئية لازمات الاهوار العراقية خاصة في ملف المياه.
وبحسب منظمة الفاو فإن النقص الحاد في المياه وموجات الحرارة والجفاف في الأهوار قد عرضت مربي الجاموس والنظام البيئي بأكمله لخطر كبير، داعية لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان مستقبل مستدام لهذه المناطق.
وأدى هذا الوضع إلى نزوح العائلات من الأهوار بحثاً عن مناطق أفضل للعيش، حيث شهدت محافظة ذي قار، على سبيل المثال، مغادرة 1200 عائلة خلال الأشهر الستة الماضية بسبب الجفاف وارتفاع ملوحة المياه. هذه الهجرة القسرية تهدد التراث الثقافي والبيئي للمنطقة.
*********************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
هل انتهى داعش؟
لصحيفة «ذي ناشيونال» الناطقة بالإنكليزية، كتب عمر محمد وسيرجو ألتونا مقالاً حول أوضاع التنظيم الإرهابي «داعش» وتطوراتها والأخبار المتناقضة التي تنتشر في هذا الصدد، أشارا فيه إلى أن الأغراض الأساسية لقيام «الدولة الإسلامية»، قبل عقد من الزمان، والذي مثّل بلا شك تحولًا كبيرًا في الإرهاب الحديث، كان فرض تفسير محدد للشريعة وشن حملة من الإرهاب المنهجي والقيام ببدء «حملة تطهير» تسهدف إستئصال كل الأشياء التي لا تلتزم بذلك التفسير المتطرف، بما في ذلك ترحيل المسيحيين بالقوة وارتكاب إبادة جماعية ضد الإيزيديين، واعتقال واعدام المسلمين، ممن اعتبرتهم داعش مرتدين لعدم إقرارهم بتفسيرها ذاك أو لأنهم «مبتدعة»، محققة نجاحاً في الوصول إلى هذه الأهداف الشنيعة.
الأسباب والخلفيات
وأشار الكاتبان إلى أن دراسة أحداث العقد الماضي، لا تكفي لتقديم إجابات وافية حول سبب ظهور داعش وتمكّنه من ترسيخ نفسه بسرعة في الموصل والرقة، دون أن يقترن ذلك بفحص عوامل مهمة كالاستقطاب الطائفي الذي ترسخ في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، والصراع السياسي المستمر في هذا البلد وبعض التأثيرات السلبية لتركيا وإيران وخضوع الشرق الأوسط لتحولات سياسية كبيرة خلال هذه الفترة.
وذكر المقال بأن الموصل قد شهدت تغييرات اجتماعية وسياسية كبيرة، أهمل فيها النظام السابق شكاوى المكونات المختلفة واعتمد على نظام قبلي أثبت أنه أكثر ولاء لنظامه، الأمر الذي خلق المزيد من الفراغات، وأصبحت مظاهر هذه الانقسامات أكثر وضوحا بعد الغزو الأمريكي وتأصل الطائفية في النظام السياسي وتراجع الاهتمام باستقرار المدينة.
ورغم تأخر استيقاظ الموصل من استسلامها المؤسف، فقد بادر سكانها للتعامل بإيجابية مع إعادة الإعمار، سواء من قبل الحكومة أو اليونسكو أو الدول المانحة كالإمارات. غير أن هذا، حسب كاتبّي المقال، لا يلغي بقاء حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي وسعي بعض الأطراف المتنفذة لإسكات أي صوت معارض ونشوب خلافات بين القوى التي كانت حليفة في الصراع ضد داعش، مما يؤخر جهود المصالحة والتعايش البناء، الذي ربما يستغرق الوصول اليه عقودًا من الزمن.
هل ما زالت موجودة؟
وبعد أن استعرض المقال الجهود الوطنية والإقليمية التي تظافرت للقضاء على داعش وتقليص قدراته وتفكيك بنيته التحتية وإضعاف سيطرته الإقليمية وتعطيل هيكل قيادته، ذكر بأن الانتصارات العسكرية دفعت مسلحي التنظيم الإرهابي إلى الاختباء، مما يتطلب التزاماً دولياً مستداماً وإستراتيجيات مبتكرة في مواجهة دعايته ومنع إعادة تأهيل المسلحين السابقين ودعم المجتمعات المتضررة من العنف، لاسيما وأن الجاذبية الإيديولوجية الأساسية لداعش في المجتمعات الضعيفة والمجندين المتشددين لا تزال قائمة.
وأوضح المقال بأن تنظيم داعش هو التنظيم الإرهابي الأكثر دموية في العالم، وفقاً لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024، وهو لا يزال قادراً على إلهام وتعبئة فروعه في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، هذه الفروع التي تعمل بدرجة كبيرة من الاستقلالية مع الالتزام بالمبادئ الإيديولوجية الأساسية، ولهذا يجب أن لا ينسى أحد دروس الماضي.
نشاط متنوع وخطير
ولموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كتب ارون زيلين، مقالاً حول النشاطات الإرهابية لداعش، ولاسيما ماحدث في إيران وروسيا وتركيا وسلطنة عمان، ذكر فيه بأنه وعلى الرغم من مسؤولية ما يسمى ولاية خراسان التابعة للتنظيم، عن معظم نشاطاته الأخيرة، فإن ثلاثة منها كانت مرتبطة بمقاتليه في العراق، حادثتي المانيا وحادثة الكويت، والتي ساهمت قوات الأمن العراقية بالكشف عنها. وبعد أن شرح المقال عمليات داعش الإرهابية وأماكن انطلاقها، دعا إلى تحرك استخباراتي واسع، وتعاون دولي مثمر لإحباط هذه العمليات قبل حدوثها، وفي مختلف الساحات ومنها العراق.
****************************************************
عين على الأحداث
ثورة الجياع لا تخطئ
كشفت الأنباء عن وجود أكثر من 12 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر، في وقت قُدرت فيه السرقات من الثروة الوطنية، بين 250 مليار دولار و400 مليار دولار، أي بمعدل 10000 دولار لكل مواطن، وهو ما كان يكفي لبناء 400 ألف مدرسة أو 20 ألف مستشفى. هذا وفيما تباهت الحكومة بنقل العراق من الموقع 86 إلى الموقع 66 على تسلسل درجات الفقر الدولية من خلال برامجها للرعاية الإجتماعية، أكد الناس الحاجة لتغيير السياسات الاقتصادية والمالية الفاشلة، كي يتم ضمان توفير فرص عمل لملايين العاطلين، بدلاً من توزيع هبات بائسة عليهم، لكسب ولائهم.
اللصوص وحماتهم
أعلنت لجنة الاقتصاد والاستثمار عن وجود شركات استثمارية، خاصة في مشاريع المجمعات والمدن السكنية، قد دخلت البلاد بغطاء جهات سياسية، قامت بتحصينها من الضرائب والرسوم، أو فرضت عليها ضرائب لا تتجاوز 0.2 بالمائة، مما حولها إلى إقطاعيات كبيرة على حساب المال العام. هذا ويذكر بأن إعلان اللجنة لم يشكل مفاجأة للناس، الذين يعرفون منذ زمن طويل، طبيعة التخادم بين الفئات البيروقراطية والطفيلية والكومبرادورية المتحكمة بالسلطة والثورة، وبين المراكز المالية، الدولية والإقليمية، مما كرس الطابع الريعي للاقتصاد وشجع على تفشي الفساد والاستيراد المنفلت، وبالتالي أهدر وما زال ثروة البلد.
الناس تمشي قدام واحنه گري!
أظهرت قائمة البلدان المشاركة في أولمبياد باريس، أن العراق الذي عُرف بمشاركات نسوية مرموقة سابقة، بات البلد الوحيد الذي لا تشترك في قوام وفده أية لاعبة. وإذ يعّد كثيرون هذا الأمر نتاجاً لمنظومة المحاصصة والفساد، التي تتعمد في إضعاف الرياضة النسوية انطلاقاً من مفاهيم ذكورية وعشائرية متخلفة، فإنه يعكس الحاجة الملحة لتطوير كفاءات القيادات الرياضية وتفعيل دور منتديات الشباب والأندية ومراجعة أطر عملها وإشراك العناصر الكفوءة النزيهة والمختصة في إدارتها وتنشيط الرياضة النسوية وتوسيع قاعدتها وإزالة المعوقات من أمامها ووضع حد للتمييز الذي يحول دون ممارسة المرأة لهذا الحق.
تحچـون ياباني..!
عزّت دائرة ماء بغداد أسباب الانقطاع المتواصل بتجهيز سكان العاصمة بالماء، في وجود التجمعات العشوائية التي تكونت جراء تحويل الأراضي الزراعية المحيطة بالمدينة إلى سكنية بشكل رسمي، واتخاذ الحكومة قراراً بتزويد سكان العشوائيات بالماء على الرغم من عدم دخولها في التصميم الأساسي لبغداد. الناس الذين سمعوا هذه التبريرات، لم يتمكنوا من فهمها، لأن سكان العشوائيات برأيهم مواطنون يحق لهم شرب الماء كما هو حال سكان المجمعات الإستثمارية التي لم تلتزم بقرارات الدائرة، ثم كيف تقرر الحكومة أمراً ولا تهيئ دوائرها لتنفيذه، وما قصة اقدام الدائرة على تنفيذ مشاريع الصيانة، في منتصف الصيف اللاهب.
الموت حرقاً أو جوعا
أفادت هيئة الأنواء الجوية بتسجيل ارتفاع خطر في مؤشّر الأشعة ما فوق البنفسجية، التي تسبّب حروقاً في الجلد وأضراراً في شبكية العين وتلف خلايا البشرة يصل حد حدوث السرطان. وأعرب مختصون عن قلقهم الشديد من التأثيرات الكارثية التي ستلحق بالعمال المُجبرين على أن يكونوا تحت الشمس الحارقة لساعات طويلة، كي لا يموتوا هم وأطفالهم من الجوع. هذا وتأتي هذه المخاطر لتفاقم تدهور البيئة، جراء انبعاثات عوادم السيارات ومولدات الكهرباء ومحطات الطاقة الكبرى والمنشآت النفطية والمعامل وعدم معالجة مياه الصرف الصحي والتهاون في طمر وتدوير النفايات والتجريف المتزايد للأراضي الخضراء وإزالة الغطاء النباتي.
*******************************************************
الصفحة الرابعة
التعديلات الجديدة على قانون الأحوال الشخصية خرق للنسيج الاجتماعي
اسراء سلمان*
في ضوء التعديلات الجديدة المقترحة على الفقرة الثانية من المادة 57 في قانون الأحوال الشخصية العراقي، يثار القلق بشكل كبير حول تداعيات هذه التعديلات على وحدة المجتمع العراقي وحقوق الأفراد. ومن المتوقع ان تؤدي هذه التعديلات إلى كارثة مجتمعية تتجاوز نطاق التأثيرات القانونية البحتة، لتصل إلى قلب النسيج الاجتماعي والوطني للعراق.
ويتمثل أحد أخطر جوانب التعديلات في قانون الأحوال الشخصية لسنة 1959؛ تقسيم المجتمع العراقي على أسس طائفية، وهو ما يهدد بتفكيك الهوية الوطنية وتعزيز الانقسامات الطائفية. في وقت يشهد فيه العراق تحديات عديدة ويحتاج بشدة إلى الوحدة والتلاحم، فإن هذه التعديلات قد تسهم في إضعاف الروابط الوطنية وزيادة التوترات الطائفية.
بالإضافة إلى شرعنة زواج القاصرات، التعديل الذي يتيح قانونياً زواج القاصرات يمثل مشكلة جذرية. يشمل هذا التعديل السماح بالزواج للفتيات في أعمار صغيرة تصل إلى 7 سنوات، وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال. من خلال منح الشرعية القانونية لزواج القاصرات، قد يساهم هذا التعديل في زيادة حالات الاستغلال والتعنيف للأطفال، مما يشكل تهديداً كبيراً لسلامتهم ورفاههم.
ويتناول التعديل الجديد أيضاً قضايا حقوق النساء، وخاصة النساء من المذهب الجعفري. من المتوقع أن يؤثر هذا التعديل على حقوق النساء في الميراث والحضانة وحقوقهن الزوجية بشكل سلبي. ستؤدي التغييرات المحتملة إلى تقليص حقوق النساء وتعزيز التمييز ضدهن، مما يضر بمبادئ المساواة والعدالة في المجتمع.
تشمل التعديلات المقترحة إضفاء الشرعية على عدة أنواع من الزيجات التي كانت غير مقبولة قانونياً في السابق:
زواج المسيار: هو زواج مؤقت لا يتطلب إشهاراً رسمياً أو دفع نفقة. في هذا الزواج، تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها مقابل التزام الزوج بحقوق الفراش. ورغم كونه زواجاً شرعياً، إلا أن هذا النوع من الزواج يمكن أن يقلل من حقوق النساء ويزيد من الاستغلال.
زواج القاصرات: كما ذكرنا، فإن هذا الزواج يشمل الفتيات الصغيرات جداً، مما يعرضهن للاستغلال والانتهاك.
زواج المتعة: هو زواج مؤقت يحدد مدته ومقدار المهر، وينتهي بانتهاء المدة المحددة. هذا الزواج يمكن أن يؤدي إلى استغلال العلاقات المؤقتة دون تحمل المسؤوليات الطويلة الأمد.
زواج بنية الطلاق: يتمثل في زواج الرجل من امرأة مع نية طلاقها بعد فترة محددة، مما قد يؤدي إلى تلاعب بالعلاقات الزوجية وإضرار بالنساء.
الزواج الفندقي: هو زواج غير رسمي ومؤقت، يجيز للرجل والمرأة العيش معاً دون الالتزام بالمسؤوليات الزوجية، مما يعزز من تآكل القيم الاجتماعية والأخلاقية.
الزواج العرفي: يتم بموافقة الرجل والمرأة دون توثيق رسمي، مما يخلق حالات من التلاعب وعدم الاستقرار القانوني.
الزواج النهاري: زواج سري لا يتطلب التزاماً بالمسؤوليات اليومية، حيث يلتقي الرجل بالمرأة في فترة النهار ويعود لزوجته الأولى في المساء، مما يعزز من ثقافة الانفصال.
الزواج المؤقت بغرض الإنجاب: هو زواج مؤقت ينتهي بمجرد إنجاب الأطفال، مما قد يؤدي إلى استغلال العلاقات ويحد من استقرار الأسر.
تعديل قانون الأحوال الشخصية له تداعيات اقتصادية كبيرة تنعكس بشكل خاص على النساء. حيث يترتب على التعديل حرمان النساء من حقهن في الإرث، مما يؤدي إلى فقدانهن للدعم الاقتصادي الضروري. هذا الوضع قد يدفع النساء إلى القبول بأقرب زوج كوسيلة لتأمين معيشتهن. بالإضافة إلى ذلك، يمنح التعديل الأب الحق الأكبر في الحضانة، مما يحرم الأطفال من رعاية والدتهم، ويشكل استهدافاً واضحاً للنساء والأطفال على حد سواء.
خلاصة
تشكل التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية العراقي تهديداً جسيماً للأمن الاجتماعي والوحدة الوطنية. من خلال تعزيز الانقسامات الطائفية وإضفاء الشرعية على أنواع متعددة من الزواج التي تضر بحقوق النساء والأطفال، فإن هذه التعديلات قد تسهم في تفكيك المجتمع وزعزعة استقراره. إن التصدي لهذه التعديلات يتطلب تضافر الجهود لضمان حماية حقوق الإنسان وتعزيز الوحدة الوطنية في العراق.
وفي لقاء جمع منظمات المجتمع المدني وممثلات الحركة النسوية وممثلي الأحزاب والقوى السياسية وشخصيات قانونية واكاديمية، تم البحث عن تداعيات تعديل قانون الأحوال الشخصية، وسبل الوقوف بالضد من أي اجراء يخالف الدستور العراقي.
وحث اللقاء على أهمية مساندة حملة الرفض الواسعة لتعديل قانون الأحوال الشخصية.
ـــــــــــــــــــــ
* عضو شبكة النساء العراقيات
**********************************************************************
الأسرة نواة المجتمع وتماسكها أمرٌ ملح لاستقراره
زينب الساعدي*
قبل أيام قليلة، قدم بعض النواب في البرلمان مقترح قانون لتعديل المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية العراقي، بالإضافة إلى تعديلات أخرى لبعض مواده. وقد واجه هذا التعديل رفضاً من غالبية شرائح المجتمع العراقي، وذلك بسبب الثغرات والانحرافات التي يتضمنها، والتي تهدد حقوق المرأة وتعيدنا إلى الوراء، إلى زمن العبودية وعصر الجاهلية. بل أن عصر الجاهلية كان أرحم لأنهم كانوا على فطرتهم، بينما اليوم، وفي ظل التطور والتكنولوجيا والانفتاح على دول العالم، ودور المؤسسات غير الحكومية مثل منظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة والناشطين المدنيين، والكثير من الجهات الإنسانية والشخصيات التي تدعو إلى تعزيز حقوق الإنسان وحقوق المرأة، نتفاجأ بقانون التعديل المجحف الذي يسلب حقوق المرأة ويجعلها عرضة للإهانة والظلم والجور.
لماذا التعديل؟
ومن أعطاكم الحق بالتعديل؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء هذا التعديل؟ ولماذا تُركت القوانين الأخرى، التي هي مطالب جماهيرية بحتة وأكثر أهمية، مثل قانون العفو العام، وقانون تعديل سلم الرواتب، وقانون العنف الأسري على سبيل المثال؟ ألم تكن هذه القوانين أيضاً مطالب جماهيرية؟
العجيب في بلاد الرافدين هو أن يتم تجاهل القوانين التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن، مثل لقمة عيشه وأمنه وسلامته، والتركيز على أفكار تعيدنا إلى الوراء بدلاً من أن تدفعنا نحو التقدم. تذكروا، يا أولي الألباب، وتدبروا في كتاب الله عز وجل، كيف يجب أن يكون الحاكم وولاة الأمر منكم. ففي الآية الكريمة يقول الله تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة/269].
إن مقترح تعديل المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية، والتي تخص حضانة الأم لأبنائها، يواجه برفض واسع. ويستمر الجدل منذ أيام في العراق حول هذا التعديل المقدم للبرلمان، والذي نعتبره كمواطنين عودة بنا إلى الوراء وحرمان للمرأة من أبنائها، بينما يقول النواب إنه مطروح للمناقشة.
ما هي التعديلات المنظورة؟
البند الذي أثار الجدل الأكبر في التعديل، هو تعديل المادة 57 الخاصة بحضانة الأم لطفلها بعد الطلاق. كانت المادة 57 من القانون رقم 188 الصادر عام 1959 تنص على:
الأم أحق بحضانة الولد وتربيته حال قيام الزوجية وبعد الفرقة ما لم يتضرر المحضون من ذلك.
يشترط أن تكون الحاضنة بالغة عاقلة أمينة قادرة على تربية المحضون وصيانته، ولا تسقط حضانة الأم المطلقة بزواجها، وتقرر المحكمة في هذه الحالة أحقية الأم أو الأب في الحضانة بناءً على مصلحة المحضون.
ويقول الفصل الخامس منها:
5) إذا أتم المحضون الخامسة عشرة من العمر، يكون له حق الاختيار في الإقامة مع من يشاء من أبويه أو أحد أقاربه لحين إكماله الثامنة عشرة من العمر، إذا أنست المحكمة منه الرشد في هذا الاختيار.
أما التعديل المقترح فيقترح أن تكون الأم المطلقة أحق بحضانة الولد حتى يبلغ السابعة من عمره، ويشترط ألا تكون متزوجة لتستمر في الحصول على الحضانة. وهذا يعني أن الأصل في الأمر يصبح حرمان الأم من الأحقية في حضانة أبنائها عندما يتمون السابعة من العمر، وحرمانها من الأحقية في الحضانة مباشرة إذا تزوجت مرة أخرى. في المقابل، لا يشترط في الأب عدم الزواج لنيل حضانة الأبناء.
يعتبر التعديل الجَد أحق بالحضانة من الأم في حال وفاة الأب أو انتفاء شروط الحضانة عنه. بالإضافة إلى ذلك، فإن قضية زواج القاصرات في عمر التسع سنوات، والإرث، وعقد زواج المرأة خارج المحكمة، جميعها مواد تزيد من البطش بالمرأة وسلبها حقوقها. سنستمر بالمطالبة بعدم التعديل بفقرات المادة 57، وقد قدمت ناشطات عراقيات استمارة مذكرة ضد تعديل القانون ونشرتها على مواقع التواصل لتسجيل أكبر عدد من الرافضين لتعديل المادة 57.
لقد كان وما يزال الأحرار في بلادي، من منظمات المجتمع المدني وناشطين مدنيين وحقوقيين ونواب ومواطنين، مصدر قوة لبعضهم البعض، يقفون بوجه القرارات والأحكام الجائرة بحق المواطن العراقي، ولن تثنينا عن ذلك كل وسائل الترهيب والقوة والعنف ضدنا. نعم لعراق موحد في ظل قوانين مدنية.
ــــــــــــــــــــ
* رئيس منظمة ريا الصباح للإغاثة والتنمية
*****************************************************
كباشي: لا ضرورة للتعديلات المقترحة
بغداد – طريق الشعب
وصفت الناشطة في مجال حقوق المرأة، أمل كباشي (المدير التنفيذي لشبكة النساء العراقيات) التعديلات التي يحاول بعض النواب في البرلمان العراقي إجرائها، بأنها تعديلات «خطيرة جداً»، وقالت إن «ما يحاول البعض تعديله في قانون الأحوال الشخصية سينعكس سلباً على واقع حقوق المرأة في البلاد، بل وحتى على كافة مكونات الأسرة، اذ ان تنظيم الأحوال الشخصية لا يتعلق بالمرأة فقط».
وأضافت كباشي لـ«طريق الشعب»، أن «قانون الأحوال الشخصية يعمل على تنظيم العلاقات الانسانية بين افراد الاسرة»، محذرة من وضع رؤية مذهبية طائفية لهذا القانون، حيث تؤكد أنها «لن تكون آمنة على استقرار الأسرة والمجتمع».
وبالحديث عن الكتل السياسية التي تحرص أشد حرص على تعديل قانون الأحوال الشخصية، توضح كباشي، أن «الكتل السياسة أغلبها ذات طابع إسلامي، أي ان سياستها تندرج تحت مسمى «الإسلام السياسي»، لذا تحاول كسب مودة الشارع من خلال فرض الشريعة على جمهورها، محاولة منها لكسب الود والتعاطف والانتماء تحت ظلها»، مشيرة إلى أنها «تنطلق وتعمل وفق هذا المبدأ، لكسب التأييد لها في الانتخابات القادمة».
وتطرقت كباشي الحديث عن دور منظمات المجتمع في التصدي لمحاولة فرض التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، وذكرت أن «هذه المحاولات ليست جديدة، حيث تستمر منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الآن»، وأكدت ان المجتمع المدني «يتصدى لهذه المحاولات منذ ذلك الوقت، حينما قرر مجلس الحكم تشريع قرار (سيئ الصيت) رقم ١٣٧؛ الذي دعا إلى تنظيم الاحوال الشخصية وفق المذاهب، ثم تصدى المجتمع المدني للمادة ٤١، وقام بفرضها على الكتل السياسية وقادة العملية السياسية. على أن تكون مادة مدرجة ضمن تعديلات الدستور والتي تنص على أن (العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية، حسب دياناتهم او مذاهبهم او معتقداتهم او اختياراتهم، وينظم ذلك بقانون)».
وأضافت كباشي، أن «حملات المجتمع المدني للتصدي والضغط لرفض تعديلات مقترح قانون الأحوال الشخصية مستمرة»، وأكدت حرص المجتمع المدني على ضمان سيادة القانون والعمل بمبدأ المساواة والعدالة الذي نص عليه الدستور العراقي في المادة ١٤، ولا يزال المجتمع المدني ينظر بجدية لهذه القضايا ويرفض بشكل قاطع محاولات التعديل»، تؤكد كباشي مرة أخرى.
وتبين كباشي، أن «قانون الأحوال الشخصية النافذ يعتبر من القوانين التي كسبت ثقة المجتمع من خلال استقرار أحكامه القضائية ووحدتها، مما يعزز مبدأ المساواة بين المواطنين. وقد استقر القضاء على هذا القانون، حيث لا توجد مؤشرات أثناء عملية التطبيق تشير إلى مخالفته للشريعة الإسلامية أو تجاوزها». وأضافت أن « القضاء العراقي عادة لا يتعاطى مع القوانين التي لا تنسجم مع الشريعة الإسلامية، وذلك ضمن الإطار القانوني العراقي».
وتابعت: «القانون الحالي مستوحى من جميع المذاهب الإسلامية ويتضمن أحكامًا قانونية توفر الاستقرار والأمان بكل مكوناته، ويضمن الحقوق لجميع الأفراد، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، نساءً أو رجالًا. بالتالي، لا نجد ضرورة لإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية في الوقت الراهن، خاصةً في ظل عدم استقرار المجتمع وعدم وضوح الرؤية السياسية للدولة، وضعف أدوات إنفاذ القانون وانخفاض مستوى الوعي المجتمعي».
ختاماً شددت بالقول إن «إجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية يتطلب مداولات ومشاورات وأبحاث ودراسات قد تستمر طويلًا، من سنة إلى سنتين أو أكثر، للوصول إلى نصوص تضمن الحقوق وتعزز المساواة في المجتمع وبين أفراده».
*************************************************
تعديلات تعود بنا إلى الوراء
باريس - عمار الربيعي
المجالس البرلمانية المنتخبة ترعى مصالح الأغلبية من الشعب، وعند طرح تشريع معين ويواجه برفض شعبي وجماهيري، في حالة كهذه يهمل مراعاة لرغبة الجماهير، فالبرلمان يفترض أنه نتاج رأي هذا الشعب في اختيار أعضائه، وبالتالي بقاء البرلمان مرهونا برضا المجتمع، ليس شرطا كل المجتمع بل الغالبية، عليه فهذا التشريع المقترح الذي واجه الاعتراض من كل الطوائف والمذاهب وقطاعات واسعه من الشعب والمجتمع العراقي وحصرا الغالبية من الطائفة التي اقترحته، يصر مقترحوه على مناقشته وعرضه على البرلمان غير آبهين بالأفكار والآراء التي طرحت من قبل الناس وحملة الفكر والقلم وبعض المشايخ المتنورين، لماذا هذا الإصرار؟ إنه إكراه للآخر وإصرار على تمشية وتسيير قانون لم يقره الشعب ليقولوا رغما على الناس مررنا ما نريد، رغم أنف المعترضين، في الوقت الذي تسعى البرلمانات في كل العالم على نيل رضى شعوبها. إن مناقشة المقترح معناه أن البرلمان يفرض آراء البعض وتحديدا من يريد فرض المذهبية والطائفية، ومن يعترض على هذا الوصف، عليه أن يفسر ماذا يسمي الإصرار على تزويج طفلة لا تحسن الكلام، إذا أرادت أن تقول مشغولة تلفظها مغشولة، واذا أرادت ان تقول تعبانه تلفظها تبعانه، وهكذا، هل تصلح هذه الطفلة أن تكون زوجة، ما هذا الذوق النشاز وإلى أين نحن ذاهبون؟
*********************************************************
الصفحة الخامسة
تحذيرات من السرطان.. ارتفاع خطير لمؤشر الأشعة فوق البنفسجية في العراق
متابعة – طريق الشعب
أفادت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق، الأحد الماضي، بتسجيل ارتفاع خطير في مؤشّر الأشعة ما فوق البنفسجية في عدد من المحافظات، وسط تحذيرات من التعرّض لها في وقت الظهيرة، خصوصا عندما تكون أشعة الشمس عمودية، الأمر الذي قد يسبّب حروقاً في الجلد وأضراراً في شبكية العين.
وأشارت الهيئة إلى أنّ ارتفاع الحرارة في الشهرَين الأخيرَين تجاوز أحياناً نصف درجة الغليان. فيما تحدثت عن رصد حالات إغماء متكرّرة بسبب حرارة الجو، معظمها في مخيمات النازحين. وأوضحت في بيان صحفي، أنّه “في الأيام التي يكون فيها الإشعاع الشمسي مرتفعاً، تعلو مستويات الأشعة ما فوق البنفسجية بدورها، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بحروق في الجلد، وبالسرطان أيضا”، مشددة على “ضرورة اتّخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية العينَين”. ولفتت الهيئة إلى أنّ مستوى الإشعاع الشمسي يكون مرتفعاً جداً في محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وبابل وواسط.
أضرار خطيرة
ويحذّر أهل الاختصاص من خطورة الأشعة ما فوق البنفسجية على صحة الإنسان، لا سيّما على الجلد والشفاه والعيون. وفي هذا الإطار يقول الطبيب المتخصص في الأمراض الجلدية مهنّد علي، ان “التعرّض للأشعة ما فوق البنفسجية يسبّب أضراراً خطيرة، من بينها ما يؤثر على الحمض النووي والجلد ويسبب تلف خلايا البشرة، وصولاً إلى السرطان”، مشددا في حديث صحفي على “أهمية تجنّب تلك الأشعة قدر المستطاع من خلال عدم التعرّض للشمس، خصوصاً وقت الظهيرة”. ويضيف قائلا أنّ “ثمّة أضراراً مباشرة تسبّبها الأشعة ما فوق البنفسجية على شبكية العين”، داعياً إلى “وجوب الابتعاد عن أشعة الشمس ووضع نظّارات لحماية العين منها”. فيما يلفت إلى انه “من الضروري استخدام مستحضرات واقية من الشمس عند الخروج من المنزل في هذه الأيام”.
عمّال تحت الشمس
في سياق متصل، يرى ناشطون في مجال حقوق الإنسان أنّه من الصعب للعمّال الذين يشتغلون تحت الشمس تجنّب الأشعة ما فوق البنفسجية.
ويقول الناشط علي العبيدي في حديث صحفي، ان “الكادحين لا يمكنهم تجنّب تلك الأشعة. فظروفهم المعيشية الصعبة تحتّم عليهم الخروج إلى العمل لكسب قوتهم اليومي، من دون الاكتراث لأشعة الشمس الحارقة”، مضيفا قوله أن “الموظفين أيضا ينهون دوامهم وقت الظهيرة، وبالتالي يتعرضون لأشعة الشمس”.
ويلفت إلى أنّ “الحكومة تمنح عطلاً رسمية للموظفين في أيام الحرّ الشديد، لكن هذا الأمر لا يشمل عمال القطاع الخاص.
ومن هنا لا بدّ أن تُلزم الحكومة أرباب العمل في المؤسسات الأهلية بالالتزام بتلك العطل، وبعدم إجبار العمال على الخروج مباشرة تحت أشعة الشمس”.
ويتحدّث العبيدي عن حالات إغماء كثيرة سُجّلت في تموز المنتهي، بين عمّال يشتغلون في أوقات الظهيرة.
وقد أصدرت الحكومة أخيراً توجيهات بتقليص ساعات الدوام الرسمي في عموم الدوائر الحكومية، وحتى المؤسسات الأهلية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. كذلك منحت الحكومات المحلية صلاحيات تعطيل الدوام الرسمي في حال تسجيل ارتفاع في الحرارة يلامس نصف درجة الغليان.
تجدر الإشارة إلى أنّ مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، كان قد أفاد في آب العام الماضي، بأنّ حرارة الصيف الشديدة والتلوّث في جنوب العراق الذي كان يزوره، يشيران إلى أنّ “حقبة الغليان العالمي” قد بدأت.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن العراق يُعَدّ من بين أكثر الدول عرضة لتغيّر المناخ في العالم.
منظمة الصحة العالمية: هذه أضرار الأشعة فوق البنفسجية
وبينما تفيد منظمة الصحة العالمية بأنّ التعرّض لنسب قليلة من الأشعة ما فوق البنفسجية مفيد للصحة، إذ إنّ ذلك يؤدّي دوراً أساسياً في إنتاج فيتامين دي، فإنّها تشير في المقابل إلى عواقب سلبية للتعرّض المفرط لتلك الأشعة، لا سيّما أنّها عامل مسبّب للسرطان.
وتوضح المنظمة أنّ الآثار الحادة للأشعة ما فوق البنفسجية تشمل تلفاً في الحمض النووي وحروق شمس وتفاعلات ضوئية سامة وتفاعلات حساسية ضوئية، وتثبيط للجهاز المناعي، مبينة أن التثبيط المناعي يُعَدّ من عوامل الإصابة بالسرطان، ومن الممكن أن يتسبّب كذلك في إعادة تنشيط فيروسات.
أمّا الآثار المزمنة للتعرض للأشعة ما فوق البنفسجية على الجلد والشفاه، فهي بحسب المنظمة، الورم الميلانيني الجلدي (ميلانوما).
وهو سرطان الجلد الخبيث الذي يهدّد الحياة، وسرطان الخلايا الحرشفية الذي يُعَدّ مرضاً خبيثاً إنّما أقلّ انتشاراً من سرطان الجلد عموماً، واحتمالات تسبّبه في الوفاة أقلّ، وسرطان الخلايا القاعدية. وهو سرطان جلدي ينمو ببطء ويصيب كبار السنّ في الأساس.
كذلك تأتي شيخوخة الجلد المبكرة من تلك الآثار المزمنة، ومن خلالها يفقد الجلد مرونته في سنّ مبكرة مع تدنّي قدرة الجروح على الالتئام.
وفي ما يخصّ الضرر المترتّب عن الأشعة ما فوق البنفسجية على العيون، توضح المنظمة أنّ الآثار الحادة تشمل التهاب القرنية الضوئي والتهاب الملتحمة الضوئي على التوالي، مشيرة إلى انه بالإمكان الوقاية من هذه الأضرار بسهولة، من خلال استخدام النظّارات ذات العدسات الواقية. وتلفت إلى ان الالتهابَين المذكورَين لا يرتبطان عادة بأيّ ضرر طويل المدى، لكنّهما يسبّبان ألماً ويتطلبان علاجاً. وبخصوص الآثار المزمنة للأشعة ما فوق البنفسجية على العيون، تذكر المنظمة “مرض السادّ”، الذي يصيب العين فيؤدّي إلى إعتام العدسة بصورة متزايدة، الأمر الذي يتسبّب في ضعف البصر والعمى في نهاية المطاف، مضيفة إلى ذلك “مرض الظُفرة”، أي نموّ الأنسجة اللحمية التي من الممكن أن تغطّي جزءاً من القرنية.
*********************************************************
أين أمانة بغداد أين وزارة الثقافة؟! الصدأ يعلو أحد نصب شيخ النحاتين
متابعة – طريق الشعب
يعاني نصب الفانوس السحري لشيخ النحاتين الراحل محمد غني حكمت، إهمالا واضحا بالرغم من انه أحد أهم معالم بغداد.
ويبدي العديد من المواطنين استياءهم من الحال الذي وصل إليه النصب، الذي ينهض على نافورة في ساحة الفتح، أمام مبنى المسرح الوطني. فالطحالب تملأ النافورة، والصدأ يعلو النصب ويخفي ملامحه. ويجسد النصب رمز الفانوس السحري المعروف في قصص ألف ليلة وليلة، ويبلغ ارتفاعه مع قاعدته 10 أمتار، وتحيط به نافورة، تمتلئ اليوم مياهها الراكدة بالطحالب والأوساخ. يقول المواطن علي إسماعيل، أنه “قبل فترة مر سائحون من خارج البلاد، قرب النصب، فلاحظنا الاستياء باديا على وجوههم كرد فعل على الإهمال الذي يتعرض له النصب”، مضيفا في حديث صحفي قوله أن “الغريب في الأمر، هو ان النصب لا يحتاج أكثر من التنظيف”! ويشير إلى ان “ساحة الفتح تعتبر من الساحات المهمة في بغداد، وهي اليوم بما تعانيه من إهمال، تعطي نموذجا لبقية ساحات بغداد المهملة”.
وتنقل منصة “964” الخبرية عن مصدر في أمانة بغداد، قوله أن “القسم الزراعي في الأمانة ينفذ حملات تنظيف دورية في ساحات العاصمة. وهو ينظف نافورة نصب الفانوس السحري اسبوعيا، لكن النصب، ولكونه مصنوعا من النحاس، يُصاب بالصدأ بسبب الرطوبة والأملاح”.
ويضيف قائلا أنه “يُفترض بوزارة الثقافة إرسال فرقة لتنظيف النصب، لكن أجور العمل التي طُلبت منا مرتفعة جداً.
لذلك رفضت بلدية الكرادة تنظيف النصب بهذه الكلفة، وهي تدرس خيارات أخرى حالياً”!
************************************************
منذ ثلاثة شهور مستشفى الأورام في النجف بلا دواء Arimidex
النجف – ملاذ الخطيب
منذ ثلاثة شهور، اختفى دواء Arimidex الخاص بمرضى السرطان في المستشفى الوطني للاورام وأمراض الدم في النجف.
هذا الدواء المهم الذي يتوجب على مرضى السرطان تناوله يوميا، والذي يتسبب عدم تناوله في انعكاسات خطيرة على حياتهم، يباع في الصيدليات الأهلية بسعر 74 ألف دينار للعلبة الواحدة التي تكفي لشهر واحد. ما يعني ان المقتدر ماليا يستطيع شراءه، أما الفقير فمصيره الموت!
ان عدم توفير هذه الأدوية المهمة في المستشفيات الحكومية، يمثل قتلا وإبادة للمرضى. إذ ان فقدان أي دواء خاص بالأمراض السرطانية يشكل خطورة كبيرة على حياة المريض.
المشكلة ان هناك دواء بديلا لهذا الدواء، فعاليته أقل، هذا أيضا غير متوفر في المستشفى المذكور!
مرضى السرطان في النجف يناشدون الجهات المعنية توفير هذا الدواء عاجلا، لحمايتهم من المضاعفات المرضية التي قد تنتهي إلى الموت!
***************************************************
العبور سيرا مخاطرة قناة الجيش بلا جسور للمشاة
متابعة – طريق الشعب
يشكو مواطنون من سكان مناطق شرقي بغداد، من عدم نصب جسور لعبور المشاة تربط بين جانبي سريع قناة الجيش، مبينين في حديث صحفي ان الجسر الوحيد الذي كان يربط بين منطقتي بغداد الجديدة والمشتل، جرى تفكيكه خلال إنجاز مشروع تطوير القناة، وان هناك جسرا آخر خرج عن الخدمة قبل سنوات بعد أن اصطدمت به مركبة، وكان يربط بين منطقتي الأمين والنعيرية.
ويوضح المواطنون أن سريع القناة حاليا خال من جسور المشاة، ابتداء من المشتل حتى الرستمية، الأمر الذي يضطر الناس إلى العبور سيرا وسط السيارات المسرعة، وبالتالي تعريض حياتهم للخطر، مطالبين الجهات المعنية بنصب جسور جديدة حفاظا على سلامة المواطنين.
***************************************************
الحكومة: نعمل 24 ساعة! سكان جنوبي بغداد منزعجون من تأخر إكمال طريق بابل
متابعة – طريق الشعب
يبدي أهالي عدد من مناطق جنوبي بغداد، انزعاجهم من تأخر إكمال أعمال تأهيل طريق بغداد – بابل ومدخل جنوب غربي العاصمة، مشيرين في حديث صحفي إلى ان تأخر العمل أضر كثيرا بسكان مناطق عويريج وكويريش والحي العسكري وأبو دشير والرشيد وغيرها، فضلا عن تأثيره على المركبات المارة.
وفيما يؤكد مسؤول حكومي أن العمل يجري يوميا على مدار 24 ساعة، حتى في أيام الجمعة، بمشاركة بلديات الدورة والمنصور والرشيد ومركز الكرخ، يلفت عدد من المواطنين إلى ان العمل مضت عليه شهور طويلة ولا يزال متلكئ وبطيء.
ويبيّن المواطنون إلى ان “ترك جانبي الشارع من دون تأهيل، يعرقل حركة السير ويتسبب في حوادث مرورية، ناهيك عن تراكم الأتربة والأنقاض”.
وتنقل منصة “964” الخبرية عن مصدر في أمانة بغداد، قوله أن “فرق الأمانة والجهد الخدمي للوكيل البلدي بدأت، تزامنا مع قرب الزيارة الأربعينية، بتنفيذ حملة تأهيل طريق الزائرين الممتد من بغداد إلى بابل بمشاركة مجموعة من البلديات ضمن قاطع العمل وبعض البلديات الساندة”، مضيفا ان “هناك توجيها مباشرا من أعلى المستويات بالاهتمام بالطريق وإكمال تأهيله ليكون ملائماً لأهميته كطريق حيوي يربط بغداد بالجنوب”.
ويؤكد ان “العمل مستمر يومياً وعلى مدار 24 ساعة حتى في أيام الجمعة، والطريق يحظى باهتمام واسع ليتم التنفيذ وفق المعايير المطلوبة”، مبينا ان “أعمال التأهيل تشمل توسعة الشارع وتنظيفه وطلاء أرصفته وتخطيطه وزراعة جانبيه، فضلا عن إدامة مجاريه”.
**************************************************
الصفحة السادسة
لمناسبة عيد الصحافة الشيوعية.. المكاتب الصحفية تجربة حية في سجل الصحافة الحزبية
إبراهيم المشهداني
ما أن صدر أول عدد من طريق الشعب بطبعته العلنية ليدشن مسيرة جديدة من العطاء والسيرة الكفاحية لتكون استمرارا لمسيرتها السرية حتى ولدت معها المكاتب الصحفية لتدشن هي الاخرى تجربة أريد لها أن تكون رافدا حيا من روافد الطريق مطوقا بحزام من النشطاء الشباب والكوادر التعليمية والثقافية، يقوده المكتب الصحفي لمدينة بغداد (مصب) التي قادته وإلى حين سعاد خيري عقيلة الفقيد زكي خيري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي آنذاك والمعروفة برمزيتها النسوية ضمن رابطة المرأة العراقية ذات السجل الغني بالكفاح من أجل قضية الوطن المجيد وانتصار المرأة ضد النظرات الدونية من قبل الرجعية المتخلفة.
كان (مصب) اختصارا للمكتب الصحفي لمدينة بغداد الذي يضم المكاتب الصحفية لمنظمات الشبيبة والطلبة والمعلمين والعمال والمثقفين، ينشط فيه فريق من الكوادر الحزبية التي برزت بعد حين لتكون فريقا صحفيا متماسكا من الأقلام الصحفية التي تتمتع بقدرة متميزة ليس فقط في إدارة البريد الصحفي لمنظماتها وانما في عملية التحرير في طريق الشعب، ويتشكل هذا الفريق من كاتب هذه السطور والشهيد عبد الرزاق أبو محمد والفقيدين حسن العتابي وهاتف الأعرجي والصحفي القدير حميد الخاقاني.
وبين تلك المكاتب، المكتب الصحفي الطلابي المتخصص بتحرير صفحة الطلبة والشباب التي يحرر موادها فريق من الشباب الذي خرج لتوه من العمل السري لينهض بمهمة لم يسبق ان خاض صعابها ولكن آثر على نفسه إلا ان ينجح في هذه المهمة الكأداء وان يكمل طريقه مهما كانت الصعوبات عبر استنهاض وحدة العمل والفكر اللذين يجسدان طبيعة العمل الصحفي الحزبي، وقد اختارت المنظمة الطلابية الرفيق رواء الجصاني المقيم حاليا في جيكيا ليكون مسؤولا عن تحرير الصفحة لكونه يتمتع بقدرة صحفية واعدة، لحقه في إدارة تحرير الصفحة الشهيد فيصل قحطان العاني وثالثهما كاتب هذه السطور فيما يتكون فريق تحرير الصفحة من الرفاق إضافة إلى مسؤول تحرير الصفحة الرفاق كفاح حسن عبد الامير وسعد صالح السماوي والشهيد نوزاد، يتولى هذا الفريق الذي تجمعه بحق وحدة الإرادة والعمل مهمة التعامل بمنتهى الصبر مع مئات المساهمات التي ترد أسبوعيا من المنظمات الحزبية الطلابية المنتشرة في كافة المؤسسات التعليمية في الثانويات والجامعات، وفي عمله ذاك كان الفريق أشبه بخلية نحل تتعامل بشعور عال من المسئولية، دراسة هذا الكم الكبير من المساهمات آخذا بعين الاعتبار فكرة المساهمة ومستوى تحريرها ومدى انطباقها مع اشتراطات النشر في جريدة كانت حقا منفاخ حداد على حد وصف الخالد لينين من حيث قربها من كادحي شعبنا والدفاع اليومي عن مصالحهم مما كان لها الأثر في انجذاب القراء اليها، وكان على فريق الصفحة إضافة إلى هذا وذاك ان يرد على كافة المساهمات بالطريقة التي لا تنفر الطلبة المساهمين الذين لا تصلح مساهماتهم للنشر بسبب حداثة عهدهم في الكتابة إلى الصحافة خاصة الصحافة الحزبية الملتزمة، ويعمل أعضاء الفريق تأسيسا على فكرة المساهمة بالأساس ومدى تعبيرها عن واقع الطلبة وطرق تفكيرهم واتجاهاته، إلى تطوير المساهمة بصياغات صحفية تجعلها صالحة للنشر من أجل تشجيع كاتبها على المضي في رفد الصفحة والتطور في تحسين المادة الصحفية المرسلة في المستقبل، وبهذه الطريقة استطاع المكتب إيجاد منظومة من المراسلين طيلة سنوات استمرار الصفحة قبل أن تتحول الجريدة إلى كابوس يقض مضاجع السلطة وتخدش مسامع الديكتاتور الذي عجز بما يمتلك من أجهزة قمعية أن يدجن الجريدة ويجعلها كما باقي الصحف أبواقا تابعة للسلطة .
*****************************************************
هي الضوء الذي أنار طريق الشعب
خليل ابراهيم العبيدي
صحيفة اختارت لنفسها أن توقد كل يوم مصباحا ينير الطريق الوعر الذي اختاره صاحبها لنفسه وهو يعبئ في ثناياه كل من يعاني الفقر والظلم والاضطهاد من الفلاحين الذين صادر الإقطاع أراضيهم في فترة ما قبل تأسيسها في الحادي والثلاثين من تموز عام 1935 تحت عنوان ( كفاح الشعب )، وقد جاء في عددها الاول ، أن الناس فشلوا في جني ثمار انتفاضات الفرات لسبب، هام جدا ، ألا وهو عدم وجود «حزب طبقي ثوري» على أرض المعركة السياسية ، وقد ظهر هذا الحزب الآن وهو اليوم ينظم صفوف العمال بعد أن توسعت مساحة استغلال قوة عملهم على طول الرقعة الاقتصادية بدءا من شركات النفط الاحتكارية البريطانية ، مرورا بالموانئ والسكك الحديدية ( التي تم تأسيسها لنقل احتياجات الجيوش البريطانية ) وصولا إلى شركات العوائل صاحبة رؤوس الأموال ذات الأصول الاقطاعية، التي كانت تستغل قوة عمل العراقيين بأجر الكفاف ، وقد فتحت الصحيفة ولأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ، وفي تاريخ الصحافة العراقية النار بكل تلك الجرأة على الانتداب وذيوله من الاقطاعيين بمقال آخر عام 1935 أدرجت فيه مطالب الحزب الشيوعي العراقي المتعلقة بحياة الناس وأوضاعهم المعيشية وكانت على النحو التالي .
اولا ..... طرد المستعمرين.
ثانيا ..... توزيع الأراضي على الفلاحين.
ثالثا..... إلغاء كل ديون الأراضي ورهوناتها.
رابعا..... مصادرة كل أملاك المستعمرين، من المصارف إلى حقول النفط وأعمال السكك الحديدية.
خامسا.... تركيز السلطة في أيدي العمال والفلاحين.
سادسا.... إطلاق الثورة الاجتماعية.
لقد كانت هذه المطالب بمثابة من عبد الطريق أمام الصحافة العراقية لتخترق حواجز الخوف أو لتتجاوز كل عوامل الخشية من السلطات الحاكمة وخاصة ذيول الانتداب وما أقرته معاهدة عام 1930 من قيود على العراق، خاصة العسكرية والإدارية والقانونية. (انظر بنود معاهدة 1930) وقد كان لصحافة الحزب دورها في فضح هذه المعاهدة في معرض فضحها لمعاهدة بورت سموث عام 1948. وقد تناولت الصحف التي يصدرها الحزب والتي كانت تحت مسميات عديدة منها الشرارة عام 1940 والقاعدة عام 1943 واتحاد الشعب عام 1956، وبعدها طريق الشعب، التي لا زالت تصدر هي واخواتها تارة بصورة سرية وتارة في العلن حسبما تهواه السلطات الحاكمة، وكانت حتى هذه اللحظة تجسد هموم الشعب وقضاياه طيلة 89 عاما دون كلل أو خشية من سلطة غاشمة أو ديكتاتور اهوج.
أن صحيفة الطريق وهي تعرض اليوم توجهات الحزب الشيوعي العراقي، تأخذ في أبوابها كل ما يهم حياة الشعب، وكل ما يعترض طريق المواطن من عوائق سياسية أو عوارض تحول دون تقدم مسيرته الحقيقية التي يراها الحزب وفقا لمبادئه ونهجه في دولة مدنية يعيش فيها الوطن حرا والشعب فيها سعيدا.
******************************************************
الصحافة الشيوعية: منبر للتنوير ونشر الديمقراطية
أسامة عبد الكريم
تعد الصحافة الشيوعية جزءاً أساسياً من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، الذي يحتفل هذا العام بالذكرى التسعين لتأسيسه. يحيي هذا الاحتفال أيضاً الذكرى التاسعة والثمانين لصدور أول صحيفة شيوعية سرية في العراق، «كفاح الشعب»، التي صدرت في 31 تموز عام 1935. لعبت هذه الصحافة دوراً حيوياً في نشر التنوير وتعزيز حرية التعبير والرأي والرأي الآخر، وذلك في سياق تاريخي وسياسي مضطرب.
منذ بداياتها، كانت الصحافة الشيوعية تسعى إلى تنوير الجماهير من خلال تقديم تحليلات سياسية واجتماعية تعكس الأوضاع الحقيقية التي يعيشها الناس. كانت «كفاح الشعب» بمثابة صوت للعمال والفلاحين والفئات المهمشة، حيث كانت تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم وتفضح الظلم والفساد. من خلال هذه الجريدة، تمكن الحزب الشيوعي من بناء قاعدة جماهيرية واسعة وناشطة، مما ساهم في نشر الوعي السياسي والاجتماعي بين طبقات الشعب المختلفة. كانت الصحافة الشيوعية دائماً مدافعة قوية عن حرية التعبير والرأي الآخر، رغم التحديات والقمع الذي كانت تواجهه. في وقت كانت فيه الرقابة الحكومية صارمة، كانت الصحافة الشيوعية تصر على نقل الحقيقة وكشف الفساد والتجاوزات. لعبت دوراً رقابياً هاماً، حيث كانت تراقب السلطات الثلاث: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، ما جعل الإعلام يستحق لقب «السلطة الرابعة».
يعتبر الإعلام، وخاصة الصحافة الحرة، الأداة الأساسية لنشر الديمقراطية والسوق الحرة للأفكار. فالصحافة الشيوعية لم تكن تكتفي بنقل الأخبار والأحداث فحسب، بل كانت تسعى لبناء مجتمع مدني نشط يساهم في ترسيخ القيم الديمقراطية. كانت تعبر عن الحاجة إلى نظام سياسي قائم على الشفافية والمساءلة، وتطالب بالإصلاحات اللازمة لتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد.
رغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها الصحافة الشيوعية، بما في ذلك القمع والملاحقات الأمنية، إلا أنها استطاعت أن تظل صوتاً قوياً للمعارضة والنقد البناء. ساهمت بشكل كبير في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي لدى العراقيين، وفي نشر الأفكار الاشتراكية والمبادئ الشيوعية التي كانت تعتبر في ذلك الوقت حلولًا لكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. مع مرور الزمن، تطورت الصحافة الشيوعية وتكيفت مع التغيرات التكنولوجية والاجتماعية.
اليوم، تعد «طريق الشعب» و»الثقافة الجديدة» منبرين هامين يواصلان نشر الوعي والتنوير، مستفيدان من وسائل الإعلام الحديثة للوصول إلى جمهور أوسع. كما مهد الحزب طريق الصحافة الكردية مثل «ريكاي كوردستان»، «آزادي»، و»شورش»، وأيضاً صحيفة «همك» الناطقة باللغة الأرمنية. ثم تلتها صحافة الخاصة بالأنصار (نهج الأنصار) (النصير) مع البث الاذاعي (اذاعة صوت الشعب العراقي)، ومجلة (رسالة العراق) ومجلات للأطفال (طلائع تموز)، كذلك تم إصدار مجلات إلكترونية تصدر من قبل محليات الحزب في المحافظات، وهذه الأدبيات الحزبية تعتبر امتداداً للصحف السرية مثل «الشرارة»، «اتحاد الشعب»، «العمل»، «النجمة»، «شورش»، و»كفاح السجين».
مع الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، يستمر هذا الإرث الصحافي في التأكيد على أهمية حرية التعبير والرأي الآخر في بناء مجتمع ديمقراطي وعادل. تظل الصحافة الشيوعية في العراق نموذجاً رائعاً للدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة في التنوير وتعزيز الديمقراطية وحرية التعبير.
من خلال تاريخ طويل من النضال والمثابرة، استطاعت هذه الصحافة أن تثبت مكانتها كصوت للحق والعدالة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة من الصحفيين والناشطين. باستمرار تطورها وتكيفها مع الظروف المتغيرة، تظل الصحافة الشيوعية في العراق رمزا للمثابرة والإصرار على نقل الحقيقة وتعزيز القيم الديمقراطية، مشددة على ضرورة الشفافية والمساءلة في جميع مستويات الحكم. إنها تظل شاهداً حياً على قوة الكلمة ودورها المحوري في تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من تاريخ العراق الحديث ومسيرته نحو الديمقراطية.
**************************************************************
صحافة الحزب الشيوعي ... نبراس الثقافة
مؤيد عبد الستار
لم يكن المجتمع العراقي على درجة من التطور يوازي التطور الحاصل لدى الكثير من دول العالم، ليست الدول الاوربية فحسب وانما حتى دول الشرق الاوسط مثل لبنان و مصر. فعندما أفلت شمس الامبراطورية العثمانية، بزغت شمس الحرية على العراق وبانت الافات التي كانت تنخر الجسد العراقي، وهي الثالوث المعروف : الفقر والجهل والمرض .
وجاء الاحتلال البريطاني واستولى على البلاد المنهكة، فعالجها وفقا لمصالحه، شـيـد الجسور والطرق التي تسهل تجارته مع الهند، وأسس عددا قليلا من المدارس التي تضمن له كوادر وسطية في خدمة إدارته، وافتتح بعض المستشفيات التي تفتقر إلى الأدوية ولا تفي بحاجة البلاد ولا تستطيع مواجهة الأمراض المتوطنة التي ظل المواطن يعاني منها.
اما الجيش والشرطة فكانت قطعات هزيلة، وتم فرض التجنيد الالزامي على المواطنين برواتب وأجور زهيدة ما جعل الجندي عالة على أسرته والشرطي معتمدا على الرشوة، حتى شاعت أهزوجة:) عبّر وأشرك للشرطي (. والواشر كناية عن الدرهم.
في خضم النضال ضد الاستعمار البريطاني الذي كتم أنفاس الشعب العراقي، حدثت انتفاضات واحتجاجات كانت السبب في تشكيل أحزاب لها رؤية وطنية تحاول البحث عن سبيل للمساهمة في حكم البلاد من خلال البرلمان، لكن رجل الانجليز الأول رئيس الوزراء المهيمن على الحكم كان لا يسمح بوصول من يختارهم الشعب إلى سدة البرلمان، وان استطاعت القوى السياسية الوطنية الفوز بنسبة من المقاعد، كان البلاط يأمر بحل البرلمان ويأتي بوزير جديد يعمل على تشكيل برلمان جديد ولا يقبل أسماء وطنية تعمل بعيدا عن وصاية الانجليز ومعاهداتهم الجائرة .
من بين تلك الاحزاب كان الحزب الشيوعي العراقي الذي تبلور مساره منذ اوائل الثلاثينيات وتأسس عام 1934 م. ومنذ تأسيسه اعتمد (ح ش ع) على نخبة عالية الثقافة تدير عجلة إعلامه في صراع مع السلطة الحاكمة بأمر سيدها البريطاني وكشف ومناهضة المعاهدات الجائرة مثل معاهدة بورت سموث، ونشر ثقافة تقدمية غير معهودة، تعالج أوجه التخلف الاجتماعي الذي ورثه العراق من حقبة الهيمنة العثمانية. وكان لمؤسسه الشهيد يوسف سلمان (فهد) اليد العليا في رفد صحافة الحزب وأدبياته بما يثير النقاش في الساحة السياسية المضطربة، ويهدد ركائز السلطة الهشة، ما جعل النظام الملكي يسرع في إعدامه مع رفاقه عام 1949.
ظلت البلاد حافلة بالانتفاضات، مثل انتفاضة الوثبة 1948 وانتفاضة 1952 وانتفاضة الحي 1956 التي أعدم فيها الشهيد علي والشهيد عطا الدباس، بالإضافة إلى انقلاب بكر صدقي وانقلاب العقداء الأربعة وانقلاب رشيد عالي الكيلاني وصولا إلى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة.
كانت صحافة الحزب وأدبياته مدرسة جادة خرج من عباءتها أعلام الثقافة، وتمرست فيها أسماء سطع نجمها في سماء البلاد مثل الشهيد عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) وشمران الياسري (ابو كاطع) والمفكر الراحل هادي العلوي، والشاعر بدر شاكر السياب وسعدي يوسف وغيرهم كثير.
وكان لي شرف المساهمة في صحافة الحزب الشيوعي، وأول موضوع نشر لي دون ذكر اسمي بسبب هيمنة حزب البعث، كان اوئل السبعينيات، وهو تحقيق صحفي - ريبورتاج - نشر في صحيفة طريق الشعب، طبعا حررت الجريدة المقال بشكل يتناسب مع سياسة النشر- وكان عن وضع العمال في مؤسسة الكهرباء، ومعاناتهم بسبب النقل والبيروقراطية. أثار الموضوع بلبلة وسط مؤسسة الكهرباء في محاولة لمعرفة ناشر المقال .
وبعد خروجي من الوطن عام 1979، وتنقلي بين بلدان عدة، كانت أدبيات الحزب المدرسة التي فتحت لي باب النشر وتعلمت منها الكثير، فواظبت على رفد رسالة العراق - لندن - ومجلة الثقافة الجديدة - عراق، سورية - وصحيفة طريق الشعب بالمقالات والدراسات والمواضيع الأدبية المختلفة. وكان للاستاذ الراحل غانم حمدون، رئيس مجلس الثقافة الجديدة، الذي زاملته في الجزائر اواسط الثمانينيات تأثيره في فسح المجال واعطاء الكاتب حرية كبيرة في نشر أفكاره رغم النقد الحاد أحيانا في بعض المقالات.
كانت الدراسات التي تنشر في مجلة الثقافة الجديدة مادة دسمة لتنمية الاتجاهات العلمية في الحياة الثقافية والسياسية، وطالما نشرت المجلة دراسات لأعلام الاساتذة في العلوم الاقتصادية مثل إبراهيم كبة وفي التاريخ والاجتماع وغيرها مثل دراسات الدكتور صلاح خالص والدكتور الشهيد صفاء الحافظ والدكتور فيصل السامر الذي أحدث ضجة كبيرة في كتابه ثورة الزنج. وكذلك المواضيع التي كان ينشرها السياسي الكبير عامر عبد الله وقصائد ونقاشات أعلام الشعر مثل عريان السيد خلف وسعدي يوسف والجواهري والبياتي وزاهد محمد و العديد من الرموز ما لا يمكن تعدادهم هنا .
بعد سقوط سلطة الطاغية صدام عام 2003، برز دور صحافة وادبيات الحزب الشيوعي العراقي في صياغة وعي ديمقراطي جديد يناهض المحاصصة والطائفية وقدمت كوادر الحزب التي تسنمت مناصب عليا، وان كانت محدودة، مثالا في النزاهة والاخلاص للوطن والشعب.
وستبقى صحافة وادبيات الحزب الشيوعي العراقي نبراسا للقوى الوطنية تنير الدرب من أجل وطن حرٌ وشعب سعيد .
*********************************************************
الصفحة السايعة
أمي وعمود أبو كَاطع
أسامة ختلان
الكاتب الشيوعي شمران الياسري، المعروف باسم (أبوگاطع)، يُعدُّ من أبرز الكُتّاب الساخرين في العراق. اشتهرت أعماله بنقدها اللاذع والسخرية الهادفة، حيث استخدم هذا الأسلوب في مقالاته الصحفية ورواياته وبرامجه الإذاعية ليعبر عن قضايا المجتمع العراقي، وبخاصة الريف والفلاحين. ما يميز أبوگاطع عن غيره من الكُتّاب أنه لم يكتب من منظور خارجي، بل عاش ظروف الريف مع الفلاحين والإقطاعيين، فكان جزءاً من الواقع الذي وصفه في كتاباته. اعتمد أبوگاطع على أسلوب السخرية لنقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في العراق. كان يحرض المظلومين على المطالبة بحقوقهم وكان معارضاً سياسياً، مما جعله هدفاً للملاحقة بسبب مواقفه. كان حريصاً على نصرة الشعب والدفاع عن حقوقه ضد الظلم، ونقلت كتاباته هذا الالتزام الوطني عبر عموده الصحفي وبرنامجه الإذاعي «حجيّه بصراحة يابو كَاطع». أصدر أبوگاطع رباعيات روايات أدبية عكست هموم الفلاح العراقي المضطهد وهي: «الزناة»، «بلابوش دنيا»، «غنم الشيوخ»، «فلوس حميّد»، و»قضية حمزة الخلف». وقدم في هذه الرباعيات وصفاً مفصلًا لحياة الريف وكيف كانت الظروف السياسية والاقتصادية تؤثر على المجتمعات الريفية. عندما نقرأ أعمال أبوگاطع، نجد أنه يعبر بصدق عن المجتمع الريفي، في حين أن العديد من الكُتّاب الآخرين كانوا يكتبون عن الريف من منظور خارجي. فقد نشأ أبوگاطع في الريف العراقي، وكان محملًا بموروث شعبي عريق وخزين من الحكايات الشعبية والفلاحية التي تحمل نكهة الريف بكل سلوكياته وأعماقه التاريخية. أبوگاطع جعل السخرية وسيلة فعّالة للتعبير عن قضايا الشعب، وقد اكتسبت أعماله شهرة خاصة بسبب استخدامه لشخصية «خلف الدواح» كوسيلة للتعبير عن هموم الفلاحين والمجتمع الريفي. وقد كانت صحيفة «طريق الشعب»، الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي، تخصص مساحة لعموده الصحفي «بصراحة»، الذي أصبح معياراً لقياس نبض الأوضاع السياسية والاجتماعية في العراق. ذات يوم، قررت أن أقرأ أحد أعمدة أبوگاطع لوالدتي، التي ولدت في ريف ناحية غماس في محافظة الديوانية، لأرى كيف تتفاعل مع أسلوبه الساخر. كانت جلسة العصر تلك، مع الشاي والكعك، مليئة بالحيوية، ووالدتي تلعب دور المحور، وهي تصب الشاي وتوزعه على الحاضرين. هذه الجلسة أكدت لي مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه عمود أبوگاطع على الأشخاص من خلفيات ريفية. قرأت لها: «كان خلف الدواح- أيضاً - يشاهد التلفزيون في كهوة الميثاق - بمدينة الثورة - ويصغي إلى إجابات السيد مدير مؤسسة النقل، الذي راح يعدد أسباب الأزمة - أزمة النقل والمواصلات - فكان من أهمها (في نظره) «تواجد!» سيارات الفولكا والمسكوفيج في العراق، لأنها «تحمه» بالصيف و«توكف» ولا بد أن السير يتعرقل.. وتنقطع المواصلات.. وعندما «تحمه» لابد أنها «توكف» وعندما توكف يتعطل وصول الركاب وتتعرقل الأمور وإذا تعرقلت «الأمور»... يلتفت خلف الدواح إلى الجالسين بكهوة الميثاق ويقول: ــ ذيچ السنة ساجت العباس (سركال الجرية) حط عينه على ابنه الزغير (احميدي)، وصار عنده اعتقاد بان «احميدي» لكطه.. يفتهم ازود من إخوته الاكبار.. وكام يجيبه وياه للدواوين. معلومك جانت الأصول بالريف، ما تسمح للطفل بكعدة الديوان، لكن ياهو اللي خلكك ويتبالش وي ساجت العباس بحجي زايد وناكص؟! يوم من الأيام جابوا غدا لساجت، والغموس دهن ودبس… واحد من جماعتنا مقهور من الولد، راد يبهذله بالديوان، و جان ينشده: ــ يكَولون عنك يا «احميدي» تفهم حيل.. ارد اسعلك سوعال: منين يطلعون الدبس؟ جاوبه احميدي: ــ ام…م..!! حتى هاي ماتعرفها؟! يطلعون الدبس من «مزاليج» البصل!! وجان يكوم ساجت العباس على حيله ويكول: ــ هاي خطوة.. خطوتين لبو فاضل.. ان جان امعلمه.. يو كايل له على هالجواب.. ولكم هاي (الهام رباني)!!» التفتُ إلى أمي وهي ترتدي الشال الابيض وتضحك حتى امتلأت عيناها بالدموع، ثم علقت قائلة: «خلّي يسمع أبو النقل!».. المجد والخلود لشهداء صحافتنا الشيوعية!
*****************************************************
شكرا لصحافة الحزب الشيوعي العراقي
عامر عبود الشيخ علي
أوائل السبعينيات وفي بداية فترة الجبهة الوطنية وظهور صحيفة طريق الشعب للعلن، كان أخي الفقيد والقائد النقابي ناهض الشيخ علي يرسلني إلى مكتبة أبو سمير قرب نفق الشرطة في منطقة الداوودي لشراء صحيفة طريق الشعب، وكان صاحب المكتبة أبو سمير يقوم بطي الجريدة لأصغر حجم ممكن ويدسها تحت ثيابي ويقول: لا تريها لاحد، وغالبا ما كنت أتصفحها وأنا عائد إلى المنزل، فيبهرني تصميمها واللون الأحمر الذي خطت به الترويسة والعناوين الاخرى، وصفحتي المفضلة مرحبا يا أطفال وكان حلمي يكبر لأكون واحدا من صحفيي الجريدة ومراسليها.
بعد انهيار الجبهة في نهاية السبعينيات وعودة العمل السري للحزب الشيوعي العراقي كانت تصل الصحيفة لأعضاء الحزب في بغداد عن طريق الرفاق المتواجدين في كوردستان العراق وهي مطبوعة على ورق رايسنك، فازداد شغفي للعمل الصحفي أكثر، وعندما أكملت السادس الإعدادي لم أتمكن من التقديم لكلية الإعلام لأنني كنت خريج الفرع علمي وغير منتمٍ إلى صفوف البعث وهكذا ضاع الحلم.
وبعد عام 2003 عادت تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي إلى بغداد والمحافظات وعادت صحافته للظهور علنا ووزعت صحيفة طريق الشعب إلى الجماهير المحتفلة بانهيار نظام صدام وسقوط الصنم، وهي أول صحيفة عراقية توزع بعد التغيير. وأنا أمسك بالصحيفة عاد الأمل مجددا لأحقق ما كنت أطمح إليه وأكون جزءا من هذه الصحيفة وان يكون اسمي ضمن صفحاتها وهو حلم لكل صحفي أن يكون تلميذا في هذه المدرسة العريقة.
وفي عام 2004 نظم الحزب دورة اعلامية لاعضائه وكنت من ضمن الرفاق المشاركين باول دورة إعلامية، وبعد ذلك شاركت بعدد من الدورات التي أقيمت في مقر الحزب التي حاضر بها أساتذة كبار من أعلام الصحافة العراقية والعربية، وكانت بحق مدرسة صحفية كبيرة تعلمنا منها المهنية والمصداقية في نقل الأخبار وتحليلها ونقلها إلى القراء من كل الفئات والطبقات، وكان شرف لي بالحصول على أول هوية صحفية أفتخر بحملها واعتز بها كثيرا ولتكون المسؤولية اكبر وخاصة بعد ان اصبحت مسؤول المكتب الاعلامي في المحلية العمالية، ولتكون هذه الصحيفة من أهم المنابر الاعلامية التي احتضنت مئات المقالات والأخبار والتقارير التي كتبتها، متنقلا بين الكادحين من الفقراء والطبقة العاملة والطلبة وبين الأسواق والمعامل والباعة المتجولين لنقل همومهم ومشاكلهم من خلال صفحات الجريدة حياة العمال وحياة الشعب وبقية الصفحات.
شكرا لهذه الصحيفة التي علمتني بأن الصحافة رسالة انسانية وأن للصحفي القدرة والدور الكبير في نشر الوعي الإنساني والوطني ويكون مؤثرا في إحلال السلام ونبذ العنف والتطرف والمطالبة بحقوق المظلومين والوقوف بصفهم. فالف تحية للصحافة الشيوعية بعيدها التاسع والثمانين هذه المدرسة الصحفية الكبيرة حلم كل صحفي أن يكون ضمن صفوفها لثرائها ومصداقيتها، ولكونها محرضا ضد الظلم والاستغلال ووقوفها دائما مع الشعوب المضطهدة من قبل الانظمة الدكتاتورية والرأسمالية.
******************************************************
«طريق الشعب» محطتي الأولى في النشر
حسين علوان
بمناسبة الذكرى ال٨٩ لعيد الصحافة الشيوعية سأقف عند اول محطة لي في هذه المدرسة العريقة للصحافة العراقية، إنها (طريق للشعب) وهي وريث طبيعي لشقيقاتها (كفاح الشعب) و (أتحاد الشعب) تلك الجريدة التي كنا نلتهمها بشوق ونحن نقلبها صفحة صفحة لا نترك موضوعا إلا وقرأناه نتابع الافتتاحية ونتناقش بها في مجالسنا في المقاهي وفي الحدائق شبيبة بعمر الورد نتطلع للنشر في الصحافة والتشجيع من المكتب الإعلامي في المنظمة.
المكتب الأعلام الحزبي في المنظمات كان من أنشط المختصات، يطلب من الرفاق إرسال منجزهم من التقارير المطلبية والشكاوى في مناطق العمل أو النشاطات الأدبية من قصة أو شعر أو رسوم، كانت تصل إلى المكاتب الإعلامية في المنظمات آلاف من المواضيع ترسل إلى هيئة التحرير ليتم فرزها وتدقيق الصالح منها للنشر وحتى غير الصالح منها، ويتم إبلاغ الرفيق المرسل للموضوع أن يطلع على أسباب عدم النشر وهي مهمشة على نفس الموضوع، هكذا كان الاهتمام بمواضيع الرفاق وكانت محفزا لهم للاستمرار في الكتابة دون انقطاع..
في الذكرى الأربعين لميلاد حزبنا العظيم كتبت قصيدة للأطفال بعنوان (قالت لنا العصفورة) وبعثتها عن طريق مكتب إعلام التنظيم وباسم (وليد) ويدي على قلبي وبقيت أتابع الجريدة يوميا و إذا بقصيدتي تنشر في العدد الخاص للذكرى وعلى الصفحة الاخيرة للجريدة، طرت فرحا ًونشوةً لم أصدق الحدث، وبدأت أتحدث لرفاقي وأصدقائي عن معنى ان تنشر لك جريدة الحزب أول قصيدة تكتبها ووجدت الدعم من كل رفاقي للاستمرار بدفع كل ما أكتب إلى الجريدة، وبذلك دخلت دورة إعلامية لتطوير مهاراتي في مقر الجريدة والتقيت بالرفاق في هيئة التحرير وهم يحاضرون علينا ويرشدونا إلى أوليات عالم الصحافة وأسس ودروس هذه المهنة الشاقة لكنها جميلة بمخرجاتها وانت ترى ما تكتب على صفحات جريدة حزبك الذي تناضل بين صفوفه .
تحية للذكرى التاسعة والثمانين لعيد الصحافة الشيوعية
المجد والخلود لكل شهداء الصحافة الشيوعية
***************************************************************
بعض من الأسئلة الملحة أمام إعلام الحزب الشيوعي العراقي
يوسف أبو الفوز
أحتفل الشيوعيون العراقيون، وأصدقاؤهم، بمناسبة مرور تسعين عاما على تأسيس حزبهم، الذي عمد مسيرته بدماء قوافل من الشهداء وتضحيات مناضليه، في مواجهات مختلف الأنظمة القمعية، التي قارعوها، بمختلف وسائل النضال، ويحتفلون هذه الأيام، بيوم الصحافة الشيوعية العراقية، بمناسبة صدور جريدة «كفاح الشعب»، كأول صحيفة شيوعية عراقية، في31 تموز 1935، وبشكل سري، كصحيفة مركزية ناطقة باسمه نشرت أفكاره وسياسته.
وطيلة مسيرته المجيدة، لعب إعلام الحزب الشيوعي العراقي، دورا بارزا ومهما، في نشر الوعي التنويري والمطلبي بين الجماهير، إذ اجتهد الشيوعيون ــ ومازالوا ـ في إدراك وتطبيق المبدأ اللينيني بكون (الصحيفة ليست فقط داعية جماعية ومحرضا جماعيا، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي)، لكن العالم يتطور بشكل متسارع، وتغيرت احتياجات الناس ومستوى وعيهم وطرق تواصلهم، فترافقا مع التطور العلمي، وانتشار الفضائيات وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد تنفع الأساليب القديمة، التي اجتهد في استخدامها الرواد الأفذاذ في التوجه للجماهير ومخاطبتهم. لم يعد مجديا التسلل في الليل بروح مجازفة بطولية لخط شعار على الحائط يقرأه العشرات من الناس لتحريضهم، إذ يمكن الآن بكبسة زر في الكومبيوتر نشر مئات الشعارات على حيطان وسائل التواصل الاجتماعي التي يتابعها الملايين. هكذا نجد الكثير من محبي الحزب واصدقائه ومحبيه، يتشكون من كون إعلام الحزب الشيوعي العراقي لم يعد يلبي كل ما يريده الناس، فهل الخلل في أسلوب العمل؟ في عموم خطاب الحزب السياسي؟ في كفاءة العاملين؟ في نوعية الأدوات أو كيفية استثمارها؟ كيف يمكن استنهاض إعلام الحزب الشيوعي العراقي ليستعيد بريق مجده، حيث كانت صحافة الحزب السرية توزع أعدادا أكثر من الصحف العلنية الرسمية؟
ليس سرا، بأن الحزب الشيوعي العراقي، كمؤسسة سياسية اجتماعية، تواجهه تحديات ليست قليلة في عملها، وسط ظروف ذاتية وموضوعية تحيط به، تبدو معقدة في بعض من جوانبها، وتجعل مهامه التنظيمية والفكرية والإعلامية أصعب يوما بعد يوم، لكن ما هو الحل؟ أو كما يقول السؤال الذي طالما تردد في الادبيات اللينينية: ما العمل؟
لا توجد خلطة سحرية تؤدي إلى جواب سريع وبسيط في عمل الشيوعيين، فلينين بنفسه طالما ردد في كتاباته ( ان النظرية رمادية لكن شجرة الحياة خضراء)، هذا يقودنا إلى أن الأمور لا تتغير بقرار من هيئة قيادية أو رغبة شخص ما، إن الواقع الاجتماعي والتغيرات المتسارعة هي من تقود لاكتشاف الحلول، والخالد فهد، كرر في كتاباته بأن المبادئ الماركسية اللينينية (ليست بـ»إلياذة» تغنى على الرباب أو «قفا نبك» تعلق على الجدار) فهو يقول لنا أنها ( وضعت كدليل للعمل، اي انها وضعت للحياة فأننا لا نحترفها بترديدنا إياها دون فرضها على الحياة) فهذا يدفعنا لاستنتاج أن الشيوعيين أولا وأخيرا يجب ان يكونوا بين الناس، في خضم معترك حياتهم، ليسوا معزولين عنهم بأي شكل كان. هكذا عاش الشهيد الخالد فهد بين الناس، وكتب أهم مقالاته ومؤلفاته وقاد نشاطات الحزب وهو يعيش بين الناس. وكان الشهيد الخالد سلام عادل يقود دراجته الهوائية متنقلا من باب لباب وهو يكتب رسائله الأخيرة التي دعت لمقاومة انقلابي شباط 1963.
إن ابتكار أساليب عمل نضالية وخصوصا إعلامية جديدة، تصل للناس وتعكس همومهم، لا يحتاج فقط مواكبة التطور العلمي وامتلاك أجهزة اليكترونية متطورة، بل يحتاج إلى كادر مهني مختص، يجيد استخدام ذلك بشكل يفهمه الناس ويعبر عن مطالبهم وأحلامهم، يحتاج مناضلين يفهمون نبض الشارع من خلال التواجد فيه حتى يمكنهم ان يكونوا في المقدمة، طليعة للجماهير للتعبير عن تطلعاتها، مسلحين بخطاب سياسي واضح النبرة يقف إلى جانبها ويعبر عن همومها وتطلعاتها.
ومن هنا أيضا، فان العمل بين صفوف الجماهير والتوجه للشبيبة والطلبة والنساء، هو من الأوليات التي يتطلب ان يضعها مناضلو الحزب في أولويات عملهم، حيث يمكن اكتشاف المواهب الفنية والإعلامية، التي يمكن زجها في النشاط الإعلامي، فماكنة الحزب الإعلامية بحاجة إلى دماء جديدة تواكب تطورات العلوم والتغيرات في المجتمع، ولا يشترط ان يكون الإعلامي الناجح والمناسب كادرا حزبيا، بل أن صديقا للحزب يتفهم سياسته وبرامجه سيكون قادرا على أداء مهمته الإعلامية بنجاح والأهم بحرفية ومهنية عالية.
يدرك كثيرون أن الصعوبات المالية التي يواجهها الحزب الشيوعي العراقي تعرقل إمكانية امتلاكه لقناة فضائية خاصة به، لكن السؤال الذي يمكن مناقشته: إلا توجد بدائل عن ذلك؟ ألا يمكن استثمار الفضاء الاليكتروني لإنتاج برامج تلفزيونية بكفاءة عالية، أو مثلا ما يسمى الآن (بود كاست)، للتعريف بسياسة الحزب وبرامجه وتوجهاته الفكرية؟ كيف القيام بذلك؟ ماذا نحتاج لأجل ذلك؟ إلا يمكن الاسترشاد ببعض التجارب الإعلامية الناجحة لرفاق وأصدقاء للحزب والتعلم والاقتداء بها؟
إن إعلام الحزب الشيوعي العراقي، مدعو لإقامة ورش عمل متواصلة، تدرس أهمية ابتكار وامتلاك أساليب عمل إعلامية جديدة، ممكنة التطبيق، يدعمها خطاب إعلامي جماهيري حيوي، ليبقى إعلام الحزب ميدانا للأفكار التقدمية، ومعبرا عن هموم جماهير الشعب الكادح وطموحاته وأماله، وقريبا إلى نبض المثقفين، وينادي ببناء عراق، بديمقراطية حقيقية، عراق فيدرالي، تعددي، ينعم فيه المواطن العراقي بحياة حرة كريمة تحت ظل القانون، بعيدا عن أي فكر تعسفي ظلامي، يصادر حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة الآمنة.
**********************************************************
الصحافة الشيوعية العراقية بين السرية و العلنية
عبد جعفر
يشير تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، إلى أن عمر صحافته السرية أكبر من سنوات صحافته العلنية، وهذا التاريخ الفاصل بين العمرين، وفي أزمنة مختلفة، طوال العهد الملكي، وبعد انقلاب 1963 وصولا إلى فترة دكتاتورية صدام من 1979 إلى 2003، ترتبت عليه أمور كثيرة، أهمها هو تميز الصحافة السرية في الخطاب المحرض ضد السلطات، وفي إدانة اعتقالاتها وقمعها، وتجاوزاتها على حقوق الشعب وخصوصا الفقراء منهم، ولهذا عدت منشورا سريا تغلغل في أوساط الناس، وصعب على أجهزة القمع ضبطه، وحتى في حالات وقوع مطابع الحزب السرية في أيادي الأمن نتيجة الاعتقالات والمداهمات، سرعان ما يعيد الحزب نشاطه. والحزب كما يقول الرفيق الخالد فهد بما معناه، ليس عاشقا إلى السراديب والأماكن المظلمة، إلا أن قمع الحريات العامة والشخصية، هو وراء هذا العمل السري.
وتميزت الصحافة السرية، رغم قلة مواضيعها، وخلوها من الدراسات الرصينة، بالشعبية، ويجري تلقفها من يد إلى أخرى، كونها تمتلك قلب الشارع ونبضه، وعدت السلطات صحافة الحزب السرية، أكثر خطرا عليها لكونها تملك سلاح التحريض، وتدعو إلى وعي الناس بمصالحها، فحين تسيطر الأفكار تكتسب قوة مادية يصعب زحزحتها، مما يشكل تهديدا إلى (دار السيد)، وتقض مضجعه.
كما تميزت صحافة الحزب السرية، بانسجامها مع مبادئ الحزب وسياسته وقرارات مؤتمراته الوطنية، رغم ظهور بعض الصحف تدعي الشيوعية والتي ساءت إلى دوره ومواقفه، ومنها (المنبر) وغيرها من الصحف التي ظهرت في فترات مختلفة.
أما صحافة الحزب العلنية، ومنها (اتحاد الشعب) و(طريق الشعب) فهما، ارتبطتا بأحداث مهمة الأولى ثورة 14 تموز عام 1958، والثانية التحالف مع حزب البعث عام 1973، ثم التغيير بعد عام 2003. وهذه الأحداث ترتب عليها، مراعاة الحريات المتاحة، وتوازن القوى.
ومعروف أن طريق الشعب أيام السبعينيات، تلقت العديد من الإنذارات من وزارة الإعلام، لإنها خالفت شروط النشر التي تريدها السلطات، بل وصلت إلى حد تهديد صحفيين بأسمائهم وإثارة مواضيع قديمة ضدهم ومنهم الشهيد شمران الياسري (أبو كاطع).
وما يميز الصحافة العلنية، أنها أتاحت لفئات واسعة، الاطلاع على سياسة وتاريخ الحزب عن قرب، وكانت مواضيعها وطبيعة موادها مثار حسد، حتى من السلطات نفسها، فكان صدام حسين مستغربا من مستوى طريق الشعب الرفيع، قياسا إلى جريدة (الثورة) التي تغدق عليها السلطات الأموال.
كما أن صحافة الحزب العلنية، مدرسة لتخريج الصحفيين المعروفين، ولعبت الدورات الصحفية دورها في إعداد الكوادر وفي رفدها بدماء جديدة من خلال المحررين المتفرغين أو المكاتب الصحفية في المحافظات.
وكان هم أعداء الحزب، هو تصفية كوادره الصحفية، خلال العهد الملكي، ومجازر عام 1963 وبعد عام 1979، وفي الاغتيالات بعد عام 2003. وقائمة شهداء الحزب طويلة.
إننا، في يوم عيد الصحافة الشيوعية في العراق، علينا أن نؤكد أهمية استعادة مكانتها، وزيادة شعبيتها، وتوزيعها، وذلك من خلال سياسة طبقية واضحة اتجاه ما يحدث، لملامسة هم الفئات الكادحة والمسحوقة، وتحسين أداء العمل الصحفي من خلال (مطبخ صحفي) محترف، مع أيجاد وتحسين منافذ التوزيع، وإرسال الجريدة عبر الوسائل المتاحة، وذلك من خلال المبدأ الصحيح، أن تكون الصحيفة محرضا جماعيا، ومنظما جماعيا، وداعية جماعية.
والمسألة الأخرى، أهمية الرأي والرأي الآخر، ونشر الآراء المختلفة، وقد اشار لينين إلى محافظة الصحيفة (على استقلالية ووحدة مواقفها وبين أن تسمح على صفحاتها بالمساجلات بين الرفاق. وبعد سطور قليلة كتب (.. أننا لا ننكر وجود الاختلافات، ولن نحاول إخفاءها أو طمسها بل على العكس من ذلك نريد لمطبوعاتنا، أن تصبح منبرًا لمناقشة كل القضايا من قبل جميع الاشتراكيين الروس على اختلاف وألوان آرائهم. أننا لا نرفض المساجلات بين الرفاق، بل نحن على العكس من ذلك، مستعدون لأن نخصص لهم مجالاً واسعًا على أعمدة صحفنا..)
***************************************************
الصفحة الثامنة
اضراب شامل في القدس والضفة الغربية إدانات واسعة لجريمة اغتيال إسماعيل هنية
متابعة – طريق الشعب
تتواصل الإدانات العربية والدولية لحادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الايرانية طهران، ليلة أمس، وسط تحذيرات من تطور الوضع الى منزلق يقود لتفجر المنطقة.
أحزاب شيوعية تدين الجرائم
ودان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني العدوان الصهيوني الغادر على الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبره تصعيداً في سياق مسلسل الإجرام الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني ولبنان وشعبه ومقاومته والمدعوم أمريكا، ودعا الى اطلاق اوسع حملة تحركات شعبية عربية ودولية تضامنا مع لبنان ومقاوميه ادانة وشجبا للعدوان الصهيوني على لبنان وضاحيته الجنوبية.
من جانبه، دان حزب الشعب الفلسطيني بشدة عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، ورأى فيها تطوراَ خطيراَ لتفجير المنطقة بدل استغلال كل الفرص المتاحة من أجل وقف العدوان وتجنيب المنطقة مخاطر انفجارات شاملة لا تحمد عقباها. وحمّل حزب الشعب دولة الاحتلال ذلك، مؤكداً ان انها تصر على فرض الهيمنة على المنطقة بواسطة الإرهاب المنظم والقوة الغاشمة خارج أية معايير معهودة للقانون الدولي.
وفي بيان آخر، دان الحزب بشدة الغارة الإسرائيلية على بيروت وحمل دولة الاحتلال المسؤولية عن عدوانه على شعبنا وتهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة
كما دان الحزب الشيوعي السوداني بشدة الغارة الإسرائيلية علي بيروت وحمل النظام الصهيوني كافة المسؤولية عن العدوان الغاشم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال فتحتي الفضل عضو المكتب السياسي للحزب في بيان «ندين الممارسات الكيان الصهيوني الارهابية وحرب الابادة المتواصلة على الشعب الفلسطيني والتهديدات التي تتعرض لها البلدان العربية»
إضراب في القدس والضفة
وعمّ الإضراب الشامل، امس الأربعاء، مدينة القدس، احتجاجا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في وقت نفذت فيه قوات الاحتلال عملية هدم، واعتقلت عددا من المقدسيين.
وشلّ الإضراب بلدات القدس وأحياءها، ومنها البلدة القديمة، وأغلقت المتاجر أبوابها وخلت من المتسوقين، استجابة لدعوة من القوى والفصائل السياسية بعد اغتيال هنية.
فيما شهدت مدن الضفة الغربية ومخيماتها إضرابا شاملا، وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت إلى الإضراب، والخروج في مسيرات غضب.
تعليقات على الجريمة
وفي تطورات عملية الاغتيال، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن علم بلاده المسبق بعملية الاغتيال، وتجنبت إسرائيل التعليق على العملية وقالت إنها مستعدة لجميع السيناريوهات.
وأكد بلينكن أن «الولايات المتحدة لم تتلق تحذيرًا مسبقًا بشأن الهجوم على هنية، ولم يكن لها أي دور فيه، ورفض بلينكن في تصريحات صحفية خلال منتدى في سنغافورة التعليق مباشرة على اغتيال هنية، لكنه قال «إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ضرورة دائمة»، مضيفا أن من المهم للغاية إطلاق سراح المحتجزين.
وفي ذات السياق، قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إن «إسرائيل لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب لكنها جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات». أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فقالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا إلى مشاورات أمنية ظهر امس، في ظل الإعلان عن اغتيال هنية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مكتب نتنياهو أصدر توجيهات لوزراء الحكومة بعدم التعليق على عملية الاغتيال.
ردود الفعل الدولية
وعبّرت العديد من الدول عن إدانتها عملية الاغتيال، وحذرت من تداعيات الحادث على مستقبل المنطقة.
ونعى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إسماعيل هنية، وقال ان «إيران ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة». فيما اكدت الخارجية الإيرانية ان الولايات المتحدة مسؤولة عن الجريمة، كونها داعما وشريكا للكيان الصهيوني». وأكد بزشكيان في بيان احتفاظ حكومته بحق الرد على النحو المناسب لهذا العدوان على سيادة ارضها. وقدم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، سؤالاً عن عملية الاغتيال قال فيه: كيف تجرى مفاوضات يقتل فيها طرف من يفاوضه؟». وأضاف ان «السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح الشعوب».
ودانت الخارجية القطرية هذه الجريمة وعدتها تصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ان «اغتيال هنية يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني لكن الهمجية الصهيونية لن تحقق أهدافها». وتابع ان «هذه العملية الخسة تهدف إلى تقويض القضية الفلسطينية ومقاومة غزة المجيدة ونضال إخواننا الفلسطينيين المحق».
فيما عدت الخارجية التركية، ان «عملية الاغتيال تظهر أن حكومة نتنياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام».
بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية: ان «قتل هنية اغتيال سياسي غير مقبول على الإطلاق». وأضافت في بيان أن «العملية ستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات، وان المسؤولين عن اغتيال هنية كانوا يدركون التداعيات الخطيرة لذلك على المنطقة».
ودعت موسكو كافة الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس بعد اغتيال هنية والامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى اندلاع صراع مسلح واسع النطاق في الشرق الأوسط.
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الصينية، انها «تعارض وتدين بشدة عملية الاغتيال الذي قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة». وطالبت بوقف إطلاق النار في أقرب وقت لتجنب زيادة التصعيد والمواجهة. فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية، أن هذا التصعيد الخطر ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وخيمة.
*****************************************************
طالبان تتبرأ من بعثاتها الدبلوماسية
كابول – وكالات
أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية، أنها «لن تعترف بعد الآن بالوثائق القنصلية الصادرة عن البعثات الدبلوماسية الأفغانية في العديد من الدول الغربية بسبب ما سمته عدم استجابتها للتعاون مع الحكومة الأفغانية». وقالت الوزارة إنها «قطعت العلاقة مع سفارات وقنصليات أفغانية لدى كلّ من لندن وبرلين وبون وبلجيكا وسويسرا والنمسا، وفرنسا وإيطاليا واليونان وبولندا والسويد والنرويج وكندا وأستراليا».
وأضافت الوزارة أن «هذه البعثات عملت بصورة تعسفية وانتهكت توجيهات كابل التي دعتها مرارا للتعاون مع الحكومة المركزية، لكنها لم تستجب».
وأوضحت أنه «في هذا الإطار، فإن وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية الأخرى في الحكومة المؤقتة لن تصادق على المعاملات المنجزة في هذه البعثات الدبلوماسية».
وطالب البيان الأجانب والمواطنين الأفغان في هذه المدن والدول، بمراجعة البعثات الأفغانية في دول أخرى لإنجاز معاملاتهم.
************************************************
الأمم المتحدة: الاحتلال ينتهك حقوق الاسرى الفلسطينيين
طريق الشعب ـ وكالات
قالت الأمم المتحدة إن «آلاف الفلسطينيين، ممن اعتقلوا في غزة، اقتيدوا قسرا إلى مراكز اعتقال في إسرائيل حيث تعرض بعضهم للتعذيب ولقي العشرات منهم حتفهم في انتهاك صارخ للقانون الدولي».
ونشر امس، تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مكون من 23 صفحة ويستند في الأساس إلى مقابلات مع معتقلين تم إطلاق سراحهم وضحايا آخرين وشهود.
ويفيد التقرير بأن «كثيرا من أولئك الذين اعتقلوا في غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تم أخذهم في نقاط تفتيش خلال فرارهم من الهجوم العسكري الإسرائيلي، أو في المدارس والمستشفيات التي كانوا يحتمون بها».
وأضاف التقرير، أن «المعتقلين كان يتم في كثير من الأحيان تعصيب أعينهم وتصفيد أيديهم قبل نقلهم إلى إسرائيل ووضعهم في مراكز عسكرية أشبه بالأقفاص وإجبارهم على البقاء لفترات طويلة عراة لا يرتدون سوى حفاظات. وقال تقرير الأمم المتحدة إن 53 معتقلا لقوا حتفهم في أثناء الاحتجاز».
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان مرفق بالتقرير «الشهادات التي جمعها مكتبي وغيره من الوكالات تشير إلى مجموعة من الأفعال المروعة، مثل التعذيب بالإيهام بالغرق وإطلاق الكلاب على المعتقلين وغيرها من الأعمال الأخرى، في انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي».
****************************************************
السودان.. البرهان ينجو من محاولة اغتيال
الخرطوم - وكالات
قالت مصادر صحفية، إن «رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان نجا من محاولة اغتيال بواسطة طائرة مسيرة استهدفته صباح، امس شرقي السودان».
وأضافت المصادر أن «مسيّرة انتحارية استهدفت البرهان أثناء مشاركته في مهرجان تخريج طلاب الكلية الحربية بمعهد جِبيتْ العسكري بولاية البحر الأحمر».
وتابعت المصادر أن «البرهان لم يصب بأذى وتم نقله إلى مدينة بورتسودان».
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها للحظة استهداف مسيرة انتحارية حفلا لتخريج طلاب الكلية الحربية أثناء وُجود البرهان فيه.
ولاحقاً، أصدر الجيش السوداني بيانا قال فيه، إن «الدفاعات الجوية تصدّت لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال»، وأضاف البيان أن «الهجوم تسبب في مقتل 5 وإصابة آخرين».
****************************************************
مطالبة بالشفافية والكشف عن تفاصيل عملية الاقتراع ردود الفعل العالمية بعد الانتخابات الرئاسية في فنزويلا
رشيد غويلب
بعد مرور يوم واحد على إجراء الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، بينت ردود الفعل الدولية الأهمية الجيوسياسية التي توليها الحكومات والشخصيات السياسية، لما يدور في البلاد. لم ترغب بعض التعليقات في انتظار التحقق من النتائج النهائية. ورفض تحالف «منتدى الوحدة» اليميني المعارض الاعتراف بالنتائج المعلنة، وأعلن فوزه قبل إغلاق صناديق الاقتراع.
النتائج الرسمية
بعد أن أعلن المجلس الانتخابي الوطني فوز الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو بنسبة 51,2 في المائة من الأصوات، وحصول المعارض إدموندو غونزاليس 44,2 في المائة من الأصوات، كانت ردود فعل العديد من السياسيين في المنطقة رافضة للنتائج وداعية إلى تدقيق مستقل للنتائج. من جانب آخر هنأ كثيرون الرئيس مادورو وأكدوا على سيادة البلاد والعملية الانتخابية. وفي هذا السياق، من الممكن ان يكون لموقف البرازيل والمكسيك ثقل خاص في أميركا اللاتينية وخارجها.
ترقب
قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يوم الاثنين الفائت إن حكومته ستنتظر النتائج النهائية قبل ان تعلن رأيها. وأضاف «لدينا معلومات تفيد بأن السلطات الانتخابية الفنزويلية تمنح الفوز للرئيس مادورو، ونعلم أنه لدينا نتائج 80 في المائة من صناديق الاقتراع، وعلينا أن ننتظر نتائج 100 في المائة، فإذا أكدت السلطة الانتخابية الفنزويلية النتيجة، فسنكون كذلك». وأضاف: «سوف نعترف بالحكومة التي انتخبها الشعب الفنزويلي، لأن هذا هو معنى الديمقراطية».
وقد رحبت الحكومة البرازيلية بالفعل بالسير السلمي للانتخابات في فنزويلا وقالت إنها ستتابع عملية فرز الأصوات عن كثب. كما أكدت مجددا على «المبدأ الأساسي المتمثل في سيادة الشعب»، والذي يجب الحفاظ عليه من خلال مراجعة محايدة للنتائج.
وحدد مبعوث الحكومة البرازيلية في كراكاس، سيلسو أموريم، أن «الحكومة البرازيلية تواصل مراقبة تطور الأحداث من أجل التوصل إلى تقييم قائم على الحقائق». «كما هو الحال في أي انتخابات، ويجب أن تكون هناك شفافية. وقد وافقت اللجنة الانتخابية الوطنية الفنزويلية على تقديم البروتوكولات التي تؤكد النتيجة المعلنة.» وتابع أموريم «لن ندعم أيضا الادعاء بوجود احتيال. إنه وضع معقد ونريد دعم تطبيع العملية السياسية في فنزويلا».
وأكد وزير الخارجية الكولومبي لويس غيلبرتو موريلو على موقع «اكس» أنه من المهم «تبديد أي شكوك حول نتائج» الانتخابات في فنزويلا. وان العالم والشعب الفنزويلي يتوقعان الشفافية والضمانات الانتخابية. ولتبديد الشكوك حول النتائج، ويجب على المراقبين الدوليين تقديم استنتاجاتهم حول العملية، وأضاف: «ندعو المجتمع الدولي والمعارضة الفنزويلية إلى الاعتراف بالنتائج». و»يجب أن تحظى النتائج بأكبر قدر ممكن من المصداقية والشرعية من أجل خير المنطقة، وقبل كل شيء، الشعب الفنزويلي».
تهان
ضمت قائمة المهنئين بانتصار الرئيس الفنزويلي العديد من قادة دول العالم بينهم: الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، الرئيس البوليفي لويس آرسي، حكومة نيكاراغوا ورئيس الإكوادور السابق اليساري رافائيل كوريا ورئيسة هندوراس شيومارا كاسترو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزارة الخارجية الصينية، والسفارة الإيرانية في كاراكاس.
مواقف رافضة
وقال الرئيس التشيلي غابرييل بوريك إن حكومته «لن تعترف بأي نتيجة لا يمكن التحقق منها». وبالنسبة له، فإن النتائج التي نشرتها اللجنة الوطنية للانتخابات كانت «صعبة التصديق». ووصفت حكومة كوستاريكا انتخاب مادورو بأنه «تزوير». كما أعلنت حكومة بيرو غير المنتخبة عبر وزير خارجيتها أنها «لن تقبل انتهاك إرادة الشعب» واستدعت سفيرها من كاراكاس للتشاور.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الحكومة الأمريكية لديها «مخاوف جدية من أن النتيجة المعلنة لا تعكس إرادة وأصوات الشعب الفنزويلي». ومن الأهمية بمكان «أن ينقل مسؤولو الانتخابات المعلومات على الفور إلى المعارضة والمراقبين المستقلين وأن تنشر السلطات الانتخابية فرز الأصوات التفصيلي». وجاء موقف الاتحاد الأوربي والعديد من البلدان الغربية في سياق الموقف الأمريكي.
خلاصة
من المعروف أن الموقف من الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، يرتبط بالصراع مع الولايات المتحدة وحلفائها، ويشكل جزءا من صراع الهيمنة بين الامبريالية الغربية ومعسكر الصين – روسيا، وعلى هذه الأرضية جاء الكثير من المواقف. أما قوى اليسار في أمريكا اللاتينية فقد انقسمت بين مترقب وداعم للتجربة الفنزويلية، باستثناء موقف الرئيس التشيلي.
إن مطالبة الحكومة الفنزويلية بطرح تفاصيل التصويت بشفافية كاملة، قضية مهمة لتعزيز دور التجارب التقدمية والمناهضة للغرب في أمريكا اللاتينية، وبالمقابل من الضروري فهم الموقف الغربي عموما والأمريكي بوجه خاص، وموقف الحكومات اليمينية في أمريكا اللاتينية بجوهره الذي لا علاقة له بالحرص على الديمقراطية ومستقبل شعب فنزويلا. وأخيرا ستكشف الأيام والأسابيع المقبلة، إمكانية عودة المحاولات الانقلابية والحصار ضد حكومة مادورا، على غرار ما حدث بعد انتخابات 2018، وهل سيعلن مرشح المعارضة نفسه رئيسا من جانب واحد، كما فعل سلفه اليميني غوايدو، والأخطر من هذا هل ينفذ العسكر مطالبات رئيس الارجنتين الفاشي الجديد وغيره من أقطاب اليمين المتطرف بالانقلاب على الشرعية؟
*****************************************************
الحزب الشيوعي الفنزويلي: الشعب عبّر عن رغبة واضحة في التغيير السياسي في البلاد
كاراكاس_ وكالات
دعا الحزب الشيوعي الفنزويلي في بيان اصدره الاثنين الماضي «القوى الديمقراطية والشعبية والوطنية الحقيقية إلى توحيد قواها للدفاع عن إرادة الشعب الفنزويلي الذي عبر عن نفسه يوم الأحد 28 تموز (في الانتخابات الرئاسية) برغبة واضحة في التغيير السياسي في البلاد».
وجاء في البيان الصادر عن المكتب السياسي للحزب: «ننبه الرأي العام العالمي إلى أنه كما جردت حكومة نيكولاس مادورو الشعب الفنزويلي من حقوقه الاجتماعية والاقتصادية، فإنها اليوم تنوي حرمانه من حقوقه الديمقراطية».
واعتبر الحزب ان التنديد بمحاولة مزعومة لانتهاك النظام الانتخابي، من قبل رئيس المجلس الوطني للانتخابات إلفيس أموروسو، «بعيدًا عن توفير الضمانات اللازمة للعملية، يزيد من الشكوك حول نتائج الانتخابات التي تم تقديمها للبلاد».
كما طالب الحزب في بيانه المجلس الوطني للانتخابات «بنشر جميع سجلات التصويت، كما هو منصوص عليه في اللوائح الانتخابية، وكذلك بأقصى قدر من الشفافية في التدقيق في النتائج».
وقال «إن إعلان نيكولاس مادورو إعادة انتخابه رئيسًا في ظل هذا السيناريو من عدم اليقين، حيث تتناقض النتائج التي قدمها أموروسو بشكل علني مع المزاج الذي كان سائدا خلال يوم الانتخابات، ليس أكثر من استفزاز يفتح الطريق أمام حدوث حالات العنف».
واعلن الحزب الشيوعي الفنزويلي انه «لا يعلن فقط تأييده لإحترام إرادة الشعب، بل يدعو أيضًا الجيش والشرطة إلى عدم قمع الشعب».
وأكد على «قناعة الشيوعيين، في هذه الساعات الحاسمة لحاضر ومستقبل البلاد، ببناء فضاءات من الوحدة العريضة لتعزيز النضال من أجل استعادة الدستور وسيادة القانون في فنزويلا».
*********************************************************
الصفحة التاسعة
ارتفاع نسب العنف الأسري.. مزيد من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة والمجتمع
بغداد – نورس حسن
على الرغم من إنشاء أغلب الوزارات مراكز لتمكين المرأة وإطلاق حملات منظمات المجتمع المدني دفاعاً عن ضحاياه، مازال العنف الأسري خطرا كبيرا يواجه النساء والفتيات، حتى باتت ممارساته أمرا عاديا ومسكوتا عنها، في إطار المنظومة الذكورية التي تستمد تأثيرها من العادات والتقاليد، فلا يسمح للضحية بالإبلاغ عن الإعتداء ورفع الشكوى ضد معنفيها، مما يجعلهم يتمادون في انتهاكاتهم.
دور شكلي
تقول النشاطة النسوية سارة جاسم لـ»طريق الشعب» إن «مراكز تمكين المرأة في الوزارات والدوائر الحكومية ما يزال اداؤها شكليا، وأن إجراءات وزارة الصحة قاصرة أمام التبليغ القانوني عن حالات النساء المعنفات». وترى الناشطة ان العامل الاقتصادي وزواج القاصرين (نساء ورجال) في مقدمة الاسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسب العنف الأسري في البلاد. وعن دور الشرطة المجتمعية تفيد الناشطة أن «اجراءاتها غير رادعة وتقتصر على التراضي بين الاطراف المتنازعة مهما كان مستوى الضرر الذي تعاني منه الضحية، بسبب عدم توفر دور لايواء المعنفات».
خسائر اقتصادية
وتفيد د. صفاء البكري التدريسية في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد لـ «طريق الشعب» بان تعاطي المخدرات وانتشار البطالة فضلا عن زواج القاصرات والتحديات الاقتصادية في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسب العنف الأسري، الذي لم يؤثر على التفكك الاجتماعي فحسب، بل وكانت له آثار أخرى على الموازنة السنوية، تمثلت بارتفاع نسب الكلف، وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام.
وتشير في هذا الشأن إلى أن «العنف ضد النساء يؤثر على الموازنة العامة السنوية ويتأثر بها. فزيادة اعداد العاملين في الرعاية الصحية والاطباء المختصيّن في المستشفيات الحكومية والمراكز المعنية بالعنف، فضلا على التكاليف المالية التي تصرف على مرتكب جريمة التعنيف نفسه حال اعتقاله، يزيد من الأعباء السنوية على الموازنة الحكومية، بسبب الحاجة لزيادة الأجور والرواتب والتكاليف المكتبية الاخرى».
خسائر في الميزانية
وترى د. البكري أن «هذه الكلف المالية وعلى الرغم من الاجراءات الحكومية، باتت بنسب مرتفعة سنويا، فقد ازدادت النفقات العامة لوزارة الصحة على حالات التعنيف التي وردت اليها بشكل كبير من (1.665.900) دينار عام 2019 إلى (9.903.178) دينار عام 2023، فيما ارتفعت نفقات وزارة العدل من (655.958) دينار عام 2019 إلى (1.000.096) دينار عام 2023».
وتقول د. البكري أيضا «أما وزارة الداخلية فان نفقاتها التي تخص حالات جرائم العنف الأسري تتسم بكبر حجمها بالمقارنة مع باقي الوزارات المعنية حيث ازدادت من (10.852.649) دينار عام 2019 إلى (13.887.487) دينار عام 2023».
تأكيد على المطالبة بتشريع القانون
وترى البكري أن «تشريع قانون مناهضة العنف الأسري بات ضرورة ملحة، وأن هناك حاجة إلى تخصيص مبالغ في الموازنة العامة لأغراض مواجهة العنف ضد النساء بما ينسجم مع حجم المشكلة الآخذة في التزايد»، مشددة على أن «ذلك يتحقق من خلال توفير مراكز متخصصة ودور إيواء للمعنفات وأطفالهن وزيادة عدد وحدات الدعم النفسي وتسهيل الوصول إلى هذه الخدمات، فضلا عن زيادة الإنفاق الحكومي لوزارة الصحة وبناء مراكز متخصصة لعلاج حالات العنف».
وتقول د. البكري أيضا إنه «نظرا لكون الكثير من حالات العنف الأسري تعود لأسباب اقتصادية وتشريعية، فإن هناك ضرورة إلى التركيز على الأسر الفقيرة والعاطلين عن العمل من خلال زيادة الإنفاق الموجه إلى الرعاية الاجتماعية، وتعديل النصوص القانونية وسد الثغرات التشريعية للحد من العنف ومعالجة جميع انواعه مع التركيز على العنف ضد النساء».
خسائر يصعب إحصاؤها
بدورها، تفيد مديرة تمكين المرأة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي د. احلام شهيد الباهلي أن «أغلب حالات العنف التي تتعرض لها النساء هو نتيجة التراجع الاقتصادي الكبير الذي تعانية أغلب الأسر العراقية»، منبهة إلى أنه «من الصعب تحديد نسب الخسائر المالية الناجمة عن العنف الاسري الذي تتعرض له النساء والاطفال، لكون أغلب جرائم العنف غير معلنة».
وحول تكاليف برامج المعالجة الجسدية والنفسية للمعنّفات وأطفالهن تقول الباهلي لـ»طريق الشعب» إنه «لا توجد احصائيات رسمية بهذا الخصوص فاغلب تلك التكاليف تصرف بصورة عامة كحال باقي العلاجات من الموازنة السنوية للمرضى ولا يوجد هناك استثناء لحالات التعنيف، فالطبيب المعالج يتعامل مع المعنفة كحالة مرضية لا أكثر».
وبحسب دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فإن عدد جلسات الدعم النفسي للنساء المعنّفات ارتفع إلى 1114 جلسة في عام 2023 بعدما كانت لا تتجاوز 422 جلسة عام 2020.
وجاء في المسح المتكامل للاوضاع الاجتماعية والصحية للمرأة في العراق الذي أجرته وزارة التخطيط عام 2021 «ان متوسط تكاليف المعالجات الصحية التي تتحملها النساء المعنّفات يبلغ مليوناً و147 ألف دينار».
أما في إقليم كردستان فعلى الرغم من إقرار قانون مناهضة العنف ضد النساء رقم 8 لسنة 2011، ومثابرة حكومة الإقليم ومنظمات المجتمع المدني على الحد من العنف، إلا أن ممارسته ما تزال مستمرة، فقد بينت الإحصاءات الرسمية لوزارة الداخلية عام 2018 أن 91 امرأة قتلن أو «انتحرن» في إقليم كردستان، و203 أمرأة أخرى إما «أحرقت نفسها» أو أُحرقت» وسُجلت 87 حالة اعتداء جنسي، فيما اشتكت 7191 امرأة من التعرض لأعمال عنف.
***********************************************************
جلسة حوارية لمناقشة اتفاقية العمل الدولية رقم ١٩٠
بغداد – طريق الشعب
عقدت رابطة المراة العراقية مؤخراً، وضمن مشروعها للعام 2024، جلسة حوارية حول اتفاقية العمل الدولية رقم 190، حضرتها رئيسة رابطة المرأة العرقية شميران مروكل وعدد من عضوات الرابطة، إضافة إلى شخصيات سياسية وقانونية ومسؤولي النقابات والاتحادات ونشطاء المجتمع المدني. الجلسة التي احتضنتها قاعة المركز الثقافي النفطي، والتي حملت عنوان (بيئة سليمة، عمل آمن، قانون عادل)، وأدارتها عضوة الرابطة نضال توما، إستُهلت بالتعريف بضيوف الجلسة، فقدمت أول المتحدثين الامين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار الذي قدم بدوره قراءة مختصرة لأهم ما جاء ببنود الاتفاقية، مبينا الجهود التي بذلها المعنيون للمشاركة في المؤتمر، ومحاولات الضغط على مجلس النواب للتصويت على بنود الاتفاقية وإدخالها حيز التنفيذ بما يتواءم ومصلحة المجتمع بحسب قانون العمل العراقي. واوضح الصفار الإشكاليات التي تواجه العمل النقابي في تطبيق الاتفاقية ومستوى قيود العمل التي تعاني منها الاتحادات والنقابات العمالية.
ثم تطرقت رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل إلى الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في تكوين الرأي العام وتوحيد موقفه للمطالبة والضغط بكل ما يخدم مصلحة الشعب العراقي دون تمييز. في ختام الجلسة أوجزت السيدة انتصار الميالي أهم ما جاء من مداخلات ومقترحات على شكل توصيات حول مسألة القضاء على كافة أشكال العنف والتحرش والتمييز في ساحات العمل تنفيذا لبنود الاتفاقية بعد المصادقة عليها من مجلس النواب العراقي، وتوحيد جهود الجهات البرلمانية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمؤسسات التنفيذية كالصحة والتعليم والبيئة لتوعية المجتمع والتعريف بضوابط محكمة العمل، خاصة العاملات والعاملين في القطاع الخاص، وذلك عبر تنظيم الورش والندوات في وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع.
*******************************************************
بسبب غياب المتابعة ضعف الثقة بدور الحضانة
بغداد – طريق الشعب
تعمل زينة زهراو (40 عاماً)، وهي أم لثلاثة اطفال، ساعات طويلة يوميا خارج منزلها، مما جعلها تترك اطفالها لدى جارتها لرعايتهم، مقابل راتب شهري بسيط. وفضّلت زينة هذا الخيار، لأنه «يطمئنها أكثر من أن تتركهم في حضانة أهلية»، حيث تقول لـ «طريق الشعب» انها سمعت الكثير عن حالات الإهمال وعدم التعامل بلطف مع الأطفال من قبل عاملات في بعض حضانات الاطفال في بغداد»، منبهة إلى أن «الأمر الذي دفعها للاطمئنان على اطفالها لدى جارتها هو معرفتها المسبقة بها».
من جهتها، قامت ايناس جعفر (30 عاماً)، وهي موظفة، بتسجيل طفلها في روضة أهلية قريبة من مكان عملها، كما فعلت زميلاتها، مشيرة في حديثها مع «طريق الشعب» إلى أنه «ومنذ أشهر يمارسن حياتهن وعملهن بحرية تامة، بفضل تلك الحضانات التي وفرت الوقت والجهد عليهن، وأزاحت عنهن مخاوف ترك العمل، الذي يمثل مصدر دخل أساسي لعوائلهن».
ولكن لمروة مروة فاضل (38 عاماً)، رأي آخر، حيث أُجبرت على تقديم استقالتها من عملها، بعد إنجابها طفلها الأول، كي «يحظى برعاية دائمة» وفق تعبيرها. وتوضح لـ»طريق الشعب» أن «وقت عملي يتجاوز 8 ساعات يومياً إضافة إلى ساعتين يستغرقهما التنقل من وإلى مكان العمل وأحيانا أكثر». وتقول «عندما أصل إلى بيتي اكون منهكة من العمل والازدحامات الشديدة، وأنام فوراً، ولهذا يحدث تباعد بيني وبين طفلي، بل يصل الحال إلى عدم تدبير شؤون منزلي بسبب ضغوط العمل».
والحضانة بالنسبة إلى مروة ليست خياراً مريحاً إذ تقول «بعد ارتباط دام 7 سنوات رزقت بطفلي، وبعد سماع مستوى الإهمال الذي يتعرض له الاطفال داخل الحضانات، لا أستطيع أن أجازف بتركة وانا مطمئنة خاصة وان اغلب الحضانات تخلو من اي شكل من اشكال المتابعة»، مشيرة إلى وجود دور حضانة «غير رسمية» تقدم خدماتها بأسعار «زهيدة للنساء الموظفات»، وهي خارج متابعة ورقابة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المعنية بذلك.
في سياق متصل، تقول فاتن عبد الله وهي صاحبة دار للحضانة في منطقة الزعفرانية لـ»طريق الشعب» إن «الحضانات الأهلية انتشرت بعد عام 2003 بشكل واضح بسبب قلة فرص العمل، واغلب النساء يفضلن العمل بهذا المجال حيث من الممكن مزاولته من المنزل».
وبخصوص حضانات الأطفال الحكومية تفيد أن «أغلبها تم غلقها وافتتحت بدلا عنها أقسام لرعاية الأطفال ضمن الوزارات الحكومية، إلا أن هذه الأقسام هي الأخرى دون المستوى المطلوب، مما أجبر الكثير من العوائل على البحث عن حضانات لأطفالهم خارج المؤسسات الحكومية»، مضيفة «من يبحث على دور حضانة رصينة سيجدها، ومن لا يملك الوقت الكافي سيكتفي بأقرب حضانة من بيته، وأما عكس ذلك فيعني توديع العمل والتفرغ للأطفال».
وحسب القانون ، فإن هدف دور الحضانة تهيئة الظروف والأجواء المناسبة، لتنشئة الأطفال بما يكفل نموهم نموا طبيعيا وسليما يقيهم الانحرافات النفسية والاجتماعية.
في هذا السياق، تقول المحامية بان العيداني إنه وفق القانون «يجب أن تكون هناك في الحضانة، مربية واحدة على الأقل لكل 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين 1– 12 شهرا، ومربية واحدة لكل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12– 14 شهرا، ومربية واحدة لكل 15 طفلا تتراوح أعمارهم بين 24 – 36 شهرا».
وتذكر لـ»طريق الشعب» أن «أغلب حضانات الأطفال اليوم تفتقر إلى المتابعة الحكومية»، محملة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مسؤولية ضعف المتابعة الصحية والسلامة المهنية في حضانات الأطفال الأمر الذي عرض الأطفال إلى الكثير من الاصابات».
***************************************************************
عين المرأة.. مكتسبات تحت التهديد
انتصار الميالي
تعمل القيادات النسائية بشكل مباشر وغير مباشر في الخطوط الأمامية، أثناء الأزمات والصراعات والتهديدات الداخلية والخارجية، التي تعصف بالبلد منذ سنوات، وذلك للاستجابة العاجلة للمحتاجين والمساعدة في التخفيف من المخاطر السياسية والاجتماعية المرتبطة بكل هذه الأزمات.
كما تسعى لحماية المكاسب التي تحققت في عقود سابقة، وتلك التي تتعرض للتهديد، وخاصة ما يتعلق منها بمشاركة المرأة وتمكينها وما يرتبط بالأحوال الشخصية، بسبب تأثير ذلك أيضاً على الأسرة والطفل وبالتالي على المجتمع كله. ويشتد هذا التأثير خطورة مع تعرض الأسرة العراقية لمشاكل الفقر والبطالة وغياب الخدمات والسكن الملائم والأمية، إضافة إلى العنف الأسري والجنسي، الذي سجلت معدلاته ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
ومع أنه قد تم تحقيق مكاسب متعددة لتعزيز مشاركة المرأة بالفعل، مثل الكوتا التي تضمنها الدستور العراقي وعدد من النصوص الاخرى التي تدعم المساواة بين العراقيين دون تمييز، إلا أنه وبعد مرور 20 عاماً ، لا يزال هنالك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
ولهذا، تواصل القيادات النسائية عبر الشبكات والمنظمات، السعي لحل الازمات ومنها محاولات ضرب المكتسبات التي تعزز التماسك الاجتماعي لكل العراقيين، وبذل جهود مضاعفة للتصدي إلى هذه المحاولات التي تريد ان تغتال قوانين توفر الكثير من الحماية، إذا ما طبقت بشكل جدي، ووفق آليات وأجراءات لينة تساعد في حل الكثير من العقد مثل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية، والتي حولتها بعض الأطراف إلى مادة جدلية وحملتها كمعول لتهديم أفضل قانون أحوال شخصية في المنطقة وليس في العراق فقط.
نحن على مفترق طرق إذن، إما أن نفقد المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس في مجال حقوق المرأة والأحوال الشخصية، أو أن نناضل من أجل تحقيق المساواة التي كفلها الدستور في المادة 14، ونعمل بصمود أكبر للوصول إلى حلول حقيقية تحمي هذه المكتسبات وتؤمن ضمانات أكثر وتوفر تشريعات أهم مثل قانون الحماية من العنف الأسري، ولإجهاض مساعي اللجوء إلى نسف قوانين رصينة مثل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959.
إن حماية قانون الاحوال الشخصية باتت قضية ملحة تتطلب تدخل الأطراف المعنية مثل مجلس القضاء الاعلى ونقابة المحامين واتحاد الحقوقيين وكل القوى والحركات التي يجب ان تقف صفاً واحداً بوجه أي إخلال من شأنه تهديد وحدة العراقيين.
وإذ تقف القيادات النسائية اليوم على الخطوط الأمامية في هذه المعركة ويشكلن جزءاً لا يتجزأ من رفض المجتمع العراقي للتراجع عن الحقوق الدستورية المكتسبة، رغم التشويهات التي تنال منهن وتحاول أضعاف عزيمتهن في ظل القيود الحالية والتي بمضمونها تشكل تهديداً صارخاً للديمقراطية والمدنية في العراق، تطالب بأعلى صوت لإتخاذ جميع التدابير الاحترازية والتحرك المدروس لمنع مثل هذه التجاوزات على الدستور أولاً والقانون ثانياً ولخلق عراق أفضل وأكثر أمانا.
***************************************************
مسؤولة أممية: نساء غزة يتحملن أسوأ أعباء الحرب
متابعة – طريق الشعب
«زرتُ غزة أكثر من 50 مرة، ولكن هذه المرة ما شهدته يتخطى أسوأ مخاوفي تجاه النساء والفتيات اللاتي عملت معهن لسنوات طويلة»، هذه شهادة ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين عن زيارتها الأخيرة لقطاع غزة.
تحدثت المسؤولة الأممية ماريس غيمون للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس، عن التصعيد اليومي للعنف والدمار الناجم عما وصفتها بالحرب ضد النساء بدون نهاية في الأفق.
وأضافت «الحروب لم تكن أبدا محايدة على صعيد النوع الاجتماعي، ولكن بلا شك فإن مليون امرأة وفتاة في غزة يتحملن أسوأ أعباء حرب ممتدة لتسعة أشهر».
وذكرت أن النساء في غزة جائعات ومنهكات ومريضات، يحافظن على بقاء الأسر معا على الرغم من أنهن يعشن في خوف مستمر وفقدان. وقالت: «كل امرأة قابلتها كانت قصة فقدان، فهناك أكثر من 10 آلاف امرأة فقدت حياتها، وأكثر من 6 آلاف أسرة فقدت أمهاتها ونحو مليون امرأة وفتاة فقدت منزلها وأحباءها وذكريات حياتها، إن غزة هي أكثر من مليوني قصة عن الفقدان».
وذكرت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء في غزة يعشن في تنقل مستمر، وخوف متواصل، وقالت «لا يوجد مكان آمن للنساء في غزة». وأشارت إلى أن 9 من بين كل 10 أشخاص في غزة، نازحون وأن نحو مليون فتاة وامرأة قد نزحن خمس أو سبع مرات بدون نقود أو متعلقات وبدون أن يعرفن إلى أين سيذهبن أو سيعشن.
********************************************************
الصفحة العاشرة
ألن غينسبرغ: حان الوقت لحساب أميركا
محمد مظلوم
منذ أن كتب ألن غينسبرغ قصيدته الشهيرة «أميركا» بجملها الشعارية الحادة ولا سيما عبارة: «أميركا كنتُ شيوعياً في صغَري ولستُ نادماً» وهي عبارة تعد متحدية وخطيرة في الحقبة المكارثية المرعبة، أصبح شخصاً مشبوهاً بالنسبة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي وهدفاً نموذجياً لاحقته عيون المكتب وتقارير مخبريه. لكن شخصاً جامحاً كغينسبرغ لم يكن من السهل ترويضه وابتزازه، بل على العكس، زاد من نبرة احتجاجه ومواقفه المتحدية، فزار عام 1965 كوبا وتشيكوسلوفاكيا الشيوعيتين، في بادرة جريئة لا سيما في حقبة الحرب الباردة والأجواء المتوترة التي أعقبت غزو خليج الخنازير، وأزمة الصواريخ الروسية في كوبا. ومع أنه سرعان ما طُرد من كلا البلدين بسبب انتقاداته الجريئة لسياساتهما، إلا أن التقارير التي ترصد نشاطاته تزايدت حتى بلغت ارتفاع ملفاتها ما يقارب المتر، بحسب هربرت ميتغنغ في كتابه «ملفات خطيرة تكشف عن الحرب السرية ضد أعظم كتّاب أميركا».
في مذكرة سرية وجهها رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي إدغار هوفر إلى جهاز الأمن في عام 1965، صُنّفت قضية غينسبرغ قضية «أمن داخلي تتعلق بكوبا» وبأنه يمثل تهديداً محتملاً لرئيس الولايات المتحدة. ووصف بأنه «شخص خطير ومخرب، وأبدى مشاعر عنف معادية للولايات المتحدة». وخلال المدة الأولى من إدارة ريغان، أعدت وكالة المعلومات الأميركية قائمة بأربعة وثمانين شخصاً صنفتهم «غير مناسبين» لتمثيل أميركا في الخارج من بينهم غينسبرغ. وكانت القائمة شبيهة بـ «قائمة الأعداء» الشهيرة التي وضعتها إدارة نيكسون.
وهنا يبرز سؤال جوهري: أي ذرائع يمكن لمسؤولي الإدارة الأميركية استخدامها لإدانة شاعر ومثقف لا سلاح في يده سوى الشعر والكلمة، يحاول عبرهما خلق الشعور بالجمال والعدل في نفوس قرائه وعقولهم وهو يواصل حملته علناً من أجل القضايا التي يؤمن بها؟ وهكذا كلما ازدادت ملفات غينسبرغ لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي سماكة، ازدادت مواقفه المناهضة متانة وصلابةً، حتى أصبح الشاعر الجامح شخصية عامة، ورمزاً جامعاً لاتجاهات عدة من الفروع المضادة للثقافة بشكل عام، كـ «الأناركية: الفوضوية» و«حركة الهيبيز» و«الروحانية الشرقية» والأنشطة والتظاهرات المعارضة لحرب فيتنام. وأصبحت صوره تنتشر في كل مكان لتنافس صور نجوم السينما، ونجوم موسيقى البوب والروك آند رول. صورة تختزل مشهد الثقافة المضادة. ورغم أن عدداً من الفتيان الذين دأبوا على تعليق ملصقاته على جدران غرفهم ربما لم يقرأوا شعره، إلا أنهم قرأوا بالتأكيد دلالة هذه الصورة المختزلة بوضوح. ولعل أبلغ توصيف لتأثير مواقف غينسبرغ وأشعاره في حياة الشباب الأميركيين ما لخصه الشاعر والناقد ج. د. ماكلاتشي بعبارة بسيطة ضمن مقال نشره بعد وفاة غينسبرغ: «أثره الأدبي، في مجمله، يمثل تاريخاً للمزاج النفسي لعصرنا، بكل ما يعتمل فيه من تناقضات». مزاج سمتُه الغضب والقرف، لذا كتب شعراً شعاريّاً عارياً. فرغم مقدرته البلاغية التي تظهر في عدد من قصائده عن التجربة الذاتية، إلا أنه عمد في معظم شعره السياسي إلى الفجاجة بل الوقاحة غالباً لقول ما ينبغي إزاء ما يرى من فظائع وقبائح حوله، إذ رأى أن وسائل الإعلام في أميركا لا تضخ إلى حواس المواطنين العاديين، سوى ما تريده من وقائع، إذ أصبحت أعمق الأحاسيس وغالبية الاعترافات الواقعية محظورة ومكبوتة ومستخفاً بها من قبل هذه الوسائل. وأن النظام الرأسمالي يسعى لجعل «التاريخ الحديث سجلاً لمؤامرة كبرى تستهدف فرض نمط واحد من الوعي الميكانيكي على البشر وإقصاء كل التمظهرات الأخرى التي تعبر عن الجانب الفريد من المشاعر الإنسانية»:
»لا أُحبُّ الرأسماليينَ الذين يبيعون لي كوكاكولا البنزين
ولا الشركات المتعدّدةَ الجنسياتِ التي تحرقُ أشجارَ الأمازون من أجل التدخين
ولا الشركات الكبرى التي تتحكَّمُ في رأي وسائلِ الإعلام».
في الوقت ذاته، رأى أن ثمة تصدعاً يحدث في الوعي الجمعي الأميركي، أحدثه «ظهور مباغت لبصيرة تطلّ على عالم سفلي محلي هائل، مليء بغاز الأعصاب، وقنابل الإبادة الشاملة، وبيروقراطيات حاقدة، وأجهزة شرطة سرية، عالم مليء بالسفن الفضائية التي تغادر الأرض، والأهوال الكيميائية المجهولة، والأحلام الشريرة الجاثمة». وتحت هذا الوضع، كتب قصائد شعارية غاضبة كمطولته «كان التلفزيون طفلاً يزحف نحو حجرة الموت» و«كان لا بد من العزف على صندوق الموسيقى» وسواهما من قصائد احتجاجية على ارتكابات أميركا داخلياً وخارجياً.
سقوط أميركا
في ديوانه «سقوط أميركا (1972)، أعلن غينسبرغ عن السمة «الأخلاقية» لذلك السقوط: «أصبحت الوحشية المادية التي فرضتها أميركا علينا وعلى العالم واضحة للعيان عبر الديكتاتوريات التي رسَّختها في أميركا الجنوبية ومختلف بقاع العالم، بما في ذلك التدمير المتعمَّد للديموقراطية التشيلية. وأنشأت دولاً بوليسية من اليونان وصولاً إلى بلاد فارس، وفي شتى أرجاء الهند الصينية، وارتكبت إدارتنا جرائم قتل جماعي بحق الملايين، وشجَّعت تجارة الأفيون، ودمّرت الأرض نفسها، وفرضت الاستبداد العسكري في كل من كمبوديا، وفيتنام، وتايلاند». فأميركا:
»خلقت جحيماً من الشغبِ في دومينيكا
وغذّت الاستبداد المعمّر لتشيانغ في تايبيه الهادئة
ودفعت ثمن خسارة فرنسا للحرب في الجزائر
وأطاحت بالدولة الناشئة للغواتيماليين
لتُبقي على احتكارِ الموزِ لصالح «الشركة المتحدة للفواكه».
أكلّ ذلك من أجل المكانة السريّة لمحامي الشركة من عائلة دالاس؟». في إشارة إلى وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس الذي كان يعمل في مكتب محاماة يمثل «الشركة المتحدة للفواكه» وكان شقيقه ألن ويلش دالاس يتولى منصب مدير الـ CIA ولعب دوراً في الإطاحة برئيس غواتيمالا المنتخب شرعياً جاكوبو أربينز عام 1954 في عملية سرية وجرى تثبيت حكم ديكتاتوري عسكري في سلسلة الديكتاتوريين المدعومين من قبل أميركا في غواتيمالا.
وكتب غينسبرغ عام 1975 صارخاً:
«اصطدمت الديموقراطية الحمراء في تشيلي
بأواني الطهي والمقالي في البيت الأبيض
كتحذير لحكومات البحر المتوسط! ».
هل ثمة ما يذكر بتظاهرات قرع أواني المطبخ في المدن العربية في بدايات «الربيع العربي»؟
إذ يشير غينسبرغ هنا إلى تمويل وكالة المخابرات المركزية إضرابات لزعزعة للاستقرار في تشيلي، وتنظيم «مظاهرات ربات البيوت» ضد حكومة ألليندي حيث دعتهن إلى السير في الشوارع، والقرع على أواني المطبخ، لخلق انطباع بأن الشعب يحتج عفوياً على التقشف الاشتراكي لحكومة ألليندي، أول رئيس ماركسي منتخب ديموقراطياً في نصف الكرة الغربي، والذي أطاحت به الطغمة العسكرية التي دربتها وموَّلتها الولايات المتحدة عام 1973.
وأدان الدوري الأميركي «القذر» في إشعال الاضطرابات في السلفادور التي كان من تفاعلاتها اغتيال الأسقف روميرو أسقف الكنيسة الكاثوليكية في السلفادور الذي يعدّه السلفادوريون بطلاً قومياً، فقد اتهمه اليمينيون المدعومون أميركياً بالشيوعية، لأن طروحاته اعتمدت مزيجاً من اللاهوت المسيحي والتحليلات الاجتماعية-الاقتصادية الماركسية، للدعوة إلى الرعاية الاجتماعية للفقراء، والتحرر السياسي للشعوب المضطهدة، وهو ما كان سمة الممارسات السياسية لعلماء الدين في أميركا اللاتينية في خمسينيات وستينيات القرن العشرين. وكان محرّضاً ضد الفقر والظلم الاجتماعي والاغتيالات والتعذيب وسط حرب متصاعدة بين القوى اليسارية والقوات اليمينية. فاغتيل عام 1980، واتهمت المخابرات المركزية الأميركية بالتخطيط لعملية الاغتيال:
»كتب الأسقف روميرو
إلى الرئيس كارتر ليوقف
إرسال الأسلحة إلى الطغمة العسكريَّة في السلفادور ألا إنه أُرديَ بالرصاص.
وحين أَطلق السفير وايت صافرة التنبيه إلى أكاذيب البيت الأبيض
استدعاه ريغان إلى البِلاد لأنه رأى عيون الراهبات القتيلات».
كان روبرت إدوارد وايت سفيراً للولايات المتحدة في السلفادور. وعُزل من قبل إدارة ريغان، فكتب معلناً انتقاده للسياسة الأميركية: «باسم معاداة الشيوعية، قمعت الجيوش التي تدعمها الولايات المتحدة الديموقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان في السلفادور وهندوراس ونيكاراغوا وبنما. وأصبح تعذيب واغتيال الزعماء الديمقراطيين، بمن فيهم المرشحون للرئاسة، والصحافيون، والكهنة والمسؤولون النقابيون، أمراً شائعاً».
لم يكتفِ غينسبرغ بكشف صورة أميركا القبيحة وفظائعها بحق الشعوب، بل نبه إلى ما يمكن أن يجره ذلك على حياة المواطنين الأميركيين أنفسهم: «شعارنا: الدفاع عن العالم الحر رياء عدواني. وبذريعته أنفقنا آلاف المليارات على الحروب العدوانية، بينما نصف العالم يتضور جوعاً. وقد حان الوقت لحساب أميركا الآن»، محذّراً من تغول الأجهزة الأمنية ورقابتها على الناس: «أصبحت وكالة الأمن القومي وحدها أكبر بيروقراطية في أميركا، لكن أنشطتها ظلت غير معروفة لنا، إذ لم تعد هناك إمكانية للتراجع عن سيطرة الدولة البوليسية الكمبيوترية التي تتحكم فيها أميركا. لقد توسعت أجهزة الشرطة جداً – وأصبحت وكالة الأمن القومي وحدها أكبر بيروقراطية للشرطة، لكن أنشطتها ظلت غير معروفة لنا جميعاً-إذ لم تعد هناك إمكانية للتراجع عن سيطرة الدولة البوليسية الكمبيوترية التي تتحكم فيها أميركا».
يلخص غينسبرغ السلوك المشين للإدارة الأميركية تجاه الشعوب ورياءها تجاه المواطنين الأميركيين أنفسهم بقوله: «اقرأ ما بين سطور إمبرياليتنا تجد الخسّة».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الأخبار” اللبنانية – 6 تموز 2024
******************************************************
أدب «الكلينكس» ونصوص الاستعمال الواحد
أمين الزاوي
أصبحت الرواية العربية، بوصفها أدب المرحلة أو هكذا توصف، تعيش فصلاً واحداً ثم تموت أو تذهب للنسيان، وتحضر في بعض المعارض هنا وهناك، وتقدم لبعض الجوائز، تتوج أو تخفق، ويكتب عنها في بعض ما بقي من الصحف ثم ترحل عن الوجود الثقافي والأدبي والنقدي.
ما نعيشه في العالم العربي هو حال أدبي غريب في بلدان لا تقرأ أصلا أو هي قليلة القراءة وعلاقتها بالأدب علاقة محتشمة أو مناسباتية أو توظيفية سياسية، وحين نلتفت لتاريخ الآداب العالمية، بما فيها العربية القديمة، نجد أن هناك نصوصاً إبداعية خالدة وهناك أخرى تختفي بسرعة كفقاعات الصابون، ولا نزال نقرأ روايات عالمية عمرها بضعة قرون ولم تشخ ولم تحفر الأسارير على وجهها ولم تشوهه، إذ لا تزال شابة وجذابة ومثيرة وتعبر الحقب الأدبية وسلسلة أجيال القرّاء بكل قوة وحضور.
إن مصير الأدب الخالد يشبه إلى حد كبير مصير النبيذ المعتق الذي كلما مر عليه زمن أطول يصبح مفضلاً ونادراً وثميناً، وإذا كان النبيذ الجيد يحفظ ويربى في دنان خاصة مصنوعة من الخشب النبيل أو الفخار المختار المميز، تحت رقابة صارمة ويقظة لخبراء المعاصر المحترفة، فعلى مثل هذا الحال كان الأدب يعامل قديماً، فللكتابة طقوس شبه دينية بأوراقها وتخطيطاتها وتنظيمها وفوضاها الخلاقة.
وإذا كان النبيذ المعتق يُربى في أقبيته حيث يقلب بهدوء وحرفية حتى لا ينزعج أو يقلق في نومه الهادئ، فالأدب الذهبي هو الآخر يطبخ على نار هادئة وناعمة وشرسة في الوقت نفسه، ويطلب من الوقت ما يكفي كي يطلع على القارئ في شهوته العالية.
في الأدب لا توجد مسابقة ولا متسابقون، كما أن المحترفين لا يستعجلون النبيذ في أقبيته ودنانه، فالأدب أيضاً لا يجب استعجاله ويجب تركه يطبخ في مخبر الإبداع الساحر والمعقد بما يكفيه من الوقت.
ومع التقدم التكنولوجي المتوحش والمنفلت من الرقابة الأخلاقية والفلسفية، أصبح عالم التواصل والاتصال ضحية الطفرة الجنونية في وسائل التواصل الاجتماعي، ومثل ذلك أيضاً يعيشه الأدب، إذ يُدفع دفعاً إلى هاوية سحيقة لا يعرف لها قرار، وقد أصبح عندنا أدب الـ «تيك توك»، وأصبح النجوم المؤثرون أدباء، وأصبح لنا أدب الـ «يوتوبير»، والحبل على الجرار!
لقد أصبح الأدب يصنف في قائمة استهلاكات «الفاست فود الثقافي»، فلم يعد هناك كاتب يؤمن بمقولة لطالما قرأناها في كتب النقد وهي أن «هذا أديب يكتب للأجيال المقبلة» أو «هذا النص كتب لقارئ مستقبلي»، فمثل هذه العبارة أصبحت نكتة وسذاجة.
أشعر وكأن عصرنا الأدبي هذا يهيمن عليه الكسل والتساهل في مفهوم الكتابة ويطبعه الاستعجال في النشر، وأشعر وكأنما هناك ماكينة مرعبة تطحن في طريقها كل القيم التي كانت تشكل تعريف الأدب والأديب، فهناك سهولة بل وميوعة في النشر مع نشر نصوص بغض النظر عن جودتها الجمالية أو بعدها الفكري، وأمام هذا أصبح إيقاع الكتابة الأدبية والنشر الأدبي أقرب كثيراً إلى مفهوم الاستهلاك، وغريق لهفة ثقافية عامة، وشيئاً فشيئاً أصبح الأدب يغرق في بركة قيم السوق ضائعاً وفاقداً لعفوية الكتابة ولفلسفة تأمل العالم، وفاقداً أيضاً للجرأة والمغامرة المؤسسة على القراءة والسؤال والتنقيب والتراكم، ولقد أصبح الأدب سلعة بسيطة على شاكلة السلع الأخرى في الأسواق المختلفة، سلعة خاضعة لمسطرة العرض والطلب.
لقد أصبح الناشر المعاصر يبحث عن عدد السحب وعدد النسخ المسوقة لا عما يمكن أن يخلفه هذا الكتاب أو ذاك، رواية كان أم شعراً، من أثر فلسفي أو جمالي أو سياسي على المجموعة الاجتماعية من القراء، ونلاحظ أكثر فأكثر أن في النصوص التي تعرف رواجاً موسمياً تراجعاً للقيم الفلسفية أمام توحش قيم السوق، ويوماً بعد يوم نلاحظ أيضاً تراجع صورة الكاتب المبدع أمام صورة الكاتب البائع، وأصبح الكاتب يبحث عن صورة «النجم» لا عن صورة المثقف النخبوي المؤثر بطريقته ووسائله الخاصة.
وأمام تغول وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها وتعقدها أصبحت أسماء بعض الكتاب معروفة ومتداولة أكثر من نصوصهم التي لا أحد يعرفها، فلقد أخلطت وسائل التواصل الاجتماعي مسالك القارئ إلى النصوص الجدية، كما أنها صادرت حرية اختيار القارئ واغتصبتها حتى أصبحت القراءة عبارة عن وصفة للجميع يكتبها طبيب متخصص اسمه «وسائل التواصل».
وفي ظل هذه الفوضى التي ضاع فيها الكاتب والقارئ والناشر يبدو أن الجامعة التي من المفروض أن تلعب دور المنظم الأخلاقي والأكاديمي والفلسفي للحياة الأدبية، ضيعت سلطتها المعنوية على النشر والتوزيع والاستقبال، بل الأدهى والأمرّ أن كثيراً من الجامعات تساعد في تشجيع وتموقع الأدب الرديء، أو تدافع عن هذه الرداءة الأدبية.
وتحت تأثير أمراض الزمالة والصداقة والجهوية والقبلية والشللية، نشهد مناقشات لمئات رسائل الدكتوراه والماجستير في جامعاتنا من المحيط إلى الخليج وقد اتخذت من موضوع درسها نصوصاً روائية أو شعرية غير ناضجة، مما يسهم في الخلط بين الغث والسمين.
لقد شكلت الرؤية المحافظة التي تحكم الجامعات العربية والمغاربية ثقلاً إضافياً على حرية الإبداع وحركية الأدب الجيد الذي يمثل اختراقاً للنظام السائد جمالياً وسياسياً وفلسفياً، وأصبحت أيام الرواية العربية لا تتجاوز عدد أيام معرض الكتاب، وأيام الإعلان عن القوائم القصيرة أو الطويلة أو ليلة التتويج ببعض الجوائز، وبعدها تذهب لمقبرة النسيان، فمن يتذكر أسماء الروائيين المتوجين بالجوائز العربية أو الروايات المتوجة إلا في استثناءات قليلة جداً تكرس القاعدة.
إننا بالفعل على المستوى الثقافي والإبداعي نعبر مرحلة أضحى فيها الأدب ظاهرة «كلينيكسية» بامتياز، إذ أصبح ينتمي إلى الأشياء ذات الاستعمال الواحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«اندبندنت عربية» – 11 تموز 2024
*******************************************************
حسن المودن.. ضد حتمية «موت المؤلف» و«نهاية الأدب»
أنس الأسعد
منذ آخر عقد في القرن الماضي، هيمن خطاب النهايات على الأدب وساد نقدياً؛ نهاية التاريخ، نهاية الأدب، موت المؤلّف، إلخ، وعلى العكس من خطاب النهايات هذا، يأتي كتاب الباحث المغربي حسن المودن «من قال إن الناقد قد مات؟: ضد بارت، ماكدونالد، مانغينو»، الصادر حديثاً عن «منشورات المتوسط» في مئة وعشرين صفحة، ليقول إنّ «النهاية» لا بد أن تستبطن بداية جديدة، والأجدر بنا أن نتحدث عن خطاب البدايات، مستعيناً في ذلك بمنهجية الناقد والمحلل النفسي الفرنسي بيير بيار (1954) وأعماله النقدية العديدة.
تحيل مقولة «موت المؤلّف» (عنوان مقال شهير لرولان بارت، صدر بالإنكليزية عام 1967)، إلى أنّ قيماً وأحكاماً نقدية قد ماتت، وفقاً لأنطوان كومبانيون، وأول هذه القِيم التي أُعلن موتها هي «النقد البيوغرافي»، الذي يشترط وجود علاقة سببية مباشرة بين المؤلّف ومضمون مؤلفاته، وبالتالي كان «موت المؤلّف» من أجل فكرة أو قيمة جديدة، تتمثل في الاقتراب أكثر من النص، وتحقيق استقلالية أكبر للدراسات الأدبية بالنظر إلى التاريخ أو المجتمع أو التحليل النفسي.
لكنّ المودن، بالعكس من هذه المقولة وما يترتب عليها، يدعو في الفصل الأوّل من كتابه إلى «نقد بيوغرافي جديد»؛ يتأسس على ضد ما كان يتوهمه النقد البيوغرافي التقليدي، بأننا نعرف «الكثير» عن حيوات المؤلّفين من ميلادهم إلى مماتهم. يتساءل: ماذا نعرف حقاً عن التوحيدي أو حتى المتنبي؟ و»ماذا لو غيرت الأعمال الأدبية مؤلّفها؟» (عنوان كتاب لبيير بيار، صدر عام 2010)، ألا يجد هذا السؤال الأخير بالذات الكثير من الأمثلة في تراثنا الشعري العربي؟
هذا عن المؤلّف، فماذا عن الناقد الذي أعلن رونان ماكدونالد موته في «موت الناقد» (2007)؟ هنا يدعو الناقد المغربي إلى تطبيق الأدب على التحليل النفسي، وفي إعادة الترتيب هذه «يُصبح المحلّل النفساني صيرورة محلّل لا بد من بنائها باستمرار... وهو الذي يجعل من القراءة منطلقاً لا منتهى». ويحيل المودن، هنا، إلى ضرورة الانفتاح على القصّة القصيرة بالذات بعيداً عن تراجيديات المسرح والرواية المكرسة، كما صنع جاك لاكان تماماً، على عكس اشتغالات الفرويديين. هناك بدايات جديدة، هذا ما يدافع عنه حسن المودن في كتابه الموجز، من دون أن نفهم هذه الـ»ضدّ» التي يثبتها في عنوان كتابه الفرعي على أنها النقيض المطلق، بقدر ما تبدو عودة إلى توسعة المفاهيم، وزحزحة لأحكام النهايات حتى لا تكون ذات صبغة حتمية، بل استبدال «ضدّ بروست: نهاية الأدب» (2006) لـ دومينيك مانغينو بـ»حاجة إلى تخييل نظري» على طريقة عبد الفتاح كيليطو في «أنبؤني بالرؤيا» (2010)، يتساءل المودن: «ألا يستحق حمّاد الراوية أن يكون موضوع رواية نقدية؟» على غرار التوحيدي في «والله إن هذه الحكاية لحكايتي» (2021)؛ وبحاجة إلى «نقد تدخّلي»، كما فعل بيير بيار حين غيّر في كتابه «من قتل روجيه أكرويد؟» الجاني الحقيقي في رواية أغاثا كريستي، أي السارد، واستبدله بإحدى شخصيات الرواية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«العربي الجديد» – 13 تموز 2024
*****************************************************
الصفحة الحادية عشر
جديد جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين
ضمن سلسلة (فنانون عراقيون) أصدرت جمعية الفنانين التشكيليين مؤخرا المطبوعات الآتية:
- سامي حقي/ حفريات الخطاب الاشهاري/ تأليف د. معتز عناد غزوان.
- صالح القره غولي/ فن الرؤية والموقف/ تأليف صلاح عباس.
- حميد العطار/ جدار الفن والحياة/ تأليف جاسم عاصي.
- رواق التشكيل/ مجلة فصلية تعنى بالدراسات التشكيلية الجادة. يشرف على المجلة الفنان قاسم سبتي.
***************************************************
بلغات الشعوب
خذني الى «مائة عام من الوحدة»
شميلا شهرابي*
ترجمة: د. اصغر علي كرمي
خذني مرة أخرى الى غابة الامازون
وضعني في اخدود شجرة التشوبا تلك
اعدني الى الوقت الذي كنت حطاباً
استيقظ كل صباح الأشجار
عد بي الى النبية العجوز في القرن الافريقي
التي لم تكن تعرف شيئاً عن وابل الموت
في الأراضي المحتلة
وعن استمراري في الحروب خلف الوهم
هناك، كنت ممزقاً الى أشلاء من تحت الصخور انت تنسحب!
وتلك المرأة العجوز لم تكن تعرف شيئاً!
تعال وارجعني الى بداية الخطيئة
وقبلة حواء
وشجرة التفاح
ارجعني الى الانسان على منحدر السقوط
والجنين في بطن الغراب!
ــــــــــــــــــــ
*شاعرة إيرانية
*******************************************************
الأمكنة التي نسكنها
جوليا كاستيرتن(*)
ترجمة: زيد الشهيد
لابد للكاتب وهو يكتب استلهام روح المكان ويسترجع الروح التي ستمنح الحياة والنَفَس لأوصاف الأمكنة. فلقد وجدتُ الكثير من قصص وقصائد الكتّاب الجدد تبدو وكأنَّها تحدث في فراغ مكاني تنعدم فيه الأواصر الاجتماعية. فالكاتب يرتمي بصورة مباشرة في سرد وقائع الحدث، واعطاء الأفكار والآراء والمشاعر دون ابداء أي احساس واضح للمكان الذي تفاعلت فيه كلُّ هذه العناصر. ونتيجة لذلك فان شعوراً بالضياع سينتاب القارئ. ذلك أنَّ الكاتب لم يُحمَّل نفسه عَناء القول أين جرت مثل تلك الاحداث؛ وهو ما يشكِّل حالةً من الاحباط تُربك وتقلل، بنسبةٍ كبيرة، الهناءة التي يبتغيها الكاتب لقرائه. أمّا حين ينبض المكانُ بالحياة والروح من خلال ما يجري وما يدور يكون الكاتب قد حقَّق انجازاً ذا بعدٍ آخر. وسيكون المكان الذي صوَّره أكثرَ واقعيةً. فالشعر حتى الشعر، الذي يبدو أنه ينبثق من العدم، يحتاج إلى عشه، يحتاج إلى مكان تقرفصه.. لنتأمل صورة آدرينة رِچ التي وظَّفتها في قصيدتها وهي تصور بيتها .
الحاضر يهشّم قلوبنا. نستلقي فتتجمَّد
أصابعنا الثلجية كحزمة مفاتيح.
لا شيء يذيب هذه العظام سوى
الذاكرة التي تشبه بطانية قديمة
تلفنا عندما ننام في بيوتنا مجدداً
وسوى رائحة نزهات، خزّانات، امراض،
كابوس قديم، وبقعة أرق متناثرة.
إنَّها تستعيدُ صورةً ذهنية لمكانٍ يقف معادلاً للانجماد وتهشيم الحاضر. وهي تلتمس مأوى ذاكرتنا, ورغبتنا الدائمة فيه وتشعل ذاكرتنا بشوق ورغبة عارمة مع اشتعال “البطانية”،” النزهات”،” الامراض”، و”البقعة المتناثرة”. كم أثيرت بالبقعة المتناثرة! بقدح من العصير اندلق على شرشف المنضدة. بدماء تقطّرت على السجادة أو مشمع الارضية. ببقعة الطفولة التي علمتنا الخوف من الاشياء.. كلٌّ منّا بمقدوره استحضار خصوصياته؛ لكنَّ الشيء المهم الذي جذبتنا اليه الشاعرة “رِچ” هو المكان. مكانها الذي ينمو في الذاكرة .
والآن استدع ذكرياتك.
تسّلق عائداً بعقلك الى البيت الذي يعني لك الكثير عندما كنتَ صغيراً. سأعرض عليك وأعينك ببعض الكلمات مثل: الغرفة العليا في السطح، عتبة البيت، المطبخ، غرفة النوم، المَجاز. اختر واحداً أو اثنين من تلك. خُذ قصاصةَ ورقٍ ودوِّن فيها كلَّ شيءٍ يحدثُ لك مُستعيناً بالكلمات التي أخذتها واعطِ لنفسِك عشرَ دقائقَ.
ألم تُصبك الدهشة حول مدى ما اثارت فيكَ هاتيك الكلمات ومقدار غِنى المشاعرِ والتفاصيلِ التي تفرض حضورها عليك؟... هذا هو الذي جعلني اتوجّه بالسؤال اليك للعودة الى بيت طفولتك: لأنَّ المكانَ الذي نحبّه - أو نكرهه- كأطفال يمكث في الذاكرة ويبقى وجوده لدينا مُتكرِّساً بقوة. تصبح تلك المشاعر والتفاصيل جزءً من كياننا؛ تتولى بوعيٍ منّا أو بغير وعي تقرير ادراكنا وفهمنا. وعندما نعود ونتحرَّى وجودَها بعقولنا ونحن بالغون فإنَّها تظهر كحصونٍ شاهقةٍ مليئةٍ بالألوان والتفاصيل التي يتم تذكُّرها بدقّة.
وعندما لا يتمثل بيت طفولتنا كمكانٍ للدعم والرعاية؛ وعندما يكون ثمّة صراعٌ شديد بين أعضاء قاطني البيت المختلفين، سنجد أنَّ الكثير من الذكريات المتكيننة داخل البيت قد تم قمعُها. فاذا كان هذا حقيقةً حاصلة في ما يتعلق بكَ فحاول جعلَ كلمةٍ من مثل “ نافذة “،”حديقة”، “مكان اللعب” تستثير ذاكرتك.. إنَّ هناك الكثير من الصراعات التي تجري داخل البيت يتحتم عليك انشاء ملاذاً خاصاً بك في مكان منها. فلو استطعت، بوعيٍ منكَ، تذكُّرَ صراعات أو توترات حدثت داخل البيت فانطلق في مشروعك التدويني. اسأل نفسك: هل حدث الصراع في أماكن محددة على نحو منتظم.. عند منضدة تناول الطعام في المطبخ على سبيل المثال؟.. هنا اريد منك التركيز على الطريقة التي تجعلك تلك الغرف ذاتها تسلك أنواعاً معينة من السلوك.
الغموض والتعبير عنه
من المحتمل أو المرجح أن تجد ذكرياتك لبيت الطفولة متوزعة بين الخوف والأمان، بين النار والثلج، بين الانسجام والتناقض. عندها حاول الامساك بهذه الذكريات المتناقضة سويةً: لا تقع تحت طائلة الغرور فتعمد الى تبسيط تجربتك عبر تجاهل جانب مهمٍّ منها. إذ باتِّباعك هذه الوسيلة البسيطة ستكتشف أنَّ كتابتك ضعيفة المستوى وواهية؛ وأقل اقناعاً للقارئ. إنَّ جرأة الامساك بالانطباعات المتناقضة معاً هي مهارة شجاعة تعكس جرأة الكاتب في مضمار ابداعه ، بل وتمنحه قصبَ السبق في هذا الابداع. يطلق عليها جون كيتس “ المقدرة السلبية”، وعند ارنست همنغواي “ قوة سحق في الاماكن المهشمة” فيما كان ميشيل دي مونتَين مقتنعًا بأهمية التناقضات. وقد كتب على سقف مكتبته شعاراً: “لكل سببٍ ثمَّة سببٌ؛ يساويه في التأثير ويناقضه في نفس الوقت.”. لذلك لا تخش من التقيد بانطباعات، منطقياً، تلغي بعضها بعضاً.
ففي أول الأمر قد تضطر إلى استخدام هذا التناقضات بتتابعٍ زمني؛ مثل “في البداية أخافني الرواق، لكنني لاحقًا صرتُ أحبه. أحببتُ شمعةَ تعليقِ القبَّعات، والمعاطف الطويلة التي أختبئ خلفها”... ومع المزيد من التدريب، سوف تكتشف كلمات تعطي أكثر من معنى واحد، وهو في حد ذاته نوع من الغموض، وهو ما يتيح لك تمثيل الحقائق المتناقضة بضربة واحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)جزء من كتاب (الكتابة الابداعية)، جولياكاستيرتن؛ كاتبة بريطانية ..... وكتابها الكتابة الابداعية (The Creative Writing ) هو دليل عملي للكتابة الإبداعية، وتقديم المشورة بشأن الاسلوب والشكل، والمساعدة في تطوير العمل لقراءة أو سماع وكيفية الحصول على نشرها.
******************************************************
قصتان قصيرتان
رفيق دمعتي
رجاء الجابري
جاء من جبهة القتال حاملاً إصابة بليغة .. يومها كنت متطوعة لمعالجة جرحى الحرب.. لم يكن المصاب الوحيد، إذ ان ردهات المشفى امتلأت بهم.. كان الوحيد الذي يضحك كلما مست يدي جُرحه.. صرتُ المضمدة الأثيرة لديه.. صارت حياته قضيتي الوحيدة ...
كانت بسمته تنشر السلام على النفوس كلها . هو يضحك وأنا أبكي.. ثم يمسك كفي بقوة فأضحك .
قال: ملاك الرحمة كم بقي لي من عمري؟ وابتسم بسخرية.
بكيت بصمت، ثم بصوت بطيء، ثم بنشيج مسموع ؛ كم حاولتُ مسك دموعي لئلا يحزن. خذلتني عيناي، تساقط الدمع مطراً أسود! ، رشقاته على خدي يخجل الزجاج منها . طمأنته : إصابتك خفيفة ، ستتعافى سريعا.
وانا أتطلع فيه بنظرات حزينة رأيت الضوء يتوارى خلف كتلة الغيوم في عينيه..
خوف مبهم يدخل قلبي، يقبض على روحي . “عذبني طيف” ..
أصبت بخيبة أمل حينما أعلمني الطبيب ان إصابته في النخاع، حالته ميؤوس منها ، ونسبة الشفاء صفر%. حالته خطرة جداً“.
نيران الأسف والأسى أحرقت دواخلي كلها . الغريب ان بسمته لم تفتر أبداً كأنه لا يتألم.
استجمعت قواي وقلت: العمر كله لك. هي ساعات وتسافر حيث السعادة التامة!!.
بدأت الشمس تداري حياءها وتلملم ما تبقى من خيوطها ، ثم اختفت تحت عباءة الليل.
اشتد الألم عليه؛ راح يصرخ مرة، يضحك أخرى، يبكي ثالثة.. صار قلبي يصرخ قبله. استوطنت جراحه بأعماق روحي، خاصمني النعاس تلك الليلة ؛ ولازمني الهلع والاضطراب!. اجتاحتني نسمة أمل، إذ رأيته معافى ، يتكئ على كتفي ويشكرني .. لكن تلك كانت سهوة نوم تلاشت وتبخرت حين سقطت حبيبات عرق من جبينه على خدي المستكين تحت حنكه. دنوت منه أمسح العرق الغزير الذي ابتل به وجهه كله. همس لي بحروف مشبعة بالوجع : ما اسمك يا فتاة؟
قلت : ملاك يا محمود.
“ كان اسمه مسجلا في طبلة الفحص”
ترقرق الدمع في عيني، أحسست أنه سيفترق عن روحي وروحه.
دنوت منه، أخذته بين يدي ودموعي تسح بنثيثها على ذراعه السليمة. حاول ان يمسح دمعتي . لم يستطع رفع يده المشلولة. نظر لي برأفة، حاول ثانية.. أخذت بيده حتى تمكن ان يمس عيني. ابتسم لي.
بفم مر وعينين دامعين. بصمت رهيب وشرود.. ودعته بقبلة ودمعة قبل ان يغادر المكان..
تركني خشبة خرساء أحمله ضميراُ طوال عمري.
****************************************************
السلمون
عبد الحسين العامر
وهي تلهث، قالت أنثى السلمون ذات البطن المنتفخ لرفيقها في الرحلة ضد التيار الجارف بين نتوءات الصخور والشقوق الكثيرة الثقوب كالوجه المنمش إثر جدري الوباءات والحروب المنطوية في دفاتر التدوين: لقد تعبت، سأضع الآن بين هذه الصخور !
توقف قلقاً. وتوارت هي في رقراق الماء بين الزوايا والشقوق. ظل يحوم حول المكان وعيناه ممتلئة بالفرح وهو يراقب الفقاعات المتلاحقة الخارجة بين الفجوات إلى السطح !
خرجت منهكة ! احتضنها، أسندها إلى جانبه بحميمية وسط أسراب السلمون في سورة هدير الماء حاثاً إياها على المواصلة. سألته بارتخاء مضن:
إلى أين ؟
أجابها بنشوة:
لنكمل المشوار !
التفتت إلى الخلف إلى مكان الماء الرقراق حيث كانت بين الفجوات
وصغارنا ؟
سيخرجون من كل الزوايا على ضوء قمر الليالي ومسرة النهارات
التفتت ثانية:
لكن ؟
لا تخافي .. سيكبرون بين ضجة الأنهار، ويواصلون الرحلة
**********************************************************
إذن الوداع
جاسم ألياس*
ـ 1 ـ
إذن الوداع ُ، فيا لرَزْءِ دمِي
مَنْ بعدكِ العزفاتِ لِي تشدو
مَنْ إنْ ذُهِلْتُ عن الوجودِ ترفُّ،
على جدائِلها السَنا عِقْدُ
تُدْني ليَ الحلمَ العزيزَ فتنهضُ -
بارقاتٌ طالَها الهَجْدُ
وجوارُنا آلاءُ قبلتِنا
ومعاطفُ الأمطارِ والرَّعْد ُ ..
والآن ترحل ُ.. برهةٌ لا
ساعدُها على قلبي ولا الزَنْدُ
لا قامةُ الصفصافِ ترمُقُنا
لا العشبُ ..لا النَخَلاتُ ..لا الخُودُ
فَمِنِ المجيرُ.. مَنِ الملاذُ إذا
أنفاسُنا أودى بها البُعْدُ
ما قيمةُ الأيـّام ِ إنْ هربتْ
منّا الأخيلةُ.. إنْ طغى الصَدُّ
حيثُ السنينُ تحيدُ عن أمل ٍ
خوّاءَ تسري شأنُها العَدُّ ..
إذنِ الوداعُ وينحني العمرُ
تلك الأقاحي .. ذلكَ الرَنْدُ
ـ 2 ـ
ذاكَ الزمانُ بنا يطوفُ ولا
ندري زنيمٌ فيه أو وَغْدُ
أو أنّ خلفَ طقوسِنا صَخَبٌ
ولطالما طعنَ الورى هَدُّ
لم ننتمي للناس.. كيفَ وليسَ
لهمْ سوى المقدورُ والحَمْدُ
الناسُ يا للناسِ من قِدَمٍ
وهيَ الحواسُ يَغُلَّها القيدُ
الناسُ من أبدِ الأبيدِ مع
الحسراتِ والحسراتُ تَشْتَدُّ
يا حلوةَ العينينِ كُنّا ليس
كما مشوا.. فينا هوُ الضِدُّ
فينا الصعودُ ولا يَعُنُّ وفيهِ
الشوقُ أنْ يَرِثَ الطَوى رَغْدُ
انْ بنجلي الكمدُ المريرُ من
الأرضِ الجليلةِ ما لهُ حدُّ ..
إذنِ الوداعُ فهاتِ همسَ يديك ِ
يضمُّني ويضمُّهُ الوُكْدُ
وتمورُ في قسماتيَ الآهاتُ
تمورُ.. تشكو.. ما لها نَجْدُ
هاتي الضفيرةَ كم تُسَوِّرُني
وضياءُ وجهكِ فوقَها بُرْدُ
هاتي المناديلَ البليلة َهاتِها
زرقاءَ فيها يجفلُ الوَجْدُ ..
ـ 3 ـ
إذن الوداعُ وهل أطيقُ.. سأذبَلُ
ياسمينُ ويذبلُ العُودُ
بكِ هشَّ خفقي.. قبلُ كان سَدَاً
وأرَيْتِني ما لا يرى وُدُّ
يا حلوةَ العينينِ حينَ أتيت ِ
تراجعتْ من روحيَ الوُهْدُ
ووِلْدْتُ شُبْهَ الآلِ من رَمَقٍ
أثوابيَ العرفانُ والزُهْدُ ..
إذنِ الوداعُ ؟! أيا قطارُ ـ
تباطأْ .. قلتُ بالآهاتِ لا تخدو
ماذا تريد بنا قطارُ.. بنا
ماذا..؟! أفي صّدْعِ النوى مَجْدُ
قِفْ يا قطارُ .. قطارُ والتقط ِ
الأغوالَ.. هم أيّامنا هدُّوا
ويحَ الزمانُ قطارُ.. لو أنَّ
الكونَ الرحيبَ شبيهَنا يغدو
ما كانَ للإنسانِ أنْ يشقى
طولَ الحياةِ يَمُضُّهُ الكَدُّ
والعمرُ ماذا فيهِ يبقى.. ماذا
إنْ عنِ الصَبَواتِ يَرْتدُّ ..
ـ 4 ـ
والآنَ تنأى ياسمينا .. تَنْأى
يا للطريقِ ويا لهُ الفَقْدُ
إذنِ الوداعُ.. هي الحظوظُ أمِ
الدنيا لمن هاموا.. عَلَوا نَكْدُ
يا ليتنا لم نرفعِ الراياتِ
وليتَ ذاكَ الأمسُ لم يحدو ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر من سنجار
******************************************************
الصفحة الثانية عشر
دعوة
يستضيف الحزب الشيوعى العراقي القاضي هادي عزيز للحديث عن التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية رقم (١٨٨) لسنة ١٩٥٩.
تعقد الندوة في الساعة الخامسة عصر يوم الخميس ١-٨-٢٠٢٤، على قاعة «بيتنا الثقافي».
****************************************************
يوميات
- يحتفي نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، بالقاص أنمار رحمة الله ومنجزه القصصي الجديد، في جلسة تتضمن مداخلات لنخبة من الأكاديميين والنقاد.
تبدأ الجلسة التي سيديرها الروائي حسين محمد شريف، في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- ينظم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بعد غد السبت، ورشة مجانية لكتابة قصة الطفل، خاصة بالفئة العمرية من 8 إلى 14 عاما.
الورشة التي سيشرف عليها الشاعر قاسم سعودي، تبدأ من الساعة 5 عصرا إلى 7 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، ويتم خلالها توزيع هدايا على الأطفال المشاركين.
****************************************************************
من ذاكرة الصحافة الشيوعية.. بصراحة أبو گاطع.. بلا سياسة.. ارجوكم بلا سياسة!
«العوراقيون» ولوعون بالسياسة، حد انهم «يمزمزون» بها على مائدة الشراب.. وفي حفلات الاعراس و «كعدات» التطريب! فاذا استنفذ الواحد منهم اغراضه من كلام السياسة رفع كأسه وهتف:
- بلا سياسة.. ارجوكم بلا سياسة..!
وعلى التو والفور يلقى رجاؤه استجابة، وينهض احدهم ليحول وجهة الحديث عملياً الى نكات وطرائف، فيروي الحكاية التالية:
- فلان تعرفوه.. يستعجل بالحچي.. مرة من المرات، بفد مناسبة، كام يهتف، راد يگول: «شعبنا لن ترهبه الامبريالية المدججة بالسلاح» لكن من عجلته گالها: «الامبريالية المسلحة بالدجاج».
ويضحك الحاضرون.. ويعترض معترض على ان الجلسة عادت الى سيرتها الأولى الى أجواء السياسة.. فهذه النكتة تضمنت «الامبريالية» ويبدأ النقاش حول مفهوم الامبريالية وترجمته الدقيقة الى العربية؟
وحين ينجز مهمته يعاود الهتاف:
- بلا سياسة.. ارجوكم بلا سياسة!
هكذا حال «العوراقيين» حتى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. اسمعوها وهي تملي الشروط على طالب البعثة (المكفل بآلاف الدنانير) وهي شروط كثيرة، يهمني منها اليوم هذا الشرط:
المادة (2)
الفقرة (هـ)
«ان لا يشتغل في السياسة ولا ينشر مقالات لها مساس بالسياسة الداخلية او الحزبية او الخارجية»
مع ان السياسة ولحمة الوزارة وحتى البعثات.. و ..
- بلا سياسة .. ارجوكم بلا سياسة!!
طريق الشعب العدد 266 الصادر في 5 آب 1974
******************************************************
تزيين رصيف الكتب في تلعفر بالرسوم الملونة
تلعفر – طريق الشعب
يُعتبر رصيف الكتب في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى، محطة لعرض الكتب وإقامة الفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية، يوم الجمعة من كل أسبوع، على غرار شارع المتنبي في بغداد.
وقد بادر فنانون من أبناء القضاء احيرا إلى تزيين جدران الرصيف بلوحات ملونة. فيما قام متطوعون بتنظيف المكان وطلائه وتزويده بحاويات لجمع النفايات.
ويتجمع على الرصيف مساء كل يوم جمعة، رواده من مختلف الشرائح الاجتماعية، حاملين رسائل حب وسلام لكل مكونات تلعفر، التي ذاقت الويلات خلال حقبة إرهاب داعش.
ويحتضن الرصيف فعاليات فنية مختلفة، منها عروض لمسرح الشارع تحمل مضامين مدنية وطنية، ومعارض للكتب واللوحات والمقتنيات التراثية والأزياء الفلكلورية التركمانية.
كما تقام فقرات غنائية وموسيقية، تتصدرها آلة الساز الوترية الشهيرة لدى التركمان.
وتشيع هذه النشاطات أجواء من التفاؤل والفرح بين الناس، ما جذب المسؤولين الإداريين إلى المكان، وبالتالي لعب دورا إيجابيا في استمرار تلك الفعاليات.
*****************************************************
في بودابست.. العراقيون وأصدقاؤهم يحيون ذكرى ثورة تموز المجيدة
بودابست – طريق الشعب
أقامت لجنة التنسيق بين الأحزاب والمنظمات والشخصيات المدنية الديمقراطية العراقية في هنغاريا (المجر)، السبت الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى 66 لثورة 14 تموز، حضره جمع من أبناء الجاليتين العراقية والعربية وأصدقاء مجريون.
الحفل الذي أقيم في العاصمة بودابست، أداره السيد ستار الريحاني، واستهله داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الثورة والقوى الديمقراطية والتقدمية، ثم إلى الاستماع للنشيد الوطني الجمهوري الأول لثورة تموز.
بعدها ألقى السيد محمد الشمري كلمة باسم لجنة التنسيق، مما قاله فيها أن «ثورة 14 تموز حدث بارز ومهم في مسيرة الشعب العراقي النضالية من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية»، مضيفا أن «الأحزاب الحاكمة والقوى المتنفذة اليوم، هي حفيدة القوى المعادية التي تآمرت على الثورة آنذاك، لذا حاولت وتحاول الآن من جديد محو ذاكرة الشعب العراقي وذلك بسن قانون العطل الرسمية الذي تجاهل يوم تأسيس الجمهورية العراقية في 14 تموز 1958. انهم لا يدركون أن هذه الثورة ارتبطت بانتصار إرادة الجماهير، وبالإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة».
ولفت الشمري في الكلمة إلى ان «هناك من يحاول التشكيك في المشروعية التاريخية للثورة، ويعتقد ان العراق كان ممكن ان ينمو ويتطور سلمياً ولو ببطء بدون ثورة 14 تموز، وهذا غير مجانب للحقيقة بصورة مطلقة. فالأقلية الحاكمة آنذاك باستبدادها وقمعها للمعارضة الوطنية وتزييف الانتخابات والتلاعب بنتائجها، أغلقت الباب أمام فرص التطور السلمي الديمقراطي، وباتت تشكل حجر عثرة أمام التطورات المطلوبة موضوعياً وسياسياً واقتصاديا واجتماعياً».
فيما تحدث د. حسين جهاد عن العنف في زمن النظام الملكي، مبينا أن «العنف بدأ منذ اغتيال الملك غازي. كما مارست الحكومات المتعاقبة في العهد الملكي سياسة الحديد والنار ضد التظاهرات السلمية والمطالب الفلاحية، وارتكبت المجازر الدموية، وزجت المئات، بل الآلاف من خيرة أبناء الشعب في السجون والمعتقلات مستخدمة معهم التعذيب ونزع ومصادرة الحريات العامة والشخصية، وسحب الجنسية العراقية. كما نفذت الإعدامات بعد محاكمات جائرة بحق العديد من المناضلين البواسل وفي طليعتهم قادة الحزب الشيوعي، وعلقت جثثهم في الساحات العامة».
وأشار إلى ان «الدستور العراقي الحالي أقر بأن العراق جمهورية ديمقراطية فيدرالية، أي انه أقر بأن هذه الجمهورية بدأت في 14 تموز».
وساهم في الحفل أيضا السيد حسين فرمان، الذي قال في مداخلة له ان «ما يقال عن انه كانت هناك فسحة من الديمقراطية في النظام الملكي، بدليل اجراء انتخابات، غير واقعي. فعندما فاز ممثلون للمعارضة سنة 1954 قام نوري سعيد بإلغاء نتائج الانتخابات وحل البرلمان»، ملقيا الضوء على إنجازات ثورة 14 تموز، ومنها إطلاق الحريات العامة وحرية النشاط الحزبي، وتحقيق مكاسب هائلة لعموم الشعب، وسن قوانين مهمة مثل الأحوال الشخصية والإصلاح الزراعي والنفط.
وكانت للسيد مؤيد عبد العال مداخلة حول انقلاب شباط 1963، أوضح فيها أن «هذا الانقلاب الأسود أدت اليه عوامل داخلية وخارجية منها تأثير الصراعات والطموحات الشخصية بين الضباط الأحرار، وعدم رسم جبهة الاتحاد الوطني برنامج عمل ما بعد نجاح الثورة، وتزايد الصراع بين القوى اليسارية والقومية، والممارسات الفردية المناهضة للديمقراطية، وتآمر القوى التي تضررت من انجازات الثورة، كالاقطاع والقوى الرجعية والشركات الاحتكارية والدول الامبريالية».
ولفت السيد ستار الريحاني في مداخلة له، إلى ان «النظام الملكي لم يكن ديمقراطيا، لأن نوري سعيد لم يسمح للبرلمان العراقي أن يكمل دورة كاملة مدتها 4 سنوات، فكان البرلمان يكمل سنة أو سنتين من دورته وتلغى الفترة المتبقية، ليشكل نوري سعيد وزارة جديدة».
فيما ذكر د. رعد ديبس في مداخلته ان «الديمقراطية ليست انتخابات فقط، بل هي مشاركة الشعب في الحكم. فالكثير من الدكتاتوريين أقاموا انتخابات، لكن المهم هو وجود دستور يحقق ويؤمن متطلبات العيش الكريم للشعب».
وفي الختام، قرأ د. منير عيسى قصائد شعبية في المناسبة.
*************************************************
العراقيون في مشيغان يستذكرون ثورة 14 تموز
مشيغان – طريق الشعب
عقد الاتحاد الديمقراطي العراقي في ولاية مشيغان الأمريكية، ندوة بعنوان «رؤية تاريخية لثورة 14 تموز 1958»، وذلك في مناسبة الذكرى الـ66 لقيام الثورة.
الندوة التي حضرها جمع من أبناء الجالية العراقية أدارتها سلاف سعيد شاجا، وتحدث فيها نامق ناظم ال خريفا عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق، قبل الثورة وبعدها، مستذكرا أهم السياسيين المشاركين في حكم البلاد منذ تأسيس الدولة العراقية حتى قيام ثورة 14 تموز، ثم إجهاض الثورة بانقلاب 8 شباط 1963 الدموي.
وفي سياق الندوة عرضت صور لتلك الفترة.
وكان الاتحاد الديمقراطي قد أقام في منتصف تموز الفائت، حفلا فنيا كبيرا في المناسبة.
*******************************************************
أما بعد.. المعضلة الأخلاقية
منى سعيد
لطالما أكد ألبرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية واهم عالم فيزياوي في العصر الحديث، أهمية مراعاة القواعد الأخلاقية في أي عمل يُعتقد إنه يسهم في تحقيق السلام والرفاهية للبشر ، مشددا على ترابط العلم والأخلاق والسلطة والمسؤولية بشكل جوهري.
وفي رسالة كتبها لأبنه قال ان « الحياة مثل ركوب الدراجة، فللحفاظ على توازنك (فوقها) يجب أن تستمر في التحرك».. بمعنى أن لابد للمرء من السعي للحفاظ على توازنه في شتى شؤون الحياة دونما توقف.
طبعا يقظته الأخلاقية تلك جاءت إثر ندم مرير لمشاركته ولو بطريق غير مباشر في إنتاج القنبلة النووية، ودفعه تطوير مشروع مانهاتن الخاص بالأسلحة النووية، الذي جعل من الممكن صنع القنبلتين اللتين القيتا على هيروشيما وناغازاكي، بعد رسالة كان وجهها في 11 أكتوبر 1939 إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، أوصى فيها العالم ببدء البحث في الانشطار النووي لصنع قنابل ذات قوة هائلة قبل أن تنجح بإنتاجها ألمانيا النازية.
استسلمت اليابان بعد خمسة أيام من إسقاط القنبلة الذرية في العام 1945 ، والتي راح ضحيتها نحو 140 ألف شخص بعد القصف على الفور في هيروشيما و74 ألفا في ناغازاكي نتيجة الانفجار والإشعاع. لكن اينشتاين والعالم كله بقي يتساءل : ترى هل استحق تحقيق السلام وإنهاء الحرب العالمية الثانية وانتحار هتلر كل تلك الضحايا؟!
في وقت لاحق أعرب اينشتاين عن أسفه الشديد: «لقد ارتكبت خطأ كبيرا في حياتي ، لو كنت أعرف أن الألمان لن ينجحوا في صنع قنبلة ذرية، لما شاركت في فتح صندوق الأسرار».
مناسبة الحديث عن اينشتاين ودوره في إنتاج القنبلة ومن ثم ندمه ودعوته الخالصة للسلام ، ما أثير أخيرا في فيلم وثائقي بعنوان « اينشتاين والقنبلة» ناقش الأمر و تطرق للقاء اينشتاين مع العالم أوبنهاور المسؤول المباشر عن إنتاج القنبلة النووية الذي ندم هو الأخر ، وسبق أن وثقت سيرة حياته وعمله في إنتاج القنبلة في فيلم وثائقي ضخم آخر، حمل عنوانا بأسمه .
ويعرض « اينشتاين والقنبلة « حياة اينشتاين وسياسته ومعضلته الأخلاقية التي بقيت تقض مضجعه حتى وفاته .
ولست ادري ان كانت هذه المعضلة الاخلاقية تقض اليوم مضاجع سياسيي الصدفة من النواب وغيرهم، الذين يصرون على تمرير التعديلات على قانون الاحوال المدنية رقم 88 لسنة 1959؟! فهذه لا تختلف عن تفجير القنبلة النووية في تأثيرها التدميري المباشر على المجتمع العراقي. أفلا تقف في عيونهم قضية تزويج البنات القصر بعمر 9 سنوات؟! وهل سيبلعونها ويتحملونها لو انها مست بناتهم وأخواتهم أو حفيداتهم؟!
كيف يمكن لزوجاتهم ان ينصرفن للنوم بأمان، وهن مهددات بقطع نفقة أطفالهن في حالة عدم تلبية رغبات أزواجهن الجنسية «والتمتع بهن»؟! أي عصر جواري يراد لنا ان نعيش في القرن الواحد والعشرين، بسبب هؤلاء الساسة الذين لا همّ لهم ، بعد أن نهبوا البلاد والعباد ، إلا إشباع رغباتهم المادية والجنسية؟! هل سيفكرون ولو للحظة بالمعضلة الأخلاقية التي ستواجههم عاجلا أم آجلا؟!