الصفحة الأولى
على طريق الشعب.. في يوم الفلاح العراقي.. الحكومة مطالبة بدعم القطاع الزراعي وتطويره
وإنصاف الفلاحين والمزارعين
تحل اليوم الذكرى الخامسة والستون لانعقاد المؤتمر الاول لاتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق يوم ١٥ نيسان ١٩٥٩، والذي التأم في أجواء العهد الجديد بعد ثورة 14 تموز المجيدة، واعتُبر يوما وعيدا للفلاح العراقي.
ويعكس الاحتفال بهذا اليوم الاهتمام بالفلاحين والعمال الزراعيين والمزارعين العراقيين، والإقرار بدورهم في العمل المثمر والاسهام في توفير سلة الغذاء للمواطن العراقي، ودعم الناتج الوطني المحلي.
ونحن إذ نقدم خالص التحايا في مناسبة هذا اليوم الاغر، نستذكر الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدمها الفلاحون والعمال الزراعيون، من اجل نيل حقوقهم في الأرض، وتطبيق قوانين الإصلاح الزراعي والقوانين الأخرى التي تنصف الفلاحين، خاصة صغار الفلاحين وكادحي الريف. وهي مناسبة أيضا لاستذكار دور الشيوعيين واصدقائهم في الدفاع عن الفلاحين وحقوقهم ومكتسباتهم.
في هذا اليوم وفي ظل الازمة البنوية الشاملة التي تعيشها بلادنا، نؤشر القسط الهام من تداعياتها التي تنعكس على واقع وحياة الفلاحين والمزارعين والعمال الزراعيين، وعموم سكنة الريف والقطاع الزراعي.
ومثل القطاعات الإنتاجية الأخرى، لم يحظ القطاع الزراعي بالاهتمام المطلوب، وبما يتناسب مع أهميته في توفير عناصر السلة الغذائية للمواطنين، والاسهام في تحقيق الامن الغذائي، وفي الخفض التدريجي للمستورد من المواد الغذائية، وتوفير عملات صعبة للوطن، وإيجاد فرص عمل في ريفنا الذي لم تتوفر فيه مستلزمات العيش الكريم، ما اضطر سكنته والفلاحين والمزارعين باستمرار الى الهجرة نحو مناطق أخرى، بحثا عن فرص العمل والخدمات. وتدهور الحال مؤخرا مع تفاقم ازمة المياه وضآلة الدعم الحكومي والتوقف عن توفير مستلزمات عدة للزراعة، واغراق السوق بالمنتج الأجنبي المستورد وعدم توفير الحماية للمنتج الوطني.
ولا أدلّ على ضعف هذا الاهتمام، من تواضع المبالغ التي تخصص للقطاع الزراعي، كذلك ما يخصص لقطاع المياه في الموازنات السنوية.
ان المشكلة الأرأس التي تواجه بلدنا الآن، والقطاع الزراعي خصوصا (الذي يستهلك حوالي ٨٠ في المائة من الإيرادات المائية) تتمثل في شح المياه وقلة الإيرادات الواردة الى نهري دجلة والفرات، والتي هي دون الحاجة الفعلية ولا تمثل حصة عادلة للعراق في النهرين. وهذا ناتج أساسا عن مواقف تركيا وايران وعدم مراعاتهما الحاجة الفعلية للعراق. في المقابل لا يوجد موقف حكومي واضح وصريح يطالب بإجراءات محددة لتغيير هذا الحال، وانتزاع حقوق العراق المشروعة، وربط اية علاقات اقتصادية وتنموية مع تركيا وايران، بحل مشكلة هذه الملف المصيري للعراق.
وقد قاد النقص الكبير في المياه الى تقليص المساحات الزراعية، وإلغاء او تحجيم زراعة بعض المحاصيل مثل الشلب والذرة، فيما يستمر التدهور في الأراضي الزراعية وفي خصوبتها وتصحر وتملح مساحات واسعة منها. كذلك الانخفاض في اعداد الثروة الحيوانية والسمكية على نحو غير مسبوق. وساهم ذلك في ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق.
واللافت هنا هو التوجه للاستيلاء على الأراضي الزراعية تحت عناوين مختلفة، وبالذات في البوادي الرعوية، والتجاوزات الفظة على القوانين السارية ومنها قانون الرعي رقم (٣) لسنة ٢٠٠٢، وسط تسهيلات حكومية مقدمة واحيانا تحت عنوان "الاستثمار"، كذلك الزحف على الأراضي الزراعية والتقليص المستمر للمساحات الخضراء، ما ينعكس سلبا على الإنتاج الزراعي وتنوعه وعلى الظروف البيئية. يصاحب ذلك نقص حاد في البنى التحتية في الريف، الذي يعاني أصلا من ضعف الخدمات العامة فيه.
ان أي توجه جاد لمعافاة هذا القطاع والنهوض به يتطلب أمورا عدة، لعل في مقدمتها المعالجة الضرورية لقلة التخصيصات المالية للقطاعين الزراعي والمائي في الموازنة العامة، وتأمين حصة عادلة للعراق في مياه نهري دجلة والفرات، واستخدام مختلف الطرق السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لتأمين حقوق العراق. وان تعمل الحكومة على إنفاذ قانون حماية المنتج الوطني، والتشديد على استخدام الرزنامة الزراعية، وضبط الحدود، وانفاذ قانون المراعي الساري المفعول رقم (٣) لسنة ٢٠٠٢. كذلك الاستخدام الواسع للتكنولوجيا الحديثة ورفع الإنتاجية ووضع نظام دعم للمدخلات والمخرجات، يبدأ من صغار الفلاحين (ذوي الحيازات الصغيرة) الذين يشكلون نسبة كبيرة من الناشطين زراعيا، وان يكون هذا الدعم تنازليا باتجاه الاستثمارات الواسعة. وان على الحكومة توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني، والمبيدات والعلاجات الطبية البيطرية، وباسعار مدعومة.
وبات ملحا تنشيط دور وعمل الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية لينهض بدوره المهني كاملا، وليسهم في تنمية القطاع الزراعي وتأمين سلة الغذاء للمواطن، وبما يجعله منظمة مهنية تدافع عن حقوق الفلاحين وتصون مكتسباتهم.
وان الحاجة ماسة الان لوقف التدخلات في شأن الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية من قبل المتنفذين والمؤسستين الحكومية والتشريعية، والسماح له باجراء انتخابات حرة ديمقراطية لاختيار قياداته، من الجمعيات التعاونية الفلاحية وصولا الى المجلس المركزي، والاتحاد وكوادره، بما يمتلكون من التجربة الثرة الكبيرة التي تؤهلهم لادارة شؤونه دون تدخلات وبعيدا عن صراعات المصالح الضيقة.
ان الفلاح العراقي ليستحق وهو يحيي يومه السنوي، كل الدعم والاسناد، فيما يبقى الريف بحاجة ماسة الى الاعمار و قواه المنتجة المادية والبشرية الى التطوير.
*************************************************
تلقوا وعداً بالاستجابة لمطالبهم خلال 30 يوماً فلاحو النجف والديوانية والمثنى ينهون اعتصامهم
بغداد – طريق الشعب
أنهى الفلاحون المعتصمون في مفرق غماس، اعتصامهم، عصر امس الاثنين، بعد لقاء وفد منهم مستشار رئيس الوزراء هاشم نجم الكرعاوي والذي وعد بالاستجابة لمطالبهم خلال 30 يوماً، وفقاً للأمر الديواني الذي صدر يوم امس الأول.
ونقل مراسل "طريق الشعب" عن المعتصمين قولهم، ان "اجتماعاً عقده الوفد المفاوض مع الكرعاوي عضو اللجنة المشكلة وفق الأمر الديواني المرقم 250480 بتاريخ 13/ 4/ 2025، تقرر فيه منح التعويضات خلال 30 يوماً بعد جرد أسماء الفلاحين المتضررين وتقديم أسمائهم الى اللجنة".
وشهد مفرق غماس الذي يربط محافظات المثنى – الديوانية – النجف، خلال الأيام الثلاثة الماضية، اعتصاماً مفتوحاً لفلاحي هذه المحافظات، وانضم اليهم ايضاً فلاحون من كربلاء، للمطالبة بصرف تعويضات المواسم الزراعية التي لم يزرع فيها، وتوفير المياه والوقود، وتقليل أجور السقي والكهرباء.
وطبقا للمعتصمين فإن ذلك يمثل الحد الأدنى من مطالبهم لضمان استقرار الزراعة.
وخلال اليومين الماضيين حاولت قيادة شرطة النجف فتح الطريق الذي يربط هذه المحافظات، لكن إصرار الفلاحين المعتصمين حال دون ذلك بحسب مراسل "طريق الشعب"، ونقل عن عدد منهم انهم قرروا يوم امس، فتح جانب واحد من الطريق مع اغلاق الجانب الاخر الذي يربط محافظات المثنى والديوانية وذي قار.
كما زار وفد من مكتب رئيس الوزراء، مكان الاعتصام، وجرى عرض المطالب عليه، وبحسب الامر الديواني الذي صدر عن مكتب رئيس الوزراء، فانه جرى تشكيل لجنة لمتابعة الاستجابة لمطالب الفلاحين خلال 30 يوما.
وشهدت التظاهرة حضوراً لافتاً لعدد من الناشطين والفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي الذين عبروا عن تضامنهم الكامل مع المعتصمين، وطالبوا بالاستجابة لها.
***************************************
راصد الطريق.. حليمة.. تعود إلى عادتها القديمة؟!
رصد عدد من مراسلي "طريق الشعب" إقدام عدد من مديريات التربية باستدعاء بعض مدراء المدارس والمعلمين المشاركين في الإضرابات الاخيرة، وتوجيه التوبيخ واللوم إليهم، في مشهد يعيد إلى الأذهان بعضا من ممارسات النظام السابق، في قمع الحريات وامتهان كرامة العراقيين.
إن مثل هذه التصرفات يكشف عن عقلية سلطوية، عاجزة عن الاعتراف بفشلها في تأمين حياة كريمة للمواطنين، ومن بينهم التربويون، وتحاول التغطية على فشلها من خلال معاقبة من يمارسون حقهم المشروع في الاحتجاج، وفي المطالبة بحقوق كفلها الدستور والقانون.
ان على الحكومة ووزارة التربية ومديرياتها أن يدركوا جيدا ان هذه الأساليب المرفوضة والمدانة لن تحل أية مشكلة ، وإنما ستزيد الغضب والسخط، والإصرار على نيل الحقوق.
أما أولئك الذين يظنون أن الوظيفة الحكومية هي منّة من الأحزاب المتنفذة على المواطنين، فهم واهمون. فمثل هذا التصور لا يمتّ للواقع بصلة، وسيرتدّ أثره على أصحابه عاجلاً أم آجلاً. وإذا كان المتنفذون قد استخدموا مؤسسات الدولة لترسيخ الزبائنية، فإن ذلك لا يعفيهم من التزامهم تجاه المواطنين، ولا من مسؤوليتهم في الوفاء بوعود العيش الكريم.
******************************************
الصفحة الثانية
أمانة بغداد تنوي إحالة {المطعم التركي} إلى الاستثمار
بغداد ـ طريق الشعب
أكدت أمانة بغداد، أمس الاثنين، وجود نوايا للاستثمار في مبنى "المطعم التركي" الواقع في ساحة التحرير وسط العاصمة.
وأوضح المتحدث باسم أمانة بغداد، عدي الجنديل، أن "عائدية المطعم التركي تعود إلى أمانة بغداد، ولا توجد حتى الآن معلومات كافية حول طريقة الاستثمار".
وأضاف الجنديل، أن "المعلومات الأولية تفيد بأن المطعم التركي سيتم استثماره ليتحول إلى مستشفى وسط العاصمة بغداد".
واكتسب مبنى المطعم التركي أهميته عام 2019 حينما تحول من مبنى مهجور، يطل على المنطقة الرئاسية الخضراء في بغداد، إلى "حصن" ونقطة تجمع المحتجين خلال تظاهرات تشرين.
كما أطلق ناشطون وقتها على هذا المبنى تسمية "جبل أحد"، استعارة من معركة أحد، وذلك في إشارة إلى عمليات القمع التي تعرض لها المتظاهرون.
ويعود إنشاء المبنى المؤلف من 14 طابقاً إلى ثمانينيات القرن الماضي، إذ أشرفت على بنائه شركة هندية وافتتح في العام 1983، ويحتوي على مرآب سيارات واسع في طوابقه السفلى، وامتلأت طوابقه الأخرى بالمحال التجارية لتشكل مركز تسوق كبير..
***********************************************
موجة تظاهرات جديدة تجتاح العراق عمال وفلاحون وموظفون وحملة شهادات عليا يملؤون الشوارع احتجاجاً
بغداد – طريق الشعب
يشهد العراق منذ أيام موجة احتجاجات متصاعدة، يقودها موظفون وعمال وخريجون ومزارعون في عدد من المحافظات، تعبيرًا عن استيائهم من قرارات حكومية وصفوها بـ"المجحفة"، واحتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية، وتنامي البطالة، ومحاولات خصخصة قطاعات حيوية.
وتنوعت مطالب المحتجين بين التثبيت على الملاك الدائم، ورفض النقل الإجباري، والمطالبة بالتعيين، وبتوحيد أسعار المحاصيل، ورفض خصخصة الإنتاج الوطني، لتكشف هذه التحركات عن أزمة شاملة في العلاقة بين الحكومة والفئات العاملة والتعليمية والزراعية.
موظفو شركة الأسمدة يرفضون الخصخصة
وتظاهرت الكوادر الإدارية والفنية في الشركة العامة لصناعة الأسمدة في خور الزبير، جنوب محافظة البصرة، احتجاجًا على ما وصفوه بمحاولات إحالة خط الإنتاج الثاني لسماد اليوريا إلى إحدى الشركات الاستثمارية.
وشهدت التظاهرة مشاركة واسعة من موظفي الشركة، الذين عبّروا عن رفضهم التام لأي خطوة تهدف إلى تسليم خطوط الإنتاج للقطاع الخاص، معتبرين ذلك تفريطًا بالإمكانات الوطنية وقدرات الكوادر المحلية.
وجدد المتظاهرون مطالبهم بضرورة وقف إجراءات الاستثمار، وزيادة المخصصات المالية والرواتب، وشمولهم بمنح قطع الأراضي السكنية كجزء من حقوقهم الوظيفية.
يُذكر أن خط الإنتاج الأول، الذي تبلغ طاقته ألف طن يوميًا من سماد اليوريا، قد أُحيل للاستثمار لصالح شركة "تربل إي" البريطانية في عام 2019، ودخل الخدمة مجددًا في عام 2023. فيما لا يزال الخط الثاني، بنفس الطاقة الإنتاجية، يُدار من قبل كوادر الشركة، وسط أنباء عن وجود مساعٍ لإحالته هو الآخر إلى الاستثمار.
وطالب المتظاهرون بإعادة تأهيل الشركة وضمان استئناف الإنتاج المحلي بالكامل، مؤكدين أن دعم الصناعة الوطنية في هذا القطاع الحيوي يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسمدة.
عمال حقل الأحدب يحتجون
وفي تظاهرة أخرى، نظم عمال حقل الأحدب النفطي في محافظة واسط وقفة احتجاجية أمام بوابة وزارة النفط في بغداد، احتجاجًا على ما وصفوه بتجاهل مطالبهم العادلة التي يكفلها قانون العمل رقم 37 لسنة 2015 وقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال رقم 18 لسنة 2023.
وانطلقت التظاهرة من واسط في الرابعة فجرًا عبر قافلة كبيرة من العجلات التي حملت لافتات تعبر عن المطالب، ووصلت إلى بغداد حيث بدأ التجمع في الثامنة صباحًا.
وتضمنت المطالب إلغاء عقد "شركة البلد الأمين" لعدم التزامها بحقوق العمال واتهامها بالفساد، والالتزام بالتحاسب الضريبي ودفع اشتراكات الضمان الاجتماعي، وتثبيت عمال العقود، وتحديد ساعات العمل بـ8 ساعات مع احتساب الإضافية، فضلاً عن معالجة الانبعاثات الغازية وتعويض المتضررين منها.
وردد المتظاهرون شعارات نددت بالفساد وتسويف المطالب، ملوّحين بتصعيد الاحتجاجات من خلال الاعتصام وقطع الطريق في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
موظفو الصحة يرفضون النقل الإجباري
وفي العاصمة بغداد، نظم العشرات من موظفي وزارة الصحة وقفة احتجاجية أمام مبنى الوزارة، رفضًا لقرار نقلهم الإجباري إلى وزارة البيئة، مطالبين بجعل هذا النقل اختياريًا. ورفع المحتجون لافتات تضمّنت مناشدات موجهة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير الصحة صالح الحسناوي، تدعو إلى إلغاء قرار نقل الاختصاصات البيئية إلى وزارة البيئة، مؤكدين أن الوزارة لا تزال بحاجة إلى خدماتهم التخصصية. وأشار الموظفون إلى أن عددهم يتجاوز 1520 موظفًا، وقد صدر قرار نقلهم دون أخذ رأيهم أو منحهم خيار البقاء، برغم أن لديهم خبرات تمتد من 3 إلى 4 سنوات في مجالات متعددة، مثل الصحة العامة، الأمراض الانتقالية، مكافحة العدوى، تعزيز الصحة، الجودة، مكافحة الأوبئة، والإدارة. كما أكدوا أن النقل الإجباري تترتب عليه آثار سلبية ومادية بسبب اختلاف الموقع الجغرافي وطبيعة المخصصات، مطالبين بإلغاء القرار والسماح لهم بالبقاء ضمن ملاك وزارة الصحة.
حملة الشهادات العليا
وفي منطقة العلاوي وسط بغداد، خرج العشرات من حملة الشهادات العليا والخريجين الأوائل بتظاهرة مطالبين بإطلاق تعييناتهم ضمن الوجبة الثالثة التي يطلقها مجلس الخدمة الاتحادي. وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لحل مشكلة "الكودات"، وهي الأرقام السرية التي تؤهل الخريجين للتقديم على التعيينات، والتي لم يحصل عليها عدد كبير من المحتجين بسبب تأخر إصدارها من وزارة التعليم العالي. كما دعوا وزارة المالية ومجلس الخدمة إلى إكمال تعيين ما تبقى من الدرجات الوظيفية المخصصة، مشيرين إلى أن تأخير الوجبة الثالثة قد أثر بشكل مباشر على فرص التوظيف برغم استيفائهم لكل الشروط القانونية. ويُعرف هؤلاء المحتجون إعلاميًا باسم "خريجي بلا كود"، بسبب عدم تزويدهم بالأكواد الإلكترونية الخاصة بالتقديم، ما فاقم من أزمة البطالة في صفوفهم.
فلاحون يحتجون على خفض أسعار تسويق الحنطة
أما في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار، فنظم العشرات من الفلاحين والمزارعين تظاهرة سلمية أمام شعبة الزراعة احتجاجًا على قرار خفض سعر تسويق محصول الحنطة المزروع خارج الخطة الزراعية.
وطالب المتظاهرون بتوحيد السعر بين الحنطة المزروعة ضمن الخطة وخارجها، معتبرين أن السعر المحدد للحنطة خارج الخطة (450 ألف دينار للطن) لا يتناسب مع تكاليف الزراعة، مقارنة بسعر الحنطة ضمن الخطة (800 – 850 ألف دينار للطن)، ما يسبب خسائر كبيرة للفلاحين. وأشار المتظاهرون إلى أن الموسم الحالي شهد جهودًا كبيرة رغم تحديات المياه والتمويل، وأن المواسم السابقة كانت تشهد توحيد الأسعار دون تمييز، مطالبين بتطبيق نفس السياسة لدعم استمرار الإنتاج الزراعي المحلي.
خريجو ديالى يطالبون بفرص عمل
وفي محافظة ديالى، تظاهر العشرات من الخريجين التربويين والإداريين أمام مبنى الحكومة المحلية في مدينة بعقوبة، للمطالبة بفتح عقود تشغيلية ضمن ما يُعرف بـ"عقود 130"، التي تقع ضمن صلاحيات المحافظ.
وأكد المتظاهرون، أن هذه الوقفة هي الثانية خلال أسبوع، وتأتي ضمن خطوات تصعيدية للضغط على الجهات المعنية من أجل الإسراع بفتح العقود التي يمكن أن توفر فرص عمل لمئات الخريجين من مختلف الاختصاصات.
وأشار المشاركون إلى أنهم نقلوا مطالبهم بشكل مباشر إلى مسؤولي الحكومة المحلية، لكنهم لم يلمسوا أي استجابة حتى الآن، ما دفعهم إلى الاستمرار في الاحتجاجات.
***************************************************
الشيوعي العراقي يستقبل وفد حركة الوفاء الوطنية
بغداد ـ طريق الشعب
استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في مقر الحزب ببغداد، الدكتور عدنان الزرفي الأمين العام لحركة الوفاء الوطنية. وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد، ولا سيما ملف الانتخابات، وسبل تنسيق الجهود بين القوى الوطنية والمدنية. كما تم التأكيد على أهمية توحيد الخطاب الإعلامي للقوى المدنية، بما يسهم في رفع وعي الرأي العام وتعزيز ثقة المواطنين بالقوى الساعية إلى التغيير والإصلاح. وضم وفد الحركة كلًّا من الدكتورة بشرى شعير، والأستاذ حيدر كرماشه، عضوي المكتب السياسي للحركة. وكان في استقبال الوفد إلى جانب السكرتير، الرفاق بسام محي، حيدر مثنى، علي مهدي، ووسام الخزعلي، أعضاء قيادة الحزب.
*************************************************
الشيوعي العراقي والديمقراطية الآشورية يتبادلان الزيارات والتهاني
بغداد – طريق الشعب
استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، امس الأول الاحد، وفداً من الحركة الديمقراطية الآشورية، ترأسته السيدة وايليت كوركيس مسؤولة الحركة في بغداد. وقدّمت كوركيس رسالة تحية وباقة زهور في مناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب. وجرى التطرق خلال الزيارة إلى العلاقات النضالية التي تجمع القوى الوطنية الديمقراطية، والحرص على استمرار التعاون والتنسيق في القضايا المشتركة على الساحة السياسية العراقية. وشارك في استقبال الوفد الرفاق حيدر مثنى، وشميران مروكل، وعلي مهدي أعضاء لجنة العلاقات الوطنية. وقبل ذلك زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي، السبت، مقر الحركة الديمقراطية الاشورية ببغداد في مناسبة الذكرى ٤٦ لتأسيسها. وكان في استقبال الوفد السيدة وايليت كيوركيس مسؤولة فرع بغداد للحركة. وضم وفد الحزب الرفيقتين شميران مروكل ونضال توما اللتين قدمتا باقة زهور عطرة في المناسبة. وتناولت الزيارة التطورات السياسية وركزت على أوضاع المسحيين بصورة خاصة.
********************************************
الصفحة الثالثة
الشيوعي العراقي يدعو الى محاسبة مشتري الذمم فتح باب التسجيل للتحالفات والأحزاب السياسية الراغبة بالمشاركة في الانتخابات المقبلة
بغداد ـ طريق الشعب
تبدأ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، اليوم الثلاثاء، تسجيل التحالفات والأحزاب السياسية والقوائم المنفردة الراغبة بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستنطلق في 11 تشرين الثاني المقبل.
وقالت المفوضية في تصريح صحفي، إن عملية استقبال الطلبات ستستمر لغاية 4 من الشهر المقبل.
دعوة للمشاركة الفاعلة
وأفاد رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية، عماد جميل، أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جاهزة ومستعدة لإجراء العملية الانتخابية المقبلة، ولا توجد لديها أية معوقات أو تحفظات بشأن الموعد الذي أعلنته الحكومة العراقية في 11 تشرين الأول المقبل".
وفي السياق، أكد الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في مقابلة على قناة الرشيد الفضائية ضرورة محاسبة القوى السياسية التي تشتري الذمم والأصوات، واتخاذ إجراءات عملية بهذا الخصوص، بالتزامن مع دعوة المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة.
تكثيف الجهود
وحث رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، مفوضية الانتخابات على "ضرورة تكثيف الجهود لاستكمال تحديث بطاقات الناخبين لضمان مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة"، مشددا على "أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، ليتمكن العراقيون من اختيار ممثليهم في البرلمان بكل حرية".
ودعا رئيس الجمهورية المفوضية إلى "بذل المزيد من الجهود في مجال التوعية والتشجيع على المشاركة الشعبية الواسعة"، مبينا أن "رئاسة الجمهورية تواصل دعمها الكامل للمفوضية لضمان نجاح العملية الانتخابية وتحقيق تطلعات أبناء الشعب العراقي نحو مستقبل أفضل".
اعداد الناخبين
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، أن العراقيين في الخارج غير محرومين من المشاركة في الانتخابات، موضحةً أن القانون رقم 12 لسنة 2018 المعدل، وتحديدًا المادة 16 منه، يتيح لهم التصويت من خلال اعتماد البطاقة البايومترية داخل العراق في دوائرهم الانتخابية.
وأوضحت الغلاي، أن المفوضية جهة تنفيذية تلتزم بتطبيق القوانين الصادرة من مجلس النواب، مشيرة إلى أن الاستعدادات للانتخابات تسير وفق ما نص عليه القانون.
وفي ما يتعلق بالمشمولين الجدد بالتصويت، كشفت الغلاي أن المفوضية تسلمت من وزارة التجارة بيانات البطاقة التموينية الخاصة بمواليد عام 2007، والبالغ عددهم أكثر من مليون ناخب، ما يرفع عدد من يحق لهم التصويت إلى أكثر من 29 مليون ناخب.
وبيّنت الغلاي أن المفوضية فتحت 1,079 مركز تحديث بيانات في عموم العراق، تستقبل الناخبين الجدد لأول مرة، إضافة إلى استقبال المواطنين الراغبين بتصحيح معلوماتهم، سواء في ما يتعلق بالأسماء أو بالنقل من محافظة إلى أخرى أو داخل المحافظة ذاتها، كما تشمل الإجراءات تحديث بيانات المتوفين والقوات المسلحة والنازحين.
وختمت الغلاي حديثها بالإشارة إلى أن عدد الناخبين يختلف من محافظة إلى أخرى بحسب الكثافة السكانية، مؤكدة أن هذا التنوع يُؤخذ بنظر الاعتبار في الاستعدادات اللوجستية والتنظيمية للعملية الانتخابية.
تحالف لمراقبة الانتخابات
من جانب اخر، عقد تحالف الشبكات والمنظمات الوطنية لمراقبة الانتخابات في العراق اجتماعًا تشاوريًا مهمًا، تزامنًا مع إعلان موعد الانتخابات النيابية المبكرة في 11 تشرين الثاني المقبل. وضم الاجتماع ممثلين عن أكبر مؤسسات مراقبة الانتخابات الوطنية، وناقش ترتيبات رصد ومراقبة العملية الانتخابية وتطورات الديمقراطية في البلاد.
وأوضح التحالف أنه سيعمل ضمن خطة رقابة شاملة تشمل رصد العملية الانتخابية بجميع مراحلها، بدءًا من تحديث سجل الناخبين وتسجيل الكيانات السياسية والمرشحين، مرورًا بالحملات الانتخابية، وصولًا إلى إعلان النتائج. ومن المقرر أن يشارك في مراقبة الانتخابات أكثر من 6350 مراقبًا ميدانيًا لتغطية ما لا يقل عن 50 بالمائة من مراكز الاقتراع في مختلف المحافظات.
ويضم التحالف ثماني شبكات ومنظمات رئيسية، منها شبكة شمس، شبكة تموز، مؤسسة النور، شبكة جافي، ومنظمة شباب الجنوب، حيث أكدت جميعها التزامها بمبادئ الشفافية والنزاهة وتعزيز الديمقراطية في العراق.
*******************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد طريق الشعب
تغيّر اتجاهات الرأي بعد عقدين من السنين
لموقع مؤسسة غالوب الدولية، كتبت رند داغر وتمارا ديماسي تقريرًا عن المزاج الشعبي العام في العراق بعد 22 عامًا من سقوط الدكتاتورية، مقارنةً ذلك بما كان عليه الوضع في عام 2003، وعلى ضوء مجموعة استطلاعات رأي أجرتها مجموعة IIACSS، العضو في المؤسسة.
تطور في خضم الصعاب
أشار التقرير إلى أن المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد ما يزال في حالة تطور، تتجاذبه فترات من العنف والصمود والإصلاح. ففيما اتسمت السنوات الأولى بانعدام شديد للثقة، جراء تفكك السلطة المركزية واندلاع التوترات الطائفية واتساع دائرة التفجيرات والاغتيالات والتهجير القسري والنزوح داخل البلاد وإلى خارجها، تُظهر بيانات الرأي العام التي جُمعت على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية تحسنًا تدريجيًا في الشعور الوطني، لا سيما في صورة زيادة الثقة بالدولة.
الانتكاسة الخطيرة
وبعد أن استذكر التقرير الاحتجاجات الواسعة التي جرت في عام 2013 في الرمادي والفلوجة وسامراء والموصل وكركوك، جراء مشاعر الغضب الشعبي من التهميش، والانتفاضة الشبابية الكبيرة في تشرين عام 2019 والتي انطلقت بسبب عجز الحكومات العراقية المتعاقبة عن حل قضايا حرجة، مثل البطالة، وتدهور الخدمات العامة، والفساد الممنهج، أكد على أن الحراكين قد كشفا عن نقاط الضعف الهيكلية العميقة في النظام السياسي العراقي، رغم تمكن تنظيم داعش الإرهابي من اختطاف الأولى والاستفادة منها في توسيع هيمنته على محافظتين رئيسيتين (نينوى والأنبار) في عام 2014، ورغم قدرة أجهزة الأمن على قمع الثانية وإغراقها بالدم بعد أن تمكنت من إسقاط الحكومة.
ويبدو، حسب التقرير، بأن هذه الانتكاسات دفعت باتجاه البدء بمحاولات لإعادة البناء والإصلاح، خاصة بعد القضاء على داعش، على الرغم من أن ذلك لم يبدد القلق من التحديات الكبيرة التي ما تزال تؤرق العراقيين.
من الأمن إلى الاقتصاد
وذكر التقرير بأن الاستطلاع الوطني الذي أجرته IIACSS في 2003 كشف عن شعور 60 في المائة من العراقيين بعدم الأمان في أحيائهم، فيما انخفضت هذه النسبة إلى 10 في المائة في استطلاع بهذا الشأن، تم إجراؤه قبل أشهر. وعزا التقرير ذلك إلى تعزيز قوات الأمن واستعادة الأراضي من داعش وجهود إعادة بناء الحكم المحلي وتحسينه تدريجيًا، رغم أن هذا التحسن ما زال محفوفًا بخطر الانتكاسة نتيجة الفساد والتشرذم السياسي الذي ربما يضعف ثقة الناس بالدولة.
وأضاف التقرير بأن الشغل الشاغل للعراقيين قد تغير من الأمن في عام 2003 إلى البطالة وغياب فرص العمل في عام 2025، تليها مباشرةً الصعوبات الاقتصادية والفساد، معتبرًا ذلك نتاجًا لتقلص الطبقة المتوسطة، وتضخم القطاع العام وركوده، ومحدودية الفرص في القطاع الخاص، والضغوط المتزايدة جراء هيمنة الاقتصاد الريعي.
وأكد التقرير على أن هذه التحديات تزداد حدة بين شباب العراق، وخاصة من حصل منهم على تعليم عالٍ، دون أن يجد وظيفة تتناسب مع مهاراته، فوقع أسير الإحباط وخيبة الأمل، مما يشترط بشكل بالغ الأهمية السعي لرسم السياسات السليمة التي تضمن مستقبل هذه القطاعات وتستجيب لطموحات الشعب ولمتغيرات احتياجاته.
السياسة العامة
وكشف التقرير عن تغير في تقييم الاتجاه الذي تسير نحوه البلاد، ففي الوقت الذي كان فيه ما لا يقل عن 45 في المائة من العراقيين يعربون عن تفاؤلهم بتحول ديمقراطي وبتحسن الخدمات العامة وبالتعافي الوطني في عام 2003، لم يبد هذا التفاؤل سوى 14 في المائة منهم في عام 2016. لكن استطلاع الرأي في عام 2025 أظهر بأن 52 في المائة من المواطنين قد عبروا عن قناعتهم بأن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، مما يمثل علامة فارقة رمزية.
كما وجد الاستطلاع بأن 45 في المائة من الشعب لا يثق بالحكومة الحالية، وهي نسبة شبه ثابتة رغم أنها شهدت شيئًا من التراجع مؤخرًا مما يؤشر تحسنًا مقارنةً بمستوى الثقة العامة قبل بضع سنوات فقط. واستدركت كاتبتا التقرير بالقول بأن هذا التحسن في التصور العام لا يشير إلى حل كامل لتحديات العراق، فلا يزال الفساد وبطالة الشباب والقضايا الاقتصادية الهيكلية تُثقل كاهل الرأي العام. ولكن في بلد طالما اتسم بعدم الاستقرار، فإن الثقة المتزايدة في المؤسسات قد يشير إلى نقطة تحول بطيئة وذات مغزى.
*********************************************************
أفكار من أوراق اليسار.. هزيمة اليمين أولاً
إبراهيم إسماعيل
يمثل تنامي الغلو في شعارات اليمين على المستوى العالمي وتخوينه للتعددية الثقافية واستخدامه العنف لفرض آرائه، تغييرًا مقلقًا في نظرته للاستبداد واستعداده للتعايش معه، حتى لو اتخذ شكلًا فاشيًا مكشوفًا أو مقنّعًا، وهو تطور بات من الأهمية بمكان رصده ومتابعة أبعاده وتمظهراته.
إن إنكار هذا اليمين لعلاقته بالفاشية، لا يلغي حقيقة بقائه في الجوهر أمينًا على تقاليدها، سواء في تبني الأفكار القومية والدينية المتطرفة، أو في ازدراء الديمقراطية والعدالة، أو في معاداة الاشتراكية وبعض المفاهيم الليبرالية، أو في استغلال القيم الروحية لمنح العنف "ضد المختلفين" شيئًا من الشرعية، أو في خلق بدائل للقمع القانوني تتحكم بها قوى غير خاضعة للتداول السلمي للسلطة، وحديثًا في ترويجه لنظرة "جديدة" عن العالم، تسعى لإيهام الفرد بأنه ضحية لقوى لا يستطيع السيطرة عليها ولأشخاص يتمتعون بمزايا لا يستحقونها.
وإذ تبدو سياسات هذا اليمين بعيدة عن التعسف، لأنها تُظهر قدرًا معينًا من المرونة مع الناس، وتتسامح مع انتقاداتهم وتسلط الضوء على الفساد والبيروقراطية، فإن مؤشرات كثيرة تكشف حقيقة ممارساته القمعية، التي يسعى عبرها لإجهاض النضال ضد عدم المساواة والفقر والاستغلال وانعدام الأمن، ومن أجل تغييب وعي الخائفين من الوقوع أسرى الذل الاجتماعي، طبقيًا كان أم قوميًا أم طائفيًا، حتى لا يجدوا غيره ملاذًا للحفاظ على كرامتهم ومنحهم الدفء والانتماء والقدرة على هزيمة "الأعداء الوهميين". وما انتشار الإسلاموفوبيا في أكثر المجتمعات تعليماً، والاستقطاب الإثني والطائفي الذي لا يزال يمزق منطقتنا، سوى أمثلة على ذلك.
إن قراءة هذه المتغيرات في سياسات الأحزاب اليمينية، باتت تتطلب تحديثًا متواصلًا، يكشف عن مبررات أخرى تقف وراء نمو الكتل التصويتية لها، غير تدهور الوضع الاقتصادي وتدني مستويات الوعي، ومن بينها نجاح براغماتية وشعبوية هذه القوى بتوطين الهويات الفرعية في الوعي اليومي للناس، وشدّهم لقضايا هامشية لا يربطها رابط بحياتهم، وصرف انتباههم عن غياب الخدمات والجوع والتخلف وهدر الأموال في العسكرة والفساد، وتمجيد سلبيتهم وعزوفهم عن المساهمة في الكفاح المطلبي والسياسي.
ولما كان اليسار، القوة الوحيدة القادرة على مواجهة هذا اليمين والمؤهلة لدحره، فإن نجاحه مرتبط بقدرته على إنجاز هذه القراءة بدقة، والعمل في ضوئها على تغيير الوعي اليومي، من خلال نشر ثقافة تربط مصلحة الفرد بالصالح العام، ثقافة إنسانية بديلة تطمئن نفوس الناس وتمحو أفكار التعصب واليأس والكراهية.
وإذا كانت مواجهة اليمين تضاعف من حاجة اليسار لتحالفات واسعة مع كل المدافعين عن الترابط المكين بين الحريات والعدالة الاجتماعية والطابع الديمقراطي للاقتصاد، فإن أية نظرة تستشرف المستقبل في ظل المتغيرات البنيوية في صفوف اليمين، تشترط توسيع هذه التحالفات لتضم كل المدافعين عن الحرية والمعادين للفاشية، مكشوفة كانت أو مضمرة، كالنقابات العمالية والمنظمات النسوية وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وحماة البيئة والحركات الاجتماعية ذات الأهداف المحدودة أو المؤقتة وأنصار السلم وغيرهم، وعلى ضوء شعارات تعبوية واضحة، فليس كافيًا أن أكون صادقًا ونزيهًا و كفوءًا، بل يجب أن يدرك الناخبون خطر اليمين، وأن يثقوا بي كبديل فاعل على إحداث التحول الاجتماعي.
إن هزيمة اليمين تشترط مشروعًا نضاليًا مشتركًا، يولد في ساحات الكفاح ويقدم بديلاً حقيقيًا للمعاناة، ويستفيد من الظروف السياسية والقانونية لمزيد من التنظيم والنمو وتغيير هياكل الثروة وأنظمة توزيعها وتبني فكرة المواطنة السياسية وحماية المجتمع المدني. وإذا كان للعولمة من منفعة ما، فإنها وفرت بعض التشابه في عناوين المواجهة، اتسعت بسببها دائرة التحالفات على الصعيد الوطني والإقليمي والأممي.
*****************************************
الصفحة الرابعة
العقلية الأمنية بحاجة إلى تغيير والخروقات تعكس طبيعة سلطة لا تؤمن بالديمقراطية
بغداد - طريق الشعب
برغم مرور أكثر من عقدين على سقوط النظام الدكتاتوري السابق، لا تزال مؤسسات الدولة العراقية، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية، عاجزة عن التخلص من إرث الاستبداد وأساليبه القمعية.
فبدلاً من أن تكون أداة لحماية المواطنين وصون كرامتهم، ما زالت تتورط بانتهاكات جسيمة تمسّ حقوق الإنسان وتهدد المسار الديمقراطي في البلاد.
وكانت قوات الأمن في محافظة ذي قار قد اعتدت، قبل ايام، على المتظاهرين التربويين السلميين في أثناء احتجاجاتهم على إهمال حقوق هذه الشريحة المهمة في المجتمع. كما توجهت قوات حفظ النظام في محافظة بابل إلى اعتقال عدد من المتظاهرين والناشطين، إثر رفع دعوى قضائية من نائبة في المحافظة. وبشكل يومي، ترافق تلك الانتهاكات والاعتداءات المحتجين في عموم مناطق ومحافظات البلاد، من دون ان تحرك السلطات ساكنا لحفظ كرامة الناس وصون الحريات العامة وحقوق الإنسان.
وفي ظل هذا الواقع وتراجع الحقوق والحريات، يدعو مراقبون ومعنيون، الى إصلاح المؤسسة الأمنية وتخليصها من عقيدة العنف والتسلط، وتحويلها إلى جهاز مدني ملتزم بالقانون ويحترم الكرامة الإنسانية.
ما جذور هذا السلوك؟
في هذا الصدد، قال رئيس مؤسسة “حق” لحقوق الإنسان، عمر العلواني، إن “الأجهزة الأمنية في العراق تمارس مهامها دون وجود تدابير حقيقية تمنعها من تجاوز القانون، وهو ما يفسر تكرار حالات التعذيب والانتهاكات بحق المواطنين، سواء أثناء تنفيذ الواجب أو خارجه”.
وأضاف، "اننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى تغيير العقلية الأمنية السائدة، ويجب أن تخضع الأجهزة الأمنية للقانون من خلال إجراءات وتدابير توعوية مستمرة، تعرّف رجل الأمن بمهامه ضمن إطار القانون، لكن ما يحدث في الواقع هو العكس تماماً، إذ يجري التعاطي مع الأحداث غالباً بطريقة عسكرية بعيدة عن النهج القانوني”.
وأشار العلواني في حديث مع "طريق الشعب"، إلى أن “تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان في مراحل التنشئة الأولى والتدريبات الأمنية ما زال غير كافٍ، فحقوق الإنسان ليست مادة شكلية تضاف إلى المنهج وتنتهي، بل هي منظومة يجب على الدولة رعايتها وتوسيعها وتعميمها، والاهم ان يكون هناك إيمان حقيقي بها”.
ورأى أن “السلوك الأمني الحالي هو انعكاس لسلطة سياسية لا تؤمن بحقوق الإنسان ولا بالديمقراطية، وهذا يظهر بوضوح في سلوك بعض عناصر الأمن وطريقة تعاملهم مع الاحتجاجات، التي تواجه غالباً بالقمع أو باستخدام القوة المفرطة، بغض النظر عن مدى سلميتها”.
وبيّن أن “القانون يجيز استخدام القوة فقط في حالات ضيقة جداً، عندما تخرج التظاهرات عن سلميتها، وهناك توجيهات ومبادئ واضحة في هذا الصدد، لكن ما يحصل على أرض الواقع يناقض ذلك تماماً، ما يفرض على الدولة أن تعي خطورة هذا النهج”.
وختم العلواني حديثه قائلاً: ان “هذه الممارسات من شأنها أن تفضي إلى ضياع الحقوق، وإضعاف القانون، وتقويض ثقة المواطنين بالمؤسسة الأمنية، وانعدام إيمانهم بسيادة القانون، وهو ما نلاحظه بشكل واضح في العديد من الأحداث الأخيرة التي شهدت انتهاكاً للكرامة وتجاوزاً على الحقوق”
الدولة لم تستوعب الديمقراطية بعد!
من جهته، أكد الناشط الحقوقي زين العابدين البصري أن مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية، لم تستوعب بعد مبادئ الديمقراطية، رغم مرور أكثر من عقدين على التغيير السياسي في العراق.
وقال إن “22 عاماً على التغيير كان ينبغي أن تكون كافية لترسيخ مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء مؤسسات تحترم المواطن وتصون كرامته، لكن الواقع يشير إلى العكس تماماً”.
واوضح البصري في حديث لـ "طريق الشعب" ان “الأخطر من ذلك أن الدولة، خصوصاً الأجهزة الأمنية، ما زالت تعتمد على قوانين وُضعت في عهد النظام السابق، وتتبع ذات الأساليب والأفكار التي كان يتعامل بها حزب البعث مع الفرد العراقي، وكأن شيئاً لم يتغير”.
ولفت أن “غرف التحقيق والسجون ومراكز التوقيف ما تزال تشهد ممارسات وانتهاكات جسيمة تصل إلى حد التعذيب، وهو ما وثقته تقارير رسمية صادرة عن مؤسسات معنية بحقوق الإنسان، وفي كثير من الحالات تسببت هذه الانتهاكات بوفاة الضحايا”.
وأشار إلى أن “استمرار هذا النهج لا يمكن فهمه إلا من خلال طبيعة الطبقة السياسية التي تسلمت السلطة بعد عام 2003، والتي لا تؤمن فعلياً بالديمقراطية ولا بالتعامل مع المواطن بطريقة حضارية تحترم إنسانيته وحقوقه”.
وشدد على أن “هذه الانتهاكات ليست مجرد سلوك فردي لعناصر أمنية، بل تمثل انعكاساً لطبيعة السلطة التي تحكم البلاد بعقلية استبدادية، وهذا النهج يُنتج حالة من النقمة الشعبية، وقد يؤدي إلى نتائج خطيرة، من بينها فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية وعدم احترامها من قبل المواطنين”.
****************************************************
التجارة الإلكترونية في العراق.. نمو متسارع يصطدم باختناق تنظيمي!
بغداد – تبارك عبد المجيد
يشهد العراق توسعا ملحوظا في سوق التجارة الإلكترونية خاصة بعد جائحة كورونا التي عطلت الكثير من الأعمال، والتي أدت الى لجوء الكثير للفضاء الالكتروني بحثا عن فرصة عمل، ويبرز هنا سؤال جوهري: هل يوازي التنظيم القانوني هذا النمو؟
تقدر قيمة هذا القطاع بنحو ثلاثة مليارات دولار سنويا، وتشير البيانات إلى تسجيل ما بين 500 إلى 600 ألف طلب يوميا (بحسب أرقام تعود لعام 2020)، وبالرغم من ذلك يواجه العراق صعوبات في وضع إطار قانوني وتنظيمي مناسب لهذا النشاط المتصاعد. كما يواجه النظام الجديد الهادف لتنظيم التجارة الإلكترونية مجموعة من العقبات، تبدأ بغياب البنية التحتية الرقمية المتكاملة، وتنتهي عند تداخل الصلاحيات بين الوزارات والهيئات
توفير بيئة مالية مستقرة
ويقول المستشار المالي لرئيس الوزراء، الدكتور مظهر محمد صالح، أن قرار تنظيم التجارة الإلكترونية رقم 4 لسنة 2025 يشكل خطوة مهمة نحو ضبط التعاملات الرقمية في العراق، وحماية حقوق الأطراف الفاعلة في هذا المجال المتنامي.
ويضيف صالح لـ"طريق الشعب"، أن الهدف الأساس من هذا النظام هو "تنظيم بيئة التجارة الإلكترونية وضمان حقوق كل من البائعين والمستهلكين"، موضحا أن تسجيل التجار ضمن هذا الإطار القانوني يمنحهم حماية رسمية، ويعزز من ثقة الزبائن في التعامل مع المنصات الإلكترونية المحلية.
وأشار إلى أن النظام يربط التعاملات الإلكترونية بتطبيقات نظام سعر الصرف الرسمي، ما يمنح المتعاملين ميزة إضافية تتمثل في اعتماد سعر الصرف المعتمد من قبل السياسة النقدية للدولة.
ويرى صالح أن هذه الخطوة "ستسهم في تقليل المخاطر الناتجة عن التفاوت في أسعار الصرف غير الرسمية، وتوفر بيئة مالية أكثر استقرارًا للتجارة الرقمية".
تداخل الصلاحيات يربك العمل
الباحث في الشأن الاقتصادي، علي نجم، قال لـ "طريق الشعب"، أن "هذا التداخل يفرغ النظام من محتواه العملي"، موضحا أن "كل جهة حكومية تدعي مسؤولية جزئية عن هذا القطاع، سواء فيما يخص شركات التوصيل أو التطبيقات أو حتى المنصات الرقمية، ما يؤدي إلى غياب التنسيق الفعلي".
وما يزيد من التعقيد، بحسب نجم، هو عجز الدولة عن ضبط النشاط التجاري على المنصات الاجتماعية كفيسبوك وإنستغرام وتيك توك، التي أصبحت ساحة رئيسة للبيع والشراء دون إشراف رسمي.
ويؤكد أن "فرض النظام الجديد على هذه الفضاءات الرقمية أمر شبه مستحيل في ظل غياب أدوات الرقابة والربط القانوني معها".
واعتبر أن القرارات الأخيرة، وفي مقدمتها اشتراط الحصول على رخصة من وزارة التجارة، تعد عقبة إضافية أمام آلاف الشباب الذين لجأوا إلى المنصات الرقمية هربا من واقع البطالة وغياب الفرص.
ويقول نجم، ان "الشباب لم يتوجهوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي من باب الترف، بل لأنهم وجدوا فيها متنفسًا ومصدر دخل في ظل انسداد الأفق الاقتصادي وغياب أي استراتيجية حكومية واضحة لدعمهم".
ويضيف نجم أن مثل هذه الشروط، بدلًا من أن تنظّم، قد تعطل، بل وربما تدفع بالكثير إلى إغلاق مشاريعهم الناشئة، خاصة في ظل غياب تسهيلات أو برامج دعم حقيقية تساعدهم على الامتثال للقانون دون أن يُجهض طموحهم.
ويرى أن على الدولة أن تبدأ بتوفير بيئة محفزة ومنفتحة على الاقتصاد الرقمي، قبل أن تُثقل كاهل الشباب بإجراءات بيروقراطية لا تأخذ واقعهم بعين الاعتبار.
وفي ظل الانكماش الحاد في فرص التوظيف التقليدية، اتجهت أنظار الشباب العراقي إلى التجارة الإلكترونية باعتبارها مساحة بديلة واعدة للعمل الحر والابتكار.
غياب الثقة بين البائع والمشتري
ويصف الباحث الاقتصادي أحمد عيد هذا التحول بأنه استجابة طبيعية لتغيرات السوق العالمية وتطور سلوك المستهلك، مؤكدا لـ "طريق الشعب"، أن "الإقبال المتزايد على هذا النوع من المشاريع يعكس رغبة حقيقية لدى الشباب في بناء مستقبلهم بأدوات رقمية حديثة". لكن هذه الطموحات تصطدم بواقع مليء بالتحديات.
ويقول عيد: "للأسف، بيئة التجارة الإلكترونية في العراق ما زالت تفتقر إلى المقومات الأساسية، سواء على صعيد التشريعات القانونية، أو البنية التحتية التقنية، أو حتى خدمات الدفع والشحن".
ويضيف أن أصحاب المشاريع الصغيرة يعانون يومياً من مشاكل تبدأ من ضعف الإنترنت، ولا تنتهي بغياب الثقة بين البائع والمستهلك، في ظل غياب إطار تنظيمي يحفظ حقوق الطرفين ويشجع على الاستثمار في هذا المجال.
أما الإجراءات الحكومية الأخيرة، التي استهدفت النشاط التجاري على منصات التواصل الاجتماعي، فقد جاءت حسب عيد بعكس ما هو مأمول. إذ بدلا من تقديم التسهيلات، فوجئ العاملون في هذا القطاع بخطوات مثل فرض الضرائب على الصفحات والمشاريع الصغيرة، دون أن تسبقها أي سياسة واضحة للدعم أو التمكين.
ويعلق عيد هنا بالقول: ان "السياسات الاقتصادية في العراق، ما زالت تتعامل مع هذا القطاع الحيوي بعشوائية وتهميش، غير مدركة لحجم التحديات التي تواجه الشباب، بل تضيف عبئًا جديدًا فوق كاهلهم".
ضرورة معالجة قانونية دقيقة
رغم ما يحمله النظام الجديد الخاص بتنظيم التجارة الإلكترونية في العراق من امال كبيرة لتنظيم هذا القطاع الحيوي، إلا أنه يفتقر بحسب القانوني مصطفى البياتي، إلى المقومات التنفيذية التي تكفل تطبيقه بفعالية على أرض الواقع. ويشير البياتي لـ "طريق الشعب"، إلى أن "غياب العناصر التفصيلية، مثل اليات الرقابة وطرق تسوية المشاكل الإلكترونية، يفتح الباب أمام إشكالات قانونية قد تفرغ النص من مضمونه".
ويرى أن ترك هذه الجوانب دون معالجة قانونية دقيقة قد يحول النظام إلى مجرد وثيقة تنظيمية بلا تأثير حقيقي في الواقع العملي. لذلك، يؤكد على ضرورة أن يترافق هذا النظام مع إجراءات تشريعية وإدارية فاعلة، تضمن تحويل المبادئ العامة إلى أدوات تنظيمية قابلة للتطبيق، بما يتناسب مع طبيعة السوق الرقمية المتسارعة في العراق.
ومن ضمن الاشتراطات الأساسية التي فرضها النظام على التجار الإلكترونيين، ضرورة تقديم معلومات واضحة للمستهلكين قبل أي عملية شراء، تشمل وصف المنتج، وسياسات الدفع، وشروط الاستبدال والإرجاع، والمدة القصوى لتوصيل الطلب، إلى جانب الالتزام بالرد على الشكاوى خلال فترة زمنية محددة. وبالرغم من أهمية هذه المعايير في ترسيخ ثقة المستهلك وتعزيز الشفافية، إلا أنها تمثل تحديًا حقيقيًا للبائعين الأفراد أو المشاريع الصغيرة.
*************************************************
الطائفية في العراق وقود سياسي لعجلات الدعاية الانتخابية
بغداد - محمد التميمي
برغم الكم الهائل من القوانين التي يُشرّعها البرلمان العراقي، يبقى الكثير منها حبرًا على ورق، غير مطبّق على أرض الواقع، بفعل غياب الإرادة السياسية وهيمنة المحاصصة الطائفية على عملية التشريع.
الخطاب الطائفي الذي يفترض أن تتم محاربته بقوانين صارمة ما زال يتعالى بين الفينة والأخرى، ويُستغل كأداة بيد القوى المتنفذة لضمان بقائها في السلطة.
الاكتفاء بتشريع قانوني؟
في هذا الصدد، قال عضو اللجنة القانونية النيابية، محمد عنوز: نشهد اليوم تضخمًا تشريعيًا في العراق، إذ يتم تشريع العديد من القوانين التي تُركن لاحقًا دون تطبيق فعلي.
وتابع قائلاً انه "عندما نتحدث عن قانون يجرّم الطائفية، فإننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فعّالة، ويفترض ان تتصدر من الناحية الشرعية والأخلاقية والوطنية، خاصة أن الدولة يجب أن تُبنى على أساس المواطنة المتساوية بعيدًا عن التمييز".
ونوه عنوز في حديثه لـ "طريق الشعب"، بأن "الخطاب الطائفي يُعد شكلًا من أشكال خطاب الكراهية، لأنه يعمّق الانقسامات المجتمعية ويؤدي إلى خلق نزاعات تهدد السلم الأهلي".
واكد ان "التصدي لهذا الخطاب من خلال قانون يجرّمه هو خطوة مهمة، لكنها تبقى غير ذات جدوى ما لم تكن هناك جهود موازية لتحصين المجتمع وتعزيز الوعي بأهمية دولة المواطنة، وتعزيز ثقافة التعامل الإنساني المبني على القيم المشتركة".
وشدد على اهمية أن "تسود هذه المفاهيم في المجتمع، لا سيما أن هناك أجندات خطرة تستغل الطائفية وتدفع نحو انكفاء كل طائفة على ذاتها، ما يؤدي إلى صراعات داخلية واحتراق مجتمعي دون تحقيق أي فائدة".
وواصل حديثه بالقول: ان على القوى السياسية أن "تدرك خطورة الترويج لمفاهيم طائفية، سواء كانت هذه الطروحات على مستوى الأفراد، أم المراكز السياسية، أم التجمعات الحزبية"، مبينا ان "الخطاب الطائفي، في أغلب الحالات، يخدم أجندات سياسية ضيقة، وليس المصالح الوطنية التي تهدف إلى تعزيز وحدة البلاد وتماسك أبنائها.”
من يعتاش عليها لا يجرمها!
من جهته، قال الناشط السياسي زين العابدين البصري ان تجريم الخطاب الطائفي ضرورة ملحّة، خاصة في بلد مثل العراق الذي اكتوى بنار الطائفية لفترة طويلة، مشيراً الى ان "هذا الخطاب مايزال يلقى صدىً، يظهر ويتعالى في الأزمات أو مع اقتراب موعد اي انتخابات، حيث تلجأ بعض القوى السياسية إلى تأجيجه لتحقيق مكاسب انتخابية".
ولفت في حديث لـ"طريق الشعب"، الى القول: نحن بحاجة إلى تشريع قوانين صارمة تجرّم الخطاب الطائفي وتحدّ من استخدامه كأداة للهيمنة السياسية، لكن المشكلة تكمن في أن القوى المتنفذة نفسها هي المستفيدة من هذا الخطاب، بل تتعمد استمراره لضمان بقائها في السلطة.
وتابع البصري قائلاً انه "من غير الواقعي أن ننتظر من هذه الطبقة أن تصيغ مواد قانونية فعّالة لمكافحة الطائفية، لأنها تُعدّ المنتج والمروّج الأول لهذا الخطاب".
ونبه إلى ان "اختيار الرئاسات الثلاث يتم على أسس طائفية وقومية، كما أن تمرير القوانين المهمة غالبًا ما يُشترط أن يتم ضمن “سلة واحدة”، بحيث يُقدّم كل مكوّن (السني، الشيعي، الكردي) قانونه لضمان تمريرها جميعًا بشكل طائفي، وليس وفق المصلحة الوطنية".
ولهذه السبب، قال االبصري: "لا يمكن لهذه القوى السياسية أن تُنتج قانونًا حقيقيًا يجرّم خطاب الكراهية أو الطائفية. ما نحتاجه فعليًا هو قوى وطنية مستقلة، وفواعل مجتمعية ذات صوت معتدل، تتصدى لهذا الخطاب وتعمل على صياغة قوانين تحمي السلم المجتمعي وتعزز الوحدة الوطنية".
اداة للتصفية السياسية
وربط البصري تجاوز هذه الازمة بـ"وضع مسار واضح وصحيح. إذا كنا نسعى إلى توسيع الحريات، فلا بد من وجود قانون يحمي هذه الحريات بشكل صريح وواضح، ويوفّر ضمانة حقيقية لحق التعبير عن الرأي والاحتجاج السلمي. وبالمثل، إذا أردنا الحد من خطاب الكراهية، فنحن بحاجة إلى تشريع قانوني خاص بهذا الأمر وواضح غير قابل للتأويل واساءة الاستخدام".
وتساءل عن "كيفية إنفاذ هذا القانون في حال تشريعه؟ وما هي آليات تطبيقه؟ هناك مخاوف من أن يتحول إلى أداة لتصفية الخصوم السياسيين أو يُستخدم بشكل بوليسي لقمع أصوات المعارضة.
وهذا يعتمد بشكل كبير على طبيعة القوى السياسية القائمة، وعلى الاتجاه الذي ستوجه فيه هذا القانون".
وخلص الى القول: "لدينا الكثير من القوانين المُشرّعة التي لم تُطبّق على أرض الواقع، إما بسبب غياب الإرادة السياسية، أو نتيجة تعمّد القوى المتنفذة تعطيل تنفيذها لتحقيق مصالحها الضيّقة".
******************************************************
الصفحة الخامسة
المُضمّد يُشخص المرض ويحدد العلاج! فوضى تناول الأدوية تضاعف المشكلات الصحية
متابعة – طريق الشعب
يضطر كثيرون من المرضى، لا سيما الفقراء وذوو الدخل المحدود، إلى شراء الأدوية من الصيدليات من دون مراجعة الطبيب، كونهم يُدركون جيدا أن تلك المراجعة ستُثقل كواهلهم بمبالغ طائلة لا يقوون على توفيرها.
وتتضاعف الأمراض لدى هؤلاء نتيجة الاستخدام الخاطئ للأدوية عبر شرائها من صيدليات أو باعة لا يملكون تراخيص، بعد أن يصفها لهم ممرضون وصيادلة من دون تشخيص طبي دقيق.
وبسبب ضعف خدمات المؤسسات الصحية الحكومية وغلاء أجور المستشفيات الأهلية والعيادات الخاصة، يلجأ الكثيرون في حال مرضهم، خاصة أبناء الطبقة الفقيرة، إلى الصيدلي الذي أصبح طبيباً يُشخّص الحالات من دون أن يجري كشفاً طبياً أو تحليلاً مختبريا. كما يعتمدون على ممرضين يبيعون أدوية في محلات تنتشر غالبا في المناطق الريفية.
وخلال العقود الأخيرة انتشرت في المناطق السكنية والتجارية، عيادات لمعاونين طبيين. إذ أخذ هؤلاء على عواتقهم تشخيص الحالات المرضية وكتابة الوصفات وحتى إجراء بعض العمليات البسيطة، ما أصبحوا يمارسون مهمات الطبيب والصيدلي، بل أن الكثيرين منهم يستعملون سماعة الطبيب في الفحص، مع جهازي قياس ضغط الدم والسكري. اما اجرة الكشف لديهم، فهي قليلة جدا، وأحيانا مجانية، ما عدا أجور الدواء والتداوي. وتقع عيادات هؤلاء غالبا على مقربة من مساكن المواطنين.
وفي المقابل تعاني المستشفيات ضعفا في الخدمات ونقصا في الأدوية والأجهزة الطبية. بينما ترتفع الأجور بشكل مبالغ فيه لدى المستشفيات والعيادات الخاصة. فأي سبيل سيُفضل الفقير وصاحب الدخل المحدود؟ بالتأكيد سيجد ضالته لدى المعاون الطبي، وإن كان ذلك على حساب صحته!
نسبة خطيرة
يقول الطبيب في دائرة صحة الكرخ، علي العبيدي: "يأتي مرضى كثيرون إلى المستشفى والعيادات الخاصة حين تكون حالاتهم متفاقمة ومتأخرة جداً، نتيجة تناولهم أدوية حصلوا عليها من صيدليات"، مبينا في حديث صحفي أن "نسبة المرضى الذين يعتمدون على تشخيص صيادلة وباعة أدوية تصل الى 80 في المائة، وهذه نسبة خطيرة جداً. فالاعتماد على تلك الأدوية، وأكثرها مسكنات للألم تعمل على طمأنة المرضى في شأن سرعة مفعول العلاج، يجعلهم يكررون العلاج كلما شعروا بألم، وقد يستمرون في ذلك شهورا طويلة من دون مراجعة طبيب، ما يُفاقم حالاتهم ويعقّدها".
ويلفت العبيدي إلى ان "عامل الزمن مهم في علاج معظم الأمراض، من أجل تحجيم أعراضها ومنع انتشارها، وهذا يتطلب إجراء تشخيص صحيح"، مشيرا إلى أن "الفحوصات لدى الأطباء، لا شك انها مكلفة مادياً، لكنها أساسية للتشخيص. إذ نحتاج أحياناً إلى تشخيص دقيق يحدد الحالة المرضية والعلاج".
الصيدليات تُخالف القانون
من جهته، يقول المسؤول في دائرة التفتيش في وزارة الصحة ، مهدي الفتلاوي، أن "دائرة التفتيش وفرقها تنفذ عملها في مراقبة وتفتيش المستشفيات الحكومية والأهلية والعيادات الطبية والصيدليات، وتمارس عملها بشكل جيد"، موضحا في حديث صحفي أن "القانون يمنع الصيادلة من بيع أي دواء من دون وصفة طبية، لكن السائد منذ سنوات هو أن معظم الصيدليات تبيع الأدوية اجتهاداً من دون استشارة طبية، ما تسبب في مشكلات صحية كبيرة".
ويؤكد أنه "نتلقى بلاغات من مواطنين بشأن تسبب تناول أدوية وصفها صيادلة في مضاعفات مرضية خطيرة وحالات وفاة. ونحن بدورنا نتصرف مع المخالفين بحسب القانون ونسحب رخصهم أحياناً"، لافتا إلى ان "الخطورة في الأمر هي أن من يبيع الأدوية في تلك الصيدليات قد لا يملك حتى شهادة ممارسة المهنة، وهو مجرد بائع يصرف العلاج من دون أي أساس علمي".
ويشير الفتلاوي إلى أن "المناطق الريفية في المحافظات وبغداد، تنتشر فيها عيادات لممرضين، بعضها مرخص لممارسة هذه المهنة"، مستدركا "لكن هؤلاء يبيعون أدوية يصفونها اجتهاداً للمرضى. والظاهرة مستشرية جداً، وجرى إغلاق الكثير من تلك العيادات غير المرخصة في محافظات كثيرة".
وينوّه إلى أن "عدم وجود وعي صحي لدى كثير من المواطنين يعد أحد الأسباب التي تدفعهم الى الاعتماد على الصيادلة والممرضين في تشخيص الأمراض وصرف الأدوية، وهو ما يحتاج الى تنفيذ حملات متواصلة لتوسيع المعرفة في شأن مخاطر هذه الأدوية ومضاعفاتها".
ارتفاع أجور المراجعات الطبية
إلى ذلك قد يكون ارتفاع أجور المراجعات الطبية من أبرز الأسباب التي تجبر المرضى على عدم الذهاب الى عيادات الأطباء أو المستشفيات، والاعتماد على أدوية توصف لهم من دون كشف طبي أو تحاليل مختبرية.
وفي هذا الصدد يقول الحاج السبعيني أبو مهند، وهو موظف متقاعد مريض بضغط الدم والسكري، أنه "أتجنب مراجعة الأطباء بسبب ارتفاع كلفة المراجعة والأدوية التي تفوق قدرتي المالية".
ويتابع في حديث صحفي قوله: "لا يكفي راتبي التقاعدي لمراجعة طبيب حتى مرة واحدة شهرياً؟ فيما يستغل بعض الأطباء، المرضى عبر توجيههم لإجراء فحوصات مختبرية قد تكون بلا داعٍ، وذلك بالاتفاق مع أصحاب المختبرات. وأحياناً يزود أطباء المرضى بوصفات طبية مشفّرة لا يعرف قراءتها إلا صيادلة بعينهم يكونون قد اتفقوا معهم. وقد يكون سعر الدواء في تلك الصيدليات مضاعفا بالمقارنة مع صيدليات أخرى".
وكان رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان ماجد شنكالي، قد أبدى في تصريح صحفي سابق، قلقه من استمرار مشكلات الواقع الصحي في البلاد. وأكد أن "النظام الصحي العراقي لا يزال متهالكاً"، مشيرا إلى ان "حصة الفرد العراقي من الرعاية الصحية سنوياً تبلغ نحو 200 دولار فقط، وهذا مبلغ غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين. في حين أن تطبيق نظام الضمان الصحي يتطلب مبالغ كبيرة وشراكة مع القطاع الخاص، لتحقيق تغطية شاملة".
*****************************************
بحيرة عانة تحتضر.. وناشط يحذر من هجرة جماعية!
متابعة – طريق الشعب
كشف رئيس "مرصد الفرات" البيئي، الناشط صميم سلام الفهد، عن تدهور خطير في الأمن المائي في بعض مناطق الأنبار، بفعل جفاف بحيرة عانة، التي تُعد امتدادًا لبحيرة سد حديثة، محذراً من موجة نزوح قادمة وهجرة مزارعين.
وقال في حديث صحفي أول أمس الأحد، أن "هذه البحيرة أُنشئت عام 1985 بعد إنشاء سد حديثة، الذي يُستخدم لخزن المياه وتوليد الطاقة الكهرومائية. وقد غُمرت مدينة عانة القديمة بالكامل لتشكل البحيرة الحالية، التي تُعد اليوم المؤشر الأهم لمستوى الخزين المائي في العراق على مجرى نهر الفرات".
وأوضح أن "عمق البحيرة يتراوح ما بين 15 و25 مترًا، وانها تتغذى بالمياه من الفرات، فضلًا عن مياه السيول الناتجة عن الأمطار والعيون الطبيعية"، مستدركا "لكن البحيرة تعرضت في السنوات الأخيرة إلى ضرر بالغ نتيجة قلة الإيرادات المائية وشح الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد في منسوبها".
وأضاف الفهد أن "شكل البحيرة مخروطي أو هرمي، الأمر الذي يجعلها تمتلئ بالمياه سريعا وتفقدها سريعا أيضا، وهو ما فاقم أزمة الصيادين في المنطقة، وأجبر مشروع ماء عانة على مد أنابيب عميقة داخل البحيرة وبناء منصات ضخ لضمان استمرار تزويد سكان قضائي عانة وراوة بمياه الشرب".
ونوّه إلى أن "انخفاض منسوب المياه دفع بعض القرى النائية إلى الاعتماد على الحوضيات لجلب المياه من أخفض نقطة في البحيرة، ما خلق أزمة إنسانية ومعيشية حادة، طاولت استخدامات المياه المنزلية والزراعية وسقي الماشية".
ولفت الفهد إلى ان "هذا التدهور يشكل تهديدًا على مستويات الأمن المائي والمجتمعي والبيئي"، مؤكدًا أن "المياه المتبقية في البحيرة تُعد مياه خزنية ثقيلة، ذات نوعية متدنية، بسبب ارتفاع نسب التلوث والتبخر".
وأوضح، أن "هذا الوضع هو نتيجة مباشرة لسوء إدارة ملف المياه في البلاد، وعدم وجود خطة حقيقية توازن بين الاحتياجات الزراعية والخزن الاستراتيجي"، مشيرا إلى أن "جودة مياه الفرات تشهد تراجعًا مستمرًا. إذ ارتفعت نسب التلوث بفعل رمي المياه الثقيلة غير المعالجة في النهر، خصوصًا في مناطق شرقي الرمادي".
ونوه الفهد إلى أن "هذا التلوث أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والمشكلات الصحية بين المواطنين، نتيجة نقل المياه الملوثة إلى المنازل دون معالجة فعلية. كما أثّر تلوث المياه سلبًا على القطاع الزراعي، حيث تُسقى المزروعات بمياه ملوثة، ما يُنتج محاصيل غير صالحة تصل إلى الأسواق المحلية".
وأشار إلى ان "غياب الإدارة الحقيقية للموارد المائية أدى إلى موجات نزوح، فضلا عن تضرر الموائل الطبيعية، وهجرة المزارعين من أراضيهم وتخليهم عن مهنتهم الأساسية بحثًا عن سبل عيش جديدة في بيئات حضرية لا تتناسب مع طبيعة حياتهم الأصلية".
***********************************
ذي قار.. مطالبات بشمول جميع المزارعين بخطة تسويق الحنطة
متابعة – طريق الشعب
طالب رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين آل رباط، الحكومة المحلية بمخاطبة الحكومة المركزية من أجل شمول جميع المزارعين بخطة تسويق محصولي الحنطة والشعير، وتوفير المبالغ المالية لهم، مع انطلاق عمليات الحصاد.
وقال في حديث صحفي أن الفلاحين شرعوا في عمليات الحصاد اليدوي على أن تتبعها عمليات الحصاد الميكانيكي قريبا، مشيرا إلى أن "المساحات المشمولة بالخطة الزراعية تبلغ 120 ألف دونم بالنسبة لمحصول الحنطة. فيما تبلغ المساحات المزروعة خارج الخطة أكثر من 160 ألف دونم، الأمر الذي يتطلب شمولها بعملية التسويق وتوفير الاستحقاقات المالية لها كونها مساحات كبيرة وذات محصول وفير يمكن له رفد مفردات البطاقة التموينية بمادة الطحين، وبنوعيات عالية الجودة". ولفت آل رباط إلى أن "الفلاحين يريدون الخروج في تظاهرات تطالب بشمولهم في خطة التسويق، وان الاتحاد يعمل على متابعة مطالبهم مع الجهات الحكومية ذات العلاقة".
*********************************************
نخيل البصرة «يزعل» ويرحل! أبو محمد وقصة تحوّل البساتين من الخضار إلى الملح
متابعة – طريق الشعب
ليست مشاعر الحزن والأسى حكراً على البشر، فحتى أشجار النخيل الباسقة "تزعل" وتذوي وتموت – حسب ما يرى المُسن أبو محمد، ابن قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة.
إذ يقول بحسرة في حديث صحفي أن "النخلة زعلت وحزمت جذورها وهاجرت، تاركة وراءها أرضا كانت يوما ما جنة غنّاء، لتستقر في البر القاحل" – في إشارة إلى قلع النخيل من البساتين وغرسه مجددا في أراض أخرى.
ويبدو ان هذا "الزعل" ليس مجرد تعبير مجازي، بل هو خلاصة قصة تحول بيئي واجتماعي عميق يرويها أبو محمد، شاهد العيان الذي عاصر الزمنين: زمن الخير الوفير والمياه العذبة، وزمن الملوحة والجفاف وتغير النفوس!
ويتحدث أبو محمد عن منطقته التي كانت شهيرة ببساتينها كثيفة النخيل والأشجار، كمن يفتح سفرا قديما. ويقول: "في السابق كانت أراضينا زراعية. أما اليوم فقد أصبحت سكنية. كان الماء حلوا، الزراعة تزدهر دون عناء.
نزرع الحمضيات والسدر وقبل كل شيء النخيل.. كانت الأشجار تنمو وتثمر بوفرة بفضل المياه العذبة وغزارة الأمطار".
ويستدرك "لكن الحال تبدل كثيرا. فالماء أصبح مالحا..
زحف الملح على المياه العذبة وشحت الأمطار، فتحولت الزراعة إلى مهمة شبه مستحيلة، وبدأت الحمضيات تموت، وتضرر السدر والنخيل بفعل الملوحة".
ويشير إلى أن انحسار النخيل في أراضيهم غيّر هوية المكان "فالنخلة نُقلت إلى المناطق الصحراوية.. الآلاف، بل الملايين من النخيل تُقلع من أرضها الأم لتُغرس في البر ضمانا لبيئة أقل ملوحة من بيئتنا"!
ولم يسلم صيد الأسماك، الذي كانت تشتهر فيه منطقته، من هذا التحوّل العميق. إذ يستذكر أبو محمد سمك "الصبور" الشهير، الذي كانت رائحته تملأ الأجواء عند شوائه.
ويقول: "كانت السمكة دسمة لدرجة ان خمس سمكات يُطفئن التنور بدهنهن الوفير.
أما اليوم فتشوي السمكة ولا تجد فيها تلك الرائحة المحببة، ولا دهنا وفيرا أو قليلا حتى"!
******************************************
مواساة
بمزيد من الحزن والأسى تلقت مختصة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي العراقي خبر وفاة المهندس الشاب معتز ريسان الخزعلي وابنته، في حادث مؤسف في جمهورية مصر.
الذكر الطيب للفقيدين وأصدق التعازي والمواساة للرفيق الشاعر والناقد ريسان الخزعلي وعائلته الكريمة.
**********************************************
مواساة
رفيقنا وزميلنا العزيز الشاعر الأستاذ ريسان الخزعلي
آلمنا شديداً خبر الوفاة المفجعة لابنك المهندس معتز وحفيدتك زهراء أخيراً في العاصمة المصرية القاهرة.
نقاسمك الاحزان ونرجو لك وللعائلة الكريمة جميل الصبر.
وتبقى ذكرى الفقيدين حيّة طيّبة.
هيأة تحرير "طريق الشعب"
********************************************
الصفحة السادسة
الرفض لاستمرار الحرب يتسع داخل الكيان الصهيوني فرنسا تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية
متابعة – طريق الشعب
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على غزة، التي يعيش سكانها ظروفاً صعبة للغاية مع نفاذ المساعدات واغلاق الحدود واستمرار القصف على المدنيين.
في المقابل تشتد الخلافات داخل الكيان الصهيوني، وتتصاعد المطالبات بإنهاء الحرب والاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بصورة سريعة.
تطهير عرقي
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن "إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا ضد ملامح الحياة في قطاع غزة، مؤكدة أن رائحة الموت تفوح في كل مكان، إذ ترتكز العقيدة العسكرية الإسرائيلية على مبدأ الانتقام العشوائي الأعمى".
ورفضت إيناس أبو الخلف المسؤولة الإعلامية للمنظمة مزاعم الاحتلال التي يروجها الجيش بعد قصفه مستشفى المعمداني، وأكدت ان " استهداف مستشفيات غزة يتكرر بعنف أكبر.. لا يوجد أي مسوغ يبرر الاستهداف العشوائي للمستشفيات التي كلف حمايتها القانون الدولي الإنساني".
وقالت إن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة الضوابط الأخلاقية والإنسانية، واصفة ما يحدث بأنه "حرب على كل مظاهر الحياة في قطاع غزة"
فيما رد الاحتلال ايضاً على تصريحات لوزيرة الخارجية الألمانية المنتهية ولايتها أنالينا بيربوك بشأن هذا الاعتداء، بالقول: إنها "استهدافاً مركزاً لحماس وليس للمدنيين"!
وقالت الوزيرة: يجب تطبيق القانون الإنساني الدولي - مع التزام خاص بحماية المواقع المدنية". وتساءلت "كيف من المفترض أن يتم إخلاء مستشفى في أقل من 20 دقيقة؟".
وأضافت الوزيرة "هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق نار ثابت في غزة. يجب إطلاق سراح الرهائن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وإلا، لن يكون هناك سوى المزيد من المعاناة والكراهية والتشريد."
وفي السياق ذاته، قالت منظمة الصحة العالمية إن الغارة الإسرائيلية أخرجت المستشفى الأهلي "المعمداني" عن الخدمة، مضيفة أن طفلا توفي جراء "توقف العناية".
وكتب تيدروس أن الضربة "دمرت قسم الطوارئ والمختبر وأجهزة الأشعة السينية في قسم الطوارئ والصيدلية.. اضطر المستشفى إلى نقل 50 مريضا إلى مستشفيات أخرى فيما تعذّر نقل 40 مريضا حالتهم حرجة."
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه يمكن ان يجري الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حزيران المقبل، خلال مؤتمر ترأسه بلاده مع السعودية في مقر الأمم المتحدة ردود فعل من رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف في فرنسا، ما دفع بماكرون إلى تعديل تصريحه.
وقال ماكرون على إكس: "أنا أدعم الحق المشروع للفلسطينيين في دولة وفي السلام، كما أدعم حق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمان، وأن يعترف جيرانهما بهما كدولتين". وأضاف: "أبذل كل ما بوسعي مع شركائنا للوصول إلى هذا الهدف من السلام. نحن بحاجة حقيقية إليه".
ورأى نتنياهو أن ماكرون يرتكب "خطأ جسيما" بترويجه لدولة فلسطينية تطمح "لتدمير دولة إسرائيل".
عرائض رفض الحرب تتوالى
وفي وقت تتوالى فيه عرائض رفض استمرار الحرب والمطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، حذّر رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير الحكومة من وجود نقص كبير في عدد المقاتلين بالجيش، مما قد يحد من طموحاتها بقطاع غزة الذي تخوض ضده حربا منذ 18 شهرا.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين عسكريين، امس، أن "زامير أبلغ نتنياهو أن نقص الجنود المقاتلين قد يحد من قدرة الجيش على تحقيق طموحات قيادته السياسية في غزة" وتشير الصحيفة عن مسؤول عسكري آخر، أن زامير "لا يُزيّف الحقائق، بل يُطالب القيادة بالتخلي عن بعض أوهامها"، في السياق ذكرت مجلة 972 الإسرائيلية أن الأرقام المتداولة حول عدد جنود الاحتياط الذين يبدون استعدادهم للخدمة العسكرية غير دقيقة، مشيرة إلى أن النسبة الحقيقية هي أقرب إلى 60 في المائة، بينما تتحدث تقارير أخرى عن نسبة تحوم حول 50 في المائة فقط.
في الأثناء وقّع أكثر من 250 عاملا سابقا بجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) عريضة تدعو إلى إعادة الأسرى من غزة ولو بوقف حرب الإبادة على القطاع. ومن بين الموقعين 3 رؤساء سابقين للجهاز، وبذلك ينضم هؤلاء الموقعون إلى 6 عرائض وقَّع عليها، منذ الخميس الماضي، عسكريون احتياط وعاملون ومتقاعدون من أسلحة مختلفة بالجيش الإسرائيلي، فيما بات يُعرف إعلاميا بعرائض العصيان.
وفي وقت سابق الأحد، وقَّع 200 طبيب وطبيبة احتياط من وحدات مختلفة بالجيش عريضة، طالبوا فيها بإعادة الأسرى من غزة وبوقف حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني، وفق القناة 13 العبرية.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن 1600 من قدامى المحاربين في سلاحي المظلات والمشاة في إسرائيل وقعوا رسالة تطالب بإعادة المحتجزين في قطاع غزة ووقف الحرب.
من جهتها، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن أكثر من 250 عضوا سابقا في الموساد أعلنوا دعمهم لرسالة المحاربين القدامى، كما قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن أكثر من 170 خريجا من برنامج تابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقعوا رسالة تطالب باستعادة الأسرى من خلال إنهاء الحرب.
******************************************
المباحثات الإيرانية – الأمريكية: حلول دبلوماسية.. أم لجوء الى القوة؟
متابعة – طريق الشعب
يسود التفاؤل الحذر بين إيران والولايات المتحدة، بعد جولة المشاورات الأولية التي جرت في عُمان، وسط توقعات بأن الجولة الثانية ستعقد في العاصمة الإيطالية روما.
وتحدث مسؤولو البلدين عن بداية جيدة في المفاوضات، وأكدوا أهمية الحوار الدبلوماسي بين البلدين.
الأهم استمرار التعامل
كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أمس، أنه "من الممكن أن تُعقد الجولة المقبلة من المحادثات مع الولايات المتحدة في مكان آخر غير عُمان". مؤكداً أن القضية الرئيسة والأهم هي استمرار شكل وإطار التعامل مع الولايات المتحدة.
وتحدث بقائي في مؤتمر صحفي، عن تواصل دائم مع عُمان وأن إيران ستتخذ القرار النهائي بشأن مكان المفاوضات في وقت آخر، لافتاً إلى أن "الاتفاق النووي هو اتفاق قانوني ساري المفعول وموجود. كما أن له أطرافا محددة، وسنواصل تفاعلنا ومشاوراتنا وفقا للاتفاق النووي. وستكون هذه التفاعلات مفيدة وسيستمر هذا الاتجاه".
وأضاف، أن "وزير الخارجية عباس عراقجي سيقوم بزيارة مخططة مسبقاً إلى موسكو في وقت لاحق من هذا الأسبوع وسيتم استغلال هذه الفرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط".
رفض التهديدات
وشدد على أن بلاده "لن تقبل المفاوضات والتهديدات في آن واحد"، مضيفا: "يصدر عن مسؤولين أميركيين مختلفين تصريحات متناقضة ويجب عليهم أن يجدوا بأنفسهم طريقة لحل هذه التناقضات. وهذا أحد الأسباب الرئيسية لإجراء المفاوضات غير المباشرة".
وتابع: "لا يمكنكم ادعاء التفاوض مع استمرار سياسة الضغط والعقوبات والتهديد. إن هذا النهج غير مقبول على الإطلاق، وقد أوضحنا مواقفنا بوضوح".
حل دبلوماسي
وفي ذات السياق توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سرعة اتخاذ قرار بشأن إيران، موضحاً، أنه "اجتمع مع مستشاريه بشأن إيران ويتوقع اتخاذ قرار سريعا.
فيما بين وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، أن "بلاده لا تزال تأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران لوقف مساعيها نحو امتلاك سلاح نووي"، لكنه أكد أن "الجيش الأميركي مستعد لتنفيذ ضربات تستهدف العمق الإيراني إن فشلت الجهود السياسية".
وقال هيغسيث: "الاتصالات الأولية في عُمان كانت مثمرة ونعتبرها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح"، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن لن تتردد في استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.
وأضاف: "رغم أن الرئيس دونالد ترامب لا يريد اللجوء إلى العمل العسكري، فإننا أثبتنا قدرتنا على الذهاب بعيدا، والتوغل في العمق، وبقوة. نحن لا نريد أن نفعل ذلك، لكن إذا اضطُررنا، فسنقوم بما يلزم لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية".
*********************************************
{الشيوعي المصري} يحذر من رفع أسعار المحروقات
القاهرة – طريق الشعب
حذر الأمين العام للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي من عدم سحب قرار رفع أسعار المحروقات الذي صدر الجمعة الفائت، وعده بالقرار الخاطئ والخطير، مؤكداً أن المصريين سوف يدفعون ثمن ذلك.
وقال عدلي، إن "القرار يكشف عن حقيقة انبطاح الحكومة المصرية أمام إصرار صندوق النقد ومن يقف خلفه من قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية، على فرض شروطه بإلغاء الدعم تدريجيا عن جميع السلع والخدمات وخاصة عن المحروقات، غير عابئة بما يعانيه المصريون من ويلات في سبيل توفير سبل الحياة الأساسية، وما يقاسيه من أزمات في التعليم والصحة وكافة مناحي الحياة".
وتساءل عن سبب إصدار القرار في هذا التوقيت في وقت تخفض أسعار البترول عالمياً وقال: "ما هذا الاستهتار الذي أصاب الحكومة المصرية من حيث توقيت هذا القرار وفقدانها الرشد وعدم إدراكها للظرف العام الذي تمر به ".
***********************************************
بيرني ساندرز يحشّد تحت شعار {محاربة الأوليغارشية}
متابعة – طريق الشعب
يواصل السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، المعارض الأبرز لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحشيد آلاف الأشخاص في تجمعات يعقدها في مختلف الولايات الامريكية تحت عنوان "محاربة الأوليغارشية".
وفي أحد التجمعات بولاية فيرمونت قال ساندرز: "عددكم نحو 36 ألفًا وهو أكبر تجمع شهدناه على الإطلاق.. وجودكم هنا اليوم يجعل دونالد ترمب وإيلون ماسك في غاية التوتر".
اما في لوس أنجلوس حيث غصت حديقة غلوريا مولينا بالحاضرين، فقد ظهر ساندرز بشكل مفاجئ وخطب بالجمهور قائلًا: "هذا البلد يواجه صعوبات كبيرة ومستقبل أميركا رهن بجيلكم". وحث الشباب على "النضال من أجل تحقيق العدالة" وإلا فإنهم سيواجهون "مخاطر".
ومن هذا التجمع قالت اليكس بأول وهي معلمة تبلغ من العمر 28 عاماً "نحتاج إلى الأمل. أشعر بخيبة حقيقية من رد الديمقراطيين، أتوقع منهم المزيد من التحرك والغضب".
وتضيف "إن الولاية الجديدة لدونالد ترمب محبطة فهي مخيفة حقًا". ويعاني بعض طلابها "الصدمة" بسبب طرد ذويهم المهاجرين من الولايات المتحدة.
*************************************************
ما يحدث في إندونيسيا يذكر بدكتاتورية سوهارتو
رشيد غويلب
تشهد اندونيسيا موجة جديدة من الاحتجاجات ضد تشديد ما يعرف بالقانون العسكري. في 20 آذار الفائت، أقر البرلمان الإندونيسي قانون "إصلاح القانون العسكري" لعام 2004. وكانت محاولات حكومية سابقة لتعديل القانون قد باءت بالفشل. وفي بداية هذا العام، عادت الحكومة إلى ملف تعديل القانون، بحجة أن القانون يحتاج إلى التحديث والتكيف مع "التحديات" الحالية. وهذه مجرد ذريعة لتشديد قبضة الحكومة على سكان البلاد. لقد اختارت الحكومة أيام الصوم في رمضان لتمرير التعديل دون ضجيج. وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت موجات عديدة من الاحتجاجات، على سبيل المثال لا الحصر ضد الفساد أو القوانين المناهضة للمجتمع. وكان التعديل الأخير بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير (الحكومة).
نقد التعديل
المحتجون ومن يدعمهم يرون ان التعديل الحالي يكرس دورا غير محدود للجيش في حياة البلاد. ويمنحه فرصة أكبر للتدخل في الشؤون المدنية. وبذلك، يمكن لأعضاء القوات المسلحة شغل مناصب مدنية في 14 مؤسسة حكومية، أي أكثر من السابق، حيث كانت حصة الجيش عشرة مناصب مدنية فقط. ويُسمح للعسكريين بشراء الأراضي، والعمل في القطاع الخاص، ويمكنهم الآن أن يكونوا جزءًا من مشاريع البنية التحتية أو المشاريع الاجتماعية. وهذا يسمح للجيش بتوسيع نفوذه إلى كل مجتمع صغير وجميع مجالات الحياة المدنية. وهذا ما يسمى بمبدأ الوظيفة المزدوجة. وهذا يعيدنا إلى زمن محمد سوهارتو (سنوات الدكتاتورية العسكرية (1967 -1998)، أي ان الجيش يتحول إلى فاعل مؤثر في اقتصاد البلاد.
لقد تلمس السكان هذه المخاطر الكامنة، وكان الطلبة المحرك الرئيس للحركة الاحتجاجية، ومع انتشار الاحتجاجات، اتسعت دائرة الأوساط المشاركة فيها، ويلاحظ المتابعون حالة من التضامن المتصاعد بين المحتجين وعامة الشعب.
اتساع جغرافيا الاحتجاج
لا تنحصر الاحتجاجات في العاصمة، وامتدت لتشمل 40 مدينة، وتتنوع طبيعتها بين الاحتجاج السلمي الهادئ، وشقيقه الصاخب، حيث تتحول ساحات الاحتجاجات في بعض المدن إلى ميدان لمهرجان احتفالي كبير. بالإضافة إلى ذلك تنعكس روحية الاحتجاج بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي لعبت دورا مؤثرا في دفع الناس للخروج إلى الشوارع والساحات.
يشارك الآلاف في الحركة الاحتجاجية، وليس هناك معطيات دقيقة لان الحكومة تمنع أي تغطية حقيقة للحدث. ولهذا يحاول المحتجون التوجه لوسائل الإعلام العالمية لكسر الحصار الحكومي والتعريف بقضيتهم.
وبجري ترهيب وسائل الإعلام بطريقة بشعة ومتخلفة على سبيل المثال، في بداية شهر آذار، تلقت مجلة تيمبو الأسبوعية ً طرداً يحتوي على رأس خنزير مقطوعة الاذنين، ثم تبعه ستة فئران أخرى مقطوعة الرؤوس. ونُشرت بيانات شخصية لإحدى الصحافيات على الإنترنت، وتلقت أسرتها العديد من مكالمات التهديد. وتم ملاحقة تشكيلين، قاموا برسم جداريات للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
الجيش يشارك في القمع
لا تنحصر عمليات القمع بقوات الشرطة فقط، بل يشارك الجيش والمليشيا بقمع المحتجين، مستخدمين الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة بعض المتظاهرين بالعمى.
وينعكس إقرار التعديل بشكا منظور، فبمجرد إقراره في البرلمان، قامت الحكومة بنشر وحدات الجيش ضد المتظاهرين. وهذا يثبت الغرض الحقيقي للتعديل، المتمثل بإضفاء غطاء قانوني، لتبرير العنف والقمع. وهذا يشكل تهديدا للديمقراطية. يضاف إلى ذلك الفساد الصارخ وعدم وجود معارضة قوية في البرلمان على الإطلاق. الجميع تحت سيطرة رئيس الجمهورية الحالي برابوو سوبيانتو، وهو ابن زوجة سوهارتو وجنرال سابق شارك في اختطاف المعارضين في ثمانينيات القرن العشرين، ولم يتعرض لأي مساءلة، لعدم توفر "الأدلة".
يمكن القول إن اندونيسيا لم تتعاف بعد، وما زال القمع والملاحقة يطبع حياة الناس، على الرغم من مرور قرابة 60 عاما على واحد من أبشع الانقلابات العسكرية في تاريخ العالم المعاصر، راح ضحيته مئات الألوف من القتلى والمختطفين والمشردين والملاحقين. وما زال الكثيرون يعاملون ببشاعة ولا إنسانية، ولم يُرد لهم الاعتبار، وخصوصا الشيوعيين وذويهم، الذين تحملوا القسط الأكبر من عنف الانقلابين.
********************************************
الصفحة السابعة
عيد الفلاح العراقي وعلاقته بالإصلاح الزراعي
حسام محمد عبد الله*
ولد عيد الفلاح الأغر من رحم واقع الريف العراقي في صبيحة يوم 15/ 4/ 1959 قبل ستة وستين عامًا، يحمل بيرقه كوكبة من الرواد الأوائل ومن مناصريه وأنصاره، بموعد مسبق في تجمعهم بمقهى الخيام باتجاه شارع الرشيد، فانطلقوا بوقتها بقلوب مؤمنة وأفكار وضاءة وسلوك رشيد، حاملين العلم العراقي وبأكفهم المنجل وعلى كتفهم الكرك والمسحاة، سائرين صوب إقامة زعيم البلاد المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع بموقعها آنذاك بالقرب من مدينة الطب مكانها الحالي.
يرددون شعار (الأرض لمن يزرعها)، فاستقبلهم بحفاوة قائلًا مكررًا "بوركتم يا أباة الحرث والزرع"، فاستلم الزعيم منهم البيان التأسيسي والنظام الداخلي، فأصبح منذ ذلك اليوم رمزًا يُحتذى ويُحتفل به الفلاح والمزارع العراقي في كل عام. ومعلوم أن ولادة ذلك التنظيم كانت حاجة فرضتها الضرورة والمرحلة، حيث كانت فجوة وفراغ بين تعاونيات الإصلاح الزراعي التي تم تأسيسها بموجب القانون رقم 30 لسنة 1958 والتي كانت مكلفة بإدارة الاستيلاء وتوزيع الأراضي الزراعية، وبقيت إدارة الإنتاج والتسويق وتوفير مستلزماته من مدخلات ومخرجات التي كان يديرها الإقطاعي، وهو شخص معنوي مكّنته قوى الاحتلال في حينها بقوة سلطوية ومالية سلبتها من المنتجين، وبعد إزاحته أصبح المنتجون لا يملكون غير قوة عملهم الفكرية والجسدية. ولغرض غلق تلك الفجوة التي ذكرت، انطلق يوم الفلاح بتأسيس جمعيات تعاونية زراعية، وعلى غرارها صدر قانون رقم 73 لسنة 1959 وهو قانون الجمعيات التعاونية العامة ومن بينها جمعيات التعاونيات الزراعية.
ولكن الرواد الأوائل لم يقفوا عند هذا الحد، بل ذهبوا لإعداد تحالف استراتيجي مع تعاونيات الإصلاح الزراعي، فقد عملا معًا في تحقيق الأهداف التي ذكرت أعلاه، حيث تم استثناؤها من أحكام القانون رقم 73 لسنة 1959 لخصوصية عملهما. واستمر الحال حتى في تنفيذ القانون رقم 117 لسنة 1970 الذي حل محل القانون رقم 30 لسنة 1958.
وحيث كانت المطالب مستمرة في توحيد جهود تعاونيات الإصلاح الزراعي مع الجمعيات التعاونية الزراعية، فقد صدر قانون رقم 43 لسنة 1977 يسمى قانون الجمعيات الفلاحية التعاونية وألحقت به تعليمات رقم 142 لسنة 1977، ولا تزال تلك التعليمات مشرعة إلى يومنا هذا ولم تتقاطع مع قانون الاتحاد الحالي رقم 56 لسنة 2002. وكان ذلك القانون المذكور أعلاه قانونًا إنتاجيًا شاملًا للواقع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ومتضمنًا مشاريع إنتاجية ذات صفة تنموية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، حيث تم تعديله بالقانون رقم 168 لسنة 1979 وذلك لقيام الجمعيات الفلاحية التعاونية بالاشتراك بتأسيس اتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب، وأصبح من المؤسسين في هذا التنظيم ومسجلًا في جامعة الدول العربية.
وعند الوقوف لتقييم تلك الفترة من (1959- 1979) في موضوع عمل الجمعيات الفلاحية التعاونية في المجال الزراعي، نجدها حافلة بالمنجزات ومن بينها إكمال البنى التحتية والهياكل التنظيمية بتشكيل الجمعيات الفلاحية التعاونية على مستوى القرية والوحدات الإدارية والفروع على مستوى القضاء والمحليات على مستوى المحافظة والاتحاد العام على مستوى البلاد، كذلك إقامة مشاريع إنتاجية (نباتي وحيواني) وتملك مشاريع إروائية ومضخات وحاصدات وقيادة القطاع الخاص في الواقع الزراعي واستهداف تنمية المشاريع الصغيرة وبناء علاقات مهنية إنتاجية مع الدائرة القطاعية.
ولكن في ثمانينيات القرن الماضي امتدت يد النظام في حينها لتسييس ذلك التنظيم وتغيير اتجاه عمله الإنتاجي، حيث قام بتصفية مشاريعه الإنتاجية وبيع موجوداته ومقراته ومخازن مستلزماته الزراعية وسحب أرصدته المالية وصرفها على معاركه الخاسرة مع جيرانه، ثم أصدر قانونًا جديدًا رقمه 56 لسنة 2002 وهو قانون تنظيمي سياسي بحت، لم يلب طموح الإنتاج والتسويق في القطاع الزراعي وأفرغه عن محتواه في التنظير والتعقيد وتفكيك ارتباطه بالدائرة القطاعية ورفع فرض سلطته المهنية على القطاع الخاص، وإبقائه عليلًا يحبو، فتكالبت عليه أطراف للانتفاع بلا مهنية منها (اتحادات مهنية وأخرى إنسانية) بالإضافة إلى مؤسسات حكومية ليست ذات صلة.
وبعد التغيير عام 2003 أرادت حكومة التغيير أن ترفع مستوى ذلك التنظيم وتخرجه من كبوته لكي يلعب دورًا رياديًا في تطوير القطاع الزراعي ومساندة الحكومة في تنفيذ خططها الإنتاجية، حيث قدمت الحكومة أموالًا نقدية طائلة بصفة منح لتقوية مركزه المالي مع ضغط النفقات والاتجاه لمشاريع إنتاجية لتشغيل الأيدي العاملة واستهداف الطبقات الهشة، لكن تبقى المشكلة عالقة والأهداف مشلولة التنفيذ وقوامها الارتباط بجهة مهنية وإدارية للرقابة والإشراف، وهي نقطة ارتكاز لأن ذلك التنظيم ما زال في حداثته بالرغم من عمره الطويل بسبب الظروف السياسية السابقة التي أقعدته مشلولًا هذا من جهة، وأخرى أصبح اليوم ذلك التنظيم رقمًا صعبًا في الواقع الزراعي بجماهيره المنتجة والحاجة له لتعزيز الناتج المحلي واستقرار البلاد، لكنه يعاني من أهم جرح مضت دمامله في جسمه وهو إصدار قانون جديد ينسجم مع تطلعاته ومع اقتصاد السوق عن طريق انتقاء عناصر ذات خبرة ودراية كاملة في الواقع الريفي قوامها أصحاب المصلحة والمهندس الزراعي الرديف لإعداد مسودة القانون الجديد، وبعدها توكل المهمة إلى السياسي والقانوني لإصلاح ما يشوبها من اعوجاج في الترتيب والتنظيم نحو الأفضل. وهنا لا بد أن نذكر الشخوص التي تتالت على إدارة الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية قبل التغيير في عام 2003 وبعده، إذ بذلت ما بوسعها في ترسيخ البناء التحتي الزراعي في الريف لكي يساهم في حمل البناء الفوقي وهو اقتصاد البلد الزراعي نحو التطور والرخاء وكما هو موضح في الجدول أدناه:
واليوم نتطلع إلى فجر جديد في ظل حكومة ديمقراطية رشيدة أحد مواردها الذي لا ينضب هو الإنسان فعلينا الالتفاف من حولها لتنظيم بنائها وتقوية أواصرها لكي تلعب دوراً في تحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير بلدنا من اجل سعادة الفرد والمجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مهندس استشاري
**********************************************
١٥/٤/١٩٥٩ يوم مجيد في تاريخ الحركة الفلاحية العراقية
عبد الكريم عبد الله بلال*
تمرّ علينا الذكرى الخامسة والستون لانعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لاتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق، والذي صادف قبل شهر من صدور أول قانون لاتحاد الجمعيات الفلاحية، وفق القانون رقم (٧٨) لسنة ١٩٥٩.
ومع الإشارة إلى أن حزبنا الشيوعي، ومنذ صدور قانون الإصلاح الزراعي رقم (٣٠) في أيلول ١٩٥٨، كان قد بدأ بتحريك المئات من رفاقه وأصدقائه المتطوعين إلى القرى والأرياف التي يتواجد فيها أكثر من (٥٠) فلاحًا، وذلك لعقد اجتماعات تمهيدية بغرض التحضير لانتخابات الجمعيات الفلاحية، انطلاقًا من مبدأ أن الديمقراطية الشعبية هي الأساس لحماية الجمهورية الفتية وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي.
وقد عُقد المؤتمر في ١٥/٤/١٩٥٩، وتم خلاله انتخاب هيئة مؤسسة للاتحاد العام من (٢٧) عضوًا، واتُخذت فيه جملة من القرارات، من أبرزها:
التأييد العام لثورة 14 تموز والدفاع عن النظام الجمهوري.
الدعوة لتطبيق قانون الإصلاح الزراعي بمشاركة ممثلي الجمعيات الفلاحية.
رصد المبالغ اللازمة لمساعدة الفلاحين وتجهيزهم بالبذور واللوازم الزراعية.
توفير مياه السقي اللازمة وتشغيل المضخات الزراعية التي عطّلها الإقطاعيون.
الحث على زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين وتحديث الأساليب الزراعية.
لكن هذا التقدم في مسيرة القوى الديمقراطية، ومن ضمنها الاتحادات والنقابات والجمعيات، لم يَرُقْ للإقطاعيين والملاّك والبيروقراطيين في مؤسسات الدولة، الذين ظلوا يحنّون إلى النظام شبه الإقطاعي السابق للثورة. فبدأت التحركات المضادة، وكان أولها انسحاب ممثلي الحزب الوطني الديمقراطي (جماعة عراك الزكم)، ثم صدور قانون جديد لاتحاد الجمعيات الفلاحية، تحت الرقم (١٣٩) لسنة ١٩٥٩، الذي ألغى بموجبه القانون السابق رقم (٧٨) لسنة ١٩٥٩، وألغى بعض المواد المهمة، ومنها المادة التي كانت تخوّل الاتحاد صلاحية تأسيس الجمعيات، ونقل هذه الصلاحية إلى وزارة الداخلية.
وهكذا بدأت التدخلات الواسعة في شؤون الاتحاد، وبدأ أغنياء الفلاحين والسراكيل السابقون وبعض الملاّك بالسيطرة على الجمعيات في عدد من المناطق. ورغم ذلك، استمر رفاقنا الشيوعيون وأصدقاؤهم في العمل داخل الاتحاد، وخاضوا صراعات حقيقية من أجل أن يتولى فقراء الفلاحين إدارة الجمعيات والدفاع عن حقوقهم.
كانوا ينشرون الوعي بين صفوف الفلاحين، ويسعون إلى فضّ النزاعات بينهم، أو بينهم وبين الإقطاعيين والملاّك، الذين حاولوا التعدي على الأراضي الموزعة بموجب القانون، وقطع المياه عنها. كما خاضوا صراعًا متواصلاً مع المؤسسة البيروقراطية الزراعية الموالية للإقطاع والملاّك.
واستمر هذا الوضع حتى انقلاب ٨ شباط الأسود عام 1963، حيث استولى البعثيون على السلطة، ثم على مؤسسات الدولة، ولم يسلم الاتحاد من العبث والتخريب، إذ حُوّل إلى أداة في خدمة السلطة الحاكمة وأهدافها، فأُستخدم كأداة قمع ضد الفلاحين غير المنتمين لحزب البعث، وتحوّل إلى وسيلة لتحقيق مصالح كبار الملاّك وأغنيائهم، رغم وجود العديد من العناصر الوطنية الجيدة داخل صفوف الاتحاد.
وبعد سقوط نظام البعث عام ٢٠٠٣، أُعيد تشكيل الاتحاد، وأُجريت فيه أكثر من دورة انتخابية. إلا أن التدخلات الواسعة من قبل القوى السياسية والحكومية المتنفذة لا تزال مستمرة لتعطيل دوره. لكن ثبت أن هذه المحاولات لم ولن تجدي نفعًا.
وخير دليل على ذلك، استمرار العديد من الاتحادات المحلية في المحافظات بالدفاع عن مصالح الفلاحين، وأبرز الأمثلة على ذلك التظاهرات التي جرت في السماوة والكوت والبصرة، والتي ما تزال مستمرة في مفرق غماس. وقد نظمتها الاتحادات الفلاحية المحلية، وبعض التنسيقيات في محافظات النجف، والسماوة، والديوانية، وكربلاء، من أجل الدفاع عن حقوق الفلاحين. وهي دليل حي على قوة بنيان الاتحاد، رغم التدخلات الفظة في شؤونه.
وفي هذه المناسبة، ندعو القوى السياسية والبرلمانية المتنفذة إلى الكفّ عن تدخلاتها، وأن تترك الاتحاد ينظم صفوفه ويجري انتخاباته بحرية وبشكل ديمقراطي.
ألف تحية للفلاح العراقي في عيده الأغر.
ــــــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
**************************************************
دور الشباب المتعلم في إحداث نهضة وتنمية زراعيتين
كاظم عبد حسين*
إن بروز جيل جديد من الشباب المتعلّم المشتغل بالزراعة يُمثّل قوة دافعة هائلة لتطوير هذا القطاع الحيوي، وتحقيق نهضة زراعية حقيقية. يتميّز هؤلاء الشباب بما يلي:
اولاً: تبنّي التقنيات الحديثة والزراعة الذكية حيث يمتلك شباب اليوم مهارات رقمية عالية تُمكّنهم من تبنّي واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة بسهولة وفعالية.
يستخدمون أنظمة تحديد المواقع (GPS)، وتقنيات الاستشعار عن بُعد عبر الطائرات المُسيّرة والأقمار الصناعية، وتحليل البيانات الضخمة لتحسين إدارة المحاصيل والموارد.
يعتمدون على أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت لمراقبة الظروف البيئية والتربة والمحاصيل في الوقت الفعلي، مما يسمح باتخاذ قرارات مستنيرة.
يستفيدون من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، والتنبؤ بالإنتاجية، واكتشاف الأمراض والآفات، وتحسين عمليات الري والتسميد.
يتبنّون أساليب زراعية مبتكرة تُقلّل من استخدام الأراضي والمياه، وتزيد الإنتاجية، خصوصًا في البيئات الحضرية أو ذات الموارد المحدودة.
يُدخلون الروبوتات في عمليات الزراعة والحصاد لزيادة الكفاءة وتقليل الاعتماد على العمالة اليدوية.
ثانياً: دورهم في تطوير العمل الزراعي بزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة: من خلال استخدام التقنيات الحديثة، يُمكن تحقيق إنتاجية أعلى وجودة أفضل للمحاصيل، مع تقليل الفاقد.
ترشيد استخدام الموارد: تُسهم الزراعة الذكية في الاستخدام الأمثل للمياه والأسمدة والمبيدات، مما يُقلّل التكاليف ويحافظ على البيئة.
تحسين إدارة المزارع: تُمكّنهم التكنولوجيا من إدارة المزارع بكفاءة أعلى عبر تحليل البيانات واتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب.
تطوير سلاسل القيمة: يمكنهم المساهمة في تطوير سلاسل القيمة الزراعية من خلال استخدام التكنولوجيا في التسويق، والتوزيع، والتصنيع الغذائي.
جذب الاستثمارات: إن إدخال الأساليب الزراعية الحديثة من قِبل الشباب يجعل القطاع أكثر جاذبية للاستثمارات المحلية والأجنبية.
خلق فرص عمل جديدة: تتطلب هذه التقنيات مهارات جديدة، ما يخلق فرصًا وظيفية في مجالات مثل تطوير البرمجيات الزراعية، وتشغيل وصيانة الأجهزة الذكية، وتحليل البيانات الزراعية.
ثالثاً: إحداث نهضة زراعية زيادة الاكتفاء الذاتي الغذائي: من خلال تحسين الإنتاجية والكفاءة، يُمكن تقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تعزيز الأمن الغذائي: تُوفّر النهضة الزراعية الغذاء بكميات كافية وأسعار معقولة لجميع فئات المجتمع.
التنمية الاقتصادية والاجتماعية: يُعدّ القطاع الزراعي محرّكًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتطويره يُعزّز فرص العمل ويحسّن مستوى المعيشة في المناطق الريفية.
الاستدامة البيئية: تُساهم الزراعة الذكية في تحقيق الاستدامة من خلال تقليل استهلاك الموارد الطبيعية وخفض معدلات التلوث.
التحديات التي قد تواجه الشباب في هذا المسار: صعوبة الحصول على التمويل: قد يواجه الشباب تحديات في تأمين التمويل اللازم لتبني التقنيات الحديثة.
الحاجة إلى التدريب والمعرفة: هناك حاجة إلى برامج تدريبية متخصصة لاكتساب المهارات اللازمة لاستخدام التقنيات الزراعية بفعالية.
ضعف البنية التحتية: بعض المناطق تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، مثل الاتصال بالإنترنت، مما يُعيق تطبيق الزراعة الذكية.
مقاومة التغيير: قد يواجه الشباب رفضًا من المزارعين الأكبر سنًا الذين يفضلون الأساليب التقليدية.
من أجل تمكين الشباب وتحقيق أقصى استفادة من دورهم في النهضة الزراعية، لا بدّ من: توفير برامج تمويلية ميسّرة.
إنشاء مراكز تدريب متخصصة في الزراعة الذكية.
تطوير البنية التحتية الريفية، خاصة في ما يتعلق بالاتصال والتقنيات الحديثة.
تشجيع البحث والابتكار في المجال الزراعي.
تسهيل تبادل المعرفة والخبرات بين الشباب والمزارعين من مختلف الأجيال.
في الختام: إن بروز جيل جديد من الشباب الشغوف بالزراعة، والمتمكن من استخدام التقنيات الحديثة، يُمثل فرصة حقيقية لإحداث نهضة زراعية مستدامة تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق.
ـــــــــــــــــــــــ
* مهندس زراعي استشاري
*********************************************
الصفحة الثامنة
شيوعيو الديوانية يحتفلون بعيد الحزب الديوانية - طريق الشعب
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، مساء السبت الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب، حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم وممثلون عن اتحادات ونقابات وقوى سياسية.
الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق على "ملعب نادي الرافدين" وسط الديوانية، استهل بالوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، ثم الاستماع للنشيد الوطني.
بعدها ألقى عضو اللجنة المركزية وسكرتير اللجنة المحلية الرفيق ميعاد القصير، كلمة المحلية في المناسبة، أعقبها توزيع جوائز على فريق الدراجات الهوائية الذي جاب المحافظة وهو يحمل راية الحزب والعلم العراقي، في فعالية نظمتها المختصة الرياضية في المناسبة. وقد وزع الجوائز سكرتير المختصة الرفيق يحيى المياحي.
وكانت للتيار المدني الديمقراطي كلمة القاها د. محمد نعمة الزبيدي. فيما شهد الحفل قراءات شعرية للشاعرين الرفيق فالح حسون الدراجي وستار الزلزلي.
ونظمت الهيئة النسوية في المحلية "مسيرة الشموع"، مثلما دأبت عليه سنويا في هذه المناسبة. حيث حملت الرفيقات الشموع والرايات الحمر وهن يعتلين المسرح وسط أغنيات الحزب.
كذلك نُظمت فقرة رسم حر، رسمت فيها الرسامة بنين البديري صورة شهيد الحزب الرفيق ناصر عواد (أبو سحر).
وكانت هناك مساهمة شعرية للرفيق الشاب يوسف حيدر. فيما اختتمت الفرقة الموسيقية للفنان عادل الهلالي، الحفل بمعزوفات وأغنيات سبعينية.
هذا وأدار الحفل الرفيق رياح الشباني.
****************************************************
في هولندا.. بهجة غامرة في عيد الحزب
مجيد خليل ابراهيم
نظّمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، بالتنسيق مع منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني ورابطة الأنصار الشيوعيين، احتفالًا جماهيريًا كبيرًا بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحزب، وذلك مساء يوم السبت الماضي في قاعة الأفراح بمدينة هوفتدورب الهولندية، وسط حضور واسع من أبناء الجالية العراقية والشيوعيين وأصدقائهم.
وشهد الحفل حضور السيد ياسين الهاشمي ممثل السفارة العراقية في لاهاي، إضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات المدنية والسياسية العراقية المقيمة في هولندا، الذين شاركوا في إحياء المناسبة الوطنية.
بدأ الاحتفال برفع راية الحزب الشيوعي العراقي وسط تصفيق الحضور وهتافاتهم، حيث حملها عدد من الأعضاء من مختلف الأجيال، لتُعبّر عن الامتداد التاريخي للحزب بين الأجيال. ودوّى نشيد "موطني" بصوت موحد من الحضور، معلنًا انطلاق فعاليات الأمسية.
عقب ذلك، ألقى عريف الحفل أيهم الأديب كلمة ترحيبية، ثم وقف الجميع دقيقة صمت استذكارًا لشهداء الحزب والحركة الوطنية.
وفي كلمة لمنظمة الحزب في هولندا، تحدث الرفيق هلال البندر عن مسيرة الحزب الكفاحية من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتطرق إلى الأزمات التي يشهدها العراق نتيجة نظام المحاصصة، مشيرًا إلى جهود الحزب في بلورة مشروع وطني جامع.
من جانبه، ألقى الرفيق هيمن نوري كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، حيث استعرض تاريخ الحزب، مؤكدًا على صلابة نضاله.
أما ممثل رابطة الأنصار الشيوعيين، النصير صفاء رفّو، فقد تحدث عن التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية في المرحلة الراهنة، وأكد على أهمية التعاون المشترك لبناء مستقبل أفضل للوطن.
كما ألقت الرفيقة باسمة بغدادي برقية تهنئة باسم رابطة المرأة العراقية/فرع هولندا، حيّت فيها الحزب وذكّرت بدوره التاريخي في مواجهة الاستبداد والدفاع عن حقوق المرأة.
وألقى السيد حيدر فخر الدين كلمة باسم التيار الديمقراطي العراقي في هولندا، قدّم فيها التهاني للحزب بمناسبة عيده، مشددًا على توافق أهداف التيار مع طروحات الحزب الساعية إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية بعيدة عن المحاصصة الطائفية.
كما تلقى الحفل برقيتي تهنئة من جمعية البيت العراقي في لاهاي واتحاد جمعيات الصابئة المندائيين، عبّرتا عن الاعتزاز بتاريخ الحزب ونضاله.
واختُتمت الفعالية بجو فني مفعم بالفرح، أحياه الفنانان مانويل النجار ورشوان الجميلي، حيث امتزجت الأغاني الوطنية والموسيقى بالدبكات والزغاريد التي ملأت القاعة، في مشهد يعكس روح الانتماء والبهجة بهذه المناسبة.
*********************************************
في فرنسا.. الشيوعيون العراقيون يحتفلون بعيد حزبهم
باريس - طريق الشعب
بحضور جمع من أبناء الجالية العراقية في فرنسا وعدد من الأصدقاء العرب والفرنسيين، احتفلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في باريس، السبت الماضي، بالذكرى 91 لتأسيس الحزب.
سكرتير المنظمة الرفيق عدنان احمد، استهل الحفل مرحبا بالحاضرين. ثم قرأ بطاقات تهنئة مرسلة من الحزبين الشيوعيين اللبناني والسوداني.
بعدها ألقى كلمة المنظمة، وقال فيها أن "ابناء الحزب واصلوا على مدى تسعة عقود تتابعت وحتى يومنا هذا، نضالهم في سبيل اهداف الحزب وحراكه ووقفاته المشرفة، لتحقيق شعار (وطن حر وشعب سعيد)"، مشيرا إلى أن "الحزب جمع بين الأهداف الوطنية المتمثلة في الاستقلال الكامل وحماية السيادة وتحرير الثروات الوطنية وبناء النظام الديمقراطي العادل وتعزيز الوحدة الوطنية، والاهداف الطبقية المتمثلة في الدفاع عن حقوق العمال والشغيلة والحريات العامة وتعزيز حقوق المرأة وحماية مكتسباتها وتمكينها من القيام بدورها في كل الميادين".
وأشار أحمد في كلمته إلى أن "الواقع العراقي اليوم يمر بأزمات كبيرة بسبب منظومة الحكم التي بنيت على اساس المحاصصة والاثنية وتركز السلطات والثروات بأيد اقلية، ما سبب تفاوتا اجتماعيا وطبقيا ملحوظا وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والامية ايضا، وضعف الدولة وتراجع هيبتها، وانتشار السلاح خارج اطار المؤسسات الدستورية".
وختم الكلمة محييا نضال الشعوب العربية نحو استقلالها، خاصة نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والشعب السوداني الذي يعاني ازمات وحروبا منذ نحو عامين.
بعدها القى الرفيق المعتصم سيدي احمد كلمة في المناسبة باسم الحزب الشيوعي السوداني، استذكر فيها سنوات نضال الحزبين. وأكد مواصلة النضال حتى تحقيق المطالب.
وشهد الاحتفال فقرة موسيقية. حيث قدم عازف العود التونسي احسان العريبي، عزفا لبعض أغنيات الشيخ إمام، ما أثار تفاعل الحاضرين الذين صاروا يغنّون مع اللحن.
فيما ألقى الشاعر الشاب منصور البصري قصيدة في المناسبة.
وكان للمسرح حضوره في الاحتفال. إذ قدم الفنان المسرحي سمير عبد الجبار، مشهدا ارتجاليا جسد فيه دور أم تبحث عن ابنها الشهيد، واستذكر معاناة وصراخ النساء المكلومات بفقدان اولادهن، كذلك ثوار انتفاضة تشرين وقصة المرأة بائعة المناديل الورقية التي قدمت صورة لا تنسى لصمود المرأة ومؤازرتها نضال الشعب.
هذا وشارك في الاحتفال شباب وشابات من الجيل الثاني للمغتربين العراقيين. إذ أدوا اغنيات وطنية وعاطفية من التراث العراقي الجميل بصحبة عود احسان.
******************************************
رابطة المرأة تزور السفارة الفلسطينية في بغداد
بغداد – طريق الشعب
استقبل سفير دولة فلسطين لدى العراق احمد الرويضي، الأربعاء الماضي في مقر السفارة في بغداد، وفدا من رابطة المرأة العراقية ضم سكرتيرة الرابطة شميران اوديشو وعضوي السكرتارية د. خيال الجواهري سهيلة الأعسم.
وخلال اللقاء استعرض السفير اوضاع المرأة الفلسطينية ومعناتها في ظل استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
في حين عبرت السيدة شميران عن تضامن المرأة العراقية مع المرأة الفلسطينية، مؤكدة ان الرابطة مستعدة لتنسيق نشاطات مشتركة مع السفارة، دعما للمرأة الفلسطينية وتضحياتها.
وتخلل اللقاء اتصال هاتفي مع وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية منى الخليلي، التي أكدت أهمية التنسيق والتعاون بين المرأة الفلسطينية والعراقية. ورحبت بعقد نشاطات مشتركة ضمن برنامج "القدس عاصمة المرأة العربية العام 2025".
********************************************
رابطة المرأة تكرّم الرائدة النسوية عفاف عبد الحميد الحكيم
بغداد – طريق الشعب
زار وفد من رابطة المرأة العراقية، المناضلة عفاف عبد الحميد الحكيم، إحدى رائدات الحركة النسوية، في منزلها، وذلك لتكريمها تقديرا لمسيرتها النضالية الطويلة وعطائها المتميز في الدفاع عن حقوق المرأة العراقية وتعزيز دورها في المجتمع. وبحفاوة وترحاب استقبت السيدة شروق العبايجي، ابنة المناضلة، الوفد الذي ضم سكرتيرة الرابطة شميران مروكل وأعضاء السكرتارية د. خيال الجواهري وسهيلة الأعسم ونضال توما.
وأشاد الوفد بمساهمات السيدة الحكيم البارزة منذ عقود، في مجال النضال النسوي والعمل المدني. حيث كانت من أوائل النساء اللواتي ساهمن في تأسيس الرابطة والنهوض بدورها الوطني والاجتماعي. وأكدت السيدة مروكل في كلمتها خلال التكريم أن "ما قدّمته النساء الرائدات أمثال السيدة عفاف الحكيم، هو أساس راسخ لمسيرة مستمرة من النضال والمطالبة بالعدالة والمساواة. ونحن اليوم نستلهم من تجاربهن العزيمة للمضي قدما في سبيل تحقيق حقوق النساء في العراق". وعبرت السيدة الحكيم عن شكرها وامتنانها للرابطة على التكريم، مؤكدة أن ما قامت به على مدى سنوات كان بدافع الإيمان العميق بقضية المرأة والعدالة الاجتماعية. ويأتي هذا التكريم ضمن سلسلة نشاطات تنظمها الرابطة للاحتفاء برائداتها، وتوثيق تاريخ نضال المرأة العراقية في مختلف المراحل، ولتأكيد أهمية الاستمرار في دعم قضايا النساء وتعزيز حضورهن في الشأن العام.
************************************************
سفرة عائلية إلى هيت والحقلانية والبغدادي
بغداد – طريق الشعب
ابتهاجا بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نظمت لجنة المثقفين المحلية في الحزب، الجمعة الماضية، سفرة عائلية إلى مناطق هيت والحقلانية والبغدادي في محافظة الأنبار. وشارك في السفرة أكثر من 100 شخص اطلعوا على جمال تلك المناطق. وتجمعوا في جلسات اتسمت بالألفة والمحبة. كما شاركوا في جلسة طرب.
رافقت السفرة أجواء طربية مميزة أضفاها الفنان علي حافظ بعزفه على آلاته الموسيقية. كما تألقت لينا ثابت بتقديم مجموعة من الأغاني التراثية والعربية، أبدعت في أدائها وأثرت الأجواء بجمال صوتها وحضورها.
***********************************************
جمعية الاقتصاديين في البصرة تكرّم عوائل عوائل اثنين من رموزها الراحلين
البصرة – سيف مهدي
زار وفد من جمعية الاقتصاديين العراقيين في البصرة، منزل عائلة الراحل علي العرب، رئيس الجمعية السابق، وقدم لوح تقدير إلى العائلة تكريما لمسيرة الفقيد الحافلة بالإنجازات، وجهوده المخلصة في الحفاظ على كيان الجمعية وتفعيل دورها في خدمة الاقتصاد، سواء على مستوى البصرة أم العراق عموماً.
وقد جرى خلال الزيارة استذكار أبرز محطات عطاء الفقيد ومساهماته التي تركت أثراً راسخاً في مسيرة الجمعية.
كما زار الوفد عائلة الراحل الأستاذ كاظم الزاهري، محاسب الجمعية السابق. حيث قدّم لوح تكريم إلى عائلته تقديرا لمساهماته الفاعلة في تطوير الأداء الاقتصادي في محافظة البصرة، ودوره الريادي في ترسيخ قيم المهنية والمسؤولية في العمل المؤسسي.
وأكد الوفد الذي ضم عضو الهيئة الإدارية محمد شمخي وعضو الهيئة العامة محمد حيدر، أن هذا التكريم يأتي تقديراً لرمزين كان لهما دور محوري في تعزيز العمل الاقتصادي في البصرة، وتجسيداً لقيم الوفاء تجاه من ساهموا في بناء أسس الجمعية. كما شددا على مواصلة فرع البصرة السير على نهج الرواد، من خلال دعم الكفاءات وتطوير الأداء المؤسسي بما يخدم التنمية الاقتصادية في المحافظة والعراق عموماً.
************************************************
الصفحة التاسعة
77 عاماً من النضال الطلابي اتحاد الطلبة العام: من مؤتمر السباع إلى مواجهة المنع والقمع
زميلاتنا وزملاؤنا الأعزاء…
نستذكر اليوم، بفخر واعتزاز، الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، هذا الصرح الطلابي العريق الذي انبثق من رحم النضال الوطني خلال مؤتمر السباع الخالد عام 1948، حين اجتمع الطلبة الأوائل ليخطّوا، بإرادتهم الحرة ووعيهم المتقد، أولى صفحات الحركة الطلابية المستقلة في العراق. وفي هذه المناسبة المجيدة، نستحضر ذلك المشهد البطولي الذي سطّره عمال بغداد، وهم يتعاضدون مع الطلبة لحماية المؤتمر من محاولات فضّه وقمعه من قبل سلطات العهد الملكي، في واحدة من أروع صور التضامن بين الحركتين العمالية والطلابية في تاريخنا الحديث.
ونحن إذ نحيي هذه الذكرى، نؤكد تمسكنا الراسخ بالمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد، ونجدد العهد بالسير على خطى روادنا الأوائل في الدفاع عن قضايا الوطن والطلبة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي نعدّها قضيتنا المبدئية.
إننا في اتحاد الطلبة العام نعلن تضامننا الكامل مع كفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وندين بأشد العبارات جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في قطاع غزة، إلى جانب السياسات العنصرية والعدوانية التي ينتهجها الاحتلال في كامل الأراضي الفلسطينية.
وإذ ندعو القوى الطلابية الحيّة في العراق والمنطقة والعالم إلى رفع الصوت عاليًا نصرةً لفلسطين، ومقاطعة جميع أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي مع الكيان الصهيوني، نعبّر أيضًا عن تضامننا العميق مع نضالات الحركات الطلابية والشبابية العالمية، التي تواجه القمع والمنع والملاحقة على أيدي الأنظمة المطبّعة.
زميلاتنا وزملاؤنا…
تحلّ الذكرى، وواقعنا التربوي والتعليمي لا يزال يرزح تحت وطأة أزمات متراكمة من سنوات سابقة، وأخرى مستحدثة تتفاقم يومًا بعد آخر. وفي ظل هذا الواقع المأزوم، تواصل المنظومة الحاكمة مساعيها الحثيثة لتقويض أسس التعليم العام، بدءًا بمحاولات إسكات الصوت الطلابي الحر، من خلال فرض تعهّدات على الطلبة بعدم الخوض في القضايا السياسية داخل الحرم الجامعي، مرورًا بفرض نسق أيديولوجي واحد يعكس توجهات القوى المتنفذة.
وقد اتخذت هذه السياسات طابعًا قمعيًا، تجلّى في عدد من القرارات والإجراءات التي تستهدف التنوع الاجتماعي والثقافي، وتفتح في المقابل الأبواب أمام المكاتب الطلابية الحزبية لممارسة الطائفية والترويج للشخصيات السياسية المتنفذة، برعاية وموافقة بعض رئاسات الجامعات.
وفي هذا السياق، نُشير بشكل خاص إلى القرار الجائر بحظر نشاط اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق داخل الجامعات، وهو قرار سياسي بامتياز، لا يعكس سوى خشية السلطة من صوت الطلبة، ومحاولة لتفريغ الجامعات من أي تنظيم طلابي حقيقي يمثّل همومهم ويدافع عن حقوقهم.
ورغم هذا الحظر، فإن الاتحاد سيبقى حاضرًا بصوته ونضاله، وسيواصل أداء دوره الوطني والنقابي، مهما حاولوا منعه أو تهميشه.
كما نحذر من ممارسات خطيرة في الجامعات الأهلية، حيث يُبتزّ الطلبة من خلال تخفيضات مشروطة في الأقساط الدراسية مقابل الولاءات السياسية للأحزاب الحاكمة، ما يكرّس الزبائنية ويحوّل هذه الجامعات إلى أدوات بيد السلطة.
وتتزامن هذه السياسات مع تصاعد مظاهر الانهيار الأخلاقي في عدد من المؤسسات الأكاديمية، حيث تنتشر ظاهرة التحرش بالطالبات من قبل بعض الأساتذة، في ظل غياب الردع والمحاسبة، وتواطؤ إداري يهدد البيئة الجامعية وسلامة الطالبات.
وفي السياق ذاته، يبرز توجه خطير لإلغاء مجانية التعليم، عبر تشريع قانون التعليم الحكومي الخاص سيّئ الصيت، إلى جانب السعي لتعديل قانون التعليم الأهلي بما يمنح المستثمرين حرية التدخل في سير العملية التعليمية.
كما نشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الرسوم المفروضة على الطلبة في الجامعات الحكومية، في انتهاك صارخ لحق التعليم المجاني المكفول دستوريًا، وهو ما يثقل كاهل العوائل العراقية.
ولا تزال مناهجنا الدراسية بعيدة كل البعد عن مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، فيما تتفاقم أزمة البنى التحتية في المدارس والجامعات، وتستمر معاناة الطلبة في الأقسام الداخلية بسبب انعدام الخدمات الأساسية.
ويُعاني القطاع التعليمي من عجز واضح في الكوادر الأكاديمية، ونقص حاد في المؤسسات التعليمية، خصوصًا في المناطق الطرفية، ما يشكّل عائقًا حقيقيًا أمام أي إصلاح تربوي جاد. وفي هذه المناسبة، نعبّر عن تضامننا الكامل مع حراك المعلمين ومطالبهم المشروعة في تحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، ونشدّد على ضرورة توفير الحماية القانونية لهم من الاعتداءات التي يتعرضون لها على يد الخارجين عن القانون. كما ندين بشدة القمع والاعتداء الذي طال حراكهم السلمي، ونعدّه انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير والتظاهر، وتعديًا على كرامة هذه الشريحة الأساسية في بناء مستقبل البلاد.
وعليه، فإننا في اتحاد الطلبة العام نطالب بما يلي:
- فتح تحقيق عاجل في ملف انتهاك الحرم الجامعي وتوغّل الأحزاب المتنفذة فيه، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
- إلغاء قانون التعليم الحكومي الخاص، والتحقيق المهني في مصير أموال صندوق التعليم الموازي.
- إطلاق حملة وطنية كبرى لبناء الجامعات والمدارس الحكومية، وتوزيعها العادل بين الأطراف ومراكز المدن.
- مراجعة مدخلات القطاع التربوي ومخرجات التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
- تخفيض أجور الدراسة المسائية والأهلية بما يتناسب مع دخل الفرد العراقي.
- مراجعة شاملة للعملية التربوية والتعليمية ومناهجها.
- تحديث المناهج الدراسية بما يواكب التطورات العلمية والتكنولوجية.
- تفعيل قانون حماية المعلم وصيانة كرامته من الاعتداءات.
- مكافحة ظاهرة ابتزاز الطالبات، وفرض عقوبات صارمة بحق مرتكبي هذه الجرائم.
- إطلاق الحريات الطلابية عبر تشريع قانون الاتحادات الطلابية.
- إلغاء رسوم النقل والاستضافة بين الأقسام والجامعات، وتخفيض أجور النوادي الطلابية وإخضاعها للرقابة الصحية.
- تطوير السكن الطلابي، وتقليص الإجراءات البوليسية فيه.
- وضع ضوابط صارمة للتعليم الخصوصي تحد من انتشاره العشوائي.
زميلاتنا… زملاؤنا…
إننا إذ نهنئكم بعيد الطالب العراقي، ذكرى تأسيس اتحادكم العتيد، نجدد العهد على مواصلة النضال من أجل تعليم مجاني رصين، وحريات طلابية وأكاديمية حقيقية، ومناهضة كل أشكال التهميش والإقصاء لدور الطلبة في الحياة العامة.
ونستذكر بتقدير واعتزاز التضحيات الجسام لشهداء اتحادنا ومناضليه، الذين واجهوا أعتى الأنظمة الدكتاتورية، فكانت دماؤهم نبراس طريقنا في مواجهة منظومة المحاصصة والفساد.
عاشت الذكرى السابعة والسبعون لتأسيس اتحادنا المجد والخلود لشهداء اتحادنا المجد والخلود لشهداء الحركة الطلابية والوطنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللجنة التنفيذية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق 14/4/2025
*******************************************
في الذكرى 77 لمؤتمر {السباع} في 14 نيسان 1948
رواء الجصاني
يَعدُّ الباحثون والمتابعون المتخصصون تنوعَ قصيد الجواهري بهموم وشؤون الفئات والقطاعات الشعبية، إحدى سمات وميزات الشاعر العظيم وتاريخه الحافل... فقد رصد ووثّـق لتضحيات تلكم الفئات الجماهيرية، ولنضالاتها من أجل أهدافها الوطنية والمهنية وغيرها، متبنيًا حقوقها، بل ومتصدرًا جموع المدافعين عنها...
وقد كانت لشباب العراق وطلبته حصة كبيرة وأثيرة في قصائد الجواهري، ومنذ بدايات عطاءاته الأدبية والفكرية، ومنها: "درس الشباب" عام 1926 و" أمَمٌ تَجِدُّ ونلعبُ" عام 1944 و"يوم الشهيد" عام 1948 التي ألقاها في ساحة "السباع" وسط بغداد، بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي للحركة الطلابية العراقية، وانبثاق "اتحاد الطلبة العراقي العام" عنه. وكذلك نونيته الفريدة عام 1959 حين ألقى في المؤتمر الثاني لذلك الاتحاد بقاعة سينما "الخيام" وبحضور عربي ودولي رفيع، قصيدة "أزفَ الموعد" التي جاء مطلعها:
أزف الموعد والوعـد يَعنّ ... والغدُ الحلو لأهليه يحنُّ
والغـدُ الحـلو بنـوه انتم ... فإذا كـان لـه صـلبٌ فنحن
فخرنـا انا كشـفناهُ لكم ... واكتشافُ الغد ِ للأجيال فنُّ
وفي القصيدة ذاتها يتغنى الجواهري، ويتباهى بمواقفه الوطنية، وأفكاره التنويرية ومساعيه لاستثارة همم جماهير الطلبة والشبيبة، وحماستها في المسيرة الحافلة من أجل الازدهار والبناء والعطاء الوطني... مذكراً بمشاركته الشخصية المباشرة في العديد من فعاليات وتجمعات تلك القطاعات الشعبية ومؤتمراتها، ولعل من أبرزها، بل هي الأبرز فعلاً: مؤتمر الطلبة العراقيين الشهير في ساحة السباع ببغداد عام 1948:
يا شبابَ الغد ِ إنـّـا فتية ٌ/ مثلكُم فرَّقنا في العُمـْـر سنّ
لم يزلْ في جانـِـحيْـنا خافق ٌ/ لصُروف ِ الدَّهر ثَبت ٌ مطمئنّ
لا تلومونا لأنـَّـنا لم نكنْ/ مثلـَـكمْ فيما تـُـجَـنـّـون نـُـجـَـنّ...
عبقرٌ واد ٍ نزلنا سفحـَـهُ/ شـَـتوة ً فهو أصم ُّ لا يـَـر ِنّ
ونزلتم ْ فتلقـَّـاكـُـمْ به/ الربيع ُ الغض ُّ والروض ُ الأغنّ..
البديعُ البدعُ أن يلحـَـقـَـكُمْ
في مضامير ِ الصِّبا عـَـوْدٌ مُسـِـنّ
وبالمناسبة، فقد تلت هذه القصيدة الباهرة، رديفات أخريات ومن بينها (أنتم فكرتي) عام 1961 و(أطفالي وأطفال العالم) عام 1962 و(يا فتية الوطن الحبيب) عام 1979. وفي جميعهن مواقف جواهرية تؤكد إيمان وثقة الشاعر والرمز الوطني بأهمية دور الطلبة والشباب وتضحياتهم الجليلة، لا من أجل حقوقهم المهنية وطموحاتهم في المستقبل الزاهر فحسب، بل ومن أجل حياة حرة كريمة للبلاد وأهلها، بزعم أنه المعني الأول بالأمر... أليس هو من صرح في قصيدة عصماء عام 1956:
أنا العراق ُ لساني قلبه ودمي فراته وكياني منه أشعارُ..
************************************************
الحركة الطلابية وتاريخ اتحاد الطلبة العام
ماجد مصطفى عثمان
في الرابع عشر من نيسان تحل علينا الذكرى (77) لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق. ففي هذا اليوم من عام 1948 اجتمعت وفود طلابية من مختلف المؤسسات التعليمية في العراق في ساحة السباع ببغداد لتعلن تشكيل أول تنظيم طلابي يمثل طلبة العراق بأجمعه لكي تكون هذه المنظمة الطلابية المنبر الذي يجمع أو يوحد قوى الطلبة لغرض الدفاع عن مطالبهم المهنية وطموحاتهم المشروعة.
وقد تعرضت كوادر وجماهير هذه المنظمة الطلابية بعد ثلاثة أشهر من تأسيسها عام 1948 إلى الاعتقال والسجن والمطاردة والفصل، لكن بالرغم من كل هذا بقي أعضاؤه وكوادره وصامدين وصولًا إلى الشهادة، حتى عندما تحول إلى العمل السري الشاق. إضافة إلى أن هذه الأعمال التي تعرض لها الاتحاد كانت سببًا في تقوية عوده وصلابته وأمدته بالديمومة والتواصل خلال هذه العقود، فكثير من سياسيينا ومثقفينا الذين قاوموا الاستبداد والظلم وساهموا مساهمة فاعلة في النضال وبمختلف أشكاله من أجل مصالح الجماهير العراقية الكادحة قد خرجوا من منعطف هذا الاتحاد المناضل.
إن التاريخ الوطني لاتحاد الطلبة العام في العراق والذي يمتد لأكثر من 70 عامًا يشكل بحق إرثًا وطنيًا مجيدًا لكل فئات الشعب العراقي والوسط الطلابي على وجه الدقة، بسبب مشاركة جموع الطلبة في أتون النضال الوطني العام الذي خاضته الحركة الوطنية العراقية ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة. وقد ساهم الاتحاد جنبًا إلى جنب مع الأحزاب الوطنية والمنظمات المهنية الأخرى في انتفاضتي 1952 و1956 والانتفاضات الشعبية الأخرى والتي كانت بمثابة المقدمات الأساسية الممهدة لقيام ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 والتي كانت محصلة طبيعية لهذا التحدي والنضال البطولي لكافة العراقيين، حيث سادت خلالها أجواء سياسية جديدة تمثلت بمناخ ديمقراطي محدود واتساع نسبي في مجال الحريات العامة.
وفي عام 1960 شكّل البعثيون تنظيمًا طلابيًا باسم (الاتحاد الوطني لطلبة العراق) والذي أحدث شرخًا وانشقاقًا في الحركة الطلابية العراقية، ولكن بالرغم من ذلك واصل اتحاد الطلبة العام نشاطه الطلابي والوطني الوازع، حيث انتشرت فروعه في كل مدن العراق وظل مدافعًا أمينًا عن حقوق الطلبة المهنية خصوصًا وحقوق الشعب العراقي عمومًا. وقد أثبتت التجربة العملية وبصورة لا تقبل الشك فشل كافة محاولات القوى لاحتكار العمل الطلابي لهذه الجهة أو تلك، وما محاولات الاتحاد الوطني البعثي آنذاك بهذا الخصوص إلا دليل قاطع على ذلك.
وفي 8 شباط الاسود عام 1963 حدث الانقلاب الدموي الذي قاده ما يسمون ب (قطعان الحرس اللا قومي) ضد ثورة 14 تموز المجيدة حيث حولوا العراق إلى سجون ومعتقلات كبيرة يقبع فيها الشيوعيون العراقيون وخيرة ابناء شعبنا العراقي، وكان لقادة اتحاد الطلبة العام وأعضائه نصيب وافر من تلك الهجمة الشرسة.. حيث قدموا أعدادا كبيرة من الشهداء والمعتقلين في سجون النظام البعثي الفاشي الذين دافعوا دفاعا مستميتا عن ثورة 14 تموز المجيدة ومنجزاتها الوطنية ولكن كل ذلك لم يثن من عزيمة اتحاد الطلبة العام حيث استمر في نضاله السري محاولا لملمة جراحاته العميقة وإعادة بناء تنظيماته من جديد في الاوساط الطلابية وكانت ثمرة نضالاته حصوله على نسبة كبيرة من أصوات الناخبين قاربت من 90 بالمائة في الانتخابات الطلابية التي جرت عام 1966 في ظل الحكم العارفي وهي نسبة كبيرة اذ ما قورنت بطبيعة الوضع السياسي آنذاك في العراق ووضع اتحاد الطلبة بشكل خاص .
وفي انتفاضة تشرين الأول عام 2019 الباسلة كانت الشريحة الطلابية السباقة في المشاركة الفاعلة في التظاهرات الجماهيرية التي انطلقت وبمشاركة مختلف شرائح ومكونات المجتمع العراقي والتي كانت تهدف بشكل عام إلى ضرورة إصلاح النظام السياسي وتغيير والمنظومة السياسية الفاسدة ولكنها في الجانب الأخر كانت تمثل مطالب اجتماعية ومهنية وحتى سياسية للشريحة التي تمثلها، إضافة إلى أن شريحة الشباب المنتفض تتكون من قطاع واسع من الطلبة في المؤسسات التعليمية (كليات – معاهد – اعداديات ..الخ)، وقد أعلنت هذه الشريحة الطلابية عن تضامنهم التام ودعمهم الكامل لمطالب المنتفضين ولم يهابوا العنف الدموي والقمع الوحشي المفرط الذي تم استخدامه من قبل جهات معروفة بل واصلوا احتجاجاتهم وتظاهراتهم وحققوا انجازات كبيرة.
وقد قوبل قرار وزارة التعليم العالي في العراق بحظر عمل ونشاطات (اتحاد الطلبة) في الجامعات العراقية الحكومية والخاصة بغضب بين صفوف أعضاء الاتحاد والتجمعات والأحزاب المدنية في البلاد لاسيما أن القرار وجه جهاز الامن الوطني للتكفل بتطبيق هذا الإجراء الجديد بحجة الحفاظ على سير العملية التربوية.
عاش اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق بمناسبة الذكرى (77) لتأسيسه
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية والحركة الطلابية الديمقراطية
*************************************************
14 نيسان.. اليوم الذي أثّث روحي بالجمال
حميد قاسم
ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة العام، المنظمة الطلابية العراقية قبل 77 سنة..
هذه المنظمة رفدت الحركة الوطنية بأنبل الكوادر الشبابية، مثلما قدمت العشرات بل المئات من الشهداء من أجل حرية العراق..
شخصيا أعد هذا التنظيم ذا فضل كبير عليّ ففيه تربيت وتعلمت معنى المواطنة والحرية ومواجهة الاستبداد والطغيان..
ما مر عام دون أن احتفل بهذا اليوم منذ 1971 حيث أسسنا أول لجنة عليا في متوسطة بورسعيد ضمت الشهيد محمد صگر عليخ وعبد الحسين جبر ونوري حسن خرخاش..
فيما بعد، التحق بنا حشد من الشباب الأبطال حقا.. حسام عبد الستار، حمودي عنصيل، فوزي جاسم، جاسم الحلفي، ضياء سالم، علي داخل، زعيم نصار، عمار علي، الشهيد عبد العزيز جاسم، عادل خلف، ذياب عبد الله، الشهيد جمال دعير مطلك، الشهيد عبد الأمير حسين، جميل حامد، عباس السيد سروط، قيصر محمد، علي جبار حسين، الشهيد هاني جلود، الشهيد كريم حسن، الشهيد جبار صخي، علي زيارة، عبد الإله الفهد، حيدر النوري... وعشرات، بل مئات سواهم..
بورسعيد صارت ركيزة أولى تمكنت ان تجذب مدارس أخرى مثل المصطفى والثورة وأبو عبيدة والنصر والوحدة وعقبة بن نافع..
مليون زهرة لكل من مر بهذه المدرسة العظيمة وبذل جهداً في ترسيخ تنظيم الاتحاد فيها: عماد المولى، محسن عاصي، وادي جلود، الشهيد غازي الفهد، الشهيد معتصم عبد الكريم والشهيد فاروق صدام، الشهيد علي حسين (على تكنولوجيا)، داوود سالم، وكل من أشرف عليها: الشهيد ستار غانم، الشهيد ابو عزيز (إسحاق)، الشهيد علي جبار سلمان، الشهيد منعم ثاني، الشهيد لطيف كاظم، وجاسم عليوي، هاشم الرفاعي، سعدي عبد الرحيم، حسن ناجي (أبو ذر).. وسواهم من الأبطال الذين لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم..
تحية لذكرى الأبطال الذين قادهم الجلاد إلى المشنقة لا لشيء سوى أنهم يحبون وطنهم وشعبهم...
ــــــــــــــــــــ
*من صفحته على الفيسبوك
**********************************************
الصفحة العاشرة
أجمل الورود لحزب فهد في عيد ميلاده
حميد الموسوي
واحد وتسعين
عام
وانته ذاك الشاب
تنشد للمحبه
وللسلام
ياحزب فهد
وسلام
واحد وتسعين
عام
شموعك
منوره
رغم كل
الظلام
ورود حمره
نطشه باچر
واحد وتسعين
ورده
لكل شهيده
لكل شهيد
الچانوا الظهرك
حزام
واحد وتسعين
عام
وانته حلمك
اسمى من كل
الأحلام
إنته حلمك
حلم فقره الناس
بالعيشه السعيده
حلم بالدنيه الجديده
حلم بالحب
والوئام
واحد وتسعين
عام
وانته جذرك
وي جذور
النخل ثابت
أبد ماهزتك ريح
ولاظلم ذيچ السنين
وجورهه وجور
الأيام
واحد وتسعين
عام
على الحلوه
وعلى المره
عيونه كلهه
تحرسك
ماتنام
ياحزب فهد وسلام
************************************************
يا سرّ الاسرار
*كتبت هذه القصيدة غداة العام 1979
أحلام الزيدي
شسولف ؟
عن زمان
إللي رحت بيه
ولا فد يوم ...
عشت بفرگتك
مسعد!
لوَن بجبل
ضيم الشالته
الروح ...
چان بلحظة
وحده اوداعتك
ينهد !
وآنه ...
محملة شوگ
وعذابات ...
شلم منهن ؟
وضاع العمر
وتفرهد ! ً
وما ضاع الوفه
رغم الصعوبات
عليك ادموع
عيني ...
اليوم الك
تشهد !
أذكر گلبي ...
ابعد المسافات
ولا مرة ...
صغالي ومنك
اتردد !
وتانيتك عمر
يلي ...
انت ماجيت
ولعيونك ...
حمام الروح
غرَّد !
وبچبتك وحدي
آنه ...
ومر الأيام
يا سر الأسرار
وما گلت ...
لحد !
وسمارك ...
من سماري
الدنية الوان
وأنه لوني
أويه لونك ...
دوم يتوحد !
وطبعك ...
مثل طبعي
ابكل الأوصاف
نهوك ...
وما انتهيت
وأبد ماترتد !
ولو ...
مية سنة
أنتظر ملگاك
ويظل الصبر
كل يوم ...
يجدد !
تعال ...
وخلي نگعد
بس ...
أنه اوياك
بلچن غيم
روحي اوياك
يتبدد !
*******************************************
هلي والعيد
كاظم العطشان
كُون الِم ذاك العطش كلّه العطَشْتَه
وبچي شطّين ابحظنكُم
كُون الِم ذاك الحنين الجازي وكته
ورتوي ابزَخَّة مِزَنكُم
وكون بيّه..... ايدور دولاب السنين
وبلچي ارد خيط ابغزلكم
هچي واطّشر سوالف ....؟!
هچي وتلفني المغازل واغزل اظنوني ولمكم ..؟
ياهلي ...ابكل صوت خايف حشّمتكُم
ياهلي ...... ابكل طور نايل دورتكم
ماني احبكم
ماني مشتول ابدربكم
ماني معذور من اذِم طور المعاتب
خاف يطفح غيض البگلبي وذِمكُم
ياهلي...... ومامش بعد سَلْوَه التِسَلّي
ولابعد....مثل الگبل حضن اليهَلّي
وتاه ظلي....
وشحَّت افراحي وعزِتكُم
وانه ذاك الماتبدَّل طبع طُوره
اشما يِهِب عطر الطُواري
تحير روحي.... ابيا كتر يحبابي اشمكم
ياهلي...... وحنَّت علي وادم غريبه
وصاحو الميت غريب.. امنين هذا؟
وشالو امن امتوني نعشي
وچانت الفشله صديج
وچانت الدمعه گرابه
وچانت السكته حبيبه
ومادريت الطيف بالغربه عجارب
يظفر ابدمّي گصيبه
وانه طير... وحمل البجنحي ثجِيل
وغيمة المابيهه مطره...
الگاع مايعذر عطشهه والصبر بيهه ذِليل
واختلَط لون الصدگ ويّه التراب
وفترگ طبع الأثر عن الدليل
وضاع صوتي
وطفح هَمّي
وبيّه ناعي الغربه صاح
( امنين اجيب الجابته أمي )
والسوالف خضّرن بُرعم جديد
وطگ غصن حلمين بيه... وفار دمي
الدمعه جمره... وصفنة البيّه كواغد
ياهلي ومامش بعد زاجل يوافي
حتّه اصوغ الكم رسايل
حته اطرّز جرحي بخيوط القصايد
ياهلي.. وبيّه الأمس رنّة جِناجِل
صابَحَنَّي اظنون متوحمه بهلاهل
چَنْ حِلمهِن حَنْ فخاتي وعشگ طير
الديرتي وضحكة ابوي
ومحبس امي وطولها وشذر الگلايد
ياهلي وفزّيت من غبشه اعله اسمكم
من قريت اخباركم دمعه ابجريده
گمت اشمكم رازقي ابحبر الجرايد
ياهلي.... وماظل طعم للدنيه يسوه
وحلفلكم ..... شوگي عن العام زايد
ياهلي .... وباچر العيد
وانه حاير ياهلي ابيا ثوب اعايد
وانه غير ارسومكم چا شنهي رايد
وانه غير اعلومكم چا شنهي عايز
وانه ذاك ... الصادگت كل الأطوار
المارضت بالعيد اغني
اشعندي اغني ....؟!!
وانه من جيل النعاوي العاشر ادروب الجنايز
ياهلي...
وصحره البروحي اتريد ماي
اتريد موال وتتن وغروب ناي
اتريد چادر يشرب ادموع الونين
ويكشخ ابلطم العجايز
ماني مشروع الحنين الخاوه چويات الخساره
وچنت اظن ابكل خساره الصبر فايز
بويه غير ارسومكم چا شنهي عايز
ياهلي..... وماظل بعد للشوگ خاطِر
من طُفَه اُوجاغ البخت واللّوم عاجِر
من شَخَص ناب العِفَه ابعين الملح
ياهلي ... وماظل بعد للدنيه واهس
حتى اشِدّ احزامي وارگص للفرح
ياهلي وبس اشتهيكم
اشتهيكم
سالفه ...
وخيط ......
وجرح
************************************************
ما عندك گمر قرضه
د. حامد الشطري
ما عندك گمر قرضه
بيش الليل ينقاس..
بظلامه بصفنته..بمرضه..
وانا الحاجوج ليلي بطوله وبعرضه..
ولك مستاحش ابروحي
بونيني اتهمس اجروحي
والاوي اعنادي واعترضه
ماعندك گمر قرضه..
اگضي الليل بيه..
واتغاوة وافترضه...
افترضه نهار يطول..
وافترضه قطار
بلا محطة بچول
ماعندك گمر
وصلة گمر للعيد...
واشوفه هلال من بعيد ..
اطشه اعله اليتامى انذور
وابدل ريحة الكافور...
تعال الليلي وك ريضه
تعال اتقرضنه اهلال...
لو مر عيدك السبعين..
وانت هلالك
ايدور ضواه الضاع..
مايلگاه وغيوم السمه
ما لابسه الفضه..
شيبات النجوم تلالي من بعيد
وليمته كلام الشوك
انت تگوله .. وتنقضه..
**************************************************
الشعر الشعبي مصدراً لكتابة التاريخ
ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في العراق إنموذجاً
طالب كريم
على الرغم من التراكم النسبي الذي حققته كتابةُ تاريخ العراق في العقود الأخيرة ، فما زال الغموضُ يلفُ جوانبَ عديدة من تاريخهِ المعاصر ، كما أنَّ عدداً من القضايا والأحداث مازالت بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة . وضمن مبادرة رئيس الوزراء لدعم طباعة الكتاب وعن سلسلة "" تأريخ "" التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة وزارة الثقافة والسياحة والآثار صدر حديثاً كتاب "" الشعر الشعبي مصدراً لكتابة التاريخ -- ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في العراق إنموذجاً "" للباحث الدكتور مشتاق عيدان عبيد. عرضت هذه الدراسة الشعر الشعبي ، بوصفه مصدراً لكتابة التاريخ ، ويمكن القول إن الشعر الشعبي الذي يتعلق في المدة مابين ١٤ تموز ١٩٥٨ حتى نهاية عام ١٩٥٩ ، يكتسي قيمة تاريخية كبيرة ، لأنه عنى بأهم الأحداث التي رافقت تلك المدة ، مثل الأحتفاء بالثورة ، وقانون الإصلاح الزراعي ،وتأسيس الجمعيات الفلاحية ، وحركة الشواف ، وموقف الثورة من الأكراد ، ومحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ، والصراع مع الشيوعيين ، وإن العيّنات الشعرية التي ركزت عليها هذه الدراسة ، بعثت الحياة في أجزاء من أحداث تلك المرحلة وأعطتها حيوية وطرحتها للجدل ، وأخرجت هذا الشعر من دائرة التراث الشعبي إلى دائرة التاريخ الأكاديمي . ضم الكتاب تقديم وتوطئة -- / واستخدام الشعر الشعبي مصدراً لكتابة التاريخ./ -- الشعر الشعبي في ظل ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ ./ -- الاحتفال بمنجزات الثورة وزعيمها . / -- التأييد الشعبي لعبد الكريم قاسم. -- حركة الشواف والموقف الشعبي منها . /-- محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم. / -- التغني بشفاء عبد الكريم قاسم وخروجه من المستشفى ، / -- القطيعة بين عبد الكريم قاسم والشيوعيين . والخاتمة . يقع الكتاب ب -- ٢٧٦ -- صفحة من القطع المتوسط .
*********************************************
الصفحة الحادية عشر
مات ماريو فارغاس يوسا الذي أحب ان يموت وهو يكتب
توفي اول امس الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا في ليما عاصمة البيرو عن عمر (89) عاماً والحائز على جائزة نوبل 2010. يوسا/ احد اعلام الرواية في أمريكا اللاتينية الى جانب ماركيز وكورتا. تأرجحت مواقفه بين اليمين واليسار وذلك بعد فشله في الانتخابات وقد أشار الى ذلك في كتابه "السمكة في الماء". تأثر بكتابات ماركس وسارتر وفولكنر.
التقاه نيرودا وهو في حالة غضب بعد قراءة مقال عن احد اعماله، فنصحه نيرودا قائلاً: "انت في الطريق الى الشهرة وعليك ان تدرك ما ينتظرك، انا عندي صندوق اجمع فيه الشتائم والافتراءات التي يمكن ان تخطر في بالك.. طريق الشهرة يمر من هنا".
آخر كتاب ليوسا صدر بعنوان "نداء القبيلة" ويضم حواره مع عدد من المفكرين. ومن اعمال يوسا المترجمة الى العربية: (المدينة والكلاب/ البيت الأخضر/ حوار مع الكاتدرائية/ الكاتب وعالمه/ حفلس التيس/ في مديح الخالة/ حرب نهاية العالم) ومن ابرز مترجمي اعمال يوسا، الاديب السوري الراحل صالح علماني.
*************************************************
في الحرب ومضات
ريتا عودة/ حيفا- خاص
في الحربِ... يرتفعُ صوتُ البارود، ويخفتُ صوتُ الضَّمير.
عيونُ الجنودِ مناظيرُ موتٍ، تقيسُ المسافةَ بينَ الأمسِ والعَدَم.
في الحربِ، تتشابكُ الذَّاكرةُ والنِّسيان، كأنّهما وجهانِ لعملةٍ واحدةٍ، وجهُ الموتِ ووجهُ الحياة."
في الحربِ... يتحوّلُ الوطنُ إلى خريطةٍ ممزّقة، والذِّكرياتُ إلى أطلالٍ دامية.
في الحربِ... يضيعُ صوتُ المغنّي، وتتحوّلُ الكلماتُ إلى صرخاتٍ مكتومةٍ.
في الحرب... تتساقطُ الأقنعةُ، وتظهرُ الوجوهُ الحقيقيَّةُ للشَّرِ.. للبَشَرِ.
في الحربِ... يغيبُ القمرُ، وتكتسي السَّماءُ بسوادِ الحِدادِ.
في الحربِ... تتوقَّفُ عقاربُ الأَمَلِ، وتتجمّدُ اللحظاتُ في ذاكرةِ الألم.
"في الحربِ، تُصبحُ الكلماتُ رصاصًا، والصمتُ قنبلةً، والذاكرةُ مقبرةً جماعيَّةً."
في الحربِ... يرتدي الحُبُّ قناعَ المُقاوَمة، ويصبحُ كلُّ لقاءٍ معركةَ بقاءٍ صغيرةً.
في الحربِ... تتحوَّلُ القبلاتُ إلى عهودٍ صامتة، والدُّموعُ إلى رسائلٍ مشفَّرة.
في الحربِ... يكتبُ العشَّاقُ قصائدَ حُبٍّ بالرَّصاصِ، ويُوَقِّعُونها بدموعِهم.
في الحربِ... يصبحُ الوطنُ حبيبةً مفقودةً، والحُبُّ وطنًا بديلًا.
في الحربِ... يتزوجُ الحُبُّ مِنَ الصَّبرِ، ويُنجبانِ أطفالًا مِنَ الأملِ المُشَوَّهِ.
في الحربِ... يرقصُ العشاقُ على أنغامِ القنابلِ، ويغنُّونَ للحبِّ المنتصرِ.
في الحربِ... يتبادلُ الأحبةُ النَّظراتِ الأخيرةِ، كأنَّها رسائلُ وداعٍ أبديّة.
في الحربِ... يكتبُ العشاقُ رسائلَ حُبٍّ على جدرانِ الرّكامِ، كأنَّها صرخاتُ أملٍ.
في الحربِ... يشيخُ الحُبُّ قبلَ أوانه، ويذبلُ الأملُ في حدائقِ الصَّبرِ.
في الحربِ... يتحوَّلُ العناقُ إلى درعٍ واقٍ، يحمي العشاقَ من قسوةِ العالَمِ.
بينَ قُنْبُلَتَيْنِ، يُومِضُ الأملُ، غدًا سنحبُّ الحياةَ، وإنْ كانتْ رماديّة.
في الحربِ... يختبئُ الحبُّ في زوايا القلب، وينتظرُ لحظةَ الخلاص.
بينَ أنقاضِ البيوتِ، ينبتُ الحُبُّ كزهرةٍ بريّةٍ، تتحدَّى ا
التَّهجيرَ والدَّمارَ.
في الحربِ... يصبحُ الحبُّ سلاحًا سِريًا، يقاومُ اليأسَ ويمنحُ الحياةَ معنى.
في الحربِ... يُولدُ الأملُ من رحمِ اليأسِ ولادةً قيصريَّةً، وينبتُ الزَّهرُ مِنْ بينِ ركامِ الذِّكرياتِ اللئيمة.
في الحربِ... يتحوَّلُ القلبُ إلى قنبلةٍ موقوتةٍ، تنفجرُ بالحُبِّ والشَّوقِ الباليستي.
في الحربِ... يصبحُ الصَّمتُ لغةَ الحبِّ الوحيدة، والعيونُ هي الرَّسائلُ المتبادلة.
في الحربِ... يولدُ الحبُّ من رحمِ الألمِ، وينمو كشجرةِ زيتونٍ شامخة
********************************************************
مختارات من أنطولوجيا نهر سبون يدير الكنيسة.. كما يدير المصرف والمخزن!
إدغار لي ماسترز
ترجمة: د. ماجد الحيدر
Masters, Edgar Lee (1869-1950) شاعر أمريكي، عُرِف بقصائده عن الحياة في الغرب الأوسط الأمريكي. ولد في "كنساس" والتحق بجامعة نوكس ليتركها بعد عام واحد ليكمل دراسته الخارجية للقانون. كتب أولى مجاميعه الشعرية عام 1898 وأردفها بالعديد من المسرحيات قبل أن تذيع شهرته عندما نشر عام 1915 عمله المهم "أنطولوجيا سبون رفر" (Spoon River Anthology) وهو مجموعة من القصائد النثرية (تبلغ العشرات) تحكي أسرار حياة لقاطني "سبون رفر" وهي مدينة خيالية رسمها الشاعر على طراز مدينتي لويس تاون وبطرسبرغ في ولاية "ألينويز" حيث قضى فيهما الشطر الأكبر من طفولته. في هذا العمل يقدم ماسترز كل قصيدة على لسان واحد من أبناء البلدة المدفونين في مقبرتها الواقعة على سفح إحدى التلال حيث يتحدث الموتى في كلمات نقشت على شواهد قبورهم بكل صراحة وصدق عن الأسرار التي اكتنفت حياتهم ووجهة نظرتهم إزاء الحياة التي خلفوها وراءهم. كان هذا العمل بأسلوبه الساخر المرير وتصويره الواقعي لخشونة الحياة وفظاظتها ثورة على المعايير الاجتماعية التقليدية وعلى الأسلوب الرومانسي والعاطفي الذي كان سائداً في الأدب الأمريكي في بداية القرن العشرين. تشمل أعمال ماسترز الأخرى "أغنياتٌ وأهاجٍ 1916" ، "سبون رفر الجديدة 1924"، "قصائد الشعب 1936"، "العالم الجديد 1937" وعدد من المسرحيات وكتب السيرة.
التل
أين إلمر، وهرمان، وبيرت، وتوم، وشارلي
ضعيفُ الإرادةِ، وقويُّ الذراعينِ، والمهرّجُ، والسكّيرُ، وكثيرُ العراكِ؟
كلُّهم، كلُّهم يرقدونَ على التلّ.
**
واحدٌ قضى بالحُمّى
واحدٌ احترقَ في منجمٍ
واحدٌ قُتِلَ في شجارٍ
واحدٌ ماتَ في السجنِ
واحدٌ هوى من جسرٍ وهو يكدحُ من أجلِ الزوجةِ والصغار.
كلُّهم، كلُّهم يرقدونَ، يرقدونَ على التلّ.
**
إينَ إيلاّ، وكيت، وماغ، وليزي، وإيديث
رقيقةُ القلبِ، وساذجةُ الروحِ، والصاخبةُ، والمغرورةُ، والسعيدة؟
كلُّهنَّ، كلّهنَّ، يرقدنَ على التلّ.
**
واحدةٌ ماتت في ولادةٍ مُخزيةٍ
واحدةٌ من حبٍّ ممنوعٍ
واحدةٌ على يدِ وغدٍ في مبغى
واحدةٌ من كبرياءٍ محطَّمٍ وهي تبحثُ عن مُنيةِ القلبِ
واحدةٌ بعد دخلَتْ حياةُ باريسَ ولندنَ البعيدتينِ
الى عالَمِها الصغيرِ
على يدِ إيلا وكيت وماغ
كلّهنَّ، كلّهنَّ، راقداتٌ، راقداتٌ، راقداتٌ على التلّ.
**
إينَ العمُّ إسحق، والعمّة إيميلي
وتوني لنكيد العجوزُ، وسيفني هوتون
والميجر ووكر الذي كلَّمَ رجالَ الثورةِ الموقَّرينَ ؟
كلهم ، كلهم ، يرقدون على التلِّ
**
قد جلبوا لهم من الحربِ أبناءً صرعى
قد جلبوا لهم بناتٍ تحطّمَت حياتُهُنَّ
وصغاراً ، أيتاماً مُعوِلينَ
كلّهُم، كلهم يرقدونَ، يرقدونَ، يرقدون على التلّ
**
أين جون العابثُ العجوزُ
الذي عاش تسعينَ حَولا من حياةٍ لاهيةٍ
الذي تحدى المطرَ والبرَدَ بصدرِهِ العاري
وشربَ، وشاغبَ، ولم يعبأ بزوجةٍ أو قريبٍ
ولا بالذهبِ ، أو بالحبِّ ، أو بالسماءِ.
أنصِتْ : إنه يهذي عن ولائمَ من سمكٍ مقليٍّ
في زمانٍ بعيدٍ بعيد
وسباقات خيلٍ غابرةٍ في "كلاري غروف"
وما قاله "آب لنكولن"
مرةً في "سبرنغ فيلد"
نولت هوهايمر
في معركةِ "جسر ميشنري"
كنتُ أنا أولَ الثمارِ المقطوفةِ.
وحين أحسستُ الرصاصةَ تلِجُ قلبي
تمنيتُ لو أنّي بقيتُ في بلدتي ودخلتُ السجنَ
لأني سرقتُ خنانيصَ جاري
بدلاً من الهروبِ ، واللحاقِ بالجيش.
سجنُ البلدةِ أفضلُ ألفَ مرّةٍ
من الرقودِ تحتَ هذا الرسمِ ذي الجناحينِ
وهذي القاعدةِ الحجريةِ التي
تحملُ هذهِ الكلماتِ : “Pro Patria.”
ما معناها... على أيةِ حال ؟!
وليم وأميلي
هناكَ شيءٌ في الموتِ
يشبه الحبَّ نفسه!
لو أنكَ بعدَ سنينٍ من العيشِ
معَ مَن عرفتَ في رفقتِهِ الهوى ..
وتوهُّجَ العشقِ في الصِبا
أحسستَ معهُ بانطفاءِ النارِ
ثم خبوتما معا
في بطءٍ ويسرٍ ونعومةٍ
كما لو كنتما متعانقَينِ
تجتازانِ حجرةً مألوفةً...
تلك هي .. قوةُ اتحادِ الأرواحِ..
مثلَ الحبِّ... مثل الحبِّ نفسه!
القاضي الجوال
إنتبه –أيها المسافرُ- الى الثلومِ القاسيةِ
التي حفرَتْها الريحُ والأمطارُ
في شاهدِ قبري.
كأنَّ مقتاً شديداً ، أو آلهةَ انتقامٍ خفيةً
تسجِّلُ ضديّ النقطةَ تلوَ النقطةِ
لتمحقَ ذكرايَ .. لا لِتحفَظَها.
كنتُ في حياتي قاضياَ جوّالاً؛ أسجِّلُ العلاماتِ
لا أستندُ في الأحكامِ
على صوابٍ أو عدلٍ ،
بل على ما يحرزُ المحامونَ مِن نقاطٍ!
آهٍ أيتها الريحُ والأمطارُ!
أغربي عن شاهِدِ قبري.
فلا غضَبُ المظلومينَ
ولا لعناتُ المساكينِ
بِأسوأَ مِن رقادي صامتاً
مبصِراً –رغم ذاك- في رؤيةٍ جليّةٍ
أنّ "هود بات" – حتى "هود بات"
القاتلَ الذي أمرتُ بشنقهِ
أكثرُ منّي .. براءةً في الروح!
توماس رودس
حسناً، أيّها الليبراليونَ
والملاّحونَ في ممالكِ الفكرِ.
أيها المبحرونَ فوقَ ذُرى الخيالِ،
تتقاذفكُم أمواجُ الشذوذِ
وتتخبطونَ في شِراكِ الريحِ.
أنظروا كيفَ أدركتُم بحِكمتِكُم المغرورةِ
كم يصعبُ في الختامِ
أن تمنعوا الروحَ مِن أن تتشظى
الى ذرّاتٍ تتناهى في الصغرِ.
بينما نحنُ ، الباحثونَ عن ثرواتِ الأرضِ،
الجامعونَ الكانزونَ للذهبِ
قنوعونَ ، راضونَ ، متماسكونَ ، منسجمون ..
حتى آخرِ الشوط!
يوجين كارما
عبدٌ لرودس!
أبيعُ الأحذيةَ والقماشَ
والدقيقَ واللحمَ ، وثيابَ العملِ ، والأغطيةَ
النهارَ بطولِهِ .. أربعَ عشرةَ ساعةً في اليومِ ،
ثلاثمائةٍ وثلاثةَ عشرَ يوماً .. في أكثرَ من عشرينَ عاما
أرددُ وأرددُ ألفَ مرةٍ في اليومِ:
"نعم يا سيدتي".. "شكرا" .. "نعم يا سيدي" ....
من أجلِ خمسينَ دولارٍ في الشهرِ.
أعيشُ في هذه الغرفةِ النتنةِ، في مصيدةِ اللغوِ والضجيجِ
التي يدعونها "الحيَّ التجاريَّ"
مُرغَما على الذهابِ الى مدرسةِ الأحدِ
والاستماعِ الى القسِّ المبجَّلِ مائةً وأربعَ مراتٍ في العامِ
ساعةً أو أكثرَ في كلِّ مرةٍ
لأن "توماس رودس" يديرُ الكنيسةَ
كما يديرُ المصرفَ والمخزنَ.
هكذا ، ذاتَ صباحٍ.. حينَ كنتُ أشدُّ ربطةَ عنقي
أبصرتُ نفسي في المرآةِ
بشعري المشتعلِ بالشيبِ، ووجهي الشبيهِ بفطيرةٍ لم تستوِ
فلعنتُ ولعنتُ : أيها الشيءُ التافهُ العجوزُ!
أيها الكلبُ الجبانُ! أيها المفلسُ الحقيرُ!
يا عبدَ رودس!
حتى ظنَّ زميلي أنني مشتبكٌ في عراكٍ
وأطلَّ من فتحةٍ فوقَ البابِ
ورآني، تماماً في اللحظةِ التي كنتُ فيها
أتكوَّمُ على الأرضِ
ميتاً ... من وريدٍ تفجَّرَ في رأسي.
**********************************************
سينما فان كوخ في السينما: لا أرسم الأشياء كما تبدو، بل كما أفكر بها
د. فاضل جاف
قلة هم الفنانون الذين تركوا بصمة عميقة في عالم الفنون كما فعل الرسام الهولندي فنسنت فان كوخ (1853 - 1890)، سواء في الفن التشكيلي أو في السينما. وإذا كان هناك فنان يمكن مقارنته به في هذا السياق، فقد يكون موزارت، إذ نادرًا ما جُسِّدت حياة فنان وسيرته الذاتية على الشاشة بالعمق والتعدد ذاتهما كما حدث مع فان كوخ. في أكتوبر 2017، أُنتج فيلم أنيميشن بأسلوب بصري متفرّد حول فان كوخ، ليؤكد استمرار الاهتمام بشخصيته وأعماله في السينما. هذا الشغف السينمائي لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لعقود من التناول الإبداعي لسيرته الحافلة بالصراع والمعاناة. خلال فترة اهتمامي بالحركة التعبيرية في المسرح، كنت مفتونًا بلوحات فان كوخ، ليس فقط لجمالها الفريد وإنما أيضًا لعلاقتها الوثيقة بحياته الحافلة بالتحديات، من الفقر المدقع إلى المعاناة النفسية التي شكّلت جزءًا من روحه الإبداعية. كانت حياته وأعماله تثير لدي تساؤلات عديدة حول العلاقة بين العبقرية والمعاناة، وبين العزلة والإبداع.
أول فيلم شاهدته عن فان كوخ كان الأحلام للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا، حيث يظهر كشخصية داخل إحدى لوحاته الأشهر (حقول القمح والغربان). في هذا الفيلم، يتحوّل المشهد السينمائي من لوحة ساكنة إلى عالم لوني حي، حيث تتماهى الطبيعة والبشر في رؤيا فنية أشبه بحلم داخل اللوحة. إنه بحقّ فيلم يجسّد التعبيرية في السينما، بلغة فنية خارقة للمألوف، تتجاوز السرد التقليدي لتغمر المشاهد في تجربة بصرية وشعورية فريدة. أما فيلم الأنيميشن محب فان كوخ (Loving Vincent)، الذي لا يزال يحظى باهتمام عالمي رغم مرور قرابة عقد على إنتاجه، فقد قدّم مقاربة بصرية غير مسبوقة لحياة فان كوخ، باستخدام تقنيات رسم يدوية تجعل كل إطار في الفيلم يبدو كلوحة مرسومة بريشته. هذه التجربة السينمائية الفريدة تماهت مع أسلوب فان كوخ نفسه، حيث تجلّت ضربات الفرشاة السريعة والألوان المتوهجة في كل مشهد، مما جعل الفيلم تحية بصرية حية لروح الفنان.
أما آخر فيلم تناول حياة فان كوخ فهو عند بوابة الخلود (At Eternity’s Gate)، الذي أعاد تسليط الضوء على هذه الشخصية الاستثنائية من زاوية مختلفة. ما يميّز هذا الفيلم أن مخرجه، جوليان شنابل، ليس فقط مخرجًا سينمائيًا، بل أيضًا فنان تشكيلي، مما مكّنه من تقديم رؤية تعبيرية عميقة تتجاوز السرد التقليدي للسيرة الذاتية، وتسعى إلى الغوص في أعماق العالم البصري لفان كوخ. يُعرف شنابل بأسلوبه الفني الفريد ولوحاته الكبيرة التي تتماهى في بعض جوانبها مع منهج فان كوخ، مما جعله الشخص الأمثل لرواية قصته بأسلوب بصري حميمي.
على الرغم من أن عند بوابة الخلود لا يختلف كثيرًا عن غيره من حيث السرد الأساسي لحياة فان كوخ، إلا أن أهميته تكمن في تصويره للحظة قراره الحاسمة بمغادرة وطنه هولندا، بحثًا عن بيئة أكثر تحررًا لإبداعه. ينتقل إلى مدينة آرل في بروفانس الفرنسية، آملًا متفائلاً بضوء الشمس الساطع والألوان الطبيعية المذهلة مصدر إلهام جديد يتيح له تطوير أسلوبه الفني بحرية أكبر.
لكن هذه الرحلة لم تكن سهلة، إذ واجه فان كوخ صراعات نفسية حادة وأزمات فكرية حول الدين والفن والعقل، مما اضطره إلى دخول مصحة عقلية. في تلك الفترة، كان بول غوغان، الفنان التعبيري الشهير، رفيقه، وكان مقتنعًا بفكرة إنشاء مجتمع فني مستقل يجمع فنانين يدعمون بعضهم البعض. غير أن فان كوخ، بطبيعته المتفرّدة، ظل خارج هذا الإطار الجماعي، ولم تجد أعماله اهتمامًا في زمنه، مما زاد من عزلته وتفاقم أزمته النفسية.
المأساة الكبرى في حياة فان كوخ كانت الفقر والتجاهل، حتى أن شقيقه ثيو كان يكافح لدعمه ماديًا لكنه لم يتمكن من تغيير مصيره. والمفارقة أن أحد أعماله، وهو بورتريه طبيبه المعالج في المصحة النفسية، بيع عام 1990 بمبلغ 82 مليون دولار، أي ما يعادل اليوم قرابة مليار دولار بأسعار السوق المعاصرة. ما يجعل بوابة الخلود مختلفًا عن غيره من الأفلام التي تناولت حياة فان كوخ هو تركيزه على رؤيته الجمالية والفنية للعالم، بدلًا من مجرد سرد الأحداث التي مر بها. يقول فان كوخ في الفيلم : الطبيعة التي أراها ليست هي ذاتها التي يراها الآخرون. فأنا لا أرسمها كما تبدو، بل كما أفكر بها."
هذه العبارة تلخص جوهر المدرسة التعبيرية، التي لم تكن مجرد أسلوب فني، بل رؤية فلسفية تتجاوز الظاهر إلى التعبير عن جوهر الذات والعالم.
هذا النهج ذاته وظّفه الكاتب المسرحي أوغست ستريندبرغ في أعماله المسرحية التعبيرية، مثل "لعبة حلم" و"سوناتا الشبح" و"الطريق إلى دمشق"، حيث بلغت التعبيرية ذروتها في "لعبة حلم"، إذ يتفكك الواقع ليصبح المشهد المسرحي انعكاسًا لعوالم نفسية داخلية، في سياق أسطوري تمتزج فيه الرموز والدلالات بالواقع. وهي من أكثر مسرحيات ستريندبرغ تمثيلًا، وكان حلم أنتونين آرتو إخراجها، ثم توالى كبار المخرجين على تقديمها، من بينهم إنغمار بيرغمان وروبرت ويلسون وروبرت ليباج.
وهذا ما جسّده أيضًا الشاعر الكردي الكبير عبدالله كوران في بعض أشعاره، متجاوزًا المظهر الخارجي للأشياء ليعبّر عن جوهرها العاطفي والروحي، متماهياً مع جوهر التعبيرية في سعيها إلى الكشف عن الحقيقة الأعمق الكامنة خلف المشهد الظاهري.
عبر هذا الطرح السينمائي الجديد، يظل فان كوخ شخصية إبداعية ملهمة، لا يقتصر تأثيرها على الفن التشكيلي حسب، بل يمتد إلى عالم السينما، حيث يُعاد اكتشافه جيلاً بعد جيل برؤى جديدة. هذه الاستمرارية تؤكد أن عبقريته ليست مجرد لحظة في التاريخ، بل نبع لا ينضب للإلهام والإبداع، يتجلى في كل وسيط فني يقترب من روحه القلقة ورؤيته المتفرّدة للعالم.
***************************************************
الصفحة الثانية عشر
في ضيافة شيوعيي كربلاء المهندس والشاعر حسن الجواد وكتابه الشعري الجديد
كربلاء – طريق الشعب
ضمن فعاليات الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، ضيّفت اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، عصر الأربعاء الماضي، المهندس المعماري والشاعر حسن الجواد، الذي تحدث في جلسة ثقافية عن تجربته ووقع مجموعته الشعرية الجديدة "آبهٌِ لوجودي"، وسط جمع من المثقفين.
أدار الجلسة الرفيق سلام القريني واستهلها مهنئا بذكرى ميلاد الحزب، ومباركا للضيف صدور مجموعته الشعرية، وهو يخط طريقه الشعري الذي بدأ خطواته الأولى عليه في النشر في جريدة "طريق الشعب".
وذكر أن الجواد، وهو أستاذ في معهد الفنون الجميلة في كربلاء، مهندس معماري ناجح، ولديه مكتبا هندسيا معروفا في المحافظة. فيما لفت إلى أن ديوانه الأول حمل عنوان "عناقيد متدلية".
وفي إجابة عن سؤال طرحه عليه القريني، تحدث الجواد عن العلاقة بين الهندسة والشعر، مبينا أن هناك صلة وثيقة بين الميدانين، تحتاج إلى مهارة في التوظيف.
وروى الجواد رحلته الأكاديمية. حيث تناولت رسالته التي حصل عنها على درجة الماجستير في الهندسة "التصميم المدمج في حل مشكلات الوحدات السكنية الصغيرة"، مبينا أن هذه الرسالة دفعته إلى دراسة تاريخ العمارة في العراق منذ العهد السومري، وروادها المعاصرين، فضلا عن دراسة مشاريع المعماري المصري حسن فتحي.
وتابع قوله أنه حصل على درجة الامتياز، لذلك كوفيء بمنحه إيفادا الى الجمهورية التشيكية لمناقشة بحثه في العاصمة براغ، التي رآها من أجمل مدن اوربا في البناء المعماري، مشيرا إلى انه دُهش من سحر المكان وعلاقته الجدلية بالطبيعة التي تضيف له بعدا شعريا.
ونوّه إلى أن الرفيق سلام القريني قدمه لـ"طريق الشعب" ككاتب مقال يستند إلى الجانب الأكاديمي، ويتكئ على الملكة الأدبية في تحويل الدراسات الأكاديمية الى مقالات متاحة للناس، مبينا أن جميع ما كتبه من مقالات نُشر في "طريق الشعب"، وأن الجريدة حفزته على الكتابة عن مشكلات الناس، فنشرت له في زاويتها الثابتة في صفحة "حياة الشعب"، والمعنونة "أكول"، هذا فضلا عن مساهماته في الصفحة الثقافية، وآخرها قصيدة بعنوان "وصايا الغبار الأخير".
وفي سياق الجلسة قرأ الضيف عددا من قصائد مجموعته الجديدة. كما عقّب على مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، بضمنهم كريم العامري وصباح محمد وفاضل مناتي، ليوقع في النهاية نسخا من مجموعته ويوزعها على الحاضرين.
وفي الختام، قدم سكرتير المحلية الرفيق المهندس مرتجى إبراهيم، شهادة تقدير وهدية من المختصة الثقافية إلى المهندس والشاعر حسن الجواد.
*****************************************
فعاليات مهرجان بابل للثقافات العالمية تتواصل
متابعة – طريق الشعب
تتواصل فعاليات مهرجان بابل للثقافات العالمية، التي انطلقت السبت الماضي تحت شعار "كلنا بابليون"، بمشاركة فنانين وأدباء ومثقفين ونحو 80 شخصية ثقافية وفنية عربية وأجنبية.
وسبق الافتتاح تكريم الفنان اللبناني المعروف منير معاصيري. فيما شهد حفل الافتتاح الذي انطلق بعد السادسة مساء على المسرح البابلي في مدينة بابل الأثرية، إلقاء كلمات رسمية، وإقامة حفلات موسيقية لفرقة أوركسترا العود بقيادة الفنان مصطفى زاير، وفرقة الفلامنكو الاندلسية الاسبانية، والعازف السويسري ميكي ماورار، والفرقة التركية بقيادة المايسترو توركاي جو شكون، فضلا عن حفل للفنان حمزة المحمداوي.
أما فعاليات اليوم الثاني الأحد، فتضمنت افتتاح معرضين للكتاب والفن التشكيلي، وعرضا مسرحيا مرتجلا للفنان ثائر جبارة، وقراءات شعرية للشاعر موفق محمد والشاعر الفرنسي جويل جان فرانسوا، وغيرهما، فضلا عن حفلات توقيع كتب وندوات ثقافية.
وبحضور جمهور كبير من محافظات مختلفة، شهد المهرجان الذي يستمر حتى يوم 19 من هذا الشهر، عروضا مسرحية وحفلات موسيقية وغنائية وندوات وورشا ثقافية وأدبية وآثارية ساهم فيها اختصاصيون من العراقيين والعرب والأجانب، إلى جانب تكريم المبدعين العراقيين الذين نالوا جوائز محلية وعربية هذا العام، وتكريم بعض النجوم الذين شاركوا في مسلسلات جديدة ساعدت في الارتقاء بالدراما المحلية.
************************************************
بعشيقة تحتفي بالإرث الثقافي الإيزيدي
بعشيقة – داود سليمان
تحت شعار “ماضينا وحاضرنا رمزٌ للسلام”، أقام قسم الدراسة الإيزيدية في مديرية تربية نينوى بالتعاون مع قسم النشاط الرياضي والمدرسي في تربية ناحية بعشيقة، الأربعاء الماضي، المعرض السنوي للتراث الإيزيدي.
المعرض الذي أقيم وسط الناحية، والذي شهد حضورا رسميا وشعبيا لافتا، تنوعت فقراته وعبّرت عن عمق الثقافة الإيزيدية. حيث ضم أجنحة مخصصة للآلات والأدوات التراثية القديمة، مثل مواقد الكاز والفوانيس وأواني الطهي التقليدية، والتي لاقت إعجاب الزائرين من مختلف الأعمار، لما حملته من ذكريات وصور عن الحياة اليومية لأبناء المكوّن الإيزيدي في الماضي.
وشارك عدد كبير من الطلبة في المعرض بارتداء الأزياء الإيزيدية التقليدية. إذ تألق الأولاد في أزياء فولكلورية مميزة وهم يحملون آلات موسيقية تقليدية مثل الطبل والزورنا. بينما ظهرت الفتيات بفساتين بيضاء مطرّزة وغطاء رأس تقليدي ملوّن، في صورة تعكس براءة الطفولة وارتباطها الوثيق بالتراث.
واختُتم المعرض بعروض فنية وشعرية قدّمها الطلبة، أظهرت مدى الوعي الثقافي والهوية العريقة التي يتمسك بها أبناء الجيل الايزيدي الجديد، رغم ما مرّت به مناطقهم من تحديات ونكبات.
*******************************************
نحو المعرض التشكيلي السنوي
تتوجه لجنة احتفالات الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، التي حلت يوم 31 آذار الماضي، بالدعوة إلى الفنانين التشكيليين في محافظات العراق كافة، للمشاركة في المعرض السنوي لأعمال الرسم والنحت والخزف، الذي يقام على شرف الذكرى واحتفالا بها.
سيفتتح المعرض هذه السنة يوم 26 نيسان الجاري، على قاعة كولبنكيان في بغداد. ونتطلع إلى مشاركة واسعة فيه من جانب فنانينا التشكيليين، راجينهم تسليم أعمالهم إلى الإدارة في مقر الحزب بساحة الأندلس في بغداد حتى يوم 17 نيسان الحالي.
*********************************************************
- تضيّف منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب، هذا اليوم الثلاثاء، القاص والروائي عبد الستار البيضاني، ليوقع روايته "نوائح سومر"، مع قراءة للرواية يُقدمها الأستاذ جاسم الحلفي.
حفل التوقيع الذي سيديره الشاعر د. حازم الشمري، يبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- يعقد منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة بعنوان "الأمن السيبراني وحدود الخصوصية الثقافية"، يشارك فيها د. باسم خريسان والأستاذ رافد عجيل، ويديرها د.علي عبود.
تبدأ الجلسة في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت المقبل، الرفيق جراح صكر الفؤادي، ليقدم كتابه الموسوم "مذكرات عريف شيوعي".
تكون البداية في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
*********************************************
ليس مجرد كلام.. الى متى هذه الأخطاء..؟
عبد السادة البصري
ان نفتتح عددا كبيرا من المدارس والجامعات الأهلية، بجانب الحكومية، لنخرّج أكبر عدد من الشباب ونرميهم عاطلين على قارعة الطريق.. خطأ كبير!
وأن تتدنى الخدمات ويتدهور التعليم، وتزداد نسبة الفقراء والمتسولين، ويرتفع حجم استيراداتنا.. خطأ كبير!
وأن تتفاقم أزمة السكن وتكثر العشوائيات وأحياء المتجاوزين وبيوت الصفيح، وتُغلق الباب بوجه المطالبين بحقّهم في السكن ..خطأ كبير!
وأن يواجَه المواطن المنتفض المطالب بأبسط بحقوقه في وطن حلم أن يكون الابهى والأجمل، ويُقمع بالعنف والرصاص الحي والاعتقالات .. خطأ كبير!
وأن نترك المشاريع العمرانية دون إكمال ومن دون محاسبة الشركات المتلكئة.. خطأ كبير ايضاً!
وحين يُضرب المعلم او المهندس او أي مواطن مهما كانت صفته.. خطأ فادح!
وحين يخرق القانون رجل القانون، أو يستغلّه لمآربه الخاصة ..خطأ لا يغتفر أبداً ! وحين.. وحين..
والأخطاء تولّد انفجارات السخط والغضب والمطالبة بالتصحيح! فلا نستغربنّ، لأن السبب في الانفجار هو الاخطاء المستمرة والمتزايدة.
ولكي نقدّم حالة من النزاهة الحقيقية، ونكران الذات، والضمير النابض بحب الوطن والناس، ونكون جديرين بالعيش الكريم في هذه البلاد، علينا أن نبدأ بالعمل بعيداً عن المحاصصة الطائفية، والتحزب المقيت، والأنانية والفئوية وكل ما ادخل البلاد في هذا النفق المظلم والليل المطبق من الخراب والبؤس!
ليس عيباً أن نتوقّف ونتأمّل ونعالج الأخطاء حتى وإن ضغطنا على أنفسنا كثيرا.
بل العيب، كلّ العيب أن نظلّ سادرين بغيّنا لنقع في أخطاء اكبر وأكبر!
نعم، الوطن لن تبنيه المحاصصة بكل اشكالها، بل الوحدة والتآلف والمحبة ونكران الذات والضمير الحي.
الوطن يكبر ويزدهر بناسه الحقيقيين وبُناته الفعليين، أما اذا بقينا على هذا الحال فسنستفيق ذات يوم ولا نجد شيئا من الوطن!
*************************************************
قف.. مَن قتل بشير خالد؟
عبد المنعم الأعسم
مقتل المهندس بشير خالد في معتقل وزارة الداخلية وضع المؤسسة الأمنية العراقية بين قوسين، فالجاني رقم 1(انتباه) أحد المعتقلين كان قد تولى تعذيب وضرب الضحية الذي وصل المعتقل مع إصابة في رأسه إثر مشاجرة "برائحة مالية" مع مسؤول كبير في الشرطة وأولاده أمام منزل الأخير في مجمعٍ بحي العامرية، وثمة إحالات للمستشفى وبين معتقلات الوزارة تحمل مؤشرات طعون في سلامة الإجراءات لمثل هذه الحوادث، وسط صراخ ومخاشنات وتدافع، نقلها أكثر من عشرة فيديوهات وعشرات المنصات والمواقع، هي وحدها كافية لتفسير هلع الملايين من العراقيين حيال جهاز حكومي خطير، أعطاه الدستور المسؤولية الأولى في حماية حياة المواطنين وبسط الأمن وترشيد إجراءات التحقيق وتأمين العدالة، حيث تكشف التداعيات عن مخالفات خطيرة في عمل هذا الجهاز مُغطاة من أعلى المستويات، وعن مافيات نافذة تدير ملفات أمنية ومالية لصالح جهات سياسية.
الأخطر من كل ذلك ما تداولته وسائل الاعلام عن تدخّل جهات سياسية ذات يد طولى في الحكومة لطمطمة الموضوع، وحصر التحقيقات في أضيق الحدود، وربما لتسجيل الجريمة على مسؤولية فاعل مجهول.. فيما هو معلوم.
*قالوا:
"إلهي أشكوك..عبادُك اجتمعوا لقتلي.."
الحلاج
**********************************************
في المعهد الثقافي الفرنسي عن {الأدب بين الذكاء الاصطناعي والإبداع}
متابعة – طريق الشعب
عقد الاتحاد العام للأدباء والكتّاب/ أمانة العلاقات الدولية، بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، أخيرا، جلسة نقاش بعنوان "الأدب بين الذكاء الاصطناعي والإبداع - الفاعلية والتفاعلية - الواقع والتحولات".
الجلسة التي احتضنتها قاعة المعهد وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين، قدمها الناقد د. علي متعب، وساهم فيها الأدباء د. عباس معن، والباحث د. إيهاب عنان، ود. رباب هاشم.
وقدم د. معن بحثا بعنوان "الرقمية التفاعلية - المسوّغات والمآلات في التواصل والإبداع"، ذكر فيه أن "موضوعة الذكاء الاصطناعي في حد ذاتها تمثل مشكلة، مثلما ان الذكاء البشري هو مشكلة لم تحل حتى هذه اللحظة على اعتبار ان الذكاء يولد مع الإنسان، وهو متعدد. فمنهم من يكون ذكياً في اللغة ومنهم من لديه ذكاء مكاني أو رياضي أو موسيقي".
وتابع قوله: "أما الذكاء الاصطناعي فقد زاد الإشكالية إشكالات وعقّد الموضوع أكثر مما هو معقد. وأعتقد أن الفرق بين الذكاءين هو ان الأول قدرة والثاني صناعة، ومن غير الممكن أن تسيطر الصناعة على القدرة".
أما د.عنان، فقد قدم بحثا عنوانه "تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب والقراءة"، أوضح فيه أن الذكاء الاصطناعي بدأ منذ أربعينيات القرن الماضي على يد عالم الحاسوب آلان تورنغ الذي حاول استخدام نظريات وخوارزميات أراد تطبيقها على الآلة لمحاكاة العقل البشري.
وقدمت د. رباب بحثا بعنوان "إشكالية توظيف الذكاء الاصطناعي في السرد الروائي"، أكدت فيه أن "الذات الإنسانية تبقى هي المصدر الأساس والرئيس للإبداع. أما الذكاء الاصطناعي فلا يمكن له أن يميت الصيرورة الإنسانية، لأنه خرج من جلبابها، وهو عبارة عن قواعد وقوانين جاهزة تطبق على مجموعة من العينات. لذلك انه في النتيجة من خلق البشر ولا يمكن له تجاوز حدوده".
وشهدت الجلسة مداخلات ركزت على خطورة تأثير الذكاء الاصطناعي على مفاصل الحياة، لا سيما الثقافية والادبية.