اخر الاخبار

الصفحة الأولى

العراق يستنكر الهجوم على إيران معنيّون: طهران نجحت في احتواء الرد الصهيوني

بغداد ـ طريق الشعب

قللت إيران من أهمية هجوم الكيان الصهيوني على أراضيها، مؤكدة نجاح مضادات البلاد الجوية في التصدي للهجمات المعادية، بينما أعلن الكيان الصهيوني تنفيذ 20 ضربة على مواقع عسكرية بمشاركة نحو 100 مقاتلة. في هجوم جاء بأقل من المتوقع بعد كمية التهديدات لقادة دولة الاحتلال.

وفي تلك الاثناء، تصاعدت دعوات دول الغرب لحكومة إيران بضرورة وقف التصعيد مع دولة الاحتلال، من دون أن تبدي أي تحرك ملحوظ تجاه الانتهاكات والمجازر اليومية التي ينفذها الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين ولبنان.

هجوم مباشر

وجاء الهجوم على إيران، مباشراً وعلنياً، رداً على ثاني هجوم علني ومباشر شنته طهران على تل ابيب مطلع الشهر الجاري، بعد هجوم آخر منتصف نيسان الماضي، ردت عليه إسرائيل حينها دون تبنٍّ علني.

وأعلن المقر المركزي للدفاع الجوي الإيراني في بيان، عقب انتهاء الهجوم الإسرائيلي، أن القصف استهدف مواقع عسكرية في ثلاث محافظات هي طهران وخوزستان في جنوب غرب إيران، وإيلام في غربها.

وأكد الدفاع الجوي الإيراني أنه رصد وأحبط بنجاح الهجوم الإسرائيلي، متحدثاً عن "أضرار محدودة لحقت ببعض النقاط"، من دون الكشف عن طبيعتها، مشيراً إلى أن أبعاد الهجوم قيد الدراسة والتحقيق.

فيما أكد الجيش الايراني في بيان له، مقتل جنديين منه، جراء العدوان.

الحق في الدفاع عن النفس

وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنها "تدين بأشد الأشكال العمل العدواني الإسرائيلي ضد عدة مواقع عسكرية في إيران، في انتهاك سافر للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن ايران طالما أكدت حقها الذاتي في الدفاع المشروع تطبيقاً للمادة الـ51 لميثاق الأمم المتحدة، وهي تعتبر أنها "محقة وملزمة بالدفاع عن نفسها أمام الأعمال العدوانية الأجنبية".

العراق يستنكر

واستنكر العراق ودان "بأشدّ العبارات" الهجوم الإسرائيلي على إيران، وجدد تضامنه ووقوفه معها، كما جدد الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان "يواصل الكيان الصهيوني الغاصب سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة، ومنهج الاعتداءات السافرة، التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما اقترفه من اعتداء جوي على أهداف إيرانية". وأضاف، "لقد سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي، تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران". وجاءت ردود فعل على الهجوم من سوريا والسعودية وسلطنة عمان وقطر والإمارات،.

وأيّدت سوريا حق إيران في الدفاع عن نفسها، فيما أعربت قطر عن قلقها من التداعيات الخطرة لهذا التصعيد، ودعت لحل الخلافات بالحوار.

فيما دانت السعودية الهجوم واعتبرته انتهاكاً للسيادة، مؤكدة موقفها الثابت في رفض التصعيد، وحث جميع الأطراف على التحلي بالهدوء.

وأعربت الإمارات عن قلقها العميق إزاء التصعيد وأهمية ضبط النفس، مشددة على ضرورة الحوار والالتزام بالقوانين الدولية.

تقليص نطاق الهجوم

من جهته، أكد المحلل السياسي فراس إلياس أن إيران نجحت في تقليص نطاق الهجوم الإسرائيلي عليها الذي وصفه بأنه "هجوم محدود التأثير" يهدف لإرضاء غرور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها المرشد الإيراني علي خامنئي.

وأوضح إلياس أن هذا الإنجاز الإيراني تحقق بفضل الدبلوماسية المكثفة التي قادتها الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية الإقليمية في الساعات الأخيرة، بالإضافة إلى الجهود التي بذلها عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، والعروض التي قدمها لدول المنطقة في الأيام الماضية.

وأضاف إلياس، أن إيران لم تُظهر تراجعاً بل تبنت "تكتيك الخطوة إلى الوراء" بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية لاحقة. فقد قبلت بالضربة الإسرائيلية، لكنها نجحت في الحفاظ على برنامجها النووي ومواقعها الحيوية. كما استطاعت إيران توسيع أمد الصراع دون أن تجر نفسها إلى حرب مفتوحة، حيث حصرته في نطاق غزة ولبنان، ونجحت في تأجيل الحرب الشاملة التي طالما راهن عليها نتنياهو.

وأشار تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أن إسرائيل أخطرت إيران قبل تنفيذ الهجوم وطالبتها بعدم الرد لتجنب تصعيد أوسع، وفقاً لمصادر أمريكية مطلعة.

وذكر الموقع أن إسرائيل أرسلت رسائل لطهران قبل ساعات قليلة من الضربة تطلب فيها تجنب التصعيد.

*****************************************************

رائد فهمي: لنفعّل عناصر العمل من أجل الخلاص من منظومة المحاصصة وتحقيق التغيير المنشود

بغداد ــ طريق الشعب

أجرت هيئة تحرير "طريق الشعب" لقاءً مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وكانت حصيلته في الآتي:

طريق الشعب:

كل الترحيب بالرفيق رائد فهمي، في هذا اللقاء الذي تجريه هيئة تحرير " طريق الشعب"، وتسلط فيه الضوء على الانتخابات القادمة موقف الحزب منها. فكما هو معروف قاطع الحزب انتخابات مجلس النواب عام 2021 وعاد للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات. والآن يدعو الحزب إلى مشاركة فاعلة وناشطة في انتخابات مجلس النواب القادمة سواء أجريت مبكرا أم في وقتها المحدد والذي يفترض أن يكون في تشرين الأول 2025، نتمنى أن يتم تسليط الضوء على دوافع وأسباب المشاركة والمقاطعة؟

رائد فهمي:

شكرا أولا لإتاحة هذه الفرصة وأتقدم بالشكر لكادر "طريق الشعب" ولجميع المتابعين لهذه الصحيفة.

في البدء يجب أن نشير إلى أن هذه الانتخابات تأتي على خلفية أوضاع بالغة الخطورة تشهدها المنطقة، وحتى بالنسبة للعراق أيضا هناك تحديات جسيمة.  فالبلد يعيش مسلسل أزمات ونحن نشخصها كأزمات بنيوية، أزمات في بنية النظام السياسي والتي تلقي بظلالها على أوضاع الناس المعيشية. واليوم نلاحظ أنه في مختلف الميادين هناك صعوبات متزايدة للمواطنين وهناك مستلزمات أساسية أصبحت غير متاحة إلا لمن يمتلك القدرة الشرائية.  وفي هذا الإطار نشير  إلى موقفنا من موضوعة الانتخابات بشكل عام، فنحن نرى أن تشكيل وإقامة دولة مدنية ديمقراطية هو خيار إستراتيجي بغض النظر عن التطورات والأوضاع الآتية التي قد تخلق انعطافات وتعقيدات معينة، ولكن الوجهة العامة لعمل الحزب هي من أجل أن يسير العراق في اتجاه إقامة دولة مدنية ديمقراطية متكاملة الأركان، ونقصد بذلك  أن الديمقراطية لا تختزل بالانتخابات، فالديمقراطية لها مرتكزات اجتماعية ومرتكزات مؤسسية وقيمية وثقافية، وإذا قسنا الواقع الديمقراطي في العراق الآن وفق هذا المنظور فإن هناك بالتأكيد نقص كبير، حيث لدينا  الآن عملية ديمقراطية محدودة وقاصرة، والجزء المتوفر منها يعاني من مشاكل ومن ضمنها موضوعة الانتخابات.

النص الكامل للقاء على الصفحتين 6- 7

************************************************************

الحزب الشيوعي العراقي: جذوة انتفاضة تشرين لن تنطفئ!

تحل هذه الأيام، الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين الحدث الجماهيري الأكبر في تاريخ العراق  الحديث .

ففي مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر ٢٠١٩)، تداعى شابات وشبان الوطن، إلى ساحة التحرير وسط بغداد رافعين رايات الوطن وشعارات التغيير، ونصبت في الـ25 منه، خيم الاعتصامات في مختلف ساحات البلد.

وجراء القمع الدموي الذي بادرت إليه السلطات الأمنية وجماعات مسلحة عُرفت لاحقا بـ«الطرف الثالث»، سقط مئات الشهداء والاف الجرحى على طول مسيرة الانتفاضة التي امتدت لما يقرب العام.

لقد مثلت الانتفاضة المجيدة، فضاءً وطنياً استقطب ملايين العراقيين الطامحين إلى عراق مستقر ومستقل ومقتدر، ينعمون فيه بالرفاه والرخاء؛ وطن غير مرتهن لقوى الفساد والسلاح واجندات  خارجية !

ومثلت الانتفاضة، حالة متقدمة في الوضع العراقي، وطرحت قواها شعارات تعبر عن وعي عميق بالأزمات والتحديات التي تواجه البلد.

لذلك، سعت قوى السلطة مسنودة بأجندة خارجية، على مدار السنوات الأربعة التي تلت الانتفاضة، إلى تشتيت فضاء الانتفاضة وإضعاف قواها، وتبديد إمكانيات إعادة تشكلها، تارة عبر بث الخطاب الطائفي وتكريسه اجتماعياً، وعبر القمع الممنهج لكل التظاهرات المطلبية والاحتجاجية ، وفي تارة أخرى عبر مساعي القضاء على كل ما هو وطني اصيل وتقدمي في تاريخ وحاضر الوطن! ولنا في قانون العطل الرسمية وتعديل قانون الأحوال الشخصية أمثلة على تلك الممارسات.

وفي حلقات مسلسل القمع، كشرت قوى السلطة عن انيابها في محاولة للتضييق على الفاعلين الاجتماعيين وقمعهم عبر دعاوى قضائية كيدية ومذكرات اعتقال صدرت بحق الناشطين في محافظة ذي قار، التي شهدت حراكاً جماهيراً واسعاً في الأيام الماضية رافضاً لتلك الممارسات المستفزة.

وخلافا لرهان البعض، فأن جذوة الانتفاضة أبت ان تنطفئ! كيف لا، والأسباب التي فجرت الغضب الجماهيري ما زالت قائمة إلى الان، مع تعمق الازمات جراء استمرار منهج الحكم المحاصصاتي الطائفي المقيت.

فلم تكف الجماهير، في كل ربوع الوطن عن الخروج في تظاهرات ووقفات للمطالبة بحقوقها المشروعة، وتحول شعار التغيير الديمقراطي الشامل، من مطلب وشعار إلى برنامج عمل للعديد من القوى السياسية الوطنية.

ان انتفاضة بتلك الرسالة الوطنية الواضحة، وتلك الدعوة الى المواطنة الجامعة العابرة للطوائف والتخندقات الفرعية والمناطقية،تستحق ان تُحيا ذكراها، ويُمجد شهداؤها، ويُطالب بأنصاف عوائل شهدائها، وبتقديم قتلتهم الى القضاء العادل.

ونحن نستذكر هذه الأيام المجيدة في تاريخ النضال الوطني لأبناء شعبنا، فإننا نؤكد بأن التغيير المنشود، يشترط تحقيق وحدة عمل قوى التغيير  وبناء البديل السياسي لمنظومة المحاصصة والفساد، وكسر مساعي الهيمنة من قبل اقلية حاكمة .

إن آمال شعبنا وتطلعاته، تحتم علينا المضي في مشروع التغيير، وتحقيق اهداف انتفاضة تشرين وغالبية أبناء الشعب.  

المجد لذكرى انتفاضة تشرين  المجيدة.

المجد لشهدائها الامجاد

والنصر لشعبنا

اللجنة المركزية

للحزب  الشيوعي العراقي

٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٤

***************************************************

الصفحة الثانية

موقع: كل عراقي يحتاج 75 شجرة لإنتاج ما يكفي من الأوكسجين

متابعة ـ طريق الشعب

قال موقع “نمبيو” الذي يُعنى بحياة الناس لدول العالم، إن كل مواطن عراقي يحتاج الى 75 شجرة لانتاج ما يكفي من الاوكسجين.

وذكر الموقع في تقرير لهُ، ان كل راكب عراقي ينتج 1.647 كغم من ثاني اوكسيد الكاربون سنويا نتيجة تنقله الى العمل او المدرسة، مبينا ان ذلك يحتاج الى 75 شجرة لكل شخص راكب لانتاج ما يكفي من الاوكسجين.

واضاف، ان وسائل التنقل الرئيسية المستخدمة الى العمل او المدرسة هي السيارات بنسبة 66.76% ، يليها المشي الى العمل بنسبة 12.9% ، ثم العمل داخل المنزل بنسبة 9.9% .

وتابع الموقع، أن الوسائل الاخرى هو بواسطة الباص بنسبة 5%، و استخدام الدراجات النارية بنسبة 2.56% ، وبنفس النسبة بواسطة الدراجة الهوائية.

******************************************************

التيار الديمقراطي العراقي: الحماس الانتخابي الكردستاني سيُلهم جماهيرنا في تحقيق التغيير المنشود

بغداد ـ طريق الشعب

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي، أمس الاول، اجتماعه الدوري، لمناقشة جملة من القضايا الراهنة ضمن جدول أعماله، مستعرضا التحديات السياسية والاقتصادية المتصاعدة التي تهدد استقرار البلاد.

وأكد التيار ضرورة تقديم بيانات تطمينية للمواطنين حول استقرار الاقتصاد، في ظل الضغوط المستمرة.

وناقش اجتماع المكتب التنفيذي للتيار، أحداث التظاهرات الأخيرة في الناصرية، التي وصفها بأنها محاولة لخلط الأوراق السياسية عبر استغلال مذكرات القبض على مجرمين، بهدف الانتقام من ثوار تشرين، وبتوجيه مباشر من أطراف تهدف إلى زعزعة الأمن السياسي في البلاد، حيث أعرب المجتمعون عن تضامنهم مع جماهير الاحتجاج في الناصرية والدفاع عن حقهم الدستوري في التعبير عن مطالبهم في العيش بحرية وكرامة وتوفير فرص العمل والخدمات.

وأكد المكتب دعمه لتصريحات رئيس الوزراء الأخيرة التي شدد فيها على أن قرار الحرب والسلم تقرره الدولة بمؤسساتها الدستورية وكل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة، حيث طالما كان التيار الديمقراطي العراقي يدعو إلى هذا النهج منذ بداية الصراع في غزة ولبنان، مشيرا إلى ضرورة تركيز الجهود على ترتيب الوضع الداخلي، مع ضرورة إبداء كل المساعدات الممكنة للشعبين الفلسطيني واللبناني.

ونوه المجتمعون بحملة “تحالف 188” التي أثبتت نجاحًا في التواصل مع المجتمع، وأظهرت قدرة القوى المدنية على تحقيق بعض المكاسب، وهذا يعني أن السلطة لا يمكنها تجاهل مطالب المجتمع، بل ويمنح القوى المدنية حافزا للاستمرار في الضغط نحو التغيير السلمي من خلال صناديق الاقتراع.

وتطرق الاجتماع الى انتخابات إقليم كردستان، مشيدا بنسب المشاركة العالية في الاقتراع، داعيًا جماهير التيار المدني الديمقراطي والمقاطعين إلى الاقتداء بهذا الحماس الانتخابي، وتشجيعهم على تحديث بياناتهم الانتخابية باعتبار التصويت أداة حقيقية للتغيير.

كما استعرض الاجتماع آخر مستجدات التهيئة للانتخابات المقبلة، وأبرز التحديات التي تواجه العملية الانتخابية، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود لضمان مشاركة مدنية واسعة تسهم في تحقيق تطلعات الشعب العراقي نحو العدالة والديمقراطية.

وعلى صعيد متابعة التنسيقيات في المحافظات، تم عرض الإنجازات البارزة التي حققتها التنسيقيات وخطط التواصل المستمرة لدعمها وتعزيز نشاطها التنظيمي بما يخدم الأهداف الوطنية للتيار.

وفي إطار التحضير للمشاركة في مهرجان طريق الشعب، استعرض المكتب التنفيذي برنامجًا حافلًا وفعّالًا للمشاركة في هذه الفعالية الجماهيرية، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الوجود الديمقراطي في جميع المناسبات الوطنية.

وقد اختتم الاجتماع بفتح باب النقاش أمام الأعضاء لتقديم مقترحات جديدة وملاحظات بنّاءة حول القضايا المطروحة، في إطار تعزيز العمل الديمقراطي وتعميق روح التعاون بين جميع مكونات التيار.

****************************************************

احتجاج شعبي مستمر ديالى ترفض تقسيم «الكعكة».. وسنجار تندد بالعدوان التركي

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات، خلال اليومين الماضيين، تظاهرات احتجاجية طالبت بوقف العدوان التركي على العراق. فيما نظم العديد من العمّال في كركوك، والطلبة في بغداد، وقفات احتجاجية على السياسات الحكومية. وكان لمحافظة ديالى الحصة الأبرز من الحراك الاحتجاجي؛ إذ نظم المواطنون اعتصامات حاشدة في أربع مناطق، احتجاجًا على طريقة تغيير مدراء الدوائر البلدية من قبل مجلس المحافظة.

رفض العدوان التركي

ونظمت حركة “حرية المرأة” الأيزيدية وقفة احتجاجية في مدينة سنجار للتنديد بالقصف التركي الذي أسفر عن سقوط خمس ضحايا.

وتجمع المحتجون وسط المدينة لإدانة الغارات الجوية التركية التي استهدفت مناطق متفرقة في جبل سنجار، ما أدى إلى وقوع هذه الضحايا.

وأوضح مصدر أمني، أن القصف استهدف عدة مناطق في جبل سنجار، إضافة إلى مواقع على الحدود مع سوريا. كما طالت الغارات حي النصر في قلب المدينة.

المحاصصة مجددًا

وتظاهر العشرات من أهالي ناحية العظيم شمال محافظة ديالى، احتجاجًا على قرار مجلس المحافظة بتعيين مدير جديد للناحية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده المجلس في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء الماضي واستمر حتى فجر الخميس.

وأفاد شهود عيان بأن التظاهرات الرافضة لتقاسم المناصب وفق الحصص السياسية والعائلية تتسع، مشيرين إلى أن هذه التظاهرة هي الرابعة التي تنطلق في محافظة ديالى، بعد تظاهرات مشابهة شهدتها كل من ناحية قرة تبة وناحية بني سعد وناحية محمد السكران.

إضراب في كركوك

وأضرب موظفون في دائرة بلدية كركوك عن العمل، احتجاجًا على عدم صرف الفروقات المالية لهم، بينما تم صرفها للمهندسين والفنيين في الدائرة.

وقال المتظاهر حسن محمد، إن “أكثر من 100 موظف يعملون في الورشة الفنية والهندسية استغربوا من صرف فروقات الأجور للمهندسين فقط، ما أثار سخطًا كبيرا لدى الكثيرين”.

وأضاف محمد، أن الموظفين قاموا بإغلاق الأبواب ومنعوا خروج الآليات للعمل تعبيرًا عن احتجاجهم، مؤكدا أن “العاملين في قسم الآليات هم جزء مهم من الدائرة، ولذلك نرفض تهميش حقوقنا، ونطالب بصرف الفروقات المالية لنا أسوة بالمهندسين”.

من جهته، قال خالد جبار، موظف آخر في قسم الورشة الفنية، إنهم قرروا غلق أبواب الدائرة احتجاجًا على الاجحاف بحقهم، مضيفاً أن هذا التحرك يأتي في إطار المطالبة بحقوقهم المشروعة وضمان العدالة في صرف الأجور.

الطلبة الوافدون

وواصل الطلبة الوافدون من الخارج مع أهاليهم التظاهر أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد، مطالبين بإنصافهم وقبولهم في الجامعات الحكومية.

وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة من الطلبة وأسرهم، حيث طالبوا بتوفير الفرص التعليمية المناسبة لهم. وتظاهر عدد من المواطنين في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، أمام مبنى قائممقامية القضاء، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في منطقة “النويصرات”، وبإكساء الطرق وتوفير المياه والكهرباء لأهالي المنطقة.

************************************************

إضاءة.. إصرار يثير الاستغراب

محمد عبد الرحمن

من جديد وضع مجلس النواب على جدول عمل جلسته هذا اليوم الاحد، قانون الأحوال الشخصية، بهدف التصويت (إقرأ: فرض التصويت) على التعديلات التي يريد عدد من أعضاء المجلس إدخالها على صيغة القانون النافذ، والذي يعد باعتراف واسع من افضل القوانين في المنطقة. 

ومعلوم ان هذه التعديلات ليست إبنة اليوم، وتعود بداياتها الى أيام مجلس الحكم، وتكررت المحاولات لاحقا وحتى الوقت الحاضر، حيث تمتد اذرع لتمرير مثل هذه التعديلات. وقبل هذا كان هناك قانون العطلات، الذي اقحمت فيه فقرات كثيرة قياسا الى مسودته الأولى، التي عرضت وقتها على مجلس الوزراء، وربما يأتي غيرها في ظل موازين القوى الراهنة في مجلس النواب، ما لم يتم الضغط لأجل عدم تمريرها.

لقد قيل وكتب الكثير عن الإضرار التي يسببها فرض مثل هذه التعديلات، وجرى الرد القانوني على مبررات ودواعي تقديمها، وتم توضيح الاثارالاجتماعية لفرضها ولتأثيراتها على الاسرة والأمومة والطفولة. وكان الصوت الرافض لهذه التعديلات واسعا وعاليا، ومدعّما بالحجج الرصينة وبالحرص على عدم دفع الأوضاع نحو مزيد من المصاعب، التي تضاف الى ما تعانيه العائلة العراقية من سوء الخدمات والبطالة والفقر، واستفحال ظواهر الانتحار والمخدرات وغيرها مما يقلق المواطن.

ومعروف ما تعرض له المحتجون والمعارضون للتعديلات هذه، وما نعتوا به، وما وجه إليهم من تهم باطلة ومفبركة، مُستلّة من خزين خارج الزمن وفاقدة الصلاحية، ولا نريد التوقف طويلا عندها فهي معروفة. وهي في جميع الأحوال لا تعكس الا ضيقا بالرأي الاخر واستغلالا للظرف الراهن لتمرير ما لم يحصد سابقا سوى الفشل.

ولم تقتصر الملاحظات الانتقادية للتعديلات على الصوت الوطني العراقي، بل جاءت أيضا من منظمات رصينة عالمية، كان البعض من المتنفذين يتوسل بها آنذاك لاصدار موقف ولو ببضع كلمات، بشأن ممارسات النظام المقبور القمعية بحق أبناء شعبنا على اختلاف اطيافهم. فيما يعتبر ما يصدر عنها اليوم، مما يخالف رأيه او موقفه، تدخلا في الشأن الداخلي العراقي. ويبدو ان هذا البعض قد نسي او تناسى ان أبواب العراق مشرعة، بفضل نهجه ومنظومته، لمختلف التدخلات الخارجية (خان جغان).

ومن جانب آخر ربما تناسى هذا البعض ان العراق موقّع على العديد من المواثيق والالتزامات  الدولية، التي تلزمه بمراعاة ما الزم نفسه به  ومراعاة ما تنص عليه، بجانب اشاراتها الواضحة الى كون قضايا حقوق الانسان والحريات لم تعد امرا خاصا بهذه الدولة او تلك. واليوم يتم التوجه أيضا الى هذه المنظمات وغيرها، لإدانة مجازر الكيان الصهيوني ومطالبة المجتمع الدولي بالعمل على ايقافها. وقبلها جرى الترحيب بمواقف هذه المنظمات، ومواقف المجتمع الدولي عندما ادانت بحق جرائم المنظمات الإرهابية، وما اقترفت في بلادنا من موبقات وما خلفت من ماسٍ وكوارث. فعلام هذه الازدواجية في الموقف مما تصدره هذه المنظمات، وعلام الاتهامات الباطلة للمعترضين على التعديلات بانهم “أبناء وبنات سفارات” فيما الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي تنقل صور متنفذين وهم يلتقون مع ممثلي السفارات وغيرها.

ان الأوضاع الراهنة في بلدنا، والتطورات ذات العلاقة بالعدوان الصهيوني، تحتم البحث عما  يعزز الموقف الوطني، ويقود الى تماسك وحدته ونسيجه الاجتماعي، بدل النبش في الإشكالات والخلافات وإثارتها، وبدل استغلال الظروف الراهنة لفرض اجندات معينة، تسبب المزيد من التشظي والانقسامات  .

توقفوا الآن قليلا أيها المهيمنون على مجلس النواب، وتمعّنوا جيدا في ما تدفعون وطننا الى منزلقه!  

************************************************

مواساة

الرفيق العزيز محمد جاسم اللبان المحترم

نشارككم الأحزان بوفاة شقيقتكم فوزية اللبان بعد معاناة طويلة من المرض.

الراحلة كانت مثالاً لبث روح التحدي ولمقارعة النظام الدكتاتوري المقبور، الذي عانت كثيراً من ملاحقاته واضطهاده.

في هذه الخسارة الكبيرة نتقدم لكم وللعائلة الكريمة، بالتعازي والمواساة، راجين لكم الصبر والسلوان، وللفقيدة طيب الذكر.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

26 تشرين الأول 2024

********************************************

مواساة

 

الى عائلة الفقيد الرفيق يحيى علوان المحترمين

أحزننا عميقا نبأ رحيل رفيقنا العزيز الكاتب والصحفي والمترجم يحيى علوان بعد معاناة مريرة من مرض عضال ومقاومة شجاعة له.

لقد عرفنا في الرفيق الراحل مناضلا شيوعيا، وصحفيا قديرا، ونصيرا باسلا، وإنسانا ذا مثل سامية.

إنها لمسيرة غنية بالأحداث والدروس والمآثر تجلت فيها صفحات حياة الراحل من خلال عمله محررا في «طريق الشعب» في فترة السبعينيات، وعمله في الاعلام المركزي خلال سنوات الكفاح الأنصاري في الثمانينيات، ومواصلته، في مغتربة بألمانيا، نشاطه الفكري والثقافي وإنجازاته الابداعية المختلفة في الأدب والترجمة والصحافة.

تقبلوا أحر مشاعر المواساة والتضامن بهذا الرحيل المفجع.

ستبقى ذكرى رفيقنا العزيز أبي علياء حية في قلوب وضمائر رفاقه ومحبيه.

المكتب السياسي للجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

23 تشرين الأول 2024

**********************************************

الصفحة الثالثة

عوائل الشهداء تسأل: أين العدالة؟ أين القصاص من القتلة؟  انتفاضة تشرين في ذكراها الخامسة  تصاعد التضييق وانتهاك الحقوق

بغداد ـ محمد التميمي

مع حلول الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين في الخامس والعشرين من تشرين الأول 2019، تظاهر المئات من المواطنين وعوائل الشهداء مطالبين بملاحقة قتلة المنتفضين وإيقاف التضييق على الحريات والحقوق المدنية، ومكافحة آفة الفساد، والتي يُلخصها شعار الانتفاضة: نريد وطن.

وفي الوقت الذي يُحيي فيه المحتجون هذه الذكرى للانتفاضة التي انطلقت للمطالبة بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، اكدوا عبر شعاراتهم وهتافاتهم تمسّكهم بأهداف الانتفاضة وبمطالبهم المحقة.

ساحة التحرير

وشهدت ساحة التحرير، وسط بغداد، أمس الاول الجمعة وقفة احتجاجية لمئات المتظاهرين وذوي الشهداء والجرحى، احياءً للذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين، مجددين المطالبة بـ"وطن نعيش فيه بكرامة".

وقالت اللجنة المنظمة للاحتجاج في بيان لها "نعود اليوم وناصرية الثورة ترزح تحت َظلم وقمع في محاولة يائسة لإسكات صوت أبنائها الأبطال"، مشيرة الى ان "قوى الشر والظلام لا تريد للبلاد سوى التدمير والتخلفِ".

وتضمن بيان اللجنة عددا من المطالب، شملت التأكيد على "إيقاف تفشي المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، ومنع الانتهاك المتكرر للسيادة الوطنية، ومعالجة تردّي الواقع الصحي والخدمي، والقضاء ُعلى البطالة، والحدّ من ظاهرة انتشار التلوث في العراق، عامةً وفي العاصمة بغداد خاصة".

ودعا البيان الى "إعادة تشكيل لجنة فعلية لتقصي الحقائق الخاصة بقتلة متظاهري تشرين 2019، وإنصاف الجرحى، وبيانِ مصير المغيبين".

وخصّت اللجنة المنظمة للاحتجاج مدينة الناصرية بثلاثة مطالب يتصدرها "إقالةُ محافظ ذي قار، وإقالة قائد شرطة المحافظة، ومعالجةُ قضايا المعتقلين والناشطين وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، بعيداً عن الترهيب والاستهداف العشوائي".

احتجاج واسع في الحبوبي

وشهدت ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من الناشطين والمواطنين، لإحياء ذكرى تظاهرات 25 تشرين التي انطلقت في عام 2019.

وطالب المشاركون في التظاهرة بالإصلاح السياسي ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، والكف عن حملة الاعتقالات التي طالت عددًا من الناشطين في إطار الحملة الأمنية الحالية، مجددين المطالبة بإطلاق سراحهم وإسقاط الدعاوى القضائية الموجهة ضدهم.

كما نظم العشرات من المتظاهرين في محافظة ميسان وقفة احتجاجية قرب المقبرة الرمزية لشهداء انتفاضة تشرين.

وخلال الوقفة، عبّر عدد من المتظاهرين عن مشاعرهم بالقول إنهم اجتمعوا لتذكر الذين قضوا نحبهم نتيجة القمع، وكذلك الذين وصلوا إلى مواقع الحكم وتخلوا عن رفقائهم وحقوقهم التي خرجوا للمطالبة بها. ورفع المتظاهرون شعارات تحيي حب الوطن وتطالب بالحرية لزملائهم المعتقلين في عموم المحافظات.

 ضعوا حدا للانتهاكات

ورغم مرور خمس سنوات، لا تزال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مستمرة، بدءا من القمع المفرط للاحتجاجات، مرورا بحالات الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية، وصولا إلى عدم محاسبة المسؤولين عن العنف، ومقابلة اصحاب الرأي بالاغتيال او الدعاوى الكيدية بأفضل الاحوال، كل هذا والمزيد، دفع باتجاه تصاعد الدعوات لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان وضمان العدالة للمواطنين.

وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية المواطنة لحقوق الإنسان، محمد السلامي: إن "هذا اليوم هو امتداد ليوم الأول من تشرين الذي كان شرارة انطلاق الانتفاضة، نتيجة تراكمات كبيرة قاساها الشعب العراقي وخصوصاً شريحة الشباب الذين عانوا وما زالوا من عدم وجود خدمات وعمل لائق، لذلك انفجر الشعب بوجه قوى السلطة".

وأضاف السلامي في حديث مع "طريق الشعب"، ان هناك استمرارا على نهج الديكتاتورية وتجاهلا لمعاناة الشعب، وإيغالا في التضييق وتكميم الافواه، ما دلل على ان المنظومة السياسية لم تتعظ من الدروس السابقة، وهو ما يتجسد بوضوح في حجم القمع، الذي جوبهت به الاحتجاجات الأخيرة في مختلف مناطق البلاد.

وتابع، انه "بموازاة هذا نجد أن الخبرة التي تراكمت عند الشعب تنفجر بأشكال مختلفة، بينما المطالب التي نادى بها المتظاهرون لم يحققها الذين يديرون الحكم، بل أمعنوا بتكريس نهج المحاصصة والفساد وتشريع القوانين وإصدار القرارات التي تحفظ وتضمن لهم بقاءهم في السلطة".

وعن تقييم واقع حقوق الانسان والحريات في البلاد، يرى السلامي أن "جميع الحكومات في مرحلة ما بعد التغيير، لديها سجل سيئ في الانتهاكات، التي كان آخرها ما حصل في ذي قار، أخيرا، من سلب لحق الحياة وحرية التعبير، واعتقال الناشطين، بدلا من ملاحقة القتلة".

وواصل حديثه أنّ "الدعاوى الكيدية التي تختلقها قوى السلطة تهدف لقمع الحريات واسكات الأصوات الحرة".

كفى تسويفاً

سعد محسن، والد احد شهداء الانتفاضة، قال ان "المنظومة السياسية التي قتلت الشباب في انتفاضة تشرين، ما زالت ـ بعد مرور 5 سنوات ـ مستمرة بسياستها الرعناء التي دمرت حلم الاف الشباب"، مشيرا الى انها تجيد "تسويف مطالب ذوي الشهداء والجرحى، وتغييب العدالة، والالتفاف على القصاص من القتلة".

وأضاف محسن في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "مشاركتنا في ذكرى الانتفاضة الخامسة تأتي للتأكيد على أن الجرائم التي ارتكبت بحق الشباب لن تسقط بالتقادم، وان عوائل الشهداء تجدد اليوم المطالبة بالعدالة وإنصاف أبنائهم".

حق التعبير.. في القاع!

الى ذلك، قال المحامي محمد جمعة، ان "أوضاع حقوق الإنسان وحرية التعبير في العراق ما زالت سيئة جداً، حيث وصلت الى ادنى مستوياتها، وما يحصل في الناصرية يمثل مثالا بسيطا على ذلك؛ فالناس ما زالت تتعرض للاعتقال بسبب منشور أو تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا هو ادنى ما يمكن ان نصل اليه من قمع لحرية التعبير".

وأضاف قائلاً: ان "حقوق الإنسان وحرية التعبير وحق التجمع والتظاهر السلمي، ليست سوى حبر على ورق. نجدها مكتوبة في متون الكتب لكنها لا تنفذ ولا تطبق"، مشدداً على ان "القوى المتنفذة في السلطة كانت وما زالت تنتهج وتمارس التضييق على هذه الحريات الدستورية المكفولة".

ورأى جمعة، ان ذلك "يستدعي استمرار ورفع وتيرة الضغط الشعبي من اجل تطبيق مواد الدستور التي كفلت هذه الحريات وغيرها، وإيقاف هذه الانتهاكات واحترام الدستور"، مشدداً على ان "الاستمرار في هذا النهج بانتهاك الحريات وحقوق الإنسان، لا يمكن ان يستمر، وإن هذه الممارسات وان كانت فاعلة في الوقت الحالي، إلا ان تداعياتها مستقبلاً ستكون كبيرة على قوى السلطة".

جيل ثوري

ولفت إلى ان هناك جيلا شابا نشأ في انتفاضة تشرين، وهذا الجيل اليافع تشبع بالثورية ونبذ السلطة الفاسدة وممارسات القمع والتنكيل والاضطهاد، وهو بطبيعته غاضب وناقم على السلطة التي حرمته من ابسط حقوقه، وبالتالي فإنه نتيجة لاستمرار ممارسات هذه السلطة وتنكيلها بالشباب، قد يعود هذا الجيل وينتفض من جديد".

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق وعلاقاته الدولية

لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية كتب تيم ستيكنكز تقريراً حول العلاقات الدبلوماسية بين العراق والمملكة المتحدة، ذكر فيه بأن بريطانيا قامت باستبدال سفيرها في بغداد ستيفن هيتشين، بعد خلاف دبلوماسي جاء على إثر تصريحات للسفير وصف فيها مستقبل البلاد بالمظلم. وسيخلف هيتشين، السفير السابق للمملكة المتحدة في السودان وقبرص، عرفان صديق، والذي سبق واتُهم هو الأخر بالتدخل في الشؤون السودانية. 

تشكيك بمستقبل السياحة

وأشار التقرير إلى تصريحات السفير هيتشين التي أدعى فيها بأن السواح لا يشعرون بالأمان جراء التهديدات من السلاح المنفلت والمنتشر في البلاد، وهو التصريح الذي قالت لندن بأن بغداد قد أساءت فهمه وأن العلاقة مع الدولة العراقية عميقة وطويلة الأمد، مبنية على شراكة حديثة تتطلع إلى المستقبل، دون أن تنفي تعرض دبلوماسيها أحياناً لبعض التهديدات. وأضاف التقرير بأن السفير كان قد قال بوضوح بأنه ورغم تحسن الوضع الأمني، فإنه لا يشجع أقرباءه على القدوم إلى العراق جراء الفوضى الأمنية وعدم السيطرة على الأسلحة في البلاد، وإنه يتطلع إلى اليوم الذي تعود فيه السياحة بأعداد كبيرة إلى هذا البلد الجميل.

سياسة الاسترضاء

ولموقع المركز الفرنسي للأبحاث عن العراق، كتب عدنان الجمالي مقالاً عن علاقات العراق الخارجية، أكد فيه على أن بغداد مازالت تتبع سياسة الاسترضاء، المتمثلة بالسعي لموازنة العلاقات والحفاظ على الحياد والصداقة مع الجميع، وذلك لتجنب إستفزاز أي جهة، في خضم التوترات الهائلة في المنطقة. وادعى الكاتب بأن الإفراط في الانغماس في مثل هذه الدبلوماسية قد يؤدي إلى تنازلات غير محدودة في العلاقات الخارجية، بحيث لا تتمكن الدولة معها من تحقيق أي شيء لنفسها.

سياسة ما بعد الغزو

وأشار المقال إلى أن نظام المحاصصة الذي أُريد منه تحقيق توازن للقوى في إدارة الدولة بين الطوائف العرقية والدينية المختلفة، قد تبنى سياسة خارجية تقوم على استرضاء جميع الأطراف الإقليمية، كامتداد لاستراتيجيته الداخلية وتقليلاً من مخاطر تدهور اقتصاد البلاد، الذي مزقته فترات طويلة من العقوبات وموجات من العنف الداخلي، ولتأمين الشرعية، لنظام ولد في ما يشبه العملية القيصرية بعد الاحتلال الأمريكي في العام 2003، وفي ظل تعامل صعب مع ست دول مجاورة ذات خلفيات وألوان متنوعة.

صعوبات أكبر

وانتقد الكاتب ما أسماها بالقوى العظمى في النظام الدولي، التي فشلت في  رؤية ديناميكيات التغيير الإقليمية، عندما حاصرت العراق في قفص حديدي بنته بنفسها. وأدى هذا الفشل إلى وقوع البلاد أسيرة أزمات داخلية وخارجية، تركتها في موقف ضعيف كقوة سلبية غير مؤثرة، ولا تتمكن من المحافظة على سيادة البلاد وأمنها، ناهيك عن استعادة نفوذها الإقليمي، اللهم الاّ في لعب دور ساعي بريد، وفق تقدير الكاتب، الذي أعرب عن اعتقاده بأن مواصلة سياسات الاسترضاء سببت ركوداً كبيراً، لاسيما بعد تحسن امكانيات البلاد جراء استعادة السيطرة على موجات العنف الطائفي وهزيمة المنظمات الإرهابية واستعادة شيء من الأمان.

هل للعراق من حليف اليوم؟

وذكر الكاتب بأنه في لحظة المواجهة التي يتهدد فيها أمنك الوطني، لن تنقذك المساعدة الدولية، بقدر ما يجب أن يكون لديك ما يحمي سماءك. فحقائق السياسة الإقليمية اليوم لا تعني مجرد فن الإطراء أو العزلة أو خلق الأعداء، ولا تنطوي على إطلاق سياسات الاسترضاء، بل إنها تعكس الحاجة إلى إقامة علاقة أكثر صدقًا وتكاملًا للمصالح دون الاختباء وراء شعارات تحجب حقائق وتعقيدات الوضع الإقليمي. واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ضرورة قيام العراق بتبني سياسة خارجية متماسكة وفعّالة تعطي الأولوية لمصالحه الوطنية وأمنه ولتطلعاته إلى الاستقرار والازدهار والمشاركة الهادفة على الساحة العالمية، وتحرره من دائرة الدبلوماسية السلبية.

*****************************************************

عين على الأحداث

لا تكول سمسم!

أكدت الحكومة على تجاوز قيمة الفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد حاجز المئة مليار دولار، والتي تم استلامها من شركات عربية وأجنبية، مما يعكس إمكانيات النمو الاقتصادي في مختلف المجالات، كالصناعة والطاقة والبنى التحتية والبتروكيمياويات. هذا وفي الوقت الذي يساند الناس فيه هذه التوجهات، يؤكدون على أن نجاحها يعتمد على وجود أمن واستقرار حقيقيين وعلى منع ابتزاز المستثمرين والقضاء الفعلي على الفساد والسيطرة على سعر صرف العملة الوطنية واختيار المشاريع التي تفضي لإصلاح الاقتصاد وتحقيق التنمية وتحجيم التفاوت الطبقي، وهي اشتراطات ماتزال للأسف بعيدة المنال كما يشير واقع الحال.

مقابل ماذا؟

بات العراق ثالث أكبر سوق في العالم للشركات التركية والأول لها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تهيمن على 1111 مشروعاً تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار وتشمل إلى جانب مشاريع الاستثمار في النفط والغاز الطبيعي، مشروع مترو بغداد والطريق الدائري وبناء المستشفيات والمدارس والإسكان ومياه الشرب والري وخطوط نقل الطاقة والمرافق السياحية. هذا ومن حق الناس التساؤل عما يجنيه العراق مقابل ذلك، لاسيما مع إصرار أنقرة على حرمانه من حقوقه في مياه دجلة والفرات، واحتلال قواتها لمساحات من أراضيه، وانتهاكها لسيادته وحرمة أجوائه ومع اختلال الميزان التجاري بين البلدين بشكل هائل لصالح تركيا.

صرنا جسر!

ضبطت السلطات ربع مليون حبة كبتاغون المخدرة في محافظة الأنبار، مما يعكس مدى توسع هذه المشكلة في المحافظة، إسوة بباقي المحافظات حيث تضاعفت كمية المواد المخدرة المضبوطة خلال هذا العام، وتم تفكيك 20 شبكة دولية و 204 شبكة محلية لتجارة المخدرات، وزاد عدد المدانين بها بأربعة عشر ضعفاً. هذا وفيما يشير المراقبون إلى تحول البلاد إلى سوق لتهريب ومرور المواد المخدرة، وتحت هيمنة مافيات تجني ارباحاً طائلة، يُغسل بعضها في سوق العقار ويُستثمر البعض الأخر في الصراع الانتخابي، يطالب الناس بفضح المجرمين وحماتهم ووضع برامج للتوعية، وخاصة بين الشباب والطلبة وتلاميذ المدارس.

بين المحسوبية والفساد

كشف عضو في مجلس محافظة البصرة عن خلو قرعة توزيع 13 ألف درجة وظيفية من شرط المفاضلة، ووجود أخطاء كثيرة فيها كتكرار الأسماء وعدم تدقيق البيانات مع الدوائر الأخرى كالتربية والصحة وورود أسماء وهمية، وهي نواقص دققها المجلس، مما قد يدفعه لإحالة القضية لهيئة النزاهة للتحقيق فيها. هذا ويرى الناس أن حل هذه المشكلة الخطيرة، في ظل معدلات البطالة العالية وتفشي الفساد في مفاصل الدولة، يشترط إعطاء الصلاحيات الكاملة لمجلس الخدمة الاتحادي، وحصر توزيع الوظائف العامة، بهذه المؤسسة وفق المعايير بعيداً عن سيطرة الجهات المتنفذة وأزلامها، لضمان تكافؤ الفرص.

للأسف، التراجع متواصل

احتلت الجامعات العراقية، ولمرة أخرى، مواقع متأخرة في تصنيف QS العالمي للجامعات، فعدا جامعة بغداد التي تحسن مستواها من المرتبة 1000 إلى المرتبة 900 خلال العام الحالي، جاءت الجامعة المستنصرية في المرتبة 1200 والكوفة وبابل في المرتبة 1400 من أصل 2000 جامعة شملها التصنيف. هذا ويمثل هذا التراجع أصدق تعبير عن حجم المشاكل التي يعاني منها التعليم العالي والبحث العلمي في البلاد في ظل منظومة المحاصصة، كتقادم المناهج وتدني حصة القطاع من الموازنة وضعف التدقيق في كفاءات الأساتذة والعمداء والمدراء، العلمية والإدارية، والتهاون مع أصحاب الشهادات المزورة وعسكرة الحياة الجامعية، وفرض نمط سياسي واحد عليها.   

****************************************************

الصفحة الرابعة

تدريسيون يلخّصون معضلات المدارس في النجف: مشاكلنا عابرة للحكومات

بغداد – تبارك مجيد

في ظل تدهور القطاع التعليمي، يعاني الكثير من المدارس في محافظة النجف، من مشاكل متراكمة في البنية التحتية والمناهج التعليمية والكوادر التدريسية، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم.

"مدارس الفرح".. تجربة جديدة

سهاد الخطيب، مديرة مدرسة وعضو نقابة المعلمين في محافظة النجف، تحدثت عن عدة قضايا تتعلق بواقع التعليم في المحافظة، مسلطةً الضوء على التحديات التي تواجهها المدارس الحكومية في ظل الاكتظاظ ونقص البنية التحتية المناسبة.

وقالت الخطيب، إنّ "معظم مدارس النجف تعتمد حالياً على نظام الدوام الثنائي، بينما يُعتبر الدوام الثلاثي نادراً ويُطبق فقط في الحالات الطارئة، مثل أعمال الصيانة في المدارس"، مشيرة الى وجود مساعٍ من قبل مديرية التربية بالتعاون مع وزارة التربية، لجعل المدارس تعتمد الدوام الأحادي في المستقبل، وهو ما يعد خطوة نحو تحسين جودة التعليم وتخفيف الضغط على المدارس.

وأضافت الخطيب، أن مشاريع بناء المدارس الجديدة، بما في ذلك المدارس “الصينية” التي طال انتظارها، لم تنجز بعد، مع وجود مدارس “كرفانية” كحل مؤقت، مردفة كلامها بأن هناك مشاريع قيد الإنجاز، ومن المتوقع تسليم عدد من المدارس الجديدة خلال هذا العام، بما في ذلك 40 مدرسة يُفترض ان تتسلمها المحافظة قريباً.

وفي خطوة جديدة لدعم التعليم في النجف، افتتحت مدارس “الفرح” الخاصة بالأيتام، التي توفر رعاية خاصة وامتيازات لهذه الفئة المهمة من المجتمع. هذه المدارس مخصصة للبنين والبنات على حد سواء، وتعد تجربة مبتكرة تعكس التوجه نحو تحقيق شمولية التعليم وتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجاً.

الخطيب سلطت الضوء على التفاوت الواضح في عدد الطلبة داخل المدارس، حيث تشهد بعض المناطق، خصوصاً في القاطع الشمالي، اكتظاظاً كبيراً يصل إلى أكثر من 60 طالباً في الصف الواحد. وفي المقابل، هناك مدارس أخرى في مناطق أقل اكتظاظاً، لا يزيد عدد الطلبة في صفوفها على 30 طالباً فقط.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتوزيع الكتب المدرسية، إلا أن الخطيب أوضحت أن نسبة التوزيع في المدارس الابتدائية تراوحت بين 40 و50 في المائة فقط، بينما الصفوف الأولى حققت نسبة توزيع كاملة تقريباً.

وأشّرت الخطيب نقصا واضحا في مواد دراسية معينة، خاصة مادة اللغة الإنجليزية، ما يزيد من الأعباء على أولياء الأمور، لتوفير اللوازم الدراسية بأنفسهم.

المدارس الكرفانية.. حل مؤقت؟

وتتحدث هدى ياسر، وهي مدرّسة في احدى المدارس الحكومية بالمحافظة، عن التحديات الكبيرة التي تواجه التعليم، قائلة: إن العديد من المدارس لا تزال تعتمد على المباني “الكرفانية” كحل مؤقت، رغم وجود توجيه سابق بنقل جميع هذه المدارس إلى ما يعرف بالمدارس “الصينية” الحديثة. ومع ذلك، لا تزال هذه الكرفانات تستخدم على نطاق واسع، حتى في المدارس التي أضيفت إليها صفوف كرفانية إضافية لمواجهة الاكتظاظ الكبير في الفصول الدراسية.

وقالت هدى لـ "طريق الشعب"، إنّ "المناطق الريفية تعاني، منذ سنوات، من نقص حاد في الكوادر التدريسية، حيث يتسبب التوزيع غير المتوازن للمدرسين في ترك بعض المدارس دون تخصصات أساسية"، موضحة أن الوساطات والمحسوبيات تلعب دورًا كبيرًا في التعيينات وفي توزيع الكوادر التدريسية والتعليمية على المدارس: بعضها تحتوي على خمسة مدرسين لمادة واحدة، بينما تفتقر أخرى إلى الكثير من الاختصاصات.

وتطرقت هدى إلى مشاكل البنية التحتية في بعض المدارس التي عملت فيها، مشيرة إلى أن إحدى المدارس التي درّست فيها كانت تعاني من انتشار “الأرضة” (النمل الأبيض) في جدرانها.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت المتحدثة الى الاكتظاظ الكبير داخل الصفوف، وعدم وجود غرف مريحة ومناسبة للمدرسين.

وتحدثت هدى عن حادثة مأساوية شهدتها في إحدى المدارس التي عملت بها، حيث توفي طالب نتيجة تماس كهربائي بسبب الأسلاك المكشوفة أثناء هطول الأمطار. هذه الحادثة تسلط الضوء على الإهمال الكبير في مجال السلامة داخل المدارس، والذي يضع حياة الطلبة والمدرسين، على حد سواء، في خطر دائم.

مشاكل لا تنتهي

فيما تحدثت فاطمة سلام، مدرسة مادة الرياضيات في محافظة النجف/ حي المهندسين، عن التحديات الكبيرة التي تعاقب عليها عدد من الحكومات المحلية والمركزية، ولا تزال قائمة وتتفاقم من دون محاولات جدية لايجاد الحلول، قائلة: أن "واحدة من أكبر المشاكل التي تعاني منها المدرسة، منذ سنين، هي انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى تعطيل المراوح والمكيفات في الفصول الدراسية، وهذا يزيد من صعوبة التعليم في ظل ارتفاع درجات الحرارة. هذا الحال نعيشه من سنوات".

والى جانب ذلك، قالت سلام في حديث لـ "طريق الشعب": ان المدرسة تعاني نقصاً حاداً في الكادر التدريسي، ما ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم"، مشيرة الى أن مشكلة الدوام الثلاثي يعتبر أحد أبرز العوامل التي تؤثر سلباً على العملية التعليمية، حيث أن حصة الدرس الواحد تستمر لمدة 25 دقيقة فقط، وهو وقت غير كافٍ لشرح أبسط موضوع دراسي، مشيرة الى ان هذا الحال يؤثر بشكل كبير على طلاب الصف السادس الإعدادي، الذين تنتظرهم امتحانات وزارية حاسمة.

وهذا الوضع الذي خلصته سلام يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع التعليمي في عموم البلاد، منذ 20 عاما، حيث الخدمات الأساسية غير متوفرة، ما يؤدي إلى تعطيل العملية التعليمية، ويجعل من الصعب تحقيق نتائج إيجابية، في ظل تلك الظروف القاسية.

وكان رئيس لجنة التربية النيابية جواد الغزالي قال في وقت سابق أن 70 في المائة من المدارس في محافظة النجف لم تتسلم الكتب الدراسية حتى الآن، نتيجة الضغط على المخازن المركزية.

وأضاف الغزالي، أن "30 في المائة فقط من المدارس حصلت على الكتب"، مشيرًا إلى أن "التلكؤ الحاصل يعود إلى الضغط الكبير على مخازن التوزيع".

وتابع، أن "هناك صعوبة في نقل الكتب من المخازن إلى المدارس، إذ يبلغ عدد المدارس في المحافظة أكثر من ألف و400 مدرسة، ما يسبب ضغطًا إضافيا على العاملين في مراجعة التجهيزات المدرسية".

وأكد، أن "عملية طباعة الكتب تمت بالكامل في بداية العام الدراسي، وتم تسليمها إلى المخازن، وقد استلمت المديريات العامة في جميع المحافظات حصتها من الكتب، وبدأت عمليات التوزيع، باستثناء مادة اللغة الإنجليزية التي تأخرت بسبب طباعتها في الخارج".

وتابع، أن "التأخير في مراجعة الكتب من قبل مديري المدارس والجهات المعنية تسبب في نقص التسليم"، مشددًا على "أهمية تنظيم العملية بشكل أفضل".

ولفت إلى أن "وجود عدد كبير من مديري المدارس يؤدي إلى ضغط على دائرة واحدة، مما يستدعي وضع آلية تسليم منظمة تأخذ بعين الاعتبار الحسابات الدقيقة وإجراءات استلام وتسليم الكتب".

ختامًا، دعا الغزالي إلى "ضرورة تحسين إدارة عملية توزيع الكتب لضمان وصولها إلى جميع المدارس في الوقت المناسب".

*************************************************

بسبب الصراعات السياسية والفساد وسوء الادارة العراق من سيئ الى أسوأ في المؤشرات والتصنيفات العالمية

بغداد ـ طريق الشعب

تشكل التصنيفات والمؤشرات الدولية أداة مهمة لقياس تقدم الدول في مختلف المجالات، بدءاً من مستوى الشفافية ومكافحة الفساد، مرورًا بالتنمية البشرية والتعليم، وصولًا إلى جودة الحياة وحرية الصحافة وغيرها من التصنيفات.

و تُعد هذه المؤشرات مرجعاً رئيسياً للحكومات والمستثمرين لتقييم الأداء واتخاذ قرارات مبنية على معايير موضوعية، ما يجعلها بمثابة مرآة تعكس واقع الدولة وتساعد في تحديد نقاط القوة والضعف.

 ومع ذلك، ما زال العراق في تراجع مستمر في العديد من التصنيفات والمؤشرات الدولية، على اختلافها وتنوعها.

 وبحسب مختصين، فانه وان حقق تقدما في تصنيف معين، فنجده سيئا من ناحية المؤشرات الفرعية.

ويحتل العراق مراتب متأخرة في مؤشرات مهمة، مثل مكافحة الفساد، وجودة التعليم، وحرية الصحافة. ويعزى ذلك الى غياب الإصلاحات الفعالة، وسوء التخطيط وانفلات السلاح  وغياب الاستقرار السياسي، ما يعيق البلاد عن تحقيق تقدم ملموس.

ما أبرز هذه المؤشرات؟

هناك مؤشرات وتصنيفات عديدة مهمة يحتل فيها العراق مراتب متدنية سواء كانت سياسية او اقتصادية ام حقوقية، لعل أبرزها مؤشر الدول الهشة، ومؤشر الفساد العالمي، إذ يُصنف البلد ضمن الدول الأكثر فسادًا، وكذلك التدني الملحوظ في مؤشر حرية الصحافة نتيجة القيود المفروضة على الإعلام والانتهاكات ضد الصحفيين، إضافة إلى تراجع جودة التعليم وفقًا لتقارير اليونسكو، كما يُصنّف العراق ضمن الدول الأقل استقرارًا في مؤشر السلام العالمي بسبب استمرار النزاعات الأمنية.

وفي مؤشر التنمية البشرية، يظهر العراق في ترتيب متأخر، نتيجة تحديات في الصحة والتعليم ومستوى المعيشة، فضلاً عن مراتب متدنية في التصنيفات البيئية المرتبطة بالتلوث وجودة الهواء وإدارة الموارد المائية.

وفي هذا الصدد، قال استاذ السياسات الخارجية والدبلوماسية في جامعة جيهان د. مهند الجنابي: ان "المؤشرات والتصنيفات العالمية، هي لغة القرن 21 في العلاقات الدولية، وتمثل سمعة الدولة بين دول العالم، وينعكس في مسائل عديدة تتعلق بالقروض التي تمنح والتسهيلات المالية والنقدية السياحية وغيرهم.

واضاف، ان هناك العديد من الانعكاسات الايجابية التي لا حصر لها، والتي ترتبط بطبيعة السمعة الدولية للدولة، والتي تقرأ عن طريق المؤشرات والتصنيفات العالمية التي تعدها منظمات ومراكز الابحاث الدولية الموثوقة، والتي تتمتع بمكانة سياسية، ومن خلال تصنيفات علمية واكاديمية.

الدولة الهشة

وبين انها "تعتمد على مئات الالاف من التقارير التي تعد على مدى عام، بناءً على رصد ومعلومات اغلبها تكون رسمية وبعضها تكون موثوقة، وبناء على هذه المعلومات التي ترصد، توضع منهجية معينة في تصنيف هذه الدول، ويكتسب موثوقية كبيرة".

واشار الى ان "العراق وان حقق تقدما في مساحة معينة، إلا أن وضعه ما زال متدنيا في العديد من التصنيفات المهمة من بينها على سبيل المثال تصنيف الدول الهشة، وهو تصنيف مهم جدا يصنف القطاع الامني والاقتصادي والسياسي، ويعطينا صورة كاملة عن وضع الدولة اقتصادياً وسياسياً وامنياً"، مشيراً الى ان "هذه الصورة تنعكس بشكل مباشر على سمعة الدولة وعلى سياستها الخارجية".

واوضح، ان هذه المؤشرات والتصنيفات "تعتمد عل فئة واسعة من المؤشرات الفرعية، والتي من خلالها تقاس طبيعة او درجة الدولة على المؤشر الرئيسي. وعلى سبيل المثال فالمؤشر السياسي وتراجع الوضع السياسي في العراق يعتمد على صعود درجة الديكتاتورية في فترة معينة او حرية التعبير عن الرأي والصحافة وحقوق الانسان وهكذا، او تعطل انتخاب رئيس برلمان لمدة سنة، وهذا يعتبر مؤشرا مهما على وجود انقسام سياسي في العراق. وحالة عدم استقرار سياسي".

مؤشرات دولية

ونوه الى ان "هذه المؤشرات الفرعية هي من تعطي الصورة الكاملة عن طبيعة الدولة في كل قطاع من قطاعاتها، وعلى هذا الاساس توضع الدولة في المؤشر او التصنيف العالمي مع دول العالم الاخرى".

وعن ابرز التصنيفات التي يعد وضع العراق فيها مرتبكاً قال: ان "مؤشر الدول الهشّة يكاد يكون المؤشر الابرز والاهم من بين المؤشرات الاخرى، ويحتاج هذا المؤشر الى مراجعة حقيقية بشكل سنوي وتقييم نقاط الضعف في بنية الدولة العراقية، وبالتالي العمل على معالجتها"، مبينا انه "يعطي توصيات الى صناع القرار في كل دولة من دول العالم، فهي أشبه بتحليل شامل لوضع دولة معين يمكن ان يؤخذ به من قبل مؤسسات الدولة ووزاراتها او مجلس الوزراء والسلطة التشريعية".

وتحدث عن مؤشرات اخرى مثل "مؤشر صندوق النقد و البنك الدوليين في ما يتعلق بالقطاعات الاقتصادية، وكذلك مؤشر الشفافية الدولية حول نسبة الفساد والنجاحات التي يمكن ان تتحقق في دول العالم او التراجع الكبير".

وخلص الى ضرورة "مراجعة مؤسسات الدولة لهذه المؤشرات ودراستها والخروج بقرارات إصلاحية على ضوء نتائج هذه المؤشرات، خصوصاً على مستوى مؤسسات صنع القرار، إذ ينبغي ان تكون هذه المؤشرات ومعالجتها على رأس الأولويات واجندة العمل، وان لا تبقى عملية الرصد مقتصرة على المؤسسات العلمية والاكاديمية، وفي افضل الأحوال المجال الصحافي، بل ان يكون على مستوى تنفيذي تشريعي، و اتخاذ القرارات المناسبة والقيام بعمليات اصلاح جذرية وحقيقية تكون لها اثار ملموسة في تقدم العراق في مختلف التصنيفات والمؤشرات الدولية، ولكن في ظل الانقسام السياسي قد يكون ذلك صعباً".

نتيجة حتمية

الى ذلك، عزا رئيس مركز القمة للدراسات، د. محسن العكيلي اسباب التراجع المستمر للعراق في مختلف المؤشرات والتصنيفات الدولية إلى عدد من العوامل التي ترتبط بالوضع السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والقانوني في البلاد.

وقال لـ"طريق الشعب"، ان "هذه التصنيفات والمؤشرات مهمة دولياً، حيث تُستخدم من قبل الحكومات والمنظمات الدولية والمستثمرين لتقييم أوضاع الدول، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، حيث ان الدول التي تحتل مراكز متقدمة تعتبر مستقرة وجاذبة للاستثمار، وتتمتع بسمعة دولية إيجابية"، مبينا ان لها "تأثيرا كبيرا على الاستثمار، فالتصنيفات المتعلقة بالشفافية والفساد والاستقرار الأمني، تؤثر بشكل مباشر على قرارات الاستثمار، فالدول التي تحتل مراتب متأخرة تجذب استثمارات أقل وتعاني من بطء في التنمية".

وعد تلك المؤشرات "اداة لتقييم إدارة الحكومة للبلد ومدى احترام النظام السياسي لحقوق الإنسان، والحريات العامة، والنزاهة في عمل مؤسسات الدولة. كما انها تعطي صورة كاملة عن جودة الحياة بما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية وحقوق الإنسان، اضافة الى أنها تلعب دورًا في الهجرة، حيث يسعى الأفراد للعيش في دول ذات مؤشرات إيجابية".

أسباب التراجع

وعن أسباب التراجع في التصنيفات السياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان في العراق، أكد لنها ترتبط بـ "سوء الادارة وضعف التخطيط، وعدم مراجعة هذه التصنيفات بنظرة فاحصة تهدف الى معالجة المشاكل.

وتوضح تقارير الفساد ضعف الشفافية والمساءلة، وهو ما ينعكس سلبًا في تصنيفات عديدة مثل مؤشر مدركات الفساد، اضافة الى عدم الاستقرار السياسي والتوترات السياسية المستمرة، وضعف النظام السياسي، ما يخلق مناخًا غير مستقر يُعرقل الإصلاحات ويزيد من هشاشة الوضع الداخلي".

وبيّن ان " تراجع العراق امر واقعي بالنظر الى الظروف التي يقاسيها المواطن، في مختلف جوانب حياته، حيث ان هناك  ضعفا في توفير خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء والنقل، وهو ما يؤدي إلى تدهور في جودة الحياة ومستويات المعيشة، ويضع العراق في مراتب متأخرة في مؤشرات البنية التحتية، وكذلك الحال بالنسبة لانتهاكات حقوق الانسان،  ووضع الاقتصاد العراقي الذي يعاني من الركود نتيجة لعدم استقرار أسعار النفط واعتماد الحكومة على عوائد النفط بشكل أساسي، إلى جانب ارتفاع مستويات الدين العام والعجز المالي، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، فيما تشهد البلاد مستويات مرتفعة من الفقر بسبب نقص الفرص الاقتصادية وتدهور الخدمات العامة".

**********************************************

الصفحة الخامسة

سعر الكيلو تجاوز 20 ألف دينار هل تفلح الحكومة في خفض أسعار اللحوم؟

متابعة – طريق الشعب

يلمس العراقيون ارتفاعا في أسعار اللحوم الحمراء على نحو لافت في عموم المدن والمحافظات، الأمر الذي يحرم الكثيرين من المواطنين، لا سيما الفقراء وذوو الدخل المحدود، من شراء هذه المادة الغذائية المهمة. فيما يؤكد مربو مواشٍ تعرضهم إلى تحديات كبيرة تُرغمهم على رفع أسعار مواشيهم، أبرزها غلاء أسعار الأعلاف، وانعكاسات التغير المناخي على تربية المواشي، حيث الجفاف وقلة الحشائش الطبيعية. 

ومنذ مطلع العام الجاري، بدأت أسعار اللحوم الحمراء ترتفع تدريجيا. حتى وصل سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم إلى 20 ألف دينار، وفي بعض المناطق تجاوز الـ24 ألف دينار. وقد انسحب ذلك حتى على أسعار اللحوم البيضاء والأسماك. الأمر الذي اضطر معظم العائلات إلى التوجه للحوم المستوردة.

وأخيرا، أعلنت وزارة الزراعة عن خطوات للحد من غلاء اللحوم، من خلال استيراد المواشي لأغراض الجزر والتربية، عبر منافذ جديدة، ومن بلدان شهيرة بتوريدها.

وكشف المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي، عن فتح منافذ استيراد جديدة لتوريد الأغنام والعجول إلى البلاد، ضمن خطة لوقف ارتفاع أسعار اللحوم والبدء بخفضها تدريجيا.

وقال في حديث صحفي نهاية آب الماضي، أن الخراف الصومالية والجيبوتية مرشحة بقوة للاستيراد، وان الوزارة عازمة على تلبية احتياجات المواطنين من اللحوم بما يناسب قدرتهم الشرائية، مبينا ان الباخرة الشهيرة التي جاءت محملة من البرازيل بأكثر من 19 ألف رأس من الماشية، خلال شباط الماضي، استغرقت وقتاً طويلاً جداً حتى وصلت إلى الموانئ العراقية. لذا فدول أفريقيا أقرب للعراق من دول أمريكا الجنوبية.

وأكد أنه “سوف نختصر الجهد والوقت ونقلل كلف الشحن العالية لنحصل على مواشٍ بأسعار أقل من مثيلاتها في دول بعيدة. فبلدان أفريقيا تعتبر مورداً رئيساً للمواشي لدول الخليج، وتوفر بيئة آمنة للاستيراد”.

وفي آذار الماضي قرر المجلس الوزاري للاقتصاد في العراق، تخفيض الرسوم الكمركية على المواشي والأغنام المستوردة بنسبة 50 في المائة، لمدة سنة واحدة. وقبل ذلك، في شهر شباط، قررت الحكومة فتح باب استيراد الأغنام والعجول، بعد إغلاق دام 20 عامًا، بهدف معالجة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم وتوفيرها للمواطنين بأسعار مناسبة.

سياسة العرض والطلب

في السياق، قال الخبير الاقتصادي منار العبيدي ان “غلاء اللحوم يرتبط بسياسة العرض والطلب في السوق. فزيادة طلب الاستهلاك مقابل استمرار نسق العرض دون زيادة، مع عدم وجود متابعة حثيثة للسوق من قبل الجهات الرسمية، كل هذا يدفع لزيادة أسعار اللحوم”.

وطالب العبيدي في تدوينة له على “فيسبوك”، وزارة الزراعة واللجان التفتيشية بـ”ضرورة متابعة سوق اللحوم وتحديد أسعارها، والعمل على إعادة نسب التضخم لهذه المادة إلى مستوياتها الطبيعية، والضغط على مستوردي المواشي واللحوم لبيع بضاعتهم بأسعار محددة”.

المستورد لا يغني عن العراقي

من جانبه، رأى تاجر المواشي محمد مشعان، أن “المواشي واللحوم المستوردة لا تغني عن العراقية، بسبب الذائقة المحلية التي تفضل الى حد كبير اللحوم الوطنية عن غيرها من اللحوم المستوردة من البرازيل وكولومبيا وأفريقيا”.

وأضاف في حديث صحفي قوله، أن “اللحوم ليست في مأمن عن المشكلات المتعلقة بتغيّر النكهة وسوء الشحن والنقل والخزن. حيث تصل أغلب اللحوم المستوردة الى المستهلك بعد فترات طويلة من شحنها، ما يفقدها طعمها ونكهتها المعروفة، فضلاً عن ذلك ان الكثير من المواشي تأتي مصابة بالأمراض، ما يثير قلق المستهلك من تناول لحومها”.

ونوّه مشعان إلى ان “غلاء اللحوم المحلية سببه الجفاف وغلاء العلف الحيواني، إضافة إلى الطلب المتزايد على اللحوم، كونها مادة أساسية ضمن مواد المائدة العراقية”، مشيرا إلى ان “سعر الخروف العراقي يصل إلى 450 ألف دينار. فيما يتجاوز سعر العجل 2.5 مليون دينار، وهذا الارتفاع الكبير في الأسعار يفوق قدرة المواطن الشرائية في ظل محدودية دخل الفرد”.

تهريب الأغنام

مشعان لفت أيضا إلى أن “عمليات تهريب الأغنام نحو دول الجوار، بما فيها إيران وسورية وتركيا، أدت إلى تراجع المتوفر من الأغنام المحلية”، موضحاً أنه “بما أن سوق المواشي تخضع لقاعدة العرض والطلب، فإن تناقص المعروض يؤدي إلى زيادة كبيرة في الأسعار”. وأفاد بأن “مربي وتجار المواشي في البلاد يعانون كثيراً ارتفاع تكاليف التربية والإنتاج، وهذا ينعكس عادة على أسعار البيع”.

 وختم مشعان حديثه قائلا أن “هناك أطرافاً متنفذة تسيطر على عمليات استيراد اللحوم والمواشي بسعر الدولار الرسمي البالغ نحو 1300 دينار للدولار الواحد، وفي المقابل هناك عدد كبير من التجار يستوردون المواشي اعتمادا على سعر صرف الدولار في السوق الموازية، والبالغ أكثر من 1500 دينار للدولار الواحد”.

***********************************************

الكلاب السائبة تنهش أهالي المشخاب!

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي قضاء المشخاب في محافظة النجف، من انتشار الكلاب السائبة في مناطقهم السكنية بشكل لافت، لا سيما قرب المدارس في حي بغداد وسط القضاء، مؤكدين أن الكلاب كثيرا ما هاجمت مواطنين وأطفالا، وأصابتهم بجروح بالغة.

المواطن عباس الذبحاوي، من أهالي المشخاب، يذكر في حديث صحفي أن الكلاب السائبة انتشرت بشكل ملحوظ في القضاء خلال الفترة الأخيرة، وباتت تهاجم المواطنين وتخلف بينهم إصابات، مرجعا سبب انتشار الكلاب إلى تراكم النفايات في أرجاء المدينة.

ويضيف قائلا أن الأهالي يعانون هذه المشكلة، وباتوا قلقين كثيرا على أطفالهم الذين يتعرضون إلى هجمات الكلاب خلال ذهابهم إلى مدارسهم وعودتهم منها، مطالبا الجهات المعنية، بوضع حلول جادة وعاجلة لهذه المشكلة التي تشكل تهديدا حقيقيا لحياة الناس. من جانبه، يذكر مدير إعلام مستشفى المشخاب باقر الخزعلي، أنه “شهدنا خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا في إعداد الإصابات الناتجة عن هجمات الكلاب السائبة”، مبينا في حديث صحفي انه “سابقا كنا نسجل بين إصابة واحدة و12 إصابة شهريا، أما اليوم فقد ارتفعت الإصابات وبلغت بحدود 12 إلى 18 إصابة في الشهر”.

ويشير إلى أن “المستشفى يوفر اللقاحات والأمصال المطلوبة لمعالجة المصابين، لكن المشكلة تحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات الحكومية المعنية”، منوّها إلى ان انتشار الكلاب السائبة مرتبط بشكل مباشر بتراكم النفايات في الشوارع، والتي يتأخر رفعها فترات طويلة.

*********************************************

يجمع التبرعات ويطلق حملات خيرية حمودي المختار يبني 37 بيتاً للفقراء في سامراء!

متابعة – طريق الشعب

اتسعت دائرة الأعمال الخيرية والإنسانية التي يطلقها الناشط السامرائي محمد فليح (31 عاماً)، المعروف بـ “حمودي المختار”، لتصل إلى 11 مشروعاً في سامراء خلال 10 سنوات، وتشمل بناء 37 بيتاً وتمويل عمليات جراحية، وتوفير علاجات للمرضى وفتح مشاريع للأرامل، وخلق فرص عمل للشباب، فضلا عن توفير كراس طبية لذوي الاحتياجات الخاصة.

وعبر مؤسسته التطوعية الإنسانية الخيرية المعروفة بـ”مؤسسة القشيب” للتنمية والإغاثة، يحصل حمودي على دعم المتبرعين من أهل الخير، الذين لاحظوا أعماله في البداية، وقرروا دعمه.

يقول المختار في حديث صحفي، أن مسيرته مع العمل الإنساني بدأت عام 2014، أيام النزوح في صلاح الدين، مبينا أنه وفر دعما للعائلات النازحة من جزيرة سامراء والاسحاقي وناحية المعتصم وتكريت، فضلا عن الفلوجة والرمادي، من خلال تأمين البيوت لسكن النازحين.

ويشير إلى انه كان يوثق أعماله الخيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فشاهد الكثيرون من أهل الخير أعماله وأمانته، ما دفعهم إلى دعمه، وبالتالي استطاع أن يطوّر من حملاته الخيرية، مؤكدا أنه لم يتلق أي دعم من جهات سياسية أو حزبية أو حكومية.

ويتحدث المختار عن بعض الحالات التي قدم لها المساعدة، ومن ذلك مساعدته لامرأة لديها 3 بنات وولد واحد توفي اثناء خضوعه لعملية غسل الكلى، كون والدته لا تملك مبلغ عملية زراعة الكلى، والبالغ 70 مليون دينار، مبينا أنه وأهل الخير قاموا بجمع المال واشتروا أرضا كي يبنوا عليها بيتا للمرأة وبناتها، وان هذا البيت، وهو الـ37 الذي يبنيه للفقراء، وصل الآن إلى مرحلة التشطيب النهائي.  

ويضيف قائلا أن من القصص أيضا، قصة شاب من تكريت كان يحتاج إلى إجراء عملية في مصر، فاستطاع المختار جمع مبلغ العملية، وسافر معه إلى مصر، وبقي هناك شهرين حتى تماثل للشفاء، مؤكدا أن الشاب حاليا يواصل دراسته في الصف السادس الإعدادي، وانه لا يزال مستمرا في دعمه، مع طلبة آخرين يدعمهم لإكمال دراستهم.

ويلفت المختار إلى انه غير متزوج، وانه سيبقى وفيا للفقراء “فأنا متكفل بمئات العائلات، ولا أستطيع تركها”، ناصحا الشباب بالسعي إلى إشاعة الأمل ومساعدة المحتاجين.  

*************************************************

اكول.. حاسبة دار الكتب والوثائق عاطلة!

آيات سعدون

يتطلب من طالب الماجستير أو الدكتوراه، بعد الانتهاء من مناقشة أطروحته، توثيق الأطروحة الكترونيا في دار الكتب والوثائق في بغداد، عبر تقديم نسخة منها مطبوعة على قرص ليزري. لكن ما حصل خلال الفترات الأخيرة – وفق ما أكده طلبة عديدون - هو أن موظف الدار المعني بفحص الأقراص المُقدمة، يضطر إلى إطفاء الحاسبة وإعادة تشغيلها عند كل مرة يفحص فيها قرصا، ما يعني ان الحاسبة عاطلة!  

وبسبب عطل الحاسبة، التي أصبحت قديمة ولم يجر تبديلها منذ فترة طويلة، يتأخر الموظف والطالب على حد سواء، في إنجاز عملية التوثيق، لا سيما أن هناك طلبة يأتون من محافظات بعيدة.

واستفسر بعض الطلبة من الموظف عن سبب عدم استبدال الحاسبة بأخرى جديدة، فأجابهم بأن الدائرة لا تسمح بذلك، لعدم توفر تخصيصات مالية. وعندما اقترحوا عليه حلا آخر يتمثل في إرسال نسخ الأطروحات عبر البريد الالكتروني بدلا من طباعتها على أقراص ليزرية، وسألوه عن سبب عدم اعتماد هذه الطريقة، لم يستطع الموظف التعقيب أو الإجابة!

الغريب في الامر، هو ان حاسبات المكتبة المركزية في جامعة بغداد، تعاني هي الاخرى المشكلة ذاتها!

وبينما تتحدث الحكومة عن توجه جديد في الخدمات الالكترونية واستخدامات الانترنيت لإنجاز المعاملات في دوائرها، يواجه الموظفون المغلوبون على أمرهم صعوبات في العمل على حاسبات قديمة لا تصلح لتلك المهام. وفي دار الكتب والوثائق يتطلب من الطالب الصبر والانتظار لحين فتح القرص وقراءته. بينما يضطر البعض إلى جلب أقراص بديلة في حال لم تتمكن الحاسبة من قراءة أقراصهم التي جلبوها في البداية!

هل يعقل ان مؤسسات بهذه الاهمية، لا تزال تعمل بالطريقة القديمة (سلم واستلم باليد)، مع انه يمكن حل هذه الاشكالية عن طريق فتح رابط الكتروني، تُرسل عبره المواد بصورة مباشرة دون مشكلات؟! كذلك يمكن إرسال النتاجات المطبوعة ورقياً عن طريق البريد او التسليم باليد إلى مندوب تابع للجامعة!

********************************************

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا الرفيق العزيز عادل خصباك، بوفاة شقيقته المهندسة كفاح خصباك.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للرفيق وعائلته الكريمة.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة بأحر التعازي واصدق المواساة للرفيق باسم محمد حسين، بوفاة شقيقه وليد.

للفقيد عاطر الذكر دوما ولأسرته ورفاقه الصبر الجميل والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط/ تنظيم قضاء النعمانية، الرفيق والناشط المدني خضر عبد العباس القيسي، بوفاة زوجته.

الذكر الطيب دوما  للفقيدة، والصبر والسلوان لذويها.

  • ينعى المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال العراق فقيد الحركة النقابية العمالية فريدون أحمد، الذي توفي إثر مرض عضال ألم به منذ فترة.

والفقيد كان من أبرز النقابيين في قطاع سكك حديد جمهورية العراق، لعقود من الزمن. وكان ابنا بارا للطبقة العاملة العراقية، مدافعا حقيقيا عن حقوقها ومصالحها. وقد شارك بشكل فاعل وبهمّة ونشاط، في إعادة تأسيس الحركة النقابية بعد عام 2003، وتأسيس النقابة العامة للعاملين في قطاع السكك الحديد في بغداد والمحافظات.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة ورفاقه وزملائه أحر التعازي والمواساة.

***************************************************

ص6-7

 

ترابط وثيق بين المشاركة في الانتخابات والعمل البرلماني وأشكال العمل الجماهيري المختلفة

رائد فهمي: لنفعّل عناصر العمل من أجل الخلاص

من منظومة المحاصصة وتحقيق التغيير المنشود

أجرت هيئة تحرير "طريق الشعب" لقاءً مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وكانت حصيلته في الآتي:

طريق الشعب:

كل الترحيب بالرفيق رائد فهمي، في هذا اللقاء الذي تجريه هيئة تحرير " طريق الشعب"، وتسلط فيه الضوء على الانتخابات القادمة موقف الحزب منها. فكما هو معروف قاطع الحزب انتخابات مجلس النواب عام 2021 وعاد للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات. والآن يدعو الحزب إلى مشاركة فاعلة وناشطة في انتخابات مجلس النواب القادمة سواء أجريت مبكرا أم في وقتها المحدد والذي يفترض أن يكون في تشرين الأول 2025، نتمنى أن يتم تسليط الضوء على دوافع وأسباب المشاركة والمقاطعة؟

في البلد أزمة بنيوية

رائد فهمي:

شكرا أولا لإتاحة هذه الفرصة وأتقدم بالشكر لكادر "طريق الشعب" ولجميع المتابعين لهذه الصحيفة. في البدء يجب أن نشير إلى أن هذه الانتخابات تأتي على خلفية أوضاع بالغة الخطورة تشهدها المنطقة، وحتى بالنسبة للعراق أيضا هناك تحديات جسيمة.  فالبلد يعيش مسلسل أزمات ونحن نشخصها كأزمات بنيوية، أزمات في بنية النظام السياسي والتي تلقي بظلالها على أوضاع الناس المعيشية. واليوم نلاحظ أنه في مختلف الميادين هناك صعوبات متزايدة للمواطنين وهناك مستلزمات أساسية أصبحت غير متاحة إلا لمن يمتلك القدرة الشرائية.  وفي هذا الإطار نشير  إلى موقفنا من موضوعة الانتخابات بشكل عام، فنحن نرى أن تشكيل وإقامة دولة مدنية ديمقراطية هو خيار إستراتيجي بغض النظر عن التطورات والأوضاع الآتية التي قد تخلق انعطافات وتعقيدات معينة، ولكن الوجهة العامة لعمل الحزب هي من أجل أن يسير العراق في اتجاه إقامة دولة مدنية ديمقراطية متكاملة الأركان، ونقصد بذلك  أن الديمقراطية لا تختزل بالانتخابات، فالديمقراطية لها مرتكزات اجتماعية ومرتكزات مؤسسية وقيمية وثقافية، وإذا قسنا الواقع الديمقراطي في العراق الآن وفق هذا المنظور فإن هناك بالتأكيد نقص كبير، حيث لدينا  الآن عملية ديمقراطية محدودة وقاصرة، والجزء المتوفر منها يعاني من مشاكل ومن ضمنها موضوعة الانتخابات.

الديمقراطية  لا تقتصر على الانتخابات

الانتخابات أحد أركان الديمقراطية، والأركان الأخرى تتعلق ببناء المؤسسات، وإقامة دولة قانون قادرة على أن تنفذ القانون ويكون القانون عادلا بشكل عام، وهناك إمكانية فعلية لحصر السلاح بيد الدولة، وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب وفيق آليات تعتمد معايير المواطنة وليس أية معايير أخرى، كل هذه هي من أركان الديمقراطية بالإضافة إلى مبدأ الحريات واحترامها، بجانبها السياسي وأيضا بجانبها الاجتماعي. وهذه الأركان لا تزال موضع صراع، من ناحيتنا نرى أنه من أجل أن تكون العملية الانتخابية فعالة، ووسيلة من وسائل المشاركة الجماهيرية، وأن تكون أحد عناصر الاستقرار المجتمعي، يجب ان تتوفر فيها شروط معينة. من المفترض أن العملية الانتخابية تعكس آراء الناس وتعكس المزاج الشعبي وتكون وسيلة حقيقية لتعزيز مشروعية ما سينبثق عنها من مؤسسات تشريعية ولاحقا مؤسسات تنفيذية. وهذا يقودنا إلى الحديث عن المنظومة الانتخابية حيث الحالية فيها خلل كبير. وأريد أن أشير أنه خلال السنوات الأخيرة نتيجة للقصور والخلل الكبير في المنظومة الانتخابية، وان الكثير من الحاجات الأساسية للمواطنين لم تلب واستخدام المال السياسي وقضية السلاح المنفلت، أدت إلى خلق فجوة كبيرة بين المواطنين وبين مؤسسات الدولة، وأن عملية فقدان الثقة جسيمة. إن هناك جمهورا كبيرا الآن بدأ يشعر أن العملية الانتخابية لا تشكل أداة فاعلة لتداول السلطة وهذه خطورة كبيرة. حصل ذلك نتيجة المصالح الضيقة للمنظومة الحاكمة وركضها للحفاظ على مصالحها وإعادة انتاجها واستخدام وسائل لا تنسجم مع الديمقراطية، وهي لا تدرك خطورة هذه الوجهة وهذا الأمر سيفتح بابا آخر لجملة من الأحداث التي تهدد أمن البلاد والسلم المجتمعي، ولا يمكن إلقاء اللوم إلا على من يتشبث في الانكفاء على مصالحه.

نعمل على استكمال عناصر منظومة الانتخابات

بالنسبة لنا كحزب شيوعي في إطار هذا الخيار الاستراتيجي الذي ذكرته، وفي إطار ادراكنا لهذه المخاطر والاحتمالات المختلفة، فنحن نخوض الصراع على عدة مستويات؛ الصراع الأول نعمل من أجل استكمال كل العناصر الديمقراطية التي أشرنا لها، وفيما يتعلق بالانتخابات بالذات، نعمل من أجل استكمال عناصر العملية الديمقراطية والمنظومة، ونقصد بالمنظومة، قانون الانتخابات والمفوضية والأجهزة المناطة بها ونقصد بها الآليات أيضا، كذلك نقصد البيئة التي تحيط بالعملية الانتخابية. نحن شخصنا أن هناك عناصر كثيرة تضعف وتسيء إلى عدالة الانتخابات ومنها كانت قضية المنظومة الانتخابية باعتماد المحاصصة والمصالح الفئوية، وتفشي الفساد والمال السياسي ووجود السلاح أيضا كعنصر مؤثر على القرارات.  كل هذه الأمور تبقى قائمة ويتوجب العمل لأجل استكمال عدالة هذه الانتخابات، ونرى أن هذه أهدافا نضالية. وكما في تجارب العالم لا تأتي ولا تستكمل العملية الديمقراطية من قبل المنظومة الحاكمة وتقدمها  كمنحة لأن أي منظومة حاكمة تنطلق من مصالحها، وإذا سنت قوانين انتخابية فستكون لمصالحها، هذا هو منطق  المصالح، ولكن الضغط الشعبي والأزمات التي تحصل والتي يتسبب بهذا هذا النهج هو من يقود إلى تصويب هذه العملية، لذلك الآن الكثير من هذه الأمور لا تزال غير مكتملة، لدينا ملاحظات على قانون الانتخابات، وسانت ليغو بالنسب المعتمدة يميل إلى الكتل الكبرى،  والمفوضية رغم التغيير الذي حصل في قياداتها ولكن بناءها  في المحافظات لا يزال يخضع إلى تأثير الأحزاب الحاكمة، وأيضا المال  السياسي فرغم وجود سقف يحدد المال السياسي ولكن لا يتم الالتزام به . وكذلك قانون الأحزاب على أهميته لا يزال غير مطبق، وبالتأكيد هناك أحزاب وقوى تمتلك أذرعا مسلحة تخوض الانتخابات، كل هذه الأمور موجودة وهذه عوامل نبقى نناضل من أجل تغييرها، ولكن نقول إن هذا ليس مبررا لعدم خوض الانتخابات لسبب منطقي بسيط وهو من سيعمل على توفير الشروط الأسلم للعملية الانتخابية؟ وهذا الأمر لا يأتي كمنحة وانما كعملية صراع وهذا الصراع يخاض بعدة اشكال، نحن نخوضه من خلال العملية الانتخابية، ونخوضه أيضا خارج الانتخابات. وهذا يقودنا إلى المبدأ الآخر كشيوعيين، نحن لا نخلق إطلاقا تعارضا وتناقضا ما بين الانتخابات والعمل البرلماني وما بين العمل الشعبي والجماهيري بما فيه الاحتجاج، لا بل نذهب أكثر من ذلك ونقول إذا لم يتم هذا الترابط ما بين الشكلين من أشكال العمل والكفاح والنضال، فمن الصعب ان تتحقق الأهداف التي ذكرناها، على صعيد البناء الديمقراطي او حتى على الصعيد الاجتماعي.  نحن أيضا لا نعتقد أن الانتخابات لوحدها، خاصة في ظل موازين القوى القائمة، قادرة على إحداث التغيير المنشود ما لم تكون مدعومة من قبل نضال شعبي.

موقفنا إيجابي من الانتخابات

الآن نتحدث عن موقفنا من الانتخابات، نحن لدينا موقف إيجابي من العملية الانتخابية، أما خوض انتخابات معينة في ظرف سياسي معين فهذا يخضع إضافة إلى الموقف المبدئي إلى الظروف السياسية الملموسة. ففي ظرف معين عندما يكون هناك حراك جماهيري كبير وأزمات مشتدة في البلد، وهناك مطالبات بإصلاحات عميقة وجمهور كبير داخل ساحة الفعل السياسي، في ظروف كهذه تأتي عملية الانتخابات أحيانا كوسيلة لإجهاض هذه الحراك أو الالتفاف عليه أو لتهدئته.  وعندما لا نشارك وهذا ما فعلناه في 2021 حيث كانت الانتخابات المبكرة مطلب الانتفاضة لكن جرى تسويف الأمر لمدة سنة ونصف، وثم جرى استهداف الكثير من النشطاء وقادة الانتفاضة لأجل منعهم عمليا من أن يخوضوا الانتخابات، وجملة من الإجراءات التي ولدت شعورا بأن هذه الانتخابات يراد منها الالتفاف على مطالب الانتفاضة، لذلك عندما قاطعنا ومن قبلها أيضا انسحبنا من مجلس النواب ومجالس المحافظات، ليس رفضا  للعملية الانتخابية ولكنه رفض للمشاركة في عملية انتخابية لأن في هذا السياق كان يراد للانتخابات ان تضعف وتلتف على مطالب جماهيرية، وهناك جماهير في الشارع وقدمت شهداء من أجل هذا الأمر.

 قرارنا المشاركة في الانتخابات القادمة

والآن عندما نأتي للانتخابات  القادمة  التي ستحدث في عام 2025، نحن أيضا قرارنا في المشاركة  جاء بعد قراءة  للوضع، فأولا نعتقد اليوم أن الأزمات موجودة رغم أن هناك حكومة تدعو إلى الإصلاحات وإلى تأمين الخدمات ولكن نحن أدركنا بأن أي  حكومة بغض النظر عن شخوصها وطالما هي متمسكة بنهج المحاصصة وتقاسم السلطة ومبنية على هذا النهج وعلى أحكامه واشتراطاته فهي موضوعيا مهما كان الجهد الذي يبذل ومهما كانت نوعية الشخوص، هي غير قادرة على مواجهة الأزمات الكبرى التي نعتبرها بنيوية، وإذا  لم يتم التصدي  لعناصر الأزمة في بنية الحكومة مثل كيفية اختيار المسؤولين، وكيفية بناء الدولة، وضمان موقف موحد للدولة، وتأمين مقومات سيادة الدولة سواء بحصر السلاح أو بتوحيد السياسة الخارجية،  فإن الدولة تبقى ميدانا  للمنافسة  وللصراع، وهذا ما نواجهه اليوم. على سبيل المثال فإن مجالس المحافظات، كما نراها، غير فاعلة بسبب الصراعات بين الأحزاب المتنفذة، هذا الأمر بنيوي لا يتعلق بالإرادة الشخصية. والآن موضوعة إحداث التغيير ضرورية جدا، وينظر إلى المشاركة في الانتخابات كجزء من هذا الصراع، وجزء من هذه المواجهة والتصدي لسياسات المحاصصة ومرتكزاتها الفكرية التي تقوم عليها، إضافة إلى الأولويات التي تعبر عن حاجة الناس. أما بالنسبة للحراك الشعبي فهل هناك حراك شعبي حاليا موجود في الشارع وفاعل ويتبنى مطالب تتعدى هذه الأمور اليومية والحياتية ويخوض الصراع من أجل التغيير؟ من خلال قراءتنا نرى أن هناك حراكا احتجاجيا وبالأساس مطلبيا في الوقت الحاضر وهناك حالة من العزوف وقسم منها مقاطعة، وحالة العزوف هذه ناجمة عن نوع من الإحباط وعدم الثقة بمؤسسات الدولة، ولكن هذا العزوف لم يطرح شيئا آخر إيجابيا فاعلا متقدما من أجل أن يتم على أساسه اتخاذ توجه آخر في الانتخابات.

نخوض الانتخابات على أساس مشروعنا المدني الديمقراطي

لذلك نقول، عندما ننظر إلى العملية الانتخابية فننظر إليها ضمن منظومة مواجهة الوضع بالنسبة لنا كحزب، أو إذا تبلور تحالف معين في المستقبل.  نحن نريد أن نخوض الانتخابات على أساس مشروع وليس لأجل مكاسب ضيقة، وهذا المشروع يهدف إلى تقديم حلول ومعالجات لمختلف الأزمات، والانتخابات هي ساحة فعل سياسي، هي أهم لحظة سياسية في أي بلد حيث تكون فيها جميع فئات الناس مهتمة بالشأن السياسي سواء تشارك أو لا تشارك. ومن غير الطبيعي أن لا نتعامل مع هذا الأمر ونتعامل إما بالمشاركة او بعدم المشاركة.

 نحن اليوم نرى أن المشاركة هي الأسلوب الأكثر فعالية، وأيضا نعمل من أجل تقديم صيغ تحالفية ومشروع وشخوص تتوفر فيهم عناصر الثقة والنزاهة، وعناصر التلبية والاستجابة لحاجات الناس الرئيسية، وبالتالي نقدم عرضا سياسيا ومشروعا سياسيا وقوائم سياسية تلبي متطلبات تقديم مشروع آخر ورؤية بديلة.  هذه الرؤية ليست معزولة عن النضال الجماهيري وليست بديلا للنضال الجماهيري ولن تكون بديلا بغض النظر عن النتائج، ولذلك نحن ننظر إلى هذه المعركة كجزء من عملية الصراع، ومن أجل أولا أن يبقى الصراع بالطابع المدني السلمي، وتجنبا لأن تأخذ الأمور مسارات أخرى ربما تكون أكثر خطورة عندما تغلق كليا آفاق التغييرات السلمية، وتغلق كليا آفاق إمكانية أن تتقدم العملية بشيء، ولذلك نشدد على مسؤولية تأمين شروط الانتخابات الحرة النزيهة العادلة، ونقصد بالشروط المستلزمات،  ونؤكد اليوم أن على المفوضية والدولة بأجهزتها المختلفة أن تؤمن  احترام قانون الأحزاب السياسية، وان تكون مفوضية الانتخابات مفوضية مستقلة حقا، وأن تطبق التعليمات التي تصدرها  بنفسها بخصوص سقف للمال السياسي، وأن تؤمن اشتراطات عدم استغلال الدولة ومناصبها  لأغراض حزبية ضيقة، وأيضا تؤمن بيئة مناسبة للمواطن الذي يذهب للانتخابات دون أن يتعرض إلى تهديد مباشر أو غير مباشر من جهات معينة، وهذا يأتي من خلال رسائل قوية من قبل الدولة.  اليوم الدولة والحكومة ومؤسساتها لأجل أن تكسر حالة العزوف عليها أن تعيد للمواطن وللناخب الثقة بالعملية الانتخابية، ونحن نعتبر هذا تحديا كبيرا ومتطلعين للتغيير.

 نعتقد أن المشاركة ضرورية وبنظرة شاملة للعملية الانتخابية وارتباطاتها بالأشكال الأخرى مثل العمل الجماهيري وعملية استكمال البناء الديمقراطي، لذلك يجب أن نحث على المشاركة الفاعلة، وهذا لا يعني إضفاء الشرعية او القبول بهذه المنظومة الحاكمة. المعارضة ومواجهة هذه المنظومة، المشاركة بالعملية الانتخابية لا تعني بأي شكل من الاشكال أن تنخرط بهذه المنظومة بقدر ما تستفيد وتعمل من أجل أن يكون النضال في المؤسسات القائمة ساحة أخرى من ساحات الصراع.

طريق الشعب:

هناك سبب آخر يقوله الرافضون للمشاركة في الانتخابات هو أنهم لا يتوقعون أن تكون هنالك جدوى إيجابية أو فعل إيجابي أو يتحقق شيء للمواطن العراقي في ظل هيمنة القوى المتنفذة، ووجود سلاح منفلت، ومال سياسي، ولا يتوقعون حدوث شيء، وأن النتائج محسومة مسبقا، فعلام الذهاب إلى الانتخابات، وهذا يذكر ولكن من دون تقديم خطة بديلة، فكيف تعلقون؟

المنظومة الحاكمة غير معنية بالعزوف

رائد فهمي:

نعم هناك هيمنة ومال سياسي، ولكن ليس دائما يستطيع هؤلاء تحقيق ما يريدون بأريحية، أولا هناك صراعات داخلية بينهم، ثانيا هم يتحركون مع وجود فشل في كسب ثقة الناس.  أما نسبة الـ ٨٠ في المائة الذين لا يشاركون فهو تعبير عن عدم ثقتهم بالمؤسسة والمتحكمين فيها، اذن إمكانية أن تحدث اختراقات، أن تكون هناك خلخلة في الواقع السياسي هو أمر ممكن. نعم هناك انقسامات داخلية وصراعات وجزء من هذه الصراعات بسبب النفوذ والسيطرة، ولكن أيضا هي انعكاسات للضغط الشعبي وانعكاسات لحالة الفشل وأيضا انعكاسات للوضع الإقليمي والخارجي، والعامل الخارجي أيضا يلعب دورا كعنصر ضاغط. في ظل هذه الظروف نحن نرى ما هي الأشكال التي يستخدمها المتطلعون للتغيير والمتطلعون لإحداث إصلاحات عميقة. نعتقد أن هناك إمكانية، وإذا نظرنا إلى انتخابات 2021 ورغم العزوف الكبير لكن أيضا فاز عدد غير قليل من النواب وهم ليسوا ضمن أولويات المنظومة الحاكمة، لذلك نحن نقول إن من الخطأ ان نسلم مقدما بأن هذا الضغط لا يغير شيئا، والخطأ الآخر أن نبالغ فيما يمكن أن نحققه.

عدم المشاركة والعزوف لم يقابلا بفعل سياسي وجماهيري بديل ضاغط، بل العكس كان هنالك عزوف والناس جلست في بيوتها، وهذا الأمر كان يلبي حاجات المنظومة الحاكمة فهم لا يريدون ان تتوسع المشاركة، هم لديهم نسبة الـ ٢٠ في المائة والتي تتكون من أجهزتهم وزبائنهم وهذا يؤمن الأغلبية لهم، وبعزوفنا نشجع إعادة تكرار هذا الأمر، وعندما لا يتم خوض نضال آخر، ولا تقديم بديل آخر، فهذا يسهم في تكريس المنظومة الحاكمة. وهذا الفرق عن عام 2021، فحينها كانت لا تزال الحركة الاحتجاجية بمضمونها السياسي قائمة وهي يمكن ان تنطلق غدا أيضا.  ومن قال إن الانتخابات تمنع أن تكون هناك عملية احتجاج سلمي؟ بالعكس قد تكون رافعة لذلك الاحتجاج، والاحتجاج قد يكون رافعة للعمل الانتخابي في ظل هذه الموازنات. إذن نقول إن الحديث مقدما بأن الأمور مسلم بها ويتم غلق كل إمكانيات التغيير، هذا أمر يعبر عن عدم ثقة بقوة الناس وقوة الشعب وقوة الاحتجاج.   ونعتقد أن هذا نوعا من أنواع الإحباط، ولكن في الحقيقة قوة الشعب هائلة ولا تزال كامنة، ٨٠ في المائة لم يشاركوا في الانتخابات، معنى ذلك أن هؤلاء لم ينصاعوا ولم يستجيبوا للإغراءات التي تقدمها القوى الحاكمة.

طريق الشعب:

هل هناك تصور بأن هذه النسبة من المقاطعين بتركيبتها ثابتة ام متغيرة؟ بمعنى تركيبتها وشخوصها؟

العملية الانتخابية ميدان صراع

رائد فهمي:

أسباب العزوف مختلفة وليس الجميع يريد نفس المشروع، لكن نقول إن أصحاب مشروع التغيير او المتطلعين للتغيير نحو دولة المواطنة ودولة العدالة الاجتماعية نسبة غير قليلة، من العازفين هم جمهورهم، وهذه النسبة ربما نحن لا نختلف معها ولكن نختلف بطريقة التعامل بهذه الأمور.  وذكرنا أن هناك ملاحظات على المنظومة الانتخابية لكن هل يمنع ذلك من اعتبار العملية الانتخابية ميدانا من ميادين الصراع والتواصل مع الناس وللتوعية، وميدانا لشحذ الهمم ومن أجل كشف وتعرية المنظومة، ومن هم المتسببون في أوضاع الناس، فلا تتصور أن جميع الناس يعرفون من هو السبب، ممكن النخب وغيرهم يعرفون لكن هناك جمهور آخر يعيش حياته اليومية ولا يعرف من هو بالضبط السبب الرئيسي لمعاناته. والعملية الانتخابية فرصة كبيرة، ولذلك نقول إن المبدأ العام هو المشاركة في الانتخابات، أما النتائج فلا يوجد شيء مضمون، لا توجد انتخابات مضمونة، لكن يفترض العمل من أجل تحقيق الهدف في التمثيل الانتخابي، ومن يريد التغيير، ولكن يقول إنه لن يساهم بهذا التغيير إلا إذا توفرت شروطه فعمليا هو يلغي هدفه في التغيير، لأنه هنا لا يساهم في عملية الصراع في ميدان مهم لتبديل موازين القوى، وعندما تسقط العملية الانتخابية من الحساب بدون وجود بديل، فهنا على ماذا المراهنة وكيف نجد التغيير؟  التغيير السلمي يحدث إما عن طريق الانتخابات او عن طريق العمليات الاحتجاجية وعندما تكون هناك عمليات احتجاج واسعة هنا تطرح قضية المشاركة، إذا كانت تفيد او لا تفيد على جدول العمل، ثانيا إذا رفضنا جميعا العملية الانتخابية ولم نفعل شيئا سنفسح المجال لمشاريع أخرى، والتي قد تكون ليست ديمقراطية، ولا تكون سلمية وهنا ستغلق الآفاق ويكون هناك إحباط.

نحث ونشجع على المشاركة الواسعة

نريد أن نشير إلى نقطة أخرى، الآن في ضوء الكثير من الأزمات الحالية في العالم، نلاحظ أن الاتجاهات اليمينية المتطرفة تكبر، وفي تحليل أخير لكثير من المنظرين أنه خلال الـ 15 سنة الأخيرة في الكثير من البلدان، فإن الديمقراطية تراجعت وجزء كبير منها أن الناس يأسوا من العملية الانتخابية وبدأوا يراهنون على الوسائل التسلطية. وفي العراق هذه الأجواء المحيطة بالعملية الانتخابية ستؤدي إلى ظهور الأفكار الأخرى، وبالتالي ستكون هناك خطورة إستراتيجية، وكل البناء سيكون في خطر، والمنظومة الحاكمة منكفئة على مصالحها وتخوض صراعا سياسيا ليس له علاقة بهموم الناس، وبالتالي الناس لم تعد تعنيهم التصريحات السياسية بشيء لأنها لا تعكس همومهم الحقيقية، لذلك نقول إن نتائج مشاركتنا في الانتخابات  مرتبطة بالمشاركة، الآن المطلوب من جميع المواطنين ان تكون لديهم البطاقة البايومترية لأن بدون وجود البطاقة فالمواطن غير موجود انتخابيا سواء قاطع او لم يقاطع،  ليس له حضور وغير موجود، حتى وان كان يريد أن يقاطع فيجب ان يكون له  حق الانتخاب من خلال حصوله على البطاقة، لذلك كل مواطن وناخب ينبغي أن يعمل من أجل الحصول على البطاقة البايومترية، وفي هذا الأمر نلاحظ أن في الانتخابات السابقة لم تقم  الحكومة أو المفوضية بحملة من أجل تشجيع الناخب للتسجيل والحصول على البطاقة البايومترية لأن المنظومة الحاكمة غير راغبة بأن تتسع دائرة المشاركة، ونسبة ٢٠ في المائة كافية  بالنسبة لهم، ولا يوجد لدينا حد أدنى للفوز، اذن علينا ان نعتبر هذا  تحديا.

طريق الشعب: نتحدث عن إمكانية التحالفات، هل هنالك شيء متبلور أم مازالت الأمور في إطار المساعي والمسارات للبحث عن تحالفات ممكنة؟

منفتحون على القوى السياسية  والمجتمعية

رائد فهمي:

 نلاحظ أن التركيبة السياسية لكل محافظة لها وضعية معينة، لكن الجوهر المشترك هو أننا نسعى لإيجاد تحالفات تنسجم مع المشروع المدني الديمقراطي، وبالتأكيد نريد أن نجمع كل القوى المعنية بهذا الشأن وشكل تجميع القوى من ناحية اجتماعية ومن ناحية سياسية، والقوى السياسية المتبلورة غير موجودة بنفس الدرجة في كل المحافظات. نحن نسعى لتوحيد هذه القوى، حاولنا سابقا ونحاول الآن وكانت لدينا عدة تحالفات في الفترات السابقة منها التحالف المدني الديمقراطي وتحالف قيم، لكن في عدد من المحافظات فيها اصطفاف للقوى بشكل آخر، ربما في بعض المحافظات تكون المشاركة في الانتخابات بشكل منفرد ويكون هو شكل من أشكال التحالف. إذن المشروع السياسي هو مشروع الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنواة الصلبة الحاملة لهذا المشروع هي الأساس.  بالتأكيد في البلد هناك خطورة كبيرة ولاحظنا في الفترة الأخيرة أن هنالك زحفا على الحريات وقضما لها،  وهذا أمر خطير جدا، وهنالك أيضا محاولات لإنعاش موضوع الطائفية وتكريسها مؤسسيا، وظهر ذلك  أيضا من خلال التشريعات المطروحة منها التشريعات التي تحتوي على تضييق للحريات والتشريعات التي تؤدي عمليا إلى الطائفية، بالتالي بالإضافة إلى مشروعنا المدني الديمقراطي قد تنطرح أيضا قضايا أخرى أوسع والتي قد تثير قلق ومخاوف أوساط اجتماعية قد لا تلتقي كليا مع المشروع المدني الديمقراطي لكنها تلتقي  في الحريات او في موضوع الطائفية او قضايا وطنية عامة، وبالتالي نحن لا نستبعد ولا نلغي إمكانية ان يكون هنالك تحالف في داخل تحالف، التحالف الرئيسي هو التحالف المتبني كليا لمشروع مدني ديمقراطي بكل مفرداته، وبعد ذلك في مجرى العملية الانتخابية في هذه المحافظة او تلك ممكن ان تنفتح إمكانيات لتحالفات أخرى، لكن الأمور ما زالت مفتوحة ونحن ننظر لها في إطار هدفنا السياسي، نحن نذهب إلى انتخابات مشاريع وليس للكسب وهنالك فرق كبير.

أزمات البلد أعمق بكثير من تبليط شارع

الآن هناك المنظومة الحاكمة والقوى المتنفذة تحاول ان تختزل الانتخابات إلى مكاسب ضيقة مثل تبليط شارع أو محولة كهرباء أو وعود بتعيينات، والبعض بدأ من الآن بها، لكن هذه انتخابات تشريعية تتعلق بمشاكل تهم البلد.  اليوم هناك  أزمات حقيقية منها الكهرباء والفساد لا يزال مستشريا، وأصبح موضوع تدهور البيئة  خطيرا، وكذلك موضوع  الحريات في الواجهة والتعليم يتدهور بشكل خطير، والصحة أيضا أصبحت سلعة، والتعليم أصبح سلعة وبدأت تتحكم به قوانين السوق وليس مصلحة المواطن، واليوم أصبح التعليم المناسب حكرا إلى حد كبير على من يمتلك المال، أما التعليم الحكومي وهو الأساسي للأسف يتدهور ما عدا جزء منه الذي لا يزال جيدا بفضل ربما كوادرنا التعليمية الذين يقاتلون في ظروف صعبة من أجل تأمين تعليم جيد، لكن بشكل عام هناك انحسار، قلة أبنية مدرسية والبرامج غير مناسبة مع المستوى التعليمي ومشاكل كبيرة وكثيرة أخرى . أما من جهة أخرى فنتحدث عن سيادة البلد، اليوم البلد مفتوح للتدخلات الخارجية، العراقيون الآن لا يمتلكون زمام مصيرهم، الكثير من الأمور المتعلقة بأساسيات البلد مرهونة بعوامل خارجية، لأجل أن يستعيد العراق قدرته في تأمين سيادته والحفاظ على سيادته، هذا لا يأتي إلا من خلال إرادة وطنية قوية، وهذه الإرادة الوطنية يصعب تحقيقها عندما ينتعش التعصب الطائفي والتعصب الديني والإثني. نحن نحترم كل هذه العناوين ونحترم كل هذه الهويات ولكن هنالك شيئا اسمه مصلحة وطنية وهوية وطنية والتحديات التي تواجه البلد هي تحديات ذات طابع وطني، وقضايا الحرب والسلام هي قضايا تهم البلد بأكمله ولا يمكن ان تستحوذ عليها وان تقررها جهة ما إذا لم تكن جهة وطنية عامة، لذلك هذه القضايا الكبرى ينبغي ان تكون هي محور برامج الانتخابات والتي عليها أن تجد حلولا لمشاكل البلد الكبرى.

طريق الشعب: هل من كلمة أخيرة وخصوصا إلى رفاقنا ومنظماتنا وأصدقائنا وجماهيرنا؟

على رفاقنا الشيوعيين   المشاركة بهمة وفاعلية

رائد فهمي:

نعم، ونحن نتوجه إلى هذه الانتخابات نقول إنها معركة سياسية لا تخص الشيوعيين فقط إنما تخص البلد بأكمله.  نحن نعتقد أن على الشيوعيين الآن بما أننا اتخذنا هذه الوجهة فعليهم أن يتصدوا لها بكل طاقاتهم وتأمين مستلزمات خوضها، بالتأكيد الشيوعيون وأصدقاؤهم ينبغي أن يعملوا لأجل استكمال شروط قضية البطاقة البايومترية، وان ينسجوا ويطوروا علاقاتهم بكل محيطهم ويحثوا الناس على عملية المشاركة بهذا المشروع مع تبيان رؤية أسباب المشاركة.  ونحن أيضا نعمل على صعيد كل محافظة لأن نكون قوة جامعة لكل من يشاركنا الرأي والتصور في كيفية إخراج البلاد من أزماته، وأن نروج لمشروعنا المدني الديمقراطي والعدالة الاجتماعية، وأمامنا أيضا تعبئة الشيوعيين كي يخوضوا غمار هذه المعركة السياسية والحدث المهم في حياة البلد ككل، وأن يعملوا أيضا بهذا الاتجاه لأجل ان يستوعبوا مشروعنا ورؤيتنا.  الاتصال المباشر بالناس هو الوسيلة الأنجع، فنحن لا نمتلك امكانيات الدعاية والمال السياسي كالآخرين، ونحن لا نكسب الناس بهذا الأمر وإنما نكسب الناس بتأكيدنا بأننا إلى جانبهم وندافع عنهم ونشاركهم في العمل من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة وتحسين ظروف حياتهم وتحسين مداخيلهم ومعالجة مشاكل البطالة والأمية وتوفير العناية الصحية ومعالجة ازمة السكن ومشكلة العشوائيات، هذه هي القضايا الكبرى التي نعتقد أن الانتخابات وكل الصراع ينبغي ان يتمحور حولها، وكيف نوجد أفضل الحلول لأجل الارتقاء بمؤسساتنا وبخدماتنا للناس، والشيوعيون  ينبغي ان يكونوا في قلب هذه العملية.

*******************************************************

ريكاي كوردستان: نجاح التصويت في انتخابات الإقليم.. تنتظرنا خطوات مهمة

لقد صوت شعبنا في اقليم كردستان لصالح الانتخابات البرلمانية، في ظل وضع مستقر وسلمي، وبنسبة مشاركة زادت على 70 في المائة. وهذا مؤشر واضح على أن الشعب الكردي يؤكد على أهمية ملء فراغ السلطة التشريعية، ووجود البرلمان لكيان اقليم كردستان. كما إنه يمثل درسا مهما لجميع الأطراف السياسية، من أجل عدم التفكير في المستقبل من منظور المصالح الحزبية الضيقة، وبالتالي تأجيل الانتخابات النيابية.

لقد كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة خطوة مهمة، وتعامل معها الشعب بمسؤولية، لكن هناك خطوات أكثر أهمية تنتظر القوى السياسية الكردستانية، أولها تشكيل حكومة إقليم كردستان، وهو ما يتطلب تطبيع الخطاب السياسي والابتعاد عن التوترات الناتجة عن خطابات الحملة الانتخابية.

 إن نجاح الانتخابات لا يعني أن العملية السياسية والأزمة الحالية وكل القضايا المتعلقة بالوضع العام للشعب والمجتمع قد انتهت بانتخاب مؤسسة مثل البرلمان؛ فمن المهم أن تتذكر القوى السياسية في كردستان أن الأزمات قائمة حتى الان، وأن بناء الديمقراطية بمعناها الأوسع لا يقتصر على الانتخابات فقط.

إن إقليم كردستان ليس لديه دستور الى الآن، ولا تزال الهويات الفرعية والمحلية تهيمن علی الهوية الوطنية الكردستانية، وتستمر هيمنة الأقطاب الإقليمية مع عدم وجود خطاب كردستاني موحد للتعامل مع الحكومة الاتحادية ودول الجوار.

وتتزامن كلّ هذه القضايا مع تلك المتعلقة بإقامة الحكم الرشيد، وتحسين تقديم الخدمات، وفي توفير الحياة الكريمة والصحة والبيئة للجماهير.

وعلى الرغم من الإشكاليات التي جرت يوم الانتخابات، بما في ذلك استمرار الحملات الانتخابية بالقرب من مراكز الاقتراع، وحقيقة أن بعض البطاقات وبصمات الأصابع لم تقرأها الأجهزة، فقد أجرت كردستان انتخابات ناجحة.

ونحن إذ نهنئ جماهير شعب كردستان وكافة القوى السياسية بذلك، فإننا نعتقد، في البدء، أن الخطوة الناجحة في تشكيل الحكومة الجديدة، لا تكمن فقط في المفاوضات واتفاق الأحزاب التي تشكل الحكومة على تقاسم المناصب، بل من المهم ايضا العمل من أجل التغلب على الأزمات وتأسيس سياسة مقبولة من جانب عامة المجتمع. ومن الضروري تنظيم حوار وطني تشارك فيه كافة القوى السياسية، وإجراء تقييم نقدي لتجربة الحكم السابقة، والمشاركة في تطوير البرامج الإستراتيجية للمستقبل.

ــــــــــــــــــــــ

* افتتاحية جريدة الحزب الشيوعي الكردستاني حول الانتخابات إقليم كردستان

*********************************************************

الصفحة الثامنة

خسائر جيش الاحتلال في لبنان ترتفع مقررة أممية تؤكد: الجرائم ضد الفلسطينيين غير مسبوقة، وتحذر من استمرار الإفلات من العقاب

متابعة ـ طريق الشعب

شهد العديد من الدول العربية، تظاهرات حاشدة دعمًا لقطاع غزة ولبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية التي بدأت منذ 7 تشرين الأول 2023، في وقت يواصل العدوان الإسرائيلي ارتكاب الجرائم بحق المدنيين وسط صمت العديد من المنظمات الدولية ودعم غير محدود من قبل أمريكا وحلفاؤها.

تضامن شعبي

شهدت أكثر من 56 مدينة مغربية، احتجاجات ضخمة تنديدًا بمجازر الإبادة في فلسطين ولبنان، واستنكارًا للصمت الدولي.

المشاركون في الاحتجاجات، التي شهدت حضور الآلاف في مدن مثل الدار البيضاء، مراكش، وطنجة، أكدوا رفضهم لاستمرار التطبيع المغربي مع إسرائيل، مشيدين بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية. ومن المتوقع تنظيم وقفات مماثلة في مدن أخرى، بالإضافة إلى وقفة مركزية أمام البرلمان في الرباط.

في اليمن، تظاهر عشرات الآلاف في عدة محافظات، رافعين شعارات تضامن مع غزة ولبنان وصور قادة المقاومة، مع تأكيدهم على استعدادهم لأي تصعيد من "العدوان الأميركي والإسرائيلي". كما تستمر جماعة الحوثيين في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل بالصواريخ.

وفي الأردن، نظم مئات المواطنين مسيرة في عمان مطالبين بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، معبرين عن غضبهم من العدوان على غزة. أما في تونس، فقد شهدت العاصمة مسيرة ضخمة تندد بالهجمات الإسرائيلية، بينما في نواكشوط، شارك آلاف الموريتانيين في مسيرة تضامنية أمام ممثلية الأمم المتحدة.

حصيلة الشهداء في ارتفاع

واقتربت حصيلة شهداء الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة من الـ 43 ألفا، بجانب أكثر من 100 ألف إصابة، في أعقاب جملة مجازر وحشية ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية.

وقالت وزارة الصحة في غزة في التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان المستمر لليوم الـ 386 على قطاع غزة، إن الاحتلال ارتكب سبع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 77 شهيدا و289 إصابة خلال الـ 48 ساعة الماضية.

ولفتت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان إلى 42 ألفا و924 شهيدا و100ألف و833 مصابا منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي.

واعتقلت قوات الاحتلال، كافة الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، إضافة إلى عدد من الجرحى والمرضى النزلاء في المستشفى.

وأفادت وزارة الصحة في غزة في بيان لها بأن الاحتلال احتجز النساء في إحدى الغرف داخل المستشفى دون ماء أو طعام. وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لحماية المرضى والكوادر الطبية العاملة فيه.

إفلات المجرمين من العقاب

أكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في التمتع بأعلى مستويات الصحة البدنية والعقلية، تلالنغ موفوكنغ، أن "الإبادة الجماعية المستمرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديداً غزة، تظهر مجدداً الحاجة إلى العمل وتطبيق الحق في الصحة"

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك بعدما قدمت تقريرها الرابع الخاص بعملها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ورداً على سؤال وجهته الصحافة عن تبعات استمرار إفلات المسؤولين الإسرائيليين من العقاب والمحاسبة من ارتكاب انتهاكات عدة، من بينها استهداف العاملين في المجال الطبي والمنشآت الطبية، وتبعات هذا الأمر وتأثيره في صراعات أخرى، أكدت الخبيرة الأممية أنها تتواصل مع الحكومة الإسرائيلية، كما هو متبع في هذه الحالات، "للاستفسار عن كل هذه الأمور منذ ما قبل بدء الإبادة الجماعية، وبالطبع بعد الإبادة الطبية، وهو مصطلح جديد نستخدمه الآن لوصف التدمير المذهل لأنظمة الرعاية الصحية والهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية".

وأشارت إلى أهمية تمسك الأطباء والعاملين في المجال الصحي بالقسم الخاص بأداء مهماتهم، ورفض أولئك في فلسطين تحديداً أوامر الإخلاء، وبقائهم مع مرضاهم للاعتناء بهم رغم خطر قتلهم واعتقالهم. وشددت على أنها لم ترَ هذا المستوى من استهداف العاملين في المجال الإنساني في أي صراع، وأكدت أن ما يحدث في فلسطين وصل إلى مستويات غير مسبوقة، وشددت على ضرورة أن يكون هناك محاسبة، وحذرت من استمرار الإفلات من العقاب. 

غارات جديدة على لبنان

من جانب آخر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بعد يوم شهد رقما قياسيا في عدد هجمات حزب الله على الأراضي المحتلة.

وأفادت وكالة أنباء لبنان الرسمية بأن الطيران الحربي الصهيوني شن ثلاث غارات على منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية.

وتزامن ذلك مع إعلان حزب الله لأول مرة منذ بدء الحرب، أنه شن 48 هجوما على مدن ومواقع عسكرية شمالي إسرائيل، واستهداف تجمعات للجنود وتدمير ست دبابات ميركافا، وتأكيده إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

خسائر جيش الاحتلال

وفي تفاصيل الخسائر الإسرائيلية إثر الهجمات المكثفة من حزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل شخصين في مجد الكروم بالجليل، وذلك بعد مقتل 10 عسكريين وإصابة أكثر من 20 آخرين في لبنان خلال يوم واحد، وصفته إسرائيل بالصعب.

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مصرع العسكريين الإسرائيليين باليوم الصعب، وأكد غالانت أن على إسرائيل أن تظل متحدة من أجل الوقوف بثبات.

*************************************

بسبب دعمهم فلسطين جامعة هارفارد تعلّق امتيازات لأعضاء في هيئة التدريس

واشنطن ـ وكالات

أفادت صحيفة "هارفرد كريمسون" الطلابية في جامعة هارفرد الأميركية، أمس السبت، بأن الإدارة علّقت دخول نحو 20 من أعضاء هيئة التدريس بعدما شاركوا في دراسة احتجت على "تواطؤ هارفارد في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين والقمع داخل الحرم الجامعي"، في 16 تشرين الأول الجاري.

وقرأ المشاركون في الدراسة الداخلية، ومن بينهم طلبة، بصمت داخل مكتبة "وايدنر" الرئيسية في الجامعة مواد عن حرية التعبير والمعارضة، ووضعوا على الطاولات لافتات عن حرية التعبير وسياسة الجامعة، من بينها "فلسطين حرة" و"هارفارد تتخلى عن الموت".

وتعرّض النشاط المؤيد لفلسطين لانتقادات شديدة من قبل جماعات حرية التعبير، وبينها مجلس الحرية الأكاديمية في هارفارد، علماً أنه ترافق مع تنظيم احتجاجات في جامعات أخرى بأنحاء الولايات المتحدة، جذبت أساتذة أيضاً.

وقالت الصحيفة إنه حُظر دخول الأساتذة المشاركين إلى المكتبة لمدة أسبوعين، بعدما سجل الحراس أسماءهم وأرقام هوياتهم خلال تنظيم النشاط. وذكرت أن الإدارة أعلمت أعضاء هيئة التدريس أن امتيازات الاقتراض من المكتبة لن تتأثر، وأنهم سيظلون قادرين على الوصول إلى مواقع أخرى في نظام المكتبة، لكن لن يُسمح لهم بالدخول إلى مكتبة وايدنر تحديداً.

وكان بيان صحافي أصدره منظمو الاحتجاج قد تحدث عن مشاركة الدكتور كرامة كويميرل، وهو أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، في النشاط.

*********************************************

بعد قرار كندا تخفيض الأعداد منظمات: لا علاقة للمهاجرين بأزمة السكن

مونتريال ـ وكالات

أعلنت كندا، المعروفة تقليديًا كوجهة مرحبة بالمهاجرين، عن تخفيض كبير بنسبة 21 في المائة في حصص المقيمين الدائمين الذين ستستقبلهم ابتداءً من عام 2025. ويعكس هذا التغيير تحولًا في السياسة وسط تزايد التردد في الرأي العام تجاه قضايا الهجرة.

وصرّح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بأن "الهجرة ضرورية لمستقبل كندا، لكن يجب أن تكون تحت السيطرة". وأوضح أن هذا التخفيض سيؤدي إلى "توقف مؤقت في النمو السكاني خلال العامين المقبلين".

ويأتي هذا القرار في إطار سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى الحد من مستويات الهجرة القياسية، خاصة بعد ارتفاع عدد السكان إلى أكثر من 41 مليون نسمة في مطلع عام 2024، مقارنة بنحو 35 مليون نسمة قبل عشر سنوات.

وأشار ترودو إلى أن الهدف من هذا القرار هو "تحقيق استقرار في النمو الديموغرافي، لمنح الحكومة بجميع مستوياتها وقتاً كافياً للتكيف وإجراء الاستثمارات اللازمة في قطاعات الرعاية الصحية، والإسكان، والخدمات الاجتماعية". بدوره، صرح وزير الهجرة مارك ميلر بأن "هذه الخطة قد تكون الأولى من نوعها حتى الآن"، مشيراً إلى أنها تأتي استجابة "لكثير من الانتقادات" التي وردت في السابق.

وأكد ميلر أن الخطة ستساهم في تخفيف حدة أزمة السكن الحالية في البلاد عبر تقليص الحاجة إلى بناء وحدات سكنية جديدة.

وأوضحت أكثر من 120 منظمة من منظمات المجتمع المدني، في رسالة مفتوحة، أن "المهاجرين ليسوا السبب وراء أزمة السكن في كندا، ولا في نقص الوظائف أو عدم كفاية الرعاية الصحية والخدمات العامة". وأشارت الرسالة إلى أن جذور هذه الأزمات تعود إلى "عقود من السياسات الفدرالية والإقليمية".

************************************************

حزب الشعب الفلسطيني يدعو الى وقف المجازر والتطهير العرقي في شمال قطاع غزة

رام الله ـ وكالات

أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن بالغ إدانته لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة على يد الاحتلال الصهيوني، وآخرها المجازر البشعة وعمليات التطهير العرقي التي إقترفها وما زال يقترفها بحق الآلاف من أبناء شعبنا ومؤسساته الطبية.

وقال حزب الشعب في بيان له، تأتي هذه المجازر الجماعية الأخيرة في قطاع غزة، لتؤكد مجدداَ أن دولة الاحتلال الصهيوني وراعيته الولايات المتحدة الأمريكية لا تكترثان بأي من القوانين والقرارات الدولية، ولا بمكانة وموقف الهيئات الدولية والدول العربية والصديقة، وكلاهما تتصرفان كقوة إرهاب وإجرام دولي منظم فوق القانون، في ظل عجز المجتمع الدولي والتواطؤ الواضح لبعض قواه عن القيام بردع هذا الاحتلال ووضع حدا لجرائمه المستمرة بحق الانسانية، والتي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاَ.

وحذر حزب الشعب من مخاطر التحريض المنظم لأجهزة الاحتلال على بعض وسائل الاعلام والصحفيين والأطقم الطبية والانسانية في قطاع غزة، تمهيداَ لمنعهم من العمل أو تصفيتهم، مطالبا بضرورة التدخل العربي والدولي المباشر وسرعة استخدام كل الامكانيات والعلاقات لوقف مسلسل المجازر المستمرة بحق شعبنا.

وبين الحزب إن أهم الأولويات الوطنية الماثلة أمام قيادة وقوى الشعب الفلسطيني وحلفائه وأصدقائه في العالم، تتمثل في سرعة لجم العدوان الصهيوني ووقف مجازره والتطهير العرقي وإطلاق النار فوراَ في قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال منه وإغاثة شعبنا وضمان سلامة أبناءه وعودة النازحين منه إلى أماكن سكناهم.

*********************************************

استمراراً لنجاحاته الانتخابية حزب العمل البلجيكي يضاعف مقاعده في مجالس البلديات

رشيد غويلب

قدم السكرتير العام لحزب العمل البلجيكي بيتر مارتينز تقييما لأداء الحزب والنجاحات التي حققها في الانتخابات المحلية التي شهدتها بلجيكا في 13 تشرين الأول الجاري. واكد مارتينز أن الحزب قد حقق نجاحات في مناطق البلاد الثلاث. وان العديد من ممثلي الحزب ينتخبون للمرة الأولى، وبينهم الكثير من العمال والشباب، معتبرا ذلك مؤشرا للأمل وأفقا للمستقبل.

لقد استطاع الحزب مضاعفة مقاعده في المجالس البلدية، من 169 مقعدا في انتخابات 2018 إلى 258 مقعدا في الانتخابات الحالية. وكان ثلثهم من العمال، وواحد من كل ستة ممثلين تحت سن الثلاثين عاما. وشمل مناطق البلاد الثلاث. (فلاندرز، بروكسل، والونيا).  وكانت أفضل نتائجه في مناطق البلاد الصناعية، محققا في إحداها أكثر من 18 في المائة.

أكبر النجاحات

كان نجاح الحزب الأكبر في ثاني مدن البلاد " أنتويرب"، حيث حصل الحزب على 20 في المائة من أصوات الناخبين، وقال مارتيز: " من كان يجرؤ على التنبؤ بذلك قبل بضع سنوات؟".  ودخل مرشح الحزب جوس دي هيسي البالغ من العمر 32 عاما في منافسة شرسة مع عمدة المدينة من الحزب القومي الفلمنكي، والذي قيل أن لا منافس له. وتعليقا على ما جرى يقول مارتينز: "لقد كانت معركة بين الماضي والمستقبل". لقد حققت قوى اليسار في المدينة، التي خاضت حوارا بشأن تحالف محتمل، مجتمعة 43,8 في المائة، وهي نتيجة لم تتحقق منذ 50 عاما، ويعتبرها مارتينز: "أساسا متينا جدا للمستقبل".

منطقة فلاندرز

في بلدية زيلزات الفلمنكية حصل الحزب على 21,7 وحصل الائتلاف التقدمي الذي شارك فيه الحزب 63 في المائة. وفي بورغرهوت، أصبح الحزب القوة الأولى، وسيدعم التحالف التقدمي (الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر). ومن الممكن استمرار التحالفات التقدمية في كل من زلزات وبورغيرهوت.

وفي فيلفورد وميكلين، ضاعف الحزب عدد مقاعده ثلاث مرات، وضاعف الحزب مقاعده في جينك.  وحصل الحزب على مقعد لأول مرة في العديد من بلديات المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن إلغاء نظام التصويت الإجباري في بلديات المنطقة أدى إلى حالة من العزوف الكبير، الذي يعتبره مارتينز "اضعاف للديمقراطية".

منطقة بروكسل

حقق الحزب نتائج رائعة في بلديات منطقة العاصمة. في مولينبيك حصل على 22 في المائة، وفي فورست 21 في المائة، وسيساعد ذلك على تشكيل تحالفات تقدمية في هذه البلديات. وفي سان جيل، أصبح الحزب ثاني أقوى قوة سياسية (24 في المائة) وأصبح ممثلا في بلديتين لأول مرة، بعد حصوله على أكثر من 10 في المائة. وأكد مارتينز أن نجاحات الحزب تساعد على ضمان حصول اليسار على الأغلبية في معظم البلديات الكبرى في منطقة بروكسل، وأن الحزب يعمل على تحقيق ذلك حيث ما أمكن.

منطقة والونيا

وفي الجزء الناطق بالفرنسية من البلاد، توقع البعض فوز الحزب الليبرالي الفرنسي بأغلبية ساحقة، لكنه لم يفز في مونس أو في أي مكان آخر في مدن المنطقة الكبرى، أو في بروكسل. لقد أصبح حزب العمل أقوى في هذه المدن، وتحول إلى عامل لا يمكن تجاهله. وفي أغلب البلديات تقدم حزب العمل على الحزب الليبرالي الفرنسي. وفي لييج وشارلروا والعديد من مدن بروكسل، خاض حزب العمل معه تنافسا شرسا.

وفي هيرستال حقق الحزب أفضل نتائجه أكثر من 31 في المائة، وفي سيراينج 26 في المائة. وفي كل من لييج وشارليروا، أكبر مدينتين في والونيا، حصل الحزب على 18 في المائة. وفي لا لوفيير على 19,4 في المائة. وشارك الحزب، لأول مرة، في موسكرون، وشغل الموقع الثاني بحصوله على 20 في المائة.

ثمار العمل مع القواعد

كان من بين مرشحي الحزب الفائزين عامل نظافة، وعدد من أبناء المهاجرين بينهم الفلسطينية نورس جبارة. ويرى سكرتير الحزب العام أن الأمر مرتبط بالعمل مع القواعد، وبطبيعة الحزب الوطنية التي أكدها أساتذة العلوم السياسية.

ويضيف مارتينز: "شارك 14 ألف ناشط في حملتنا: من الباب إلى الباب في أحياء المدينة، وحوارات لا حصر لها، وعشرات الآلاف من الساعات في مراكز الاتصال، وتقديم الطعام للمتطوعين. وبدون هذا الشغف والالتزام، يصبح وجود الحزب صعبا. وخلال الحملة، انضم إلينا 500 عضو جديد وبابنا مفتوح على مصراعيه لكل من يريد ذلك".

و"نحن نبني على قوة محلية لتبقى. وأعتقد اعتقادا راسخا أن القوة الجماعية هي السبيل الوحيد للمضي قدما والبناء على المدى الطويل.

الجميع يعمل من أجل الجميع، في تضامن، كما فعلنا خلال الفيضانات، وحملة "تضامن الشتاء"، وحملة "طب من أجل الشعب"". واختتم مارتينز تقيمه بالقول: " إذا نظرت إلى الأسفل فسوف لن ترى الشمس أبداً. نحن نتطلع إلى الأعلى، ونتطلع إلى الأمام، ونبني بديلاً اجتماعيًا محليًا، خطوة بخطوة، معكم، معكم".

************************************************

الصفحة التاسعة

الكاراز يستعد لمواجهات قوية في بطولة باريس بيرسي

باريس – وكالات

يترقب الإسباني كارلوس الكاراز تحديات مثيرة في بطولة باريس بيرسي للتنس، حيث من المقرر أن يواجه النرويجي كاسبر رود والروسي دانييل ميدفيديف في الأدوار المتقدمة، مع احتمال مواجهة الإيطالي يانيك سينر في النهائي. تُعتبر هذه البطولة، التي تُقام في الفترة من 28 أكتوبر حتى 3 نوفمبر، آخر بطولة ماسترز من فئة الـ 1000 نقطة لهذا الموسم، ومن المتوقع أن تشهد منافسات قوية بعد غياب الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن هذه النسخة. يبدأ الكاراز، المصنف الثاني عالميًا، مشواره في البطولة أمام الفائز من المباراة بين التشيلي نيكولاس جاري وأحد اللاعبين من الأدوار التمهيدية. وإذا سارت الأمور وفقًا للتوقعات، قد يواجه رود في الدور ربع النهائي. في حال تمكن الكاراز من تجاوز رود، من المرجح أن يتقابل مع ميدفيديف في نصف النهائي، شريطة أن يحقق الأخير الفوز على البلغاري جريجور ديميتروف. إذا تمكن الكاراز من بلوغ النهائي، قد نشهد مواجهة مثيرة مع سينر، المصنف الأول عالميًا، مما يجعل البطولة مفعمة بالإثارة والتحديات.

***************************************

عودة محتملة لقائد الأسود السابق كاساس يفكر في ترميم دفاع المنتخب قبل مواجهة الأردن

متابعة ـ طريق الشعب

 

أفادت مصادر صحفية أن مدرب منتخب العراق، خيسوس كاساس، أعرب عن إعجابه الكبير بالمنظومة الدفاعية لفريق زاخو في دوري نجوم العراق، مشيدًا بحارس المرمى علي كاظم والمدافع أحمد إبراهيم، حيث يرى أنهما مناسبان للعب مع المنتخب العراقي ويستحقان المزيد من الفرص مع أسود الرافدين.

وأكدت المصادر أن الحارس علي كاظم سيعود إلى قائمة المنتخب لمواجهتي الأردن وعمان القادمتين، بفضل المستويات المميزة التي يقدمها مع زاخو. ومع ذلك، قد لا يتمكن من المشاركة في المباريات، نظرًا لثقة كاساس بالحارس جلال حسن في حماية مرمى الفريق.

المصادر ذاتها، أكدت أن كاساس يفكر جديا باستدعاء قائد المنتخب الوطني السابق أحمد إبراهيم لتعويض المدافع سعد ناطق، الذي يعاني من إصابات مزمنة، مما يعكس رغبة المدرب في تعزيز خط الدفاع بحلول جديدة قبل اللقاء مع الأردن.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أن الاتحاد وضع خطة متكاملة استعدادًا للقاء الأردن المرتقب في الرابع عشر من نوفمبر. وأوضح درجال أن المنتخب ما زال في المنافسة، ويدعو اللاعبين إلى التركيز في جميع المباريات المتبقية.

كما تم تخصيص خمسة آلاف مقعد للجمهور الأردني في ملعب المدينة الرياضية بالبصرة، في إطار جهود الاتحاد لتسهيل حضور الضيوف وتعزيز الروح الرياضية بين الجماهير.

ستقام المباراة ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، ويأمل المنتخب العراقي في تحقيق نتيجة إيجابية بعد خسارته الأخيرة أمام كوريا الجنوبية.

*****************************************

الصراع يحتدم بين فيرستابن ونوريس في جائزة المكسيك الكبرى

مكسيكو ـ وكالات

يتواصل التنافس الشديد بين الهولندي ماكس فيرستابن، سائق فريق ريد بول، والبريطاني لاندو نوريس، سائق مكلارين، في سباق جائزة المكسيك الكبرى، الذي يُقام اليوم الأحد. يتصدر فيرستابن ترتيب السائقين بفارق 57 نقطة أمام نوريس، لكنه لم يحقق أي انتصار في آخر تسع سباقات.

يسعى فيرستابن لاستعادة توازنه من خلال الفوز في المكسيك لوقف تقدم نوريس، الذي يتطلع أيضًا لتحقيق الانتصار لمواصلة الضغط على منافسه. ومع ذلك، يواجه فيرستابن تحديات إضافية، حيث احتل المركز الرابع في التجربة الحرة الأولى، ولم يكمل التجربة الثانية بسبب مشاكل في المحرك.

وقد أبلغ فيرستابن الفريق بمشكلة أثناء التجربة الحرة، حيث قال: "هذه الضوضاء مزعجة للغاية. لا يمكن أن تكون طبيعية". وعلى الرغم من عودته إلى المضمار، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق أي زمن.

إذا اضطر بطل العالم ثلاث مرات للحصول على وحدة طاقة جديدة، قد يواجه عقوبة على شبكة الانطلاق، مما يزيد من تعقيد موقفه في المنافسة.

من جانبه، لم يشارك نوريس في التجربة الحرة الأولى، حيث قام المكسيكي باتو أووارد بالقيادة بدلاً منه. وعند عودته في التجربة الثانية، احتل المركز الخامس، مما يعزز طموحاته للفوز في السباق.

كما يتعين على الثنائي المقدمة الحذر من سائق فيراري تشارلز لوكلير، الذي يحتل المركز الثالث بفارق 22 نقطة خلف نوريس، وبفارق 79 نقطة خلف فيرستابن. بعد فوزه بسباق جائزة أوستن الكبرى، يدخل لوكلير السباق منتشيًا وقويًا في المنافسة على اللقب.

مع ذلك، فإن الأزمنة التي تحققت في التجربتين ليست مؤشراً موثوقاً للفائز بالسباق، حيث تم تخصيص ساعة من التجربة الثانية لاختبارات إطارات بيريلي لعام 2025.

***********************************************

محمد صلاح.. كابوس أرسنال في الدوري الإنكليزي الممتاز

لندن ـ وكالات

يترقب عشاق كرة القدم قمة جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز تجمع بين ليفربول وأرسنال على ملعب الإمارات اليوم الأحد المقبل، حيث ستسلط الأضواء على النجم المصري محمد صلاح.

يسعى ليفربول، تحت قيادة المدرب أرني سلوت، لتعزيز صدارتهم بفارق 7 نقاط عن أرسنال، رغم عدم قدرتهم على تحقيق أي انتصار ضد الفريق اللندني في آخر أربع مواجهات في "البريميرليغ".

ورغم تلك الإحصائيات، يتمتع صلاح بسجل مميز أمام أرسنال، حيث خاض 16 مواجهة رسمية ضد "الغانرز"، محققًا 8 انتصارات وتعادل في 4، بينما تكبد 4 خسائر. وسجل صلاح 10 أهداف وصنع هدفين خلال هذه المباريات.

يُعتبر أرسنال واحدًا من الفرق التي يملك صلاح سجلاً تهديفيًا مميزًا ضدها، حيث أحرز في مرماهم أكثر من عشرة أهداف، لينضم إلى قائمة تضم مانشستر يونايتد (15 هدفًا) وتوتنهام (12 هدفًا) ومانشستر سيتي (11 هدفًا).

بدأت علاقة صلاح بالتسجيل ضد أرسنال عندما أحرز هدفه السادس في فوز تشيلسي 6-0 في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، لم يمر موسم من دون أن يسجل صلاح في شباك "الغانرز"، باستثناء موسم 2023-24، حيث غاب عن مواجهة سابقة بسبب إصابة عضلية.

في الموسم الماضي، سجل صلاح هدف "الريدز" الوحيد في تعادل 1-1 بملعب أنفيلد، وأهدر ركلة جزاء في مواجهة أخرى.

************************************************

مفاجآت مثيرة في الجولة الرابعة لدوري نجوم العراق

بغداد – طريق الشعب

شهدت الجولة الرابعة لدوري نجوم العراق لكرة القدم عدة مواجهات مثيرة، حيث حقق فريق زاخو فوزًا مهمًا على مضيفه الزوراء بنتيجة 3-2 في مباراة جرت على ملعب الزوراء.

انتهى الشوط الأول بتعادل إيجابي بهدف لكل فريق، حيث افتتح زاخو التسجيل عبر اللاعب أمجد عطوان في الدقيقة 11، قبل أن يعدل الزوراء النتيجة من ركلة جزاء نفذها إبراهيم غازي في الدقيقة 42.

وفي الشوط الثاني، سجل الزوراء هدفه الثاني في الدقيقة 52 بواسطة رأسية رائعة من علي يوسف. لكن فرحة الزوراء لم تدم طويلًا، حيث عاد زاخو وسجل هدف التعادل بعد دقيقة واحدة عبر محمود الأسود، ليضيف البرازيلي كوستافو الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 58. فاز فريق نوروز على ضيفه فريق النجف 2-1 في الجولة الرابعة لدوري نجوم العراق لكرة القدم، امس السبت، على ملعب نوروز الجديد.

تقدم نوروز في الشوط الأول بهدف مروان حسين في الدقيقة 6، ثم أضاف أحمد محمود الهدف الثاني في الدقيقة 87. قلص النجف النتيجة بهدف محمد قاسم في الدقيقة 90+6.

وفي مباراة أخرى، حقق فريق كربلاء فوزًا على ضيفه الميناء بهدف نظيف، حيث سجل عبد القادر طارق الهدف الوحيد في الدقيقة التاسعة، لتنتهي المباراة بفوز كربلاء 1-0.

كما انتصر فريق نفط ميسان على الكرخ بنتيجة 2-0. افتتح عثمان ساني التسجيل في الدقيقة 32، وأضاف علي لطيف الهدف الثاني في الدقيقة 71، مما أتاح لنفط ميسان تحقيق نقاط ثمينة في المنافسة. في مباراة الطلبة والكرمة، تمكن الطلبة من الفوز 2-0، حيث سجل سايمون ماسوفا وأوغستين أموتو الهدفين في الدقيقتين 41 و45+3 على التوالي. أما فريق النفط فقد حقق انتصارًا آخر على نفط البصرة بنفس النتيجة 2-0، حيث سجل أحمد صبري الهدف الأول في الدقيقة 45، وعزز حسام جاد الله النتيجة في الدقيقة 90.

في مواجهة الشرطة والحدود، انتهت المباراة بفوز الشرطة 1-0 بفضل هدف البديل محمد شرارة في الدقيقة 52.

وأخيرًا، حقق فريق القاسم أكبر انتصار في الجولة، حيث فاز على أربيل 4-0. سجل الحارث حاتم هدفين في الشوط الأول، وتبعه سيف رشيد وكريم بو بكار بإضافة هدفين آخرين في الشوط الثاني.

***********************************************

وقفة رياضية.. جاهزية الملاعب ودور وزارة الشباب والرياضة

منعم جابر

كانت الملاعب والساحات الخاصة بكرة القدم أيام زمان ليست بالمستوى المطلوب، وكانت الجهة القطاعية المسؤولة عن الملاعب وزارة التربية او إلى المحافظات، وقد كانت الملاعب محدودة وبأعداد بسيطة إلا أنها في هذه الأيام أصبحت كثيرة وجيدة وموجهة، حيث صارت وزارة الشباب والرياضة هي المسؤولة والمنظمة لاستعمالها وإشغالها، ومع ازدياد خبرتها (كوزارة) تحسن الوضع العام وبدأت ملاعبنا تظهر بمستويات جميلة ورائعة وتزايدت أعدادها وتحولت إلى قبلة للرياضيين والفرق الزائرة. واليوم نجد أن الملاعب العراقية أصبحت قادرة على استيعاب أحسن الفرق واقوى المباريات. إلا أننا سمعنا قبل أيام بصدور تعليمات من وزارة الشباب والرياضة بإسناد مهمة الإشراف والرعاية والاهتمام بملاعب الأندية الرياضية ومن خلال إيجاد وحدة رعاية واهتمام بالملاعب الرياضية وتحميلها المسؤولية واعتبار ذلك من أهم مسؤوليات الأندية الرياضية. وهنا نود أن نقول إن الأندية الرياضية هي قليلة الخبرات والمعارف بالملاعب والساحات وكذلك نجدها تاريخياً غير قادرة على تحمل هكذا أعباء جديدة وإضافية خاصة أن أغلب الأندية لم تمتلك ساحات وملاعب خاصة بها وهذا يتسبب في تعرض ملاعبها إن توفرت للإهمال والتقصير بسبب ضعف وفقر المعارف والعلوم الزراعية. لذا نضع أمام وزارة الشباب والرياضة ومن أجل نجاح تجربة إدامة الملاعب والساحات بأن يكلف النادي بالإدامة والعمل الزراعي ولكن تحت إشراف خبير ومهندس زراعي ومتخصص بإدامة الملاعب وبهذا نحقق النجاح في هذه التجربة. مطلوب ان يكون هذا المتخصص الزراعي من كوادر وزارة الشباب والرياضة وعلى الأقل في سنته الأولى، حيث أن ترك الموضوع بدون عناية ولا اهتمام قد يؤدي إلى فشل التجربة خاصة عند عدم توفر الخبرة والمعرفة الزراعية والعلمية وهذا ما سيؤدي إلى عدم نجاح التجربة الميدانية، فالعمل الزراعي وإدامة الملاعب وتحصينها ومكافحة الآفات الزراعية وإدامة الأرض والرعاية التامة لأرضية الملاعب والساحات وحسن عملية السقي والاهتمام بإقامة المباريات ضمن أوقات محدودة ومنظمة، كل ذلك سيؤدي إلى إدامة الأرضية وتحسين الثيل المزروع في الملعب، وبهذا سنجد أن تجربتنا في تسليم الملاعب للأندية الرياضية وإقامة المباريات عليها سيحقق النجاح المطلوب.

إننا نهيب بالإخوة في وزارة الشباب والرياضة إلى التعاون مع الأندية الرياضية وفرقها المشاركة في البطولات الرسمية أن تتعاون مع جميع الأندية الرياضية العراقية من خلال تقديم الخدمات والخبرات (الزراعية – الرياضية) لأنديتنا العراقية الرياضية والمتخصصين بالجانب الخاص بأرضية الملاعب لتسهيل إشرافهم وإدامتهم لملاعبهم لأنها ملك عام يساهم في نهوض وتطور الرياضة والألعاب. إن هذه الخطوة ستكون دافعاً قوياً لأنديتنا ومن خلال التكليف المتدرج بالمسؤولية ستدفع بالأندية الرياضية للاهتمام بالملاعب والساحات التابعة لأنديتنا الرياضية وتساهم في تطوير الملاعب والميادين الرياضية لتكون قبلة للزائرين والضيوف.

إن إبقاء مسؤولية الملاعب خاصة بوزارة الشباب والرياضة سيؤدي إلى نجاح خطة الإدامة خاصة في الموسم الأول لحين توفر الخبرات لدى الأندية وتوفر الإمكانيات. عند ذاك سنجد أن القدرة والامكانية الذاتية للأندية الرياضية ستنجح في مهامها ومسؤولياتها، لهذا أطالب وزارة الشباب والرياضة بالإشراف والمسؤولية عن الملاعب وادامتها لتوفر القدرات عندها وإعفاء هذه المسؤولية من الأندية على الأقل خلال السنة الأولى. أملنا أن تعيد وزارة الشباب والرياضة النظر بقرارها لمصلحة الأندية والملاعب.

****************************************************

الصفحة العاشرة

رؤية ماركس الأخلاقية: حوار مع فانيسا ويلز حول كتابها الجديد

دانييل فالكوني

ساد فهم في الأوساط الفكرية بأن كارل ماركس رفضَ الأخلاق بوصفها أيديولوجيا برجوازية. غير أن فانيسا ويلز ترفض هذا الفهم وترى أن ماركس سعى في تحليله للاستغلال الطبقي إلى تفسير الظلم وليس إلى إغفاله.

في كتابها الجديد “رؤية ماركس الأخلاقية” (٢٠٢٤) تحاول أستاذة الفلسفة في جامعة جورج واشنطن فانيسا ويلز أن تفكك هذا الفهم، وتبين أن مؤسس المادية التاريخية طرح وجهات نظر عميقة حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الأخلاق في الصراع السياسي.

فانيسا ويلز أستاذة جامعية وناشطة سياسية بارزة، عارضت الحروب الأمريكية في الخارج، وعلى وجه الخصوص غزو العراق في عام ٢٠٠٣. شاركت في الاحتجاجات ونظمت مظاهرات مناهضة للحرب، وقد ألهمتها هذه التجربة الشخصية كناشطة سياسية لتأليف كتابها “رؤية ماركس الأخلاقية”. في هذا الكتاب، تناقش ويلز أيضاً كيف يجب فهم الاستغلال الطبقي في عالم يتسم بالعنصرية والتمييز الجنسي وأشكال أخرى من التمييز.

في الحوار التالي يتحدث الصحافي والمؤرخ دانييل فالكوني مع ويلز حول كتابها الجديد.

دانييل فالكوني: هل يمكن أن تشرحي لنا كيف انتقلتِ إلى الاهتمام بماركس ودراسته من منظار أخلاقي؟

فانيسا ويلز: من بين المسائل الأولى التي أثارت اهتمامي كانت مسألة كونية القيم، وكيف يمكن لأفراد ينتمون إلى جماعات أخلاقية مختلفة تماماً أن يتبادلوا الحديث، ويطوروا قيماً مشتركة، ويعيشوا بطرق حياة متشابهة رغم امتلاكهم لفلسفات حياتية متنوعة ومختلفة. ولطالما شكل محور اهتمامي فهم كيفية تحقيق القيم العالمية عن طريق العمل المشترك، والتبادل الفكري، والتعاون بين هؤلاء الأفراد. قاربت هذه المسائل في الأعوام الأولى من دراستي الجامعية العليا عن طريق فلسفة اللغة والتفكير بالجماعات اللغوية. وكان أول فيلسوف أكاديمي درست أعماله قبل سنوات هو لودفيغ فتجنشتاين الأمر الذي جعلني أسلك طريقاً محدداً. إلا أنني كنت أكثر اهتماماً بمسائل فلسفة اللغة. ثم حين شنت الولايات المتحدة حربها على العراق في ٢٠٠٣ اكتشفت أنه لم يكن لدي إطار نظري يساعدني على فهم كيف تستطيع قيادتنا في الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً يخلو من الحكمة والأخلاق، يخلو من الحكمة لأنه كان واضحاً أن هذا العمل سيقود العالم إلى مزيد من الحروب والصراعات - وهذا ما حصل- ويخلو من الأخلاق لأسباب جلية. بالتالي، لم أجد الكثير مما يمكن أن يساعدني في حل التشوش الذي كنت أعاني منه بشأن الحرب. لقد عارضت الحرب بشدة، وشاركت في الحراك والاحتجاجات المناهضة لها. وانتقلت من كوني مشاركة في احتجاج سياسي واحد أو اثنين فحسب قبل الغزو إلى امرأة تنظم الاحتجاجات.

وحين شرعت بالذهاب للمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحرب، وانخرطت في تلك الحركة، تعرّفت على أشخاص اشتراكيين وتبادلت معهم الأحاديث. كنت مهتمة جداً بما قالوه عن دور الطبقة، ودور السلطة، وعن المادية. تحدثوا عن المادية بطريقة لم يفعلها أحد في صفوف الفلسفة التي حضرتها في الجامعة. وكانت المادية في حلقات البحث الجامعية حجة ميتافيزيقية بحتة حول المادة الميتافيزيقية الجوهرية للكون، وكان هذا مثيراً للاهتمام. لكن الاشتراكيين كانوا مهتمين بالمادية التاريخية، وتحدثوا عن كيف أن الناس في المجتمع الرأسمالي لديهم فلسفاتهم الحياتية الخاصة، ويميلون إلى التفكير بأن المفاهيم المجردة هي القوة التي تحرك الواقع. وصرت أميل إلى الاعتقاد بأن ما يلعب الدور الأكبر في صياغة هذه الأمور هو القوى المادية المتعددة، وكيفية تفاعل الناس مع العالم لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

حالما شرح لي الاشتراكيون ذلك لي بدأت أرى الطابع المثالي لجزء كبير من خطاب التيار الرئيس السائد. وكانت مصالح الطبقة الحاكمة والبرجوازية والرأسماليين تختلف جذرياً عن مصالحنا عندما يتعلق الأمر بالحرب. لذلك، لم يكن هناك سبب يدفعني لتعريف مصالحي بناءً على مصالحهم أو العكس، وهذا هو الأمر الأكثر أهمية. في هذه الأثناء ابتعدت عن فلسفة اللغة، وبدأت عملي في تخصص يدعى ما وراء الأخلاق (الميتا أخلاق)، الذي يهتم بسؤال ما الذي نحاول أن نفعله حين نطرح أسئلة أخلاقية: هل نهدف إلى اكتشاف حقائق عن الأخلاق مجردة وأبدية وكونية ومستقلة عقلياً، ومنفصلة عن الإنسان؟ أم، هل نبني اجتماعياً ونؤسس لأنفسنا ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي حين ننخرط في البحث الأخلاقي والممارسات الأخلاقية؟

ركزت على الجانب المتعلق بالمعايير والقيم والمقاييس في هذه المجادلات، وسألت الاشتراكيين الذين كنت أتحدث معهم: ما الذي تقوله الماركسية عن الأخلاق؟ فأجابوا: اقرأي كتاب ليون تروتسكي “أخلاقهم وأخلاقنا”. يقول تروتسكي في هذا الكتاب إن للطبقة الحاكمة أخلاقها ولنا أخلاقنا إلا أنه لم يثر اهتمامي لأنه بدا كأنه يعيد إنتاج اللغز نفسه. لم يكن كافياً بالنسبة لي أن أقول: “عظيم، هذه هي الأخلاق التي تخدم مصالحي، وهذه هي الأخلاق التي تخدم مصالحك فدعنا نقاتل من أجلها”، على الرغم من أن هذا هو ما يتعين على الناس القيام به سياسياً في النهاية. كنت بحاجة إلى التوفيق بين هذين الأمرين، لذا قمت بتغيير مساري وقررت تأليف أطروحتي عن ماركس والأخلاق.

دانييل فالكوني: ما الهدف الذي حاولتِ تحقيقه من خلال كتابك؟ ما الذي دفعك إلى الكتابة عن الرؤى الأخلاقية لماركس؟

فانيسا ويلز: كان الهدف الأول بعد تأليف الأطروحة هو تحويلها إلى كتاب يمكن أن يقرأه أشخاص آخرون غيري، وغير اللجنة المشرفة على رسالتي (ضحكت). في مرحلة لاحقة، تعاملت مع الكتاب بوصفه جهداً لحسم مسألة ماركس والأخلاق نهائياً لكنني أدركت بسرعة، لحسن حظي، أنني أردد الكلام الفارغ والتجريدي نفسه الذي حاول ماركس تحذيرنا منه. لا يهدف كتابي إلى أن يكون “لازمانياً” بأية طريقة، بل هو متأصل على نحو عميق في اللحظة الحالية. كما أنه تحرر قليلاً من كونه أطروحة جامعية، رغم أنه وُلد في سياق أكاديمي، وتجاوز ذلك وصار نوعاً من التدخل، وهذا ما يجب أن يكونه، وما أريده أن يكونه، وهذا هو الهدف من وراء فعل أي شيء.

يهدف هذا الكتاب بصورة محددة إلى أن يشكل تدخلاً في النقاشات الأكاديمية حول ماركس والأخلاق، وحول ماركس والتأويل الماركسي عموماً، وأيضاً حول الفلسفة كميدان، والحياة الجامعية، وحول الأشخاص الذين تتأثر حياتهم بالصراع السياسي والتغير والهيمنة وهذا هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي، لأنه يعني الجميع تقريباً. صار الكتاب أكثر استجابة للحظة الحالية مما تخيلت في البداية.

دانييل فالكوني: ما الذي تقولينه في الكتاب، وأين يقع هذا في إطار التأريخ الشامل لماركس؟ ما الجديد الذي نتعلمه عن ماركس من كتابك ولا نجده في كتب أخرى؟

فانيسا ويلز: حدث نقاش حول ماركس من وجهة نظر التأريخ وتمحور حول كيف نقسم حياة ماركس الفكرية إلى مراحل أو فترات زمنية، أو إن كان يجب أن نفعل ذلك. كانت إحدى الطرق الشائعة في مقاربة أعمال ماركس هي التركيز على ماركس الشاب، المهتم بالفلسفة، ومفهوم الاستلاب، والمسائل الأخلاقية، ثم بعد اختفاء ماركس الشاب جاءت نسخة جديدة منه هي الفترة التي أنتج فيها هو وفريدريك أنجلز نصوصاً نشرت تحت عنون “نقد الأيديولوجيا الألمانية”. ثم انبعث لاحقاً من الرماد ماركس الكهل، ماركس الكهل العلمي، وأقصد بالعلمي أنه “لم يعد مهتماً بالفلسفة”، و”لم يعد مهتماً بأية مسائل، أو اعتبارات تتعلق بالطبيعة البشرية الجوهرية، أو الاستلاب”.

إن الطبقة متميزة جداً عن فئات اجتماعية أخرى لأنها الطريقة الملموسة التي تجعل إنتاجنا لعالمنا الاجتماعي منظّماً ومبنياً. كما أن هذه المفاهيم المختلفة، بما فيها الطبقة، تنبثق من نشاطنا البشري، ويتم إنتاجها اجتماعياً وتاريخياً، وتولد من تاريخنا ككائنات بشرية

إن إحدى الحجج التي أسوقها في الكتاب هي أن تقسيم حياة ماركس إلى مراحل زمنية خطأ، وأن هناك انسجاماً كبيراً بين كتابات ماركس كلها. وحين يُنظر إلى كتاباته ككل، فإن ما نراه هو ماركس الذي دأب على جمع المزيد من المصادر ليعتمد عليها في الإجابة على بعض أسئلة كتاباته الأولى. يجب ألا يُفهم من كلامي هذا أن ماركس توقف عن الاهتمام بهذه الأسئلة، أو تراجع عنها. يكتسب هذا أهمية عالية خاصة إذا افترضنا بأن “ماركس العلمي” هو ماركس القائل بالحتمية الاقتصادية، والذي يعتقد أن القدرة البشرية والحرية وهميان، وأن قوانين التاريخ هي التي تُمْلي كل شيء. قادني هذا إلى أحد الأسئلة الأخرى التي غالباً ما تُطْرح حين يتعلق الأمر بماركس، وهو: ما مقدار ما يجب أن نقبله من هيغل كي نفهم ماركس؟ أو إلى أي مدى كان ماركس هيغلياً، وإلى أي مدى بقي هيغيلياً؟ إن إحدى الحجج التي أطرحها في كتابي هي أنه كان هيغلياً على الدوام، وهذا ما يتم إغفاله.

دانييل فالكوني: ناقشتِ في أحد كتبك السابقة كيف يمكن أن تكون الأيديولوجيا العنصرية شكلاً من أشكال الوعي الزائف. أنا مهتم بموضوع كيف نجعل الأشخاص الذين يدرسون ماركس، ومفكرين ثوريين آخرين، يتجنبون منح أولوية للعرق على حساب الطبقة، أو للطبقة على حساب العرق. كيف تمكن الموازنة بين المفهومين، من وجهة نظرك؟

فانيسا ويلز: أعتقد أن أحد الأخطاء التي نرتكبها هو أن نأخذ هذه المفاهيم المختلفة مثل الطبقة والعرق والجندر والميول الجنسية والانتماء العرقي والفئات المختلفة التي يمكن أن يُصنف الفرد ضمنها، وأن نضعها في صف ثم نحاول تخيل أن الطرق التي تبني بها عالمنا الاجتماعي متشابهة. أختلف هنا مع الطرق التي تُناقش بها نظرية التقاطعية.

إن الطبقة متميزة جداً عن فئات اجتماعية أخرى لأنها الطريقة الملموسة التي تجعل إنتاجنا لعالمنا الاجتماعي منظّماً ومبنياً. كما أن هذه المفاهيم المختلفة، بما فيها الطبقة، تنبثق من نشاطنا البشري، ويتم إنتاجها اجتماعياً وتاريخياً، وتولد من تاريخنا ككائنات بشرية. إذا كنت تعتقد أن الطريقة التي ينتج بها البشر تاريخهم، ويكونون أنفسهم ككائنات اجتماعية، هي عن طريق النشاط الاجتماعي للعمل، أي من خلال التفاعل مع العالم ومع بعضهم بعضاً لتلبية احتياجاتهم - وإذا كنا نريد أن نفهم لماذا يبدو المجتمع على هذا النحو في هذه اللحظة - فيجب علينا أيضاً أن نسأل: كيف تمكن البشر من إنتاج هذا الوضع؟

إن السؤال الذي نطرحه هو: كيف يبدو نشاطهم الإنتاجي؟ وكيف يبدو العمل بالنسبة لهم؟ في مجتمع رأسمالي، أو في أي مجتمع طبقي، يعتمد الإنتاج على الطبقة الاجتماعية. ففي المجتمع الرأسمالي، يمتلك بعض الأشخاص وسائل الإنتاج، بينما لا يمتلك الآخرون سوى قوة عملهم التي يقومون ببيعها. نبدأ من هنا لنوضح كيف يساعدنا تنظيم عملنا الإنتاجي في فهم بقية الواقع الاجتماعي الذي قمنا بإنشائه.

تسبب الرأسمالية التمييز الجنسي والعنصرية، ولكن هذا لا يعني أن الطبقة الاجتماعية هي القضية الوحيدة التي ينبغي علينا التركيز عليها في جميع الظروف. لتوضيح ذلك، سأعطي مثالاً: إذا نشب حريق في منزلك وعرفت أن سببه هو خلل في فرن الغاز، فإنك لن تشتري فرناً جديداً عن طريق الإنترنت بينما منزلك يحترق. إن تحديد الأولوية السببية بين ظاهرتين لا يقول لنا أي الظاهرتين تستحق الانتباه في لحظة معينة. ولكن إذا كنت ترغب في عالم لا تضطر فيه إلى إخماد الحرائق باستمرار، فيجب عليك في مرحلة ما تشخيص المشكلة الجذرية وحلها.

دانييل فالكوني: تشددين على أهمية المادية التاريخية كجزء من المسألة الأخلاقية المحورية. هل يمكن أن توضحي لنا أكثر كيف نظر ماركس إلى الأخلاق كشكل من أشكال الأيديولوجيا؟

 

فانيسا ويلز: أتناول طرقاً عدة لتفكيك مفهوم “الأيديولوجيا” عند ماركس، وأحاجج بأن “الأيديولوجيا” عند ماركس يمكن أن يُفكّر بها على أحسن وجه بأنها تشير إلى نظم فكرية تسمح لنا بفهم عالم اجتماعي مليء بالصراعات والتناقضات، وعلى نحو محدد أكثر، عالم اجتماعي ينقسم فيه البشر ضد بعضهم بعضاً في صراع طبقي. أقول إذا كان ظهور الفكر البرجوازي إنجازاً تاريخياً وعلمياً - وهذا ما كان عليه - فمن الخطأ إذاً أن نعتقد أن “الأيديولوجيا”، - حتى “الأيديولوجيا” البرجوازية - مرادفة للأباطيل والأكاذيب”.

وعلى نحو مماثل، إن نظرية الطبقة العاملة “أيديولوجية” في مجتمع تتشكل فيه بسبب العداء المتبادل بين الرأسمالي والعامل، بما أنها لا يمكن أن تكون أي شيء آخر سوى الوعي بهذا العداء، العداء الذي هو في حد ذاته “مزيف” بمعنى ما، لأنه يحجب طبيعة كائنات بشرية متحققة بشكل كامل ومنسجمة. إن القول بأن الأخلاق شكل من أشكال الأيديولوجيا يعني في الواقع أنها ستختفي من الوجود كشكل اجتماعي بعد حل العداوات الاجتماعية. إلا أن العداوات باقية الآن، ونحتاج إلى نظرية أخلاقية، منجزة من منظار الطبقة العاملة، كي تساعدنا في فهم كيف يمكن أن نحلها في النهاية.

أعتقد أنه يمكن أن تفيدنا هنا فكرة هربرت ماركوز عن “الواقع الزائف”، الذي تستطيع الأيديولوجيا أن تعكسه بدقة. أو يمكن أن تفيدنا استعارة الكاميرا المظلمة التي استخدمها ماركس لشرح الأيديولوجيا، شبه فيها بين الأيديولوجيا بكاميرا مظلمة تظهر فيها صورة العالم مقلوبة، الأمر الذي يتطلب نظرية نقدية إذا أردنا التوصل إلى فهم ما للواقع عن طريق تمثيلاتنا له التي هي بالضرورة أيديولوجية. (إن الصورة التي على غلاف كتابي هي لكاميرا مظلمة).

دانييل فالكوني: أحب طريقة تناولك العميقة لماركس في كتابك، ويبدو أنك لا ترفضين المفكرين الذين لا يميلون دوماً إلى التقيد الصارم بالتحليل الطبقي. هل يمكن أن توضحي لنا فكرة التوليف بين ماركس وكانط كمثال على ذلك؟

فانيسا ويلز: أقدّر كلامك، وشكراً لك. لقد حاولت تجنب الرفض الذي غالباً ما يهدف إلى تعزيز شعور المؤلفين بذكائهم بدلاً من تسليط الضوء على نقطة معينة. بالنسبة لماركس وإيمانويل كانط، فقد تساءل كثير من الدارسين لأعمال ماركس عما إذا كان من الممكن أو يجب تعزيز نظريته بالأخلاق الكانطية. أناقش في كتابي هذا الجدل وأقول إن هذه المقاربة ليست بعيدة عن العقلانية، لأن ماركس وكانط يرتبطان ببعضهما بعضاً عن طريق التراث المثالي الألماني، الذي طرح، من بين أمور أخرى، مسألة إمكانية إثبات أن الأفكار داخل ذهن الإنسان تمثل واقعاً مستقلاً عنه.

كان هذا سؤالاً ملحاً للفكر الأخلاقي الذي يفتقر إلى هذا النوع من الترابط مع العالم الخارجي، كما يمكن أن تترابط مثلاً الأفكار حول عدد فقرات ثعبان معين. اعتقد كانط أنه يمكن إثبات موضوعية الحقائق الأخلاقية وكونيتها عن طريق - وفقط عن طريق - العقل المحض المجرد. وإذا كان الواقع نفسه مفهومياً ويتكون من أفكار، فنحن قادرون على رؤية كيف يصبح إذاً من غير الإشكالي نسبياً القول إن العقل المحض المجرد يمكن أن يقودنا إلى أفكار تتماشى موضوعياً مع عالم خارجي يوجد على نحو مستقل عن أي منا. لكن إذا كنت تعتقد على غرار ماركس أن الواقع مادي وملموس جوهرياً فإن حل هذه المسألة يصبح أكثر تعقيداً.

بالتالي تحتاج مادية ماركس، كما اعتقد كثير من الباحثين، إلى “تعزيز” بطريقة ما بمثالية كانط وتطبقيها على التفكير الأخلاقي. إلا أنه تعترضنا هنا مشكلة كبرى وهي أن مادية ماركس التاريخية لا تتماشى مع مثالية كانط، خاصة حين يتعلق الأمر بحديث كانط عن الإرادة الحرة التلقائية، والتي هي الموضوع الملائم للأحكام الأخلاقية. ليس بمقدور نظرية ماركس أن تستوعب فكرة إرادة لا تحددها بصورة كلية قوى مادية خارجية. وعليه إذا كان صحيحاً أن ماركس يحتاج إلى التلقيح بالأخلاق الكانطية لبلورة التزاماته المعيارية الخاصة فإن هذا من شأنه أن يكون في الحقيقة سيئاً جداً للنظرية الماركسية. ولحسن الحظ لا أعتقد أن النظرية الماركسية تحتاج إلى هذا النوع من “التعزيز” كما حاولت أن أبين في كتابي.

دانييل فالكوني: هل يمكن أن تقولي شيئاً عن أنجيلا ديفيس في ١٩٦٩، وكيف أن تلك اللحظة في حياتها كانت شهادة على رؤية ماركس الأخلاقية وعبّرت عنها؟

فانيسا ويلز: لطالما شكلت أنجيلا ديفيس إلهاماً لي، وأعد حياتها شهادة على الخير الذي يمكن أن يفعله المرء عن طريق التمسك بالمبادئ الثورية، وكذلك على الثمن الذي يمكن أن يدفعه المرء بفعله لهذا. أختتم كتابي بملخص عن طردها من جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس) من قبل مجلس أمنائها المكارثي. ولقد وقف وراء هذا الطرد وحث عليه حاكم كاليفورنيا في ذلك الوقت رونالد ريغان. لم تتراجع ديفيس قط في تلك المعركة، ولم تتخل عن الدعوة إلى التحدث علناً ضد الإمبريالية والحرب.

إن نضال أنجيلا ديفيس يعدّ رمزاً لتلك المرحلة، ولكن من الضروري أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار شجاعتها الفردية في سياق الصراع الجماهيري. كانت ديفيس، بطبيعة الحال، عضوة في الحزب الشيوعي، وكانت عضويتها من بين الأسباب التي أدت إلى طردها من الجامعة. في تلك الفترة، شهدت الولايات المتحدة احتجاجات طلابية مناهضة لحرب فيتنام ومطالبة بحرية التعبير في جميع أنحاء البلاد. وتعاطف عدد كبير من كليات جامعة كاليفورنيا، بما فيه قسم الفلسفة، مع ديفيس وساندها. ولم يكن الأمر الخارق للعادة هو أن ديفيس تعرضت كيسارية لهجوم القوى الرجعية في الستينيات، بل كان الأمر الفريد هو الاستجابة الضخمة لدعمها. وهكذا، فإن تلك اللحظة في حياة ديفيس كشفت بوضوح موقفها من القضايا التي ناضلت من أجلها، وأبرزت أهمية الصراع الجماهيري المنظم ودوره في نقل القيم الأخلاقية من حقل النظرية المجردة إلى الممارسة السياسية الفعلية على أرض الواقع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة: أسامة أسبر

موقع “جدلية” – عن موقع “جاكوبن” – 14 أيلول 2024

**********************************************************

الصفحة الحادية عشر

في الحرب فاروق فياض

1

في الحرب الكل سواسية

تحت جحيم الطائرات

اطفال وشيوخ

امهات وعاشقات

من يحملون السلاح

ومن يحملون الامنيات

المباني والارض

الحيوان والنبات

هكذا تحقق تكنولوجيا

الحضارة الجديدة

المساواة ..!

2

في الحرب

للمشاهدين حرية الاختيار

بين عالم الحيوان

ونشرات الاخبار

3

في الحرب  ينشغل الناجون

بالمقابر والذكريات

وبالأرباح تنشغل الشركات

4

في الحرب

وبعد الخراب

يأتي السلام  مستسلما

لشروط الذئاب

************************************************

سعيد الغانمي في «الكنز والتأويل» حكاية الحالمين

د. ضياء خضير

حكاية الحالمَين التي استمد كتاب سعيد الغانمي (الكنز والتأويل) عنوانه منها، وجرى التعرض لروايتها في أكثر من مرجع، لا تنطوي على تعقيدات كثيرة تزيد على ما يحتاجه الحلم من تعبير يستدل به الحالم على معنى حلمه أو رؤياه، ويتبين ما خفي عليه منه أو منها. غير أن الكاتب الذي يعتمد الحكاية بنسختيها الموجودتين في (حدائق الأزاهر) لابن عاصم الأندلسي، و(ألف ليلة وليلة)، ويسقط رواية بورخس المعتمدة هي الأخرى على ألف ليلة وليلة، لا يكتفي بتعبير الحلم أو تأويله بالطريقة المباشرة التي تبين فيها الحالم البغدادي بمساعدة الحالم المصري الحاجة إلى الرجوع إلى الوطن والخلاص من الغربة، والبحث عن الكنز المدفون تحت شجرة السدر الموجودة في بيته. نعم، هو لا يكتفي بهذه الدلالة الرمزية البسيطة ولا يشير إليها. الدلالة التي تريد الحكاية أن تقول لنا فيها إن النتيجة المترتبة على مفارقة الوطن والغربة عنه لن تكون غير الشعور بالمذلة والمسكنة والضرب بالمقارع، وأن الكنز الحقيقي سيكتشف بمجرد العودة إلى الوطن والمنزل الأول نفسه.

وتجربة ذلك المواطن البغدادي الذي جعل من الحلم الذي يدعوه إلى أن يبحث عن رزقه وحظه في مصر، ثم يعود الى الوطن بعد كل ما لقيه في مصر من عنت وشدّة بمساعدة حلم آخر يصدق مع كذبه، دليل قديم على خيبة المسعى الخاص بالحصول على هذا الرزق والأمان خارج الوطن. وهو ما يشير إلى أن الحالم المصري كان صادقا وحكيما مع اضطراره لتكذيب حلمه وتسخيف الاعتقاد بالأحلام جميعها. وكأنه قد استعمل الحلم تعلةً ووسيلة خادعة لإقناع الحالم البغدادي بالعودة إلى وطنه وبيته بحجة وجود الكنز الذي حلم هو الآخر بوجوده في بلد وعنوان آخر غير مصر التي جاء البغدادي للبحث عنه فيها. وواحد من أدلتنا أن حلمه بوجود كنز ينتظره في بغداد لم يغره بمفارقة وطنه والذهاب إلى هناك، كما فعل الحالم البغدادي مع حلمه. 

أليس هذا هو القصد الواضح الذي يختفي وراء الحكاية رغم غلالة التمويه الرقيقة التي يضعها مؤلفها المجهول بينه وبين القارئ؟

وأنا ما زلت أتذكر ما ورد في قصيدة الشاعر عبد الوهاب البياتي التي كتبها إلى (قمره الحزين)، ولده علي، وهو في الغربة عام 1955 من إشارة لها صلة بهذه الحكاية، وإلى الكنز الذي ينصح البياتي ولده في الغربة بالبحث عنه تحت شجيرة الليمون بعد أن خبأه السندباد في بيته تحتها.     

“غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء

إلا بكاءْ

والقُبَّرَاتْ

طارت، فيا قمري الحزين

الكنز في المجرى دفين

في آخر البستان، تحت شجيرة الليمون، خبأهُ هناك السندبادْ..”

ونتذكر، كذلك، الكيفية التي جعل فيها الكاتب البرازيلي باولو كويليو من هذه الحكاية أساسًا بنى عليه روايته الشهيرة الخيميائي (Alchemist The)، مضيفا إليها وموسعا لها على نحو يكون فيه هذا الحلم مشروع حياة، وأملًا مفتوحًا لكثير من الأجيال اليائسة في هذا العصر من أجل التمسك بالحلم وتحقيق الهدف الشخصي، مهما كانت صعوبته داخل الوطن وليس في مكان آخر سواه. وهو أمر أشار إليه الغانمي في دراسته المقارنة بين الحكاية ورواية الكاتب البرازيلي الشهيرة.

وما ورد في مقدمة الطبعة الأولى من كتاب الغانمي المشار إليه

(ظهرت طبعة الكتاب الأولى في بيروت عن المركز الثقافي العربي عام 1994، والثانية عام 2014 في دار الشؤون الثقافية ببغداد).

  عن حكاية الأرض التي تتحول بذاتها إلى كنز، يلخص هذا المعنى، أو ما هو قريب منه دون حاجة إلى ذكر لهذه الحكاية:

“خلف رجل لأولاده أرضا، وأخبرهم أن في الأرض كنزًا، ووجدوا أن الكنز هو الأرض نفسها”!

ولكن المؤلف المفتون بالتأويل والمترجم لأكثر من كتاب فيه، لا يكتفي بمثل هذا التفسير البسيط لهذه الحكاية، ولا بدّ من تشغيل مفاهيم عدته المنهجية والثقافية الضخمة عند قراءتها، على عادته المتبعة في هذا الكتاب.

وهو يقول بعد إيراده تلخيصًا للحكاية “إن الاكتفاء بتحليل النص على هذا النحو يعني الطيران بجناح واحد”. (ص ٩٦) ولا بد له، كما يقول من طرح سؤالين:

- كيف يدلُّ النص؟

- وما الذي يدل عليه النص؟

وهما، كما يشير المؤلف إلى ذلك، سؤالان يطرحهما تودروف في كتابه مدخل إلى الشعرية، وليس سعيد الغانمي نفسه.

 والجواب على السؤال الأول منهما، كما يضيف المؤلف، وصفي، أفقي، تتابعي.

 وجواب السؤال الثاني تأويلي، عمودي، تبادلي.

يدرس الأول علاقات الحضور ويدرس الثاني علاقات الغياب، ليس في هذا النص وحسب، بل في أخلاق النوع الأدبي كله، وما تسمح به أعراف الخطاب. ص ٩٦  

وبين ما تسمح أو لا تسمح به (أخلاق) الخطاب و(أعرافه) تقع حكاية الحالمَين التي نتحدث عنها هنا بين فكي ماكينة التأويل التي تقوم بهرس كلماتها وشخوصها ورواتها ودلالاتها دون رحمة من أجل إفراغها في قالب جديد قد لا يمت في صورته النهائية بصلة إلى قصد المؤلف، وعقلانية التأويل. وذلك لا يهمّ طبعا ما دام هذا التأويل مدرعًا بأسماء ومراجع نقدية لا يرقى الشك إلى شرعيتها الفكرية والنقدية، ولا يأتيها الباطل من بين أيديها ومن خلفها.         

والغانمي يقول في مقدمته على ترجمة كتاب روبرت شولز (السيمياء والتأويل) إن التأويل الذي بدأ مع اللغة من الاهتمام بالمعنى القصدي الذي يخفيه المؤلف في مكان ما من نصه، قبل أن يحتضن “الاتجاهات الفلسفية والأدبية الذاتية، والشخصية والظاهراتية، التي تهتم بذوات المؤلفين في محاولة لترميم المعاني الكامنة ضمنا في نصوصهم..”، أقول إن الغانمي الذي يعرف، هكذا، تاريخَ التأويل واتجاهاته بكل تعقيدها وغناها لا يستطيع التخلي ببساطة عن كل هذا الإرث، وهو يواجه هذه الحكاية أو غيرها من الحكايات المدروسة في هذا الكتاب. وهو لا يلقي بالا لتحذير شولز نفسه في مدخل كتابه من “الإغراءات” التي يخضع لها السيميائيون أكثر من سواهم، وما يتصل بذلك من استخدام الرموز والمخططات التوضيحية، وكيف أن الناقد بدخوله حقل القراءة سيقع تحت وطأة الممارسة التأويلية، أو تحت سحر الاستجابة الشخصية إلى درجة تضيع معها المنهجية السيميائية المتماسكة في شراك التفسير القديم.

 مع أن ما نواجهه في هذه القراءة هو بالضبط جهود التأويل الزائدة هذه، أو المبالغ فيها. وهي جهود رأينا هنا أن توظيفها لتأويل نص الحكاية وحل شفراتها وعُقَدِها قد تأتي بنتائج عكسية من شأنها أن تشوش على فهمنا لبعض جوانب نصوص الحكايات التي تنتظمها.  

والمخطط (التوضيحي) الذي صنعه المؤلف لوضع القارئ أمام صورة ملخصة لجهوده في تأويل الحكاية لا يلبي بتقابلات كلماته وأرقامه وأسهمه ومربعاته رغبة القارئ في تحقيق فهم أكبر لهذه الحكاية – اللغز. وهو يبدو نوعًا من التقليد الذي درجت عليه بعض الدراسات الحديثة، ولاسيما البنيوية والتأويلية منها لاكتساب درجة من الضبط المستمد من العلوم الصرفة. كاذب وصادق منهما.

 وعودة المؤلف بعد فراغه من كل هذا إلى استخدام كلمة (الحلم) والحالمين لأغراض الدراسة، وتثبيتها كما وجدت في عنوان الحكاية الأصلية ونصها بدلًا من (الرؤيا)، دليل على أن هذه الشروح تمثل في بعض أجزائها حشوًا يعيق مجرى قراءة تحليل الحكاية، ويطيل

مدة وصول القارئ إلى فهم قريب ومقنع لدلالتها.

وفي تأويل الحكاية هناك عودة متكررة لتوضيح توجهات ضمائر الخطاب، وطريقة استخدامها، ودلالة هذا الاستخدام من قبل رواة الحكاية وشخصياتها التي يصبح (الكنز) نفسه واحدًا منها. وثمة شرح لمعنى بعض الكلمات والمصطلحات في المعجم، وتوضيحات قد لا تكون هناك ضرورة ملزمة لها دائما من أجل بيان الفروق بين الحلم والرؤيا، وما هو صادق وكاذب منهما.

 وسواء كان الأمر متعلقا بحلم أو برؤيا فليس هناك كبير فرق في تقدم السرد نحو الهدف الذي يستخدم فيه الحلم بمعناه المتخيل والمحفّز أداة للوصول إلى أهداف واقعية عملية يتحقق فيها الغرض من وجوده.            

والطريقة الوحيدة التي يستطيع القارئ فيها تبيُّن ما نقول هنا هي العودة إلى نص الحكاية ورؤية التحليل المرافق لها في كتاب المؤلف الذي استمد عنوانه منها.

وسنكتفي هنا بإيراد هذا النص من نصوص تأويل الغانمي لهذه الحكاية لإعطاء فكرة عما نقوله بخصوص المبالغة في بعض هذه التحليلات، وقلة جدواها في تحقيق الهدف، وهو توفير فهم أفضل للمعاني الكامنة في قلب الحكاية والكنز المطمور بين كلماتها:

“تجعل رواية ألف ليلة وليلة الحالم البغدادي يرى مالا كثيرا، وتجعله رواية الأزاهر يجد قمقما فيه ثلاثون ألف دينار. ولكن هل يوجد المال المدفون تحت الأرض بغير ما يحفظه؟ من المؤكد أن المال لم يأتِ وحده إلى هذا المكان. فقد وضعه شخص ما هنا. ولا بدّ من حفظه، وضعه في إناء ودفنه. وكلتا العمليتين في حفظ المال في وعاء ودفنه تحت الأرض تسمى بالاكتناز. الكنز، كما يقول صاحب اللسان، اسم للمال إذا أحرز في وعاء، ولما يحرز فيه، وقيل الكنز: المال المدفون. إذاً فقد عثر الحالم البغدادي على كنز، ولكن كلتا الروايتين تريد أن تموه على هذا الكنز، فتجعله رواية ألف ليلة وليلة مالا كثيرا، وتجعله رواية (الحدائق) قمقما فيه مال. كلتا الروايتين لا تسمي الكنز، بل تهرب من تسميته. فلماذا؟ لأن الكنز مكنوز، ليس ماديًا تحت الشجرة وحسب، بل سرديا أيضًا تريد كلتا الروايتين أن تبالغ في إخفائه والتمويه عليه. ولا يموه الكنز رسالته وحسب، بل هو يموه على نفسه أيضًا. يروي الطبري في نفسير آية “وأمًا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما” أن أهل التأويل اختلفوا في ذلك الكنز فقال بعضهم كان صحفا فيها علم مدفونة.

هكذا يعيدنا الكنز إلى العلم والصحف أيّ المكتوب ليس عودة مباشرة صريحة، بل هي عودة عبر ما لا يقوله النص، أي عبر ما يسكت عنه ويكبته. بين المكتوب والمكبوت، إذاً، حوار متواصل يحيلنا المكتوب إلى المكبوت، ويحيلنا المكبوت إلى المكتوب..” إلخ.. إلخ (ص 103)

****************************************************

جمعة كنجي.. ذاكرة الوجع العراقي

زهير كاظم عبود

داخل جميع القصص التي ضمتها المجموعة  القصصية التي أصدرها الراحل جمعة كنجي تلمس وتشعر  بعذابات الإنسان في الحياة الاعتيادية من خلال القهر الطبقي والاجتماعي الذي يصورها بصدق وبأسلوب سلس وبارع ، لينتقي مفرداته من بين أيامنا وأرواحنا داخل القرية الوادعة أو المدينة الطيبة  ، أو فوق ثلوج كردستان وحتى خلال المعارك الطاحنة بين قوات البيشمركة الكردية وبين قوات الجيش النظامي ، ففي قصة “دائرة البيطرة والاحتجاج” تشعر بلذة ذكريات الطفولة ومرابع الصبا وأوراق متفرقة من أيامه  التي تعرض لها جمعة كنجي بدقة وتفاصيل دقيقة وبارعة تدلل على براعته في نقل الواقع واختزال الكلام من أجل إيصال المعنى العميق والمحور العام للقصص ، ومن كوخ على نهر الكومل المنساب شرق مدينة الموصل بدأ يصعد باتجاه القمم الشامخة لجبال كردستان حيث النقاء والثلوج والخلاص وصـــوت الرصاص الذي يتردد في فضاء المساحات القابعة بين الجبال والتمرد على الظلم والاضطهاد وقسوة السلطة ، وعناد المقاتل الذي لا يملك غير روحه يقاتل بها ، ويدس بين حكايات قصصه حكاية المقامة التي أنتزعها من التراث الايزيدي العريق ، والحكايات الشعبية التي يقوم بتوظيفها لصالح القصد القصصي ، وفي قصة القرية المهجورة ومعركة خاسرة أخرى اللتين تختلفان عن مسار القصص التي ضمتها المجموعة لكونهما كتبتا في العام 1969 تجد نمطاً من الحكايات التي تتضمن الكلمات الكردية ( بوخاترة خدا و علي آغا ) وغيرها من الكلمات الكردية التي احتوتها النصوص ……) يحاول فيها  أن يبرز ظاهرة الانسحاق الطبقي وضياع الناس تحت سطوة الأغنياء ، و في قصة القلعة القديمة يقتبس أساسها من الرموز الدينية والأسطورة الشعبية المتداولة في المدن التي يسكنها الأيزيدية الطيبين ، ويدخل فيها بلباقة وخفة أساطير دينية وأسماء أولياء ومزارات دينية للأيزيدية ، إضافة إلى تطرقه إلى الطوافة ، وهي احتفال ديني شعبي يقوم الأيزيدية خلاله بالرقص بالقرب من مزاراتهم المقدسة في أغلب المدن التي يقيمون فيها أعيادهم ومناسباتهم الدينية ، ويتحول الطقس إلى مشروع فرح وتلاق بين الناس ، وثمة إشارات إلى معارك وطنية مثل معركة الكرامة التي كتبها بعد اندلاع معركة الكرامة وبروز ظاهرة العمل الفدائي المسلح ، وفي كل هذه القصص ثمة إشارات إلى بداية يانعة تدل على الإصرار والمثابرة لإيصال الصورة القصصية واضحة وبسيطة للقارئ ، ومن خلال تصفح ومطالعة القصص تشعر أن الهاجس الوطني يطغي على روح القاص كنجي وقد عبر عن أفكاره السياسية داخل تلك  النصوص وحقق بذلك منحنيين هامين في مجال القصة القصيرة ، الأول إنه تمكن من إيصال الفكرة بأقصر الطرق إلى عقل القارئ ، والثاني إنه أختزل أفكاره على شكل قالب من الكلمات الجميلة والتي تضمنتها النصوص فنجح في كلا الحالتين ، لكن ( جمعة كنجي ) كتب روحه ضمن القصة الأخيرة التي ضمتها المجموعة من خلال قصة ( ذلك المسافر) وهي التي أختارها الناشر لتكون عنوان الكتاب ، ودليل واضح إلى الرحيل المبكر والعمر الحزين والمليء بالمتاعب للأديب و الكاتب جمعة كنجي المولود في ناحية بعشيقة 1933 وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها ثم أكمل الدورة التربوية عام 1954 وعين معلماً في مدارس سنجار والشيخان والموصل ، وكان خلال فتره عمله استطاع أن يعكس قدرته الثقافية وموهبته التي لازمته طيلة حياته الثقافية والتي برزت بشكل واضح خلال كتابته قصص للأطفال أو الكتابات التي كانت تنشرها له الصحافة العراقية ( فتى الموصل واتحاد الشعب والفكر الجديد وطريق الشعب ) ، وتعرض بعدها للفصل والتشرد والالتحاق بالثورة الكردية المسلحة وتحملت عائلته حالها حال آلاف العوائل الكردية المآسي والعذاب والاعتقال والاضطهاد وبعد هذا وفي العام 1986 سكت قلم الكاتب جمعة كنجي عن الكتابة وتوقف القلب عن رحلة الألم والمكابدات الإنسانية لتتوقف رحلته دون أن يشاهد مجموعته القصصية موضوعنا وهي تنشر وتطبع وتتداول بين أيدي محبي قصصه وحكاياته ، وبادرت دار بترا للطباعة والنشر في دمشق لتقوم بطبعها عام 1996.

 تلك هي المجموعة القصصية التي كتبها القاص الكردي الأيزيدي الراحل ( جمعة كنجي )، والتي تشكل  تعبيراً حقيقياً عن ذاكرة الأنسان المنفي داخل الوطن ، فقد تضمنت مجموعته القصصية أحاسيس دافئة وأحلاماً متواضعة ، وحكايات بسيطة بساطة المجتمع الذي كان يعيشه ، وربما كان جمعة كنجي يوزع روحه بين شخوص ومحاور القصص القصيرة التي ضمتها المجموعة الأخيرة التي تؤكد رحيله المبكر ممتلئاً بفواجع الوطن وعذابات العائلة والقرارات التي لاحقته في أيامه المليئة بالمرارة والعذاب والأحزان والمآسي ، ابتداءً من منع نشر كتاباته الى فصله من وظيفته لأسباب سياسية وحرمانه من مصدر رزقه حتى محاربته نفسياً ومطاردته مقاتلاً متسلحاً بالعقيدة والبندقية ، ربما تشير هذه المجموعة القصصية إلى رحيله فعلاً حيث أختار الناشر قصته الأخيرة من بين مجموعة القصص (ذلك المسافر) فأختارها عنواناً للكتاب ليدلل بشكل أكيد على سفره الأبدي عن نهاراتنا المتعبة .

وبقيت قصص جمعة كنجي ليس في الذاكرة حسب وإنما باتت علامة من علامات الوجع الإنساني الذي يغفو على تفاصيله إنسان العراق ، ومكابدات إنسانية واقعية وصريحة وربما تنقل بعض الذكريات عن عذابات البوح والشكوى التي امتلأت بها روح كنجي ففاضت بها قصصاً لم تكتمل فصولها ولا تكحلت بها عيونه ليشاهدها مرسومة على الورق ، فكانت جزء من ذاكرة العراق التي أكلها الألم والحزن والسفر ، و شكلت جزءاً من سفر عذابات الأيزيدية الذين تحملوا من العذاب الإنساني ما لا تطيقه الجبال مع بقائهم على نقائهم وطيبتهم وكرمهم الفطري ، لاعتقاد وإيمان القاص كنجي أن الروح تبقى هائمة بعد الموت ، يقينا أن روحه تبقى معلقة وهائمة تتسلل بين حروف كلمات القصص وتتداخل بين أحداثها وتشير بصدق الى أسم من أسماء الذاكرة الثقافية الكردية في العراق ، ذلك هو أسم الكاتب جمعة كنجي . الذي أعطى من روحه للأنسان أولا ومن ثم للعراق.

*********************************************

أُغْنِيَةٌ لِغُرْبَةِ رُوح

خالد الحلّي/ ملبورن – أستراليا      

حِينَ يَغُوصُ كِلَانَا

فِي بَحْرِ  رُؤَانَا

ونرى غيمَ الأشْجَانِ،

يقودُ خُطَانا

نُغْمِضُ عَيْنَيْنَا

وَنُضَيِّعُ مَسْرَانَا

لَكِنِّي،

لا يَهْجُرُنِي وَجْهُكِ    

فَأُحِسُّ بِأنّكِ

ما زِلتِ مَعِي

رُوحُكِ تَمْنَحُنِي

نَبْضاً من نَبْضِكِ

فأرى كُلَّكِ

يَسْبِقُ بَعْضَكِ      

وأُحِسُّ بصوتِكِ

يَجْعَلُ للموسيقى أجنحةً       

وَ لِنَهْرِ  دُمُوعِي أَشْرِعَةً      

وَلِغُرْبَةِ روحي أغْنِيَةً                          

نَبْضُكِ يسألُ نَبْضِي

هَلْ تَسْمَعُنِي؟

يَتّحِدُ النّبضانِ، يَصِيرَ انْ

نبضاً مُشْتَرَكًا

ينبعُ مِنْ بَحْرِ حَنَانٍ،

وَيَصُبُّ بِبَحْرِ حَنَانْ

فَيُرَدِّدَ قَلْبَانَا

مَا أَجْمَلَ نَجْوَانَا

مَا أَسْعَدَنَا نَحْنُ اَلْآنْ

****************************************************

الصفحة الثانية عشر

اختتام مهرجان الجواهري الـ15

متابعة – طريق الشعب

اختتمت أمس السبت في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، فعاليات مهرجان الجواهري الشعري بدورته الـ15 – دورة الشاعر الراحل حسب الشيخ جعفر، وذلك بأناشيد وطنية مهداة إلى غزة ولبنان قدمتها المطربة بيدر البصري مع "فرقة الارموي" بقيادة الفنان علي حسن.  وافتتح المهرجان رسميا يوم الخميس الماضي بحفل احتضنته قاعة سينما المنصور، وحضره جمع كبير من أدباء الوطن ومثقفيه وضيوف من الوطن العربي.

وأكد مدير الحفل الشاعر مضر الآلوسي، في كلمة الافتتاح، موقف العراق وأدبائه الثابت والمساند للقضية الفلسطينية وللشعبين الفلسطيني واللبناني وهما يواجهان المحتل الصهيوني الغاصب.

بعدها توالت كلمات في المناسبة من قبل وكيل وزارة الثقافة قاسم السوداني والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء الشاعر د. عارف الساعدي والأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي.

ثم انطلقت قراءات شعرية على أنغام العود والكمان والناي، قص شريطها الشاعر القدير كاظم الحجاج، تبعه الشاعر المصري القدير أحمد عبد المنعم حجازي، وشعراء آخرون عراقيون وعرب، لتختتم القراءات بأوبريت "دجلة الخير" للمطربة بيدر البصري.

وشهد المهرجان خلال أيامه الثلاثة جلسات شعرية ونقدية، توزعت بين المركز الثقافي البغدادي ومقر اتحاد الأدباء.

وفي صباح اليوم الأول للمهرجان، الخميس، قص رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد شريط افتتاح "مكتبة ألفريد سمعان" في مقر الاتحاد. وقال في كلمة له اثناء ذلك، أن "أهمية هذه المكتبة تأتي من الأهمية التاريخية للعراق، خصوصاً نحن شعب كان اهتمامه بالكتاب والمكتبات مبكراً".

وأكد الرئيس أن "هذه المكتبة يمكن لها أن تؤسّس لجو ثقافي عامر. وطموحنا هو أن نرتقي بالمكتبة ولن نتردد عن دعمها، لا سيما انها خزينة آمنة لحفظ وتوثيق جميع المنتج الثقافي والفكري. ونأمل من اتحاد الأدباء تطوير العمل بعزيمة وإصرار وثبات لتعزيز قوة المشهد الثقافي من خلال الكتاب".

وعلى هامش المهرجان افتتح في مقر الاتحاد معرض تشكيلي للشاعر والفنان د. موسى الخافور، ضم 35 لوحة متنوعة الموضوعات. كما أقيم حفل لتوقيع عدد من الكتب الصادرة عن منشورات الاتحاد، ومنها كتاب "مختارات حسب الشيخ جعفر" الذي وقّعه شقيق الشاعر الفقيد د. صاحب أبو جناح، وكتاب "الجواهري الأسطورة" للكاتبة د. خيال الجواهري.

هذا وسبقت المهرجان جلسة استهلال شعرية عُقدت الأربعاء الماضي على باحة مقر الاتحاد، ساهم فيها شعراء عراقيون وعرب. 

************************************************

دعوة عامة

تفتتح "طريق الشعب" - جريدة الحزب الشيوعي العراقي، مهرجانها السنوي التاسع في الساعة العاشرة من صباح الجمعة القادم، الاول من تشرين الثاني ٢٠٢٤ .

وستتواصل فعاليات المهرجان حتى المساء، بمشاركة واسعة لوسائل الاعلام المختلفة، متضمنةً ندوات ثقافية وسياسية ومعارض فنية واسواقاً خيرية.

وسيكرّس المهرجان فعالياته هذا العام للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.

فأهلا وسهلا بالجميع

***********************************

"ذبذبات من غزة"  أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن السينمائي

متابعة – طريق الشعب

حاز الفيلم الفلسطيني "ذبذبات من غزة"، على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن السينمائي الدولي بدورته الـ68، التي أقيمت في الفترة من 9 إلى 20 تشرين الأول الجاري.

ويستعرض "ذبذبات في غزة"، الذي أخرجته الفلسطينية الكندية رحاب نزال، شهادات حيّة عن معاناة الأطفال الفلسطينيين الصم في قطاع غزة، تحت القصف الصهيوني المستمر منذ 7 تشرين الأول 2023.

وخلال 16 دقيقة، يروي العمل تجارب أطفال صمّ مثل: أماني وموسى وإسراء، ممن يعتمدون على استشعار ذبذبات الهواء وأصوات المباني المنهارة لفهم ما يجري حولهم، ما يطرح تساؤلات عن تأثير الأسلحة الصوتية على حالات الصمم في غزة.

*********************************************************

أبو نؤاس يحتضن الماراثون الوطني الرابع

متابعة – طريق الشعب

تحت شعار "نركض ونكمل القصة"، نظمت "مؤسسة الغد المشرق" لرعاية الايتام، أول أمس الجمعة، الماراثون الوطني السنوي الرابع، بمشاركة أكثر من 5 آلاف متسابقة ومتسابق من الأيتام وطلبة المدارس، للأعمار بين 7 و18 عاما.

وحضر الماراثون الذي انطلق من حدائق كورنيش أبي نؤاس الجديد إلى حدائق تمثالي شهرزاد وشهريار، وزير الشباب والرياضة وشخصيات حكومية ورياضية، إضافة لعائلات المتسابقين وجمهور واسع من المواطنين.

*********************************************

غداً الاثنين في بغداد  مسرحية "سيرك" للفنان جواد الأسدي

بغداد - طه رشيد

تقدم الفرقة الوطنية للتميثل غدا الاثنين على باحة منتدى المسرح التجريبي في بغداد، العرض الأول لمسرحية "سيرك"، تأليف وإخراج الفنان جواد الأسدي، وتمثيل عدد من الفنانين المعروفين.

العرض الذي يبدأ في الساعة السابعة مساء، والذي سيتكرر أربعة أيام متتالية، هو من إنتاج دائرة السينما والمسرح.  وعُرف عن الاسدي عشقه للتمرين المسرحي (البروفة). فهو دائما مستعد للعمل مع الممثل ساعات طوال دون كلل أو ملل، مقتنعا بأن البروفة درس للمخرج قبل أن تكون تمرينا للممثل، وانها المساحة التي يستطيع فيها المخرج تطبيق أفكاره ورؤاه.

ومنذ عمله الأول "العالم على راحة اليد" الذي قدمته فرقة المسرح الفني الحديث مطلع السبعينيات، وهو سائر على السكة الإبداعية نفسها. ديدنه البحث عن الجديد، وجعل هواة فن التمثيل أو الممثلين المحترفين، ممثلين جيدين لا يمكنهم نسيان تمارينهم مع هذه القامة المسرحية الباسقة. وعن ذلك، يقول الأسدي في حوار مع "طريق الشعب": "أعمل دائما على معالجة الممثل والاشتغال على عالمه وإعادة كتابته (الممثل) صوتا وجسدا وروحا، بمعنى انها طريقتي في العمل، فكرة إعادة كتابة الممثل من جديد"، مستدركا: "لكن المختلف جدا هو الموضوع كنص. فنص (سيرك) غير مطروق نهائيا. إذ لم يُكتب هذا الموضوع مسرحيا، ولهذا اعتبره جديدا. وكل من اطلع عليه من الاصدقاء وجد فيه درجة من الغرابة". وحول تلك الغرابة، يوضح للجريدة أن "البطولة الحقيقية الفاعلة المنتجة داخل النص والعرض، لكلب اسمه (دودين). هو في العمل بطل السيرك، والذي يمنحه ملامح شعبية عظيمة. إذ ان أهالي المدينة يتدافعون على شباك التذاكر لكي يشاهدوه، وتنحصر قيمته واهميته في قدرته الاكروباتيكية العالية جدا. حيث يطير في الفضاء، وينجز لوحات تشكيلية وجمالية بمعناها العفوي والإنساني مع عدد كبير من الخيول والكلاب". فيما يلفت إلى ان "الكلب هذا لن نراه في العرض، لكننا سنتلمسه بوضوح. ذكره موجود على ألسنة الممثلين. ما يعني أنه غير موجود على الخشبة، إنما صنّاعه موجودون"، مبينا أن "كميلة" التي ستلعب دورها الفنانة شذى سالم، و"ريمون" الذي سيلعب دوره الفنان علاء قحطان، والروائي الذي سيلعب دوره الفنان أحمد شرجي.. "هؤلاء جميعهم سيعلموننا من يكون (دودين)".  وينوّه الأسدي إلى ان "عالم الكلب وخواصه وتفاصيله ونزاعات عالم السيرك، مسرح يشبه إلى حد كبير مسارح النصف الثاني من القرن الماضي، مثل المسرح الفني الحديث، لكن بمعايير اخرى. فالنزاع سيكون في عالم السيرك بوجود الكلب ومن يشتغل معه، ومن يربيه ضد السلطة. وتتمثل السلطة في وجود ضابط فاشي في المدينة، وضيع جدا، يحاول السيطرة على الثقافة، والسيطرة على الناس وتهجيرهم من بيوتهم. باختصار يشكل الضابط عالم حرب".

وعمّا إذا كان العمل يلامس ما يجري اليوم عندنا وفي منطقتنا، يجيب الأسدي أن "النص يمس فلسطين وبيروت دون أن يسميهما، ويمس العراق دون ذكر اسمه. فالنص هنا يشتغل بكل قيمه داخل إطار التمثيل والسينوغرافيا وعالم العرض بالكامل، ضد العنف والقسوة، وضد تحويل الشعوب والمدن والحياة الى امكنة تصادر فيها مدنية الإنسان الآدمي، الحر، الجمالي المعرفي، الذي يبني قيما كبيرة. وضد المجتمعات الجاهلة التي يُشيّأ فيها الإنسان ويتحول إلى علامة سخيفة ليس لها معنى، لا تفعل ولا تقدم اي شيء إيجابي".  ويتابع قوله ان "شغل النص يأتي ضد العنف، وضد الفاشية التي تتجلى صورها الآن بما يجري في حياة مجتمعاتنا والعالم كله. هناك فاشية حديثة وجديدة.. الآن هناك كتابة جديدة للفكر الفاشي تنمو بطريقة متسارعة نراها في غزة وبيروت وفي السودان، نراها للأسف في كل الأمكنة"!

***********************************************

قف.. زكور..

عبدالمنعم الاعسم

احبّ ابراهيم الحريري ان يُذيّل عموده الصحفي باسم "زكور" واشتهر به، وشغف بالحديث عن دلالاته، وبمحمولات صاحبه الاول "ميشال زكور" الصحفي اللبناني الاكثر شهرة في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، والذي شاعت تعريفاته بـ "الولد الشقي" و "الولد المتمرد" و "الولد العنيد". إذ شق طريقه من كاتب عمود مغمور الى السجون والمحاكم والمحافل الاعلامية والسياسية، ثم الى اعلى وسام شرف لصاحبة الجلالة: نقيبا للصحافة اللبنانية ثم وزيرا في الحكومة، ومن موقعه الاخير اصدر اول قانون في العالم العربي بضمان حرية الصحافة.. تلك هي سيرة "زكور" اللبناني الملهمة لإبراهيم الحريري الذي نحتفي به، شخصية هذا العام لمهرجان صحيفة "طريق الشعب" في دورته التاسعة، وقد شق طريقه من خلية شيوعية سرية في كاظمية بغداد الى "ولد شقي" في سجون العراق وحارات بغداد وبيروت، مناضلاً وكاتبا غزيرا، ومتمردا، ثم، لنضعه على أعلى شرف لمهنة تزداد شرفا به، وترتقي بشقاواته الى اسمى معاني الشقاوة.

************************************************

في ضيافة شيوعيي النجف حميد الحريزي يسرد أحداث انتفاضة تشرين أدبيا

النجف – طريق الشعب

ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أول أمس الجمعة، الكاتب حميد الحريزي، ليتحدث عن روايته "البركان" التي وثق فيها أحداث انتفاضة تشرين 2019.

جلسة الضيافة التي أدارها الكاتب الرفيق إبراهيم كمين، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، إضافة إلى ناشطين في الانتفاضة.

وألقى الكاتب الحريزي الضوء على روايته وما نقلته من أحداث الانتفاضة في النجف، وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات تناولوا فيها ذكرياتهم وآراءهم حول الانتفاضة وأسباب اندلاعها والنتائج التي أفضت إليها، فضلا عما شهدته من مشاركة واسعة لمختلف أطياف الشعب وشرائحه، مشيرين إلى ان الانتفاضة كالبركان، تخمد فترة وسرعان ما تعاود الانفجار.