الصفحة الأولى
غداً الجمعة.. مؤتمر وطني لتحالف 188 يرفض تعديل «الأحوال الشخصية» نحو سحب التعديلات المقترحة وفتح حوار مجتمعي حفاظاً على مدنية الدولة
بغداد ـ طريق الشعب
أعلنت اللجنة التحضيرية في تحالف 188، انتهاء الاستعدادات لعقد المؤتمر الوطني للقوى الوطنية والمدنية لرفض تعديل قانون الأحوال الشخصية، يوم غد الجمعة في بغداد.
وجدد قياديون في التحالف موقفهم الرافض للتعديلات المقترحة على القانون، مطالبين بسحبها وفتح حوار مجتمعي، للحافظ على مدنية الدولة.
وحذروا من أن الجهات المؤيدة للتعديلات تزعم أنها أرضت الأطراف المناهضة للتعديل داخل مجلس النواب وخارجه، الأمر الذي اضطر التحالف الى عقد هذا المؤتمر لكشف الحقائق ومحاولات التضليل والتزييف التي تتبناها الجهات المؤيدة والمتبنية للتعديل.
الدعوات أرسلت
وقالت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرافض لتعديل قانون الأحوال الشخصية: إنها باشرت توزيع الدعوات على مختلف الجهات والشخصيات والقوى الرافضة لتعديل القانون، فضلاً عن الجهات الرسمية الحكومية والنيابية والقضائية، والمنظمات الدولية، وذلك لحضور المؤتمر والمشاركة فيه.
وأكدت اللجنة، الانتهاء من إعداد برنامج المؤتمر، الذي سوف يتضمن قراءة كلمات وبيانات مختلف الجهات المساهمة فيه، وسوف يعرض في نهايته البيان الختامي والتوصيات التي تتمخض عن المؤتمر. وشددت اللجنة على أن تحالف 188 مستمر في تنظيم الأنشطة والفعاليات الرافضة لتعديل القانون، وانه يسعى لتوسيع ذلك في الأيام المقبلة.
حفاظاً على مدنيّة الدولة
وأكدت الرفيقة بشرى ابو العيس عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعضو تحالف 188، وجود رفض واسع سياسي ونيابي واجتماعي لتعديل قانون الأحوال الشخصية، مشيرة الى ان القوى السياسية المتنفذة فشلت في تمثيل المواطنين سياسياً واجتماعياً، لذلك تجددت مساعيها الى استخدام أسلوب التأجيج الطائفي، بهدف حماية وجودهم بالسلطة، وذلك عبر تعديل قانون الأحوال الشخصية بهذه الصيغة الطائفية، وتشريع قوانين أخرى فيها مصالح خاصة.
وشددت أبو العيس في تصريح لـ"طريق الشعب" على ضرورة تحويل موضوع تعديل القانون إلى مجلس الوزراء لغرض فتح نقاش واسع وشفاف بخصوص بعض القضايا التي يمكن تعديلها في القانون، بما فيها المادة 57، لافتة الى أهمية ان لا يلغي اي تعديل الحقوق المكتسبة التي تتمتع بها النساء في القانون النافذ. كذلك أهمية الحفاظ على كرامة الطفولة والأسرة العراقية، وفق ما نص عليه الدستور.
وعللت الرفيقة رفض تعديل القانون بالحرص والحفاظ على مدنية الدولة ودستورها النافذ. كذلك للدفاع عن المواطنة وحقوق الإنسان، إزاء محاولات تقسيم المجتمع طائفياً واثنياً.
ثبات تحالف 188 في مواجهة التعديل
أكدت عضو تحالف 188، وجدان عبد الأمير، أن هناك "مراوغة وتسويف من الأطراف المهيمنة على مجلس النواب بهدف تمرير التعديلات على قانون الأحوال الشخصية"، مضيفةً أن هذه الأطراف تحاول إيهام الناس بإجراء بعض التعديلات، بينما تبقى المحاولات قائمة لتمرير التعديل وفق الصيغة المعدة مسبقاً.
وأشارت عبد الأمير إلى أن "المؤتمر الوطني المرتقب يأتي في سياق الرفض المستمر لمحاولات الالتفاف على إرادة الأغلبية الشعبية الرافضة لتلك التعديلات"، موضحة أنه "سيشهد مشاركة جهات مختلفة، من خارج تحالف 188، إضافة إلى حضور نواب وشخصيات سياسية وأحزاب وطنية.
وقالت إن المؤتمر "سيجدد الموقف الرافض بصوت عالٍ وقوة، وسيوضح ثبات تحالف 188 على موقفه الرافض، مع استعراض الخطوط العريضة التي وضعها منذ تأسيسه، والتي تتضمن سحب التعديل الحالي وفتح حوار مجتمعي واسع".
كما نوهت عبد الأمير بأن الأطراف الداعمة للتعديل تدعي أنها استرضت الأطراف المناهضة من خلال جلسات رسمية، مؤكدة أن هذا الادعاء "غير صحيح تماماً"، وأن هذا هو أحد الأسباب التي دفعت التحالف لعقد المؤتمر.
واختتمت عبد الأمير حديثها بالإشارة إلى أن "المؤتمر سيتضمن جلسة حوارية وكلمة للتحالف والمنظمات المشاركة، وسينتج عنه توصيات وبيان ختامي يوضح الموقف"، معتبرة أنه يمثل "نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الأنشطة الرافضة للتعديل، مع خطط مستقبلية لمنع تمريره".
حملة تسيء للقانون النافذ
من جهته، أكد رئيس جمعية المواطنة لحقوق الإنسان محمد السلامي، أنّ "هناك حملة ممنهجة لا تزال تستهدف تشويه سمعة وأهمية قانون الأحوال الشخصية النافذ، مع تصاعد الضغوط لتمرير تعديل مشوه على القانون".
وقال السلامي في حديث مع "طريق الشعب"، إنّ "الضغوط السياسية داخل مجلس النواب تتمثل في مساومات وصفقات سياسية لتمرير التعديل، مدعومة بأصوات القوى الطائفية لإيجاد ضغط أكبر". وأضاف، أنّ المعارضة القوية من قبل قانونيين وقضاة، إلى جانب حملة تحالف 188، تمكنت من التصدي لمحاولات التعديل وعرقلة المساعي الداعمة له.
وأشار السلامي إلى أن "الدوافع السياسية الطائفية تشكل المحرك الأساسي وراء هذه المحاولات، كما أن توقيت طرح التعديل يتزامن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العام المقبل، حيث يسعى البعض لكسب أصوات طائفية أو خداع من يجهل أهمية القانون الحالي، إلى جانب المساومات السياسية التي تندرج ضمن قوانين السلة الواحدة".
واختتم السلامي بالقول: إن "أهمية المؤتمر تكمن في قطع الطريق على محاولات تمرير التعديل الذي يهدد حقوق المرأة والطفل، ويضر بمفهوم المواطنة الحقيقية للعراقي، ويؤدي إلى تعميق الانقسام الطائفي والإثني وتفتيت النسيج المجتمعي".
********************************************************
كتب المحرر السياسي: اكتوبر ثورة العدل والحرية
تمر اليوم الذكرى 107 لقيام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، التي كنس فيها تحالف العمال والفلاحين والجنود وعموم الكادحين عروش الطغاة، ونقل شعوب روسيا القيصرية من هيمنة سلطة الإستغلال والقهر، سلطة التخلف والجهل والفقر والفوضى والتمييز الطبقي، الى مجتمع الحرية والعدالة والتقدم العلمي والحضاري، المجتمع الذي صار مثالاً يكشف عن بشاعة الرأسمالية وإرتباطها العضوي بالعبودية والبؤس الثقافي وتشويه المعرفة، ويلهم البشرية القدرة على الكفاح لتحقيق حريتها وسعادتها وخلاصها.
لقد تمكّنت شعوب الإتحاد السوفيتي خلال سنين قليلة من تخطي التخلف الإقتصادي والثقافي، وبناء دولة عظمى، حققت منجزات غير مسبوقة في مستوى الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والنقل والسكن والطرقات والتغذية ورعاية الأطفال والحاجات الثقافية، وقضت تماماً على الأمية، وغزت الفضاء، وتحققت في ظلها ولأول مرة في التاريخ المساواة الحقيقية بين المرأة والرجل وبين القوميات، وساهمت بشكل رئيسي في القضاء على النازية والفاشية وفي تفكيك النظام الكولونيالي وتقديم كل اشكال الدعم لمجموعة كبيرة من الشعوب المستعبدة لإنجاز استقلالها وتحقيق تنمية بلدانها، وبقيت نصيرا للحق والسلم، وأعاقت الهيمنة الكاملة للأمبريالية على العالم.
ويعود لثورة اكتوبر العظمى الفضل في الكشف عن قانون الثورة وارتباطها بحدوث أزمة وطنية عامة، رفضت فيها الأغلبية الساحقة العيش تحت سلطة السائد، وخاضت سلسلة من الإنتفاضات والهبات الواسعة، لتحقيق هدف مشترك واحد، هو الحرية والعدالة الإجتماعية، وتمكّنت بقيادة البروليتاريا، أكثر الطبقات ثورية، من تحديد لحظة إشتعال الحريق الثوري الذي أسقط سلطة الحروب وحقق أولى الخطوات على طريق السلام والتضامن بين البشر.
لم تكن الثورة فعلاً إرادوياً ومبالغةً في أهمية العامل الذاتي، كما يروج البعض، بل جاءت قراءة مبدعة للماركسية في ظروف روسيا، وكانت حصيلة لتراكم الخبرة الثورية، وإستجابة لرفض ملايين الناس للواقع وإستعدادهم للعمل المنظم من أجل إجهاض الردة البرجوازية عن اهداف ثورة شباط، وتراجعها عن ابرام السلم وعن توفير الخبر للجياع والارض للمعدمين في الريف.
ولم تكن ثورة عنيفة ودموية، كما يسعى الإعلام الإمبريالي تصويرها، متناسياً عمداً الدفاع المشروع عن النفس ضد العنف البشع الذي مارسه اتباع القيصر الكورنولوفيون وحلفاؤهم من برجوازيين واقطاعيين وجيوش دول امبريالية معتدية. واخيراً مثلت سلطة الثورة تعبيراً ديمقراطياً حقيقياً عن إرادة اغلبية الناس.
في كل عام، حين تحل الذكرى، يغمرنا نحن الشيوعيين وكل محبي الخير والسلام في العالم، شعور بالفخر مما تحقق، ويقين لا يتزعزع بقدرة الطلائع الثورية على المواصلة واستيعاب الدروس وتصحيح الأخطاء والوثوب من جديد، كي يزول الليل وتبزغ شمس الحرية والعدالة من جديد.
************************************************
راصد الطريق.. اعتراف بالفشل.. أم ماذا؟
ناقش وزير الدفاع ثابت العباسي مع نظيره القطري في الدوحة، موضوع إرسال جرحى الجيش العراقي للعلاج في المستشفيات القطرية.
والاهتمام بجرحى قواتنا أمر مطلوب وواجب على الدولة، التي يفترض ان توفر لهم أفضل رعاية، تقديرا لتضحياتهم الكبيرة في مواجهة قوى الإرهاب.
لكن ما يستحق التوقف في هذا السياق هو أنه لم يمض أكثر من عامين على افتتاح مستشفى الحسين العسكري في بغداد. وهو مستشفى تعليمي متكامل مخصص لعلاج مرضى وجرحى القوات العسكرية والأمنية، يتكون من 23 بناية طبية، و11 صالة عمليات، ويتسع لـ 466 سريراً، وقد بلغت تكلفة بنائه 163 مليار. ويُدار المستشفى من قبل شركة بموجب عقد استثماري لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، وبحيث توزع الأرباح بنسبة 30 بالمائة للوزارة و70 بالمائة للشركة.
فما دور هذا المستشفى؟ ولمن يقدم خدماته؟ ولماذا يبقى العراق بوجوده محتاجا إلى إرسال مرضاه إلى الخارج؟ أليس هذا اعترافاً من الحكومة بتردي خدمات عموم القطاع الصحي في العراق؟
ويحق لنا التساؤل أيضاً: إذا كانت العقود الاستثمارية لإدارة المستشفى عاجزة عن تلبية احتياجات مرضاه، فلماذا تُمنح الشركة 70 بالمائة من الأرباح؟
*************************************************
الصفحة الثانية
تأكيد حكومي: عملية الحصر والترقيم للتعداد السكاني في مراحلها الأخيرة
بغداد ـ طريق الشعب
أكد المنسق العام لشؤون المحافظات أحمد الفتلاوي، امس الأربعاء، أن عملية الحصر والترقيم للتعداد السكاني تجاوزت 98 بالمئة في عموم العراق، فيما أشار إلى أن التعداد سيجرى بموعده المحدد في الـ 20 من تشرين الثاني الجاري.
وقال الفتلاوي خلال مؤتمر صحفي لرؤساء مجالس المحافظات في محافظة كربلاء إن “هنالك تركيزا على أهداف التعداد السكاني التنموية الذي يعد مدخلا أساسيا لوضع الخطط المستقبلية للأداء العام في الدولة، والذي يمكن أن يحقق خدمات تتناسب مع الزيادة المطّردة للسكان في كل محافظة من محافظات العراق التي أخذت على عاتقها التعاون التام مع وزارة التخطيط لإنجاح هذه المهمة”.
وأضاف، أنه “بحسب آخر الإحصاءات التي تقدمت بها وزارة التخطيط، فإن عملية الحصر والترقيم سارية ونسب الإنجاز قد بلغت مستويات عالية تتجاوز 98 بالمئة لعموم العراق بما فيها محافظات إقليم كردستان وسيكون التعداد في موعده المقرر”، مبينا، أن “اجراء التعداد جاء تطبيقا لقرار المحكمة الاتحادية لسنة (2010) وهو غير الإحصاء السكاني”.
********************************************
أعلنت انخفاض نسب البطالة والفقر مراقبون يشككون في إحصائيات الحكومة: لا تصمد أمام الواقع ولا دليل على صحتها
بغداد ـ محمد التميمي
في الوقت الذي تُعلن فيه الحكومة عن خفض معدلات البطالة واتخاذ تدابير فاعلة لتقليل نسبة الفقر، تبرز حقائق مغايرة تكشف حجم العجز عن معالجة هذه الملفات التي تمس حياة المواطنين. ورغم الترويج لهذه “الإنجازات” على نطاق واسع، الا ان الواقع والاحتجاجات الغاضبة التي تنظم في كل مكان بشكل شبه يومي، والتي يطالب فيها المحتجون بفرص العمل، يُظهر واقع تلك الإنجازات التي تتحدث عنها السلطات. إذ أنها تحمل دلالة واضحة على أن السياسات المتبعة وخطط المعالجة لم تؤتِ ثمارها.
اعلانات سياسية
توقف رئيس مركز نيريج للصحافة الاستقصائية، سامان نوح، في مستهل حديثه لـ”طريق الشعب”، عند قضية مهمة تتمثل في “عدم وجود اي مؤسسة قادرة على استبيان او استطلاع او ان تحدد نسب البطالة”.
وقال: “بحسب ما نعرفه إن الوزارة لم تقم بإجراء هذه المسوحات في الفترة الاخيرة. كذلك لا توجد مؤسسات او مراكز بيانات يمكن لنا ان نعرف من خلالها ان كانت نسب البطالة قد انخفضت فعلا، وما هو حجم الانخفاض”.
واضاف نوح، ان “ما تعلنه الحكومة يبقى في خانة الاعلانات السياسية. وتحتاج الى ما يؤكد تلك الإعلانات او ينفيها من قبل الجهات المختصة”، معتقدا ان ما يعلن من طرف الحكومة هو “مجرد تخمينات بدوافع سياسية”.
وتابع قائلاً ان “ما حصل هو تخفيف ازمة الاحتقان الشعبي من عدم توفر فرص عمل، عبر تعيين مئات الالاف بصيغة عقود مع القطاع العام بشكل يثقل كاهل الدولة، إلى جانب زيادة نسب المستفيدين من رواتب الرعاية الاجتماعية، و في الحالتين تم اثقال الدولة بموظفين جدد، بينما هناك شكوك ودراسات تؤكد انه لا حاجة فعلية لهؤلاء الموظفين، باستثناء قطاعات محددة ربما التربية والصحة”.
وكرر ان ذلك “هو محاولة لامتصاص النقمة الشعبية من ارتفاع معدلات البطالة، وبالتالي خلق بطالة مقنعة”.
وبين ان “حكومة السوداني افادت كثيراً من الازمات الامنية في المنطقة ووضعها المرتبك، والتي ساهمت في ابقاء اسعار النفط مرتفعة، كما ان هناك فائضا في الانتاج النفطي ولكن هذا لن يستمر طويلاً، ففي حال توقفت الحرب في المنطقة، وبقي الوضع في اوكانيا كما هو عليه اليوم، فان اسعار النفط ستهوي، وبالتالي سنكون امام كارثة مالية في العراق، كون الحكومات التي تعاقبت على إدارة البلد تعمل بأفكار ومناهج ورؤى حزبية، ولا تملك رؤية مؤسساتية لادارة البلد، انما تبحث عن كسب الاصوات”.
وواصل القول ان “هؤلاء لا يفكرون في شيء ابعد من حصد الاصوات الانتخابية لابقائهم في السلطة”.
لا دليل على كلام الحكومة؟
من جهته، قال الخبير الاقتصادي همام الشماع انه “لا يوجد ما ينفي وما يؤكد تصريحات رئيس الوزراء، في الوقت الذي تغيب فيه المعلومة الدقيقة التي التوصل اليها عبر المؤسسات المعنية”.
وتابع قائلاً لـ”طريق الشعب”، انه “لو سلمنا جدلاً، ان ما تحدث عنه رئيس الوزراء دقيقاً، فإن نسب البطالة كانت 40 في المائة، ولو انخفضت بنسبة 14 في المائة، فهذا يعني ان هناك 26 في المائة وهي نسبة كبيرة جداً، ففي البلدان المتقدمة، لو وصلت نسبة البطالة الى 4 في المائة ستحدث مشاكل كثيرة”.
وتساءل في حديث مع “طريق الشعب”، عن الآلية التي اعتمدت لخفض هذه النسبة قائلا: ان “الحديث يدور عن البطالة في ظل اقتصاد اعرج يسير على قدم واحدة وهي غير سليمة”.
وعاد الى القول ان “التعيينات لم تكن يوماً جزءا من حل المشكلة، بل ساهمت ولا تزال في اضافة عبء على الدولة وميزانياتها، وكان الاجدر هو تفعيل قطاعات الاقتصاد الإنتاجية بالمجمل”.
وتعليقاً على التصريح الحكومي قال ان “العراق يخلو من تدفق المعلومات، إذ لا توجد معلومات يمكن الاستناد اليها، و لا وزارة التخطيط تخرج لنا بإحصاء سنوي دقيق، ولا الجهات المالية والنقدية تنتج تقارير مبنية على معلومات صحيحة ودقيقة، وبالنسبة للاحاديث هنا وهناك، فهي من منطلق مصلحة سياسية وحزبية”.
وكانت وزارة التخطيط كشفت قبل يومين عن مسح أولي أجرته مؤخرا يشير إلى أن معدل البطالة أيضاً انخفض بأكثر من 2%.
وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي: “أطلقت الهيئة العامة للإحصاء العراقي المسح الاقتصادي والاجتماعي للأسر العراقية، في تموز 2023، وبحسب النتائج الأولية للمسح الذي أنجز في آب الماضي، فقد انخفض معدل الفقر إلى 17.6%، في وقت كان 23%، كما انخفض معدل البطالة إلى 14.4% بعد أن كانت 16.5%”.
المسح الذي أجرته وزارة التخطيط العراقية؛ يشمل أيضاً إقليم كوردستان، حيث تقوم فرق خاصة بزيارة الأسر لتقييم مؤشرات سبل العيش ومستويات الخدمات، فيما لم ينفذ هذا الاستطلاع منذ 2021.
وأضاف الهنداوي أن “انخفاض معدلات الفقر والبطالة في العراق يعود إلى توسع شبكة الرعاية الاجتماعية وتوفير السلال الغذائية”.
******************************************
تهنئة
الرفيق العزيز نجم الدين الخريط الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد الرفاق الأعزاء في قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد
يسرنا أن نشارككم استقبال الذكرى المئوية لتأسيس حزبكم الشقيق، الحزب الشيوعي السوري الموحد، ونتقدم اليكم بالتهاني القلبية الحارة بهذه المناسبة المجيدة.
إنها لمسيرة مضيئة تلك التي شقّ الشيوعيون السوريون دروبها، مقدمين التضحيات الجسام، والشهداء الأماجد، والأمثلة الملهمة في النضال الوطني والطبقي.
نحتفي معكم، اليوم، وبعد قرن من الكفاح الثوري لحزبكم العريق، بذكرى الرواد الأوائل، ونمجد الشهداء الذين ألهموا أجيالا من المناضلين، ونحيّي رفيقات ورفاق الحزب الذين يواصلون، رغم الصعاب، الطريق، بهدي من صفحات تاريخ ملهم وتطلع الى مستقبل مشرق.
ولا ريب أن إحياء هذه الذكرى يشكل حدثا هاما في مسيرة حزبكم، ومدعاة لتقييم التاريخ بكل مشاقّه ومآثره، ومنطلقا لمواصلة عملكم من أجل تعزيز دور حزبكم في حياة البلاد السياسية والاجتماعية، وسعيكم الى توحيد جهود وطاقات الشيوعيين السوريين، ونضالكم من أجل المستقبل الأفضل للشعب السوري.
وتأتي هذه الذكرى في ظرف استثنائي بالغ الخطورة تعيشه منطقتنا مع استمرار حرب الابادة الاجرامية التي تشنها دولة الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة والتصعيد الخطير لعدوانها الوحشي على لبنان، بدعم سافر من الامبريالية الامريكية وحلفائها مما يهدد بتفجير حرب شاملة في المنطقة
ستكون لها تداعيات وخيمة على شعوبنا وعلى الأمن والسلام في الشرق الأوسط
والعالم. وهو ما يضع أحزابنا الشيوعية أمام تحديات جسيمة تستوجب التحرك لتعبئة قوى اليسار والقوى الوطنية والديمقراطية، في بلدانها وعلى صعيد المنطقة، وتوحيد نضالاتها على أساس برنامج محفز للكفاح الجماهيري المثابر لدحر مشاريع الامبريالية وحلفائها وتوابعها من الرجعيات المحلية، ولتعزيز مساهمتها في معركة التغيير السياسي الديمقراطي في بلدانها والعالم العربي.
وفي هذه المناسبة، نستذكر العلاقات الكفاحية بين حزبينا التي تعمقت في مجرى النضال المشترك ضد الاستعمار والرجعية ومن أجل التحرر الوطني والاستقلال والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، ونتطلع الى تعزيزها.
إننا إذ نحيي معكم هذه الذكرى، بما تنطوي عليه من دروس، وما تحمله من دلالات، وما تجسده من آمال وتطلعات، فاننا نجدد تضامننا مع الكفاح العادل الذي تخوضونه، ونعبر عن أملنا الوطيد في تحقيق الحزب الشيوعي السوري الموحد غاياته الساميات.
رائد فهمي
سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
2 تشرين الثاني 2024
****************************************************
تحالف 188 يوجه رسالة إلى رئيس بعثة يونامي في العراق حول تعديل قانون الأحوال الشخصية
بغداد ـ طريق الشعب
وجه تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ رسالة إلى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونامي في العراق، محمد الحسّان، يهنئه فيها بتوليه منصب رئيس البعثة ويشيد بجهود الأمم المتحدة في دعم الاستقرار وبناء الأمن والسلام وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق، مع التركيز على دعم النساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد التحالف في رسالته أن تصريح الحسّان في مؤتمر “ميري” في أربيل، الذي أشاد فيه بوضع المرأة العراقية مقارنة ببعض الدول الأخرى، أثار استغراب التحالف، مشيرًا إلى التراجع الكبير في واقع المرأة العراقية.
ودعا التحالف إلى التركيز على قضايا المرأة وتحدياتها في العراق، خاصة في ظل مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، المعروض للتصويت في مجلس النواب والذي يعتبر أحد أكثر الأطر القانونية تقدمًا في المنطقة العربية.
أعرب التحالف عن قلقه إزاء التعديل المقترح للقانون، مشددًا على أن هذا التعديل يقوض مبدأ المساواة بين المواطنين ويعزز التمييز الطائفي، مما يهدد الاستقرار الأسري والنسيج المجتمعي القائم.
ونوه التحالف إلى أن التعديل يسمح بالزواج والطلاق خارج المحكمة وزواج الطفلات، كما يهدد استقلال المؤسسات القضائية ويربط محكمة الأحوال الشخصية بديواني الوقفين الشيعي والسني، بما يتعارض مع التزامات العراق الدولية في مجال حقوق الإنسان.
وأشار التحالف إلى رسالة سابقة من خبراء مستقلين في الأمم المتحدة للحكومة العراقية، أعربوا فيها عن قلقهم من تأثير التعديلات على النساء والأطفال واحتمال تفاقم العنف ضد النساء والفتيات، محذرين من أن تمرير التعديلات سيؤثر سلبًا على المجتمع العراقي بأكمله.
كما سلط التحالف الضوء على التحديات الأخرى التي تواجه حقوق النساء في العراق، مثل النزاعات المسلحة، وانتشار الفساد، وتراجع ثقة المواطنين في المؤسسات السياسية، مما أدى إلى تدهور حقوق المرأة.
وذكر التحالف أن السياسات الوطنية المتعلقة بالمرأة لم تحقق أهدافها بسبب نقص الإرادة السياسية والموارد، وتحدث عن ضعف تمثيل النساء في مواقع صنع القرار والمشاركة الاقتصادية، وارتفاع مستويات الفقر والعنف ضد النساء، في ظل غياب تشريع قانون مناهضة العنف الأسري.
واختتم التحالف رسالته بدعوة رئيس بعثة يونامي إلى العمل مع المجتمع المدني لحث الكتل السياسية على عدم تمرير التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية، ودعم تشريع قوانين تضمن الحقوق والحريات على أساس المواطنة والعدالة، بما يتماشى مع تفويض يونامي في تعزيز الحوار السياسي وحماية حقوق الإنسان والإصلاح القضائي.
*********************************************
كل خميس.. هل يقرع المثقف أجراس التغيير؟
جاسم الحلفي
يبدو أن طغمة الحكم تعتبر المشهد الحالي المليء بمشاعر اليأس والإحباط، دليلا على انطفاء حركة الاحتجاج، متوهمة أن الشعب قد استسلم للواقع القائم، وأن صوته لم يعد له أثر. وهي ترى في هذا الانكفاء الظاهري ما يطمّنها على ان أحدا لن يعارض هيمنتها. لكن الواقع مختلف طبعا، فهدوء ساحة الحركة الاجتماعية لا يعني القبول، بل انه يخفي غضباً مكتوماً قد ينفجر في أية لحظة، محملاً بمطالب لا تحتمل التأجيل. فاليأس في ظل تراكم الظلم، يصبح تربة خصبة لثورة شعبيةسلمية.
في هذا السياق يأتي دور النخبة الثقافية، التي عليها ادراك أن الصمت ليس خياراً، وأن واجبها التاريخي يفرض عليها أداء مهمتها على احسن وجه. لكن ما يؤسف له أن هذه النخبة، باستثناء القلة منها القابضة على الجمر والمتمسكة بمواقفها الجريئة، لم ترتقِ إلى مستوى مسؤولياتها، حتى فضّل الكثيرون من افرادها الحياد أو اتخاذ مواقف خجولة، وكأنهم تناسوا دورهم في مواجهة فساد القلة المستأثرة بالسلطة والثروة. فالمثقف، كما قال غرامشي، “هو الذي يربط الأفكار النظرية بالنضال الشعبي اليومي.”
مسؤولية النخبة جسيمة، فهي تدرك أن ركود مشاعر الاستياء قد يخدع الطغمة، لكنه يشكل جرس إنذار يحثّ على التخلي عن عزلة الأبراج، والانخراط بجرأة في الحراك الاجتماعي. وفي هذا الظرف لابد لها من انتشال روح الاحتجاج من تحت ركام الإحباط، ومن ان تكون القوة الدافعة لإحياء الأمل.
اليوم، ومع تزايد الفساد واستحواذ القلة على الثروات، تقع على عاتق النخبة مسؤولية دفع عجلة الوعي الطبقي، وتشكيل جبهة لتحريك الرأي العام وتوجيهه نحو المطالبة بحقوقه. وكما يُقال، لا بد من “تَعليق الجَرَس في رقبة القط””، وأن تكون النخبة الصوت الذي ينبه النظام إلى حتمية التغيير. فعندما تكون مطالب الكرامة والعدالة رهينة بيد طغمة تتجاهل معاناة الشعب، يصبح محتما أن تشعل النخبة جذوة المقاومة.
ان مهمة النخبة اليوم لا تقتصر على الدفاع عن حقوق المضطَهَدين، بل تشمل الاسهام في اطلاق حراك يمكّن الشعب من مواجهة الطغمة. فإن لم تقم النخبة بدورها هذا، فان الشعب سيجد طريقه لاستعادة حقوقه بنفسه، ولتأكيد حقيقة ان الكرامة والعدالة ليستا ترفاً، بل هما من الحقوق التي لا مساومة عليها.
يؤكد المشهد الحالي ضرورة تجديد أدوار المثقفين، ليكونوا جزءاً فاعلاً في حركة الوعي الطبقي، كاشفين زيف الشعارات السائدة وواقع الفساد المتغلغل في كل زاوية من زوايا النظام. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نشهد حراكاً جديداً يعبر عن مطالب شعبية بإصلاحات جذرية، لا تحتمل التأجيل أو المساومة، وأن الثورة السلمية الشعبية هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق، عندما يقتنع الشعب بأن مطالب الكرامة والعدالة ليست ترفاً، بل هي حقوق أساسية، وان احدا لن يقبل أن تظل إرادته رهن طغمة مستبدة، اختارت التنكر لمعاناة من لا يملكون سوى قيودهم.
************************************************
الصفحة الثالثة
بيئيون يحذرون من التداعيات المستقبلية على التنوع البيولوجي الأنبار.. مشروع تبطين نهر الفرات بين تحسين كفاءة المياه والتحديات البيئية
بغداد – تبارك مجيد
تشهد محافظة الأنبار تحديات بيئية واقتصادية حادة ناتجة عن التغيرات المناخية، ما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي. وتعتبر الأنبار من بين أكثر المحافظات تأثراً بالتغير المناخي، إذ تواجه ارتفاعا في درجات الحرارة، وموجات جفاف متكررة، وتدهور التنوع البيولوجي، ما يؤثر بشكل مباشر على قطاعات: الزراعة، الثروة الحيوانية، والموارد المائية.
ويأتي مشروع تبطين نهر الفرات كخطوة لمواجهة التحديات المائية المتزايدة، إلا أنه يثير جدلاً واسعاً بين الخبراء والمسؤولين، حيث تتباين الآراء بين من يعتبره وسيلة لتقليل كميات المياه المفقودة وتعزيز الأمن المائي، ومن يحذّر من تأثيراته السلبية المحتملة على النظام البيئي والتنوع الحيوي.
مشروع التبطين
يقول الخبير في مجال البيئة والمياه والتغيرات المناخية، صميم سلام، الذي يعد واحدا من أبرز المطالبين بتنفيذ مشروع تبطين نهر الفرات: أن هناك تحديات كبيرة تواجه نهر الفرات بسبب التجاوزات المتكررة عليه، والتي تشمل رمي الأنقاض في مجرى النهر وتوسيع الأراضي الزراعية على حساب حوضه وضفتيه.
ويضيف سلام أن "هذه الممارسات تؤدي إلى تلوث المياه وتدني جودتها، بالإضافة إلى عرقلة جريان المياه، ما يؤثر سلبًا على وصولها إلى المدن الأخرى ويؤدي إلى تراكم الرواسب في مجرى النهر".
وللتعامل مع هذه التحديات، يوضح لـ "طريق الشعب"، أنه "تم التنسيق مع مديرية الموارد المائية في المحافظة لمناقشة سبل الحد من التجاوزات، كما تم طرح مقترحات لتوصية الجهات المعنية بأهمية تبطين ضفتي نهر الفرات، كإجراء للحد من تجاوزات رمي الأنقاض وحماية جودة المياه".
ويشير إلى أن "عمليات التبطين ليس لها آثار سلبية على جودة التربة أو المياه، بل تعتبر من التدابير الضرورية لتحديد مسار النهر وحمايته من التعديات".
ويلفت النظر إلى أن "بعض المزارعين يطمحون لتوسيع مساحاتهم الزراعية على حساب النهر، مستغلين غياب الرقابة. لذلك، من الضرورة بمكان تفعيل القوانين البيئية وقوانين الري بشكل حازم، للحد من التجاوزات وحماية النهر والمحافظة، لا سيما في المناطق الحضرية التي تتأثر بمظهر النهر ونظافته".
ويخلص سلام الى أن "مديريات الصيانة والموارد المائية تتولى مهمة سحب المياه الفائضة عن حاجة الأراضي الزراعية وضخها مجددًا في مجرى النهر، ما يساهم في الحفاظ على تدفق المياه وتنظيم استخدامها"، مشيرًا إلى أن "تبطين النهر يمثل إجراءً بنيويًا مهمًا للحفاظ على استمرارية جريانه وحمايته".
ترشيد المياه وحماية التوازن البيئي
وحذّر الخبير البيئي سجاد الهيتي من المخاطر البيئية لمشروع تبطين النهر، مشيراً إلى أن التبطين قد يؤدي إلى تدمير المناطق الرطبة التي تدعم تنوعاً بيئياً واسعاً، ما قد يهدد توازن النظام البيئي بسبب هجرة الكائنات.
وقال الهيتي لـ "طريق الشعب"، إن "التبطين يعيق تغذية المياه الجوفية، مما يضر بالمزارعين ويهدد الإنتاج الزراعي مستقبلاً". ونبه إلى أن المواد الإسمنتية ترفع حرارة المياه، ما يهدد حياة بعض الأسماك والنباتات، وبالتالي فإن التبطين يسرّع تدفق المياه ويقلل من الرواسب الطبيعية".
ودعا الهيتي إلى إعادة النظر في المشروع وإجراء دراسات بيئية معمّقة، مع تبني تقنيات حديثة لترشيد المياه وحماية التوازن البيئي.
التحديات البيئية
ووفقًا لتصنيف الأمم المتحدة، يعد العراق من بين الدول الأكثر هشاشة تجاه التغيرات المناخية، وقد شهدت الانبار موجات جفاف، وتراجعا في مناسيب الأنهار، وارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وزيادة في العواصف الترابية والتصحر، طبقا لمسؤول شعبة البيئة في مديرية بيئة الأنبار.
ويقول علي هاشم في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "التنوع البيولوجي يتأثر بشكل كبير بسبب التغيرات المناخية، حيث يهدد فقدان الموائل الطبيعية للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، كما يؤدي لتغيرات في الأنظمة البيئية البحرية والبرية والمياه العذبة. ويعتبر التنوع البيولوجي من أهم الدفاعات الطبيعية ضد تغير المناخ، غير أن استمراره أصبح مهدداً بشكل متزايد".
ويشير إلى أن "موجات الجفاف وانخفاض الأمطار أثرت سلباً على الإنتاج الزراعي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير. كما ارتفعت أسعار الأعلاف، الامر الذي أثر على قطاع الثروة الحيوانية بشكل مباشر وأدى لخسائر فادحة لدى مربّي المواشي والماشية، خصوصًا في ظل تراجع أعداد المواشي والدواجن والأسماك. ويعاني مربّو الأسماك من تراجع أعداد الأسماك المحلية، وظهور أنواع دخيلة مثل سمك البلطي، الذي يهدد الثروة السمكية المحلية".
ونتيجة لانخفاض مناسيب الأنهار وتزايد الملوثات، واجهت الثروة السمكية انخفاضًا كبيرًا، حيث لجأ البعض إلى استخدام طرق صيد غير قانونية، مثل الصيد بالصعق الكهربائي واستخدام السموم والمبيدات. وهذا الأمر تسبب في تراجع الإنتاج السمكي وانتشار الأوبئة في مشاريع الاستزراع السمكي، وفقا لهاشم.
ويوضح هاشم، أن التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية أثر سلباً على التنوع الأحيائي في الأنبار. حيث أدى هذا التوسع إلى فقدان الموائل الطبيعية للعديد من الكائنات الحية، ما أسهم في اختفاء بعض الأنواع المحلية، مثل طيور البلبل التي كانت تعيش وتغني في المدينة.
ويضيف هاشم، أن "قلة الغابات الصناعية والمحميات الطبيعية في الأنبار تزيد من التحديات البيئية التي تواجه المحافظة، حيث إن المحميات غالباً ما تقع على ضفاف الأنهار وقرب البحيرات، ما يجعلها تعتمد على استقرار مناسيب المياه. ومع انخفاض هذه المناسيب، تأثرت هذه المحميات بشكل كبير، مما أدى إلى تدهور التنوع الأحيائي وفقدان البيئات الطبيعية التي تعتمد عليها العديد من الكائنات الحية".
ويجد هاشم، أن هذه التداعيات تبدو واضحة على الكائنات المتكيفة مع البيئة المحلية، فقد بدأت تتأثر سلبًا بسبب تدهور هذه البيئات الطبيعية. ولهذا، هناك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير بيئية ومعالجات جادة لمواجهة تحديات التغير المناخي المحتملة في المستقبل، وحماية التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية المحلية للمحافظة.
************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق في قلب العاصفة
في مقال له بصحيفة (ذي ناشيونال) الصادرة بالإنكليزية وصف سنان محمود الحديث الذي جرى بين المرجع الأعلى السيد علي السيستاني ووفد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، بالنداء القوي لإجراء إصلاحات عميقة من أجل معالجة الصعوبات التي ابتليت بها البلاد لعقود من الزمن.
توجيهات مكثفة وواضحة
وجاء في المقال بأن السيد السيستاني قد أوضح للبعثة، حاجة العراق الملحة إلى حكم كفء خالٍ من الفساد، يسود فيه القانون ويتمّكن من منع التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية، وذلك لوضع البلاد على مسار الاستقرار والازدهار. كما نقل المقال عن بيان لمكتب المرجع قوله بأنه أكد على التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق حاليًا والصعوبات المختلفة التي يتحملها شعبه، والتي تستدعي من العراقيين و"النخبة الواعية بشكل خاص" استخلاص الدروس من التجارب الماضية وبذل أقصى الجهود للتغلب على النكسات السابقة والعمل بجد لتحقيق مستقبل أفضل لبلدهم.
نجاح محدود أم فشل واسع
كما يشير حديث السيد السيستاني، وفق الكاتب، إلى وجود طريق طويل أمام العراقيين لتحقيق طموحاتهم في نظام يقوم على الكفاءة والنزاهة في تولي مناصب المسؤولية، ويمنع جميع أشكال التدخل الأجنبي، ويعزز سيادة القانون، ويضمن وجود الأسلحة في أيدي الدولة ويحارب الفساد.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأنه وعلى الرغم من الاستقرار النسبي، وخطط الحكومة لتحسين الخدمات، وإدخال الإصلاحات المالية والاقتصادية، فإن هناك من يجد في الحديث عن نجاح الحكومة مبالغة غير مبررة، لأنها فشلت في حصر السلاح وقرار السلم والحرب بيد الدولة، مما يجعلها أقرب للتورط في الحرب المحدودة الجارية في الشرق الأوسط منذ عام أو تلك التي يمكن أن تشتعل لاحقاً كما تشير بعض التوقعات.
استهداف مستفز
وذكّر المقال بالإستفزاز الوقح الذي قامت به القناة 14، وهي قناة إسرائيلية يمينية، حين نشرت صورًا لستة شخصيات ستستهدفها قوات الكيان الصهيوني، كان من بينها صورة السيد السيستاني، وهو ما أثار الكثير من الإدانة الداخلية والدولية، ومنها تصريح رئيس بعثة يونامي، الذي أدان اية إساءة للرموز والمراجع الدينية.
توقعات الرد
وفي مقال آخر كتبه روبرت تولاست في ذات الصحيفة، تم التأكيد على أن إيران قد قررت الرد على إسرائيل، في أعقاب موجة الضربات الأخيرة على مواقع الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية، متوقعاً أن تُستخدم الأراضي العراقية للقيام بذلك. واعتمد الكاتب في تأكيده على تصريح أدلى به نائب القائد العام للحرس الثوري الإسلامي حين قال "بأننا ولأكثر من 40 عامًا، لم نسمح لهجوم واحد بالمرور دون رد ويمكننا تدمير كل ما تملكه إسرائيل". كما اعتمد على تقرير لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، الذي نقل عن مسؤولين استخباراتيين قولهما بأن الضربات يمكن أن تُشن من العراق، كي تتجنب طهران هجوماً مضاداً مباشراً عليها، فيما أكد الموقع على أن تل أبيب سترد حينها بضرب أهداف في العراق.
موقف بغداد
وأعرب تولاست عن توقعه باستمرار شن هجمات متقطعة من قبل فصائل عراقية على المواقع العسكرية للكيان الصهيوني، تضامناً مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، خاصة مع الخسائر التي الحقتها الأخيرة بتلك المواقع وأدت إلى مقتل عشرات الجنود مؤخراً. وأضاف بأن مشاكل التجهيز، لاسيما بالأسلحة الثقيلة، والبعد الجغرافي قد يحد من ذلك، في وقت لا تتفق فيه الحكومة مع هذا التوجه، محدود النتائج، وهو ما صرح به مستشار لرئيس الوزراء حين قال بأن من يملك صواريخ وطائرات بدون طيار، فعليه الذهاب إلى غزة ولبنان لقتال إسرائيل بدلا من دفع العراق نحو الدمار، حسب ما ورد في المقال.
********************************************************
عين على الأحداث
هل هذا صحيح؟
كشف نائب رئيس لجنة الاقتصاد النيابية عن هدر كبير يقّدر بمليارات الدولارات سنوياً جراء تعاقدات أبرمتها وزارة الصناعة مع شركات أجنبية مختلفة، لاستثمار الكبريت بثمن بخس لا يتعدى 8 دولارات للطن الواحد، فيما يتراوح السعر العالمي لهذا المعدن بين 100 و150 دولاراً للطن. وتجدر الإشارة إلى أن شركة سومو سبق لها قبل عامين، أن أهدرت أربعين مليون دولار في صفقة واحدة لبيع الكبريت بسعر 44 دولاراً للطن الواحد. هذا ويتساءل الناس عن السبب في صمت الحكومة عن هذا الهدر المتكرر وعدم القيام بتحقيق عاجل وشفاف، يوصلنا إلى حماية الثروة الوطنية واستثمارها في تنمية البلاد.
والله عيب
اشتكت طالبات جامعيات عديدات من استخدام إدارات جامعاتهن، لصورهن الشخصية أثناء تواجدهن في الصفوف الدراسية والمختبرات، للترويج لتلك الجامعات على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الطالبات إلى أن هذه الصور تلتقط لهن دون علمهن، ويستخدمها البعض في جرائم ابتزاز، تسيء لهن ولعوائلهن. هذا وفيما كشف متابعو الأمر عن اقتصار هذا الفعل الدنيء على تصوير الجميلات وعدم شموله الطلبة، يتساءل الناس عن مستوى التدهور الذي تعاني منه العملية التربوية في ظل تعليم أهلي لا يستهدف أغلبه سوى الربح، ومناهج متخلفة يقدمها للطلبة "أساتذة" اشتروا شهدادتهم من جامعات غير معترف بها أو زوروها في أسواق مريدي.
فخار يكسر بعضه
في الوقت الذي أبدى فيه رئيس الحكومة، وفي أحاديث عديدة، عن حاجته لإجراء تعديل وزاري، أكد أحد النواب المستقلين تعطّل استجواب الوزراء في مجلس النواب، بسبب التدخلات السياسية التي يقوم بها حماتهم من خارج البرلمان. وإذ يدرك الناس بأن المتحاصصين يتخادمون في الحفاظ على دجاجهم الذي يبيض لهم الذهب، يؤكد المراقبون على أن أية كتلة تحاول أن تستجوب وزيرا يُهّدد وزراؤها في استجواب ممائل، فيما تهدد هي بإقالة الحكومة كلما حامت حول وزرائها نذر الإقالة، مما أُفقد مجلس النواب مصداقيته في مراقبة السلطة التنفيذية وإصلاح أي خلل أو اعوجاج في عملها بشفافية وحيادية.
أنقذوا الأجيال القادمة
ذكر تقرير للبنك الدولي، بأن العراق يعاني من تحديات تربوية خطيرة حيث لا يحصل التلميذ على أكثر من 4 ساعات تعليم يومياً، فيما وصل العجز في عدد المدارس إلى 10 آلاف مبنى مدرسي، مشيراً إلى أن مشروعه قد حقق إعادة بناء 26 مدرسة وإعادة تأهيل خمسة آلاف معلم! هذا وفي الوقت الذي تعكس فيه أرقام التقرير ضآلة المساعدة، يشتد قلق الناس من التحذيرات حول عجز الطفل المولود في العراق اليوم عن تحقيق أكثر من 41 في المائة من إنتاجيته المحتملة عند وصوله سن البلوغ، بسبب محدودية الوقت المخصص للتعليم وغياب المنظومة التربوية الناجحة.
إلى متى؟
اعترفت وزارة البيئة بوصول تلوث هواء بغداد إلى مستويات خطيرة بسبب عدم الالتزام بالقوانين والإجراءات البيئية، وبلوغ عدد سكانها لأكثر من ضعف ما يمكن أن تستوعبه المدينة، والحرق العشوائي للنفايات واستخدام وقود سيء ذي محتوى كبريتي عال في محطات توليد الطاقة، مما أدى لتراكم الغازات والأدخنة بالقرب من سطح الأرض، وزاد بشكل خطير من معدلات أمراض الجهاز التنفسي والربو والسرطانات وغيرها. ورغم أن الوزارة قد بررت ذلك بأربعة عقود من الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي والتحديات الاقتصادية ومواجهة الإرهاب، فإن من حق الناس التساؤل عن المدى الذي ستبقى فيه هذه المبررات تستخدم للتغطية على العجز والفشل.
***********************************************************
الصفحة الرابعة
بغداد – السماوة – البصرة – ميسان – أربيل – الديوانية التظاهرات تجوب شوارع المدن: مطالبات بإنصاف مالي وحقوق سكنية وأمنية ومعيشية
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت عدة محافظات في العراق خلال الأيام الماضية احتجاجات واسعة، وتصاعدت المطالبات بتحسين الأوضاع المعيشية والحقوقية. شملت هذه التظاهرات قضايا تتعلق بتأخر صرف المستحقات المالية، والتراجع عن الحقوق الوظيفية، وتجاوزات على الأراضي الزراعية، وصولاً إلى رفض قرارات تؤثر على الطلبة والموظفين، في ظل استمرار تجاهل الجهات المعنية لمطالب المحتجين.
موظفو هيئة البحث العلمي
وتظاهر العشرات من موظفي هيئة البحث العلمي في وزارة التعليم العالي أمام مبنى الوزارة، مطالبين بصرف مخصصاتهم المالية والفروقات المستحقة بعد نقل الهيئة إلى وزارة التعليم العالي في تموز الماضي.
وقال أحد المتظاهرين، أن نقل الهيئة تم في 21 تموز 2024 من وزارة العلوم والتكنولوجيا إلى وزارة التعليم العالي، وكان من المفترض تعديل الرواتب بما يتناسب مع الهيكل الوظيفي الجديد، إلا أن التأخير في صرف هذه المستحقات ما زال مستمراً.
واضاف المتظاهر، أن "وزارة المالية ترفض التعديل بحجة عدم الموافقة، في حين تبرر وزارة التعليم العالي التأخير بعدم توفر الأموال، رغم الإعلان عن تخصيص مبالغ كافية". كما شكا الموظفون من استمرار حرمانهم من بدلات خطوط النقل منذ جائحة كورونا، حيث يحصلون على 20 ألف دينار شهرياً فقط، وهو مبلغ لا يغطي النفقات الحقيقية، ما جعلهم يتحملون أعباء مالية إضافية.
تسهيل القروض العقارية
في محافظة المثنى، تظاهر العشرات من سكان مجمع سكني استثماري أمام المصرف العقاري بمدينة السماوة، مطالبين بتفعيل القروض العقارية وفق توجيهات رئيس الوزراء التي تنص على استثناء المحافظة من بعض التعليمات وزيادة حصتها من القروض.
وأكد المتظاهرون، أن هذه التوجيهات التي أصدرها رئيس الوزراء تهدف إلى حل أزمة السكن، إلا أنها لم تُنفذ حتى الآن، ليصبحوا ضحية خلافات قانونية لا شأن لهم بها.
وأفاد أحد المتظاهرين بأن زيادة حصة المحافظة من القروض العقارية ستساهم في تحسين الظروف المعيشية للكثير من الأسر، داعين المصرف العقاري إلى الالتزام بتعليمات رئيس الوزراء بما يخفف عنهم الأعباء المالية ويوفر سكنًا ملائمًا.
احتجاج على تجريف البساتين
وفي البصرة، نظم العشرات من أهالي منطقة مزيرعة تظاهرة احتجاجية ضد قرار تجريف بساتينهم الزراعية وإلغاء العقود المرتبطة بها، معربين عن رفضهم هذه الإجراءات التي تهدد مصادر رزقهم وتعرضهم لمزيد من الأعباء الاقتصادية. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإعادة حقوقهم الزراعية والحفاظ على استدامة الحياة الاقتصادية في المنطقة، مؤكدين ضرورة تراجع الجهات المعنية عن قرار التجريف.
حراس الحقول النفطية
وفي محافظة ميسان، تظاهر العشرات من الحراس الأمنيين العاملين في حقول الحلفاية أمام موقع المحطة الغازية الثانية في قضاء الكحلاء، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم، رافضين تحويلهم إلى شركة موارد بشرية. وذكر المحتجون، أنهم يعملون منذ أكثر من 10 سنوات بصفة حراس أمنيين في المواقع النفطية، وكان من المفترض تثبيتهم بعد مرور أربع سنوات، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
أحد المحتجين قال: "لقد سلمنا أراضينا لشركة النفط مقابل تعييننا وتثبيتنا، لكن حتى اليوم لم نحصل على هذا التثبيت". وأضاف، أن تحويلهم إلى شركة موارد بشرية يعد تقليصاً لحقوقهم ويعرضهم لمزيد من الاستغلال، معتبراً أن العمل في الحقول النفطية يتطلب حماية حقوقهم نظرًا لأهمية هذه الحقول كمصدر حيوي للدخل الوطني.
اعتراض على تغيير أوقات الدوام
وفي أربيل، نظم أولياء أمور الطلبة في مدارس الحدباء الأولى والفيحاء وقفة احتجاجية أمام ممثلية وزارة التربية، رفضاً لتغيير أوقات الدوام الرسمي إلى الساعة السادسة مساءً.
وأكد أولياء الأمور، أن هذا القرار جاء في ظروف جوية صعبة، ما يزيد من معاناة أبنائهم الذين يضطرون للتنقل في درجات حرارة مرتفعة، مؤكدين أن هذا التوقيت يشكل عبئاً إضافياً على الطلبة وأسرهم.
وطالب المحتجون بعودة أوقات الدوام إلى ما كانت عليه سابقاً أو إنشاء مدارس جديدة لتخفيف الضغط عن الطلبة في منطقتهم، محذرين من تأثير هذا التوقيت على صحة الطلبة وأدائهم الدراسي.
مطالبات بحلول جذرية لأزمة المياه
لليوم الثالث على التوالي، يواصل أهالي قضاء البديم شرقي محافظة الديوانية اعتصامهم احتجاجاً على تجاوزات طالت نهر البسروكية، ما أدى إلى شح المياه وتضرر الأراضي الزراعية.
وقدم المعتصمون، الذين يضمّون شيوخ العشائر والمزارعين، وثيقة موقعة من 36 شيخ عشيرة ترفض التعديات التي ألحقت ضرراً بأكثر من 400 ألف دونم زراعي في المنطقة.
وقال عضو مجلس المحافظة، أحمد صكر الباشات، أن وفداً من مجلس الديوانية التقى مع مجلس محافظة واسط واتفقوا على زيادة حصص المياه إلى 20 متر مكعب في الساعة بعد ضغط من وزارة الموارد المائية، إلا أن المعتصمين طالبوا بحضور رئيس الوزراء شخصياً بحل الأزمة بشكل جذري. كما أقر مجلس المحافظة توصية بنشر مفارز على طول نهر البسروكية لمنع التعديات.
وأكد الباشات، أن الاعتصام سيتواصل مع تصعيد قد يشمل إغلاق الطرق الرئيسة اليوم الخميس في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم، مشدداً على أن الأهالي لن يتراجعوا حتى يتم تلبية مطالبهم.
تجاهل حكومي يفاقم الأوضاع
وتشير موجة التظاهرات في مختلف مناطق العراق إلى تصاعد الغضب الشعبي، نتيجة لغياب الاستجابة الحكومية للمطالب الحقوقية والمعيشية. وبينما تتواصل الاحتجاجات، ينتظر العراقيون موقفاً حكومياً يعالج هذه الأزمات المتراكمة، محذرين من تداعيات استمرار تجاهل المطالب، التي تمس حقوقهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بشكل مباشر.
**************************************************
قرّاء المقاييس في وزارة الكهرباء يطالبون بتثبيتهم على الملاك الدائم
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت عدة محافظات عراقية، يوم الثلاثاء الماضي، موجة تظاهرات حاشدة نظمها موظفو وزارة الكهرباء العاملون كقرّاء للمقاييس، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم بعد سنوات من العمل بعقود مؤقتة. وقد تجمّع المتظاهرون أمام دوائر توزيع الكهرباء في محافظات كركوك، الديوانية، المثنى، ونينوى، مشددين على حقوقهم في التعيين الثابت بعد أن شملتهم موازنة عام 2023.
كركوك
في كركوك، احتشد نحو 350 موظفًا من قرّاء المقاييس أمام دائرة توزيع كهرباء المحافظة، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم. وصرّح حسين خليل، أحد المتظاهرين: " نعمل منذ خمس سنوات بعقود مؤقتة، ورغم وعود الحكومة المتكررة بتثبيتنا، لم يحدث أي تقدم حتى الآن". وأوضح خليل، أن الموظفين كانوا قد تم تضمينهم في الموازنة العامة لعام 2023، لكنهم ما زالوا مستبعدين من التثبيت رغم توفر الغطاء المالي لذلك، ما أثار استياءهم ودفعهم للاحتجاج.
الديوانية
وفي الديوانية، تجمع قرّاء المقاييس أمام دائرة الكهرباء، حيث طالبوا بتثبيتهم بعد مرور عامين على التعاقد معهم، في تناقض مع قرارات تمديد العقود إلى خمس سنوات. وأكد المتظاهر محمد حيدر، أن "الإضراب عن الجباية هو خطوة احتجاجية للضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبنا بتثبيتنا على الملاك الدائم". وأشار حيدر إلى أنهم يواجهون ظروف عمل صعبة ويعملون في مناطق نائية، كما يتعرضون أحيانًا للاعتداءات أثناء أداء مهامهم بسبب مشكلات تتعلق بالكهرباء، ما يزيد من أهمية مطالبهم بالتثبيت الوظيفي.
الموصل والمثنى
وفي الموصل، نظم قراء المقاييس تظاهرة أمام مديرية كهرباء الشمال، مؤكدين أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم. وقال أيسر محمود، أحد المشاركين في التظاهرات: "مطالبنا واضحة، نريد التثبيت على الملاك الدائم بعد سنوات من العمل في العقود المؤقتة".
وأكد محمود أن التظاهرات لن تتوقف في نينوى وبقية المحافظات إلى حين تلبية الحكومة لمطالبهم.
وفي المثنى، نظم قرّاء المقاييس تظاهرة مشابهة أمام دائرة الكهرباء، مطالبين بتثبيتهم بعد سنوات من العمل دون استقرار وظيفي. وأكدوا أنهم ينسقون احتجاجاتهم مع زملائهم في المحافظات الأخرى لتحقيق ضغط أكبر على الحكومة للاستجابة لمطالبهم.
تهديدات بتصعيد الاحتجاجات
ويعاني قرّاء المقاييس من ظروف عمل صعبة تشمل التنقل إلى مناطق نائية ومواجهة تهديدات وتحديات ميدانية خلال أداء مهامهم، مما يعزز من أهمية مطلبهم بالتثبيت الوظيفي.
وأشار المتظاهرون إلى أن الحكومة كانت قد تعهدت سابقًا بتثبيتهم على الملاك الدائم، لكن عدم التزامها بتلك الوعود دفعهم إلى التفكير في تصعيد الاحتجاجات، بما في ذلك خيار الإضراب عن العمل إذا لم تُلبَّ مطالبهم.
يذكر أن قراء المقاييس في وزارة الكهرباء قد بدأوا العمل في ظروف استثنائية وصعبة منذ بداية عام 2020، تزامنًا مع تفشي جائحة كورونا، وكانوا يتقاضون أجورهم من نسبة لا تتجاوز 5% من قيمة الجباية المحصلة، دون أي استقرار وظيفي. وعلى الرغم من وعود الحكومة المتكررة بتثبيتهم على الملاك الدائم، لم يتحقق أي تقدم في هذا الاتجاه حتى الآن، ما يدفع الموظفين إلى مواصلة احتجاجاتهم على أمل تحقيق العدالة الوظيفية والاستقرار المالي.
***********************************************
وقفة اقتصادية.. فوضى الانفلات في التجارة العراقية
إبراهيم المشهداني
تتجلى أهمية العملية التجارية كتعبير عن توجهات مفترضة للدولة على المستويين المتوسط والبعيد، للنهوض بدور اقتصادي تهدف إلى إضافة قيم اقتصادية جديدة وصولا إلى تحقيق الموازنة بين العرض والطلب في السوق الداخلية وسد النقص في الحاجات الاستهلاكية وخدمة الأهداف التنموية التي تجسدها الاستراتيجية التنموية التي ترسمها الدولة لتحقيق القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق العالمية.
ومن الفروض أن تكون السياسة التجارية التي ترسمها الدولة، مبنية على أساس تنمية العلاقات الاقتصادية بين العراق والدول الأخرى التي تصب في نهاية المطاف في تدعيم الخطط التنموية الاقتصادية في الداخل ولصالح الميزان التجاري العراقي وفي ذات الوقت أن تكون هذه السياسة تستهدف تطوير العلاقات الدبلوماسية بين العراق ودول العالم بما يحمي الاستقلال السياسي والاقتصادي والتعامل على قدم المساواة في كل التعاملات التجارية. ومن المعلوم أن العراق يستورد معظم السلع والبضائع والمواد الغذائية من تركيا وإيران ونسبة أقل من دول الخليج حسب هيئة الإحصاء التركية، فعلى سبيل المثال فان العراق يحتل المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر استيرادا من تركيا، ففي شهر أيلول من هذا العام بلغت قيمة المواد المستوردة من تركيا خلال الشهر المذكور مليار و133 مليون دولار، فهل صدر العراق نفس القيم إلى تركيا وهل يمكن القول إن العلاقات التجارية مع الدولة الجارة كانت متوازنة؟ وينطبق هذا التساؤل مع الجارة إيران كذلك.
ومن جهة أخرى فإن الاقتصاد العراقي يواجه اختلالا واضحا في ميزانه التجاري بالنظر للتركيز على الاستيراد الخارجي في مواجهة الطلب الاستهلاكي المتزايد بسبب الانفاق الحكومي الذي تجسده الموازنات التشغيلية السنوية يقابلها شحة التصدير الناجم عن ضعف دور القطاعات الانتاجية وخاصة في مجال الصناعة والزراعة، فقد بلغت قيمة استيرادات العراق للسنوات المنصرمة ما يزيد على 500 مليار دولار، وهذا الرقم يشكل عبئا ثقيلا على مجموع الدخل المحلي الإجمالي للفترة نفسها ما يعزز النزعة الاستهلاكية للمواطن العراقي، وكل ذلك لم يأت صدفة لولا وجود مافيات تتحكم بهذا الشكل أو ذاك في صناعة القرار الاقتصادي في العراق وأمام تجاهل الجهات الحكومية المسؤولة عما يجري من تلاعبات في مصائر المستهلك العراقي خاصة والاقتصاد العراقي عامة.
ومن الجدير بالذكر أن العراق يعد لاتفاقية انضمام العراق إلى منظمة التجارة الدولية وقد تحقق الاجتماع الثالث مع فريق المنظمة من قبل وزير التجارة وعدد من الوزراء الآخرين في شهر تموز الماضي، وتواجه هذه الاتفاقية معارضة شديدة من قبل قوى سياسية ومن قبل الاقتصاديين والقانونيين، وما زال العراق عضوا مراقبا لأن أحكام هذه الاتفاقية لم تأت بأحكام متوازنة يراعى فيها مدى التفاوت الصناعي والاقتصادي للدول المنظمة إلى المنظمة المذكورة، كما أنها لم تأخذ بالاعتبار قدرة المنتج او الصناعي العراقي على منافسة الدول الأكثر تطورا.
وانطلاقا مما تقدم يتعين على الحكومة العراقية المنتظرة مراجعة السياسات الاقتصادية بشكل عام والسياسة التجارية، وتنظيف الأخيرة من طابع الانفلات الذي شابهها بوجه خاص من أجل التخلص مما علق من السياسات الحكومية السابقة التي قادت إلى اقتصاد عراقي هجين وتجارة منفلتة تتحكم بها مافيات لها علاقة بأوساط سياسية معينة وأجهزة حكومية متمددة بالفساد إلى الحد الذي لم تترك مجالا للاقتصاد العراقي للانتعاش وأخذ دوره الإيجابي بين الاقتصادات العالمية مع تشديد الدور الرقابي لمجلس النواب القادم وتنظيف الأجهزة الرقابية الحكومية مما علق بها من أدران فاسدة، سبيلا لبناء سوق عراقي يلبي حاجة المواطن العراقي من سلع جيدة وإغلاق ملفات السلع الرديئة وإلى الابد. والأهم من ذلك تطبيق القوانين الحمائية بما يكون متلازما مع منظومة الإجراءات ومن بينها تقديم الدعم الكافي والمشجع للصناعيين والمزارعين سواء من حيث القروض الميسرة وإطفاء الديون القديمة الفاقدة لقيمتها حيث فرضتها ظروف الحصار التي سدت الأبواب على دخول التكنولوجيا لإعادة تحديث آلات الإنتاج مع توفير المواد الزراعية من الحبوب والأسمدة البعيدة عن الروتين الحكومي المعقد الذي يشجع على المساومات والابتزاز.
**************************************************
الصفحة الخامسة
عشرات آلاف المعامل متوقفة الصناعة العراقية تئنّ تحت وطأتي الإهمال والاستيراد
متابعة – طريق الشعب
يعاني القطاع الصناعي العراقي أزمة مستمرة أدت إلى توقف عشرات الآلاف من المصانع، ما شكّل عبئًا على الاقتصاد الوطني وأثر بشكل مباشر على فرص العمل ونمو القطاعات الإنتاجية المحلية.
ويرجع هذا التوقف بشكل رئيس إلى غياب الدعم الحكومي للقطاع الصناعي، سواء في مجالات الوقود أم الطاقة الكهربائية ومختلف مستلزمات الإنتاج. يضاف إلى ذلك فتح باب الاستيراد على مصراعيه أمام السلع الأجنبية التي تتلقى دعمًا حكوميًا في دولها الأصلية، ما يجعلها منافسًا قويًا للمنتجات المحلية.
ويشير خبراء اقتصاد إلى أن هذه الأزمة تتطلب تدخلاً حكوميًا عاجلًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصانع المتوقفة، والتي تُعدُّ ركيزة مهمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في منتجات عديدة، وتوفير فرص عمل للعاطلين عنه في ظل البطالة المتصاعدة.
ويرى الخبراء أن عدم توفير الوقود والطاقة الكهربائية بأسعار معقولة للقطاع الصناعي، إضافة إلى السماح للسلع المستوردة المدعومة من دولها بدخول الأسواق دون قيود، كل ذلك يُضعف من قدرة المنتجات المحلية على المنافسة، ويؤدي إلى إغراق السوق بسلع أجنبية أرخص.
35 ألف مصنع متوقفة
بحسب الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، فإن عدد المصانع المتوقفة في العراق بلغ 35 ألف مصنع من أصل 67 ألف مصنع مسجلة لدى اتحاد الصناعات العراقي، مضيفاً في تعليق عبر منصة “اكس”، أن “هذه المصانع توقفت بسبب قلة الدعم المقدم لها، سواء في ما يتعلق بتوفير الوقود أو الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى فتح باب الاستيراد للسلع الأجنبية المدعومة من بلدانها، ما جعل المنافسة شبه مستحيلة بالنسبة للمنتجات المحلية”.
وتعاني الصناعات العراقية ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل حاد. إذ ترتفع أسعار الوقود والكهرباء بما يفوق قدرة العديد من المصانع على تحمله، وهو ما يجعلها تواجه صعوبة في الإنتاج بتكلفة منخفضة وبجودة تنافسية.
كما تعد أزمة الكهرباء من أبرز التحديات التي تواجه الصناعة، حيث تعتمد المصانع بشكل كبير على الطاقة الكهربائية في عملياتها اليومية، الأمر الذي يضطرها إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية، وبالتالي يزيد من نفقات الإنتاج بشكل كبير.
طوفان السلع المستوردة
في السياق، يقول عضو غرفة تجارة بغداد المهندس سلام الفرطوسي، ان “التحديات التي تواجه القطاع الصناعي في العراق تتطلب دعمًا حقيقيًا من الحكومة، إضافة إلى سياسات تجارية تحمي المنتج المحلي من طوفان السلع المستوردة”.
ويضيف في حديث صحفي أن “غياب الرقابة التجارية وفتح الأسواق بشكل مفرط، يؤديان إلى دخول سلع رديئة الجودة في بعض الأحيان، ما يؤثر سلبا على سمعة الصناعات المحلية”، معتبرا ان “مواجهة هذه التحديات تتطلب جهدًا مشتركًا بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من أجل تحفيز الاستثمار الصناعي وتوفير بيئة مستقرة للصناعة”.
ضياع آلاف فرص العمل
وتتعدد العوامل التي تزيد من مشكلات المصانع في العراق، حيث تفتقر الصناعة في البلاد إلى البنى التحتية اللازمة وتحتاج إلى تحديث الآلات والمعدات. إذ ان معظم المصانع تعود إلى عقود مضت، وهو ما يقلل من كفاءة الإنتاج ويزيد من تكاليف الصيانة، وبالتالي زيادة الأعباء، وعدم القدرة على منافسة دول الجوار التي تمتلك مصانع حديثة.
وتدعو جهات صناعية وحكومية إلى ضرورة وضع سياسات دعم حقيقية للصناعات الوطنية، تشمل تخصيص جزء من ميزانية الدولة لدعم الوقود والطاقة للمصانع، فضلاً عن تقييد بعض الاستيرادات التي تؤثر سلبًا على الصناعة المحلية.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن إعادة تشغيل المصانع المتوقفة قد توفر آلاف فرص العمل، ما يساهم في تقليل نسبة البطالة وتحسين الأوضاع المعيشية للعديد من الأسر التي تعتمد على العمل في المصانع كمصدر دخل.
كما أن تطوير القطاع الصناعي يعزز من مكانة العراق في الأسواق الإقليمية. إذ إن توسيع قاعدة الإنتاج المحلي يساهم في تحسين التوازن التجاري للبلاد ويقلل من العجز في الميزان التجاري.
وبحسب إحصائيات تتداولها وكالات أنباء، فإن المعامل الصغيرة تشكل قرابة 90 في المائة من إجمالي المصانع والمعامل، وهي نسبة تعكس مدى ضعف الصناعة العراقية وهيمنة الصناعات التحويلية بدلا من الاستراتيجية والثقيلة.
شعار “صنع في العراق” يحتاج إلى استثمار حقيقي
الاختصاصي في الشأن الاقتصادي قصي صفوان، يؤكد أن شعار “صنع في العراق” لن يحقق تأثيرا حقيقيا ما لم يتم توفير الأدوات المالية المناسبة لتعزيز الإنتاج الصناعي المحلي.
ويقول صفوان في حديث صحفي، أن المصرف الصناعي بحاجة إلى رأس مال أكبر من المعلن، لافتًا إلى أن تحقيق هذا الهدف يمكن أن يتم من خلال استرداد قسم من الديون المستحقة على بعض القروض الصناعية ودعم المشاريع التابعة لوزارة الصناعة عبر استثمارات من القطاع الخاص. ويوضح ان “استرداد الأموال المستحقة سيساهم في توسيع نطاق تأثير المصرف الصناعي في دعم الآلة الصناعية الوطنية”، مضيفًا أن “العراق بحاجة ماسة إلى قروض تخصصية لدعم صناعات متعددة مثل السياحة والترفيه وصناعة الأسماك، لما تحققه هذه المجالات من عائدات تساهم في تعزيز رأس المال”.
ويشير صفوان إلى أن “دعم الحكومة للصناعة المحلية ليس فقرة توضع في الموازنة العامة، إنما يمكن أن يتم عبر شراء المنتجات المحلية للوزارات الاتحادية، مع تحويل مخصصات الوزارات لصالح وزارة الصناعة”، موضحًا أن “هذه الخطوة ستمكّن من توفير إيرادات غير نفطية من داخل المصانع”.
كما يلفت إلى أن “هناك فرصًا استثمارية واعدة في الصناعات التي يمتلك العراق موادها الأولية، مثل الصناعات النفطية والبتروكيميائية والفوسفات والكبريت والإسمنت”. وفيما ينوّه إلى أن “العراق نجح بالفعل في تطوير بعض الصناعات البسيطة، مثل المشروبات الغازية وبعض العدد اليدوية والمرشات الزراعية”، يصف صناعة الإسمنت بأنها “واعدة”، إلى جانب إعادة تأهيل صناعة الحديد.
ويؤكد أن “تقليل استيرادات العراق، التي تتراوح قيمتها بين 60 و70 مليار دولار سنويًا لمواد يمكن إنتاجها محليًا، سيساهم بشكل مباشر في توفير فرص عمل جديدة”، مشيرا إلى ان “وزارة الصناعة تتبنى توجهًا نحو دعم المشاريع المتلكئة، وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة”.
ويبيّن أن “هناك أكثر من 50 ألف مصنع قابلة للتأهيل من خلال قروض مشتركة مع القطاع الخاص”، مؤكدا أن “استراتيجية وزارة الصناعة تسعى إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعويض النقص عبر الإنتاج المحلي، وتنشيط سوق العمل في القطاع الصناعي، خاصة في الصناعات التي تتوفر لها المواد الأولية محليًا”.
ويبلغ رأس مال المصرف الصناعي العراق 525 مليار دينار وهو رقم ضئيل جدًا لتطوير قطاع حيوي ومهم مثل القطاع الصناعي.
البطالة ترتفع
في الشهر الماضي، صنفت مجلة “سي اي وورلد” الأمريكية، العراق في المرتبة 32 عالميًا والتاسعة عربيًا في معدلات البطالة، وفقًا لجدول ضم 212 دولة حول العالم، وهو ما يجعل تفعيل الصناعة خياراً ملحاً لمواجهة شبح البطالة.
وأظهر جدول نشرته المجلة، أن معدل البطالة في العراق بلغ 14.2 في المائة.
وكان اتحاد الصناعات العراقية قد قدر قبل سنوات عدد المشاريع الصناعية المتوقفة في البلاد بـ40 ألف مشروع.
ودائما ما تتحدث البرامج الحكومية المتعاقبة عن تنشيط الاقتصاد والصناعة المحلية، لكن من دون تحقيق أي شيء على أرض الواقع، بل ان أبواب الاستيراد مفتوحة على أشدها أمام سلع دول الجوار، مقابل إهمال الصناعة المحلية!
*********************************************
الزراعة والثروة الحيوانية في خبر كان! أزمة مياه خانقة في قرى الشطرة والغراف
متابعة – طريق الشعب
تواجه نحو 20 قرية تقع على ضفاف شط الكسر في قضائي الشطرة والغراف شمالي ذي قار، أزمة مائية خانقة، منذ قرابة 4 سنوات، ما أدى إلى انهيار الثروة الحيوانية والزراعة، وأجبر قرابة 300 عائلة على الهجرة.
ومنذ جفاف نهر الكسر وحتى اليوم، يعتمد سكان القرى البالغ عددهم نحو 150 ألف نسمة، على المقطورات الحوضية في الحصول على المياه.
يقول المواطن صلاح راضي، أن شط الكسر، وهو مرتبط بقناة البدعة، تعرض للجفاف منذ 4 سنوات، الأمر الذي تسبب في انهيار الزراعة والثروة الحيوانية، وهما السبيلان الوحيدان لمعيشة السكان.
ويوضح في حديث صحفي انه “اعتمدنا في بعض الفترات على الآبار، لكنها جفت أيضاً ولم نعد قادرين على الحصول على الماء من خلالها. لذلك صرنا نشتري الماء من المقطورات التي تأتي إلى هذه المناطق”.
وأشار إلى ان الأهالي كانوا قد خرجوا في تظاهرات احتجاجا على الأزمة، ووعدتهم الحكومة المحلية بإيجاد حلول خلال فترة قصيرة، مستدركا “لكن تلك الوعود بقيت حبرا على ورق، شأن الوعود التي قطعتها لنا سابقا الجهات الحكومية العليا”.
ويلفت راضي إلى ان عدد سكان القرى الواقعة على ضفتي شط الكسر يصل إلى قرابة 150 ألف نسمة، تعتمد اعتماداً كلياً على مياه هذا الشط.
من جانبه، يذكر شيخ عشيرة البو شهاب أحمد آل سعود، أن القرى المحاذية لشط الكسر يتبع بعضها قضاء الغراف وبعض آخر يتبع قضاء الشطرة.
ويقول في حديث صحفي: “عتبنا كبير على كل المسؤولين في هذين القضائين وفي الحكومة المحلية، وعلى رأسها محافظ ذي قار، الذين ناشدناهم كثيراً معالجة أزمة المياه، لكنهم لم يستجيبوا لمناشداتنا”.
ويؤكد أن “قرابة 300 عائلة تركت منازلها وهاجرت نحو مدن أخرى مثل البصرة والنجف وكربلاء بسبب انقطاع الماء بشكل كامل عن مناطقنا”، مطالبا بـ “تفعيل نظام المراشنة من خلال تشغيل المكائن المغذية الواقعة على شط البدعة، والتي قُسمت فترات تشغيلها بين قرانا وقرى شط آل إبراهيم”.
ويلفت آل سعود إلى أن “ما يفاجئنا هو تشغيل المكائن في الفترة المخصصة لشط آل إبراهيم، وعدم تشغيلها في الفترة المخصصة لشط الكسر”.
إلى ذلك، يقول النائب عن ذي قار عارف الحمامي، أنهم متابعون لمشكلة المياه في المحافظة بشكل عام، والتي تبدأ من شمالي الناصرية حتى جنوبها، موضحا في حديث صحفي أن الأزمة جاءت نتيجة انخفاض مناسيب المياه في المصادر، وعدم تبطين الأنهار المتفرعة.
ويشير إلى انه “أجرينا زيارات متعددة لكوادر وزارة الموارد المائية، بدءاً من الوزير والوكلاء، وصولاً إلى المدراء العامين، لمتابعة ملف المياه وعدالة التوزيع وحل المشكلات تارةً بصورة مؤقتة وتارة أخرى بحلول جذرية”.
ويتابع قائلا أنه “توصلنا لحلول جيدة وحصلنا على دعم من وزير الموارد المائية بالموافقة على تبطين نهر الشطرة، بدءاً من البدعة وصولاً إلى شط الكسر، الذي تنتهي مشكلة جفافه بمشروع التبطين. ونحن الآن في انتظار توفير الدعم المالي للبدء بالمشروع”.
******************************************************
أهالي «آل بو حجر» في السماوة: نخوض في الأوحال أيام المطر!
متابعة – طريق الشعب
في كل موسم مطري يعيش أهالي منطقة “آل بو حجر” الواقعة في أطراف مدينة السماوة، واقعا مأساويا. حيث تمتلئ طرقاتهم التي لم تر التبليط أبدا، بالأوحال والمياه الآسنة، الأمر الذي يشل حركتهم.
ويقول عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن منطقتهم، التي تضم مئات المنازل، كانت قد شملت سابقا ببعض المشاريع الخدمية، لكنها لا تزال تعاني تدهور حال طرقها. إذ تُصبح موحلة منذ بدء موسم الأمطار حتى انتهائه، الأمر الذي يجعل الوصول إلى الطريق العام المحاذي للمنطقة، صعبا للغاية.
ويطالب الأهالي بالنظر إلى واقعهم الخدمي بعين جادة، والإسراع في تزويدهم بالخدمات المطلوبة، وشمولهم بمشاريع البنى التحتية.
******************************************
المبنى عبارة عن منزل متهالك! انهيار أجزاء من مدرسة في ناحية العظيم
متابعة – طريق الشعب
أدت الموجة المطرية الأخيرة إلى انهيار جزء من مبنى مدرسي في ناحية العظيم بمحافظة ديالى، هو في الأصل عبارة عن منزل متهالك!
وقال مدير الناحية عبد الجبار العبيدي في حديث صحفي، أن “مدرسة الترقي الابتدائية في قرية خشم زرزور التابعة للناحية، كانت قد شملت بمشروع وزارة التربية رقم (1) لإعادة بنائها. لذلك تم تحويل دوام تلاميذها إلى منزل قديم متهالك في القرية”.
وأضاف قائلا أن “المنزل انهارت أجزاء منه جراء غزارة الأمطار والرطوبة، من دون أضرار بشرية”، مشيرا إلى ان “التلاميذ بحاجة إلى تدخل حكومي عاجل من أجل توفير بناية مدرسية آمنة لهم، ضمانا لمواصلة تعليمهم”.
********************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط عائلة بيت حياوي بوفاة شقيقها صديق الحزب كاظم حياوي.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
كما تعزي محلية واسط الرفيق حسين عبيد، عضو المحلية، بوفاة ابن عمه الشاب عباس شلبه.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
- بمزيد من الحزن والألم، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق عبد السلام عبد الحسن عيسى، الذي توفي نتيجة مرض لم يمهله طويلاً.
كان الفقيد من قياديي اتحاد الطلبة في الشطرة، وشارك في اغلب مسيرات الحزب بعد سقوط النظام سنة ٢٠٠٣. كما انه، واثناء تواجده في دولة الكويت، ساعد الكثيرين من الرفاق الذين غادروا أرض الوطن إلى هناك، إثر حملات البعث المجرم ضد الحزب والقوى الوطنية.
له عاطر الذكر ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى عائلة الرفيق صالح فزاع بوفاة زوجته، وهي شقيقة الرفيق عدنان حسين والي.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، الرفيق حيدر حسين تمام بوفاة شقيقته.
الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.
**************************************************
لقطة اليوم
وأنت تدخل منطقة الخاجية في مدينة الكوت، من «شارع أربعين»، تواجهك على يمين الشارع أكوام أزبال وقاذورات، باتت تتكاثر يوما بعد آخر.
ويقع مكب النفايات العشوائي هذا، إلى جوار مقر فوج الطوارئ، ومقابل «جامع وحسينية الرسول الأعظم».
ويأمل الأهالي من بلدية الكوت والجهات المعنية الأخرى، الإسراع في تنظيف المكان، حفاظا على البيئة والصحة العامة.
عدسة: نجم خطاوي
****************************************************
الصفحة السادسة
كارثة صحية وبيئية وزراعية تهدد سكان فلسطين لعقود مقررة أممية: لا تسموها «حرباً» ما يحدث هو «إبادة جماعية»
متابعة – طريق الشعب
تحدثت مجلة طبية شهيرة، عن الصعوبات التي تواجه النساء الفلسطينيات أثناء الولادة وخلال فترة الحمل، مشيرة إلى ان الحدث الاحتفالي بالولادة بات الآن مسألة البقاء.
وأشارت مجلة لانسيت إلى انهيار البنى التحتية الصحية في غزة، ودعت إلى تدخل دولي فوري، وقالت في تقرير: "الناس يتركون ليواجهوا موقفًا مستحيلًا؛ والرعاية قبل الولادة معدومة تقريبا في غزة، والارتفاع في حالات الولادة المبكرة مذهل، وغالبا ما يكون ناجما عن الضغوط المزمنة الناجمة عن النزوح وسوء التغذية والصدمة الناجمة عن الغارات الجوية".
تجويع ممنهج
بينت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز أن الاحتلال الاسرائيلي يستخدم وسائل عديدة ضد الفلسطينيين وأكثرها قسوة وتعقيدا ما يتعلق بخلق ظروف معيشية غير مستدامة وغير انسانية، مؤكدة ان ما يحدث هو تجويع ممنهج بهدف التدمير، فهو ليس حرباً بل يجب تسميته (إبادة جماعية). واضافت: أن "تواطؤ الدول الأخرى واضح أيضًا". في إشارة إلى مساندة الصهاينة في الإبادة.
انعدام الزراعة لعقود قادمة
أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أمس، أن ما أسقط على قطاع غزة يتجاوز ما تم إسقاطه بالحرب العالمي الثانية، وذلك عبر إسقاط أكثر من 85 ألف طن من القنابل على القطاع، ما أسفر عن تدمير واسع وتلوث الأراضي الزراعية، ما يعيق الزراعة لعقود.
وذكرت في بيان بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، أن "الاحتلال استخدم بعدوانه جميع أنواع الأسلحة والقذائف، أبرزها الفوسفور الأبيض، الذي يحظره القانون الدولي، حيث يستهدف مكونات البيئة مسببا أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية".
ولفتت إلى أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لعقود".
وفي الضفة الغربية، أفاد البيان بأن "المستوطنات والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تشكل خطرا كبيرا على البيئة، إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر".
وأضاف أن "المخلفات الناتجة عن تدريبات الاحتلال تلحق الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، حيث تقدر المستعمرات بأنها تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويًا في الأرض الفلسطينية".
نفس الموقف المنحاز للاحتلال
وبخصوص إعلان انتخاب دونالد ترامب كرئيس للويلات المتحد، أكدت حركة حماس أن مواقف جميع الإدارات الامريكية المتعاقبة منذ احتلال فلسطين في 1948 سلبية من القضية الفلسطينية، وكانت الداعم الأكبر للاحتلال الصهيوني في جميع المجالات والمناحي، وأكدت سلوك إدارة بايدن السابقة مساراً منحازاً إلى الاحتلال والعدوان عبر منح مجرمي الحرب الصهاينة غطاءً سياسياً وعسكرياً، للمضيّ في أبشع حروب الإبادة التي عرفها التاريخ الحديث، ما ثبّت دورها كشريكٍ كامل في قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا من أطفال ونساء وشيوخ".
وطالبت الحركة في بيان "بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال الصهيوني، والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني الشقيق، ووقف تقديم الدعم العسكري والغطاء السياسي للكيان الصهيوني، والاعتراف بحقوق شعب فلسطين المشروعة".
فيما سارع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه الجديد يسرائيل كاتس، إلى تهنئة ترامب. ووصف نتنياهو هذا الفوز بأنه "أعظم عودة في التاريخ وهو بداية جديدة لأمريكا والتزاما قويا بالتحالف العظيم مع إسرائيل". فيما قال كاتس: معه سنقف بثبات وسنهزم دول محور الشر الإيراني"، بحسب تعبيره.
في تطورات الحرب
أظهر تحليل بيانات أجرته وكالة سند للتحقق الاخباري أن صافرات الإنذار دوت في المدن الفلسطينية المحتلة أكثر من 28 ألف مرة منذ عملية طوفان الاقصى، بمعدل 78 مرة يومياً.
ويوم أمس، جددت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية، واستشهد نتيجة ذلك 8 فلسطينيين بالتزامن مع اشتباكات مسلحة خاضها مقاومون فلسطينيون. وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت من مدينة طولكرم وبلدة قباطية بعد اقتحامها عدة ساعات، فيما شنت اعتقالات ومداهمات في عدة مدن بالضفة أمس.
وبينما استمر القصف على مخيم جباليا شمال غزة، استشهد 25 شخصا وأصيب 14 آخرون في غارتين جويتين نفذها الاحتلال الإسرائيلي على بلدتين في وسط وجنوب لبنان، وفق وزارة الصحة ووكالة الأنباء الرسمية، أمس.
في السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، ود أكدت القناة 12 الإسرائيلية وقف حركة الطيران في مطار بن غوريون عقب سقوط الصاروخ.
من جهتها، أفادت الشرطة الإسرائيلية بسقوط شظايا صواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى دون وقوع إصابات.
**********************************************
أمريكا.. إعادة انتخاب معارضين للحرب على غزة
واشنطن- وكالات
أعيد انتخاب السيناتور الأمريكي المستقل بيرني ساندرز، المعارض الشديد لحرب الابادة الجماعية على غزة، عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت.
ودعا ساندرز عدة مرات لحظر توريد السلاح لإسرائيل. وحافظت النائبة في الكونغرس الأمريكي من أصل فلسطيني رشيدة طليب، على مقعدها عن ولاية ميتشغان، وذلك إلى جانب النائبة إلهان عمر، وهي من أصل صومالي عن ولاية منيسوتا.
وكانت عمر وطليب مستهدفتين من جماعات الضغط المؤيدة لـ "إسرائيل" في الولايات المتحدة بسبب انتقاداتهما للحرب والإبادة الجماعية على قطاع غزة.
**************************************************
السودان.. ارتفاع أعداد المصابين بالكوليرا والنازحين والمقابر
الخرطوم – وكالات
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان، الثلاثاء، ارتفاع عدد النازحين السودانيين من ولاية الجزيرة إلى أكثر من 135 ألفا. فيما أعلنت وزارة الصحة في السودان أرقاما جديدة حول حالات الكوليرا والوفيات الناتجة عنها.
وتحدث مكتب المنظمة الأممية عن وجود تقارير تشير إلى وجود أطفال مفقودين أو غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم بين النازحين، وآخرين مصابين بطلقات نارية متعددة واعتقالات تعسفية ومحتجزين في أجزاء من الجزيرة.
وكشف عن وقوع "عنف واعتداء جنسي" ضد الفتيات والمراهقات، أدى إلى انتحار بعضهن. كما أحرقت المحاصيل الغذائية ودمرت أنظمة الطاقة الشمسية التي تعمل على أنظمة إمدادات المياه.
من جانبها، قالت وزارة الصحة السودانية إن حالات الإصابة بوباء الكوليرا ارتفعت إلى أكثر من 30 ألفا، بينها 887 حالة وفاة منذ آب الماضي، مشيرة إلى تسجيل 138 إصابة جديدة، هذه الأيام.
وفي تطورات الحرب، قالت منصة "نداء الوسط - ولاية الجزيرة" إن قوات الدعم السريع ما زالت تحاصر 10 آلاف مواطن بمدينة الهلالية لليوم 12 على التوالي.
بدورها، كشفت "شبكة أطباء السودان" عن تلقيها تقارير وصفتها "بالمؤلمة" من ناجين؛ تفيد بتصفية قوات الدعم السريع 11 مواطنا عند محاولتهم الخروج من مدينة سنجة بولاية سنار (جنوب شرق السودان)، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع منعت الأهالي من الخروج من المدينة وأجبرت الشباب والأطفال على القتال في صفوفها، بينما يعيش المواطنون في ظروف مأساوية.
وفي سياق متصل، كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية عن تمدد كبير في مواقع المقابر بشرق ولاية الجزيرة، وسط السودان، وذلك يؤكد ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع جماعية ضد المدنيين. وأكد المختبر أن هذا التوسع مع الأدلة المتاحة يعزز التقارير التي تُفيد بارتكاب قوات الدعم السريع فظائع جماعية واسعة النطاق ضد المدنيين ومجتمعاتهم في ولاية الجزيرة. وأوضح أن تحليل صور الأقمار الصناعية لمقبرتين في رفاعة يُظهر زيادة سريعة في الاضطرابات الأرضية، بما يتوافق مع تلال الدفن مقارنة بالصور الأرشيفية.
وتتحدث تقارير حقوقية عن أن ضحايا هجمات الدعم السريع في مناطق شرق الجزيرة يزيد عددهم على ألف قتيل، بينما ينشر الأهالي صورا لأفراد مفقودين من أسرهم.
*****************************************************
حزب الله يستهدف قاعدة إسرائيلية قرب مطار بن غوريون
بيروت - وكالات
أعلن حزب الله، امس، استهداف قاعدة تسرفين الإسرائيلية بالقرب من مطار بن غوريون جنوب يافا، وذكر فيه بيان أنه: " تم استهداف قاعدة تسرفين (التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية) بالقرب من مطار بن غوريون بعدد من الصواريخ النوعية".
وأضاف أن ذلك يأتي "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة، ودفاعا عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليّات خيبر". وأعلن الحزب، في بيانات منفصلة سابقة، أن عناصره استهدفوا، أمس، مستوطنات سعسع وكريات شمونة وكفرسولد وقاعدة راوية الإسرائيلية في الجولان بصليات صاروخية، كما استهدفوا دبابة ميركافا ومنزلا يتحصّن فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المطلة بصاروخين موجهين.
***********************************************
عودة الخيار الأسوأ إلى البيت الأبيض دونالد ترامب يفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية
متابعة – طريق الشعب
لم تعلن بعد النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية رسميا، ولكن معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية أعلنت عن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد حصوله على 277 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي وبالتالي فوزه بمنصب الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية. وحصلت مرشحة الحزب الديمقراطي، ونائبة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته كامالا هاريس على 224 من أصوات المجمع الانتخابي فقط.
عودة أسوأ الخيارات
عكست كلمة ترامب التي القاها أمام مناصريه في فلوريدا طبيعة ما ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية والعالم جراء عودة رئيس سابق اختتم عهده الأول بالتنكر للديمقراطية والهجوم على مقر الكونغرس الأمريكي.
وصف ترامب فوزه بالجنون وقد كان مصيبا بذلك: "لقد كتبنا التاريخ هذه الليلة. أنظروا إلى ما حدث، أليس هذا جنونيا؟".
وإذا ما تجاوزنا كلمات الشكر التي قدمها لأنصاره، فقد أعاد ترامب العناصر الفاشية في خطابه السياسي في حديثة عن أن الولايات المتحدة "من أعظم البلدان ويمكنها أن تكون الأعظم على الإطلاق"، في استعارة إلى الصيغة النازية المعروفة تاريخيا "ألمانيا فوق الجميع". وشدد على تضيق الخناق على المهاجرين: "علينا أن نصلح الحدود بسرعة. نريد أن يأتي الناس إلينا بطريقة قانونية"، وأضاف "سنساعد البلاد على الشفاء"، منطلقا من أن ملايين المهاجرين حالة مرضية يجب استئصالها.
إن عودة ترامب إلى السلطة تعني أربع سنوات أخرى من الهجمات الخطيرة على حقوق العمال والحريات المدنية في الداخل، ناهيك عن المزيد من الصراعات وامتدادها إلى بلدان أخرى.
بالنسبة للقوى التقدمية في الولايات المتحدة، يعني هذا الفوز أربع سنوات من النضال ضد حكومة تريد تفكيك الإنجازات الاجتماعية الشحيحة المتحققة. وبالنسبة لقوى اليسار العالمي، يعني ذلك المواجهة مع حكومة أمريكية أكثر عدوانية، ستعمل على تقويض اتفاقيات المناخ العالمية، وتوسيع قوتها العسكرية ودعم إسرائيل في إبادتها للشعبين الفلسطيني واللبناني، ولهذا فان الناخبين المسلمين والعرب الأمريكان الذين عبروا بواسطة التصويت لترامب، عن غضبهم على الديمقراطيين سيواجهون بعد أشهر قليلة رئيسا أكثر دعما للعدوان وأكثر صهيونية.
نتنياهو...أول المهنئين
وبعد إعلان ترامب فوزه، توالت ردود الفعل الدولية حيال عودة ترامب مجددا إلى البيت الأبيض وشروعه في رئاسته الثانية.
هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترامب، قائلا في تغريدة على منصبه إكس: "مستعد للعمل معا كما تمكّنا من فعله لمدة أربع سنوات. بقناعاتك وقناعاتي. باحترام وطموح. من أجل المزيد من السلام والازدهار".
وفي تغريدة، هنأ رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ترامب على عودته "التاريخية" إلى البيت الأبيض، قائلا: "عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة". واضح أن الأفق أصبح أكثر قتامة بشأن سياسة الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فوز ترامب بالسباق الرئاسي بـ ""النصر التاريخي"."
وفي تهنئته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته على أن عودة ترامب إلى السلطة ستساعد في إبقاء الحلف قويا. وقال روته في بيان "قيادته ستكون أساسية لإبقاء تحالفنا قويا" مضيفا "أتطلع إلى العمل معه مجددا لتعزيز السلام (...) من خلال حلف شمال الأطلسي".
وعربيا، كان أمير قطر أول الزعماء العرب الذي قدموا التهاني لترامب، قائلا: "أتمنى للرئيس ترامب كل التوفيق خلال ولايته وأتطلع للعمل معه مرة أخرى لتعزيز علاقتنا وشراكتنا".
وقبل خطاب ترامب، كتب الملياردير العنصري، وأكبر ممولي حملة تراب الانتخابية إيلون ماسك عدة تغريدات على منصة "إكس"، قائلا: "لقد أعطى الشعب الأمريكي الليلة دونالد ترامب تفويضا واضحا للتغيير.. المستقبل سيكون رائعا".
بالتأكيد أن المستقبل الرائع الذي يتحدث عنه عنصري مثل ماسك سيكون أشد قسوة على أكثرية سكان العالم.
وفي السلطة التشريعية أيضا
وفي الانتخابات التكميلية لمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين التي جرت في 5 تشرين، وكما تشير المعلومات المتوفرة، فإن الجمهوريين استعادوا السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونغرس بعد فوزهم بمقعدين أساسيين في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية، ما جعلهم يتخطون عتبة 51 مقعدا فيه. وبذلك فقد أصبح مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين بعد ان كان تحت سيطرة الديمقراطيين. ويتقدم الجمهوريون أيضا بفارق ضئيل في مجلس النواب، على الرغم من عدم نشر نتائج انتخاباته النهائية، وبالتالي فإن سيطرة الجمهوريين على جناحي السلطة التشريعية، ستعني إلى حد كبير، إطلاق يد ترامب في سياساته العدوانية وغير المحسوبة في أحيان كثيرة.
*************************************************
الصفحة السابعة
عمال تجاوزوا الخمسين معاناة عدم شمولهم بالضمان الاجتماعي ومطالب بتعديلات منصفة
بغداد – طريق الشعب
يعاني العديد من عمال القطاع الخاص وأصحاب المهن الحرة من عدم القدرة على الشمول في الضمان الاجتماعي، رغم سنوات عملهم الطويلة. يعود السبب إلى قانون الضمان الاجتماعي المعدل، الذي يحدد الأهلية للعاملين الذين لا يتجاوز عمرهم 50 عامًا، مما حرم الكثير من العمال من إمكانية الشمول التي كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر للحصول على راتب تقاعدي يعينهم في إعالة عائلاتهم. وهذا ما أدى إلى غياب أي ضمانات لكبار السن من العمال ومن يتعرضون لإصابات أثناء العمل، ليبقى هؤلاء بدون حقوق تساعدهم في تحمل مصاعب الحياة عند فقدانهم القدرة على العمل.
شكوى من غياب الضمان
في داخل محله الصغير في سوق الشورجة وسط بغداد، يجلس رعد ضياء، البالغ من العمر 69 عامًا، متأملاً أدوات الحلاقة التي أمضى معها أكثر من ثلاثين عامًا، قبل أن يصاب بمرض الصدفية الذي ألحق ضررًا بيديه وجعله يحوّل محله إلى مرافق صحية (دورة مياه)، بعدما فقد الأمل في الحصول على الضمان أو البديل الذي يعين عائلته على توفير لقمة العيش.
ينظر رعد أبو ليلى بحسرة إلى أدوات الحلاقة، وهو يعيش بين ذكريات الأمس وقلق المستقبل، قلقاً على بناته الأربعة بعد أن بلغ من العمر عتياً وأثقلت الأمراض جسده. وبعينين تملؤهما الدموع، قال لـ "طريق الشعب": "لا أخشى على نفسي، فأنا أعيش آخر أيام حياتي بين المرض والحسرة على محلي وأدوات الحلاقة التي صدئت. للأسف، بعد ثلاثين عامًا من العمل، لم أجد أي ضمان استند عليه اليوم. أخاف أن أموت وقلبي غير مطمئن على مستقبل بناتي الأربعة وزوجتي. أسأل نفسي: من سيعتني بهن بعد رحيلي؟".
يتشارك أبو ليلى، إلى جانب ملايين العمال الدين تجاوزوا سن الخمسين، الهواجس ذاتها حول العمل لسنوات طويلة دون أي ضمان اجتماعي أو حقوق توفر لهم لقمة عيش كريمة في شيخوختهم أو عند التعرض للحوادث.
بسبب شرط العمر
هشام فياض، عامل بناء في الخمسين من عمره، يشكو بدوره من عدم شمولة في الضمان الاجتماعي الاختياري بسبب شرط العمر الذي فرضه القانون. هشام، الذي يعيل أسرة تتكون من أربع بنات جامعيات، يعاني من أمراض مزمنة نتيجة طبيعة عمله الشاق في البناء. وقال لـ"طريق الشعب": "مارست مهنتي لأكثر من ثلاثين عامًا، وكنت أسعى خلالها للشمول بالضمان الاجتماعي لضمان راتب تقاعدي يعينني في إعالة عائلتي حين أعجز عن العمل، إلا أنني فوجئت بعدم شمولي بعد تعديل القانون الأخير بسبب شرط العمر".
قرار مجحف
واعتبر المواطن هاشم أن هذا التعديل "مجحف بحق شريحة واسعة من عمال المهن الحرة الذين أمضوا سنوات طويلة في العمل دون ضمان، والذين يلجأون اليوم إلى الشمول بالرعاية الاجتماعية رغم أن رواتبها قليلة ولا تلبي احتياجات العائلة في ظل ارتفاع الأسعار"، مطالبا الحكومة بتعديلات منصفة على قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، تضمن حقوق الجميع دون تمييز.
مسؤول يؤكد
في هذا السياق، صرّح وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، خالد الصانع، بأن "قانون التقاعد والضمان الاجتماعي الحالي يتيح لعمال المهن الحرة الشمول من سن 15 عامًا إلى 50 عامًا، وفي حال كان للعامل خدمة مضمونة سابقًا فلا يوجد تحديد للعمر".
وأضاف أن "الفائدة من هذا القانون تكمن في حصول العامل على راتب تقاعدي قد يتجاوز مليون و400 ألف دينار شهريًا، وفي حال وفاته، يمكن للزوجة والأطفال الاستفادة من الراتب".
وأشار إلى أنه في حال تعيين العامل في القطاع العام، يمكنه نقل الخدمة للاستفادة من سنوات العمل السابقة، مبينًا أن القانون يمنح امتيازات أفضل من تلك التي يوفرها قانون التقاعد للموظفين، وحثّ الصانع جميع عمال المهن الحرة على السعي للشمول في الضمان الاجتماعي لتأمين مستقبل عائلاتهم.
دعوة لتعديل بند العمر
من جهته، اعتبر الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، أن "عدم شمول العمال الذين تجاوزوا 50 عامًا بالضمان الاجتماعي يمثل ظلمًا كبيرًا، وأن هناك حاجة لتعديل هذا البند".
وأشار إلى أن "متوسط عمر العمل في دول العالم هو 65 عامًا، لذا فإن من يبلغ الخمسين قادر على العمل والعطاء".
وينبه الصفار إلى أنهم، قبل تشريع القانون، حاولوا تعديل هذا البند، إلا أن تلك المساعي قوبلت بعدم مبالاة من الجهات التشريعية التي مضت في تشريع القانون، على الرغم من محاولات الاتحادات والنقابات العمالية المطالبة بتعديل بعض بنوده التي يرون أنها تصب في مصلحة العمال بشكل عام.
****************************************************
لحظة عمالية.. استغلال للعمالة الأجنبية رغم أنف القانون
نورس حسن
تسعى معظم دول العالم لوضع ضوابط لاشتغال العمالة الأجنبية على أراضيها، بهدف الاستفادة من كفاءاتهم أولًا، ولحمايتهم من أية انتهاكات ثانيا، إضافة إلى ضمان عدم تأثير وجودهم على فرص اليد العاملة المحلية.
لكن الوضع في بلادنا يبدو مختلفا تماما، إذ تتعرض العمالة الأجنبية لأنواع شديدة من الانتهاكات، حتى بلغ الأمر حدّ ابتزاز من يدخلون منهم الى البلاد بطرق غير قانونية واستغلالهم في أعمال مخالفة للقانون.
لا أحد منا طبعا يعارض تشغيل العمال الأجانب، فهم قادمون من بلدان تعاني من الفقر الشديد، تماما مثل الحال عندنا. لكن المؤسف أن نجدهم يُفضَّلون على عمالنا العراقيين ليس بسبب خبرتهم، بل لأنهم يسيلون لعاب رأسماليينا بقبولهم أجورا متدنية مقابل ساعات عمل طويلة.
ورغم تأكيد قانون العمل الساري على المساواة بين العاملين العراقي والأجنبي في الحقوق والواجبات، خاصة في ما يتعلق بالأجور وساعات العمل، ورغم أن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي يجيز شمول العامل الأجنبي به، فأن كلا العاملين، الأجنبي والعراقي، يعانيان في القطاع الخاص من استغلال شديد. فهم يتلقون أجورا تقلّ عن الحد الأدنى، ويعملون 12 ساعة وأكثر يوميا طوال أيام الأسبوع دون تعويض. فاذا اعترضوا يطردون فورا، ليبدأوا رحلة بحث شاقة عن عمل جديد، عبر الوساطات والمحسوبيات.
وهذه المعاناة ليس غائبة عن نظر وسمع الجهات المسؤولة، التي تبرر ضعف رقابتها بضآلة التخصيصات المالية، وقلة فرق التفتيش التابعة لوزارة العمل.
وصحيح ان هناك قانون عمل نافذ، لكنه لا ينفذ كما يجب منذ عقود. وبوجود نقابات عمال ولجنة عمل برلمانية ووزارة عمل ومنظمات دولية، يظل السؤال قائما: أين دور هذه الجهات في تنظيم عمل العمالة الأجنبية في سوق العمل المحلية؟
فوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تكرس نفسها نافذةً لصرف رواتب الرعاية الاجتماعية، بينما الاتحادات والنقابات العمالية تعاني من القيود، رغم مطالباتها الملحة منذ عقود طويلة، بتشريع قانون حرية العمل النقابي.
************************************************
نقابة عمال المعادن الألمانية تواصل إضراباتها
متابعة – طريق الشعب
تسعى نقابة "آي جي ميتال"، اكبر نقابات العمال في ألمانيا، لتكثيف ضغوطها في نزاع الأجور مع أرباب العمل بقطاعي المعادن والإلكترونيات من خلال دعوات جديدة لإضرابات تحذيرية في عدة ولايات ألمانية.
من المقرر أن تنطلق إضرابات محدودة يوم الاثنين المقبل في عدد من الشركات بولايات بافاريا وسكسونيا. وأعلنت النقابة أن بافاريا ستشهد أكبر هذه الإضرابات، خاصة في المصانع الثمانية التابعة لشركة "ليندا" للصناعات المعدنية في مدينة أشافنبورغ، إضافة إلى مصانع شركة "مان" لحلول الطاقة في أوجسبورغ.
وفي سكسونيا، دعت النقابة عمال شركتي "كونيش أند باور" و"أوما درايفز" لتنفيذ إضرابات تحذيرية، حيث من المقرر أن تنظم مسيرة يشارك فيها موظفون من شركات أخرى.
وشملت الدعوات كذلك عمال شركة "جي كيه إن درايفلاين" لقطع غيار السيارات، وشركة "رادزوستيم" للدراجات، إضافة إلى "سيمنز إنرجي" لصناعة المكثفات.
وتطالب النقابة بزيادة في الأجور بنسبة 7 بالمائة لحوالي 3.9 مليون عامل على مستوى ألمانيا، على أن يكون التعاقد لمدة عام واحد.
في المقابل، يعرض أصحاب العمل زيادة تدريجية بنسبة 1.7بالمائة اعتباراً من تموز العام المقبل و1.9 بالمائة إضافية اعتباراً من تموز عام 2026، مع عقد مدته 27 شهراً.
وقد انتهى التزام الهدنة الأسبوع الماضي، مما يعني أن الإضرابات التحذيرية أصبحت ممكنة في أي وقت.
************************************************
نحو تشغيل العاطلين عن العمل وشمولهم بقانون الضمان الاجتماعي للعمال
بغداد – طريق الشعب
تعمل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تحويل المستفيدين من شبكة الحماية إلى نظام الضمان الاجتماعي للعمال، وذلك من خلال تشجيعهم على الانخراط في مشاريع ضمن سوق العمل وتوفير فرص شمولهم ببرامج الإقراض المعتمدة.
صرح المتحدث باسم الوزارة، نجم العقابي، بأن الوزارة تتبنى نظاماً إلكترونياً جديداً يتناسب مع التعديلات التي أجريت على قانون القروض، ويحدد حجم المبالغ الممنوحة للمقترضين حسب نوعية مشاريعهم، مما يسهل على المستفيدين إتمام الإجراءات القانونية الخاصة بمعاملاتهم بدقة.
وأشار العقابي إلى أن الوزارة تسعى إلى توجيه المستفيدين من الحماية الاجتماعية نحو قانون الضمان الاجتماعي من خلال تشجيعهم على دخول سوق العمل والاستفادة من برامج الإقراض المعتمدة عبر تطبيق (أرزاق)، حيث تم شمول عدد كبير من المستفيدين بالقروض لتمكينهم من إطلاق مشاريعهم الخاصة.
وأوضح العقابي أن الوزارة تهدف إلى تشغيل عشرات الآلاف من الشباب عبر منحهم قروضاً ميسرة، كخطوة للتخفيف من حدة البطالة، فضلاً عن دعم المشاريع الريادية ذات الجدوى الاقتصادية التي تعود بالفائدة على أصحابها. كما كشف عن توجيه دعوات للشركات والمشاريع الاستثمارية في قطاعات النفط والأمن والإعلام والاتصالات للاستفادة من قاعدة بيانات الوزارة الخاصة بالعاطلين عن العمل، وللتسجيل في نظام الضمان الاجتماعي الرقمي، في إطار التحول الرقمي للخدمات المقدمة لتلك القطاعات.
***********************************************
عمال النظافة يشكون من ضآلة الأجور ويهددون باعتصام مفتوح
بغداد - طريق الشعب
رغم سوء الأحوال الجوية، يواصل عمال النظافة عملهم بجهود استثنائية لمواجهة تداعيات الأمطار الغزيرة التي هطلت في بداية هذا الشهر، متسببة في غرق مناطق واسعة وتوقف حركة السير في عدة مناطق.
أجور قليلة
ويقول عراق السامرائي، عامل نظافة في أمانة بغداد، لـ"طريق الشعب": "مع أول زخات المطر، أعلنت الأمانة حالة الإنذار لجميع العاملين للسيطرة على مياه الأمطار وتصريفها في المناطق التي تعاني من ضعف الخدمات".
ويضيف: "جميع العمال المثبتين على الملاك الدائم يتقاضون أجوراً قليلة، فقد كان راتبي قبل التثبيت 300 ألف دينار شهرياً، أما الآن، وبعد التثبيت، فأتقاضى 170 ألف دينار فقط". كما يشير إلى عدم توفر مخصصات خطورة أو ضمانات صحية للعاملين في حال تعرضهم لأي إصابة خلال العمل.
شبكات متهالكة
من جانبه يفيد علي غريب، وهو يعمل بصفة غطاس في الأمانة، أن "معظم شبكات الصرف الصحي متهالكة وتحتاج إلى تطوير لتواكب توسع المدن، فشبكات الصرف لم تعد تلبي احتياجات تصريف مياه الأمطار والمياه الثقيلة، ما تسبب في غرق عدة مناطق رغم تشغيل مضخات السحب السريع".
ويبين غريب أن ظروف المعيشة الصعبة تجبر العديد من الأشخاص على ممارسة هذه المهنة رغم مخاطرها الصحية، مشيراً إلى فقدان بعض زملائه حياتهم بسبب الاختناق بالغازات السامة أثناء العمل، فيما يعاني آخرون من أمراض خطيرة أجبرتهم على التوقف عن العمل دون أمل بالشفاء.
غياب متطلبات السلامة
يشدد غريب على أن "عمال النظافة، خاصة الغطاسين منهم، يعملون في ظروف خطرة دون متطلبات سلامة مناسبة، وحتى ما يتوفر منها رديء الجودة، مقابل أجور زهيدة لا تلبي احتياجات عائلاتهم اليومية".
ويطالب الحكومة بزيادة رواتب عمال النظافة ومعادلتها برواتب الموظفين في القطاعات الحكومية الأخرى، بالإضافة إلى منحهم مخصصات خطورة أسوةً بالقوات الأمنية أو الصحية، واحتساب مكافآت الساعات الإضافية التي يعملون خلالها في أيام العطل الرسمية أو في حالات الإنذار.
بدوره، يقول قدامة عامر، 17 عاماً، أن "مهمة عمال النظافة هي تنظيف المناطق وليس تنظيف المواطنين". ويوضح أن العديد من المواطنين يتعمدون رمي النفايات على الأرض رغم وجود الحاويات، مما يحرم عمال النظافة من الاستفادة من العطل الرسمية التي تعلنها أمانة بغداد كحالة إنذار في مثل هذه الظروف.
أما منتظر العطار، أحد المشاركين في تظاهرة عمال أمانة بغداد مؤخراً في ساحة التحرير، فيقول إن "عمال النظافة المثبتين على الملاك الدائم يتقاضون أجوراً شهرية تبلغ 170 ألف دينار فقط، رغم صعوبة العمل".
ويشير إلى تأخر صرف رواتب العمال لأكثر من 50 يوماً أحياناً، مهدداً بأنه "إذا استمرت الظروف على حالها، فسنتجه نحو الاعتصام المفتوح حتى تُحقق مطالبنا".
اعتصام مفتوح
كذلك، يشكو إيهاب دياب، عامل في بلدية مدينة الصدر، من ضعف راتبه الشهري رغم خدمته الوظيفية المستمرة لأكثر من 15 عاماً، مشيراً إلى أن "في جميع دول العالم تُمنح امتيازات خاصة لعمال البلديات نظراً لطبيعة عملهم الخدمية التي تعتمد على الإيرادات الذاتية، باستثناء العراق، حيث يعاني عمال البلديات من الفقر والتهميش مقارنةً بباقي الوظائف الحكومية". ويضيف أن مطالبهم لم تلقَ أي اهتمام من المسؤولين، مشددا على امكانية الذهاب عمال النظافة في أمانة بغداد إلى خيار الاعتصام المفتوح والتوسع إلى تطبيق ذات القرار في المحافظات الاخرى.
***************************************************
الصفحة الثامنة
في سياحة قلقة ومقلقة بين أربيل وبغداد.. تتجلى مأساة البلاد..!
عبد اللطيف السعدي
لازمتني دائماً، ومنذ آخر مرة كنت فيها في بغداد عام 2012، بل للدقةِ، منذ اضطراري لمغادرتها، والابتعاد عن عملي اليومي الجاد والنشط في صحيفتنا (طريق الشعب)، ربيع عام 2005، بعد أكثر من سنة من العمل والنشاط في تحرير وإخراج الجريدة، وسفرتين بين روما وبغداد. نعم فكرة، ورغبة لازمتاني بالعودة والتواصل مع ما اعتدت عليه طيلة سنوات طويلة مضت قبل عام أحداث 2003. كنت أعمل وأنشط دائماً قريبا من الرفاق وتقديم أقصى ما يمكنني لخدمة قضايا الحزب والوطن بالأساس، والتعجيل بتحقيق الأهداف القريبة حينها، والبعيدة الاستراتيجية، والتي مثلت طموحات وتطلعات شعبنا العراقي المضام دائماً...!!.
ولكن، صدقاً، كنت وفي نفس الوقت، أجد في دواخلي كوابح، أفكار وهواجس، وأحاسيس وتوقعات، جعلت من تحقيق الأمر صعوبة شلت رغبتي وقناعتي على المستويين الفكري والنفسي، هذا غير الوضع المادي الذي واجهته بصعوبة، ارتباطا بحالة اجتماعية صعبة، والتزاماتي في العمل اليومي والمضي في حيلتي الشخصية. ففي إيطاليا لا يمكن ضمان الحد الأدنى من العيش دون العمل، رغم مضي العمر، والعمر... عمري صار عتيا...!
وكان لإصرار، رفيقة دربي، زوجتي على تحقيق ما لم أنجزه طيلة فترات ما بعد عام 2003، وما لم أرغب به، لأسباب تتعلق بموقفي من المؤسسات وطريقة التعامل مع نيل حقوق من أضطر لترك العمل والهجرة بسبب سياسات القمع والملاحقات لنظام الدكتاتورية السابقة. وحالي حال عشرات الآلاف من المعارضين لنظام القمع لصدام حسين، وبينهم حصل الآلاف على ما لم يكن أصلا من ضمن هذه الكتلة من مجتمعنا، والذين حصلوا على امتيازات كبيرة فقط لكونهم منتمين إلى أحزاب الهيمنة الطائفية بعد 2003. نعم عادت وقدمت الطلب بوكالتي لها وثم أعادت إحيائها بعد أن لم أستطع العودة لإجراء اللقاء بسبب وضعي الصعب في إيطاليا. والهدف هو تثبيت والإقرار بكوني مفصولا لأسباب سياسية على أمل الحصول ولو على الحد الأدنى من الحقوق، التي أقرت من قبل السلطات بعد الاحتلال الأميركي للعراق وبدايات تأسيس أسس نظام المحاصصة الطائفية، بدءاً من تشكيل "مجلس الحكم" على هذا الأساس السيء الصيت. وبعد متابعاتها ومراجعاتها المضنية، وصل الأمر ومرة أخرى لنقطة الحسم وهي اللقاء بي وحضوري أمام اللجنة المعنية. واحتراما لجهود زوجتي والعناء الذي عاشته، ولوجود رغبة مكبوتة بلقاء الرفاق والأهل مجدداً، قررت السفر والعودة إلى بغداد.
غادرت إلى بغداد يوم التاسع من شهر آب الماضي (2024)، وأنا أشكك بإمكانية تحقيق الأمر، وحسمه لصالحي. لقناعتي أن القائمين على القضية ينتمون إلى تلك القوى الطائفية المهيمنة، والمعادين أصلا لهويتي الشيوعية....!!.
وبدأت أولى الخطوات، وبمساعدة رفيق صادق ومخلص وأمين لتأريخه النضالي تمكنت من تحقيق اللقاء في وقت قصير. وبالتوازي بدأت معاملاتي للحصول على خلاصة الخدمة، في مديرية تربية الكرخ الثانية. وهنا بدأت رحلة المتاعب البيروقراطية القاتلة.
دخلت إلى بغداد الحبيبة، في صيفٍ حاد في شدة حرارته اللاهبة وفي العاشر من الشهر ذاته. وبدأت رحلتي بإيجابية حيث كان في انتظاري ابن أخي داخل المطار، الذي سهّل أمر الإجراءات الخاصة بالدخول. واستبشرت وأنا أتابع الطريق من المطار وحتى بيت أخي الأصغر في منطقة ليست بعيدة عن مطار بغداد الدولي. وانتقلت في نفس اليوم عصرا إلى بيت الصديق والأخ الذي رفض أي أعذار، تمنع استضافته لي، وهو الرفيق أبو أحلام في الكرادة. وقليل هنا قولة الشكر والشعور بالامتنان. هذا الأمر سهل لي عملية المراجعات خاصة وأن وزارة التربية، وهيئة السجناء السياسيين، ليستا بعيدتين عن البيت. ولا بد من القول إن الرفيق أبو أحلام أكد هنا وفاءه وإخلاصه، لعلاقة احترامٍ، جدية بدأت منذ العام 1981 في بيروت، وشقلاوة والشام، واستمرت ولو عن بعد. وابتهجت بلقائه حيث وفر لي الفرصة للحديث بكل صراحة ووجهاً لوجه عن أوضاع كل منّا عبر زمن مضى، وأوضاع بلادنا والمواقف منها وخلالها، وموقف الحزب الذي جمعنا رفيقين نشطا في مواقع مختلفة. وهكذا توفرت لي فرصة العيش مع زوجتي وقرينة روحي، نهلة في أحضان بغداد، بعد أكثر من 12 عاماً منذ زواجنا عام 2012. وبعد بعاد دام أشهراً.
- بغداد بين القيظ والغيظ...!!
كان أمر البحث عن سكن ملائم وسط بغداد قد أكد لي واقع الأزمة التي يعاني منها وفيها أبناء وطني، تلك هي أزمة الحصول على سكن مناسب مع الحدود الدنيا للحاجات الإنسانية. أهالني واقع انتشار العمارات العالية في مناطق مختلفة في العاصمة العراقية. فرحت لما تعطيه من سمات الحداثة والجمالية كما هو حال المدن الحديثة في العالم. ولكنني فٌجعت حقا حين استقصيت وعرفت أن شقق هذه العمارات ليست متوفرة للغالبية الساحقة من المواطنين المحتاجة للسكن. فإضافة إلى غلائها حتى وان كانت بالتقسيط، فهي تعبير عن واقع التمايز والفرز الطبقيين. هي سبيل آخر لعمليات غسيل الأموال المنهوبة، أو التي تم جمعها وتوفيرها بطرق غير شرعية...! وهي تكرس مصالح فئات محددة قريبة من نظام المحاصصات الطائفية ومصالح شركات تمضي في مسيرة التركز وتركيز الثروات وسط اتساع واقع الفقر لفئات تتزايد أعدادها في المجتمع.
وأهالني أيضاً حرارة النهار والليل. فعند الخروج فوجئت بشدة الحرارة ولفحات القر الغريب في الشوارع. طبعا عشت طيلة عمري وحتى سن الثلاثين قبل اضطراري للخروج، وكنت في ذهابي للعمل أو لقضاء أوقات للتمشي في شوارع بغداد، السير تحت الشمس كان جو الصيف حاراً ولكن ما عشته هذه المرة كان عجيباً، حتى أنني شبهت الأجواء بـ "الفرن المفتوح" أو الـ "ساونا بلا ماء". وهنا أيضاً تلمست علامة أخرى لواقع التمايز الفئوي- الطبقي، ومعاناة الأغلبية الساحقة من أبناء البلاد الذين لا يتمكنون مادياً من تأجير سيارات التاكسي وتكاليفه ليست قليلة، للاستفادة من التبريد المتوفر داخل السيارات. ولهذا فهم يضطرون لانتظار ما يطلق عليه "الكيّات"، وهي غير مكيفة طبعاً. وعلى المواطن هنا أن يتحمل إلى جانب ذلك زحامات الطرق بشكل مريع. فلا يوجد فروق بين أوقات الخروج. فمنذ الصباح تجد طوابير السيارات وبلا تنظيم وقلة الالتزام بإشارات رجال المرور. وكان يتبادر إلى ذهني، تساؤل " إذا أين تأثيرات المجسرات لحكومة المجسرات ؟؟". الأمر الذي يردده الكثير من المواطنين في السيارات التي استخدمتها للتنقل في سواء في "الكيّات" أم في سيارات الأجرة، وبتهكم في غالب الأحيان...!!.
وهنا لابد من الإشارة إلى انعدام الالتزام القانوني بقواعد السير بل وبالأخلاق سواء في السياقة أوفي تنظيم سير المواطنين، فالأرصفة مرصوصة بالسيارات أو ببائعي البضائع المتنوعة، وعلى المواطن أن يسير بشكل حلزوني والنزول إلى الشارع المزدحم بالسيارات...! وهذه حالة اجتماعية تشير إلى هول ما تراكم سنوات حكم دكتاتورية المقبور صدام، وممارساته القمعية وحروبه، وثم الحصار الظالم الذي دام 12 عاماً، حيث أفرغ المجتمع حقا من قيمه وسمات العراق والعراقيين المعروفة عبر التاريخ. وجاءت حكومات التمثيل الطائفي الزائف بعد عام 2003، للسير على أساس هذا التراكم والمضي في عمليات التفريغ بل وغسيل العقول بتوظيف المعتقدات، تحت واجهات الدين والطائفة.
وهكذا يضاف لمعاناة الناس حالة الشد للأعصاب وانعكاسات الصبر لأوقات غير محسوبة. فالمواطن يريد، بل يطمح لبلوغ مكان عمله أو محل ممارسة مهنته أو حاجاته للتسوق في مناطق بغداد الواسعة....!!.
نعم. صٌدمت وأنا أسير في الشوارع، وفي وسائط النقل بالكثير من الممارسات، والسلوكيات وهي وإن كانت تفصيلية، فهي تعبر عن مستوى الوعي الاجتماعي. وهذا ومع الأسف لمسته في حالة تراجع مخيف عن سنوات مضيتها وسط العائلة والمجتمع طيلة مسيرة حياتي حتى اضطراري للخروج توقيا من ملاحقات أجهزة أمن النظام المقبور، وبلوغ الأمر حد التصفية المعنوية أو الجسدية أواخر السبعينيات من القرن الماضي. بل ولمست الوضع أسوأ مما عايشته بعد عام 2003 وحتى 2005...!
- دوائر تفصح عن البطالة المقنعة... وتعمق من معاناة المواطن...!!
تكتمل صورة الأوضاع التي يعاني منها وفيها المواطن العراقي وفي بغداد تحديداً، بمعايشة الحال في دوائر ومؤسسات الدولة. ويبدأ المشهد المتعب والمثير للأعصاب بتزاحم المواطنين بدءاً من الدخول إلى الدوائر، حيث عليك أن تقف في صفٍ لتسليم تلفونك لموظفين أو رجال أمن، لتجريدهم من وسيلة ضرورية قد يحتاجونها داخل الدائرة المعنية كالحاجة لمعلومة أو معطى يخدم سير الإجراءات الإدارية ولإنجاز المعاملات. وثم تتوالى خطوات البحث عن المسؤولين ولو لمجرد الحصول على توقيع مدير أو معاون المدير. وليس نادراً أن لا تجد المعني بالأمر لتجواله أو لزيارته زميل في مكاتبهم، وعلى المواطن الصبر والانتظار. وغالباً ما يدخل المواطن ليرى أن في مكتب الوارد أو الصادر أو غرف المعنيين بقسم معين، أن عدد الموظفين كبير لا تستوجبه طبيعة المهام الموكلة بالقسم. وهذا طبعاً يضيف تعقيداً آخر لسير المعاملات وتعباً نفسياً آخر يضاف إلى متاعب الوقت والوسائل لبلوغ الدائرة، أو الوزارة المعنية. وهذا لمسته، على سبيل المثال وليس الحصر في أقسام ودوائر وزارة التربية ومديريات التربية...! كل ذلك وبالطريقة التي يتعامل بها غالبية العاملين، يدفع المرء للشعور بالإهانة والدونية. وهذا أمر يشكل خطورة في نظرة المواطنين وهم مختلفون في الطابع والسلوك...!
طبعا هذا وغيره من الممارسات وانتشار البطالة المقنعة، يشير بل يؤكد نتائج ومسارات نظام المحاصصة الطائفية، فنادرا ترى الرجل أو الشخص المناسب للمكان والدور المناسب.
ليس من الصعب طبعاً، لمس الحالة التي يمر بها ويعايشها المواطنون كل يوم منذ الصباح الباكر وحتى المساء. فتستمع في الشوارع وفي وسائط النقل تعبيرات الغضب واليأس من مسارات الأحداث.. بدءاً من الازدحام غير المفهوم في كل مناطق العاصمة، وفي كثير من الحوارات داخل باصات "الكيات" أو مع سواق سيارات الأجرة (التاكسيات) غير الغضب تظهر كلمات الشتم وفي كثير من الحالات التهكم على مشاريع "المجسرات" وجدواها بعد إنجاز الكثير منها. وحين أقول ملاطفاً، أن السبب "أنكم تنتقدون الواقع وممارسات الحاكمين ولكنكم أنتم من تذهبون وتصوتون لصالحهم"، فيأتي جواب أحدهم وهو كبير في العمر، بأنه واحتجاجاً لم يشارك في التصويت، وهذا حال عشرات الآلاف من المواطنين. وحينها وعندما أشير إلى خطأ هذا الموقف لأنه يسهل نجاح المهيمنين في كل مرة تحصل فيها انتخابات، وهنا أقابل بصمت القبول...!!.
ملامح إيجابية تكبحها سياسات غسيل العقول...!!
كنت أشعر حقاً بالغبطة والارتياح، في ردود فعل المواطنين، حين لجوئي إلى المداعبات الكلامية وربما استخدام جمل التهكم من الأوضاع المأساوية. فهم أما يواجهوني بابتسامة موافقة أو بتأكيد أقوالي بأقوالهم، حتى وهم يمارسون طقوسهم اليومية المعتادة.
كما كنت أشعر بالغبطة وأنا ألاحظ النساء يمضين في حياتهن يمارسن نشاطهن اليومي في العمل وفي الأسواق، وازدياد حالات السفور وارتداء ما يعتبره البعض من قادة وأصحاب غسيل العقول بتوظيفات الدين وتفسيرات زعمائهم البعيدة عن حقيقة تأريخ الدين وعلومه المنطقية. نعم كنت أغتبط وأنا أرى اكتظاظ المطاعم والمقاهي بالعوائل والشابات المتطلعات لممارسة حرياتهم ولو بالحدود الدنيا.
وزاد إحساسي بالغبطة والشعور بالأمل، وأنا أتجول في مناطق أربيل في كردستان العراق، فبغض النظر عن واقع التركيبة السياسية وسياسات الحكم وسيادة احتكار سلطات قوتين حزبيتين، الأمر الذي يصيب نهج بناء الديمقراطية ومؤسساتها الحية، بالخلل. لمست تغييرات جوهرية في بناء المدن وفي توفير الحاجات اليومية، ومنافذ الراحة للمواطنين. ولكن لم تخل أربيل من مظاهر احتكار الامتيازات والمال، الأمر الذي يعمق من التمايزات والفرز الطبقي وشعور المواطنين بالغيظ والغضب من حرمانهم من أجورهم ورواتبهم لأشهر وغلاء المعيشة المتزايد. وهنا المسؤولية مشتركة بين حكومة الإقليم والمركز.
هي ملامح إيجابية حقاً، ولكنها مكبوتة أو تتم في إطارات القمع الاجتماعي ومحاولات نشر الخزعبلات من خلال طقوس لا يقبل بها دين أو أية مفاهيم وقيم إنسانية. رأيت ولمست كيف تجري سياسات وممارسات فرض الحجابات بل أغطية الحجاب السوداء معنويا، على كامل المجتمع، باستغلال دعاوى الإيمان. وفي ذلك استمرار لسياسات النظام البائد قبل عام 2003، حين حاول إدامة سلطة الطاغية بفرض ممارسات أطلق عليه "الحملة الإيمانية" السيئة الصيت....!!.
أختم وأقول إنني ابتهجت بلقاء أصدقاء ورفاق وبقسم هام من أهلي وأجيال منهم لم يسبق لي رؤيتهم، كما أنني شعرت بالغنى في ما يظهر من توجهات لممارسات ذات قيم أخلاقية وإنسانية في المجتمع، وإن كبتتها سيادة مواقف وتعاليم التسطيح والغسيل للعقول، باستغلال تفسيرات للدين والأديان. ولكنني أنهيت زيارتي التي دامت ما يقرب من الشهر، بأحاسيس الألم والأسى من ما وصل إليه واقعنا واستمرار بل وتعمق لحالة غياب أو تغييب الوعي المجتمعي بوجهة الانطلاق في بناء علاقات تتأسس على القيم الإنسانية ومبادئ الديمقراطية، ونحو بناء دولة المواطنة والحقوق المدنية والإنسانية، الأهداف التي قدم شعبنا آلاف الشهداء من أجل بلوغها. نعم أصارحكم بعيدا عن اليأس والتيئيس، أن الأوضاع توصل إلى الشعور بالخيبة وهي تتطلب تكاتف القوى الواعية... قوى المجتمع المدني والتيار الديمقراطي، من أجل نشر الوعي في إطار برامج "لإعادة الروح والوعي" لمجتمعنا العراقي المضام. وكل ذلك يتطلب تضحيات متجددة وسياسات واقعية ولكنها جادة وفاعلة في المجتمع وبعيداً عن كل أشكال ووسائل العنف الذي أصاب شعبنا طيلة عقود منذ أكثر من ستين عاماً، بالوهن والخذلان.
وربما أعود مستقبلاً، لمناقشة ظواهر وأدوار محددة، وخاصة دور المثقف العراقي حاليا والهيئات والمؤسسات الثقافية والحزبية الجادة في وعي وتقديم كل ما يمكن من سياسات وممارسات حيوية لانتشال الواقع العراقي من مأساة النظام الحالي الجائر، نظام المحاصصة الطائفية والمحسوبية، القاتلة لكل سبل الأبداع والفعل في المجتمع....!!!.
*************************************************
فعاليات
شيوعيو ديالى يتفقدون الرفيق عبد علي حمزة بعقوبة – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق المناضل عبد علي حمزة (فيروز) في منزله بمنطقة الهويدر، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه إلى وعكة صحية.
وتمنى الوفد للرفيق الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية. فيما شكر هو من جانبه رفاقه على زيارتهم، التي أفرحته وتركت أثرا طيبا في نفسه.
********************************************
في ستوكهولم «مفرزة الطريق شريان الحركة الأنصارية»
ستوكهولم – محمد الكحط
أقامت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ستوكهولم وشمال السويد، أخيرا، أمسية استذكارية لـ"مفرزة الطريق"، إحدى صفحات الكفاح المسلح الذي خاضه أنصار الحزب إبان ثمانينيات القرن الماضي في جبال كردستان، ضد النظام الدكتاتوري المباد.
الأمسية التي حضرها عدد من الرفاق الأنصار وأصدقائهم، افتتحها الرفيق النصير سعد شاهين بدعوة الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحركة الأنصارية والحركة الوطنية وشهداء غزة ولبنان.
وتحدث في الأمسية الرفيقان النصيران قاسم حسين (أبو وسن) وعدنان هادي (أبو هدى)، عن "مفرزة الطريق" ومهامها والمصاعب التي واجهتها، معرجين على الخطوات الأولى للتحول إلى العمل الأنصاري، وعن دورهما فيه مع بقية الرفاق الذين وصلوا إلى كردستان خلال المراحل الأولى لتأسيس القواعد الأنصارية، ومن ثم مراحل تشكيل المفرزة المذكورة.
وأوضح الرفيقان أن المفرزة تعددت مهامها تدريجيا مع الوقت. ففي البداية كانت مهمتها تشخيص واختيار ركائز وأماكن كمحطات لإيصال السلاح، ثم إيصال الرفاق الجدد القادمين من الخارج عبر الحدود مع سوريا وتركيا، وغيرها من المهام التي استجدت خلال فترة الكفاح المسلح.
ولفت الرفيقان إلى ان مفارز الطريق تعتبر شريان الحركة الأنصارية، نظرا لواجباتها العديدة والصعبة، بل والخطيرة جدا، مشيرين إلى ان "هذه المفارز كانت تتعرض للربايا العسكرية والمفارز الأمنية العراقية والتركية، إضافة إلى بعض مفارز الأحزاب العاملة في المنطقة، والتي تجد نفسها تتعارض مع تواجد حزب شيوعي قوي في منطقتها". ونوّها إلى ان رفاق الطريق كانوا يواجهون ظروفا غير طبيعية خلال عملهم، وكانت التضاريس تشكل عائقا أمامهم، كالأنهار وبرودة الجو ووعورة الطرق، لافتين إلى ان هناك خصوصية للعمل في تلك المفارز. إذ يتم اختيار الرفاق العاملين فيها ممن لديهم القدرة على تحمل الظروف الصعبة، والذين يتحلون بالفطنة والسرعة في اتخاذ القرارات.
وذكر الرفيقان أن مفرزة الطريق كانت تقوم بإيصال كل متطلبات العمل العسكري، من عتاد وملابس، فضلا عن إيصال البريد الحزبي وأدبيات الحزب وصحافته، إضافة إلى البريد الشخصي للأنصار، والمواد الطبية والكتب.
فيما عرّجا على كمائن ومخاطر عديدة مرّت بها مفرزة الطريق. واستذكرا شهداء سقطوا وهم ينفذون واجبهم الحزبي، مؤكدين أن تلك المفرزة تمثل صفحة خالدة رائعة من سفر الحركة الأنصارية والكفاح المسلح الذي خاضه أنصار الحزب.
وفي سياق الأمسية دارت حوارات بين الرفيقين والحاضرين، وطُرحت مداخلات ركزت على أهمية توثيق هذه التجربة الغنية، عبر الكتابة عنها بشيء أكثر تفصيلا، للتعريف بما قدمه الأنصار الشيوعيون البواسل من تضحيات جسام في سبيل وطنهم وشعبهم.
وفي الختام جرى تقديم زهور للرفيقين.
*******************************************************
الصفحة التاسعة
الأمين: الأجواء في بغداد رائعة ونسعى للفوز على الأردن وعُمان
متابعة ـ طريق الشعب
أعرب جناح المنتخب الوطني العراقي، يوسف الأمين، عن تطلعاته لتحقيق الفوز في المباريات القادمة للمنتخب، مشيداً بجمال الأجواء في العاصمة بغداد.
وفي تصريح صحفي، أوضح الأمين قائلاً: "حصلت على إجازة ليوم واحد من النادي السعودي، واخترت قضاء هذا اليوم في بغداد، حيث أعجبتني الأجواء هنا كثيراً".
وأضاف الأمين: "نستعد لمباراتين هامتين ضد الأردن وعمان، ونسعى لتحقيق الفوز في كل منهما"، مؤكداً على أهمية دعم الجمهور العراقي في هذه المواجهات.
**********************************************
دوري نجوم العراق توقف المباريات استعداداً لتصفيات المونديال
متابعة ـ طريق الشعب
كشف الاتحاد العراقي لكرة القدم أمس الأربعاء، أن الجولة السابعة من دوري نجوم العراق ستكون آخر جولة في المنافسات قبل التوقف الدولي. وقال الناطق الرسمي للاتحاد أحمد الموسوي إن التوقف سيبدأ بعد نهاية مباريات الجولة السابعة التي ستستكمل مبارياتها اليوم الخميس، وذلك لتفريغ اللاعبين للتجمع الذي سيُعقد في مدينة البصرة استعدادًا للتصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لكأس العالم 2026. وأوضح الموسوي أن التوقف سيكون مؤقتًا ليتسنى للاعبين التحضير للمباريات المقبلة في التصفيات، حيث سيبدأ المنتخب العراقي تدريباته في البصرة اعتبارًا من يوم الجمعة 8 نوفمبر 2024. وأضاف أن اللاعبين المحترفين سيلتحقون بالمنتخب تدريجيًا، حيث يتعين عليهم الانضمام إلى معسكر المنتخب قبل 72 ساعة من موعد المباريات، وفقًا لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وسيخوض المنتخب العراقي مباراته الأولى ضد منتخب الأردن في 14 تشرين الثاني 2024 على ملعب البصرة الدولي في الساعة السابعة والربع مساءً. وبعد المباراة، سيواصل المنتخب تدريباته في البصرة قبل التوجه إلى سلطنة عمان لملاقاة المنتخب العماني في 19 من الشهر الحالي 2024 على ملعب السلطان قابوس في العاصمة مسقط، حيث ستكون المباراة في الساعة الثامنة مساءً. وفي إطار استعداداته لهذه المباريات الهامة، أعلن مدرب المنتخب العراقي الإسباني خيسوس كاساس عن قائمة اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لهذه المواجهات، والتي تضم 26 لاعبًا هم: جلال حسن، فهد طالب، حسين حسن، مناف يونس، زيد تحسين، ريبين سولاقا، فرانس ضياء، علي فائز، مصطفى سعدون، حسين علي، ميرخاس دوسكي، أحمد يحيى، زيدان إقبال، أمير العماري، أمجد عطوان، محمد الطائي، إبراهيم بايش، يوسف أمين، منتظر ماجد، دانيلو السعد، أحمد ياسين، سعد عبد الأمير، علي الحمادي، مهند علي، أيمن حسين، علي جاسم.
*************************************************
إمبيد يخسر مليون دولار من راتبه بسبب إيقاف 3 مباريات
واشنطن ـ وكالات
قررت رابطة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، إيقاف نجم فريق فيلادلفيا سفنتي سيكسرز، جويل إمبيد، لمدة ثلاث مباريات، بعد أن دفع صحفياً انتقده في مقال صحفي. ووقع الحادث يوم السبت الماضي في غرف الملابس، حيث تعرض الكاتب الصحفي ماركوس هايز، الذي يعمل في صحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر"، لدفع من قبل اللاعب الكاميروني الأصل، وذلك على خلفية مقال انتقد فيه إمبيد، حيث تطرق فيه إلى عائلته، بما في ذلك ابنه وشقيقه الراحل.
وفي بيان صادر عن رابطة الدوري، قال جو دومارس، نائب الرئيس التنفيذي للرابطة ورئيس عمليات كرة السلة، إن "الاحترام المتبادل بين اللاعبين ووسائل الإعلام له أهمية قصوى في دوري الـ NBA". وأضاف: "نحن نفهم شعور جويل بالإهانة الشخصية نتيجة المقال، لكن يجب أن تبقى التفاعلات بين اللاعبين والصحفيين في إطار الاحتراف، ولا يجب أن تتحول إلى مواجهة جسدية". سيبدأ إيقاف إمبيد من المباراة التالية التي يكون مؤهلاً للمشاركة فيها، بحسب بيان الرابطة. وكان إمبيد قد غاب عن المباريات الست الأولى لفريقه هذا الموسم بسبب تعافيه من جراحة في ركبته اليسرى، وعانى فريقه في غيابه من خسارة خمس مباريات من أصل ست، بما في ذلك الهزيمة القاسية أمام سان أنطونيو سبيرز 116-118.
من جانبه، أكد مدرب فريق فيلادلفيا نيك نورس أنه تحدث مع إمبيد بعد الحادث، مشيراً إلى أنه حاول دعم اللاعب والحديث معه حول مشاعره وأوضاعه الحالية. نورس أضاف أنه لا يعلم موعد عودة إمبيد إلى الملاعب.
ووفقاً للتقارير الصحفية، فإن إمبيد سيخسر نحو مليون دولار من عائدات راتبه بسبب فترة الإيقاف.
**********************************************
تفاحة تالفة تفسد سلة فواكه المرينغي
مدريد ـ وكالات
قبل بداية الموسم، كانت كل التوقعات تشير إلى أن ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي سيكونان من أبرز المرشحين للفوز بكل الألقاب. إلا أن الفريقين تعرضا لانتكاسات مفاجئة في دوري أبطال أوروبا، حيث سقط ريال مدريد أمام ميلان 3-1 في مباراة صادمة على ملعب سانتياغو برنابيو، ليفشل في الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم في المسابقة الأوروبية. هذه الخسارة أوقفت سلسلة من 15 مباراة دون هزيمة على أرضه، كما منحت كارلو أنشيلوتي أول خسارتين متتاليتين على ملعبه منذ توليه تدريب الفريق.
وكانت الهزيمة أمام ميلان غير متوقعة، حيث يحتل الفريق الإيطالي المركز السابع في الدوري الإيطالي وواجه صعوبة في بداية البطولة الأوروبية، إلا أن "الميرينغي" عجز عن مواجهة التحديات التي فرضها الفريق الإيطالي، وهو ما يعكس تراجعًا كبيرًا في مستوى ريال مدريد، خاصة في ظل غياب الاستقرار التكتيكي.
مبابي يعكر صفو استقرار الفريق
التغيير الأبرز في ريال مدريد هذا الموسم كان التعاقد مع نجم باريس سان جيرمان، كيليان مبابي. في الموسم الماضي، كان الفريق يسير بنجاح تحت قيادة أنشيلوتي، مع أسلوب لعب منظم يعتمد على التكامل الجماعي. إلا أن وصول مبابي -رغم كونه واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم- جاء ليعكر صفو الاستقرار الذي كان يعتمده الفريق.
البعض شبه وضع الفريق بعد وصول مبابي بالكارثة التي لحقت بريال مدريد في الماضي، عندما قرر فلورنتينو بيريز جلب النجوم مثل ديفيد بيكهام على حساب التوازن الجماعي للفريق، الأمر الذي أدى إلى مشاكل في التنسيق والانسجام داخل أرض الملعب. الآن، أصبح الفريق يواجه نفس المشاكل بعد تكدس النجوم الهجومية مثل مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريغو، دون وجود خطة واضحة لتوزيع الأدوار والمهام الهجومية والدفاعية.
الثنائي الهجومي
في المباراة أمام ميلان، جرب أنشيلوتي فكرة الدفع بمبابي وفينيسيوس جونيور كثنائي هجومي، مع إبقاء رودريغو على مقاعد البدلاء. ورغم المهارات الهجومية العالية للثنائي، إلا أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بنقص الضغط الدفاعي الفعّال من قبلهم. لم يكن هناك تنسيق بين مبابي وفينيسيوس في عملية الضغط على لاعبي ميلان، مما ترك الثغرات في دفاعات ريال مدريد، حيث تم إخراج الثنائي بسهولة بتمريرات طويلة خلفهم، ما أدى إلى انهيار منظومة الدفاع.
كما أن اللاعبين الهجوميين، بسبب عدم التنسيق في الضغط، جعلوا الفريق عرضة للكرات الطويلة التي قاد بها ميلان إلى تسجيل الأهداف. كما تم الكشف عن مشكلة أكبر تتمثل في ضعف الدفاع بشكل عام، حيث استقبل ريال مدريد تسع تسديدات على المرمى في تلك المباراة، وهي أكبر حصيلة تسديدات يتعرض لها الفريق على أرضه في دوري الأبطال منذ موسم 2003-04.
مشاكل الدفاع والتكتيك
تعد مشاكل الدفاع إحدى أبرز القضايا التي يعاني منها ريال مدريد هذا الموسم، وهو ما يظهر بوضوح في تراجع مستوى الأداء الدفاعي مقارنة بالموسم الماضي، عندما كان الفريق يحقق أرقامًا مميزة في الحفاظ على الشباك نظيفة. كما أن غياب الجناح الأيمن الصريح في تشكيل أنشيلوتي جعل لوكاس فاسكيز يعاني أمام هجمات ميلان من التمريرات الطويلة خلفه.
حتى في الكرات الثابتة، التي لطالما كانت من اختصاص أنشيلوتي، سجل الفريق هدفًا آخر من ركلة ثابتة في مباراة ميلان، ليؤكد على تراجع كبير في التنظيم الدفاعي.
في النهاية، كان من الواضح أن ريال مدريد بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه. إذا لم يكن مهاجمو الفريق في يومهم، فإن النتائج قد تكون كارثية، وهو ما أظهرته الخسارة أمام ميلان، وكذلك تراجع أداء الفريق على مستوى الدفاع والتنظيم التكتيكي. ويبقى السؤال: هل يمكن لأنشيلوتي أن يعيد الاستقرار إلى الفريق؟ أم أن تكدس النجوم والهجوم المفرط قد يستمر في تحطيم التوازن الذي كان في الماضي؟
*****************************************************
وقفة اقتصادية.. لجنة فنية تُعنى بالمنتخبات الوطنية
منعم جابر
كنا قد ناقشنا في مقال سابق أهمية تواجد لجنة فنية تهتم بشؤون فرق أندية دوري نجوم العراق من حيث تقييم الفرق ومستوياتها ووضع المقترحات لمدربيها وتقييم لاعبيها.
واليوم بعد سلسلة من المباريات لمنتخبنا الوطني وجدنا أن هذا المنتخب الذي يخوض غمار تصفيات كأس العالم 2026 من دون لجنة فنية تقيم أداءه وتمنح لاعبيه الملاحظات والتوصيات الخاصة بكل مباراة، وهي مغيبة كما يشاع بفعل فاعل بسبب رغبات شخصية من أحدهم ولدوافع خاصة ومصلحية.
لقد تعرفت خلال مسيرتي في مجال كرة القدم لأكثر من ستة عقود على حكايات وأحداث مهمة وتجارب تعلمت منها ومن خلالها على تجارب رياضية كان الأساس فيها هو استمرار الدرس والتعلم مهما بلغت قابلية المعلم من المعرفة والتجربة، لذا أقول للعاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم عليكم بالمزيد من المعارف والعلوم ولأن كرة القدم علم لا ينتهي ومع كل مباراة تجارب جديدة وتزداد حاجتنا للمزيد من المعارف والعلوم الرياضية، أما أن يعتقد البعض من العاملين في التدريب والإعلام أنهم ختموا وأتموا علومهم ومعارفهم فهذا جهل.
أتذكر من الماضي أن مدرب منتخب إنكلترا آلف رامزي الذي أحرز بطولة كأس العالم عام 1966 كان قد طلب من الجماهير الإنكليزية ان يضع كل واحد منهم التشكيلة المناسبة للمنتخب الإنكليزي وهنا قدمت الجماهير آلاف التشكيلات حسب وجهات نظرها ودرسها المدرب واحترم رأي الجماهير. وكذلك كان الفريق البولوني المشارك في كأس العالم عام 1974 الذي أحرز المركز الثالث في تلك البطولة بعد فوزه على المنتخب البرازيلي، إذا الأعمال الكبيرة بحاجة إلى أفعال مدروسة ومحسوبة.
إن اقتراحنا بتشكيل لجنة فنية هو اقتراح نابع من عقلية علمية تنطلق من مصلحة أندية دوري نجوم العراق، لذا فالاتحاد مطالب باستحداث لجنة فنية لمتابعة أداء لاعبي المنتخب الوطني ولاعبي فرق الدوري المحلي، وهذه اللجنة سوف لن تنقص من قدركم ودوركم ونجاحكم.
*************************************************
انطلاق منافسات بطولة أندية العراق لألعاب القوى في أربيل
متابعة ـ طريق الشعب
تنطلق اليوم الخميس منافسات بطولة أندية العراق لألعاب القوى على مضمار ملعب فرانسو حريري في مدينة أربيل، بمشاركة نحو 75 نادياً من مختلف أنحاء العراق، وذلك ضمن منافسات تشمل جميع الفئات العمرية ولكلا الجنسين، وتستمر البطولة على مدار ثلاثة أيام.
المدير التنفيذي لاتحاد ألعاب القوى زيدون جواد، صرح بأن الاتحاد سيعقد مساء اليوم الأربعاء مؤتمراً فنياً للأندية المشاركة، لمناقشة منهاج البطولة وتسليم اللاعبين أرقام مشاركتهم وتثبيت جميع التفاصيل الفنية المتعلقة بالمسابقات.
وأضاف جواد أن سباقات الرمي ستُجرى في ملعب جامعة صلاح الدين، في حين ستقام سباقات الجري في ملعب فرانسو حريري، حيث ستُنفذ المنافسات في فترتين صباحية ومسائية على مدار أيام البطولة.
وأشار جواد إلى أن منافسات الدور الثالث للبطولة ستكون حاسمة، حيث سيتم تحديد بطل الدوري العام بناءً على نتائج هذه الجولة. كما ستُحدد الأرقام القياسية التي سيتعين على الاتحاد الاستناد إليها في تقييم اللاعبين المتميزين للبطولات الخارجية، بالإضافة إلى اختيار اللاعبين المؤهلين من الفئات العمرية لمشروع دعم المواهب، الذي تشرف عليه اللجنة الأولمبية تحضيراً لدورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 2028.
****************************************************
الصفحة العاشرة
مراسلات هيرمان هيسه وتوماس مان: نور الآمال الكبيرة
إسكندر حبش إسكندر
هل بعد عقود من اليوم، سنجد أدب مراسلات ينتمي إلى لحظتنا الراهنة؟ لا أجيد التكهن بالغيب طبعا، ولكن يبدو لي أن عصرنا نسي ذلك، وهو الذي بالكاد يكتب كلمتين كرد على رسائل “الواتساب” السريعة، التي تختفي من على هواتفنا، بسبب ضيق مساحة ذاكرة هذا الهاتف، أو تلك الرسائل الإلكترونية التي قد تندثر من علبة بريدنا، فيما لو نسينا “الباسوورد” (كلمة المرور) ولم نعد نتذكرها، لنشكل عنوانا بريديا آخر، لنلغي بذلك، وبشكل نهائي، ذاكرة كانت حاضرة وأحاديث كان يمكن لها أن تقود إلى أعمال قد تضاهي ما نقرأه من رسائل تعود إلى أزمنة ماضية.
فكرة طرأت على بالي وأنا أقرأ مؤخرًا مراسلات هيرمان هيسه وتوماس مان الصادرة بترجمة عربية (عن دار الرافدين)، والتي تأخذنا، ليس فقط إلى هذه العلاقة بين اثنين من كبار كتّاب القرن العشرين، بل أيضا إلى مسارات تاريخية وثقافية واجتماعية، ترسم لنا، فيما ترسمه، صورة حقيقية عن تلك الروح الإنسانوية التي نفتقدها... ...
يقدم لنا الكتاب (الذي ترجمته عن الألمانية د. نجاة عيسى حسن) لأول مرة للقارئ العربي كامل الرسائل المحفوظة بالإضافة إلى عدد من الوثائق في الملحق، والتي، من خلال إلقاء الضوء على الخلفيات التاريخية أو الأيديولوجية أو الشخصية لهذه الرسائل، تسمح لنا بتقدير كلّ هذه القضايا المطروحة بدقة، بين الرجلين الكبيرين، بين هذين العملاقين، الواعيين بأن كل واحد منهما يمثل، بطريقته الخاصة، جزءا كبيرا مما يمكن أن يكون عليه التقليد الإنساني الألماني الثمين – لذا كيف لا يمكننا أن نستحضر هنا صداقة ومراسلات مشهورة أخرى، مثل تلك التي دارت بين غوته وشيلر (وغيرهما بالتأكيد)؟ – كي نرى الارتباط والتقدير يتعمقان مع ارتفاع المباني الشامخة لأعمالهما الموازية.
بالطبع، ثمة أشياء كثيرة يمكن لنا أن نقع عليها في هذا الكتاب: لنأخذ مثال الحرب (العالمية) التي شنّها جنون القرن ضد هذه القيم الإنسانية، ففيها وجد توماس مان وهيرمان هيسه نفسيهما، وبسرعة، على خط المواجهة، إذ أجبرتهما الأحداث، سواء شاءا أم أبيا، على اتخاذ موقف واضح منها، أي في أن يتخذا موضعًا لهما في هذا المسار الذي كان يرسم نفسه في تاريخ أوروبا والعالم. فما بين هيسه، الذي استقال عام 1930 من قسم الأدب في الأكاديمية البروسية للفنون، وتوماس مان، الذي حثه عام 1931 على أن يترشح مجددا لكي يعاد انتخابه هناك، بين من كان يرفض في تعنت مستمر الانحياز إلى معسكر واحد وبين والآخر الذي أظهر أخيرًا، في عام 1936، وبدون مماطلة، تضامنا غير متحفظ مع الهجرة الألمانية؛ أمام هذين الأمرين، نجدنا في الواقع أمام مفهومين لدور الكاتب، أمام مهمة المثقف الذي غالبا ما يتعارض مع بعضهما البعض، ولكنهما يجتمعان أيضا في بعض الأحيان، من حيث الحكم القاسي الذي فرضه كلاهما على ألمانيا الغربية بعد عام 1945. من دون شك، إن قراءة هذا الجانب من الحوار، عبر الرسائل المتبادلة بين هيرمان هيسه وتوماس مان، سوف يجذب انتباه قارئ اليوم، على الأقل بكونه يقدم لنا توضيحات عميقة ومهمة حول تلك الأفكار التي كانت تعمل في قلب كل واحد منهما.
كان هذان الكاتبان، اللذان حازا جائزة نوبل للآداب، يكنان إعجابا حقيقيا ببعضهما البعض، بسبب الخيارات والمسارات التي كانت قربتهما أكثر فأكثر، الواحد تجاه الآخر. صحيح أن هيسه سبق مان في القطيعة مع بلده الأم، ألمانيا، إلا أن هذا الأخير عاد لاحقًا وقطع حبل السرة الذي كان يربطه ببلده بسبب وصول هتلر إلى السلطة. بهذا المعنى، تتيح لنا هذه الرسائل بأن نرى ونفهم مسارات رحلاتهما المتباعدة – المتقاربة في الوقت عينه، من دون أن يندمجا في طريق واحد؛ هي مسارات لم تتوقف أبدًا عن المشاركة في تأكيد النزعة الإنسانية التي دانت جميع أشكال الهمجية، ولا سيما تلك التي اعتمدها النازيون. لقد جسد كل واحد منهما، وعلى طريقته الخاصة، التقاليد والثقافة الجرمانية، الأمر الذي جعلهما يتألقان، على الرغم من الظلام الذي أغرق فيه الرايخ الثالث هتلر ألمانيا ثم أوروبا في الفترة من عام 1933 إلى عام 1945.
تكشف لنا هذه المراسلات أيضا عن التقدير الكبير الذي يكنه كل كاتب لعمل الآخر – الأدبي بالطبع – كما للشخص، بشكل متوال، على الرغم من وقوعنا على بعض المقاطع (وهي عديدة بمعنى ما) التي ينخرطان فيها في تبادل المجاملات، والتي يتم الاتفاق عليها أحيانًا، إلا أنهما يناقشان بشكل أساسي اهتماماتهما الخاصة ويتعرفان على التقدم المحرز في عملهما الأدبي ومقالاتهما. كانا يضعان نفسيهما على القمة ويعتبران أنهما، من دون أدنى شك، الممثلان العظيمان لهذه الثقافة الإنسانية الألمانية، حتى لو تبادرت إلى ذهننا أسماء أخرى كانت تحيا وتعمل وتكتب في تلك الفترة.
ما يجذبنا أيضا في هذه المراسلات، جمال أسلوبهما وبراعته، كما لو أننا نستشف من خلال الكتابة بأن هناك قرابة معينة تجمع بينهما، على الرغم من تمكننا، أيضا، التمييز بين السمات الخاصة لكل كاتب على انفراد. لا بد أن شيئا آخر جمعهما معا، وهو خيارهما البقاء في سويسرا، ومواصلة الانغماس في عالم ومكان يستمعان فيها إلى لغتهما الأم: اللغة الألمانية؛ لقد أمضى هيسه سنواته الأخيرة في كانتون تيتشينو، أما مان فقد بقي على ضفاف بحيرة زيوريخ، بعد أن عاد من الولايات المتحدة التي رحل إليها في الفترة النازية. أي بمعنى آخر، لقد اختارا أن ينهيا ما تبقى لهما من حياة في هذا “الاتحاد السويسري”.
“مراسلات هيرمان هيسه وتوماس مان تأخذنا، ليس فقط إلى هذه العلاقة بين اثنين من كبار كتّاب القرن العشرين، بل أيضا إلى مسارات تاريخية وثقافية واجتماعية، ترسم لنا، فيما ترسمه، صورة حقيقية عن تلك الروح الإنسانوية التي نفتقدها”.
حين بدأت هذه المراسلات، لم يكن الكاتبان على صداقة حميمة، إلا أن ما جمعهما بعمق هذا الاحترام المتبادل. أضف إلى ذلك تلك اللحظة التاريخية القاسية: لقد جعلتهما الحرب العالمية الثانية أقرب إلى بعضهما البعض. لذا تبدو رسائلهما، أولا وقبل أي شيء آخر، هي رحلة هذه الصداقة التي نشأت بين اثنين من الكتّاب الإنسانيين. رحلة بدأت من فترة الشباب، لتنتهي مع التقدم في السن. لذلك، لا معنى هنا لنبحث فقط عن البلد واللغة والثقافة، بل عن هذه اللحظة الإنسانية التي جعلت منهما اثنين من أعظم كتّاب القرن العشرين.
وكأن ثمة “مواجهة” أيضا في هذه الرسائل: لا يتوقف هيرمان هيسه عن الحديث عن عزلته وابتعاده، وكأنه وجد في ذلك أنه ذهب إلى الخيار الصائب (برغم أن بقاءه في سويسرا لم يكن مجانيًا، إذ اعتنى بالمهاجرين وقد أكسبته نزعته “السياسية” كراهية الناشطين من جميع الأطراف، كما فعلت نزعته السلمية في عام 1914)؛ بينما يبدو توماس مان رجلا عاما أكثر، انخرط في لحظته التاريخية، لدرجة أنه وبخ زميله لبعض الوقت، لأنه لم يتدخل بشكل أكبر في مجرى الأحداث، على الرغم من أنه عاد واعترف في إحدى رسائله بأن هيسه ربما كان محقا في ذلك لأنه “رأى الأمور بشكل أفضل”.
لقد ارتبط هيسه ومان بفهم أدبي هائل. ابتهج مان بالتقارب الذي ما بين “لعبة الكريات الزجاجية” (رواية هيسه) وبين روايته “الدكتور فاوستس” (كذلك يستشهد بــ “ذئب السهوب” في جوزيف وإخوته). لقد كتبا بسعادة عن بعضهما البعض في الصحافة عندما كانت تحين فرصة ما. لقد كتب مان، بمناسبة الذكرى السبعين لميلاد هيسه قائلًا: “إن مساراتنا نفسها بالتأكيد متميزة للغاية، فنحن نتقدم على مسافة جيدة من بعضنا البعض على أراضي الروح، ومع ذلك[...]، فنحن نسافر بطريقة معينة كرفاق وإخوة – ومن الأفضل أن أقول زملاء، حتى لا أشير إلى الكثير من الألفة”. لم تكن الألفة إذا نقطة قوتهما، وحتى أيامهما الأخيرة، إلا في استثناءات نادرة، لذلك بقيت رسائلهما تبدأ: “عزيزي السيد هيسه”، “عزيزي السيد توماس مان”. لكن في العمق، ثمة أخوة جمعت بينهما وتطورت وبخاصة “عندما تراكم الموتى” من حولهما. لقد أتى الزمن الذي أصيبا فيه بالشيخوخة. ربما في هذه اللحظة، تبدأ علاقتهما الحميمة الأعظم بينهما. يقول هيسه في رسالة تعود إلى عام 1949، بعد انتحار كلاوس مان، ابن توماس: “اعتدنا، نحن كبار السن، على رؤية الأصدقاء ورفاق السفر يختفون من حولنا، ولكن فقدان أحد أحبائنا في الجيل الذي كان سيحل محلنا بعد رحيلنا، الذي كان سيغطي ظهورنا من الصمت الأبدي المتجمد، فيه شيء مخيف يصعب علينا الاعتراف به”. وفي رسالة أخرى تعود إلى عام 1950، بعد وفاة هاينريتش مان، شقيق توماس: “بينما يختفي الجميع بهذه الطريقة، شيئًا فشيئًا، وينتهي بنا الأمر بأن يكون لدينا العديد من الأقارب والمقرّبين هناك أكثر من هنا، نحن أنفسنا نصبح فضوليين بشكل غير محسوس بشأن ذلك الــ “هناك” وننسى الخوف الذي يشعر به أولئك الذين ما زالوا محاطين بجدران صلبة”. ربما في ذلك كان هيسه يستحضر “أنانيته” التي تجعله يتمنى أن يعيش مان لفترة طويلة: “يقويني أن أعرف أنك لا تزال هناك، ويمكن الوصول إليك”. في عيد ميلاد مان الخامس والسبعين، كتب هيسه مرة أخرى: “ابق معنا لفترة طويلة، عزيزي توماس مان! أحييكم وأشكركم، ليس كممثل لأمة، بل كرجل واحد، وطنه الحقيقي، مثل وطنكم، بدأ للتو في الولادة”. ويجيب توماس مان، في رسالة تعود إلى عام 1950: “كيف حالك يا عزيزي السيد هيسه؟ هل ثبت أن هواء القمم مفيد فيما بعد؟ كثيرا ما نتحدث عنك، وعن رسائلك، وعن موقفك المثالي وسط ارتباك عالم اليوم، وفي وسط كل هذا الضيق، يريحني الاعتقاد بأنني معاصر لك”.
ثمة ثراء فعلي في قراءة هذه المراسلات التي نكتشفها. لذا هل ستشعر الأجيال المقبلة بندم ما، لأن الكتّاب توقفوا عن التعبير عن هذه العواطف الإنسانية، حين توقفوا عن التراسل فيما بينهم؟ قلت قبل قليل “لا يمكن لأحد أن يتكهن بالغيب”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضفة ثالثة – 14 تشرين الأول 2024 (مقتطفات ضافية)
***************************************************
«جوليا» فيلم لمخرج منسي عن نص لكاتبة أميركية متوارية
إبراهيم العريس
لم يكن السينمائي الهوليوودي من أصل نمساوي، فرد زينمان (1907 – 1997) واحداً من أولئك المخرجين الذين يمكن أن نقول عنهم إنهم من أبناء جيل مطحون بين جيلين هوليووديين مجيدين مما اضطره لأن يدفع الثمن نسياناً ظالماً.
وهو لم يكن حتى من أولئك السينمائيين المتكاثرين في هوليوود من الذين لضخامة ثقافتهم وعلو هامتهم الفنية يعطون لأنفسهم الحق في أن يحققوا ما شاءت لهم جيوبهم من شرائط تجارية “هوليوودية بالتالي عن حق وحقيق” ثم يضحون ردحاً من الزمن بتحقيق عمل فني “مهرجاني” يريح ضمائرهم الإبداعية قبل استعادتهم مسيرتهم التجارية.
لم يكن زينمان لا هذا ولا ذاك، بل كان سينمائياً كبيراً حقيقياً عاش وعمل خلال حقبة زاهية من حقب هوليوود الذهبية التي سيخلدها النقاد الأوروبيون بأكثر مما سيفعل زملاؤهم الأميركيون.
فلماذا بالتالي ننساه منذ ربع قرن وأكثر مضى على رحيله فإن بقيت بعض أفلامه الكبيرة تشكل علامات في تاريخ السينما يسهى عن بالنا أنها أفلامه ونروح باحثين في ذاكرتنا وربما في الموسوعات عن اسم مخرجها؟
رجل وامرأة
ولئن كانت حال زينمان تذكرنا بحال مبدع أميركي آخر نطرح من حوله تساؤلات مشابهة وقد غمرتنا الدهشة، فإن المبدع هذه المرة مبدعة بالأحرى هي الكاتبة المسرحية والمناضلة السياسية ليليان هيلمان التي قد لا تذكر بدورها في زمننا هذا، إن ذكرت، بأكثر من كونها “المرأة التي قد تكون وراء ذلك الرجل العظيم” وتحديداً لكونها زوجة كاتب الروايات البوليسية الأميركي الأشهر داشيل هاميت في نسيان صارخ لكونها كاتبة من الطراز الأرفع ومناضلة سياسية جمعت الكتابة إلى النضال بشكل بالغ الجدية في أعمال مسرحية وسينمائية كبيرة لا دخل لزوجها أو يد فيها وجعلتها من ضحايا لجنة السيناتور ماكارثي – ريتشارد نيكسون الكئيبة بقدر ما كان هاميت بل أكثر بكثير. وإذا كان في مقدورنا أن نذكر من إنجازات هيلمان الكبرى فيلم “الذئاب الصغيرة” المأخوذ عن مسرحية قدمتها هي في برودواي فاعتبرت “ثورة سياسية اجتماعية في نعي الحلم الأميركي” في نيويورك، فإن في مقدورنا أن نعطي أمثلة على ما قلناه عن زينمان بعدد لا بأس به من أفلام اجتماعية كبيرة منها طبعاً “فوق حصان شاحب” الذي أعطى نجمنا العربي عمر الشريف واحداً من أدواره الهوليوودية الكبيرة في العام 1963.
ولكن يمكننا أكثر من ذلك أن نتحدث عن أفلام أخرى لزينمان مثل “من هنا إلى الأبدية” (1953) التالي لـ”عز الظهيرة” (1952) وطبعاً “الصليب السابع” (1944) عن رواية الألمانية آنا سيغرز الشهيرة ثم بالتأكيد تحفته في مجال السينما التاريخية الضخمة “رجل لكل الفصول”. وتطول اللائحة ولكن يبقى سؤال: لماذا ترانا نذكر فرد زينمان وليليان هيلمان في سياق واحد؟
بالتحديد لأن ثمة فيلماً كبيراً، منسياً بدوره أي حاله كحالهما، كان بالنسبة إلى هذين المبدعين الكبيرين من آخر ما حققه كل منهما، هو كمخرج وهي ككاتبة. فهو من بعده لم يحقق سوى فيلم واحد سكت من بعده ليغيب في النسيان ولا سيما لدى الفرنسيين الذين، كالعادة لم يغفروا له تدخله في شؤون تاريخهم من خلال تحقيقه “الأخرق” في رأيهم، لفيلم “ابن آوى” عن اغتيال الرئيس شارل ديغول (ولنتذكر هنا كيف حطموا قبل شهور من الآن فيلم ردلي سكوت عن نابوليون لمجرد أنه تدخل سينمائي إنجليزي غير مرغوب في شؤون تاريخهم!).
غير أن هذا كله ليس موضوعنا هنا. بل موضوعنا فحواه الإجابة عن السؤال الذي طرحناه أعلاه وهي أن فرد زينمان حقق في عام 1977 واحداً من تلك الأفلام التي يمكن النظر إليها بوصفها وصية فكرية، إن لم يكن فنية لمبدع كبير.
وهو حققه عن نص من كتابة ليليان هيلمان مستخلص من سيرتها الذاتية يمكن اعتباره بالنسبة إليها هي الأخرى وصية فكرية بل أكثر من ذلك، حيث أن الدور الذي تلعبه الكبيرة فانيسا ريدغريف في الفيلم إنما كان دور... ليليان هيلمان نفسها. وبالتالي فإن الحدث المروي في فيلم “جوليا” حدث حقيقي تستذكر فيه الكاتبة لقاءها الذي لا ينسى مع “رفيقة” ألمانية لها التقتها في برلين ذات يوم من أحد أعوام الثلاثينيات، فكان اللقاء بالنسبة إليها علامة على نضال مشترك سياسي ونسوي قد يكون النضال المشترك ضد النازيين علامته في ذلك الحين، لكنه حين عرض الفيلم في عام 1977 كان تعبيراً عن تلك المرحلة النضالية الكبيرة التي تلت نضالات الشبيبة الأوروبية والعالمية التي سادت في آخر العقد السابق في المجالين اللذين نعنيهما هنا: النضال السياسي ولا سيما ضد الشموليات ككل، والنضال النسوي في عالم يسوده قانون الذكور. وبالتالي عالم يشهد تلك الاندفاعة الكبرى وقد انتقلت من عتمة المرحلة النازية إلى ربيع المرحلة التي، وكما نعرف اليوم، سبقت انتكاسة الأفكار الكبرى.
سينما تتوقع الكارثة
ومهما يكن من أمر قد يكون في إمكاننا القول الآن بأن فيلم “جوليا” نفسه، ومن دون أن يكون عملاً سينمائياً فنياً كبيراً على أية حال، إنما كان بشحوب موضوعه وبؤس نهايته بل حتى في تعمده أن يقدم عن برلين صورة تتنافى مع الواقع – كما اتهم في ذلك الحين -، إنما كان يتنبأ بما ستكون عليه أحوال العالم وأحوال النضالات التقدمية خلال المراحل المقبلة. غير أن هذا، بدوره ليس موضوعنا هنا. موضوعنا هو ذلك الفيلم الذي لا بد على رغم كل شيء انتزاعه من النسيان ولو من أجل الأداء الفني الرائع الذي قدمته فيه فنانتان كبيرتان عرفتا في تلك الآونة بكون كل منهما مناضلة تستخدم فنها سلاحاً في نضالها ولو على طريقتها التي جعلت من أولاهما، فانيسا ردغريف فنانة مميزة وسياسية رائعة تقف إلى جانب الفلسطينيين باذلة فنها ووقتها في سبيل قضيتهم، ومن الثانية، جين فوندا، في دور “جوليا” تحديداً، واحدة من كبيرات نجمات هوليوود والمدافعات عن قضايا النساء. فما الذي يحكيه لنا فيلم “جوليا”؟ حكاية عاشتها ليليان نفسها في سنوات الثلاثين تلعب هي فيها دوراً أساسياً لكن بطولتها لجوليا. إذ ذات يوم يدنو من ليليان فيما تكون في باريس مع زوجها الكاتب الكبير هاميت (يلعب الدور جازون روبارد) رجل يعرف نفسه باسم يوهان ويسألها عما إذا كانت مستعدة للقيام بمهمة إنسانية نضالية فحواها نقل مبلغ من المال إلى برلين وتسليمه هناك إلى مناضلة مكافحة ضد النازية تدعى جوليا. وتقبل ليليان كعادتها في ذلك الحين القيام بالمهمة على رغم تنبيه هاميت لها من كونها بالتأكيد مهمة محفوفة بالأخطار وتقتضي عبوراً غير مأمون لأوروبا التي تموج بتوقعات الحرب والقتل بالدمار. ليليان وكما يخبرنا الفيلم نقلاً عن سيرتها الذاتية لا تبالي بذلك بل تقوم بالرحلة التي تستغرق نحو ثلث زمن الفيلم وتتمكن من عبور عشرات الأفخاخ لتصل في النهاية إلى برلين وتلتقي جوليا لتجدها وقد بتر أحد أطرافها بفعل جروح خطيرة أصيبت بها خلال نضالاتها ومشاركتها في تظاهرة ضد النازية المسيطرة على الحكم هناك.
بداية صداقة عميقة
المهم تنجز ليليان مهمتها وتسلم الأمانة إلى جوليا بعد أن تأثرت بشخصيتها وبحكايتها، وبخاصة بتصميمها على مواصلة النضال على رغم كل ما أصابها. وبعد حين سيصل إلى علم الكاتبة أن جوليا قد فارقت الحياة وهي أيضاً هذه المرة في غمرة نضالها... ولكن بعد أن أطلقت على ابنة أنجبتها خلال ذلك اسم... ليليان.
وطبعاً يمكننا أن نلاحظ هنا أن فيلم “جوليا” حتى وإن كان قد حقق نجاحاً كبيراً في عام ظهوره 1977، لم ينل إعجاباً عاماً لكنه مع ذلك أعاد إلى واجهة الأحداث السينمائية ذلك المخرج الذي كانت أمجاده في مضمار هذا الإبداع منسية منذ “رجل لكل الفصول” (1966)، لكنه أعاد إلى الصدارة في الوقت نفسه مفهوم النضال النسائي والصداقة العميقة التي تشكل موضوعه الأساسي، ناهيك بكونه قد ذكر أيضاً من خلال عودة ليليان هيلمان للبروز ككاتبة ولكن أيضاً كشخصية محورية في الفيلم، بأنه لئن كان ثمة وراء كل رجل عظيم إمرأة يحدث كثيراً أن تكون هذه المرأة أعظم منه.
وربما ذلكم هو الدرس الكبير الذي يختم عليه الفيلم!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 24 أيلول 2024
*****************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- بيت طوفان/ رواية سلام حربة. صدرت عن دار الاهوار- بغداد. المؤلف سبق ان اصدر عددا من الاعمال القصصية والروائية والمسرحية، وكتب عدة مسلسلات درامية.
- اسفار دجلة السرية/ رواية الاديب الراحل باسم عبد الحميد حمودي، صدرت عن دار العرب والصحيفة العربية- دمشق/ بغداد.
- عن دار سطور – بغداد، صدرت:
* رواية الطابق السابع/ للدكتور عماد سلمان.
* رواية باشطابيا/ فؤاد العياش.
- بالة ومسرحيات أخرى/ تأليف ثائر هادي جبارة، اصدار دار وتريات- بابل.
-الفيلم السينمائي بين التجريب والتأويل/ تأليف نزار شهيد الفدعم. اصدار: دار العرب والصحيفة العربية/ دمشق- بغداد.
*************************************************
رأي دوافع تلميع مسمى «الجيل الستيني» 2 – 2
د. نادية هناوي
تتعدد الحجج التي بها يدافع النقاد والشعراء عن مسمى( الجيل الستيني) منها أن السنوات الستينية كانت على الصعيد العالمي محتدمة سياسيا واجتماعيا بالكثير من التحولات الفكرية والتطورات الإيديولوجية من جراء تداعيات الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي فشهدت أمريكا ظواهر أدبية كظاهرتي البتنكس والهيبيز، وعرفت أوربا حركات وتيارات جديدة كالتفكيكية والرواية الجديدة واللارواية والتغريب والشيئية والكونكريتية.
وصحيح أن الشعراء العراقيين تأثروا بهذه التطورات العالمية، فتلقفت فئات منهم الوجودية انبهارا واتخذت من العبث ممارسة والسريالية فنا وقلدت بياناتها تأثرا كما كان لضغط الإخفاقات السياسية التي تلت الانقلاب الدامي في شباط 1963 وما رافقه من قمع واضطهاد، أن ساهم في ظهور شعراء صرعتهم التقليعات الفنية والحداثية العالمية فكانوا ذوي نزعات حادة في التمرد والعبث واليأس غير أن تلك الصرعات والنزعات لم تدم سوى مدة قصيرة إذ سرعان ما تلاشت بعصف أحداث قومية بكل الحياة العربية أهمها نكسة الخامس من حزيران 1967 فكان اليأس والقنوط وفقدان الأمل بالخلاص يلاحق الأدباء في الستينيات ليكون التحول الأدبي مقصورا على السنوات التي سبقت نكسة حزيران.
ومن الحجج أيضا الرغبة في مخالفة الرواد على صعيدي الموضوعات والأشكال. فغلبت على شعراء الستينيات موضوعات تتسم بالتهويمات واللامنطقية وسادت عندهم أشكال وأساليب مبنية على التفكك والفوضى في ترابط الجمل والصور التي كانت أشبه بالهرطقة والسفسطة كونها لا تركز على موضوع أو شخوص. ولو كانت هذه الرغبة في المخالفة حقيقية، لاستمر شعراء الستينيات على تلك الموضوعات والأشكال، لا أن يجافي بعضهم هذا الضرب من الكتابة ويعيدوها إلى مسارها الطبيعي الملتحم مع مسار الإبداع الذي سبقه والذي كان قد توقف تصاعده بالانقلابات والويلات والنكسات على كل الصعد، تاركين حالة التمرد وعائدين إلى تبني قضايا الجماهير وفضح أسباب النكسة وتعرية مراكزها العليا والدنيا هذا على مستوى المضمون اما على مستوى الشكل فان مسيرة الأدب العراقي استمرت في تصاعدها الذي كان أبان الخمسينيات وتياراته المتقدمة.
ومن الحجج التي يكثر قولها في(الجيل الستيني) هي اتصاف شعرائه بسمات خاصة تتمثل في التمرد على الأشكال المألوفة والاتسام بالفكر الوجودي والاندفاع في اتجاه العبث واللامبالاة ورفض الالتزام الفكري والسياسي والاجتماعي على المستوى الجمعي أو على المستوى الفردي المستقل. وهذا الاحتجاج يحمل التباسا واضحا ما بين العقدية التي هي جماعية والخصائص الفنية التي هي فردية. ومن ثم يصير - خطأ - أي كلام في الخصائص الشعرية هو نفسه كلام في الجيلية العقدية.
علما أن بعض النقاد استعمل كلمة الجيل بمعناها الفني لا العقدي ومنهم الدكتور علي جواد الطاهر في مقالته( وإذ يولد جيل) وأطلقها على تجارب نوعية لأسماء قصصية بعينها سماها( جيل الكلمة) نسبة إلى مجلة الكلمة التي عرفت بتوجهاتها الحداثية مبينا أن ليس سهلا ولادة جيل من القصاصين وإمكانية( ان تتوالى أجيال متعددة خلال مدة قصيرة لا تبلغ الخمسين عاما على ابعد الفروض). وبالفهم ذاته استعمل نقاد آخرون مثل د. شجاع العاني وعبد الجبار عباس ود. عبد الإله مفردة الجيل بعيدا عن التصنيف العقدي وتركيزا على التحولات الفنية التي تنشأ تأثرا بالأحداث المجتمعية الكبرى.
وتنبه نقاد وقصاصون للالتباس المتولد من جراء الخلط بين الفنية والعقدية، ومنهم القاص جهاد مجيد الذي أشار في مقالته( الجامع المانع والمصطلح المطاطي المائع ) إلى هذا الالتباس وكيف شاع مفهوم العقدية حتى قفز إلى الساحة الأدبية العراقية وحشر قسرا في النقد العراقي.
واستعمل سعيد الغانمي مفردة الموجة بديلا عن مفردة الجيل وهو يتحدث عن التغييرات في الخصائص الشعرية وليس الجيلية التي ظهرت ما بين أواخر الأربعينات ومطالع الخمسينيات على صعيد الأشكال والمضامين كالأدب الصارخ والشعر الحر والقصائد الملحمية، مبينا أنه كلما جاءت موجة جديدة مسخت ما قبلها عندئذ تظهر الحاجة إلى التزام جديد تتحول فيه الأنا الجمعية السابقة إلى أنا فردية تعيد رسم الواقع امثوليا بدلا من أن تتطابق معه.
وحدد الشاعر فاضل العزاوي أخطاء استعمال مقولة(جيل الستينات) في مقدمة كتابه( الروح الحية) بقوله:( يثير مصطلح جيل الستينات الأدبي في العراق الكثير من الالتباس حتى عند أولئك الذين ينسبون أنفسهم إليه حقا أو باطلا من منطلق أنهم كتبوا ونشروا أيضا في الستينيات أعمالا اتسمت بالجدة واختلفت إلى هذا الحد أو ذاك عن كتابات سابقيهم من الشعراء والأدباء مثلما يوحي ضمن القراءات النقدية الملتبسة له بالانقطاع عما قبله أو بعده كما لو انه جزيرة عائمة وسط البحر سكنها ذات يوم عدد من الشعراء والكتاب المغتربين عن زمنهم ومجتمعهم وثقافتهم والأكثر من ذلك ان جيل الستينات تعرض في البداية من جهات سياسية مختلفة إلى الاتهام بنشر روح اليأس والهزيمة وتبني المدارس والأفكار البرجوازية المنحطة والتنكر للحركة الثورية )
ليس ذلك حسب بل فصَّل القول في أخطاءٍ ثلاثة ينطوي عليها استعمال الجيلية الستينية وهي: 1 )النظر على أساس العمر أو العقد الزمني 2 ) الاعتقاد أن الستينات كانت مدرسة أدبية أو فنية موحدة يمكن وضع الجميع في سلتها الفضفاضة أو أنها من صنع مبدعي مدينة واحدة 3 ) عد الستينات مجرد نزوع شكلي عند بعض الشعراء والكتاب لتجديد الشكل على غرار ما فعل الجيل السابق.
وربط ما جرى في الستينيات بالأزمة الشاملة للثقافة العربية وبالطريقة التي تدرس بها الظواهر الفكرية والجمالية في زماننا. وأن ما في الستينيات من ظاهرة عالمية أدت إلى تطور مدهش في الرسم والشعر في العراق وحصلت تحولات وتطورات استمرت إلى أواسط الستينيات( عكست مستوى نوعيا أعلى للوعي باتجاه التحرير الإنساني كلحظة جديدة ضمن حركة الحداثة الكونية الشاملة) فشاعت عالميا مفاهيم الجيل الضائع الذي طرحته غيترودشتاين وهمنغواي وجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية أو الجيل المهزوم.
وفي العراق ظهرت أواسط الستينات أعمال أولى شكلت ظاهرة سماها( الروح الحية) متأسيا بمسميات أخرى سبقه إليها بعض الكتّاب مثل الموجة الصاخبة والكتابة الجديدة الطليعية والمضادة والحرة واللاقصيدة وأدب الاحتجاج وأدب الرفض والكآبة.
ووصف هذه الظاهرة بأنها حساسية إنسانية جديدة محملة برؤى تراثية ومتطلعة إلى نبذ الايديولوجيا وعبودية الفكر، طابعها ليس جماهيريا ولا شموليا لكن هذا كله ظل مقصورا على المستوى النظري حسب. وحين توغل العزاوي في متن الكتاب وقدم شهادته خلط بين فنية الظاهرة وعقدية الجيل، واقعا في الأخطاء الثلاثة التي حذر منها في المقدمة محتجا لنفسه وغامطا الشاعر حسب الشيخ جعفر حقه الشعري ـ ومن يعد إلى ما نشره شعراء البيان الشعري1969 من مقالات أو كتب فسيجد أن غايتهم من وراء ذلك - على تغاير مناهجهم- ليست التوافق على وضع تاريخ للشعرية العراقية وإنما حصد التمايز لشعرية عقد الستينيات الذي هو برأيهم جيل لوحده باستثناء د. خالد علي مصطفى الذي كان بعيدا نوعا ما - فيما بعد - عن القول بجيلية الستينيين ربما لأن نزعته النقدية والأكاديمية أكسبته حصانة أكثر.
********************************************************
كلام خاص عن فهد الأسدي
حسن النواب
ما معنايَ وما معنى الكتابة عن مجرَّةٍ إبداعيةٍ تنامُ عند تخومها النجوم؛
كلما هممتُ بالكتابة عنهُ، أجد نفسي وملكتي الأدبية لم تنضج بعد حتى تتجرَّأ وتدوِّن سطوراً تشاطرُ قامتهُ السردية التي شبَّتْ على وجع حقيقي وموهبة استثنائية، واستلهمتْ من طين الهور وقصبه ومشاحيفه أعذب الحكايات وأكثرها أسىً ودهشةً وسحراً.
أتُرى سأتوقَّف الآن وأؤجل الكتابة؛ فثمة هاجس يتملكني ويصيح بداخلي أين أنتَ من منزلة هذا الطائر الجنوبي المجبول بقار التعب والصبر والصمت. حسناً ها أنا أزيح المخاوف عن نفسي وعن جنوني وعبثي وأكتب عنهُ؛ ولكن أية كتابة تنتظرونها مني؛ دعوني أرتشف كأساً ثقيلةً من النبيذ لكي أستمر؛ امهلوني لحظات ليس إلاَّ؛ نخبكم ونخب كل قصة كتبها فهد الأسدي بمداد دمعه وجراحاته ونزفه الذي لم يهادن حتى الرمق من حياته. كانت هناك في كربلاء مكتبة خاصة للشيوعيين؛ منها يشتري أصحابي جريدة “طريق الشعب” ومنها أيضا يقتنون أحدث الكتب التي تحمل في أنفاسها رائحة المتعبين والكادحين؛ كنتُ حينها في الرابع زراعي من عام ١٩٧٦ حين أخذ بيدي صديقي حميد الزيدي لتلك المكتبة الواقعة قرب ساحة ((البلوش))؛ لفتَ نظري على ناصيتها التي توضع عليها عادةً الصحف والكتب الصادرة حديثاً غلافَ كتابٍ أنيق طغى عليه اللون الأبيض وقد احتلَّ وجهٌ واجمٌ جزأه الأسفل، أما العلوي فهناك سٍحابتان بلون أزرق كئيب كان فوقها العنوان بالخط الديواني (طيور السماء)؛ هتفَ حميد ..
إنها مجموعة جديدة لفهد الأسدي، انتشلها بلهفةٍ وانشغل بقراءة الفهرست، كان سعرها على ما أذكر ثلاثة أرباع الدينار وربما نصف هذا المبلغ؛ الذي أذكره أنَّ صاحبي طلب ما في جيبي من نقود لكي يتسنى مع يمتلك منها لشراء الكتاب؛ لكني لن أنسى أبدا أنَّ ما كان في جيبي هو مئة وعشرين فلساً؛ وضعتها في يده وسرعان ما صارت (طيور السماء) بحوزتنا.
في القسم الداخلي وجدتُ صعوبة بقراءة قصص المجموعة؛ فلقد تعودَّتُ حينها على قصص المنفلوطي الرومانسية التي كنت أسرح معها في الخيال الفتي الغض المراهق؛ وحليب مراهقتي يغلي في دمي. لم تدخل رأسي قصص الأسدي؛ فليس هنالك شاردة واحدة للجنس فيها؛ بيد أني بعد شهور طالعتُ المجموعة من جديد، فاندلقَ نورٌ أخَّاذٌ في وجداني ومسارب جنوني كأنَّهُ حزمة ضوء من مشكاة تتسرَّب إلى معتقل؛ وغمرتني متعة تشبه لذّة مطالعتي كتاب زنوج وبدو وفلاحون لغالب هلسا، كان إصدارهما متقارب جدا على ما أتذكر؛ لكنَّ (طيور السماء) حلَّقتْ بروحي إلى أصقاع نائية وخاصة المرأة ((عزيزة))؛ أما قصة ثقب السرطان فقد رسَّخَتْ في ذاكرتي ذلك التحدي الذي مازال يصاحبني حتى الآن؛ وهي قصة عن أسراب نملٍ يخرج من ثقب أرضية غرفة بطل القصة الذي لم يأبه له بادئ الأمر؛ ليضطر أخيراً على ختم ذلك الثقب بالطين لكنَّ أسراب النمل تخترقه وتغزو حجرته وما عاد بوسعه إيقاف زحفها؛ أية نبوءة بعيدة يمتلكها فهد الأسدي؛ وفي قصة أخرى قرأت عن شجرة عملاقة في قرية لم تعجب مسؤول القرية فقرر ذبحها من الوريد؛ لكن الشجرة يخضرُّ بها الغصن بعد مرور السنوات لتنمو من جديد؛ ربما يظنُّ البعض أني أضع كتاب (طيور السماء) أمامي الآن عندما أكتب؛ فأقول أمتلكُ ذاكرةً من الصعب أنْ تُبلى وكل مرجعية أستند عليها الآن هي ذاكرتي هنا في أستراليا. مضت السنوات تعدو مثل فرس جموح، وذات يوم كنت بزيارة لأختي في بغداد الجديدة حيث شقتها في شارع السوق؛ لأجد مكتبة صغيرة لدى زوجها أنيس الأسدي؛ مجلدات الجواهري وعشرة أيام هزَّتْ العالم وكيف تتعلم الإنكليزية بخمسة أيام؛ يا إلهي هذا كتاب (طيور السماء)؛ التقطته بسرعة وحين فتحت الصفحة الأولى من المجموعة وجدت هذا الإهداء: إلى أخي أنيس الأسدي مع التقدير مع إمضاء يشبه الشراع أو الكوخ؛ سألت أختي بفضول كيف جاء لكم هذا الكتاب؟ أجابت ببرود أنه كتاب((لحماي))؛ اقشعرَّ جلدي وتعرَّقتْ جبهتي؛ دنوت منها غير مصدق حين سألتها: هل تعنين أنَّ أنيس .. وقبل أن أكمل أجابت: كأنك لا تعلم أن أنيس شقيق فهد، احتضنتها وجسدي يرتعش؛ بل نزَّتْ دمعة إثر دمعة من عينيَّ وأختي منذهلة؛ صرخت بها أريد أن أراه الآن فارتبكت المسكينة، حتى حانت فرصة لقائه في منزلهم؛ استرعى انتباهي ضحكته الطليقة برغم الظروف العصيبة التي كانت تحيط به؛ كان طالباً يدرس الحقوق في كلية مسائية ومعلماً للغة العربية في واحدة من مدارس الابتدائية عند الصباح؛ وافترقنا أخذتني الحرب وأخذته المحاماة؛ لكني كنت أحرص في كل إجازة من الجبهة على زيارته للبيت؛ أذكر ذات مرة زرته في محل تجاري يبيع الأدوات المنزلية وقد أنيطت لفهد مهمة إدارته بشكل مؤقت؛ كان المتجر لقريب له سافر للترفيه عن نفسه إلى الخارج وصادف حينها الواحد والثلاثين من آذار؛ كنت أجلس معهُ منتظراً انتهاء ساعة إغلاق المحل؛ وإذا برجل بدشداشة بيضاء كالحة يدخل علينا ويخبره عن وصول البضاعة؛ كان أبو ليث في حينها غير مقتنع بمنصبه الذي فرض عليه من قريبه عنوةً؛ هكذا أحسست حين سأله أية بضاعة؟ فتلى الرجل عليه قوائم بعشرات التلفزيونات والثلاجات والمبردات والغسالات وغيرها من أمور منزلية؛ ابتسم فهد وتساءل متهكماً: هذه كلها لي؟ ثم استدرك قائلاً: والله لو كانت هذه البضاعة لي لأقمت احتفالاً مهيباً هذا اليوم. هنا وصلتني شفرته؛ إذْ كان يقصد ميلاد الحزب الشيوعي. فتح القاصة وأعطى الرجل أجره وابتسم قائلاً: نحن مثل الجمال نحمل الذهب على أكتافنا ونأكل العاقول. في تلك الليلة سهرتُ معه في حانة غرناطة التي تقع على أحد أركان شارع “أبو نؤاس” لنجد هناك الشاعر رشدي العامل والناقد فاضل ثامر وتوفيق الخياط ويوسف الحيدري وياسين النصير وحسين الحسيني ووجوه أخرى لا أعرفها كانت تشتعل بالألق؛ بعد ساعة تجرأت لأستل قصائدي من جيبي وأضعها بيد فهد؛ سرعان ما تركها بيد رشدي العامل الذي استغرق بقراءتها بأناة، كنت أجلس لجواره، قرأ الأولى وقلبي يرتعش ودخل بسطور الثانية وجسدي يرتعد عندما بدأ بقراءة الثالثة اضطربت معدتي؛ كان القلق قد نال مني؛ لأترك المائدة وأفرغ ما في أحشائي بعيداً عنهم، حين أقفلت راجعاً استقبلتني ابتسامة فهد وهو يعيد قصائدي إلى يدي، أجلس واستمع ماذا يقول أبو علي عن قصائدك، وبنيرة صوت كأنها همسة ملاك قال العامل: انتظر منك قصائد أكثر نضجاً. بالطبع حزنت، بل حزنت بشدة، تركت المائدة محتجا كطفل عائداً إلى الجبهة. وتراكضت السنوات؛ تراكضت كثيرا حتى غدوت من رواد نادي الاتحاد الدائمين بينما فهد يأتي مصادفة أو أذهب إلى بيته لأجيء به حتى يدفع حسابي بل أزيد عليها بعض الدنانير لطعام العشاء؛ كثيرا ما انتشلني من تشردي و كم كان كريماً سخيَّاً عندما يعين الآخرين؛ كنت أزور مكتبه برفقة كزار حنتوش حتى يمدنا بما نحتاج إليه في مساء السهر؛ ذات يوم طلبت منه لقاءً إلى جريدة الجمهورية، تركتُ الأسئلة معه لكي أعود بعد أسبوع؛ وقد أكمل الجواب عنها؛ لكني وجدت صعوبة قصوى بكتابة مقدمة عنه؛ أنا الذي ينجز أي تحقيق صحفي بغضون ساعة؛ ثلاثة أيام أحاول كتابة مقدمة للقاء وأفشل؛ حتى كتبته أخيرا لأودعه لدى السيدة ابتسام عبدالله؛ بعد يومين خطفتُ عليها بصحبة جان دمو؛ قالت تعال أنظر لموضوعك سينشر غدا؛ كان المانشيت أنا كاتب واقعي بصراحة ولا أخشى أحداً؛ صعق جان من جرأة تصريح فهد؛ حين هبطنا السلَـم قال هامساً: سيذهب فهد إلى التهلكة بهذا العنوان الصارخ؛ حلَّ الصباح لكنَّ اللقاء لم يُنشر؛ بعد أيام ذهبت لأم خالد مستعلماً عن الموضوع فأخبرتني لقد ارتأى سعد البزاز تأجيله حفاظاً على حياة فهد. بعد مرور شهر تقريبا نشر اللقاء وكان المانشيت أنا كاتب واقعي بصراحة. فيما حذفت باقي الكلمات من العنوان ومن الحوار أيضا.
ولا أنسى موقفه النبيل حين كتب رسالة إلى العقيد الركن عبد الغني عجيل الأسدي حين كان أمر لوائي الرابع والثلاثين صقر قريش، وطلب في سطورها مساعدتي لغيابي لأكثر من أسبوعين ودخولي جريمة الهروب؛ استقبلني آمر اللواء بحفاوة إكراماً لرسالة فهد الأسدي؛ وبدلاً من إيداعي السجن منحني إجازة لمدة أسبوع وقد حمَّلني تحياته الدافئة إلى أستاذه في الابتدائية فهد. قبل مغادرتي البلاد؛ حمَّلني قصة بعنوان الراضوع إلى جواد الحطاب يوم كان مشرفاً على الصفحة الثقافية لجريدة الثورة أحدثت بلبلة مخيفة في الوسط الثقافي. وركضت الأوجاع بنا؛ ركضت حدَّ النخاع، وبينما كنتُ في الأردن أذرع الشوارع مترقبا قدوم عائلتي كالمعتوه صادفت أم ليث زوجة فهد الأسدي مع ابنتها هنادي التي كانت تنتظر سفرها لأمريكا للاقتران بأبن خالها هناك؛ شهقت المرأة الطيبة حين رأتني؛ ياما أطعمتني وياما غطت بعطفها وحنانها جسدي المثخن بكدمات الشوارع والأرصفة؛ كانت شاحبة وقد نال منها مرض السرطان وكنت مكتئبا بشدة؛ سألتني كيف حال الوالدة فأجبتها بصوت منكسر لقد رحلت؛ انهمر الدمع سخيناً من عينيها أمام المارة؛ ظلت تبكي بحرقة وهنادي تحاول أنْ تطيِّب من خاطرها؛ لم تصدق أنَّ والدتي التي تركتها قبل أسابيع قد باغتها الموت هناك، بينما هي جاءت للعلاج هنا في الأردن؛ شعرت أن دمعها سيستمر لو مكثت معها فقررت الانصهار عن مرأى عينيها؛ لأحمل أسايَ إلى أستراليا. بعد مضي شهر وصلني نبأ وفاة زوجة فهد الأسدي؛ وبعدها بشهرين وصلني نبأ وفاة أختي زوجة شقيق فهد الأسدي؛ وبعدها بشهر وصلني نبأ الجلطة الدماغية التي تعرّض لها فهد الأسدي؛ ثم رحيله الذي أبكى حديقة نادي الأدباء وحروف الأبجدية عليه؛ وها أنا أختم هذه المناجاة والمرثية لأكتب أخيراً:عند بزوغ الشمس شاهد الزائرون الذين عادوا من زيارة مرقد الإمام علي ع، هبوط طيور من السماء على قبر ندي في وادي الغري ، حتى تحول القبر الى مثابة بيضاء، كأنه صرح شيّد من ريش الحمام، وثمة دعاء خاشع ترتلَّهُ “عزيزة “؛ قبرٌ يشعُّ بدمع الكادحين، وطيور تصفق بأجنحتها وتطلق صيحات جريحة كأنها لأم ثكلت بولدها، فجأة انفتح القبر وتدفقت من جوفه نافورة حروف نحو السماء، راحت تتشكل في الفضاء مع بعضها وبدأ الناس يقرؤون أسماء قصص وروايات؛ العيون المطفأة، جسد يمتطي صهوة الريح، الكارخ، الشبيه، قيامة الرجل الذي مات في ثلاجة، صلوات الانتظار، عدن مضاع، معمرة علي، الصليب، حلب بن غريبة، الزفة، الراضوع، الشبيه ثقب السرطان، شجرة وغموض، ثورة الطين..
مع غروب الشمس وحلول الظلام، اندمجت الأسماء مع بعضها حتى أصبحت نجمة تتلألأ في سماوات البلاد؛ نجمة مضيئة بعرق الكادحين وهتافات المناضلين؛ نجمةٌ مذهلةٌ اسمها فهد الأسدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الشهادة كتبتها بناءً على طلب من امانة الشؤون الثقافية في اتحاد الأدباء للاشتراك في أمسية أقيمت للراحل الكبير فهد الأسدي؛ لكن تعذر تقديمها لأسباب فنية كما أُخبرت؛ ولذا حرصتُ على نشرها في جريدة “طريق الشعب”؛ الجريدة التي تحتضن الإبداع والحقيقة كما عودتنا على ذلك منذ بزوغها بين أكفّ الكادحين.
********************************************************
الصفجة الثانية عشر
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- نعمة سلمان (ابو ماجد) 200 الف دينار.
- ريسان الخزعلي 100 الف دينار.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
*************************************************
أما بعد ..
حين تتناوش المرأة المائة من دون عناء!
منى سعيد
فاجأني صديقاي الأسبانيان العراقيا الأصل بزيارتي في فندقي بالعاصمة مدريد، حيث توقفنا ليومين أثناء جولة في أنحاء إسبانيا، ضمن مجموعة سياحية متعددة الجنسيات، كنت العربية الوحيدة فيها.
الأكثر إمتاعا لي كان التعرف على طبيعة الناس وأحوالهم في ذلك المكان القصي جغرافيا، القريب من القلب، والذي يشعرك بالتواصل معه عبر جذور تاريخ مشترك. حتى مرشدتنا السياحية قالت وهي تحدثنا عن عهد الخلافة في الاندلس: "احتلنا المسلمون 800 سنة، ففي عروقي تسيل دماء مشتركة!". أما صديقاي فحدثاني عن ثلاثة أشياء تشكل أهداف المواطن الاسباني أو الأوروبي بشكل عام. ما هي أرجوكما؟
أجابا: الصحة، الحب ، المال.
كيف؟! لعلها وصفة الحياة السعيدة. قلت ذلك ساخرة.
نعم، فالصحة يجب أن تبقى داعمة لطول العمر الذي تنشده النساء أكثر من الرجال! ومن غير اللائق أن تسأل المرأة عن عمرها، وإن كنت تعلم مسبقا إنها تجاوزت السبعين بسنوات! فنشاطها المتواصل منذ صياح الديك وهي تصعد السلالم الجبلية نحو بيتها في قمة الجبل، وسعيها الدؤوب الى جلب مستلزمات منزلها بنفسها دون منّة من أحد، يذكّران الآخر دائما بوجوب احترام إيمانها بالصحة، حتى تتناوش المائة من العمر بلا عناء ولا زيارات متكررة للطبيب. فغذاؤها يخلو في الغالب من الدسم، ويحفل بالأعشاب الطبيعية وثمار البحر بعيدا عن اللحوم الحمراء. بل أن تناول لحم الضأن يعتبر"سُبَّة" بسبب احتوائه على شيء من الدهون .. وفي عيد الميلاد العشرين للشاب يقال له: "قضمت الربع الأول من عمرك على الطريق نحو المائة".
اما الحب فأمر مقدس لا يقف أمامه عائق. ومن دواعي حزن الابن ان لا تعثر أمه المطلقة أو الأرملة على حبيب يؤنس وحدتها، ويوقد فيها الفرح .. وكثيرا ما تحتفل دور العجزة بأعراس جديدة لقاطنيها.
وأما المال فهو الحلال المكتسب بعرق الجبين، في بلدان تُلزم مواطنيها بقوانين صارمة، يكسبه الشباب وإن كانوا أبناء أثرياء، بسعيهم وكدهم "بويات" او غسّالي صحون أو سيارات آو أي شغل خدمي خارج أوقات الدراسة، ولكل منهم سكنه الخاص وحياته الشخصية المستقلة التي يدافع عنها بصبر، فهي تعادل معنى وجوده! اذ لا حياة دون حرية واعية تُكتسب بالكد والجهد.
حماس الناس وشهيتهم للعمل، باعتباره ملح الحياة، وانفتاحهم على الآخر بلا عنصرية أو طائفية، رغم تباين وجهات النظر، وتعدد الأصوات .. هذه كلها تشكل سلة واحدة، لنظام اجتماعي وأخلاقي متسامح مبدع وخلاق.
********************************************
د. خيرية الخالدي في "بيتنا الثقافي":زواج القاصرات سبب رئيس لإصابتهنّ بسرطان الرحم!
بغداد – غالي العطواني
قالت الباحثة الطبية المغتربة د. خيرية الخالدي، أن عمر الزواج بالنسبة للفتاة، عامل أساسي مباشر للإصابة بالأمراض الخطيرة، وأبرزها سرطان الرحم، مبينة أن الفتاة الصغيرة غير الناضجة تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض في حال التواصل الجنسي، وان قدرتها على مقاومة المرض تكون أضعف بكثير مقارنة بالفتاة الناضجة.
جاء ذلك في محاضرة قدمتها السبت الماضي في ضيافة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد ورابطة المرأة العراقية، حملت عنوان "التداعيات والتبعات الصحية لزواج القاصرات".
المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والناشطين من كلا الجنسين، أدارتها القانونية هند كريم، واستبقتها بإلقاء الضوء على الجدل الكبير الدائر اليوم في مجلس النواب وبين الأوساط الشعبية والقوى المدنية حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية، والمحاولات الجارية لتمرير هذا التعديل رغم الرفض الشعبي، ورغم اعتراضات بعض الكتل السياسية.
وأوضحت أن هذا التعديل يتيح تزويج الفتيات القاصرات، في حين ان أصحابه يحاولون تضليل الرأي العام بادعاء ان فقرات التعديل لا تتضمن أي شيء يتعلق بزواج القاصرات، مستدركة "لكن هذا مجرد تضليل. فالمدونة الشرعية التي يفرضها التعديل بديلا عن بعض مواد قانون الأحوال الشخصية النافذ، ستعتمد على المذاهب الدينية، التي تتباين في تحديد سن الزواج".
ثم قدمت القانونية هند نبذة عن المُحاضِرة، مبينة انها حاصلة على شهادة الدبلوم في مجال التشخيص المختبري النسيجي لأمراض عنق الرحم في هولندا عام 1997، وعملت في مجال المسح السكاني لأمراض سرطان الرحم في هولندا، وفي عام 2004 نالت الدبلوم في مجال العناية بالبشرة. كما عملت في مجال الطب النفسي، وقدمت العديد من الندوات الصحية.
د. الخالدي، وفي معرض محاضرتها ذكرت انها عملت في هولندا ضمن بروتوكول سنوي يستهدف ثلاثة أعمار من النساء لإخضاعهن لفحوص طبية للكشف عن سرطان الرحم.
وبيّنت انها من خلال عملها في هذا المجال باتت لديها رؤية واضحة حول سرطان الرحم وأسباب الإصابة به، مؤكدة أن عامل العمر له الدور الأساس في الإصابة بذلك السرطان "فكلما كانت البنت يافعة، في عمر بين 10 و18 سنة، كانت أكثر عرضة للإصابة بالمرض المذكور".
ثم عرضت على شاشة كبيرة رسما توضيحيا للرحم، وأشّرت منطقة تدعى "ترانسفورميشن زون"، وهي المنطقة المحيطة بعنق الرحم، مبينة ان هذه المنطقة تكون لدى الطفلة غير مهيأة للتواصل الجنسي، وغير مستعدة لتبعات ذلك التواصل.
وأجرت المحاضرة مقارنة حول تلك المنطقة بين الطفلة والناضجة، موضحة أن فيروس سرطان الرحم قليلا ما يصيب الناضجات، وغالبا يصيب الفتيات الصغيرات اللاتي تكون تلك المنطقة لديهن لا تزال رخوة، واللاتي لا يمتلكن المناعة الكافية لمواجهة المرض.
وأشارت إلى أن المنطقة المذكورة تكون لدى الفتات بعد عشر سنوات نشطة وفي طور تغيرات فسيولوجية وانقسامات وتحولات وتجددات في الخلايا. وعند البلوغ تصعد المنطقة داخل عنق الرحم، ما يحميها من تأثيرات الوسط الحامضي في منطقة المهبل، بينما تكون لدى الصغيرة مكشوفة داخل المهبل، ومعرضة لكل العوامل السلبية من التهابات وصولا إلى الإصابة بفيروس سرطان الرحم.
وأشارت إلى ان تأثيرات التواصل الجنسي مع الفتات الصغيرة، لا تتوقف فقط على الإصابة بالسرطان، إنما تشمل تبعات مراحل الحمل والولادة وحضانة الطفل. فيما شبّهت زواج الفتاة القاصرة بـ"ولادة الخدج". حيث تكون أعضاء جسم الطفل الوليد غير مكتملة النمو.
ونوّهت د. الخالدي إلى ان التواصل الجنسي مع الفتاة دون عشر سنوات، يسرّع من نموها الجنسي بشكل غير طبيعي، بفعل تحولات هرمونية، ما يخلف تأثيرات سلبية جسدية ونفسية.
وأثارت المحاضرة أسئلة طرحها عديد من الحاضرين، وأجابت عنها د. الخالدي بإسهاب.
وفي الختام، قدم د. علي مهدي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. خيرية الخالدي، فيما قدمت لها سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، باقة ورد.
***************************************************
قف.. مؤامرة
عبد المنعم الأعسم
تجمعٌ سياسي نافذ، وصاحب يد طولى في الحكومة جنب تسخيره لأساطيل من السيارات والحمايات والمعسكرات، يشكو(خطية) من مؤامرة كبيرة تُحاك عليه في الداخل والخارج، ينخرط فيها عراقيون وعرب واتباع جنسيات من كل العالم، ويستخدمون فيها احدث وسائل التنصت والاغواء والفتك، الامر الذي يلزم ان يستعدّ ضحايا المؤامرة حياله، ويشدّوا له رباط الخيل، ويحيطوا خزائن الدولة، وهو المطلوب، بالحماية والمسؤولية والعين الساهرة (!) فيما تأخذ المؤامرة شكل متآمرٍ لا شكل له، بحيث يتحول اي حليف موثوقٍ لهم اليوم الى متآمر منزوع الثقة غداً، ولا غرابة في اننا نسمع أحيانا بان مؤامرة قُبرت في مهدها.. فلا من شاف ولا من دِريْ.
********************************************************
عدد جديد من "النصير الشيوعي"
عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (28) تشرين الثاني 2024 من جريدة "النصير الشيوعي".
تصدر العدد بلاغ صادر عن الموسع الإعلامي الأول للرابطة، والذي عقد الأحد الماضي في أربيل.
كذلك ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في العراق والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 16 صفحة ملوّنة.