الصفحة الأولى
كتب المحرر السياسي:
في ضوء التقرير الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (٣): سياسات اقتصادية ومالية ثبت فشلها
تتضح يوماً بعد آخر معالمُ التوجهات الاقتصادية والاجتماعية، التي ينجم عنها اتساع الفرز الطبقي والاجتماعي، والنمو المتسارع للعلاقات الرأسمالية في ظل تطور رأسمالي تابع ومشوّه واقتصاد سوق منفلت، وتكريس هيمنة الأقلية الحاكمة على الحياة الاقتصادية وتحكمها بثروات البلاد، في مقابل أغلبية ساحقة تنهكها ظروف المعيشة البائسة والفقر والبطالة، جراء تداعيات الأزمات وسوء الخدمات الأساسية. ويتضح ذلك بشكل جلي في الميل الى تخلي الدولة عن قطاعات أساسية، وإطلاق العنان للخصخصة، وحجب الدعم عن العديد من المجالات الخدمية والإنتاجية.
وجراء الإصرار على النهج الفاشل والمدمر، نهج المحاصصة والتخادم، تغيب الاستراتيجيات وتحل محلها سياسة «إطفاء الحرائق»، وما يصاحبها من هدر للأموال والوقت، وضياع فرص حقيقية للبناء والتقدم.
وبفعل تداعيات الازمة العامة التي تشمل أيضا البناء السياسي والمؤسسي للدولة، واستمرار مسارات السياسة الاقتصادية والمالية ذاتها المعتمدة منذ ٢٠٠٣ وتعمق جوانبها السلبية، فان من المرجح كثيرا ان تشتد مظاهر الاختلال في البنية الاقتصادية والاجتماعية، وان يتعمق التفاوت في الدخل والثروة، بجانب الطابع الريعي والاحادي للاقتصاد العراقي، وازدياد تخلف الصناعة والزراعة، وغياب مستلزمات تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة.
وبالإضافة الى التشوه الحاصل في بنية الاقتصاد العراقي وقاعدته الريعية الهشة، المعتمدة على أسعار النفط عالميا وتقلباتها، أدى سوء الإدارة وغياب الرؤى والتخطيط العلمي الرصين، واستشراء الفساد والفشل في مؤسسات الدولة وفي مشاريع الاستثمار، الى تبديد ثروات مالية واقتصادية كبيرة وطاقات بشرية. ولا ادل على ذلك من العدد الكبير من المشاريع غير المنجزة وتلك الوهمية.
وفاقم من ذلك السعي المحموم للقوى المتنفذة والماسكة بالسلطة الى تعظيم المكاسب وتقاسم الثروات، من خلال التوظيف الزبائني، وتضخيم الرواتب والامتيازات، والاستحواذ على المشاريع والأموال المخصصة لها.
وادى ذلك الى تهميش واضعاف القطاعات الإنتاجية، لاسيما في الصناعة والزراعة، وتكريس الأنماط الاستهلاكية، والاعتماد على واردات النفط في تمويل الموازنات العامة، والنسبة العالية لهذه الواردات في تكوين الناتج المحلي الإجمالي، وفي توفير العملة لتمويل الاستيرادات الكبيرة ايضا.
وبالرغم مما توفر لدى الحكومة من إمكانيات مالية هائلة، بفضل ثبات أسعار النفط عند مستويات جيدة، وتراكم الأموال في دوائر الدولة والمحافظات من تخصيصات المشاريع غير المنفذة، فان ما تحقق بعد تشكيل الحكومة لا يعكس حجم الإنفاق الكبير، ولا يؤشر تغييرا في السياسات والإجراءات التي دأبت على اتخاذها الحكومات السابقة.
ورغم إعلان حكومة السيد السوداني انها حكومة «خدمات»، لم يُلحظ في عملها توجه جدي لتطوير الخدمات الأساسية، لاسيما في قطاعات الكهرباء والماء والتعليم والصحة والنقل والسكن. إضافة الى ان عددا من المشاريع السريعة، خاصة ذات العلاقة ببناء المجسرات وتبليط الطرق، تحوم حولها تساؤلات ذات صلة بآلية التنفيذ المباشر، والتكاليف العالية، وكفاءة المنجز. وهي وان تخفف قليلا من الاختناقات المرورية في بغداد، فانها لا تعالج أزمة البنية التحتية بالكامل، في حين يجري توظيفها في الصراع السياسي ومراكمة الرصيد الدعائي والانتخابي.
وهناك جهات سياسية متعددة توظف أيضا حاجات المواطنين، لاسيما في التوظيف والتعيين والحصول على منافع الرعاية الاجتماعية، لمصالحها الضيّقة، ولكسب الولاءات في اطار ما يُعرف بالزبائنية السياسية، فيما يظل الفساد معوّقا كبيرا للتوظيف السليم للموارد وتقديم الخدمات للمواطنين.
وبدلا من المضيّ في الاستثمار بمشاريع منتجة تستقطب الأيادي العاملة المعطلة، وتحقق نقلة نوعية في بنية الاقتصاد العراقي، سلكت الحكومة الطريق السهل، ولكنه الطريق المكلف على صعيد المستقبل، والمتمثل في فتح باب التوظيف في مؤسسات الدولة، وتحميل موازنة البلد عبئا كبيرا. ومع ذلك تبقى عاجزة عن استيعاب الاعداد المتزايدة، التي تدفع بها الجامعات والكليات الحكومية والأهلية الى سوق العمل، فيما يجري الحديث بالنسبة لآلاف الخريجين وباختصاصات مهمة، مثل طب الاسنان والصيدلة وغيرهما، عن انه لا حاجة للبلد الى هذه الاعداد الكبيرة منهم.
(( يتبع ))
****************************************************
راصد الطريق.. ماذا تقول الحكومة والبنك المركزي ؟!
يقول الباحث في الشأن الاقتصادي ضياء المحسن في تصريح له: "هناك تخادم بين السلطة النقدية والمصارف الخاصة وكبار المضاربين، في عدم السماح للدولار بالارتفاع فوق حاجز 1500 دينار لكل دولار، لأن هذا الارتفاع يعني وضع الامور في زاوية، ما قد يقلب الطاولة على الجميع، فلا يكون هناك مستفيد، بل قد يكونون هم الخاسر الأكبر، كما أن هذا الثالوث لن يسمح بانخفاض سعر صرف الدولار تحت عتبة 1400 دينار لكل دولار".
حديث المحسن يشير الى قضية هذا الثالوث الخطيرة، خاصة وان العديد من المصادر تتحدث عن تنامي ثروات مالكي المصارف الاهلية، وداعميهم من كبار المتنفذين، في وقت يدفع فيه المواطن البسيط أعباء هذا التلاعب والمضاربة، عبر ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم، الأمر الذي يضاعف معاناته.
ان القصور في الإدارة المالية والنقدية في البلاد لا يخفى على أحد، لكن الاسوأ منه هو صمت الحكومة، بل وتبريرها لهذا القصور في اكثر من مناسبة، وعدم اتخاذها أي موقف يعكس سعيا للسيطرة على سعر الصرف، او على الأقل ملاحقة المضاربين والتضييق عليهم، وهم الذين يحصلون بفضل فرق السعر على أرباح هائلة.
************************************************************
الصفحة الثانية
النزاهة تعلن إعادة 326 عقارا إلى الدولة في كربلاء
بغداد ـ طريق الشعب
أعادت هيئة النزاهة، أكثر من 300 عقار إلى الدولة، فيما تمكنت من منع هدر 36 مليار دينار من المال العام في محافظة كربلاء.
وتمكن فريقا مؤلفا في مكتب تحقيق كربلاء من ضبط (1244) معاملة تخصيص قطعة أرض في بلدية الحر، ووضع إشارة الحجز عليها لحين انتهاء التحقيق، حسب بيان أورده إعلام الهيئة، السبت (3 آب 2024).
وأشار البيان، إلى أن “التدقيق أسفر عن إعادة (326) عقارا منها إلى البلدية تم تخصيصها خلافا للضوابط والتعليمات، واستنادا إلى مستمسكات مزورة، لافتا إلى أن قيمتها التقديرية تبلغ (36,180,000,000) مليار دينار”.
وأضاف، أن “الفريق توصل إلى قيام عدد من موظفي بلدية الحر بتزوير بطاقات السكن المبرزة من قبلهم إلى لجنة تخصيص قطع الأراضي السكنية في البلدية، استنادا إلى مكتب معلومات كربلاء”، مشيرا إلى “صدار أمر قبض وتحر وتنفيذه بحق الموظفين المذكورين، واستقدام رئيس لجنة التخصيص وفق المادة (289) من قانون العقوبات، فضلا عن ضبط موظف آخر لدوره بعملية التزوير وتمشية معاملات التخصيص، خلافا للقانون”.
وتابع أنه “بعد الاستماع إلى أقوال الشهود تبين قيام مدير بلدية الحر السابق باستغلال منصبه وإدراج اسم زوجته الثانية في محضر التخصيص المرقم (11 لسنة 2022)؛ للحصول على قطعتي أرض، بالرغم من استفادة زوجته الأولى”.
ولفت البيان، إلى “تأليف لجنة تدقيقية تحت إشراف الهيئة وعضوية رئيسي شعبة الأملاك في مديرية بلدية كربلاء سابقا وضابط في مديرية الجنسية والأحوال المدنية والجوازات والإقامة في كربلاء وانتداب مساح من بلدية الحر؛ لتدقيق معاملات التخصيص وبيان المخالفات”، موضحا أن “عملية تدقيق معاملات التخصيص استمرت سنة وثلاثة أشهر”.
***********************************************
موظفو الدولة يهددون الحكومة بإغلاق الطرق: التسويف لا ينفع معنا
بغداد ـ طريق الشعب
تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في مناطق متفرقة من البلاد، وحملت مطالب متعددة بشأن تمويل رواتب أصحاب العقود والإسراع في تنفيذ المشاريع، والاحتجاج على محاولة الاستيلاء على أراضي المزارعين.
تصعيد احتجاجي
وقررت اللجنة التنسيقية العليا للموظفين في العراق، التصعيد الاحتجاجي عبر سلسلة من الخطوات في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبها بتعديل سلم الرواتب وتمرير قانون الخدمة المدنية. جاء ذلك خلال مؤتمر عقد في كربلاء بحضور نحو 500 عضو وممثل عن اللجنة التنسيقية في المحافظات، بالإضافة إلى ممثلين عن الوزارات والمتقاعدين.
وقال حيدر الموسوي، رئيس تنسيقية الموظفين في كربلاء، إن المؤتمر هو الأول من نوعه وحقق حضوراً واسعاً من مختلف تنسيقيات العراق، باستثناء إقليم كردستان، مضيفا أن المؤتمر جاء بناءً على اتفاق بين تنسيقيات الموظفين لتحديد خطوات ضغط على الجهات المسؤولة، حيث تم الاتفاق على تنظيم تظاهرات مليونية في عموم العراق.
وأضاف الموسوي، أن من بين الخطوات التصعيدية المقررة في حال عدم استجابة الحكومة، التهديد باغلاق طريق إمدادات النفط من البصرة، بالإضافة إلى شل حركة السير وإغلاق الموانئ في حال عدم تنفيذ الحكومة وعودها بتعديل قانون الخدمة المدنية.
تمويل رواتب أصحاب العقود
وتظاهر العشرات من موظفي ملحق تربية الديوانية، مطالبين بإطلاق كتاب التمويل الخاص بهم، ولكن الأمر تطور إلى إحراق الإطارات وإغلاق بعض الشوارع.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن المتظاهرين الغاضبين من ملحق تربية الديوانية، تظاهروا أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بإطلاق كتاب التمويل الخاص بهم.
وأضاف، أن المتظاهرين قاموا باغلاق الطريق أمام السيارات، مع إحراق الإطارات وارتفاع أعمدة الدخان، كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم.
رفض القرارات التعسفية
من جانبهم، واصل موظفو شركة ابن ماجد التابعة لوزارة الصناعة والمعادن في البصرة وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى الشركة لتحقيق مطالبهم، والتي تشمل إيقاف القرارات التي وصفوها بالتعسفية بحق منتسبي الشركة، ورفض قرار نقل عضو مجلس الإدارة الممثل عن المنتسبين، بالإضافة إلى تحويل الشركة إلى وزارة النفط.
وقال ممثل عن منتسبي شركة ابن ماجد، إياد حسين ناصر، إن عددهم يبلغ 1800 منتسب مع الكادر الجديد، مطالبين بمستحقاتهم المالية بالإجماع، مطالبا العشرات من أصحاب المحال التجارية في شارع المطاعم وسط منطقة العشار في البصرة، بضرورة الإسراع في إنجاز المشروع الخدمي المنفذ في ذلك الشارع، والذي تسبب بقطع أرزاقهم.
وقالوا في حديث صحفي أثناء تجمعهم في ساحة “أم البروم” المحاذية للشارع، إن الشركة باشرت أعمالها منذ عدة أشهر في الموقع، ما اضطرهم إلى إغلاق محالهم جراء الأعمال الإنشائية للمشروع.
وأضافوا، أنهم حصلوا على وعود بسرعة الإنجاز، إلا أن التلكؤ هو ما يفرض نفسه كواقع حال.
الثعالبة تطالب بالخدمات
وشهدت بغداد تظاهرة احتجاجاً على تردي الخدمات في منطقة الثعالبة شمالي العاصمة، حيث طالب وجهاء وعشائر منطقة الثعالبة بإكمال خدمات شارعي الضغط والكهرباء التي تعاني منها المنطقة منذ ثلاث سنوات.
وأشاروا إلى أن خدمات المنطقة معدمة نتيجة صراع الفاسدين، وراح ضحيتها المواطن، مبينين أن “مدير عام دائرة المشاريع في أمانة بغداد يعارض التوجيهات بإكمال المشاريع وتوفير جميع الخدمات لمنطقة الثعالبة”.
وهدد المحتجون بـ”تنظيم اعتصام يوم السبت المقبل في حال عدم تنفيذ مطالبهم”.
الاستيلاء على الاراضي
وتظاهر العشرات من أهالي قرية طوبزاوة، الواقعة جنوبي كركوك، احتجاجاً على محاولة قوة من الجيش العراقي بناء معسكر عسكري على أراضيهم الزراعية، مطالبين وزارة الدفاع بالتدخل لوقف ما اعتبروه تجاوزات على أراضيهم. وصرح أحد سكان القرية، ساطع محمود، بأن “قوة من الجيش العراقي استخدمت جرافات عسكرية لبناء معسكر جديد في أطراف القرية، بجانب معسكر قديم تم بناؤه قبل سنوات”، مبيناً أن القوة استولت على نحو 190 دونماً من الأراضي الزراعية”.
وأضاف، أن الأهالي يرفضون الاعتداء على أراضيهم الزراعية ويطالبون وزارة الدفاع بالتدخل لوقف هذه التجاوزات. وأكد محمود، أن “الجيش يدعي أن الأراضي تعود له، لكننا نملك وثائق عثمانية تثبت ملكية الأراضي للكرد والتركمان، ولا نقبل بأي بناء أو توسيع للمعسكر على أراضينا”. من جانبه، قال المتظاهر شيرزاد جبار، “تظاهرنا احتجاجاً على استخدام الجيش الجرافات للسيطرة على أراضينا الزراعية. لا نريد الدخول في صراع مع الجيش، بل نطالب بوقف تجريف أراضينا ومحاولة السيطرة عليها لضمها إلى المعسكر”.
*********************************************************
التيار الديمقراطي العراقي يجدد رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية
بغداد ـ طريق الشعب
عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي اجتماعه الدوري الرابع لمناقشة آخر تطورات الوضع السياسي في العراق والمنطقة، وتحديد الموقف من القضايا المهمة المطروحة على الساحة.
واستهل المكتب التنفيذي اجتماعه بمراجعة شاملة لآخر المستجدات السياسية في العراق، حيث تم تسليط الضوء على التوترات والتحديات الحالية. وتم التأكيد على ضرورة التكاتف بين القوى السياسية الوطنية لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
اغتيال إسماعيل هنية
وعبّر التيار الديمقراطي العراقي بأشد العبارات عن إدانته للجريمة النكراء التي تمثلت في اغتيال إسماعيل هنية، قائد حركة حماس، إحدى أبرز حركات التحرر الوطني الفلسطيني. واعتبر المكتب أن هذا الاغتيال الجبان يعكس استمرارية المنهج العدواني الذي يتبعه الاحتلال الإسرائيلي في استهداف قيادات ورموز المقاومة الفلسطينية.
وأكد المكتب، أن هذه الجريمة تندرج ضمن سلسلة من الاغتيالات التي تهدف إلى تقويض حركة التحرر الوطني الفلسطيني وتثبيط عزيمة الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل حقوقه المشروعة، مشددا على تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وقيادته في مواجهة هذه التحديات، ودعمه الثابت للمقاومة الشرعية ضد الاحتلال، ومطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
استمرار عدم انتخاب رئيس لمجلس النواب
وناقش المكتب بقلق بالغ استمرار مجلس النواب العراقي في العمل بدون انتخاب رئيس جديد له، في تجاوز صريح على النظام الداخلي لمجلس النواب، المادة ١٢ الفقرة ثالثًا. مما يعكس عمق التناقضات والصراعات بين القوى السياسية المختلفة.
وأكد المكتب على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للمجلس لضمان استمرار التوافق الذي درجت عليه العملية السياسية وعدم هيمنة أطراف محددة على مسار السلطة التشريعية وفرض أجندتها دون مراعاة للأطراف الأخرى، ولتفعيل دور المجلس في الرقابة والتشريع.
تعديل قانون الأحوال الشخصية
وأعرب المكتب التنفيذي عن رفضه القاطع للتعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية، مؤكدًا أن هذه التعديلات تتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وحقوق المرأة، داعيا إلى تكثيف الجهود والتحشيد الشعبي ضد هذه التعديلات، مع دعم المبادرات والمنظمات الفاعلة في تحالف 188 والتي تعمل على حماية حقوق المرأة والمجتمع.
ودان المكتب التنفيذي بشدة استمرار الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تصل إلى مستوى الاحتلال وتشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة العراقية، معربا عن استيائه من ردود الفعل الخجولة للحكومة العراقية، مطالبا باتخاذ إجراءات رادعة لحماية الأراضي والمواطنين العراقيين.
تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية
وناقش الاجتماع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية واحتمالية انجراف المليشيات إلى هذا الصراع وتأثيره المحتمل على الداخل العراقي.
وأكد، ضرورة تعزيز الاستقرار الإقليمي ومنع أي تصعيد يمكن أن يضر بالعراق واستقراره.
القصف الأمريكي على معسكرات الحشد في بابل
واستنكر المكتب التنفيذي القصف الأمريكي على معسكرات الحشد الشعبي في بابل، مشددًا على ضرورة احترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، معتبرا أن مثل هذه الأعمال تسهم في زعزعة الاستقرار وزيادة التوترات في المنطقة.
كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة تقارير اللجان المختلفة وأعمالها، ولاحظ وجود تطور في عمل بعض اللجان والاتفاق على الملتقى الثقافي الديمقراطي ليكون له الدور المنشود في رفع المستوى التوعوي بين أعضاء التيار الديمقراطي وجماهيره. وكذلك تحالف قيم المدني الذي يسهم في تعزيز العمل المدني والديمقراطي. كما تمت مناقشة أوضاع وتنظيمات تنسيقيات التيار في المحافظات والموقف أمام بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه البعض منها، والتأكيد على أهمية تطوير عملها وتعزيز التواصل بينها وبين المكتب التنفيذي.
الانفتاح على القوى والأحزاب السياسية
وأكد المكتب التنفيذي على ضرورة الانفتاح على القوى والأحزاب السياسية المختلفة، والتعاون معها من أجل تحقيق أهداف التيار الديمقراطي وتعزيز العمل الوطني المشترك.
وأشاد المكتب بنجاح جريدة التيار الديمقراطي وأهمية استمرارها في نشر الوعي السياسي والاجتماعي بين المواطنين، مؤكدا أن الجريدة تعتبر صوت التيار ووسيلة فعالة للتنظيم والتواصل مع الجمهور.
وتم خلال الاجتماع مناقشة مختلف القضايا الأخرى المطروحة على الساحة، واتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها دعم مسيرة التيار الديمقراطي وتعزيز دوره في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق.
ويؤكد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي على التزامه الثابت بالدفاع عن سيادة العراق وحقوق مواطنيه، ويجدد دعوته لكافة القوى الوطنية للعمل معًا من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار للوطن. ويشدد المكتب على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون بين جميع الأطراف لتحقيق مستقبل أفضل للعراق.
**************************************************
إضاءة.. تنمية الوعي مرتكز أساس للتغيير المنشود
محمد عبد الرحمن
رغم ما قدم الحراك الجماهيري والمطلبي والاحتجاجي وانتفاضة تشرين المجيدة من دروس وقيم عميقة، وما كشفا من عورات منظومة المحاصصة والفساد ونهج ادارتها مؤسسات الدولة، فان القوى المتنفذة والماسكة بالسلطة لم تتعظ بما حصل ويحصل فتقوم بمراجعة جوهرية لمجمل أوضاعها ونهجها، بل وتصرّ على مواصلة المسار البائس والفاشل والمدمر ذاته. يحدث هذا رغم التدهور البيّن في أحوال البلد على الصعد المختلفة، وتمادي القوى نفسها كثيرا وبصورة ممنهجة، في الفترة الأخيرة خاصة، في الحد من مساحة الحرية، وفي قضم ما تبقى من هامش ديمقراطي، مثقل أساسا بالكثير من الممنوعات وبكل ما يحول دون تمدده وتوسعه.
كل هذا يضع بلدنا امام خيارات صعبة وتحديات جمة. فاحواله لا تسرّ على رغم كل الادعاءات والاحاديث المنمقة عن الحريات والاستقرار والأمان والرفاه الموعود. وهذه الوعود تكررت على لسان الحكومات كلها منذ ٢٠٠٣ حتى اليوم، لكن الواقع رغم كل إيرادات البلد الضخمة، ان مناطق كثيرة حتى في العاصمة بغداد، لا تحصل على الماء الصالح للشرب مثلا، ناهيك عن الكهرباء التي كلما يتذكرها المرء يصاب بالغثيان.
والجانب الآخر المهم في الصورة الكالحة والذي يتجلى كل يوم، يتعلق بعجزالمنظومة الحاكمة والمتنفذة الجليّ عن اخراج البلد من عنق الزجاجة. وهي ليست غير قادرة على ذلك وحسب، بل انها غير راغبة في ذلك أساسا، نظرا لما يدره عليها الوضع القائم من فوائد جمة، ولإدامته سلطتها ونفوذها. والراكضون وراء الكراسي والمناصب والامتيازات والنفوذ، لا يهمهم ان يحصل ما يحصل ولو على حساب المكونات التي يدعون تمثيلها، والتي تتعاظم معاناة بناتها وأبنائها.
ان حالة الانسداد، والتمادي من قبل القوى المتنفذة، وما اتخذت أخيرا من إجراءات وفرضت من تشريعات وقوانين، تظهر ان استمرار الحال لن يعني الا المزيد من التراجع والتدهور في الأوضاع العامة. وهذا ما يدفع للتشديد مجددا على الحاجة الماسة الى التغيير، الذي يتطلبه مجمل مسار الاحداث وتطوراتها في بلدنا.
ويتوجب التوضيح ان الحديث عن التغيير لا يرتبط هنا بحادث معين او اجراء محدد تقوم به الحكومة او احدى مؤسسات الدولة. فالموضوع أشمل من ذلك، ويتصل بالمنهج الخاطيء والفاشل، والإصرار على التمسك به. وعليه فالتغيير مطلوب لوقف هذا الانزلاق نحو الأسوأ، وإنقاذ البلد ووضعه على طريق التطور السليم، ولتأمين انطلاقة جديدة تعالج ما ارتكبه وراكمه المتنفذون من أخطاء وخطايا بحق الشعب والوطن، وصولا الى التغيير المنشودَ.
لكن السير على هذا الطريق الصعب يحتاج الى إرادة قوية فاعلة، وثقة بالنفس، وبالجماهير وقدرتها على اجتراح المآثر وصنع ما يقرب من الخيال. الأمر الذي يحتاج الى الصبر ومراكمة حتى الصغير من النجاحات. وقبل هذا وذاك تبرز الحاجة الملحة الى العمل الجاد، المخطط والممنهج، على تنمية الوعي الجمعي والارتقاء به الى مستوى المحفز على الفعل الجماهيري المنظم والواسع. ومن هنا فان تنمية الوعي بالمصالح الجوهرية، بعيدا عن التفرعات، هو أساس الوصول الى قناعة بأهمية وضرورة العمل المنظم، والانتقال من المعالجات الفردية الى الحالة العامة الشعبية، وعلى ان يشمل هذا الحراك الواسع المدرك لمصالحه، فئات وطبقات مجتمعنا ومن كل الاطياف.
ويقينا ان دفعة قوية على طريق تنمية الوعي بالمصالح، يمكن ان تتحقق مع توفر القناعات بان أوضاع البلد ليست قَدَرا لا مرد له، وانما هي من فعل فاعل وتحديدا هي مسؤولية الكتل المتنفذة والحاكمة والماسكة بالقرار.
ويبقى القول إن تنمية الوعي والارتقاء به مرهونان بما تقوم به قوى التقدم والحرية والديمقراطية، قوى التنوير والثقافة، وكل من يعتقد ان بلدنا وشعبنا يستحقان الأفضل.
***************************************************
رسالة تعزية بوفاة نعمان التميمي (ملازم خضر)
تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة المناضل المعروف الفريق نعمان علوان سهيل التميمي المعروف باسم ملازم خضر.
كان ملازم خضر شخصية وطنية ومناضلاً في الحزب الشيوعي العراقي، وكان مقرباً من البارزاني الخالد وصديقاً مخلصاً لقضية شعب كردستان المشروعة وكرّس حياته في صفوف البيشمركة والنضال ضد الدكتاتورية.
أتوجه بالتعازيّ والمواساة إلى عائلة وأقارب وأصدقاء الفقيد ملازم خضر، وكذلك إلى رفاقه في الحزب الشيوعي العراقي وجميع المناضلين في العراق وكوردستان، وأشاركهم الأحزان بهذا المصاب.
أسأل المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
إنا للە وإنا إلیە راجعون
مسعود بارزاني
1 آب 2024
****************************************************
نيجيرفان بارزاني يعزّي بوفاة رئيس رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين
بحزن وأسى عميقين تلقينا نبأ رحيل المناضل والشخصية الوطنية نعمان علوان سهيل التميمي (ملازم خضر) رئيس رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين.
كان الراحل مناضلاً في الحزب الشيوعي العراقي، ومن أبرز قادة معركة هندرين ١٩٦٦ إبان ثورة أيلول المجيدة، كرّس حياته للنضال في سبيل عراق ديمقراطي، فنال تقدير رفاقه والقيادات الوطنية الكردية والعراقية.
وإذ نعزي عائلة وذوي ورفاق الفقيد، ونشاركهم أحزانهم، ندعو الله عزّ وجل أن يتغمد روحه الطاهرة برحمته وعطفه.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كردستان
1 اب 2024
************************************************
الصفحة الثالثة
محلية نينوى للحزب الشيوعي الكردستاني تستذكر الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية بحق الايزيديين .. مطالبات بإعادة الناس الى مناطقهم بكرامة وإنصاف الضحايا وإعمار المدن
محمد ـ محمد التميمي
أحيا المجتمع الايزيدي، يوم امس، الذكرى العاشرة للابادة الجماعية التي تعرض لها المكون الايزيدي في شهر آب من العام 2014، وذلك قرب نصب الابادة الجماعية في مركز قضاء سنجار، وسط غياب ملحوظ لاي تمثيل حكومي أو نيابي عن هذا الحدث المؤلم.
ويبدو أن مرور عشر سنوات على هذه الإبادة، لم يكن كافياً للحكومات المتعاقبة كي تحسم هذا الملف أو تحقق العدالة واحقاق الحقوق للأيزيديين؛ إذ لا تزال المأساة مستمرة في ذاكرة الناجين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن تتخذ الحكومة خطوات جادة لتعويضهم والاعتراف بمعاناتهم.
الشيوعي الكردستاني يستذكر ويطالب
وفي هذه المناسبة اصدر ملبند نينوى للشيوعي الكردستاني بيانا قال فيه: ان «حملة الابادة الجماعية بحق شعبنا من الايزيديين استهدفت مكونا أصيلا بعد تعرضهم لأكثر من (73) حملة ابادة جماعية على مر العقود، لم تتمكن في كل منها قوى الظلام والفكر المتطرف تاريخيا من إنهاء هذا المكون الأصيل، الذي تمتد جذوره في حضارة كوردستان والعراق».
وأضاف ان «الحزب الشيوعي الكردستاني اذ يستذكر هذه الجريمة الأليمة، يؤكد أهمية العمل من اجل اعتبار حملة الابادة ضد الايزيديين مسألة عامة، تخص كل مكونات الشعب الكردستاني والعراقي».
ودعا الى «العمل على تعريف المجتمع الدولي بهذه الجريمة والحصول على قرار من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن الدولي لتصنيف تلك الجريمة ضد الايزيديين بشكل واضح ومحدد ضمن جرائم الابادة الجماعية، وتشكيل محكمة دولية لمعاقبة مقترفي هذه الجريمة ضد الايزيديين وتفعيل قراري مجلس الأمن ٢١٧٠ في ٢٠١٤و ٢٢٤٩ في ٢٠١٥ والقاضيين بتقديم مجرمي داعش الى العدالة، واستمرار الجهود والعمل على إنقاذ المختطفات والبحث عنهم بشتى الطرق والقيام بتعاون دولي ومحلي لإنجاز هذه المهمة وتحديد مصير المغيبين».
نظام فاشل وعاجز
رئيس منظمة مدافعون لحقوق الانسان الدولية، د.علي البياتي، قال: انها «ذكرى مؤلمة لأبشع جريمة في العصر الحديث، وسط صمت محلي ودولي من قتل الابرياء واغتصاب النساء وارتكاب ابشع انواع الجرائم التي تصنف حاليا حسب المعايير الدولية، كجرائم ابادة جماعية او جرائم ضد الانسانية».
وتابع قائلاً لـ»طريق الشعب»، ان «سلسلة الجرائم هذه بدأت بشكل بشع، واستهدفت ايضا مكونات واقليات اخرى منها التركمان والشبك والمسيحيين وحتى الجرائم في سبايكر ومناطق اخرى من العراق»، مردفا ان «العراق نجح بمساندة من المجتمع الدولي في ملف الانتصار على داعش وفي حسم المعركة عسكرياً ضد هذه المجاميع الارهابية، ولكن هناك الكثير من الإخفاقات في ما يتعلق بوجود هذه المكونات التي تضرر مستقبلها ومصيرها، وفي إعادتها الى مناطقها، وتقديم الضمانات لها».
وأضاف، «لو تكلمنا عن ارض سنجار باعتبارها موطن الايزيديين، فهي لا تزال غير مستقرة، وبشكل اوضح ليست بيد الدولة بشكل أساسي من ناحية المؤسسات الأمنية والإدارة الحقيقية. وعلى مستوى ملف العدالة؛ لم تتحقق العدالة الكافية التي من المفترض ان تكون موازية لحجم الجرائم. ولعل اهم وأفضل امر بالنسبة للضحية او الناجي هو القصاص من الجناة».
واكد ان «ملف جبر الضرر لا يقل اهمية وضرورة عن ملف المساءلة، ومن ضمن الخطوات الواجب ان تتبعها كل الدول تجاه هكذا جرائم وتجاه الضحايا، هو جبر الضرر، وان يكون شاملاً لكل الضحايا بدون تمييز، ويجب ان تكون فيه اليات تساعد الضحية على الاندماج في الحياة من جديد وتعزيز قدراته وإمكانياته».
وأردف بالقول، ان «قانون الناجيات الأيزيديات خطوة مهمة تجاه تحقيق العدالة الانتقالية، ولكن من وجهة نظرنا ان هذا القانون فيه الكثير من الثغرات التي جعلته مقيدا ومحدودا في التعامل مع هذا الملف. ثم ان هناك قضايا أخرى تخص ملف إعادة الإعمار في المناطق التي تضررت وخاصة سنجار وتل اعفر وسهل نينوى ومناطق أخرى، وصولاً الى ملف التمثيل السياسي لهذه الأقليات وإدارة مدنها من قبلهم سواء على مستوى سنجار او تمثيلها في ادارة المحافظة في الحكومة المحلية ثم التمثيل في المركز».
وخلص الى ان «اغلب المجتمع الايزيدي اليوم خارج العراق، او في مخيمات النزوح، ومن عادوا هم فئة قليلة، وحتى العائدين يعانون بسبب عدم استقرار الوضع امنيا وإداريا وسياسيا وخدميا داخل سنجار».
المعاناة شاخصة والمأساة مستمرة
الصحافي الايزيدي، ميسر اداني، قال: «نشهد اليوم مرور عقد كامل على ارتكاب تنظيم داعش الارهابي جريمة الابادة الجماعية في سنجار بحق الايزيديين. 10 سنوات والعدالة لم تحقق بعد، ولا تزال التداعيات موجودة وقائمة على المجتمع الايزيدي بأكمله».
وأضاف بالقول: أن «مصير اكثر من 2000 ايزيدي مختطف مجهول، وما زال النازحون يعيشون اسوأ ايام حياتهم في مخيمات النزوح. ولا يختلف الحال بالنسبة للبنى التحتية المدمرة في سنجار».
واكد لـ»طريق الشعب»، ان «الحكومة العراقية حتى اللحظة لم تعترف بالإبادة الايزيدية، وفشلت في معالجة الاوضاع في سنجار، حيث لا يزال الايزيديون يقاسون واقعا مريرا ومأساويا ومعاناة عميقة على مختلف الجوانب».
ولفت اداني الى ان «جبر الضرر هو ان تحقق العدالة الانتقالية في هذه المرحلة، وان يتم تعويض الضحايا ويجري العمل على ضمان ومنع تكرار ابادة جماعية اخرى بحق الايزيديين، الذين يعيشون منذ عشر سنوات ذات المأساة، ولم يتغير شيء».
وفي ما يخص ملف المختطفات والمخطوفين الايزيديين قال ان «العدد الذي تم تحريره قليل جداً حيث تم تحرير عدد بسيط من المختطفات والمخطوفين في مخيم الهول وبقية المناطق في سوريا»، مشيرا الى ان الحكومة لا تملك الية محددة او خطة تنسيقية لتحريرهم او البحث عنهم. ولا نعرف مصير كل هؤلاء».
واشار الى ان «اعداد المختطفين الايزيديين يقدر بـ 6417 من الذكور والاناث. بينما تم تحرير 167 فقط».
وخلص الى القول ان الايزيديين يتساءلون اليوم: «مالذي تغير بعد مرور 10 سنوات؟ الاجابة واضحة: لا شيء. التغيير يكون بتحقيق العدالة وإعادة الناس إلى مناطقهم بكرامة، وإنصاف الضحايا وإعادة اعمار مناطق سنجار المخربة».
محمد ـ محمد التميمي
أحيا المجتمع الايزيدي، يوم امس، الذكرى العاشرة للابادة الجماعية التي تعرض لها المكون الايزيدي في شهر آب من العام 2014، وذلك قرب نصب الابادة الجماعية في مركز قضاء سنجار، وسط غياب ملحوظ لاي تمثيل حكومي أو نيابي عن هذا الحدث المؤلم.
ويبدو أن مرور عشر سنوات على هذه الإبادة، لم يكن كافياً للحكومات المتعاقبة كي تحسم هذا الملف أو تحقق العدالة واحقاق الحقوق للأيزيديين؛ إذ لا تزال المأساة مستمرة في ذاكرة الناجين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن تتخذ الحكومة خطوات جادة لتعويضهم والاعتراف بمعاناتهم.
الشيوعي الكردستاني يستذكر ويطالب
وفي هذه المناسبة اصدر ملبند نينوى للشيوعي الكردستاني بيانا قال فيه: ان «حملة الابادة الجماعية بحق شعبنا من الايزيديين استهدفت مكونا أصيلا بعد تعرضهم لأكثر من (73) حملة ابادة جماعية على مر العقود، لم تتمكن في كل منها قوى الظلام والفكر المتطرف تاريخيا من إنهاء هذا المكون الأصيل، الذي تمتد جذوره في حضارة كوردستان والعراق».
وأضاف ان «الحزب الشيوعي الكردستاني اذ يستذكر هذه الجريمة الأليمة، يؤكد أهمية العمل من اجل اعتبار حملة الابادة ضد الايزيديين مسألة عامة، تخص كل مكونات الشعب الكردستاني والعراقي».
ودعا الى «العمل على تعريف المجتمع الدولي بهذه الجريمة والحصول على قرار من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن الدولي لتصنيف تلك الجريمة ضد الايزيديين بشكل واضح ومحدد ضمن جرائم الابادة الجماعية، وتشكيل محكمة دولية لمعاقبة مقترفي هذه الجريمة ضد الايزيديين وتفعيل قراري مجلس الأمن ٢١٧٠ في ٢٠١٤و ٢٢٤٩ في ٢٠١٥ والقاضيين بتقديم مجرمي داعش الى العدالة، واستمرار الجهود والعمل على إنقاذ المختطفات والبحث عنهم بشتى الطرق والقيام بتعاون دولي ومحلي لإنجاز هذه المهمة وتحديد مصير المغيبين».
نظام فاشل وعاجز
رئيس منظمة مدافعون لحقوق الانسان الدولية، د.علي البياتي، قال: انها «ذكرى مؤلمة لأبشع جريمة في العصر الحديث، وسط صمت محلي ودولي من قتل الابرياء واغتصاب النساء وارتكاب ابشع انواع الجرائم التي تصنف حاليا حسب المعايير الدولية، كجرائم ابادة جماعية او جرائم ضد الانسانية».
وتابع قائلاً لـ»طريق الشعب»، ان «سلسلة الجرائم هذه بدأت بشكل بشع، واستهدفت ايضا مكونات واقليات اخرى منها التركمان والشبك والمسيحيين وحتى الجرائم في سبايكر ومناطق اخرى من العراق»، مردفا ان «العراق نجح بمساندة من المجتمع الدولي في ملف الانتصار على داعش وفي حسم المعركة عسكرياً ضد هذه المجاميع الارهابية، ولكن هناك الكثير من الإخفاقات في ما يتعلق بوجود هذه المكونات التي تضرر مستقبلها ومصيرها، وفي إعادتها الى مناطقها، وتقديم الضمانات لها».
وأضاف، «لو تكلمنا عن ارض سنجار باعتبارها موطن الايزيديين، فهي لا تزال غير مستقرة، وبشكل اوضح ليست بيد الدولة بشكل أساسي من ناحية المؤسسات الأمنية والإدارة الحقيقية. وعلى مستوى ملف العدالة؛ لم تتحقق العدالة الكافية التي من المفترض ان تكون موازية لحجم الجرائم. ولعل اهم وأفضل امر بالنسبة للضحية او الناجي هو القصاص من الجناة».
واكد ان «ملف جبر الضرر لا يقل اهمية وضرورة عن ملف المساءلة، ومن ضمن الخطوات الواجب ان تتبعها كل الدول تجاه هكذا جرائم وتجاه الضحايا، هو جبر الضرر، وان يكون شاملاً لكل الضحايا بدون تمييز، ويجب ان تكون فيه اليات تساعد الضحية على الاندماج في الحياة من جديد وتعزيز قدراته وإمكانياته».
وأردف بالقول، ان «قانون الناجيات الأيزيديات خطوة مهمة تجاه تحقيق العدالة الانتقالية، ولكن من وجهة نظرنا ان هذا القانون فيه الكثير من الثغرات التي جعلته مقيدا ومحدودا في التعامل مع هذا الملف. ثم ان هناك قضايا أخرى تخص ملف إعادة الإعمار في المناطق التي تضررت وخاصة سنجار وتل اعفر وسهل نينوى ومناطق أخرى، وصولاً الى ملف التمثيل السياسي لهذه الأقليات وإدارة مدنها من قبلهم سواء على مستوى سنجار او تمثيلها في ادارة المحافظة في الحكومة المحلية ثم التمثيل في المركز».
وخلص الى ان «اغلب المجتمع الايزيدي اليوم خارج العراق، او في مخيمات النزوح، ومن عادوا هم فئة قليلة، وحتى العائدين يعانون بسبب عدم استقرار الوضع امنيا وإداريا وسياسيا وخدميا داخل سنجار».
المعاناة شاخصة والمأساة مستمرة
الصحافي الايزيدي، ميسر اداني، قال: «نشهد اليوم مرور عقد كامل على ارتكاب تنظيم داعش الارهابي جريمة الابادة الجماعية في سنجار بحق الايزيديين. 10 سنوات والعدالة لم تحقق بعد، ولا تزال التداعيات موجودة وقائمة على المجتمع الايزيدي بأكمله».
وأضاف بالقول: أن «مصير اكثر من 2000 ايزيدي مختطف مجهول، وما زال النازحون يعيشون اسوأ ايام حياتهم في مخيمات النزوح. ولا يختلف الحال بالنسبة للبنى التحتية المدمرة في سنجار».
واكد لـ»طريق الشعب»، ان «الحكومة العراقية حتى اللحظة لم تعترف بالإبادة الايزيدية، وفشلت في معالجة الاوضاع في سنجار، حيث لا يزال الايزيديون يقاسون واقعا مريرا ومأساويا ومعاناة عميقة على مختلف الجوانب».
ولفت اداني الى ان «جبر الضرر هو ان تحقق العدالة الانتقالية في هذه المرحلة، وان يتم تعويض الضحايا ويجري العمل على ضمان ومنع تكرار ابادة جماعية اخرى بحق الايزيديين، الذين يعيشون منذ عشر سنوات ذات المأساة، ولم يتغير شيء».
وفي ما يخص ملف المختطفات والمخطوفين الايزيديين قال ان «العدد الذي تم تحريره قليل جداً حيث تم تحرير عدد بسيط من المختطفات والمخطوفين في مخيم الهول وبقية المناطق في سوريا»، مشيرا الى ان الحكومة لا تملك الية محددة او خطة تنسيقية لتحريرهم او البحث عنهم. ولا نعرف مصير كل هؤلاء».
واشار الى ان «اعداد المختطفين الايزيديين يقدر بـ 6417 من الذكور والاناث. بينما تم تحرير 167 فقط».
وخلص الى القول ان الايزيديين يتساءلون اليوم: «مالذي تغير بعد مرور 10 سنوات؟ الاجابة واضحة: لا شيء. التغيير يكون بتحقيق العدالة وإعادة الناس إلى مناطقهم بكرامة، وإنصاف الضحايا وإعادة اعمار مناطق سنجار المخربة».
***************************************************
عين على الأحداث
طفولة قاسية من المسؤول
تشكل ندرة المياه أكبر خطر على نمو وإزدهار أطفال العراق، وفق ما أعلنته منظمة اليونسكو، التي أكدت على أن 60 بالمائة من اطفالنا، ممن تتراوح اعمارهم بين 0 و 14عاماً، والذين يشكلون 35 بالمائة من الشعب، لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، فيما لا يتوفر في نصف المدارس ما يكفي طلابها من الماء، إضافة الى سوء التغذية وعدم وجود السكن المناسب وغياب القوانين المطلوبة لحماية الطفل وتفشي العنف الأسري وتخلف الخدمات الصحية واهمال الموهوبين واستمرار عمالة الاطفال، وهي مصائب باتت معروفة لجميع الناس، ماعدا متنفذي منظومة المحاصصة، المنشغلين فقط بنهب العباد وتخريب البلاد.
غيض من فيض
خلال الإسبوع الماضي فقط، افادت مصادر في وزارة الدفاع عن إحالة ضباط كبار في الوزارة إلى المحكمة العسكرية بتهمة التزوير، فيما ضبطت هيئة النزاهة هدراً بالمال العام ومغالاة وتلكؤ في تنفيذ مشاريع ضمن تخصيصات الأمن الغذائي في محافظة ذي قار بأكثر من خمسة مليارات دينار، والكشف عن فساد بقيمة نصف مليار دولار في مديرية صحة كركوك. الناس الذين وعدتهم الحكومات المتعاقبة، بالقضاء على الفساد أو تحجيمه على الأقل، يفقدون كل يوم الثقة بتلك الوعود مدركين بأن منهج المحاصصة الذي يخلق توازناً هشاً في السلطة، لا ينتج سوى شراكة بين الفاسدين والإقلية الحاكمة المستبدة.
عذر اقبح من فعل
جاء في الأخبار أن الإحصاء السكاني المقرر في تشرين الثاني القادم، يخضع لشبهات تسييس ونزعات حزبية وتجاذبات طائفية وأثنية بين اطراف منظومة المحاصصة، لأهداف تتعلق بزيادة حصصهم من السلطة والثروة، بدل استخدامه كخطوة حيوية من أجل تحسين الخدمات العامة وتحقيق الازدهار الاقتصادي، الأمر الذي سيضعف الثقة بالنتائج المنتظرة منه. هذا وفي الوقت الذي تعاني فيه البلاد من غياب احصاء رسمي منذ 1997 يحاول البعض تبرير التحاصص حتى في الإحصاء، بالحاجة لتحديد النسب السكانية من المكونات العراقية، وهو تبرير اشنع من الفعل، فإعتماد الهوية الوطنية الجامعة وبناء دولة العدل والحرية كفيل بالغاء الحاجة لهذه النسب.
ما تنحسدون على الانجازات!
أكدت مفوضية شؤون اللاجئين، على وجود أكثر من مليون عراقي يعيش نازحاً ومنذ عشرة اعوام، منهم نحو (143) ألف نازح يقيمون في المخيمات، مشيرة إلى أن جميع هؤلاء يعانون من مآسي عدم الاستقرار وصعوبة الحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والماء والكهرباء، إضافة الى قلة الموارد المالية مع انعدام فرص العمل لتحسين المعيشة، وصعوبة الحصول على الأوراق الثبوتية. هذا ورغم ما خصصته الحكومة من اموال وما قدمته المنظمات الدولية من مساعدات، فإن وزارة الهجرة وأخواتها، من المعنيين بإعادة النازحين، مؤمنون بشعار «في التأني السلامة» ما دام هذا التأني يبيض ذهباً.
إتقوا غضب الحليم
أكد الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق على عدم شمول أكثر من 10 ملايين عامل عراقي في القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي حتى الأن، بسبب رفض أصحاب العمل تسجيلهم، مما يهددهم بالحرمان من الحقوق ويفضح المشاكل الكثيرة التي تواجه تطبيق القوانين والأنظمة وخاصة تلك التي تخص العمال. هذا وفي الوقت الذي فشلت فيه منظومة المحاصصة بتحقيق تنمية اقتصادية توفر فرص عمل في البلاد، تعمد بعض المؤسسات الحكومية ورجال الاعمال وأصحابها، لخلق كل المعوقات التي تحجب حقوق الشغيلة وإنفاذ التشريعات المقّرة كقانون العمل والضمان والتقاعد والحقوق والحريات النقابية والصحة والسلامة المهنية.
***********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة واعداد: طريق الشعب
عن المجاميع المنحرفة في العراق
حول المجاميع الدينية المتطرفة في وسط وجنوب العراق، كتبت سارة زعيمي مقالاً في موقع المجلس الاطلسي، اشارت فيه الى وجود مجموعة من الشباب العراقي، تطلق على نفسها “جماعة القرابين”، تعقد اجتماعات مغلقة، تمارس فيها طقوساً خاصة، حيث تجرى قرعة، يتعين على من يظهر اسمه خلالها، أن ينتحر بشنق نفسه كذبيحة، كاشفة عن تسجيل خمس حالات انتحار لشبان خلال الأسبوعين الأولين فقط من حزيران في محافظة واسط وحدها، بحسب بيان صدر مؤخراً عن جهاز الأمن الوطني العراقي، الذي أدان الحركة “المنحرفة” واعتقل واحداً وثلاثين من أعضائها.
تطرف خارج المألوف
وتطرق المقال الى أن هذه الحادثة، التي لم تكن الأولى، فقد سبقتها احداث مشابهة في مدن عراقية اخرى كالناصرية، لا تبدو غريبة جداً عن هذه الأرض، المعروفة بتراثها الإسطوري، والتي كانت دوما ًخصبة بعقائد مختلفة، عاشت في أغلب الأحيان، بدرجات مناسبة من التسامح. غير أن المجاميع المتطرفة، التي ولدت أو برزت منذ الأحتلال الأمريكي للبلاد، قد تجاوزت كل الحدود الحمراء، الأمر الذي عرضها لأدانة قوية من قبل المراجع الدينية المرموقة، والى رفض شعبي عام ومطاردة من السلطات الرسمية. وعرض المقال اشارات عن هذه المجاميع، سواءً ما نشط منها داخل العراق أو في خارجه كما في لبنان ومصر واليمن وبريطانيا.
الهروب من الواقع
واعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن عوامل عديدة تقف وراء وقوع هذه الأحداث الغريبة ونمو بعض المعتقدات الغامضة والمضحكة احياناً وبروز دور مشعوذين وادعياء علاقة بالسماء بل وحتى ادعياء نبوة، في ضوء سلسلة صدمات تعرض لها المجتمع العراقي منذ 2003. ومن بين تلك العوامل، وفق ما جاء في المقال، الوجود والتدخل الاجنبي وغياب او ضعف الإستقرار السياسي وحدوث اضطرابات طائفية وتفشي الفساد وارتفاع معدلات الفقر وعدم تنفيذ الحكومات لواجباتها الخدمية، وعدم تحقيق الحراك الشعبي الواسع، الذي سمّي بحراك تشرين 2019-2020 لنهايات ناجحة، وهو أمور أدت كما يبدو الى تزعزع ثقة الشبيبة بالواقع المعاش، وسعيها الى الهروب من جحيمه.
وفيما أعادت الكاتبة الى الأذهان تحذير منظمة الصحة العالمية في العام 2020، من ارتفاع عدد محاولات الانتحار بين الشباب العراقيين، أكدت على أن دراسة استقصائية وطنية أجريت عام 2007، أظهرت بأن ما يقرب من 60 بالمائة من العراقيين تعرضوا بدرجة ما لأحداث مؤلمة دون أن يحصلوا على ما يستلزم من الدعم النفسي، مشيرة الى أن هذه التأثيرات السلبية قد زادت بالتأكيد بعد المحنة التي عاشتها البلاد، عند تصديها وتحطيمها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش».
ظاهرة شرق أوسطية
وأكد المقال على أن ظهور هذه المجاميع لم يقتصر على العراق، بل أمتد الى خارجه، وشمل ادياناً متعددة، ونجح في خلق نظام كامل، يشمل منشئي محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والعرافين ومعّدي برامج تلفزيونية ومفسري النصوص المقدسة. واضافت الكاتبة بأن استثمار هذا الأمر سياسياً، ينذر بمخاطر جدية، قد تكون اكثر قسوة على التطور الاجتماعي من مجاميع ارهابية مسلحة، مما يثير الكثير من القلق حول امكانية حدوث اضطرابات إقليمية وداخلية، أكبر مما هو سائد اليوم. وإختتمت الكاتبة مقالها بدعوة المعنيين الى مواجهة جادة وعلمية وشاملة لهذه الظاهرة الخطيرة.
**********************************************
الصفحة الرابعة
بين هزال الدعم الحكومي وتطرف المناخ واسط تفقد ميزاتها الزراعية!
متابعة – طريق الشعب
تعد واسط من أبرز محافظات البلاد في إنتاج المحاصيل الزراعية الإستراتيجية، نظرا لما تمتلكه من مساحات واسعة صالحة للزراعة.
ومن اهم المشاريع الزراعية في المحافظة، مشروع ري الشحيمية الذي تبلغ مساحته 35 الف دونم، ومشروع ري كصيبة، ومشروع الدملج، ومشروع الدجيلة، ومشروع مزرعة الجوت، فضلا الكثير من المساحات المستصلحة، وبساتين النخيل والحمضيات وفاكهة الصيف. وخلال السنوات السابقة شكل إنتاج واسط من المحاصيل الاستراتيجية كالحنطة والشعير والذرة الصفراء، ما يقدر بنصف إنتاج العراق من تلك المحاصيل.
ورغم الأهمية الزراعية لهذه المحافظة، لكنها اليوم، شأن غيرها من محافظات البلاد، تواجه تحديات كثيرة، أبرزها التغير المناخي وأزمة المياه وارتفاع تكلفة الإنتاج، ما يستدعي وضع خطط لإدارة ملف المياه بالشكل الأمثل، ودعم المزارعين بمستلزمات الزراعة، ومحاصيلهم بالتسويق.
ويشكو فلاحو محافظات الوسط والجنوب، من تدهور البنية التحتية للقطاع الزراعي، لا سيما خلال السنوات الأخيرة، وهذا الحال يشمل أيضا واسط التي كانت تعتبر من المحافظات الزراعية المتقدمة والمهمة من حيث كميات المحاصيل التي تنتجها، والتي تدعم فيها جانبا كبيرا من السلة الغذائية.
تراجع المساحات الزراعية إلى النصف
وكان التحدي الأساس في واسط هو شح الإيرادات المائية المستمر منذ سنوات سابقة وإلى الآن، ما تسبب في تراجع المساحات الزراعية إلى النصف. حيث وصلت في السنوات الثلاث الأخيرة إلى 700 ألف دونم داخل وخارج الخطة الزراعية، بعد أن كانت تبلغ أكثر من مليون دونم في السابق، ما أنعكس سلبا على المنتج الزراعي وأضر اقتصاديا بالمزارعين – وفقا لمدير زراعة واسط أركان مريوش. إذ يوضح في حديث صحفي ان “واسط فقدت الكثير من ميزاتها الزراعية بسبب الجفاف وتدهور الأراضي وتوقف مشاريع الاستصلاح، فضلاً عن الظروف المناخية المتطرفة التي يمر بها العراق، والتي تسببت في زيادة المساحات المتصحرة، ناهيك عن ارتفاع الأملاح بسبب التبخر الناتج عن ارتفاع حرارة الجو”.
ويتابع قائلا: “كذلك تفقد المحافظة سنوياً الكثير من الأراضي الزراعية المنتجة سواء الواقعة داخل المدن، أم التي تقع على تخومها، وذلك بسبب التوسع السكاني”.
مشكلات في البنى التحتية
ويشير مريوش إلى أن “جهود الحكومات السابقة في القطاع الزراعي لم تكن بالمستوى المطلوب. لذلك يعاني هذا القطاع حالياً مشكلات في البنى التحتية والجانب الفني. وعلى مستوى البنى التحتية، فإن صلاحية التربة والمياه في تدهور مستمر، ولم يتم لغاية الآن إيجاد البيئة المناسبة لخلق قطاع زراعي ناجح سواء على مستوى الإمكانيات أم على مستوى إعداد المزارعين. أما من ناحية الجانب الفني، فإن وزارة الزراعة تراجعت في دعم المزارعين بالمكننة والآليات والتقنيات الحديثة”.
ويشدد على “أهمية جعل دعم القطاع الزراعي من أولويات الحكومات. فالمطلوب اليوم هو زيادة تخصيصات وزارة الزراعة ومديريات الزراعة في المحافظات، وتوفير بنية تحتية على مستوى المباني والعجلات الزراعية والأثاث. إذ ان الأموال المخصصة اليوم للقطاع الزراعي غير كافية ولا تغطي الحاجة الفعلية لتلك المستلزمات”.
ويضيف قائلا: “كذلك على الدولة التحكم بالسوق لدعم المنتج المحلي. إذ يُلاحظ أن المنتجات المستوردة تنافس المنتجات الوطنية، سواء في الإنتاج الزراعي أم الحيواني. لذلك يجب أن يكون هناك اهتمام كبير بالقطاع الزراعي الذي يؤمن الغذاء وفرص العمل والاستقرار الاجتماعي في الريف”.
الوضع المائي لا بأس به!
من جانبه، يلفت الخبير الزراعي عادل المختار، إلى أن “واسط من المحافظات الزراعية المتقدمة والمهمة من حيث كمية إنتاجها من المحاصيل الاستراتيجية، خاصة بالنسبة للحنطة. كما أن الوضع المائي في هذه المحافظة لا بأس به”.
ويبيّن في حديث صحفي أن “الخزين المائي هذا العام بلغ نحو 20 مليار متر مكعب - حسب تصريحات وزارة الموارد المائية – وهذا الرقم يصل إلى ضعف ما كان عليه في الصيف الماضي (11 مليار متر مكعب). لذلك لا توجد مشكلة مياه في ظل وجود هذا الخزين المرتفع، خاصة في نهر دجلة. فسد الموصل ارتفع منسوبه إلى 323 مترا، كذلك ارتفعت المناسيب في سدي دوكان ودربندخان وبحيرة حمرين. أما مسألة عدم اطلاق الإيرادات المائية فهذه تعود إلى الإدارة المائية في وزارة الزراعة”.
تحديات كثيرة
إلى ذلك، تقول نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار البرلمانية، سوزان كوجر، أن “الواقع الزراعي في العراق يواجه تحديات كثيرة، رغم أن القطاع الزراعي مهم لتنمية اقتصاد البلاد والحفاظ على الأمن الغذائي، إلى جانب كونه مصدر عيش للكثير من المواطنين”، مشيرة في حديث صحفي إلى ان “من التحديات التي تواجه هذا القطاع، التطرف المناخي الذي أدى إلى حصول تراجع في الإنتاج الزراعي وإنتاج الثروة الحيوانية”.
وتتابع قولها: “أما التحدي الثاني فيتمثل في أزمة المياه، وهذه الأزمة تعود إلى قلة الواردات المائية. وكان الخزين المائي دون 5 مليارات متر مكعب خلال السنوات الماضية، لكن اليوم وصل إلى 20 مليار متر مكعب بسبب الهطول الجيد للأمطار وذوبان الثلوج”.
ومن التحديات الأخرى التي تواجه القطاع الزراعي اليوم – حسب كوجر – هي “تكلفة الإنتاج، سواء من ناحية الزراعة أم الثروة الحيوانية. ما يؤكد الحاجة إلى الدعم الحكومي من خلال توفير المستلزمات المطلوبة، ووضع خطة مدروسة لتسويق المنتج المحلي ودعمه ليستطيع منافسة المستورد”.
وتشدد على “أهمية وضع خطة استراتيجية وسياسة مدروسة لملف المياه، من خلال خزن المياه والاستفادة منها في المستقبل مع استخدامها بشكل علمي وعدم هدرها. كما يجب وضع برنامج لمعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها في الصناعة والزراعة، وأيضاً وضع برنامج للحفاظ على المياه الجوفية”.
وتشدد كوجر أيضا على “ضرورة التعاون ما بين الوزارات المعنية، كالزراعة والموارد المائية والبيئة، للمحافظة على القطاع الزراعي. كذلك يجب التنسيق ما بين وزارتي التجارة والزراعة لوضع آليات ناجحة لتسويق المنتج المحلي”.
***********************************************
عمود كهرباء يتوسط طريق ربيعة الجديد!
متابعة – طريق الشعب
لم تكتمل فرحة سكان ناحية ربيعة في محافظة نينوى بإنشاء الطريق السريع الجديد الذي يربط الناحية بمدينة الموصل، بعد أن رأوا عمود كهرباء قائما وسط الطريق!
وأثار وجود العمود حيرة السكان. فهو يشكل خطرا على المركبات المسرعة، خاصة خلال الليل. لكن الجهات المعنية تؤكد أن الطريق لا يزال قيد الإنشاء، وانه في النهاية ستتم إزالة العمود. يقول المواطن علي خضير في حديث صحفي، أن “وجود عمود الكهرباء وسط الطريق يشكل خطرا على المركبات. فطالما ان الطريق مفتوح الآن، يجب رفع العمود وتغيير مسار شبكة الكهرباء في وقت عاجل”.
فيما يقول المواطن محمد حسين، أن “كل ما نشاهده في الطريق جيد ويبشر بخير، لكننا نريد حلا عاجلا لعمود الكهرباء”.
إلى ذلك، تنقل وكالات أنباء عن إعلام طرق وجسور نينوى، القول أن “العمل في الطريق لا يزال جاريا. وبالنسبة للعمود تم إبلاغ الجهات المعنية في وزارة الكهرباء، لإزالته في القريب العاجل”.
******************************************
بادية السماوة بلا محطات وقود والحكومة تنتظر مستثمراً
متابعة – طريق الشعب
تخلو بادية السماوة على امتداداتها الشاسعة نحو حدود السعودية، من وجود محطة وقود، وهذا الأمر يبدو واردا نوعا ما، على اعتبار أن المنطقة صحراوية. لكن المشكلة هي انه حتى الطرق المؤدية إلى البادية تخلو من المحطات، رغم انها تشهد مرور سائحين محليين وأجانب فضلا عن البدو الرحل ورعاة الغنم الذين يحتاجون إلى تزويد مركباتهم بالوقود اثناء ترحالهم في البادية، والذين يضطرون إلى قطع عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى المحطة الأهلية الوحيدة الموجودة في قضاء السلمان. يقول البدوي سعود الأعاجيبي، أنه «عند نفاد البنزين في سيارتك وأنت في البادية، ستبقى تحت رحمة السائقين الآخرين، الذين قد يمنحونك قليلا من الوقود كمساعدة فيما إذا توفر لديهم فائض منه»، مضيفا أنه «في حال نفاد البنزين تضطر غالبا إلى الوقوف على الطريق في انتظار سيارة قادمة توصلك إلى المحطة في قضاء السلمان، كي تحصل على لترات قليلة من البنزين، تزود بها سيارتك، ما يحملك معاناة كبيرة». ويوضح الأعاجيبي أن «المحطة في قضاء السلمان قديمة وتبعد كثيرا عن أماكن إقامتنا في البادية. واثناء مجيئنا إليها وتعبئة سياراتنا ثم عودتنا إلى البيت، سنفقد الكثير من البنزين، وهذا يسبب لنا خسارة كبيرة»، مطالبا بإنشاء محطات وقود في البادية، خدمة للسكان والسائحين. وتنقل شبكة «964» الخبرية عن مصدر في المنتجات النفطية في المثنى، قوله أنه «ليس هناك تخطيط لبناء محطة وقود جديدة في منطقة البادية»، مضيفا أنه «بإمكان المستثمرين تقديم طلب لبناء محطة وقود، ونحن مستعدون لتسهيل الإجراءات القانونية لهم، حسب السياقات المعمول بها».
************************************************
شارع “جسر الصرافية” نموذجا مشاريع الإعمار تفتك بالأشجار!
متابعة – طريق الشعب
في الوقت الذي تسعى فيه أطراف مجتمعية وحكومية عدة لزيادة الغطاء الاخضر، تستمر عمليات قطع الاشجار الممنهجة داخل بغداد بذريعة انها تعيق انشاء طرق وبناء مجسرات ضمن حملات فك الاختناقات المرورية، ما ينذر بكارثة بيئية من الممكن ان تزيد الوضع سوءا في السنوات المقبلة.
ومثال على ذلك الشارع المؤدي إلى جسر الصرافية في منطقة العطيفية. فقد كان يضم، في جزرته الوسطية ورصيفيه الجانبيين، العشرات من الأشجار المعمرة، معظمها قطع ضمن حملة لتوسعة الشارع وبناء مجسّر، دون التفكير في نقل ما يمكن نقله من تلك الأشجار، إلى مكان آخر. عن هذه الكارثة البيئية المتعمدة، يقول الخبير البيئي مخلد عبد الله في حديث صحفي، أن “هذه الأشجار التي تبلغ أعمارها عقودا من الزمن، كانت تساهم في خفض درجات الحرارة وتلطيف الأجواء، وهي أيضا ممصات للكربون والمواد الملوثة”.
ويوضح أنه بالإمكان قلع الأشجار وإعادة غرسها في مواقع أخرى بواسطة آليات نظامية، لكن للأسف، تم قلع الأشجار والتخلص منها من قبل الجهات المنفذة للمشاريع، من دون مراعاة أهميتها، وبالرغم من وجود تشريعات بيئية في هذا الصدد ووجود توصيات عديدة للحفاظ على الغطاء الأخضر. ولم تقتصر حملات إبادة الأشجار المعمرة على شارع “جسر الصرافية”، إنما شملت أيضا شوارع الكرادة داخل وأبو نؤاس ومطار المثنى والشالجية وغيرها. فقد ماتت الأشجار وغاب الغطاء الأخضر، ليتساءل المواطن عن دور الجهات المعنية، كدوائر الزراعة وأمانة بغداد، في نقل تلك الأشجار بدلَ من قطعها.
ويرى مواطنون كثيرون ومعنيون بالبيئة أنه كان يفترض بالجهات الحكومية أن تشجع على غرس الأشجار لا على قلعها، بل وان تقلعها بنفسها ومن خلال مشاريعها، مشيرين إلى ان الكثير من الأشجار التي اقتلعت قديمة ومعمرة، تصل أعمارها إلى 50 و60 سنة وأكثر.
***************************************************
«تظاهرة المشخاب» تحقق أهم مطالبها!
متابعة – طريق الشعب
باشرت د. سحاب راشد عملها مديرة للقطاع الصحي في قضاء المشخاب بمحافظة النجف، خلفا للمقال نهيل المحنا. فيما تسلم علاء الخطيب مهام مدير كهرباء القضاء خلفا لرحمن الكرعاوي الذي نقل إلى دائرة أخرى.
وجاء هذان القراران إثر جلسة ساخنة في مستشفى المشخاب، الأربعاء الماضي، استمع فيها عضو مجلس المحافظة طيف الحاتمي إلى مطالب المتظاهرين، بحضور مدير المستشفى وممثلين عن مديريتي الصحة والتربية.
وكانت تظاهرات قد عمت المشخاب الأسبوع الماضي، واستمرت 3 أيام متواصلة تطالب بتحسين الواقع الخدمي وإقالة مدراء الدوائر الخدمية، خاصة في قطاعي الصحة والكهرباء، فضلا عن إكمال احتياجات مستشفى المشخاب العام، والبدء بتسليم المدارس المنجزة وإنهاء ظاهرة المدارس الكرفانية. وقد أمهل المتظاهرون حكومة النجف 15 يوماً لتحقيق مطالبهم.
وخلال الجلسة، تساءل الناشط مهند الفتلاوي عن قانونية أن يكون نقيب الصيادلة مسؤولا عن جولات التفتيش على الصيدليات، مشيراً إلى أن إحدى الصيدليات تعمل في كرفان!
ويذكر محتجون شاركوا في الجلسة، أن جلستهم خرجت بقراري إقالة مدير القطاع الصحي ونقل مدير الكهرباء، وانهم ينتظرون صدور قرارات أخرى بتغيير مدراء بقية الدوائر الخدمية حال توفر البدلاء المناسبين.
وخلال الجلسة تم رفع توصية من ممثلي دائرة الصحة بتنسيب عدد من أطباء الاختصاص والتخدير لمستشفى المشخاب، وأن تكون العمليات الجراحية على مدار 24 ساعة، ويتم افتتاح صالة للأطفال الخدج. وفي حديث صحفي، يقول المتظاهر حسن الفتلاوي، أنه “خرجنا قبل أسبوع في تظاهرات كبيرة لـ3 أيام، مطالبين بتحسين الخدمات العامة. وقد سلمنا مطالبنا إلى المسؤولين، ومن بينها عقد اجتماع مع ممثلين عن حكومة النجف تكون لديهم صلاحيات لتحقيق المطالب”. ويضيف قائلا أنه “بعد أسبوع واحد من المهلة التي حددها المتظاهرون بـ 15 يوماً، عقد الاجتماع الذي حقق غالبية المطالب”.
************************************************
البصرة أهالي «دور النفط» يطالبون بإعمار منطقتهم
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من أهالي منطقة “دور النفط” في مدينة البصرة، من تردي حال منطقتهم من ناحية الخدمات والبنى التحتية، مطالبين الحكومة المحلية، وفي مقدمتها المحافظ، بإعمار المنطقة وانتشالهم من واقعهم الخدمي السيئ.
وقال الأهالي في حديث صحفي، أن “وضع المنطقة سيء جدا.
لا شوارع ولا أرصفة ولا شبكة للصرف الصحي”، مضيفين ان “أنابيب شبكة مياه الشرب مصنوعة من الاسبست، وعمرها يبلغ نحو 40 عاما، وقسم منها مصاب بانسدادات جراء ترسبات الأملاح والأطيان، الأمر الذي يضعف من وصول المياه إلى المنازل”.
فيما لفتوا إلى ان “شبكة المجاري قديمة ومتهالكة، ما يتسبب في غرق المنطقة كل شتاء”، متابعين القول أن “شبكة الكهرباء متهالكة هي الأخرى، وتتعطل كثيرا”.
*********************************************
مواساة
- بأسى وألم عميقين تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق المناضل مطشر مشجل (ابو سالم) الذي توفي إثر مرض عضال.
***********************************************************
الصفحة الخامسة
تقارير: الاستيطان الصهيوني في الضفة يتمدد.. وثلثا مباني غزة مدمرة ما بعد اغتيال هنية.. تحضيرات للرد وللصد
متابعة – طريق الشعب
تتواصل معاناة أهالي مدينة خان يونس كبقية أحياء الفلسطينيين في قطاع غزة على مدى أكثر من 300 يوم من حرب الاحتلال الصهيوني المدمرة المستمرة على مختلف مناطق القطاع. ووصل عدد الشهداء الى 39 الفا و550، فيما بلغ عدد المصابين اكثر من 91 الفا.
وفي تداعيات جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تظاهر مئات الالاف في مدن مختلفة حول العالم، تنديداً بهذه الجريمة، وبعد تشييع جثمانه في إيران جرت مراسيم الدفن في قطر بحضور رسمي وشعبي.
فيما ترتفع التوقعات بتوجيه ضربات الى إسرائيل رداً على اغتيال هنية والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، كثف الاحتلال الإسرائيلي من استعداده لرد أي هجوم محتمل، ودفعت الولايات المتحدة ببوارجها الحربية الى البحر المتوسط للدفاع عن الكيان الصهيوني.
توقعات الرد وتحضيرات للصد
وبيّن الحرس الثوري الإيراني في بيان، ان "اغتيال هنية تم بتخطيط وتنفيذ إسرائيلي وبدعم امريكي"، وان "العملية تمت عن طريق مقذوف قصير المدى خارج مكان اقامته". فيما توقع محللون ومراقبون ان يكون هناك رد مختلف على اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول أميركي، بتحرك مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية ستتجهان إلى البحر المتوسط عبر البحر الأحمر، وذلك في خطة أمريكية للدفاع عن الكيان الصهيوني.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنه "على ضوء احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة".
في الوقت ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في صفوفه، تحسبا للرد المتوقع على اغتيال إسماعيل هنية، بالتزامن مع استنفار الجيش الأميركي ورفع درجة الاستعداد بإرسال مزيد من الدفاعات الصاروخية والمعدات الحربية إلى المنطقة، وسط تقديرات باستهداف خطوط الكهرباء والاتصالات".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، إن "منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب".
وفي رد اول على عملية الاغتيال، أطلقت المقاومة الفلسطينية وابلاً من الصواريخ على غلاف غزة امس الأول الجمعة، وبعد مرور أكثر من 300 يوم على بدء الحرب على القطاع. في المقابل، اكد الجيش الإسرائيلي اطلاق الصواريخ، لكنه قال انها لم تحدث اصابات.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أجرى تجربة ناجحة لاعتراض الصواريخ الدقيقة.
وفيما يواصل جيش الاحتلال قتل المزيد من الفلسطينيين العزل، ويستمر بتهديم المباني وتجويع الغزيين وحرمانهم من العلاج، أفادت وكالات الانباء، بأن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارة على نقطة عبور غير نظامية بين الأراضي السورية وقضاء الهرمل شرقي لبنان، أدت الى تفجير شاحنة نفط.
الاستيطان يتمدد
وذكر تقرير للاتحاد الأوروبي أن " الاحتلال الإسرائيلي بنى 30 ألفا و680 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة منذ قدوم حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو".
وأوضح التقرير، أن "عام 2023 شهد بناء 18 ألفا و333 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، في حين تم بناء 12 ألفا و349 وحدة في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن عدد الوحدات الاستيطانية المقامة في الضفة الغربية هو الأعلى منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو. وأوضح أن إقامة الوحدات الاستيطانية تزايد بنسبة 180 في المائة خلال 5 سنوات.
وأكد تقرير الاتحاد الأوروبي أن التوسع في إقامة الوحدات الاستيطانية يقطع سبل الاتصال بين القدس الشرقية والضفة الغربية، وهذا يعقد من فرص تجسيد حل الدولتين.
وبين التقرير، أن "خطط التوسع الاستيطاني رافقها ارتفاع لعنف المستوطنين في الأراضي المحتلة"، وأوضح أن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة سجل أعلى عدد من حوادث العنف من قبل المستوطنين في عام منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل مثل هذه الحوادث عام 2006".
وأشار لارتفاع عنف المستوطنين بشكل ملحوظ بعد عملية طوفان الأقصى، وقد تسبب ذلك في نزوح 1539 فلسطينيا، من بينهم 756 طفلا، من منازلهم في المنطقة.
تدمير تام لمباني غزة
وقالت الأمم المتحدة، إن "نحو ثلثي المباني في قطاع غزة تضرّرت أو دُمرت منذ بدء حرب إسرائيل على غزة، وذلك استنادا إلى صور بواسطة الأقمار الاصطناعية".
وأعلنت وكالة تحليل الأقمار الاصطناعية التابعة للأمم المتحدة (يونوسات)، أن "آخر تقييم للأضرار يكشف تضرر 151 ألفا و265 مبنى في قطاع غزة".
ويعتمد هذا التقدير على صور جُمعت في السادس من تموز الماضي تمت مقارنتها بصور سابقة ملتقطة أيار 2023.
ومن بين المباني المتضررة "30 في المائة مدمر، و12 في المائة متضرر على نحو خطير، و36 في المائة متضرر على نحو متوسط، و20 في المائة متضرر على الأرجح، مما يمثل نحو 63 في المائة من مجمل المباني في المنطقة"، حسبما أوضحت "يونوسات".
وأضافت الوكالة، أن "التأثير على البنى التحتية المدنية واضح، حيث تضررت آلاف المنازل والمرافق الأساسية".
وتقدّر الأمم المتحدة حجم الأنقاض الناجمة عن الحرب في غزة بنحو 41.9 مليون طن. ويعد ذلك أعلى بمقدار 14 ضعفا من إجمالي الحطام والركام الناتج عن الحروب الأخرى على غزة منذ عام 2008.
**************************************************
أحزاب وحقوقيون يشكون من التضييق والترهيب في تونس
تونس - وكالات
شكت أحزاب تونسية وجماعات حقوقية ومنافسون محتملون في الانتخابات الرئاسية مما سموه تفاقم التضييقات ومناخ التخويف والترهيب، وهو ما اعتبروه تهديدا لمصداقية الانتخابات المقررة بعد نحو شهرين. وانتقدت 17 منظمة حقوقية، بينها 6 أحزاب، سيطرة السلطات على وسائل الإعلام العامة والقضاء وهيئة الانتخابات التي تقول إنها مستقلة وعلى المسافة نفسها من الجميع. وقال بيان مشترك، إن "مناخ الترهيب والمضايقة للمعارضين والصحفيين باستخدام القضاء وهيئة الانتخابات لخدمة مصالح السلطات وانعدام تكافؤ الفرص، لا يوفر ضمانات بأن تكون الانتخابات حرة وشفافة ونزيهة". من جهتها، دعت رئيسة لجنة الحريات في البرلمان هالة جاب الله إلى رفع التضييقات، وطالبت هيئة الانتخابات بالقيام بدورها مع الالتزام بالحياد والمساواة بين جميع المترشحين. ولم يحصل أي من المرشحين المحتملين حتى الآن على بطاقة السجل العدلي، التي تسمى محليا "البطاقة عدد 3" والتي تطلبها هيئة الانتخابات شرطا لتقديم ملف الترشح. وتنتهي مهلة التقدم للترشح في السادس من الشهر الجاري. وقال المتحدث باسم هيئة الانتخابات إن وزارة الداخلية ستتصل بالمرشحين لتزويدهم ببطاقاتهم. كما قال عضو هيئة الانتخابات أيمن بوغطاس إن 18 مرشحا محتملا لديهم قضايا جارية لم يحصلوا بعد على بطاقاتهم بسبب عدم تحديث السجل العدلي، وطالبهم بالتسريع في توفير ما يلزم للحصول على بطاقاتهم.
*************************************************
تحذير أممي: المجاعة تطرق أبواب السودان
الخرطوم - وكالات
ذكر تقرير تصنيف الأمن الغذائي المتكامل، نشر الجمعة، أعده فريق من خبراء دوليين مستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات، أن "الصراع المستمر في السودان أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة". وفي ظل الخطر المحدق بمئات آلاف النازحين، دعت الأمم المتحدة المانحين الدوليين إلى زيادة دعمهم المالي بشكل عاجل لمنع حدوث مجاعة في السودان. ووجه بيان لمكتب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كليمنت نكويا سلامي، دعوة لتوفير الموارد العاجلة والوصول الإنساني بدون عوائق، وأوضحت سلامي أن تصنيف الأمن الغذائي "يعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض".
وأشارت إلى أن "الأزمة في السودان من صنع الإنسان، ويمكن حلها إذا التزم جميع الأطراف وأصحاب المصلحة بمسؤولياتهم والتزاماتهم تجاه السكان المحتاجين"، وتابعت: "لمنع المجاعة واسعة النطاق من الانتشار، يتعين على المانحين زيادة دعمهم المالي بشكل عاجل، مع استخدام الوسائل الدبلوماسية للدفع نحو فتح الوصول الإنساني.. إذا لم يحدث ذلك، فسوف نشهد وضعا أكثر كارثية". ولفت البيان إلى أن "السودان يواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه (25.6 مليون شخص) من الجوع الحاد".
*********************************************************
روسيا تعلن تدمير عشرات المسيّرات الأوكرانية
موسكو - وكالات
أعلنت روسيا، امس السبت، أنها دمرت عشرات المسيّرات الأوكرانية فوق أراضيها الليلة الماضية. بينما استهدفت مسيّرتان أوكرانيتان مبنى سكنيا مرتفعا في مدينة أورلوف الروسية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن "أوكرانيا حاولت تنفيذ هجوم باستخدام طائرات من دون طيار على أهداف في الأراضي الروسية"، مشيرة إلى أن "أنظمة دفاعها الجوي اعترضت الهجوم ودمرت 36 مسّيرة فوق مقاطعة روستوف، و8 فوق مقاطعة كورسك"، وفق ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.
وأوضح البيان أنه "تم إسقاط 9 مسيرات فوق بيلغورود، و17 فوق أورلوفسكايا، ومسيّرتين فوق مقاطعة ريازان، ومسيرة واحدة فوق مقاطعة فارونيج، ومسيرة فوق بحر آزوف، ومسيرة فوق إقليم كراسنودار".
من جهته، قال حاكم مقاطعة روستوف الروسية، فاسيلي جولوبيف، إن أراضي المقاطعة تعرضت الليلة الماضية لهجوم بـ55 طائرة مسيرة أوكرانية.
************************************************
الصومال.. هجوم يوقع عشرات القتلى والجرحى
مقديشو - وكالات
قتل أكثر من 32 شخصا وأصيب حوالي 63 بجروح، بعضهم إصاباتهم خطرة، في هجوم شنه مسلحون على شاطئ ليدو بالعاصمة مقديشو مساء الجمعة.
وذكرت مصادر أمنية صومالية، أن "شخصا فجر نفسه عند مدخل مطعم بشاطئ ليدو، وبعد ذلك اقتحم مهاجمون آخرون المكان، وقد أغلقت أجهزة الأمن الصومالية موقع الحادث".
وفي مؤتمر صحفي، أعلنت الشرطة الصومالية، امس، أنها قتلت 3 مهاجمين واعتقلت رابعا في حين فجّر خامس نفسه.
وسارعت السلطات بتوجيه أصابع الاتهام إلى حركة الشباب المجاهدين بالوقوف وراء الانفجار، وقال التلفزيون الحكومي إن الحركة استهدفت المواطنين الأبرياء في الشاطئ، وإن الأجهزة الأمنية تعاملت مع الحادث فورا.
ولم يصدر أي تعليق بعد من حركة الشباب على الحادث.
***********************************************
أنصار الحكومة والمعارضة يتظاهرون في كاراكاس فنزويلا: مادورو يطلب من المحكمة العليا مراجعة نتائج الانتخابات
رشيد غويلب
تعيش فنزويلا حالة من التوتر وحملات التعبئة المتبادلة بين المعسكر الحكومي والمعارضة اليمينية. وينعكس ما يدور في البلاد في ازمة دبلوماسية في أمريكا اللاتينية. وسنحاول تقديم إشارات مكثفة للأحداث المتسارعة في فنزويلا حتى ساعة اعداد هذا التقرير.
يتسم الوضع في فنزويلا بعد الانتخابات بالتعبئة المناهضة للحكومة والمواجهات مع قوات الأمن. وتأتي أعمال الشغب في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 تموز والتي حصل فيها الرئيس الحالي نيكولاس مادورو على ولاية ثالثة، في حين ترفض المعارضة اليمنية المتشددة قبول النتائج.
اعمال عنف
شملت اعمال العنف اضرام النيران في سيارات الشرطة والمرافق الحكومية، وفي جنوب العاصمة شملت الحرائق أحد المستشفيات. وكانت هناك حواجز على الطرق. وتعطلت حركة المرور بين كاراكاس والمطار الرئيسي في البلاد. وحاولت مجموعة احتجاجية، يوم الاثنين، التقدم نحو القصر الرئاسي عبر الشارع الرئيسي، لكن الشرطة اوقفتها. وكان هناك إطلاق نار محدود بين قوى الامن وافراد من اليمين المتطرف. وشملت الاضطرابات مدن البلاد الأخرى.
وبحسب وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، أصيب 23 جنديا و25 ضابط شرطة وأصيب أحد أفراد الحرس الوطني بالرصاص. ودان مادورو أعمال العنف، وألقى باللوم على حزب فينتي فنزويلا اليميني المتطرف، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، التي قادت الحملة الانتخابية للمعارضة.
وقال مادورو، إن مكتب المدعي العام يحقق مع الذين يقفون وراء احداث العنف سياسيا وماليا. وحذر الرئيس من أن اليمين المتطرف سيحاول القيام بانقلاب وسيحاول تكرار الاحتجاجات العنيفة التي هزت البلاد في عامي 2014 و2017، والتي خلفت عشرات القتلى. ودعا مادورو ورئيس البرلمان خورخي رودريغيز أنصار الحكومة إلى النزول إلى الشوارع "من أجل السلام وضد الفاشية" بعد ظهر الثلاثاء "للاحتفال بالنصر والدفاع عن سلام الجمهورية".
الذهاب الى المحكمة العليا
قدم الرئيس مادورو طلبا الى المحكمة العليا لمراجعة نتائج الانتخابات. ويريد الحزب الحاكم تقديم وثائق الأصوات التي حصل عليها بنسبة 100 في المائة الى المحكمة. وبموجب الطلب يتعين على المحكمة المختصة أن تستدعي جميع المرشحين وممثلي جميع الأحزاب، وأن تجمع كل الوثائق وتؤكد النتائج بتقرير رسمي.
وأكد مادورو، "نحن مستعدون لتقديم 100 بالمئة من الملفات الانتخابية التي بين أيدينا". وأعرب الرئيس عن أمله في أن تتعامل المحكمة العليا "مع الهجوم على العملية الانتخابية ومحاولة الانقلاب من خلال العملية الانتخابية وتوضيح كل شيء يحتاج إلى توضيح".
ودعا عدد من المحللين والقوى السياسية اللجنة الانتخابية الوطنية إلى نشر النتائج كاملة من أجل تخفيف التوترات المحيطة بالنتائج. وفي الوقت نفسه، أشاد مراقبو الانتخابات الدوليون، بما في ذلك نقابة المحامين الوطنية، الذين كانوا في البلاد لمراقبة التصويت، بـ"نزاهة وشفافية العملية الانتخابية في فنزويلا".
وقال مركز كارتر، الذي حضر التصويت يوم الأحد، إن الانتخابات "لم تستوف المعايير الدولية لنزاهة الانتخابات. ان المؤسسة التي اشتهرت بأحكامها المتباينة والمحايدة، اعتمدت هذه المرة على شواهد ضعيفة، مثل الحضور المحدود لمرشح المعارضة في وسائل الإعلام، باعتباره دليلا على بداية غير عادلة، دون الإشارة إلى أن قرار المعارضة هو تسليط الضوء على زعيمة الحملة الانتخابية ماريا كورينا ماتشادو، التي لم تستطع الترشح 67، كما أن الادعاء الشامل بأن إمكانيات المعارضة المالية الإعلامية كانت اقل مشكوك فيه أيضًا، وليس دليلا على التلاعب بالنتائج.
وبعد تقديم طلب مادورو الى المحكمة العليا، دعت ماتشادو أنصارها إلى "البقاء نشطين ومصممين" والى التأكيد على "فوزهم" في الانتخابات.
الولايات المتحدة تعيد سيناريو 2019
أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، مرشح المعارضة إدموندو جونزاليس أوروتيا، الذي هُزم رسميًا يوم الأحد، رئيسًا فعليًا للبلاد. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "بالنظر إلى الأدلة الدامغة، فمن الواضح للولايات المتحدة، وللشعب الفنزويلي، أن غونزاليس حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تموز".
لكن بلينكن لم يقدم أي دليل على ذلك، يشير إلى استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة إديسون للأبحاث الأمريكية بعد الانتخابات ومعلومات من المعارضة اليمينية.
وتم تنسيق هذا الإجراء مع حكومات غربية أخرى. وقال بلينكن: "لقد تشاورنا مع الشركاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن الدول تستجيب بشكل مختلف، إلا أنه ليس هناك من يرى ان مادورو حصل على أكثر الأصوات". ثم هدد قائلا: "نحن ندعم عملية استعادة المعايير الديمقراطية في فنزويلا ومستعدون للبحث عن سبل لتعزيزها مع شركائنا الدوليين". وكان رد فعل الغرب مماثلا بالفعل على فوز مادورو في الانتخابات عام 2019.
********************************************************
الصفحة السادسة
بيان تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ
نحن مجموعة من ممثلات الحركة النسوية ومن منظمات المجتمع المدني وممثلي عدد من القوى السياسية والأحزاب المدنية والديمقراطية وشخصيات قانونية وأكاديمية واجتماعية والدينية والبرلمانية، نعلن رفضنا القاطع لإدراج تعديل قانون الأحوال الشخصية في جدول أعمال جلسات مجلس النواب، وذلك لما يمثل هذا التعديل المقترح من انتهاك سافر للدستور والحقوق والحريات الواردة فيه، وكذلك كونه يمثل تراجعاً عن الحقوق القانونية والشخصية التي اكتسبتها المرأة العراقية طيلة المدة الماضية، فضلاً عن أنه سيؤدي الى انقسام مجتمعي (طائفي ومذهبي) بما يكرس النزعة المقيتة التي ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمع العراقي، وأشعلت الحروب والانقسامات التي ما زلنا نعاني من آثارها لغاية يومنا هذا. وكذلك سينتج المزيد من المشاكل الاسرية العامة والخاصة.
إن القانون النافذ المراد تعديله حقق توازناً كبيراً للظروف الاجتماعية والحقوق الشخصية والدينية، وشكّل قبولاً عاماً للمجتمع العراقي بكل أطيافه وأنصف النساء والأطفال وحقق المصلحة العامة، كما أنه يتلاءم مع القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والتي انظمّت اليها الحكومات العراقية.
كما أنّ التعكّز على المادة (41) الجدلية، والتي يراد تعديلها لا ينبغي الاستناد عليها في تعديل قانون يمس جميع العراقيين وهو يعطل مواد دستورية أخرى مثل المادة (2) الفقرتين «ب» و «ج» التي نصتا على عدم تشريع قوانين تتعارض مع الديمقراطية والحقوق والحريات الواردة في الدستور، وكذلك المادة (14) التي تحقق المساواة بين جميع العراقيين بغض النظر عن أي تمييز بينهم، والمادة (29) التي أوجبت على الدولة العراقية حماية الأسرة والمجتمع من أي انتهاك، كذلك منع العنف والاستغلال الاقتصادي، وكذلك أوجبت على الدولة الحفاظ على كيانها وقيمها الدينية والأخلاقية والوطنية، وهي بمجموعها مع مواد أخرى لا لبس فيها، تحمّل الدولة العراقية مسؤولية حفظ حقوق الأسرة والمجتمع وتحقق المساواة بين الجميع، وإن تجاهل ذلك كله وطرح هذه التعديلات من قبل قوى سياسية معينة، هي محاولة لفرض هيمنة ثقافية معينة، على حساب جميع أفراد الشعب العراقي.
لذلك نرى أنّ القوى السياسية الحاكمة التي تريد طرح هذا التعديل في الوقت الحاضر تريد ترسيخ الهوية الطائفية ومغادرة الهوية الوطنية، وكذلك هي تريد أن تغطي على فشلها الكبير في حفظ حقوق وكرامة العراقيين من توفير أوضاع اقتصادية وتعليمية وصحية أفضل، أو تحقيق ولو جزء بسيط جداً من وعودها الانتخابية، فيما الأجدى بالبرلمان في الوقت الحالي أن يسعى الى إعادة عمله بالصورة الصحيحة من خلال أداء واجباته الرقابية ومحاسبة مختلف المسؤولين الذين تسببوا بهدر المال العام وتلاعبوا بقوت الشعب، ومن الواجبات أيضاً انتخاب رئيس مجلس النواب، فضلاً عن البحث عن قوانين تصب في مصلحة الشعب العراقي، وليس تلك القوانين التي تسبب التفرقة والعنصرية وتخالف الدستور.
وفي هذا الشأن نقول: أليس من الأفضل أن يجري متابعة ما كُشف من ملفات فساد في ما سمي بسرقة القرن؟، أو تلك التي كشفت عنها تقارير صحفية بسرقة 15 تريليون دينار؟، أليس من الأفضل متابعة المنهاج الحكومي الذي وعد بالكثير من القضايا للشعب العراقي ومنها تقليل الفجوة بما يخص سعر صرف الدينار مقابل الدولار؟، وكذلك متابعة ملف مزاد العملة، أين هي متابعة مجلس النواب للفشل الذريع في ملف الكهرباء؟ وماذا عن الصحة المتردية؟، وما الدور الذي ادوه في موضوع التعليم وما يحصل من تراجع كبير في هذا الملف؟ كل هذه الحقائق ماثلة، ولا من يتحرك لأجلها، ناهيك عن حقوق عوائل شهداء انتفاضة تشرين ومعالجة جرحاها.
اننا في تحالف 188 ندعو الى:
- أن يستمر أعضاء مجلس النواب بالاعتراض على وضع مسوّدة التعديل أمام مجلس النواب على جدول الأعمال، وصولاً الى عدم عرضه بصورة باتة.
- أن تساند كل القوى السياسية والمجتمعية ورجال الدين المتنورين والقانونين والنقابات والاتحادات المهنية وكل فرد عراقي حملة رفض تعديل القانون النافذ.
- أن يقول مجلس القضاء الاعلى كلمته بما يخص ما جاء في مسوّدة التعديل، وفرض جهات تنفيذية ليس لها علاقة بالتشريع أو القضاء في صلاحية دستورية.
- أن يرفض المجلس الأعلى للمرأة، مسوّدة التعديل، لما يحمل هذا المجلس من أهداف تنموية وحقوقية للمرأة والمجتمع. ونؤكد نحن الموقعون على هذا البيان على تشكيل تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ اننا ماضون الى اتخاذ كافة الأساليب والإجراءات التي يتيحها الدستور والقانون في رفض مسوّدة التعديل، من تظاهرات جماهيرية واعتصامات وإجراءات قانونية، بما يحقق هدفنا بالبقاء على القانون النافذ، كونه الأفضل لنا وللمجتمع.
وندعو جميع الرافضين لهذا التعديل الى الانضمام الى التحالف، للإسهام معنا في حملة الرفض الواسعة للتعديل، للمحافظة على وحدة الشعب العراقي الوطنية والسعي من أجل رفض أي مشاريع تقلل من المواطنة وحقوق الإنسان. وفي الختام، نثمن الدور البارز لوسائل الإعلام التي تساند حملة الرفض الواسعة، ونشكرهم على مواصلة ذلك.
الموقعون حسب الابجدية
- ابتهال العطواني/ منظمة الايادي السخية •أثير الدباس/ المنسق العام للتيار الديمقراطي •احمد المشعلاوي/ منظمة المودة لحقوق الانسان •إخلاص كامل بهنام/ منظمة حمورابي لحقوق الإنسان •الاديبة نغم عبدالله/ رئيس تحرير مجلة كوين •ازهار الجبوري/ مؤسسة المدى لحقوق الانسان •إسراء أديب/ منظمة حلم للتنمية المستدامة •إسراء سلمان/ شبكة النساء العراقيات •انتصار الميالي/ مدافعة عن حقوق الانسان •أنسام سلمان/ منظمة آيسن لحقوق الإنسان •إيناس كريم/ منظمة عراق خالٍ من المخدرات •ايوب عبد الحسين/ اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق •البرلمانية نور نافع/ عضو مجلس النواب العراقي •بشرى ابو العيس/ تجمع النساء المدنيات •بشرى العكيلي/ منظمة ميزان المرأة •تأميم العزاوي/ محامية وباحثة في حقوق المرأة •تغريد محمد/ حركة نازل اخذ حقي •تمارا عامر - منظمة ساندها لحقوق المرأة •جنات الغزي/ منظمة حرية المرأة في العراق •جنان صليوة/ جمعية اشور بانيبال •حسن الغزي/ روائي ومترجم •حسين النجار/ الحزب الشيوعي العراقي •حقي كريم هادي/ جمعية حماية وتطوير الاسرة العراقية •حمزة الحردان/ حزب امارجي الليبرالي •د. الهام مكي حمادي/ باحثة في وزارة التربية •د. تمارا الشمخون/ حزب الريادة العراقي •د. خيال الجواهري/ خبيرة •د. سهامة القيسي/ مؤسسة معاً لحياة أفضل •د. علا الاعرجي/ تدريسية جامعية •د. عواطف المصطفى/ جمعية التقوى لحقوق المرأة والطفل في البصرة •الدكتور احمد ابراهيم/ المجلس العراقي للسلم والتضامن •الدكتور نصير صفاء الدين نائب الامين العام لحزب التجمع الجمهوري •رجاء الشيخ/ منظمة الرجاء للتنمية والتطوير •رشيد اسماعيل/ منظمة البديل الشيوعي تنظيمات بغداد •رغد الحميدوي/ منظمة الوئام للدفاع عن حقوق الانسان •ريا فائق/ جمعية الدفاع عن حرية الصحافة •زهراء وليد/ ناشطة نسوية •زينب سلام/ محامية •سروة عبدالواحد/ رئيس كتلة الجيل الجديد •سلام نوري/ اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي •سهيلة الأعسم/ رابطة المرأة العراقية •شذى ناجي/ منظمة نساء من اجل السلام •شروق العبايجي/ رئيسة الحركة المدنية الديمقراطية •شميران مروكل/ رئيسة شبكة حقي للمدافعات عن حقوق الانسان •الشيخ قيس السلطاني •عبدالرحمن وليد/ مركز مستقبل العراق لدعم الديمقراطية •عفيفة ثابت/ ناشطة سياسية •علي الجريصي/ رئيس منظمة بسمة حواء بشؤون المرأ والطفل •علي الجريصي/ محامي ورئيس منظمة بسمة حواء لشؤون المرأة والطفل •علي الحبيب/ صحفي •علي المگدام/ رئيس مركز مستقبل العراق لدعم الديمقراطية •علي حرير/ منتدى الخيمة •علي عبد الزهرة/ المركز العراقي لمحاربة الشائعات •علي مفتن/ منظمة كهرمانة لتمكين المرأة •علياء حسين/ شبكة المستقبل الديمقراطية العراقية •عمر السراي/ اديب وشاعر •عمر السعدون/ منظمة شاقوفيان •عمر مانع/ منظمة نينورتا للثقافة والفنون •فارس ججو/ وزير سابق •فاطمة رشيد/ حركة نازل اخذ حقي •فائزة باباخان/ محامية وبرلمانية سابقة •فخري محمد جاسم/ حزب الريادة •فيان الشيخ علي/ منظمة تموز للتنمية الاجتماعية •قسمة البدري/ منظمة نور المجتبى للأغاثة والتنمية •لامعة طالباني/ منظمة صوت المرأة المستقلة •مجتبى احمد/منظمة صفاء للتكافل والتنمية المتسدامة •المحامية ابتسام الشمري/ جمعية المرأة لخير المرأة •المحامية بتول الداغر/ مركز حقوق المرأة في السماوة •محمد جمعة عبد/ محامي •مركز حقوق المرأة للأغاثة والتنمية •مشرق الفريجي/ الامين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية •المهندس حسام الغلاي/ المجلس العراقي للسلم والتضامن •المهندس عقيل التميمي/ التيار الاجتماعي الديمقراطي •مينة تحرير/ منظمة أُمنية الإنسانية •النائب اسامة البدري/ عضو مجلس النواب العراقي •نبيل السامرائي/ حزب المبادرة الوطنية •نضال توما/ ناشطة مدنية •نعيمة سمسم/ ناشطة مدنية •نعيمة مجيد/ كاتبة واديبة •نورس حسن/ صحفية •هدى احمد رمضان/ محامية •هدى حسين جبر/ منظمة أفق •هناء ادور/ رئيسة شبكة النساء العراقيات •هيام عبدالمسيح/ رابطة المرأة العراقية •ئالا طالباني/ منظمة ليليان للديمقراطية
**********************************************
بيان لجنة العمل اليساري الكردستاني المشترك*: ما يحتاجه العراق قانون موحد للأحوال الشخصية على أساس المواطنة.. بعيداً عن الطائفية والمذهبية
في خطوة متوقعة، قدّم مجلس النواب العراقي في الاسبوع الماضي مسودة قانون من شأنه انهاء العمل بقانون الاحوال الشخصية العراقي 188 لسنة 1959 المعدل، من أجل اقرارها في جلسة خصصت لهذا الغرض، غير ان الاعتراضات الواسعة من قبل الأطراف والشخصيات المدنية والمنظمات النسوية في العراق واقليم كردستان، والموقف الواضح من قبل جمهرة من أعضاء مجلس النواب العراقي، نجم عنه تأجيل النقاش والبت في تلك المسودة.
ان مساعي النخبة السياسية الحاكمة في العراق باتجاه انهاء قانون الاحوال الشخصية النافذ، بدأت منذ بداية العملية السياسية في العراق عام 2003، حيث جرى في مجلس الحكم اتخاذ القرار 137 عند تولي عبد العزيز الحكيم رئاسة المجلس المذكور للعودة الى الفقه المذهبي والتوجه الطائفي، وقد اتخذ إقليم كوردستان آنذاك موقفاً معاكساً واضحاً حول تمسكه ببنود قانون الاحول الشخصية.
الجدير بالذكر ان وجود قانون موحد للأحوال الشخصية في الدولة العراقية يعتبر من منجزات ثورة 14 تموز عام 1958، ولذا فان المسعى الأخير لإلغاء هذا القانون في مجلس النواب، استمرار للموقف السياسي للنخبة الحاكمة ومجلس النواب العراقي المناوئ لتلك الثورة وإلغاء يوم 14 تموز من قائمة العطل الرسمية، بخلاف ما جرى تبنيه من قبل الشعب باعتباره يوماً وطنياً للدولة العراقية.
إن جوهر المساعي المبذولة نحو إنهاء قانون الأحوال الشخصية، وما يجري من محاولات من قبل البعض في اقليم كردستان بتقديم الشكاوى الى المحكمة الدستورية ضد التعديلات ذات الطابع المدني الهادف لتحقيق التوازن والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة وحماية الأسرة في القانون المذكور، والتي جرى تشريعها من قبل البرلمان الكردستاني عام 2008، يندرج ضمن التوجهات السياسية الرامية للعودة الى قيم ومفردات الفقه المذهبي والطائفي والتقاليد البطرياركية، والتوجه نحو هيمنة أحكام المؤسسات الدينية المتنوعة والمختلفة مع بعضها، والتي كانت في السابق وفي سياق مراحل تاريخية وضمن ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية، وفق الوعي الاجتماعي السائد آنذاك، كانت لها قراءات لطبيعة المشاكل المثارة ومعيار معالجتها في نطاق فهم النصوص الدينية المقدسة، غير ان التغييرات في طبيعة الإشكاليات التي تحدث الآن في مجال الأحوال الشخصية في الحياة المعاصرة، والمعايير اللازمة للحلول المتوازنة والعادلة، تتناقض مع التمسك بأحكام لا تأخذ بنظر الاعتبار عامل الزمن والمكان والمتغيرات التاريخية في المجتمعات البشرية.
لقد جرى تشريع قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 تعبيراً لضرورات سياسية واقتصادية واجتماعية. وقد ورد في الاسباب الموجبة لتشريع ذلك القانون: (لم تكن الأحكام الشرعية للأحوال الشخصية قد شرعت في قانون واحد، يجمع من أقوال الفقهاء ما هو المتفق عليه والأكثر ملاءمة للمصلحة الزمنية، وكان القضاء الشرعي يستند في إصدار أحكامه الى النصوص المدونة في الكتب الفقهية، والى الفتاوى في المسائل المختلف عليها وإلى قضاء المحاكم في البلاد الإسلامية.
وقد وجد إن في تعدد مصادر القضاء واختلاف الأحكام، ما يجعل حياة العائلة غير مستقرة وحقوق الفرد غير مضمونة، فكان هذا دافعاً للتفكير بوضع قانون يجمع فيه أهم الأحكام الشرعية المتفق عليها. وقد اشتمل القانون على أهم أبواب الفقه في الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية الجامعة لمسائل الزواج والطلاق والولادة والنسب والحضانة والنفقة والوصية والميراث).
اعتمدت مواد القانون المذكور على نهج يضمن الاستفادة من كافة المذاهب الفقهية، والتوجه لصياغة مواد قانونية من خلال الاستفادة من التنوع الموجود في الاحكام الفقهية، واختيار ما يتوافق مع مسألة التوازن بين حقوق الافراد والاطراف الى حد معين.
ترجع خلفية معاداة قانون الأحوال الشخصية الى انقلاب البعث في 8 شباط عام 1963، وتزايدت وتائر المعاداة تزامناً مع استمرار الاستبداد السياسي والديكتاتورية والحروب الكارثية، وكان من نتائجها التعديلات التي جرت بالضد من حقوق المرأة في مجال الأسرة، ويأتي ما يجري اليوم من مساع وتوجهات لإلغاء قانون الاحوال الشخصية ضمن مخطط منظٌم وموجه ضد التوجهات المدنية في المجتمع، والتراجع عن مكتسبات جرى تحقيقها في السابق والعودة الى سيادة عقلية لإعادة انتاج مفاهيم بالية عفا عليها الزمن، تبرر انتهاك حقوق النساء بعيداً عن الاخذ بنظر الاعتبار الواقع والزمن المتغيرين.
نحن في لجنة العمل اليساري الكردستاني المشترك نعلن دعمنا لبقاء قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1958 والتعديلات التي أجراها برلمان اقليم كردستان عام 2008 ونرى ان الغاء هذا القانون من شأنه احداث حالة من عدم الاستقرار في المجالات المتعلقة بحقوق الاطراف والأفراد في مجال الاحوال الشخصية. وبالتالي لا نجد بديلاً عن قوانين عامة مجردة مبنية على أساس المواطنة، بعيدا عن الفقه المذهبي والطائفي، والذي يمكن أن يخلق حالة من أحكام متباينة في قضية معينة.
ان التعددية المذهبية في مجال الاحوال الشخصية من شأنها أن تؤثر على مفهوم العيش المشترك وخلق ألغام تؤدي في المطاف الأخير الى تقسيم المجتمع والعوائل العراقية وفق هويات مذهبية وطائفية مغلقة ومنعزلة عن الآخر، وأجواء تهيمن فيها المراجع ومؤسسات الفتوى على ارادة الناس في خياراتهم وعلاقاتهم الأسرية التي يجب أن تنظم في دولة القانون والمؤسسات الدستورية، وفق سيادة قيم ومفهوم المواطنة وغلبتها على الهويات الفرعية.
إنّ العلاقات الاسرية بين أطراف المذاهب المختلفة في ظل سيادة الفقه المذهبي المتنوع من شأنه تعميق الخلافات والمشاكل الأسرية، وخاصة ما يتعلق بحقوق المرأة والطفل وقضايا الطلاق والميراث، وإمكانية تغيير الانتماء المذهبي والطائفي بنية استحصال حكم شرعي تؤدي الى الإضرار بالآخر، في وقت لا يمكن تحقيق هذا الأمر بوجود أحكام موحدة في قانون موحد للأحوال الشخصية.
كما لا يمكن أن لا نأخذ بنظر الاعتبار الاشكالية التي قد تحدث في المحاكم الشرعية ان جرى إقرارها والصعوبة الناجمة من عودة القاضي الى الكتب والمصادر في فقه مذهب معين، في وقت تذكر الشواهد والحقائق التاريخية في هذا المجال عدم مقدرة و إمكانية مذهب معين لوحده في بعض القضايا، في استنباط حكم لتحقيق العدالة في ظرف تاريخي معين.
ان ما يميز الحياة الاجتماعية في الدولة المعاصرة معرفة الأفراد لحقوقهم وواجباتهم في العقود التي يبرمونها بما في ذلك عقد الزواج. لذا فان العودة الى الفقه الطائفي والمذهبي في مجال الأحوال الشخصية لا تتوافق مع دولة القانون والمؤسسات الدستورية.
إن وجود القانون الموحد للأحوال الشخصية يعد من المكتسبات الهامة في تاريخ التشريع للدولة العراقية، ومن مهام القوى المدنية والمنظمات المدافعة عن حقوق النساء والشخصيات المدنية الديمقراطية العمل على حماية هذا القانون، والتوجه نحو تعديلات ديمقراطية تقدمية مدنية تضمن التوازن في الحقوق ضمن التوجه نحو المساواتية.
لجنة العمل اليساري الكوردستاني المشترك (الحزب الشيوعي الكردستاني، حزب كادحي كردستان، الحركة الديمقراطية لشعب كردستان)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرته «ريكاي كردستان» صحيفة الحزب الشيوعي الكردستاني 24/7/2024
********************************************************
الصفحة السابعة
إحياء الذكرى الـ89 لعيد الصحافة الشيوعية
بغداد ـ طريق الشعب
على قاعة بيتنا الثقافي في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في بغداد، ووسط حضور حاشد، أقيم حفل الذكرى التاسعة والثمانين لعيد الصحافة الشيوعية.
في بداية الحفل، طلب عريف الحفل، الرفيق أيوب عبد الحسين، من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء الحزب وصحافته والحركة الوطنية.
بعد ذلك، دُعي الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، لإلقاء كلمة اللجنة المركزية والاعلام المركزي للحزب في المناسبة، حيث دعا الحاضرين إلى استذكار إبادة قوى الشر والظلام لأبناء شعبنا من الإيزيديين (نص الكلمة منشور في مكان آخر على الصفحة).
وخلال الحفل، قدّم المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، أثير الدباس، برقية تهنئة بالمناسبة إلى العاملين والمناضلين في صفوف الصحافة الشيوعية طيلة العقود الماضية. (نص البرقية منشور في مكان آخر على الصفحة).
وكان للشعر مكان في الحفل، حيث ألقى الشاعر حسين المخزومي قصيدة فصحى، تلاه الشاعران باقر حسن وأنور الخفاجي، القادمان من مدينة الحضارة والثقافة بابل. وشهد الحفل عرض فيلم قصير عن مسيرة الصحافة الشيوعية الحافلة والمعطاءة والباحثة عن الحقيقة والمؤشرة إلى طرق الخلاص والانعتاق، وقد لاقى الفيلم استحسان الحاضرين، حيث ركز على تلك المسيرة المفعمة بالتضحيات.
تلتها فقرة تكريم العاملين والمساهمين في الصحافة الشيوعية، قدمها الرفيق د.صبحي الجميلي، حيث كرّم الرفاق في قيادة الحزب، الدكتور عزت أبو التمن وفاروق فياض وبهجت الجبوري، والرفيقة انتصار الميالي، كلاً من: عامل قودا، عبدالله اسد، مصطفى عبادة، إبراهيم المشهداني، ناصر جابر العكيلي،حسين جهيد الحافظ، ماجدة الجبوري، مجيد إبراهيم، مصطفى محمد غريب، كريم علي، حميد الخاقاني، ياسين النصير، صادق الصائغ، مخلص خليل، امين الشوك. كما جرى تكريم مجموعة «شيوعيين نحو التغيير»، وجريدة «النصير الشيوعي».
وضمت القاعة معرضا لصور عدد من شهداء الصحافة الشيوعية كما تم عرض نماذج من إصدارات صحافة الحزب ومجلاته.
*****************************************************
الشيوعي العراقي: صحافة الحزب صوت معبر عن تطلعات الجماهير المكتوية بنار الازمات *
الحضور الكريم.. الرفيقات والرفاق والأصدقاء الأعزاء طاب نهاركم..
نلتقيكم مجدداً للاحتفاء بعيد الصحافة الشيوعية المتجددة، دائمة الحضور في الاوساط السياسية والاجتماعية والثقافية والشعبية. ونحن اذ نحتفل اليوم بعيدها الـ ٨٩ نستعد للاحتفال بذكراها اليوبيلية التسعين في السنة المقبلة، لذا يجري منذ الان وضع التوجهات للاحتفال بهذه المناسبة الكبيرة وبما يليق بها. ومبكرا نتوجه الى الرفيقات والرفاق، الصديقات والاصدقاء، لمن مرت عليه صحافتنا الشيوعية ولديه ذكرى معها، الى تزويدنا بما يملك، كي يساعدنا على صياغة منهاج احتفالي شامل وواسع.
ومع هذه الاستعدادات يتجدد المسعى ومعه التحدي لمواصلة ما بدأه الرواد الاوائل والذين بفضل عطائهم وتضحياتهم نصل الى الذكرى 89 ، ذكرى صدور اول جريدة ناطقة باسم حزبنا الشيوعي العراقي، فيما واصلت صحافة الحزب باسمائها المتعددة، رغم الصعوبات الجمة، صدورها سرا وعلنا. وكانت تصل الى (الناس مكبعة وتمشي بالدرابين الفقيرة)، وظلت تمشي بعناد وإصرار الى ان (حجت الحيطان بالشعار اللي نريده)، وها نحن سائرون الى الغد الذي فيه (عيون الرفاكة تضوي وتصير كمرة).
الحضور الاعزاء..
باتت صحافتنا الشيوعية التي تطورت من المطبوع الورقي الى مختلف وسائل واساليب النشر الاعلامي، صوتاً معبراً عن تطلعات الجماهير المكتوية بنار الازمات، والتي تريد اليوم تغيير شكل ونهج المنظومة الحاكمة والمتنفذة، وغذ السير الى الغدِ المشرق بإقامة الدولة المدينة الديمقراطية التي تقيم العدالة الاجتماعية وتحقق رفاه الانسان وتطوره.
ومع غيرها من المؤسسات الاعلامية المعارضة لنهج منظومة المحاصصة تتعرض وسائل اعلامنا الى شتى محاولات التقييد، وكان ابرزها الضغط باتجاه اغلاق اذاعة الناس بعد دعمها انتفاضة تشرين 2019، كما تُحجب عنا الكثير من الإعلانات في موقف تمييزي مقصود. ورغم هذا وغيره نواصل العمل المضني بحثا عن الحقيقة وسعيا الى ايصالها الى الناس وتبتي مطالبهم المشروعة والعادلة. وباتت جريدة «طريق الشعب» صوتا عاليا للدفاع عن مصالح الشعب والوطن وكادحيه. ومما نفخر ونعتز به ان طريق الشعب غدت مرجعاً اكاديمياً للكثير من الباحثين عن الموقف الموضوعي والوطني، وفي مختلف العلوم الانسانية.
الاعزاء..
يُواجه بلدنا اليوم أزماتٍ شائكة وصعوبات معقدة ومتشابكة، فيما تُظهر القوى الحاكمة والمتنفذة عجزاً واضحاً عن تقديم معالجات شاملة وحلول جذرية، ليس لمجرد كونها لا تريد ذلك، بل لتشبثها بمنهج فاشل في إدارة الدولة ومؤسساتها. إنه منهج المحاصصة سيّئ الصيت؛ منهج تقاسم السلطة والثروة بين اقلية حاكمة متماهية مع الفساد، تستميت للحفاظ على سلطتها السياسية ومصالحها ونفوذها بأثمانٍ باهظة يدفعها العراقيون على اختلاف انتماءاتهم.
لقد ادى هذا العجز والفشل المتراكمان، إلى إضعاف مؤسسات الدولة، وتسيّد المصالح الضيّقة، واضمحلال الحدود بين السلطات، على حساب نفاذ القانون والدستور، الذي صار يُفسر وفق أهواء سياسية واضحة.
كما إن اوضاع بلدنا الاقتصادية والسياسية والأمنية المتردية والتمايزات الاجتماعية الحادة السائدة حاليا في العراق، لا تنسجم مع أي حديث عن الاستقرار والتنمية والتقدم.
وصار واضحاً اليوم اكثر من اي وقت مضى، معالمُ التوجهات الاقتصادية والاجتماعية، التي من نتائجها المتوقعة، اتساع الفرز الطبقي والاجتماعي، والنمو المتسارع للعلاقات الرأسمالية، في ظل تطور رأسمالي تابع ومشوّه واقتصاد سوق منفلت، وتكريس هيمنة الأقلية الحاكمة على الحياة الاقتصادية وتحكمها بثروات البلاد، في مقابل أغلبية ساحقة منهكة من ظروف المعيشة البائسة والفقر والبطالة، جراء تداعيات الأزمات وسوء الخدمات الأساسية. ويتضح ذلك بشكل جلي، في الميل الى رفع يد الدولة عن قطاعات أساسية وإطلاق العنان للخصخصة، وإيقاف الدعم عن العديد من المجالات الخدمية والإنتاجية.
وبدلا من الوعود بتحسين حياة الناس، تتكشف مساعي التضييق على الحريات، وحق التعبير عن الآراء والمواقف السياسية والفكرية وغيرها التي نصّ عليها الدستور. كذلك تقييد مجالات عمل منظمات المجتمع المدني.
وأمام هذا الفشل الواضح وزيادة معاناة الناس وتفاقهما، تستمر حالة السخط والتذمر ويجري التعبير عنها بطرق احتجاجية مطلبية مختلفة وواسعة، فيما لم تتحول بعد الى فعل احتجاجي سياسي واسع، ولكن كل الظروف الموضوعية تقول بإمكانية ان يحدث ذلك في اية لحظة، على اعتبار ان سياسة اخماد الحرائق المتبعة حالياً لن توقف شرارة الاحتجاج ومساعي الناس للحصول على حقوقهم كاملة.
ايها الحضور الكريم..
ان ظروف البلد المأساوية، واستمرار الازمة البنيوية القائمة على منهج المحاصصة الفاشل، لا يمكن ان تنتهي الا بالسعي الجاد والمضني من اجل الخلاص من هذه المنظومة التي تريد فرض نهجها وتوجهاتها على مختلف نواحي الحياة، مع وجود محاولات ممنهجة لفرض هيمنة ثقافية معينة، ولإلغاءٍ فعلي للتعددية الفكرية والقومية والدينية والسياسية في مجتمعنا، وآخرها محاولات تشريع تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 وسبقها اصدار قانون العطلات والمناسبات والذي تنكر ليوم تأسيس الجمهورية، ولم يعتبر يوم 14 تموز عيداً وطنياً، مروراً بمحاولات تشريع قوانين تقيد حرية التعبير والتظاهر السلمي، وتحجب الحق الدستوري في الوصول الى المعلومة والحصول عليها، كما تسعى الى تجريم النشاط الإلكتروني المعارض لمنظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، ناهيكم عن محاولات قمع وكبت الحريات العامة والشخصية عبر مختلف الاساليب ومنها الدعاوى الكيدية وايقاف بث البرامج واغلاق مؤسسات اعلامية وغيرها من الاساليب الرخيصة التي يسعى المتنفذون من خلالها الى تأبيد وجودهم في السلطة.
العزيزات والاعزاء
ان طريق التغيير شاق وصعب، ولكن لا خيار امامنا الا مواصلة السير فيه لتحقيق التغيير الشامل، وهذا لن يأتي الا عبر توحيد جهود مختلف القوى المعارضة للمحاصصة وتداعياتها، عبر مختلف الفعاليات السياسية والشعبية الرامية الى تنشيطِ الحراك الاحتجاجي الفاعل، والربط السليم بين مختلف اشكال النضال وتعدده، وهذا يتطلبُ عملا سياسيا وجماهيريا واسعا لتغيير موازين القوى وفرض إرادة الشعب، فمِن دونِ ذلك تبقى هذه القوى متسلطة، ونهجها الفاشل يولد المزيد من الأزمات.
ان هذه الاوضاع الصعبة والتحديات الجمة التي تواجهنا، تتطلب منا جميعا، ان نواصل مساعينا وعملنا لتطوير مؤسساتنا الاعلامية وان تكون، كما نريدها، مؤسسات إعلامية جماهيرية واسعة، نروّج فيها خطابنا السياسي والفكري، فيما أصبح ملحا كذلك الارتقاء بتواصلنا المباشر مع المواطنين، وهو ما لا تملكه أي مؤسسة إعلامية اخرى.
ستبقى منابرنا الإعلامية، منبراً للديمقراطية، ومنفتحة على مختلف الآراء الرصينة والبناءة السياسية والفكرية والثقافية والابداعية، وستبقى منبراً للدفاع عن الشعب وتطلعات عماله وفلاحيه، وشغيلة الفكر واليد كافة، من مختلف أطياف شعبنا المتآخية.
لا ديمقراطية حقة، من دون حرية التعبير
عاشت الذكرى التاسعة والثمانون لانطلاق مسيرة الصحافة الشيوعية العراقية
المجد لشهداء الصحافة، التي اخترنا الحديث عن بعضهم في هذا المعرض الذي يزين قاعة احتفالنا.
تحية الى الرواد الذين نواصل مسيرتهم المعطاءة والى الاحتفال بالذكرى التسعين لميلاد مدرسة الصحافة والوطنية والثقافة.
ـــــــــــــــــــــــــ
* قرأها الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
************************************************
بمناسبة العيد التاسع والثمانين للصحافة الشيوعية، أتقدم بأحر التهاني وأصدق التبريكات الى كافة الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون هذا التيار المتميز. ان الصحافة الشيوعي لها تاريخ طويل ومشرف في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ونقل الحقائق بشجاعة ومصداقية. لقد كانت دائماً صوتاً للعدل والمساواة، وداعماً اساسياً للنضال من اجل العدالة الاجتماعية. ان دوركم المحوري في توعية المجتمع وتثقيفه يظل حجر الزاوية في مسيرة التقدم والإصلاح.
في هذه المناسبة العزيزة، أتمنى لكم دوام النجاح والتقدم، وأعبر عن اعتزازي الكبير بالدور الحيوي الذي تقومون به في تنوير المجتمع ونشر الوعي السياسي والاجتماعي.
كل عام ونتم بخير، والى مزيد من الإنجازات والعطاء.
اثير الدباس
المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي
********************************************************
رصاصة رولان بارت
حسين المخزومي
أفتِّشُ في الشِّعر،
في السِّحر،
في اللوحات الباهظة الثمن،
في طلاء أظافرك،
في أعشاش العصافير بين غصنين،
في الأغاني الطويلة،
في العربات التي تجرُّها الخيولُ الأصيلة،
في الخمر الفاخر الذي يختبِئ بعيداً عن الصحو.
في الكتب التي لم تقرأيها،
في الأماكن التي لم نزرها بعد،
في ديوان امرئ القيس،
في الحدائق العامة ولحظة سقوط الماء مغشياً عليه من النوافير العالية،
في لُعَبِ الأطفال المحطمة،
في قلق الفلاسفة ومزمور داوود وألواح موسى وصحف إبراهيم المنقّحة،
في خطيئة آدم الأولى،
و بندقية هيمنغواي ورصاصة رولان بارت التي تعلن موتي بعد هذا النص.
في هبوط جبريل على القرى وصعود المسيح على الصليب ليرى الحقيقة،
في قُبلة روميو الأولى وارتعاش جوليت بعدها،
في حقيبة يدكِ حين تضعينها جانباً وتفكرين بلونٍ آخر يناسبُ ملابسَكِ،
وفي السّكين التي تُقطّعين بها الطعام وتفكرين ما سيكون رأيي به،
في قميصك الأبيض الذي يُطَمئِنُ الشيبَ في لحيتي.
أفتّشُ في الساقية الواسعة قليلاً حين تفكّرين بالقفز منها إلى الجانب الآخر،
في المظلّة التي أخبّئكِ تحتها من غيمة تبكي على أمّها،
في الشوارع في الأقلام،
في صفحة بيضاء قبل الكتابة،
في المقاهي الفارغة،
في القواميس،
في الحقول،
في المراعي،
في الطرق الطويلة التي تسير كثيراً ولا تقف،
في الكتب المقدسة،
في حقائب العائدين إلى ديارهم،
في مخيلة أينشتاين،
في رقصة الغجر،
في تعويذة السحرة،
في حمامة على السياج تنظِّف ريشَها،
في وردة بين قبرين،
في رعشة الوتر،
فيَّ. فيكِ.
أفتّشُ في كل هذا
كيف أقول أحبكِ في قلبي وتسمعينها.
****************************************************
مصلوبك
الشاعر باقر حسن
تلاگيني بوجه أبرد من وجوه الشتا الزرگة
وتخليني وأنا الساعي النگل شوگك
جنون وخطوة محترگة
وتشيعني حلم بعيون
شافت كل حسن چذاب
بس بلونك مصدگة
روحي براحتي وأمشيك
يادرب الدرك ماتعرف اتردني
أصدلك غيمتي ابشارة
وصدى لضحكاتك يصدني
عذرتك من نسيت أسمي
وگلت هو الوطن من يبچي يفگدني
ماغيري دمع يرهم
ولا غيري حزن يرهم
أنا لكل موت موت أرهم
يالميت عليك وبيك وسفة أنباع
وألگاني مجرد صوت أجرد ماتحبني الگاع
وأشرد للتعب للساحل الموات
أدور وجه غيرك للخلاص إشراع
وأتذكر أنا بذاك النهر عنوان
من ذبحوا عناوينك
وأنا حروف القيامة الگالهن عريان
والتاريخ من شحن دواوينك
عشت وياك مصلوبك
بريتك من چنت ظلمة
وجبتهة الگمرة يم بوبك
وفتحت وعجزت تشوفني امباريك
بس تندلني بحروبك
وتسولفني ذنب للناس
ياذنب الخمر گلبي ولا أتوبك
يالعشگك سفر للهم
سفر والمالگى بعمره حزن يشريه
يبهت كلشي بعيونه ويخلصه الحيف
لا أعمى ولا شايف
سفر ماگادته إسم الله
ولا طاسة دمع تنطش وراه بليل
ماعايف وطن عايف
سفر ماضايگ چفوف التأوميله
سفر حيرة خطاويه نفس خايف
شاردلك وجه تكبر متاهاته
ويدور معنى بمرايات متشوهة بسچاچينك
وجه من تنقرأ عيونه يصوغك دين
بس انت الضحك دينك
أجيك من النهر عطشان غادي تراب
وتطشني بهوى سنينك
وأفسرك من عهد تفاحة النزلوا حدر طينك
من قابيل دورتك لحد سبايكر مليت
بس الموت يفتر بدرابينك
إله احزانك بكل ناي
يعزفلك قيامة دم تلبيهة وتقدمني قرابينك وتدفعني لإله السيف وارجع وبرگبتي الحز يسألوني وأكلهم مو نياشينك
ماردتك لحن للخوف
لا صوت الرصاص يفزز احلامك
وطن تنعاش
ماأنعاك كل ليلة
وأحزم كل صبح شعري إعلى حكامك
وطن نجمة ابگلب كل ليل
يرفع رأسه اليشوفك
عشگ تتداول أيامك
وطن أتمنى ارسمك تمتلك چفين
چف بيه تطشب الجلاد
چف تمسح على ايتامك
وطن هذا ابنك بار ومتانيك
ترجعلي شرط مالابس إلثامك
************************************************
ظل لـ «طريق الشعب»
قبل حوالي خمسين عامًا، عندما كنت صغيرًا، وعن طريق الحزب طُلب مني أن أعمل في جريدة «طريق الشعب»، ولم أكن ضليعًا باللغة العربية، رغم أني من الطلبة المجتهدين فيها، أنا والشاعر كريم العراقي.
وافق الحزب، وباشرت العمل في الجريدة التي كانت قد عادت للعمل قبل 10 أشهر، حيث وجدت الراحلين عبد الرزاق الصافي وشمران الياسري، فبادر الأول لسؤالي ماذا تريد أن تعمل، فأجبت أنني أرغب في العمل في الصفحة الأخيرة لأنها تتلاءم مع وضعي كفنان وشاعر.
فقال شمران الياسري للراحل أبو مخلص: «دعه يعمل في التصحيح لأن التصحيح تمر من خلاله كل الصفحات وسيتعلم ويصبح صحفيًا».
ذهبت على مضض إلى قسم التصحيح، وكان هناك المسؤول عن القسم الراحل أبو سرحان، تعلمت في هذه المدرسة لمدة 9 أشهر، ثم التحقت بالخدمة العسكرية، لكن هذه الأشهر التسعة صنعت مني صحفيًا.
عندما أردت أن أصدر جريدة «الحقيقة»، كان أمامي خياران: إما نموذج «طريق الشعب» أو الصحف الأخرى بمجملها.
كان الزملاء عدنان الفضلي وعلاء الماجد معي، فقلت لهما كما يقول المرحوم كاظم إسماعيل الكاطع: «هن طريقين، واحد مذلة ومزبلة تاريخ، والثاني شمس واثنينهن يودن لحلك الكبر». فقالا لي إن الطريق الذي أفكر فيه صعب جدًا؛ من يمولنا ومن يعطي الإعلانات؟ والظروف السياسية والأمنية صعبة جدًا. وأكدا أن «طريق الشعب» قادرة على المقاومة، فهي جريدة الحزب الشيوعي العراقي، وخلفها حزب وجماهير وقاعدة كبيرة. قلت لهم إن خلفنا ثقتنا في أنفسنا، فهذه الجريدة وطنية تقدمية يسارية. وأسمح لنفسي أن أقول إنها ظل لـ «طريق الشعب»، والجميع يعرف خط جريدة «الحقيقة».
أقول إن جريدة «الحقيقة» هي ثمرة من ثمرات الأشهر التسعة التي عملت فيها في جريدة «طريق الشعب».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من كلمة الشاعر والكاتب الصحفي فالح حسون الدراجي خلال الحفل.
*****************************************************
حمامة نوح
انور الخفاجي
الطوفان خلّص ،،، يبست الگيعان
فك باب السفينة وگوم .. منها انزل
يمودي الحمامة اتجيب البشارة
خل نسوانك اتهلهل
انته بگاع الله اختارها لمرساك
اي يا نوح ... اخلع نعلك وادخل
آدم هم عراقي وهم ابن هالكاع
من طين الفرات امصلصل اتصلصل
وباجر من يجيها ايوب يشفى هنا
ومحراب النبي ابراهيم ،، ذاك الظل
ظل نخلة عراقية
گعد جواها بآيات الوحي يرتل
و علي باجر هنا يختار
عاصمته ... وظلام الكوكب مچلچل
ويجينه النور شايل نور
ومشاعل للعدل يشعل
ارض بيها الشهيد احسين
بالدم موقف ايسجل
وطن ما بيه شبر ما بيه نبي وقديس
اي يا نوح
اخلع نعلك وادخل
من جتي الحمامة شسولفت وياك ؟!
گالتلك على النهرين ؟ على دجلة وفراته الخل
گالت عالكرم عالطيب
ملح الگاع؟!
عن شارة وطن تكتل؟
باجر هالوطن يا نوح
ترابه .. وخيل بي تصهل
حرب تنطي لحرب چفهه
وچم زينب سبيه وطايح اليكفل
باچر كل فرع ايتام
باجر لعنة راح اتحل
باجر يا ثگل باچر !
باجر من يجي الطوفان مستعجل
ولا عدنه نبي مثلك يحذرنا
باجر من يجينا الموت مستفحل
لكن هالوطن يانوح
ابد ما بايت اعله الذل
هذا اول وطن يا نوح
صح مطعون
وابد ما شال حقد وغل
وهذا اول وطن يانوح
حموله هواي
وچتافاته ما تهدل
فقير ويكرم ويبذل
تجرحه اخوانه ،، وتأذيه و يستحمل
وطن جاب العمر بالضيم
بس بالجاي متأمل
وطن الله يحبه هواي
طاح هواي ... لكن كام ومكمل
وطن محروس من الله
اي يا نوح ..
بسلام لهل وطن ادخل
****************************************************
الصفحة الثامنة
هل تتسبب إسرائيل في اشتعال حريق شامل في المنطقة؟
د. ماهر الشريف
غزة: إبادة جماعية
كان هذا السؤال في مركز اهتمام عدد كبير من المحللين السياسيين في المنطقة والعالم خلال الأيام الثلاثة الفائتة، ذلك إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية شنت في ليلة 30-31 تموز/يوليو الفائت، هجومين، استهدف الأول منهما مبنى سكنياً في ضاحية بيروت الجنوبية وأدى إلى استشهاد سبعة أشخاص وجرح 74، كان من ضمنهم أحد أبرز قادة حزب الله العسكريين وهو فؤاد شكر، واستهدف ثانيهما مبنى ضيافة في قلب العاصمة الإيرانية طهران وأدى إلى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية وأحد مرافقيه. وقد شكّل هذان الهجومان نقلة نوعية في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وقوى "محور المقاومة"، وطرح احتمال اندلاع حرب شاملة في المنطقة، قد تضطر الولايات المتحدة الأميركية إلى الانخراط فيها.
وبحسب بعض التسريبات الصحفية، أرسلت بريطانيا بالفعل، بعد ساعات قليلة على الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، سفينتين حربيتين نحو قبرص، بينما أرسلت الولايات المتحدة أسطولاً صغيراً قبالة الساحل الإسرائيلي، يتكوّن من ثلاث سفن تحمل ما يقرب من 2200 جندي. وفيما وضع حزب الله قواته العسكرية في حالة تأهب، أعلنت إسرائيل حالة التعبئة العامة، واستدعت قوات احتياط وألغت إجازات جنودها وضباطها. وبينما هددت إيران، على لسان المرشد الروحي والحرس الثوري، بالانتقام، أشار المكتب السياسي لحركة "حماس"، إلى أن اغتيال إسماعيل هنية "ستكون له عواقب إقليمية"، وهدد موسى أبو مرزوق، عضو مكتبها السياسي، بأن الهجوم "لن يمر من دون رد".
بيد أن محللين سياسيين آخرين يرون أن حزب الله وإيران ليس لديهما، في الوقت الراهن، مصلحة في خوض حرب شاملة مع إسرائيل، وسيكتفيان برد محسوب، قد يتخذ شكل هجوم متزامن، ينطلق من لبنان، ومن العراق، ومن اليمن، ومن إيران نفسها، وخصوصاً أن هذه الأخيرة، خلال ردها العسكري على إسرائيل في منتصف نيسان/أبريل الفائت، خلقت "معادلة ردع جديدة". ووفقاً لخبراء في القضايا الاستراتيجية، يمكن أن يكون هذا التصعيد العسكري أفقياً، بحيث يمتد الصراع إلى مناطق لم تكن متأثرة به سابقاً أو متأثرة به قليلاً، أو يكون عمودياً، بحيث يتجاوز عتبة جديدة في قوة الأسلحة المستخدمة وكتلتها، أو كليهما في الوقت نفسه.
ما هي أهداف إسرائيل من وراء الهجومين؟
تذرعت حكومة الحرب الإسرائيلية بالصاروخ الذي سقط على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس، وتسبب في استشهاد 12 شاباً وفتى، كي تبرر هجومها على الضاحية الجنوبية في بيروت، علماً بأن هذه البلدة تقع في الجولان السوري المحتل، الذي يعيش فيه نحو 24000 من أبناء الطائفة الدرزية وبناتها، احتقظ معظمهم بالجنسية السورية، ورفض قيام إسرائيل بضمه إليها في أواخر سنة 1981، وهو الضم الذي لم تعترف به سوى الولايات المتحدة الأميركية في عهد إدارة دونالد ترامب، بينما يعتبره المجتمع الدولي أرضاً سورية محتلة، وعلماً كذلك بأن سكان هذه البلدة استقبلوا بنيامين نتنياهو بصيحات الاستهجان عندما قام بزيارة البلدة بعد هذه الحادثة.
في خطاب ألقاه مساء يوم الأربعاء في 31 تموز/يوليو الفائت، من وزارة الحرب، حذر بنيامين نتنياهو من أن "الأيام الصعبة تنتظرنا"، وقال: "منذ الضربة في بيروت، جاءت التهديدات من كل مكان"، وأضاف: "نحن مستعدون لمواجهة كل السيناريوهات، وسنبقى متحدين ومصممين في مواجهة كل التهديدات"، وكرر أن الحرب في غزة ستستغرق وقتاً وتتطلب التحمل من جانب المواطنين الإسرائيليين، وأنه "تعرض لضغوط في الداخل والخارج لإنهاء الحرب"، مؤكداً: "لم أستسلم لهذه الأصوات في حينه، ولا أفعل ذلك اليوم". وتابع أنه لو استمع إليها، "لما تمكنت إسرائيل من القضاء على قادة حماس ومقاتليها، أو تدمير البنية التحتية، أو الاستيلاء على المنطقة الحدودية بين غزة ومصر"، أو "خلق الظروف التي تقرّبنا من اتفاق يسمح ليس فقط باستعادة رهائننا، بل أيضاً بتحقيق جميع أهدافنا الحربية". ولم يقل بنيامين نتنياهو كلمة واحدة عن جريمة اغتيال إسماعيل هنية، لكنه أشار إلى أن "ضربات قاضية وجهت خلال الأيام الماضية" إلى من سمّاهم "وكلاء إيران" في المنطقة.
ويتبيّن من فحوى هذا الخطاب أن بنيامين نتنياهو يرمي إلى الاستمرار في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو أراد، من وراء الهجومين على بيروت وطهران، أن يمنح الإسرائيليين "صورة نصر"، لم تحققه عشرة أشهر من الحرب على القطاع الفلسطيني، وأن يضمن استعادة قوة الردع التي فقدها هذا الجيش، عقب السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما تلاه، وإعادة الثقة إلى الإسرائيليين "بقوته وقدرته على تجاوز الخطوط الحمراء التي حددت القواعد الضمنية للصراع في مواجهة إيران وحلفائها". وبحسب المحلل ميشال توما، مدير تحرير موقع (icibeyrouth) ، كان هدف الهجومين الإسرائيليين وضع شعار "وحدة الساحات" - الذي طرحه "محور المقاومة" وتمثّل في انخراط "حزب الله في جنوب لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق"، في الحرب بغية "دعم حماس وتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي في غزة"- وضع هذا الشعار "موضع التنفيذ" من جانب إسرائيل والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وكتب: "ففي أقل من أربع وعشرين ساعة، وفي ثلاث مناطق حساسة، وقعت الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية، مما أدى إلى اغتيال الرجل الذي يعتبر رئيس أركان حزب الله، فؤاد شكر؛ كما وقع هجوم جوي أميركي في محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد على معقل للحشد الشعبي؛ وضربة إسرائيلية في قلب طهران، أدت إلى اغتيال زعيم "حماس" إسماعيل هنية، ناهيك عن الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت، في 20 تموز/يوليو ، ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن، والذي كان يسيطر عليه الحوثيون"، مقدّراً أن الهجمات الثلاث التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة "تأخذ في حد ذاتها بعداً رمزياً للغاية لا يمكن إنكاره ولا يمكن إغفال نطاقه، وهي رسالة ثلاثية ذات طبيعة جيوسياسية موجهة إلى من يظهرون هذه الرغبة الحربية في توحيد الجبهات".
ما هي حقيقة الدور الأميركي؟
وقع الهجومان الإسرائيليان على بيروت وطهران مباشرة بعد عودة بنيامين نتنياهو إلى تل أبيب من رحلته إلى الولايات المتحدة، والتي من المحتمل أن يكون قد بحث خلالها مع الرئيس جو بايدن استراتيجيته في ما يتعلق بلبنان وحصل منه على ضمانات. وفي واشنطن، وخلال خطابه أمام الكونغرس، تمكن بنيامين نتنياهو من قياس الدعم الذي لا تزال إسرائيل تتمتع به من جزء كبير من المشرعين الأميركيين، ولا سيما في الحزب الجمهوري. ولا يُستبعد كذلك أن تكون المرشحة الديمقراطية المحتملة للبيت الأبيض، كامالا هاريس، أكدت له الدعم الأميركي وحق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها"، على الرغم من أنها "أزعجته" لدى حديثها عن مصير المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وعن معاناتهم. لكن هل كانت إدارة جو بايدن على علم بالعملية التي أدت إلى استشهاد إسماعيل هنية في طهران؟.لقد رفض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء، في 31 تموز/يوليو الفائت، التعليق بصورة مباشرة على اغتيال زعيم حركة "حماس" لكنه شدد على "ضرورة" تحقيق وقف إطلاق النار في غزة. وقال في مقابلة خلال منتدى للنقاش في سنغافورة: "بالطبع لقد رأيت الأخبار، وكل ما يمكنني قوله لكم في الوقت الحالي هو إنه لا يوجد ما يدعو إلى التشكيك في أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، وأضاف في مقابلة تلفزيونية نشرت مقتطفات منها: "بادئ ذي بدء، لم نكن على علم ولسنا متورطين" في عملية الاغتيال. ولكن، على الرغم من تملصها من المسؤولية، يشير حادث قيام طائرات أميركية، بعد ساعات قليلة من الضربة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بقصف قاعدة لميليشيات شيعية جنوب بغداد، إلى تورطها بصورة أو بأخرى، وهو القصف الذي قد يؤذن بانتهاء الهدنة التي أعلنتها الميليشيات العراقية، في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد هجوم على موقع أميركي في الصحراء الأردنية، على مسافة ليست بعيدة عن الحدود مع العراق وسورية.
عواقب الهجومين على إسرائيل
لم يقم الجيش الإسرائيلي، الذي وُضع في حالة تأهب قصوى، وخصوصاً فيما يتعلق بأسلحة الدفاع الجوي، بإعطاء السكان المدنيين أي تعليمات أمنية جديدة حتى الآن. لكن سكان الشمال بالقرب من الحدود اللبنانية، وكذلك في حيفا، أكبر ميناء في البلاد، يعيشون في ظل توتر شديد للغاية. وقد تم تعزيز تدابير الحماية للمنشآت مثل المصافي ومحطات الطاقة ومنشآت الأسلحة، وكذلك استعدادات المستشفيات لاستيعاب المصابين المحتملين. ومن ناحية أخرى، أشارت بعض المصادر إلى تعرض الشيكل الإسرائيلي إلى أكبر انخفاض له على مدى ثلاثة أيام منذ عامين، ويخشى الخبراء من تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط وتداعياتها السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي.ومن ناحية أخرى، من المحتمل أن يتسبب الهجومان الإسرائيليان في عرقلة المفاوضات الجارية بشأن إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس" ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقد عبر إسرائيليون يوم الأربعاء عن مخاوفهم بشأن مصير هؤلاء المحتجزين، وقالت أنات نوي، من سكان حيفا: "لقد كان خطأ [الهجوم في طهران] لأنه يعرض للخطر إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن؛ لقد استيقظنا اليوم وفي قلوبنا شعور بالخوف، لأن الوضع قد يتفاقم أكثر"، وأضافت المرأة الخمسينية: "لا يوجد هدوء؛ نحن خائفون". ومن أجل عدم المبالغة في الأمر، أصدر بنيامين نتنياهو تعليماته لأعضاء حكومته بالتزام الصمت والامتناع عن أي إعلان بشأن اغتيال إسماعيل هنية، وهي التعليمات التي انتهكت على الفور من قبل العديد من الوزراء.
هل سيناريو الحرب الإقليمية الشاملة هو سيناريو محتمل؟
تصاعدت التحذيرات الدولية من احتمال حدوث هذا السيناريو، إذ عقد مجلس الأمن يوم الأربعاء في 31 تموز/يوليو الفائت اجتماعاً عاجلاً بناء على طلب إيران، ودعم روسيا والجزائر والصين. وفي رسالته إلى المجلس، أدان المندوب الإيراني أمير سعيد إيرواني "بأشد العبارات عدوان النظام الصهيوني المتمثل باغتيال إسماعيل هنية"، ودعا المجلس إلى "إدانة الأعمال العدوانية والهجمات الإرهابية التي يقوم بها النظام الإسرائيلي ضد سيادة إيران وسلامتها الإقليمية، وكذلك أعمال العدوان الأخيرة ضد سيادة لبنان وسورية وسلامتهما الإقليمية"، واتخاذ "خطوات فورية لضمان المساءلة عن هذه الانتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك إمكانية فرض عقوبات وإجراءات أخرى لمنع المزيد من العدوان". وقد عبر معظم أعضاء المجلس عن خشيتهم من "حدوث تصعيد في الصراع في المنطقة". وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد قدّر "أن الهجمات التي شهدناها في جنوب بيروت وطهران تمثل تصعيداً خطيراً في وقت يجب أن تؤدي فيه كل الجهود، بدلاً من ذلك، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين". وبينما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، اعتبر الكرملين أن اغتيال زعيم حركة "حماس" قد يؤدي إلى "زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير"، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، للصحافة: "ندين بشدة هذا الهجوم [على طهران]... ونعتقد أن مثل هذه الأعمال موجهة ضد محاولات استعادة السلام في المنطقة ويمكن أن تزعزع استقرار الوضع المتوتر بالفعل بصورة كبيرة".
ورداً على هذه الدعوات الدولية إلى "ضبط النفس"، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في الخطاب الذي ألقاه في تشييع القائد فؤاد شكر بعد ظهر يوم الخميس في الأول من آب/أغسطس 2024، أن من "يريد وقف التصعيد عليه أن يضغط على إسرائيل كي توقف عدوانها على غزة"، مؤكداً أن هجومي إسرائيل في الضاحية الجنوبية وفي طهران نقلا "جبهات الإسناد" إلى "معركة كبرى"، وأن إسرائيل "لا تعرف ما هي الخطوط الحمراء التي تجاوزتها"، وأن عليها أن تنتظر "رداً حقيقياً وملموساً"، بات قراره "في يد الميدان، الذي يعرف ظروفه وفرصه". وكما لاحظت صحيفة "ليبراسيون" الباريسية، فإن بنيامين نتنياهو فضّل، في البيان الصحفي الذي أصدره بالتزامن مع خطاب الأمين العام لحزب الله، "ورقة التهديد على ورقة التهدئة"، مؤكداً أن إسرائيل "على مستوى عالٍ جداً من الاستعدادات لأي سيناريو، دفاعياً وهجومياً"، وأنها "ستدفّع ثمناً باهظاً جداً لأي عمل عدواني ضدها".
وهكذا، يبدو أن بنيامين نتنياهو، على رأس حكومة الحرب الإسرائيلية، قد فتح أبواب المنطقة أمام احتمال اندلاع حريق شامل فيها لن تحمد عقباه، وأن هذا الحريق لن يطفئه سوى قيام إسرائيل بوقف الحرب المدمرة التي تشنها على قطاع غزة وسكانه، وإعلانها الالتزام بوقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة لتبادل المحتجزين الإسرائيليين في القطاع بالأسرى الفلسطينيين في سجونها.
**************************************************
مستشارو العقار وتفاقم أزمة السكن في العراق
حسن الجواد
في السنوات الأخيرة، شهدت الساحة العراقية بروز العديد من المستشارين العقاريين الذين أصبحوا نجوما في وسائل الإعلام، يروجون لأنفسهم كخبراء في مجال العقارات والسكن. ولكن هذا الظهور الإعلامي اللافت ألقى بظلاله على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها قطاع العقارات في العراق.
المشكلة الكبرى التي تواجه العراق ليست في نقص الخبرة أو الاستشارة، بل في الأساسيات الهيكلية لهذا القطاع الحيوي. تضخم أسعار العقارات وتفاقم أزمة السكن تتطلب قرارات حكومية جذرية وشاملة، تتضمن سياسات إسكانية متكاملة ودعم حكومي موجه للفئات الأكثر احتياجاً. بدلاً من ذلك، نجد أن المستشارين العقاريين، غالباً بدون خبرة عملية حقيقية، يساهمون في زيادة تعقيد المشهد عبر نصائحهم السطحية والمضللة التي تثير الهلع والتخبط بين المواطنين.
الظهور الإعلامي الكثيف لهؤلاء المستشارين العاطلين عن العمل يزيد الطين بلة، حيث يبتعد بالنقاش العام عن الحلول الحقيقية ويغذي تضخم الأسعار عبر خلق توقعات غير واقعية. إنهم يروجون لفكرة أن استثمار العقار هو الحل السحري لجميع المشاكل الاقتصادية، متجاهلين تأثير ذلك على الفئات المتوسطة والفقيرة التي تعاني بالفعل من صعوبة تأمين مسكن ملائم.
يجب أن يتم إعادة توجيه النقاش نحو الحلول الجذرية التي تحتاج إلى تدخل الدولة بشكل فعّال. تحسين البنية التحتية، تقديم تسهيلات للقروض السكنية، وضبط الأسواق العقارية هي بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها. الإعلام يجب أن يلعب دورًا في تسليط الضوء على هذه الحلول بدلاً من الترويج لنصائح المستشارين العقاريين التي تزيد من تفاقم المشكلة.
علاوة على ذلك، تبرز ضرورة تعزيز الرقابة والتنظيم الحكومي لسوق العقارات بشكل يحد من المضاربات والفساد الذي يسهم في تضخيم الأسعار دون مبرر. ومن المهم أيضاً تعزيز الشفافية في عمليات البيع والشراء وتسجيل الملكيات لضمان حقوق المواطنين والحد من التلاعبات التي قد تحدث.
يتعين على الحكومة أيضًا الاستثمار في مشاريع الإسكان الاجتماعي وتطوير المناطق العشوائية لضمان توفير مساكن ملائمة لشريحة أكبر من السكان. هذه الخطوات يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على سوق العقارات وتوفير حلول سكنية بأسعار معقولة.
إن التعليم والتوعية العامة يلعبان دورًا حيويًا في حل هذه الأزمة. ينبغي أن تساهم وسائل الإعلام في نشر الوعي حول حقوق المواطنين في الحصول على سكن مناسب، وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول السوق العقارية. كما يجب دعم المواطنين ببرامج تدريبية وتعليمية تساعدهم على فهم السوق واتخاذ قرارات مستنيرة عند شراء أو استئجار العقارات.
في الختام، إن التصدي لأزمة السكن في العراق يتطلب تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. لا يمكن الاعتماد على المستشارين العقاريين وحدهم لحل هذه المشكلة، بل يجب التركيز على الحلول الشاملة التي تعالج الأسباب الجذرية وتوفر استقراراً حقيقياً في السوق العقارية. يجب أن يتم تحويل النقاش من النصائح السطحية إلى استراتيجيات مستدامة تضمن حق السكن الكريم لجميع المواطنين العراقيين.
***************************************************
الصفحة التاسعة
وداع مخيب آخر العداء طه حسين يودع الأولمبياد
متابعة ـ طريق الشعب
ودع العداء العراقي طه حسين، امس السبت، دورة الالعاب الاولمبية بعد إخفاقه في الحصول على أحد المراكز الثلاثة الأولى، ليحل بالمركز الأخير من بين 9 متسابقين في مجموعته بالدور الثاني من منافسات فعالية 100 متر ركض بدورة الالعاب الاولمبية في باريس. التأهل إلى الدور شبه النهائي حُدد للمراكز الثلاثة الأولى من كل مجموعة يضاف إليهم 3 اسرع أزمان من كل المجاميع، لكن حسين حل في المركز التاسع والأخيرة في مجموعته.
وكان العداء طه حسين تمكن من التأهل للدور الثاني كثالث أسرع زمن في منافسات الدور الأول لفعالية ركض 100 متر بأولمبياد باريس 2024. وتبقى آمال العراق معلقة بالرباع عمار علي يسر على امل تحقيق وسام أولمبي طال انتظاره للعراق.
***************************************************
كاساس يريد التجديد وموقف الاتحاد ما زال غامضاً
متابعة ـ طريق الشعب
يعيش الإسباني خيسوس كاساس مدرب المنتخب العراقي فترة صعبة، قبل انطلاق مباريات المرحلة الحاسمة من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويلعب المنتخب العراقي في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والأردن وعمان وفلسطين والكويت.
وقالت مصادر صحفية، ان "مدرب المنتخب العراقي لا يشعر براحة كبيرة قبل انطلاق مباريات التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، فالمدرب الإسباني يريد تجديد عقده بأسرع وقت ممكن، ووفق الشروط التي وضعها من خلال طلب زيادة مليون دولار عن عقده السابق مع الاتحاد العراقي الذي لم يحسم حتى اللحظة مسألة تجديد العقد، رغم المفاوضات التي استغرقت فترة طويلة بين وكيل المدرب والاتحاد العراقي"، مبينة أن مدرب العراق يريد أن يدخل التصفيات وقد حسم مسألة تجديد العقد.
وتابعت، ان "مسالة الراتب ليست هي العامل الوحيد الذي يؤرق المدرب، إذ يفكر أيضًا بالمدرب المساعد الذي سيخلف المدرب بابلو غرانديز بعدما وقع الأخير على عقد تدريب فريق الميناء لمدة موسم قابل للتجديد، حيث رشح كاساس مجموعة أسماء لتعمل في منصب المساعد، ولكن هذا الأمر تحكمه عدة أمور من بينها الراتب وعقد كاساس الجديد".
وعاد المدرب الإسباني إلى العراق، بعدما انتهت إجازته التي قضاها مع عائلته بين إسبانيا واليونان، إذ من المقرر أن يعقد اجتماعًا مع الاتحاد العراقي لمناقشة تحضيرات أسود الرافدين للتصفيات.
وسيقيم المنتخب العراقي معسكرًا تدريبيًّا في الدوحة في 25 من شهر آب الحالي، ويستمر لمدة أسبوع قبل العودة إلى البصرة والتحضير لمواجهة منتخب عمان في الخامس من أيلول المقبل.
وكان المنتخب العراقي، قد تصدر مجموعته في التصفيات الآسيوية المزدوجة برصيد 18 نقطة، إذ حقق العلامة الكاملة بفوزه في 6 مباريات أمام إندونيسيا وفيتنام والفلبين.
*************************************************
ويليامز يصدم باريس وبرشلونة
الباسك ـ وكالات
وجه نيكو ويليامز، جناح أتلتيك بلباو، صدمة إلى باريس سان جيرمان وبرشلونة خلال الميركاتو الصيفي الجاري.
ويحاول الناديان الحصول على توقيع ويليامز بعد تألقه المبهر في يورو 2024 رفقة منتخب إسبانيا البطل.
ووفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، طلب لويس كامبوس، المستشار الرياضي لباريس، ردًا من ويليامز على عرض سان جيرمان، حتى لا يتم تقييد مشروع باريس بأكمله على هذه الصفقة. وأشارت إلى أن باريس تلقى تأكيدًا بأن نيكو ويليامز لن يغادر قلعة سان ماميس هذا الصيف.
وأوضحت أن الإدارة الرياضية في برشلونة تعتقد أن الرفض يتعلق بمغادرة اللاعب لليغا هذا الصيف فقط، ولا تزال هناك فرصة لتوقيع ويليامز مع برشلونة.
ويرى ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، أن ويليامز لم يتخذ قراره النهائي بشأن ناديه في الموسم الجديد حتى الآن.
***********************************************
العرب يضمنون ميدالية أولمبية تاريخية في منافسات كرة القدم
باريس ـ وكالات
ضمن العرب ميدالية تاريخية في منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024".
وتأهل منتخب المغرب إلى نصف نهائي أولمبياد باريس بعد الفوز على حساب الولايات المتحدة الأمريكية برباعية دون رد في دور الثمانية. وتغلب منتخب مصر على باراجواي بنتيجة (5-4) بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لكل منهما في الوقت الأصلي والإضافي.
ويلعب منتخب المغرب في دور الأربعة مع إسبانيا، بينما يلتقي منتخب مصر منافسه فرنسا في نصف النهائي.
وتأكد حصول العرب على ميدالية أولمبية على الأقل في منافسات كرة القدم لأول مرة في تاريخ الكرة العربية.
وحال حقق منتخب مصر أو المغرب الفوز أو كلا المنتخبين في نصف النهائي سيضمن العرب المنافسة على ميدالية ذهبية في المباراة النهائية.
وحال خسارة مصر والمغرب في نصف النهائي يلتقي المنتخبان في مواجهة تحديد الميدالية البرونزية.
وربما تشهد أولمبياد باريس أول نهائي عربي في تاريخ منافسات كرة القدم بالأولمبياد حال تأهل مصر والمغرب.
وتقام منافسات نصف النهائي يوم الاثنين المقبل، بينما تقام مبارة المركز الثالث يوم الخميس المقبل وتقام في اليوم التالي مواجهة النهائي.
وحقق العرب ميداليتين حتى الآن في أولمبياد باريس بحصد فضية سلاح السابر عن طريق التونسي فارس الفرجاني وبرونزية سلاح المبارزة عن طريق المصري محمد السيد.
*******************************************************
بادوسا تواصل مشوارها في بطولة واشنطن
واشنطن ـ وكالات
فازت الإسبانية باولا بادوسا، المصنفة 62 عالميا، على البريطانية إيما رادوكانو، المصنفة 89، وتأهلت للدور نصف النهائي من بطولة واشنطن المفتوحة ذات الـ500 نقطة، حيث ستواجه الأمريكية كارولين دوليهايد. وحققت اللاعبة الإسبانية، الفوز على خصمتها البريطانية بمجموعتين لواحدة (4-6)، و(7-5)، و(6-4)، في مباراة امتدت على مدار ساعتين و55 دقيقة وسط درجة حرارة بلغت 36 درجة مئوية.
وتعود بادوسا، في أول ظهور لها على ملاعب واشنطن الصلبة، إلى الدور قبل النهائي ببطولة للمرة الأولى منذ أن بلغته في 2023 في أديلايد. وستواجه الإسبانية في الدور نصف النهائي دوليهايد، المصنفة 49 عالميا، التي فازت بدورها على مواطنتها أماندا أنيسيموفا في ربع النهائي بنتيجة 7-6 (7-5) و6-1.
*********************************************************
هل ينتقل لابورت الى ريال مدريد؟
الرياض ـ وكالات
تحول المدافع الإسباني إيمريك لابورت، إلى حديث الساعة داخل نادي النصر، بعد تردد أنباء قوية عن رغبته في الرحيل والعودة إلى أوروبا.
وكان لابورت (30 عامًا) قد انضم إلى النصر السعودي في صيف 2023، قادمًا من مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل 27.5 مليون يورو، بعقد يمتد حتى 2026.
ولعب لابورت مؤخرًا، دورًا كبيرًا في فوز منتخب بلاده الإسباني بلقب بطولة الأمم الأوروبية، مما أعاده إلى حسابات الأندية الكبرى في القارة العجوز للاستعانة به مرة أخرى، ووفقًا لتقارير صحفية يتقدم هذه الأندية ريال مدريد، الذي يجده حلًا سريعًا لأزمته الدفاعية.
ووفقًا لصحيفة "اليوم" السعودية، فإن لابورت يرحب بالعودة إلى أوروبا مرة أخرى، خصوصًا أنه لم يعتد الأجواء في الدوري السعودي، ويرى أن أمامه الكثير ليقدمه في ملاعب أوروبا، بعد تألقه الأخير في اليورو.
من جانبها، أوضحت صحيفة "آس" الإسبانية، أن موقف ريال مدريد واضح بشأن صفقة إيمريك لابورت، حيث يريد الميرنغي التعاقد معه، في ظل الإصابات التي تطارد مدافعيه وبعد ضياع صفقة ليني يورو، الذي فضل ارتداء قميص مانشستر يونايتد هذا الصيف.
وأشارت "آس"، إلى أن السبيل الوحيد لإتمام الصفقة هي أن يتنازل المدافع الإسباني عن طلباته المادية الكبيرة، خصوصًا أنه يتقاضى حاليًا 24 مليون يورو في الموسم مع النصر، وحال انتقاله للملكي لن يحصل على مثل هذا الراتب، كما أنه سيخسر حوالي 50 مليون يورو (راتب موسمين مع النصر).
ومن المنتظر، أن تشهد الأيام المقبلة تطورات في هذا الملف، خصوصًا أن النصر لن يفرط في لابورت بسهولة، حيث ترغب إدارة العالمي في الحفاظ على كل عناصر القوة من أجل العودة للمنافسة على البطولات محليًا وقاريًا.
*****************************************************
وقفة رياضية.. لاعبو الكرة المحترفون وأساس اختيارهم
منعم جابر
دخل الاحتراف الرياضي منذ سنوات في بعض ألعابنا الرياضية، لكنه اليوم دخل بقوة وبقرارات دولية حيث بدأت الكثير من دول المنطقة والعالم في اتخاذه طريقاً ومنهجاً صريحاً وواضحاً في سياسة الأندية الرياضية حيث بدأت اولاً بكرة القدم وشمل اليوم العاباً كثيرة وصار منهجاً متبعاً في بلدان كثيرة ومنها بلدنا العراق. وهذه السياسة وهذا المنهج فيه الكثير من العيوب والاخطاء وخاصة خلال تطبيقاته الأولية حيث مارست بعض الإدارات (النادوية) الفساد المالي والإداري حيث مارس البعض من إدارات الأندية أخطاء في التعاقدات (متعمدة) وتلاعب بقيم ومبالغ العقود مع البعض من المحترفين بكل انواعهم (لاعبين ومدربين) أي الكتابة في العقد وإعطاء ارقام اقل وحسب اتفاقات فردية او جماعية. او ان البعض من الأندية تتفق مع لاعبين دون المستوى (بعد الاتفاق) وإعطاءهم جزءا من مبلغ العقد (لعدم الكفاءة) ويسلم الباقي الى (الفاسدين) وهكذا يحصل الابداع! وكل ما يحصل في الساحة الرياضية من خروقات وفساد يكون بعيداً عن العين لكنه اليوم صار مفضوحاً ويشكل ارقاماً كبيرة خاصة بعد ان دخل الاحتراف بقوة وتأثير. ويبدو ان الاتحادات الرياضية والأموال الكثيرة والكبيرة المقدمة الى الأندية قد فتحت (شهية الفاسدين) للتلاعب بالمال الرياضي العام، خاصة وان الاحتراف في عالم الرياضة جديد وانه فصل آخر سهل التلاعب والمرور من خلاله، لذا أطالب بان توضع للمتعاقدين من اللاعبين والمدربين ضوابط وشروط قاسية، وان تكون اعدادهم ووظائفهم ونشاطاتهم محددة بالواجبات، وعدم ترك ذلك لمسؤول واحد، وانما للجان متخصصة وبمستويات عالية وبعيدة عن الشبهات. هذا هو الجزء الأول من ملاحظاتي. اما الجزء المهم منها فانه فني يتطلب اختيار المدربين بقدرات عالية ومستويات معروفة وعدم التعاقد مع مدربين قليلي الخبرة والتجربة، وهذا يؤدي الى ابعادهم عن الفريق وخسارة أموال طائلة من خزينة الدولة. هذا العمل قد يتسبب بخسارة بالمال والمستوى الفني وضياع مستوى اللاعبين والفرق، وهذا يكون باختيار مدرب محدود الكفاءة وقليل الخبرة والمعرفة بعلم التدريب، واقل بكثير من مدربينا العاملين. والقضية الأخرى التي وجدناها في واقع الاحتراف وحيثياته هو دخول عدد من اللاعبين المحترفين، وقد فرض اتحاد كرة القدم أهمية ووجوب الاتفاق مع عدد محدد ويبدو ان هذا العدد كبير، وهو لا يساعد على الدفع بلاعبين محليين وبمستويات عالية، لان اغلب فرقنا تعتمد على المحترفين حتى وان كانوا دون مستوى اللاعب المحلي. لذا أطالب اتحاد الكرة ومن خلال لجنة اللاعبين ان يفرض عددا من المحترفين لا يزيد على أربعة (لاعبين فقط كحد اعلى) وبهذا نسهم في تقليص العدد من محترفي كل فريق، وبهذا نسمح للاعبينا المشاركين في منافسات نجوم الدوري العراقي بأن يكونوا هم العدد الأكبر والمؤثر والحاسم في بروز نجوم الكرة من المواطنين العراقيين الذين يسمح لهم بتمثيل المنتخبات العراقية. لهذا نؤكد على اتحادنا الكروي ولجنة اللاعبين فيه ان يحددوا عدد اللاعبين المحترفين المسموح لهم بالمشاركة في الأندية المحترفة، لان ذلك سيوسع قاعدة اللاعبين (الوطنيين) العراقيين المشاركين في الدوري العراقي، ويقلص اللاعبين (الأجانب) خاصة واننا سنشهد ومن خلال دور (الليغا) الاسبان في تطور الأندية وكذلك من خلال اعتماد فرق الفئات العمرية واثرها في توسيع قاعدة اللعبة وتوفر الملاعب وساحات التدريب وتحسين إدارات الأندية وعملها المستقبلي. وكما يقول بعض الاخوة العرب ان العراق يمثل كرة القدم والبعض يعتبره برازيل العرب وان المواهب والقابليات متوفرة فيه. ويتوجب علينا تحديد عدد اللاعبين الأجانب المشاركين في الدوري العراقي بعدد لا يزيد على خمسة لاعبين محترفين (أجانب) والسماح لغيرهم من العراقيين بالمشاركة في الدوري لتطوير المهارات والقابليات لأبنائنا في المنتخبات العراقية.. ولنا عودة.
********************************************************
الصفحة العاشرة
الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق وإشكالياته الكبرى (9) تغييرات في المواقع الطبقية
د. صالح ياسر
قادت عمليات التركز والهيمنة العمودية الى “التحام” شديد البلاغة بين نظام الحزب الواحد ونظام الاسرة الواحدة. وقد أفضى ذلك الى نتيجة بالغة الاهمية والدلالة تمثلت باندماج التمركز/التراتب البطرياركي (الابوي)، وهو ما شجعته “نخبة السلطة”، وذلك لأن مثل هذا الاندماج يضفي عليها تماسكا شديدا ويكسبها قوة استثنائية تحتاجها وبشكل دائم لضمان اعادة انتاج سيطرتها بدون عوائق.
إن التراتب البيروقراطي، المدعوم بضخامة الريوع النفطية التي باتت تتهاطل على النظام كالمطر، يتوطد ويتطور بمقدار ما تتوطد سلطة “دولة الإستثناء”، وذلك لأن نظاماً معادياً للديمقراطية يعتبر شرطا ضروريا لضمان انتزاع الجزء الاكبر من “الكعكة” النفطية. لذلك نرى أن هذا التراتب غير ميال الى ترسيخ أي “تقاليد ليبرالية”. تدرك البرجوازية البيروقراطية بأن علاقاتها بشروط الانتاج المادي رهن بالموقع الذي تحتله في الدولة، لهذا يلاحظ، كما تشير تجارب عدة، أنها حريصة على “الاحتفاظ” بتماسك السلطة بالقدر الذي يسمح لها بمواصلة عملية النهب المنظم للفائض الاقتصادي والاستحواذ على الريوع النفطية، وحريصة على إعادة انتاج التشكيلة الاقتصادية/الاجتماعية وضمان التوازنات الطبقية السائدة. ويتعين التأكيد هنا على أن تنامي هذه “الشريحة “ من البرجوازية وتحولها، في مرحلة محددة، الى فئة مهيمنة في الائتلاف السائد خلال الفترة موضوع حديثنا، لا يعود فقط الى التنامي الكبير في الوظائف الاقتصادية/الاجتماعية التي باتت تؤديها الدولة في العراق، وإنما يعود أيضا الى عوامل أخرى ترتبط بطبيعة وتركيب الحزب الحاكم آنذاك واستراتجياته التي اختارها لتحويل البلاد. فاتجاه هذا الحزب الى فرض سلطاته من الأعلى وممارسة القمع على نطاق واسع، وإشاعة الروح العسكرية مقرونة بالديماغوجيا استحث ضرورة خلق الأجهزة “الضرورية” لإنجاز هذه “التحولات”. وقد أدى ذلك الى توسيع كبير في أجهزة القمع والمؤسسة العسكرية والإدارة والأجهزة الإيديولوجية هذا الى جانب التوسع في الإدارة الاقتصادية، وتنامي دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي مما أدى الى تضخم شديد في أجهزة الدولة والى توسيع كبير في قاعدة البرجوازية البيروقراطية، والى هيمنتها على النشاط الاقتصادي وتحكمها بالإيرادات المالية الكبيرة، كما قاد الى تضخم في شريحتها العليا. ورافق ذلك الارهاب الدموي السافر والجماعي ليصبح نهجا ثابتا للنظام.
ومن جهة أخرى تواصلت جهود الشركات الرأسمالية الأجنبية عاملة على تطوير علاقاتها الوطيدة مع قطاع المقاولات المحلي والمنتفعين من سلطة الدولة، الأمر الذي أدى الى تحول شريحة من رجال الحزب الحاكم وأعوانه والعديد من كبار موظفي الدولة ومدراء شركات قطاع الدولة الى طغمة من كبار “الرأسماليين” جراء العمولات التي كانوا يستلمونها من الشركات الأجنبية لقاء التلاعب بالعطاءات أو لتسهيل التعاقد على المشاريع.
وهكذا، نمت وترعرعت فئة واسعة من البرجوازية البيروقراطية، في أحضان القطاع الحكومي بالارتباط الوثيق مع الرأسمال الأجنبي، وشهد العراق لأول مرّة عددا كبيرا من أصحاب الملايين الذين كونوا الى جانب الفئات الأخرى من البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في المدينة والريف القاعدة الاجتماعية للحزب الحاكم وسلطته الطبقية التي تحولت الى سلطة البرجوازية البيروقراطية والطفيلية المرتبطة بالدولة وبالشركات الرأسمالية الاحتكارية.
وقد أدى هذا التوجه وما اقترن به من أشكال التعاقدات – كالمشروع الجاهز والمشاركة والمقاولة الطويلة الأمد، والإدارة اللاحقة للمشروع – الى توطيد مواقع رأس المال الأجنبي، وبالتالي ربط الاقتصاد العراقي بوشائج هيكلية مع الاقتصاد الرأسمالي العالمي، وتقويض أسس الاستقلال الاقتصادي للبلاد.
لقد ساق هذا النهج الاقتصادي، تدريجيا، الى حدوث تغييرات في المواقع الطبقية وأدى الى تحالفات طبقية جديدة تجسّدت في تشابك المصالح بين البرجوازية البيروقراطية وبين الفئات البرجوازية القديمة من الرأسماليين والملاكين وبقايا الإقطاع، والابتعاد عن مصالح الكادحين.
إن النهج الاقتصادي الجديد الذي اختطته ونفذته قيادة حزب البعث والدولة منذ عام 1974/1975 على الصعيد الداخلي والعلاقات الاقتصادية والدولية والانفتاح الاقتصادي على العالم الرأسمالي بأسره، وجد تعبيره الصارخ في النهج السياسي وممارساته اليومية. فمع بوادر نشوء وتطور التحالف السياسي الطبقي الجديد المرتبط عضويا بتحول الأوساط القيادية والكوادر الأساسية لحزب البعث والدولة من مواقع البرجوازية الصغيرة الى مواقع البرجوازية البيروقراطية من حيث السياسة والمصالح والممارسة، برزت بوادر ومخاطر الارتداد وتنامي النزعات الاستبدادية. فقد شهدت البلاد وابتداء من عام 1975 تصعيدا في وتيرة العداء للديمقراطية ومصادرة ذلك القدر المحدود من الحريات التي نشأت في أعقاب التأميم.
ولم يكتف (البعث) بذلك بل عمد الى تشديد سيطرته وانفراده بالإمكانيات الشرعية للعمل بين الجماهير، وشدد من هيمنته بالقوة على نقابات العمال ومنظمات الفلاحين والشباب والطلبة والنساء المجازة رسميا وإصدار القوانين التي تحرم نشاط المنظمات الجماهيرية.
يتعين الاشارة هنا الى خصائص نمو البرجوازية البيروقراطية التي تحمل، على الاقل في قشرتها العليا، ملامح العشائرية-الاقليمية- الطائفية من جهة، وأن مراكزها الوظيفية محكومة بعلاقاتها الحزبية. وبنتيجة أن عملية اعادة انتاج النظام كانت، في الحالات العادية، تمر عبر تصفيات متواصلة، فقد شهدت هذه الفئة تحولات “راديكالية” في بنيتها، وبدت تتخذ طابعا عشائرياً (من عشيرة واحدة)، وأصبح تماسكها الداخلي يقوم على رابطة القرابة وأواصر الدم بدلاً من رابطة الانتماء الاقتصادي والسياسي/الحزبي، الذي كان ضرورياً في المراحل الأولى. ولكن لا ينبغي استخلاص استنتاج يقوم على فرضية وجود قطيعة بين التحليل الطبقي والتحليل المستند على مدخل “ القرابة/المصاهرة “. إذ يمكن اعتبار هذه العلاقات (القرابة، المصاهرة)، التي تنسج هنا، كعلاقات طبقية بمعنى ما لأنها تقوم على أسس مادية وتستخدم لتعزيز السيطرة والنفوذ المتعدد الصعد.
هكذا، إذن، فإن رأسمال القطاع الحكومي الذي كان يخضع لإشراف “الصفوة البيروقراطية”، التي تستمد سطوتها من الريوع النفطية، ذات السمات العشائرية يتحدد، في السوق، مع جزء من رأس المال العامل (الناشط) في حقول التجارة والمضاربة، وتكون النتيجة المنطقية اندماج الدولة، وتمثلها “الصفوة البيروقراطية”، مع رأس المال الطفيلي الخاص وينشأ تحالف جديد هو عماد النظام في هذه المرحلة.
إن العلاقة الشائكة بين الطبقة الحاكمة بتنوع مواقعها وبين البيروقراطية (المدنية والعسكرية) يمكن أن تفيد في الفهم الجزئي لهذه الحالة التأريخية، وعلاقة التمثيل الطبقي وآلياته الطبقية والسياسية. وهنا لا بد من الاشارة الى دور الريوع النفطية في إضاءة جزء من العلاقة، أي التحول الطبقي للبورجوازية البيروقراطية (بشقيها المدني والعسكري) واستحواذها على “الريع البيروقراطي” واندفاعها للاستثمار من خلف الستار. والمقصود بـ “الريع البيروقراطي” هنا هو تحويل المركز البيروقراطي (المدني أو العسكري) إلى موقع طبقي لانتزاع الربح، الذي يأخذ تجليات عدة: الابتزاز- الخاوة – الرشوة- السرقة، .. الخ، والتي تأتي كتحصيل حاصل، باستغلال مجموع الصلاحيات التي تمنحها قوانين النظام الدكتاتوري، والنفوذ والحصانة التي يتمتع بها من يشغل هذه المواقع.
غزو قوات النظام الدكتاتوري للكويت...”القشة” التي كسرت ظهر البعير !!
غير أن سنوات التسعينات من القرن العشرين، وتحديدا بعد غزو النظام العراقي السابق للكويت وما ترتب عليه من قرارات دولية وما تبعها من نتائج كارثية، شهدت بروز المزيد من المعالم والسمات الجديدة من الضروري التوقف عندها بهدف استكمال صورة “ التحولات “ الفعلية التي شهدها الائتلاف الذي كان سائدا حتى لحظة سقوطه في 9/4/2003.
كانت أولى “ثمار” غزوة الكويت تلك التوليفة الواسعة من القرارات الدولية وأهما الحصار الاقتصادي الذي بدأت أثاره التدميرية على الاقتصاد والمجتمع تظهر بوضوح. وكأن أحد الاجراءات المرتبطة بالحصار إيقاف تصدير النفط الخام، المورد الاساسي الذي تعتمد عليه السلطة في اعادة إنتاج هيمنتها بدون عوائق، من خلال إعالة نفسها وكذلك رشوة قسم كبير من الفئات الاجتماعية اعتماداً على الريوع النفطية الضخمة التي كان يحصل عليها النظام المقبور. ففي عام 1990 (وهو العام الذي شهد غزو الكويت) بلغت العوائد النفطية 9,594 مليار دولار لتنخفض الى 351 مليون دولار في عام 1991 و 680 مليون دولار عام 1997. ومن جهته أدى التضخم المفرط الذي شهدته البلاد بعد فرض الحصار الاقتصادي على العراق الى انهيار القدرة الشرائية لقطاعات واسعة من السكان وبالتالي الى تعاظم التهميش والاستقطاب الاجتماعيين.
وقد تسبب هذا الواقع الجديد – توقف تدفق الجزء الاعظم من الريوع النفطية نتيجة فرض الحصار - في تقليص مستمر للقاعدة الاجتماعية للنظام، الذي سعى جاهدا لتعويضها بوسائل عديدة لم تكن كافية لضمان اعادة انتاج الهيمنة بدون عوائق. وبمقابل تقلص الموارد المالية الآتية من تصدير النفط الخام، وبسبب الحصار الاقتصادي وعلى هامشه، بدأت تنشأ مجموعة من المصالح الاقتصادية تدور حول الاستيرادات من مختلف السلع ومن خارج سيطرة الامم المتحدة التي تعتبرها “غير شرعية”. ونشأت على هذه الخلفية تجارة رائجة كما تبلورت “شريحة جديدة” حول النظام، كان طابعها الأساسي طفيلي، نمت بقوة تحت مظلة الحماية التي وفرها أقطاب “الائتلاف العائلي الحاكم” الذي ارتبطت معه بوشائج متنوعة، تعززت على الدوام، رابطة مصيرها بمصيره بشكل مطلق. هذا مع العلم أن النظام كان يجري بشكل متواصل “إعادة هيكلة” داخل هذه الفئة مستخدما وسائل متنوعة من بينها الحل الحاسم: الاعدام لأقطاب منها تحت ذرائع مختلفة !!.
ويدلل على طبيعة هذه “ الشريحة “ و”السرعة الصاروخية” لتطور ثروات بعض أعضائها تلك الفضائح المرتبطة بـ “نموها”، والتي ما كانت تحدث لولا “متانة” تلك الصلات بأقطاب النظام. فقد شهدنا خلال السنوات الاخيرة التي سبقت سقوط النظام الدكتاتوري العديد من الفضائح المالية التي أداها بـ “إيقاع باهر” شباب كانوا، ولفترة قصيرة، لا يملكون أي شيء، أصبحوا فجأة أثرياء يمتلكون المليارات، ثم فجأة يعلنون إفلاسهم أو “يختفون” بعد أن يكونوا قد “شفطوا” تلك الاموال التي جمعوها من خلال “الشركات” التي أقاموها على عجل لإنجاز أعمال قذرة. هكذا توطدت مواقع هذه الفئة “البرجوازية الطفيلية” متحولة الى قاعدة اجتماعية “وطيدة” ارتكزت عليها السلطة. ويتعين التأكيد على حقيقة أن هذه الفئة كانت تضم شرائح متنوعة من التجار والممولين والمقاولين والوكلاء في مجالات التصدير والاستيراد، وكان لها دور ملحوظ خلال الفترة المنصرمة. وقد تعزز هذا الدور خلال الحصار واتخذ طابعا صارخا من خلال تركز نشاطاتها على المضاربات وأعمال الوساطة والتهريب والسوق السوداء، وكانت لديها رغبة عارمة في المتاجرة بكل شيء بما فيها بيع الوطن !!. ولم يكن ذلك كله ممكنا من دون دعم وحماية ورعاية من أبرز رموز النظام وفي مقدمتهم ابناء وأقارب رأس النظام السابق.
***************************************************
ألمانيا.. حرب على دراسات ما بعد الاستعمار
يزن التميمي
لم ينفك الناشطون في ألمانيا يحذرون من عواقب قمع حكومة بلادهم للأصوات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي؛ ومن ذلك إمكانية استغلال الأحزاب السياسية المتطرفة للإجراءات والقوانين التعسفية لخلق حالة عنصرية ومناهضة للديمقراطية في حال وصولها إلى الحكم.
ويبدو أنّ ذلك بدأ بالفعل، حتى قبل أن تتمكن تلك الأحزاب من الحصول على أغلبية في البرلمان الألماني؛ فها هو “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف يقدم طلباً للبرلمان لتجريم دراسات وأبحاث ما بعد الاستعمار، ووقف الدعم الذي تخصصه وزارة الثقافة من موازنتها السنوية لكل الأنشطة البحثية والفنية والثقافية التي تناقش موضوعات تتعلق بتاريخ الاستعمار، أو تضيء على البون الشاسع في الفرص بين جنوب العالم وشماله. حجة الحزب في ذلك هي أن الحركات المناهضة للاستعمار، والتي تنشغل بتفكيك البنى التي خلّفها في بلدان الجنوب العالمي، تناهض بشكل مبدئي “إسرائيل” التي تعرّفها نظريات تلك الحركات بكونها مستعمرة إحلالية نشأت في منتصف القرن الماضي.
وتحت عنوان “محاربة معاداة السامية من الجذور: وقف الدعم عن ‘برنامج الجنوب العالمي’ واستخدام الميزانية لمحاربة الأيديولوجية بعد الكولونيالية”، أشار طلب الحزب، الذي تأسس عام 2013، إلى بند في موازنة وزارة الثقافة بعنوان “الجنوب العالمي: التعامل مع الاستعمار”، تخصَّص أمواله سنوياً لدعم مشروعات تبحث في التاريخ الاستعماري لألمانيا، وأخرى تخدم التبادل الثقافي بينها وبين فاعلين من بلدان الجنوب العالمي. وتضم تلك المشاريع تجميع وتطوير أرشيفات تاريخية تتضمّن وثائق مصوّرة أو مكتوبة، وتطوير عروض آنية أو دائمة في متاحف مختلفة داخل ألمانيا أو مستعمراتها القديمة، إلى جانب تنظيم مهرجانات مسرحية وسينمائية تعرض أعمالاً ذات طابع أنثروبولوجي أو استقصائي، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات فنّية وورشات عمل بشكل دوري.
والهدف من هذه البرامج، كما تصفها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من “حزب الخضر” - المسؤول غالباً عن طرح وتطوير هذه المبادرات - هو “التعامل المنفتح مع التاريخ الألماني القائم على النقد الذاتي”. هذه السياسة الثقافية تعتبرها الوزيرة جزءاً من سياسة ألمانيا الأمنية، لأنها “شرط أساسي لعقد شراكات أمنية مع دول الجنوب العالمي”، وترى فيها نقيضاً لما سمّته “السياسة الشوفينية القائمة على الفوقية والمعصومية المفترضة”، كما جاء في كلمة لها الشهر الماضي خلال حفل تقديم موسوعة بحثية بعنوان “وزارة الخارجية والمستعمرات: تاريخ، تذكّر، ميراث”.
ولكن، مع تخبط “الخضْر” وشركائه في الحكومة الألمانية الحالية في التعامل مع التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، يبدو أن المجال قد فتح أمام أحزاب رجعية ومتطرفة مثل “البديل من أجل ألمانيا” لوضع عراقيل أمام تلك المشاريع الثقافية التي تحتوي نقداً ذاتياً. يحدث ذلك وسط ارتداد شامل في المشهد الألماني برمته؛ فهذه وزيرة الثقافة كلاوديا روت، التي لطالما ربطت توجهات ألمانيا في التعامل مع ماضيها الاستعماري بمحاربة العنصرية، إضافةً إلى الاستدامة البيئية، تضع نفسها في موقف شديد الغرابة حين بررت تصفيقها في ختام “مهرجان برلين السينمائي” قبل أشهر، لمخرجَي فيلم “لا أرض أخرى” الذي يتناول معاناة الفلسطينيّين في الضفة الغربية، بأنها صفقت للمخرج الإسرائيلي اليهودي دوناً عن المخرج الفلسطيني!
هنا يحاول المتطرفون تفكيك برامج بحث ثقافات “الجنوب العالمي” ومنع المنح عن الأكاديميين والفنانين الذين تركز أعمالهم على تاريخ ألمانيا الاستعماري والبنى المؤسسية التي أبقتها ألمانيا، وغيرها من البلدان الاستعمارية، داخل مجتمعات وأنظمة بلدان الجنوب. فـ”حزب البديل” يرى أنّ “الجنوب العالمي” و”الشمال العالمي” مصطلحَان إشكاليان، وقد سبق أن طالب في بيان، في تشرين الثاني الماضي، بنبذ هذين المصطلحين واستخدام “دول نامية” و”دول صناعية” بدلاً عنهما، وذلك لأن مصطلح “الجنوب العالمي” يحيل، وفقه، إلى “مظلومية مبتدعة لدول معينة في أفريقيا تعتقد أن على ألمانيا رد الجميل إليها”، ودعا إلى “تحرير التعاون الألماني مع هذه الدول من سياسة المذنب والضحية”.
أما طلب الحزب تجريم دراسات وأبحاث ما بعد الاستعمار، والذي عبر عنه في بيان نشره في مطلع الشهر الجاري، فيفصّل أكثر في ضرورة نبذ كل ما يتعلق بما تفرزه دراسات ما بعد الاستعمار، وتوجيه الأموال المخصصة لـ”برنامج الجنوب العالمي” إلى برنامج جديد يقترحه باسم “تفكيك الأيديولوجيا البوست - كولونيالية”. ويتذرع الحزب، في إصداره هذا الطلب، بـ”صمت بعض الفاعلين في المشهد الثقافي المحلي إزاء ضحايا إرهاب حماس”؛ وهو “صمت” يفسّره بـ”سيطرة السردية البوست - كولونيالية في النظر إلى إسرائيل عند أطراف عديدة في المشهد الثقافي في ألمانيا”.
يَعتبر “البديل من أجل ألمانيا” ذلك أمراً غير مقبول. وهكذا لم يكتف بالدعوة إلى منع اعتبار دولة الاحتلال الإسرائيلي مشروعاً استعمارياً، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبته بتجريم دراسات ما بعد الاستعمار بشكل عام، لأنها – مثلما يقتبس من باحثة ألمانيا تدعى إزولدي فوجل - “تقسم العالم إلى خير وشر، بحيث يكون الشر هو القوى الإمبريالية والرأسمالية، وتصبح الدول ذات التاريخ الاستعماري والتي خلفت بُنى استعمارية تعمل لصالحها وتنقل مقدرات مستعمراتها السابقة إليها شراً مطلقاً”.
ويزعم الحزب أن هذه التوصيفات يمكن أن تستعمل من قبل جماعات إسلامية للقيام بعمليات إرهابية داخل هذه الدول أو ضد مصالحها في العالم، وهذه ذريعة أخرى في مطالبته البرلمان الألماني بالقطع مع كل ما يتعلق بدراسات ما بعد الاستعمار، وألا تكون أداة استرشادية عند اتخاذ قرارات التمويل في السياسة الثقافية للبرلمان.
وبينما يرى كثير من الأكاديميين والباحثين أن ألمانيا لا تفعل ما فيه الكفاية للتعامُل مع تاريخها الاستعماري والإبادة الجماعية التي ارتكبتها في ناميبيا في بداية القرن العشرين، يحاول “حزب البديل من أجل ألمانيا” الدفع في الاتجاه المعاكس تماماً، من خلال دعوته إلى تجريم البحث في التاريخ الاستعماري لألمانيا، والذي يرى فيه نظريات عدائية تشيطن الدولة وتجعلها عرضة للإرهاب، لا واجباً حضارياً يمنعها من تكرار خطاياها السابقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 13 تموز 2024
*********************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- مقبرة القناديل/ دراما شعرية للشاعر الكردي الراحل: شيركو بيكس. ترجمة هيوا عثمان، اصدار دار المدى- بغداد.
- تنورة جينز قصيرة/ قصص مآب عامر، اصدار اتحاد الادباء والكتاب/ بغداد.
- بين نخيل وثلج/ قراءة نقدية في تجربة التدوير عند الشاعر حسب الشيخ جعفر. تأليف د. احمد جار الله، اصدار دار الشؤون الثقافية- بغداد.
- دوامة افلاس/ قصص عامر حميو. اصدار دار السرد- بغداد.
- أبناء واحذية/ رواية محسن المرلي. اصدار دار المدى- بغداد.
- المجاورة والانزياح/ تطبيقات حول توظيف الموروث في النص، تأليف جاسم عاصي. اصدار دار ابجد/ بابل.
- نقد التأليف الادبي عند العرب بين الحربين العالميتين. تأليف د. عبد العظيم رهيف السلطاني.
***************************************************
سماء نجومها من القصائد
لطیف هلمت*
ارحل یا اماه
اينما رايت دارا مفعمة بالظلام
احول قلبي الی شمعة
ارحل یا اماه
اینما رايت اطفالا يبكون من الجوع
احول كلماتي الي آلاف الاقراص من الخبز
ارحل یا اماه
بخطوة واحدة اعبر آلاف الاميال
واينما وجدت صحراء
اصبح نهرا
ارحل یا اماه
اقفز فوق الاشواك والنيران باقدامي الحافية
اينما وجدت مدينة حبلی بالظلام
احول قصائدي الی شموس مشرقة ...
.................................
لم تخلق الافواه لالتهام الاطعمة المختلفة فحسب
ففي استطاعة الافواه
ان تبصق علی الطغاة وتلعنهم ...
لم تخلق العيون لنغلقها امام الظلم والجبروت
بل خلقت لنرنو بها الی القمم المكللة بالشمس ...
ولم تخلق الايادي لتصفق للطواغيت والمحتلين
بل خلقت لحمل السلاح
ضد الجور والاستبداد ...
.................................
انه اكثر نبلا وشهامة
من كل وزير في مجلس الوزراء ...
لانه لا ينحني للدولار
ولا يفخخ القنوات الاعلامية
بالاكاذيب والوعود الفارغة
ولا يتحول الی ملياردير بطرفة عين بلا تعب
السيد وزير الشطرنج ..
.................................
العالم يغرق في البكاء
لموت باندا
في احدی حدائق الحیوانات ...
العالم يحبل بالزلازل
حين تموت سمكة جرفتها
الامواج الغاضبة الی الساحل ..
العالم يهيج بالمظاهرات حين يحرق احدهم شجرة معمرة ...
العالم يلتهب بالضجيج والغوغاء
حين يصطاد احد الصيادین
حیوانا نادرا ..
وحينما تقتل الطائرات
والقنابل العنقودية
آلاف الاطفال في غزة وكردستان ..
وتحول مئات الغابات الی اكوام من الفحم
وتحول آلاف البيوت الی مقابر
وتزود آلاف العوائل ببطاقة الرحيل والتشرد
في غزة وكردستان ...
يقفل الصمت افواه العالم
بالف قفل وقفل ...
اتقزز من وجهك القذر
لذا لا ابصق عليه
يا سكرتیر الامم المستبدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كتبت هذه القصائد باللغة الكردية وقام الشاعر بترجمتها الى العربية.
***********************************************************
هيوم بين الواقع والخيال
بهاء سوادي*
(حرية الخيال ليست بمعنى قدرته على إنشاء افكار جديدة بدون انطباعات سابقة) جمـلة ولّدت جدلية هائلة عند بعض الفلاسفة بعد ان اطلقها وانتهجها الفيلسوف _والعالم -المكين: ديفيد هيوم في “قانون السببية العام”.
ربما يؤمن البعض بصحتها بينما يعارضها اخرون او اولئك الذين يؤمنون بأن الخيال ماهية مطلقة - خارج حدود الواقع الموضوعي للأنسان. ان قانون هيوم يؤكد: أنه لا يمكن للخيال ان يتعدى حدود الانطباعات المتولدة في الواقع الموضوعي الذي يحيط بالأنسان دون أن يكون لذلك الخيال انطباعاً “ اي حدث ما “ ضروري التحقق في الواقع. ولفهم ماتقدم ،لابد اولاً ان نميز بين الفكرة الحقيقية وافكار الخيال المترتبة في ذهن الإنسان ويبدو لي ان التمييز بينهما ليس منفصلاً لأنهما ضرورتان متلازمتان، اي يشترط حدوث الثانية “الخيال” بتوفر الأولى “الفكرة الحقيقة”. لكن هذا التمييز يتضمن فرقاً بسيطاً بينهما. وهو: ان الفكرة الحقيقية وفقاً لقانون السببية العام عند هيوم، هي الفكرة التي تنشأ عن انطباع موضوعي. اي ان يلزم حدثاً او مشهداً في حياة الإنسان “وهو الانطباع الموضوعي” مع لزوم توفر أدوات الحدث ثم ينشأ بعد ذلك مشهداً صورياً بداخل الإنسان “اي تنشأ صورة الانطباع التي تولدت من الواقع أمام أعين الإنسان في الإنسان نفسه”. عندها تتولد الفكرة عن ماهية الحدث. وهذه هي الفكرة الحقيقية _خالصة النشوء من الواقع نفسه دون تدخل الإنسان في ذلك. وبأختصار شديد “إن انطباعاً ما عن الواقع مع أدوات ذلك الانطباع يؤدي إلى فكرة حقيقية.”
- وابسط مثال لتوضيح ذلك في الانطباع وأدواته هو الأنطباع الذي اُخـذ منه قانون الجاذبية العام لنيوتن. حيث نفترض ان “سقوط التفاحة من الشجرة على الأرض”هذا كله انطباع خالص يولد مشهداً صورياً في ذاكرة الإنسان وهو مشهد سقوط التفاحة على الأرض. وان أدوات الأنطباع تكون متمثلة “بالتفاحة والأرض والشجرة “وأي اداة أخرى توفرت في ذلك الأنطباع. فتتوفر حينها الفكرة الحقيقية غير المشوبة ثم تنحسر في الذاكرة. بعد ذلك الانحسار ما الذي يحدث؟ اي بعد ما توّلد الانطباع بذاكرة الإنسان واحتفظ بذلك الانطباع في ذهنه. يبقى ذلك الانطباع ساكناً دون فائدة أم يتحكم به الإنسان ويقدم ويؤخر ليولد شيئاً ما ؟
-هنا يغرد هيوم بقانونه مصمماً على ان فائدة ذلك الانحسار او الانطباعات في الذهن هي مسبب رئيسي لأفكار الخيال. بحكم قوله أن (حرية الخيال ليست بمعنى قدرته على إنشاء افكار جديدة بدون انطباعات سابقة، لأن كل فكرة خيالية لا توجد في إدراكنا إلا نتيجة انطباع ، ولكن الخيال حر في التصرف بذلك العدد الكبير من الانطباعات فيفضل ويؤلف ويقدم ويؤخر فيما بينها مكونا الصور والأوضاع التي تروق له) اي يتم تجميع عدة انطباعات ترتبت في الواقع وواحدة منها المثال أعلاه “الجاذبية “ واضيف إلى ذلك ان أدوات الانطباع لها دور كبير جداً في توليد الخيال وليس الانطباع وحده يتدخل في ذلك الشأن. وهنا يتحصل: ان مجموعة انطباعات مع أدواتها تتسبب في افكار الخيال. حيث ينحصر القول بأن “الخيال نتاج الواقع لكن هنالك تقديم وتأخير في الانطباعات وأدواتها تجعل الذهن يولد فكرة جديدة متمثلة بالخيال كالشعر مثلاً يخيل للشاعر أنها صنعة خارجه عن الواقع بوصفها ولدت نتيجة الخيال وفي الحقيقة هي نتيجة الواقع الذي ترتب على ذهنه في انطباعات سابقة. لكن هنالك تقديم و تأخير انطباعات عن أخرى ودمج بعضها ببعض آخر لينتج خيالاً _مزخرفاً بالجمالي _ ورقصات _موسيقيّة موزونة متمثلاً ذلك بالشعر.
هيوم معني بالشعر، فيما نتبين أن الشعر كلمات ترتبت نتيجة افكار الخيال. نستطيع الآن أن نخرج بخلاصة مهمة وهي“ان الخيال هو نتاج انطباع عن الواقع وكلما تعددت تجارب الشاعر في الواقع تتولد نتيجة ذلك الانطباعات وكل ما تولدت، ينشأ الخيال متطوراً من تلك الانطباعات وقوة ذلك الخيال ومداه تضاهي قوة ومدى الانطباع الناتج. وخير ما يستحق أن يذكر في هذا النحو هو المتأمل والمحدث والصانع المحترف جداً طارق الياسين، لأن شدة الخيال ومداه الواسع عند هذا الشاعر ، تدل على تعدد تجاربه وانطباعاته في حياته واستخدام تلك الانطباعات بطريقة محترفة - حداثية بحتة في كتابة النص العامي - الشعبي الحديث.
جملة من أبيات هذا الشاعر العظيم في ديوانه وضوح اول.
1 - رسمت الألم بوابة وفتت منها
اسـمعت صوت الخبز بالجَسد يتكسر .
2 - قدمها الحافي !
يرسم ساقية صغيرة مقمرة.
3 -الليل وادي ، وادي مظـلم
وادي عالي ، ونحن على القمة سكارى.
4 -الغزاله التي رسـمها الظل ،
تشبه افراح الواقفة على التل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب وشاعر من ذي قار، يدرس في جامعة البصرة- كلية الطب.
******************************************************
سينما حلم البالون والحجر
منار غالب حسين أبو شمالة / جدة
ماذا يتبقى لنا اذا متنا وتحولت الأجساد رمادا ؟
يقودنا هذا الى الحلم البسيط الذي قد ينتهي ونحن في مقتبل العمر وقد يبدأ بعد ان ترتعش المفاصل من الهرم ، هاجس “لقد نفد الوقت” ، يتبقي لنا حلم لطالما كان الوحيد الذي نتمنى لو أنه تحقق وليس بعده نتمنى أي شيء ..
هذا ما حدث لشخصية انيميشن في فيلم “فوق ،up “ من انتاج بيكسار ، بواسطة ديزني عام ٢٠٠٩م ، حول رجل مسن يدعى كارل وزوجته ايلي كان حلم منذ طفولتها أن يكون لهما بيت صغير فوق شلالات الفردوس ، لقد أوقفتهم عن تحقيق الحلم مسيرة العمر والتفاصيل والمسؤوليات ، هل يعود السبب أننا عندما نحلم نرسم له كيفية لتنفيذه ثم نريده ان يتحقق بذات الكيفية التي خططنا لها، أن لانقبل بالتنازلات أو ادراك أن الطريقة قد تكون مغايرة فقط !
ماذا لو تم تنفيذ الحلم بفكرة أخرى مغايرة ولكنها تفي بالغرض وقد يكون تنفيذ الحلم أكثر مخاطرة ولكنها المغامرة ماذا نخسر اذا خضنا تجربة نعود بعدها مختلفين وخارج النمط اليومي الذي اعتدنا المضي فيه يوما بعد يوم ، متحجرين بالقيود والمحدودية الافق الخفيض، العالم الواسع الذي نشاهد كل يوم من خلف زجاج صقلناه بأنفسنا لنمنع ارواحنا البسيطة من التحليق ..
ايلي حلمت بان يكون بيتها على قمة شلالات الفردوس في امريكا الجنوبية، الفقر يحول دون تحقيق الحلم والعمر يمضي ، يبدو الامر مستحيلا ، ماتت ايلي وبقي الحلم معششا في روح كارل ، وقرر ذات يوم ان يصحب البيت الصغير بصوره وذكرياته الى الحلم الذي رسمته ايلي بطبشور وهي طفلة ، سؤال يقفز لذهن المتفرج ، هل علينا تحقيق حلم الاخر الذي نحب بكل جوارحنا ، نعم كانت اجابة كارل بائع البالونات البسيط جدا بعقلة وطموحة ليقفز الى أصعب القرارات التي يمكن أن يأخذها انسان عادي ، لقد ربط البيت الخشبي الصغير الذي حاصرته الخرسانات الجبارة بملايين البالونات المشبعة بغاز الهيليوم ، في رحلة الى امريكا الجنوبية حيث شلالات الفردوس التي ترتفع على الصخور الشاهقة ، ملايين البالونات سحبته الى اعلي فوق السحاب في مغامرة مذهلة ، كارل الذي لم ينجب يظهر في حياته وهو بهذا العمر الذي يفضل فيه المسن الوحدة وقلة الكلام الى طفل يتيم يطمح الى جمع أوسمة الكشافة وتبقى لديه مكانا لوسام خدمة المسنين ، وزاد من شعوره بالانزعاج ، ظهور طائر نادر عليه ان يحميهم من اخطار رحلة لم يفصح اذا ما كان قد خطط لها او انها كانت تلقائية بلا تجهيز ، كان قرارا ومغامرة بدون حساب لاي عواقب ..
رحلة أخرى بلا عواقب قام بها مسن من الجنسية الهندية الفلاح البسيط داشرات مانجي الذي لقب برجل الجبل ، عاش في قرية قريبة من مدينة جاي بولاية بيهار شرق الهند مرضت زوجته وماتت ولم يستطع اسعافها ، بسبب ان الطريق الى المدينة حيث الطبيب يستغرق وقتا ومسافة أطول من ذهابه سيرا على الاقدام ، وهرولة الموت السريع اليها ، كان الدافع لتخطي ألم الفقد ، أن حفر طريق يصل قريته الى أقرب مدينة فيها طبيب ، لقد حفر جبلا بإزميل ومطرقة ، ليختصر المسافة من ٧٥ كيلومترا الى ١ كيلو متر ، استغرق هذا الانجاز العظيم ٢٢ عاما من عمر هذا الرجل العظيم .
وكعادتي لا أترك الأمور تسير في طريقها من دون اثارة سؤال ، هذا الرجل الذي حفر جبلا في قرية واستمر بالحفر ٢٢ عاما من أجل هدف عظيم لم يساعده في حلمه أحد !
هل من الصعب اقناع الآخرين بالخير وتحقيق المنفعة للجميع ؟
لقد تم اصدار فيلم لهذا الرجل The mountain man رجل الجبل ، الرجل الذي شق الجبل الى نصفين بعد أن كان الناس يضطرون الى الالتفاف حوله للوصول الى أقرب مدينة ، من أين جاء بكل هذا الجلد والارادة ، ليحقق حلمه وحلم الجميع.
هل نحتاج الى بالون أو ازميل كي نحقق حلما نراه صعبا ونحن في سن الشباب ليتضح أن تحقيقه أسهل مما نتخيل في سن متأخرة جدا ..
**********************************************************
قصة قصيرة.ز وصية رجل حالم من غزة
يسري الغول
اعتقدت لوقت طويل أنني سأجلس على مقعدي الوثير، في ليلة ماطرة من مساء شتوي مثقل بالبرد، ينبعث صوت أم كلثوم وأنا أكتب وصيتي الأخيرة لأبنائي وزوجتي ومن يهتم لأمري، وللقراء الذين يظنون أنني شخص خارق.
وكنت كذلك، أحلم أنني سأكتب الوصية بقلم أزرق جاف من نوع فاخر، أضع النظارة على أرنبة أنفي، أحك شعري المجعد، المليء بالشيب، بجواري حبوب الضغط والسكري، اسجل انكساراتي وخيباتي وتعاليمي ومواعظي. ولا أعرف كم سيكون عمري حينذاك، ربما ثلاثة وسبعون عاماً أو أكثر قليلاً، لكن المصيبة أن هذا الأمر لن يحدث بعدما انتشرت رائحة الحرب في الأرجاء، دمر بيتي وقتل جيراني، نزحنا من مكان لآخر، من مركز إيواء إلى بيت صديق حميم.. إلى الشارع، لذا بت أنتظر الصاروخ كي يقضيِ على ما تبقى مني، فأنصرف عن الحياة بصخب كما فعلتْ الصواريخ اللعينة في قصصي ومدينتي.
إن ما جرى يفوق الخيال، ويتجاوز فكرة الانصراف إلى الكتابة في هذا الوقت العصيب؛ فتحريض العقل على طهي نص مسبوك لأجل صديقة تقطن في الضفة الأخرى من الوطن محض هراء، أن نجمع الوصايا المتخمة بالموت في كتاب يوثق اللحظة؛ كي نضع العالم أمام واجبه الأخلاقي تجاه الإنسان المهزوم في قطاع محاصر، يشبه المدن المتحضرة رغم لونه قاتم السواد، يسمى غزة.
ولأنني مضطر أن أكتب وصيتي أيضاً، قررت تنفيذ عملية فدائية؛ لعلي أحظى بهدنة قصيرة.
لذا فكرت أن أجمع شتاتي، ألتحم مع الجدران المدمرة، الأبنية المنهارة على رؤوس ساكنيها، أتضخم مع الحديد الذي اخترق أجساد الأطفال والنساء، وأصير ذلك العملاق، ربما أعظم من الهولك الأخضر، وأقوى من الأيرون مان، أتحول إلى مخلوق يكبر كلما سار في الطرقات التي تنتشر فيها رائحة الدم والصواريخ والدمار الهائل، تلتصق بجسدي كتل الباطون والاسمنت والحجارة حتى أصير مثل عمالقة أفلام هوليود تماماً، كي أقضي على الدبابات التي قنصت ابن خالتي ودمرت بيت أخي، وكي ألتهم الطائرات المغيرة على الأبرياء كل دقيقة.
ترى: هل يمكن للقبضة الاسمنتية أن تتأثر بضرب الطائرات الحربية التي تمارس هوايتها باللعب فوق بيوتنا المتهالكة، تلك التي تسقط حممها البركانية بينما يضحك كابتن الطائرة لإصابته الهدف بدقة، وإنهاء حياة أطفال كانوا ينتظرون الذهاب إلى المدرسة، في جعبتهم حلم دراسة الهندسة عندما يكبرون؛ كي يعيدوا ترميم وترتيب البيوت مجدداً.
لقد قررت حقاً في البحث عن الوسيلة الناجعة في تدمير طائرات الf16 والf35 والكواد كابتر والدرونز فجمعت الحديد في قبضتي لأضرب كل الطائرات المارقة، العابثة بكل تفاصيل الحياة، المتناحرة في هذا الكوكب الصدىء، لكنني اكتشفت عجزي وقلة حيلتي.
ولأن اليد من لحم ودم، أوصي المجانين أمثالي، الغارقين في الخيال، أن يتحول بعضهم إلى زمار يأخذ الأطفال إلى مغارة بعيدة، يعزف كل رجل فيهم مقطوعته الموسيقية عند الفجر ليذهب الملائكة الصغار إلى مغارة لا مكان فيها للموت، وأن يلبس البقية قناع زوربا، ليسرقوا الطعام والألعاب من بيوت الأغنياء.
هذه وصيتي التي لا أعرف إن كانت ستصل إلى أصحابها أم لا، خصوصاً أن المخيم بلا انترنت أو كهرباء، وصية شخص غارق في الخوف والأمل.
أرجو أن تصل بأي وسيلة، عبر الكوابيس أو الأحلام، أو عبر يمامة مغبرة، غارقة في التيه.
************************************************************
الصفحة الثانية عشر
في وداع القائد الانصاري (ملازم خضر)
الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين ومنظمة الانصار القدامى للحزب الشيوعي الكردستاني
يتشرفون بدعوتكم
للمشاركة في مراسم تشييع القائد الانصاري الفقيد نعمان علوان سهيل التميمي (ملازم خضر) صباح يوم الاثنين 5 آب 2024
يصل جثمان الفقيد الساعة التاسعة صباحا الى مطار اربيل الدولي، ويتوجه موكب التشيع بعدها الى مقبرة الحزب الشيوعي العراقي على طريق كركوك اربيل، لاجراء مراسم الدفن في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا.
يقام مجلس العزاء الثلاثاء 6 اب 2024 في جامع جليل خياط في اربيل من الساعة الواحدة ظهرا حتى السادسة والنصف مساء وليوم واحد.
*****************************************************
يوميات
- يعقد بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بعد غد الثلاثاء، جلسة بعنوان «تقنيات السرد الصوري في العرض المسرحي»، يتحدث فيها د. ماهر مجيد إبراهيم، بمساهمة نخبة من الأكاديميين والنقاد.
الجلسة التي من المقرر أن يديرها د. علاء كريم، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
******************************************************
النجف.. نساء ريف «آل بدير» يرفضن تعديل قانون الأحوال الشخصية
النجف - ملاذ الخطيب
عبر عدد من نساء ريف آل بدير في محافظة النجف، عن رفضهن مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية، في وقفة تم تنظيمها الأربعاء الماضي في المنطقة.
ورأت النسوة المشاركات في الوقفة، عبر شعارات رفعنها، أن هذا التعديل يعد سلبا لحقوق الطفل وإهانة للمراة العراقية ولسجلها الحافل بالإنجازات.
وفي حوار قصير مع «طريق الشعب»، قالت السيدة أم فائز، إحدى المشاركات في الوقفة انه «بدل أن يسنوا قوانين تخدم الشعب وتعالج مشكلاته المعيشية، يعدّلون على قانون الأحوال الشخصية بأسلوب يكرس الطائفية ويحط من قدر المرأة»!
وتتحدث أم فائز عن معاناة أهالي منطقتها، خاصة في مجال الزراعة، مشيرة إلى انهم يواجهون تحديات كبيرة في موسم زراعة الرز، بسبب انحسار المياه وكثرة انقطاع التيار الكهربائي، مبينة أنهم يستخدمون مضخات كهربائية تقع على النهر، وهو بعيد عن أراضيهم. وبسبب تكرار انقطاع الكهرباء وتذبذبها، يضطرون إلى قطع مسافة بعيدة لإعادة تشغيل المضخات أو إطفائها لحمايتها من ضرر تذبذب التيار.
وتتابع قائلة أن «شح المياه أجهز على محاصيلنا، وتسبب لنا في خسائر كبيرة. لذلك كنا نأمل معالجة مشكلاتنا هذه وغيرها من المشكلات التي يعانيها العراقيون، إلا ان الدولة منشغلة في سن مواد قانونية لا تصب أبدا في صالح المواطن»!
*****************************************************
في اتحاد الأدباء العراقيين جلسة حوارية حول «ترويج الكتاب»
متابعة – طريق الشعب
ضمن برنامج «ورش في العمل الثقافي والإبداعي»، الذي ينظمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع مؤسسة «أنا عراقي.. أنا أقرأ»، احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أخيرا، جلسة حوارية بعنوان «ترويج الكتاب»، حاضر فيها كل من الكاتب قاسم سعودي وخبير التسويق عبد المغيث نبراس.
الجلسة التي استمرت يومين، حضرها عدد من الشباب المهتمين في تسويق الكتاب. فيما استهلها سعودي بالتشديد على «أهمية الترويج للكتاب باعتباره وسيلة من وسائل نجاة العقل، خصوصا في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعيشها العالم اليوم».
وأوضح ان «هناك عوامل كثيرة تساعد على ترويج الكتاب ونقله خارج حدود بلد مؤلفه، منها المحتوى متمثلاً في المتن والغلاف وجودة الموضوع، إضافة إلى قدرة المؤلف على اختيار المواضيع التي من شأنها خلق فضاء معرفي، وبالتالي التأثير في بنية المجتمع وليس في الوسط الثقافي وحسب».
ونوّه سعودي إلى ان «المسؤول عن جودة الكتاب هي دار النشر واللجان المعنية باختيار الكتب التي ستطبع وتنشر، ومن ثم يأتي دور القارئ أو المهتم الذي تقع عليه هو الآخر مهمة ترويج الكتب الجيدة وإبراز جماليتها».
أما نبراس، فقد رأى أن «تسويق أي منتج يحتاج لاستهداف جمهورين، هما العام والخاص»، مضيفا قوله: «اما فيما يخص الكتاب وترويجه، فإن ذلك يعتمد على اختيار غلاف جذاب للكتاب، فهذا الأمر يعد أول عناصر الجذب، لا سيما إذا تم اختيار اللونين الأزرق والأحمر مع لوحة تتوسط الغلاف، يجب أن تكون معبرة عما في داخل الكتاب، ومن ثم المحتوى الذي يعتمد بدرجة أساس على وعي الكاتب».
وتطرق نبراس إلى الطرق الفردية التي يجب أن يتبعها الكاتب لترويج أعماله الورقية، وذلك من خلال المحافل ومعارض الكتاب والندوات والمؤتمرات الخاصة بالأدب والثقافة والكتاب، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كان الهدف من الترويج تجارياً أم معرفياً، مستشهداً بكتّاب عالميين عديدين نجحوا في ترويج كتبهم.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، الذين رأوا أنه من الأهمية ترويج الكتاب الجيد الذي يساهم في إشاعة المعرفة ونشر الوعي التنويري.
**********************************************************
«الفانوس السحري» يختتم دوراته الصيفية الـ16
متابعة – طريق الشعب
أعلن المركز الثقافي للطفل (الفانوس السحري) في المنصور، اختتام فعاليات دوراته الصيفية الـ16 للموسم الحالي.
وأقام المركز التابع إلى دار ثقافة الأطفال، حفل الختام على "مسرح النوارس" في مقر الدار، بحضور الأطفال المشاركين في الدورات وعائلاتهم.
وفي كلمة لها خلال الحفل، قالت مديرة المركز رجاء داود، أن "الدورات الـ16 التي استمرت شهرين، تنوعت بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والأعمال اليدوية، بما ينمّي مهارات الأطفال العلمية والفنية".
وعرضت خلال الحفل رسوم وصور فوتوغرافية وأعمال يدوية أنجزها الأطفال خلال الدورات. كما عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على النشاطات التي قُدّمت في هذه الدورات، لتتوالى بعدها فعاليات تنوَعت بين الشعر والموسيقي ومسرح الدمى.
وفي الختام، وزعت شهادات تقدير على الأطفال.
*********************************************
في البصرة «كنيسة سيدة النجاة» تحتضن أمسية ثقافية
البصرة – طريق الشعب
احتضنت قاعة «كنيسة سيدة النجاة» في مركز مدينة البصرة، أخيرا، أمسية ثقافية بعنوان «دور الفنون في المجتمع وتأثيرها على جمالية البصرة».
الأمسية التي حضرها جمع من المهتمين في الثقافة والفنون من مختلف الطوائف ومن كلا الجنسين، افتتحها المطران حبيب هرمز النوفلي، راعي ابرشية المسيحيين الكلدان في البصرة وجنوب العراق، بالحديث عن تاريخ الفنون في العراق منذ ما قبل الميلاد ولغاية اليوم، وعن تأثير الفنون على المجتمعات. ثم تطرق إلى الفنون النشطة اليوم في البصرة، ومنها الفن التشكيلي الذي أثر إيجابيا في المدينة ومجتمعها.
بعد ذلك تحدثت الفنانة إلهام الزبيدي، رئيسة «منظمة اللوتس» النسوية للثقافة والفنون، عن الفن في البصرة والعراق والعالم عموما، وتأثيراته في المجتمعات. أعقبها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، عن الحزب الشيوعي العراقي، بالحديث عن مفهوم الثقافة، معرّفا بالمثقف ودوره، وموضحا كيفية ارتقاء الثقافة والفن بإنسانية الإنسان.
وساهم في الأمسية أيضا الشيخ مازن العيداني، الذي تحدث عن الفنون من المنظور الديني. وبيّن أهمية الفن في المجتمع. تلاه الخور أسقف عماد البناء والكاتبة جيهان الزبيدي، بتقديم مداخلتين حول موضوعة الأمسية.
وقبيل الختام، طلب المطران النوفلي من الحضور، المشاركة في الفعاليات الثقافية القادمة التي تنظمها «أخوية المحبة الإنسانية»، على اعتبار ان تلك الفعاليات تخدم الجميع.
وفي الختام، قدمت تنسيقية التيار الديمقراطي في البصرة شهادة تقدير إلى «أخوية المحبة الإنسانية» – مكتب البصرة، تثمينا لجهودها في نشر الوعي الثقافي في المدينة. وقد سلمت نائبة المنسق السيدة نوال سالم، الشهادة إلى سكرتيرة الأخوية السيدة إيمان الشاهين.
********************************************************
أبو نيسان يغمرنا بعطائه
الرفيق العزيز مفيد الجزائري (أبو نيسان)، طاقة متجددة، يبعث الحيوية والنشاط في من يلتقيه، ثابت التوجه، راسخ الاعتقاد بقضية الحزب، لا يكل ولا يمل عن عمل كل ما يرفع من سمعة الحزب ويعزز نشاطه ودوره في المجتمع.
اليوم أبو نيسان يعطي مثالاً ملهماً آخر بتبرعه السخي (خمسة وعشرون مليون دينار) لحملة بناء مقر الحزب الجديد.
للعزيز أبو نيسان الشكر والتقدير والصحة والعطاء المتجدد. ننتهز هذه الفرصة لنقدم خالص الامتنان الى كل من تبرع لينهض هذا الصرح، والى من يواصل عطاءه لإكمال المرحلة الثانية من: بيت الشيوعيين.. بيت الشعب.
لجنة حملة التبرعات
لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي
*******************************************
الكوت شاب يحوّل «زقاق» إلى لوحة خضراء!
متابعة – طريق الشعب
قبل عامين غرس الشاب أحمد محسن أشجارا وشتلات ورد على رصيفي الزقاق الذي يسكن فيه في منطقة دور الشؤون بمدينة الكوت، ما جعله الزقاق الأجمل في المدينة وأثار رغبة الناس في شراء عقارات تقع عليه – حسب ما يؤكده مواطنون.
وبعد نجاح تجربته الزراعية، بات أحمد يتلقى طلبات من الأزقة والأحياء القريبة لاستنساخ التجربة فيها، فيما زاره مدير البلدية والقائم مقام، واشادا بجهوده.
وزيّن الشاب زقاقه بشتلات راقية، مثل الجهنمي العراقي والأكاسيا الأفريقي وكف مريم والديورنتا والانتيكوما.
يقول أحمد في حديث صحفي، أنه «في البداية زرعت الرصيف أمام منزلي، ثم توسعت تدريجيا حتى زرعت الزقاق بأكمله»، مبينا أن «الأهالي رحبوا بالفكرة، وتعاونوا معي سواء في التنظيم أم في الزراعة أم في تنصيب الإنارة. وقد اعتمدنا طريقة الري بالتنقيط منعا لهدر المياه».
وينوّه بانه ومن يتعاون معه، باتوا يمتلكون خبرة في الزراعة، وصاروا يشاركون في حملات التشجير التي تشهدها المدينة، لافتا إلى ان الأصناف التي زرعها قوية جدا وتتحمل درجات الحرارة العالية.
*************************************************
إيهاب يوثق جمال الضلوعية بكف واحدة
متابعة – طريق الشعب
رغم فقدانه أحد كفيه، يصر الشاب إيهاب أحمد (20 عاماً) على حمل كاميرته والتقاط صور لمعالم مدينته الضلوعية في صلاح الدين، لغرض توثيقها. ويخرج إيهاب عصر كل يوم متوجها نحو تجمعات الشباب والأطفال، لالتقاط صور لهم. فيما يؤكد ان ذكريات الحادثة الأليمة التي أفقدته كفه اليسرى، تتلاشى أمام ابتسامات الشباب والأطفال الذين يصورهم، آملا في الحصول على دعم لشراء معدات تصوير حديثة. ويذكر إيهاب في حديث صحفي، أنه فقد كفه بانفجار جسم غريب من مخلفات داعش، حينما كان يلعب في منطقة البوفراج، مبينا أنه كان يحب التصوير بكاميرا الموبيل، حتى تحوّل الأمر إلى هواية. ويوضح أنه يصور المعالم الطبيعية والملاعب، فضلا عن تصوير الأطفال، مشيرا إلى انه بحاجة إلى دعمه بمعدات تصوير حديثة، كي يوثق جمال مدينته بدقة أكبر.
من جانبه، يقول المواطن يقظان سامي، انه «نلتف حول إيهاب ليلتقط لنا صورا تذكارية. فهو بالرغم من إعاقته مصر على تطوير موهبته»، متمنيا دعم هذا الشاب كي يواصل هوايته ويوثق جمال الضلوعية.